بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-11-29

سعيد عقل مات وماتت معه التناقضات


سعيد عقل مات وماتت معه التناقضات
بين من غنى لمكة والقدس وبين من يعتبر جيش الإحتلال الصهيوني جيش الخلاص
بين من غنى لمكة والقدس وبين من يدعو الى قتل الفلسطينيين
اترككم مع هذا الفيديو بصوت سعيد عقل المتصهين اكثر من الصهاينة اليهود 

فيديو: الخيمة في مواجهة العاصفة - The tent confronts the storm


الخيمة في مواجهة العاصفة - The tent confronts the storm
شاهد هذا الفيديو تحت عنوان
الخيمة في مواجهة العاصفة - The tent confronts the storm
سبوت يوضح معاناة النازحين في قطاع غزة الذين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض بعد تدمير منازلهم.

- نزح 100.000 مواطن فلسطيني في قطاع غزة، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في العدوان الأخير.

- بلغ عدد البيوت المدمرة تدميراً كلياً وجزئياً 17.132 بيتاً، أما البيوت المتضررة فبلغ عددها 39.500 بيتاً، حسب الراصد الأورومتوسطي.

- عبد الله العجلة أحد سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يروي لنا تفاصيل معاناته وعائلته المكونة من 13 فرداً في فصل الشتاء، يقطن في خيمته التي غرز أوتادها أمام بيته المدمّر.

"ميديل إيست آي" تروى قصص المرابطات في باحات المسجد الأقصى

"ميديل إيست آي" تروى قصص المرابطات في باحات المسجد الأقصى

كتبت الصحفية البريطانية بيثان ستاتون تقريرًا من القدس المحتلة، عن النساء المرابطات لحماية المسجد الأقصى، في الوقت الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال الرجال من الدخول والرباط فيه.

وفي التقرير الذي نشره موقع "ميديل إيست آي" البريطاني تقدم ستاتون صورة مبهرة عن هؤلاء النساء اللواتي يجمعن بين القيام بواجباتهن المنزلية والعائلية والعملية، وبين الرباط في ساحات الأقصى لحمايته من اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين المتطرفين.


’’ميديل إيست آي’’ تروى المرابطات

موقع مدينة القدس ينقل لكم النص الكامل للتقرير الذي ترجمه موقع "عربي 21" إلى اللغة العربية

القدس؛ في وقت الصباح، والجو ماطر، وتحت أحد الأقواس الحجرية للمسجد الأقصى تجمّع ما يقرب 20 من النساء جلوساً على كراسي بلاستيكية أو على قطع من السجاد؛ يحتمين من المطر الغزير الذي كوّن ما يشبه البحيرة. يتحدثن ويقرأن معا بصوت مرتفع من كتب دينية عكفن عليها. ثم تلتحق بهن نسوة أخريات، تحمل كل منهن سجادة صلاتها معها، جئن معا للاحتماء من العاصفة.


’’ميديل إيست آي’’ تروى المرابطات

هؤلاء النسوة، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين أوائل العشرينات إلى ما يزيد عن السبعين عاماً، يأتين يومياً إلى أهم موقع إسلامي في القدس وثالث أقدس بقعة في الأرض حسب الدين الإسلامي. وتحت أقواس المسجد أو في الساحات المظللة لقبة الصخرة الذهبية يقمن الصلاة، ويجتمعن ويتدارسن معاً. المسنات منهن، ومعظمهن لا يقرأن ولا يكتبن، تنظَّمُ لهن حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بينما تنهمك الشابات منهن في تناول القضايا الدينية الأكثر تعقيداً وفي تعلم تاريخ المسجد وتاريخ المدينة المقدسة.

ولكن، ليس هذا هو السبب الوحيد الذي من أجله تأتي هذه المجموعة لزيارة الأقصى. تعرف هؤلاء النسوة بأنهن "المرابطات"، أي اللواتي يأتين للدفاع عن الأقصى وحمايته من توغلات الإسرائيليين ومحاولاتهم فرض سيطرتهم عليه.
تقول النسوة إنهن يراقبن عن كثب مجموعات الإسرائيليين اليمينيين والمتدينين الذين يداهمون ساحة الأقصى من حين لآخر ويحاولون في بعض المناسبات إقامة شعائرهم داخل الأقصى – والذي يطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل.

وحينما تمر مجموعة من اليهود الإسرائيليين بالمسجد ترافقهم قوة من الشرطة، تهتف النسوة بأعلى أصواتهن "الله أكبر"، لتذكير المقتحمين بأن المسجد ما يزال في أيدي المسلمين، رغم التصعيد المستمر والاعتداءات المتزايدة.

تقول لطيفة عبد اللطيف (24 عامًا): "كلما انتابنا شعور بأن ضررا قد يصيبنا نهتف الله أكبر، وكذلك حينما يهددنا الإسرائيليون أو يؤذينا الجنود".

وتضيف: "أعيش في المدينة القديمة، وكنت من قبل آتي هنا في المساء للصلاة فقط. ولكن حينما رأيت المستوطنين يأتون كل يوم، ورأيت حرصهم الشديد على التواجد هنا، وأنهم يسعون لتدمير قبة الصخرة، أدركت أن لدي الحق في المجيء، بل أنه يتوجب علي أن أكون هنا. آتي إلى هنا لتوجيه رسالة وهي أننا لن نبرح هذا المكان أبداً، فهذا المكان لنا، ولن نغادره إلى أي مكان آخر".

يشارك لطيفة عبد اللطيف في إيمانها الكثير من الفلسطينيين الذين يعتقدون بأن وضع المسجد الأقصى يتعرض لتهديد خطير.

من الناحية الرسمية يسمح حاليا لليهود الإسرائيليين باقتحام المسجد الذي يشرف على إدارته الأوقاف الإسلامية، ولكن لا يسمح لهم بالصلاة داخله. إلا أن اليمينيين اليهود صاروا يتحدون هذه الترتيبات في السنوات والشهور الأخيرة مستعرضين قوتهم ومترددين على عليه بشكل متزايد.
وقد شهدت الفترة الأخيرة اقتحامات متتابعة للمسجد من قبل المستوطنين اليهود، بما في ذلك بعض الأسماء البارزة داخل الكنيست، والذين يقولون إنهم إنما يؤكدون على حقوقهم الدينية في الصلاة داخل المسجد.
إلا أن الفلسطينيين يعتقدون بأن هذه المجموعات اليهودية تطمح في الاستيلاء الكامل على المكان، وهي مخاوف تؤكدها سلوكيات بعض المنظمات مثل "حركة جبل الهيكل" التي تصرح جهاراً نهاراً بأن "المعابد الوثنية" في الأقصى وقبة الصخرة ينبغي أن تدمر ويقام على أنقاضها الهيكل اليهودي الثالث. ولعل هذا ما يفاقم التوتر الذي شهدته ساحات الأقصى مؤخراً وما جرى فيها من مواجهات عديدة بين نساء المسجد وقوات الشرطة.

بينما تجمّع بعض الجنود يستظلون بشجرة في الجوار، وقفت عايدة صيداوي، التي تبلغ من العمر 53 عاماً، ترمق عن بعد بعينيها من مكان يطل على حديقة المسجد الجدر الزرقاء لقبة الصخرة، وتقول: "تصوري لو أنك منعت من الذهاب إلى الكنيسة والصلاة فيها، سيضايقك ذلك، وسوف يغضبك أيضاً". وتضيف: "لست أبالي أن يدمر بيتي، وأن يصادر مالي، أما المسجد الأقصى فهو خط أحمر. إذا ما استولوا على الأقصى، فلن يكون شيء في القدس على ما يرام".

من الصور التي أصبحت معلماً من معالم التوتر الناجم عن زيارات اليمينيين الإسرائيليين إلى الأقصى، هي تلك الصور التي تظهر الرجال الممنوعين من دخول المسجد وهم يؤدون الصلاة في الشارع، ركعاً سجداً تشهد ظهورهم المحنية في أداء جماعي على إصرارهم على أداء الصلاة ولو في الشارع معتبرين ذلك في نفس الوقت تعبيراً عن الاحتجاج على منعهم. إلا أن ذلك جزء من الحكاية وليس الحكاية كاملة. فالنساء اللواتي يأتين إلى المسجد كل يوم يتعرضن هن أيضاً للاعتقال والضرب والمنع من الدخول. ومع ذلك، فكلهن إصرار على الاستمرار في العودة مراراً وتكراراً وكلهن على استعداد لدفع ثمن باهظ مقابل البقاء في جوار المسجد.

في كل أسبوع هناك تقارير عن تعرض النساء للاعتقال أو للأذى على أيدي سلطات الاحتلال، تقول لطيفة عبد اللطيف إنها احتجزت لمدة ساعتين في وقت مبكر من هذا الشهر، وجرى التحقيق معها وهددت بالطرد من المسجد.
وتقول نسوة أخريات إنهن منعن مراراً من دخول المسجد – وهي القضية التي أثارتها عضو الكنيست حنين الزعبي، ويوثقها مقطع فيلم تظهر فيها النساء وهن يطاردن من قبل ضباط الشرطة ويمنعن من عبور بوابات المسجد إلى الداخل.

إلا أن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد نفى أن يكون قد حصل أي اعتقال أو أن يكون قد فرض حظر على دخول النساء إلى المسجد.

ما من شك في أن التوتر شديد لدى الطرفين. وفي الشهر الماضي صرحت عضو الكنيست موعليم رافائيلي لصحيفة الجروزاليم بوست بأنها تعرضت للدفع من قبل نسوة فلسطينيات حينما كانت تحاول زيارة المسجد الأقصى.

إلا أن النساء في المسجد يقُلْن إن الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة، ويحمّلن السلطات المسؤولية عن الاضطرابات التي تندلع من حين لآخر.

تقول عايدة صيداوي إنها تعرضت مؤخراً للضرب من قبل قوات الأمن، وتظهر صورة لحجابها وقد مزقه الجنود أثناء الواقعة.

هناك امرأة أخرى في السابعة والستين من عمرها اسمها زويا بدواني تقول إنها تعرضت للأذى ولكن هذه المرة من قبل المستوطنين اليهود. وهي الآن تربط بضمادة رسغها الذي تعرض للكسر أثناء المواجهة، وتصر زويا بدواني على أنه ما يزال يؤلمها، وتقول: "لقد كان الأربعاء الماضي يوماً سيئاً جداً. فقد جرى اعتقال وضرب أربعة من النسوة. لماذا يفعلون ذلك؟ هل لأننا نريد أن نصلي؟ هل لأننا نريد أن نهتف بعبارة الله أكبر؟ أم لأننا نساء. نحن مجرد نساء، وليس لدينا شيء، بينما هم جنود يحملون السلاح".

رغم هذه التحديات تقول هؤلاء النساء إنهن إنما ازددن قناعة بالحاجة إلى البقاء في جوار المسجد للدفاع عنه. ورغم جرحها، فقد جاءت زويا بدواني إلى الأقصى من داخل إسرائيل مثل كثيرات غيرها يأتين إلى المسجد تقريباً كل يوم من مناطق مثل يافا وعكا أو حتى الجليل.

تعتقد المرابطات بأنهن كنساء لديهن بشكل خاص دور في غاية الأهمية، وذلك أن الرجال المقدسيين أكثر عرضة للاعتقال في ساحات الأقصى المكشوفة وفي ظل التواجد الكثيف للشرطة، ويشعرن بأن النساء أقل عرضة للاعتقال من الرجال، كما أنهن أقل نزوعاً نحو فقدان السيطرة واللجوء إلى العنف.

وبالفعل، يعتبر نضال المرابطات كمجموعة متكاتفة من النساء أمراً مركزياً في هذه المقاربة، وترى كثيرات منهن أن مثل هذا النضال من أجل الأقصى قد شكل تحدياً وأحدث تحولاً في بعض الأفكار المتعلقة بالأدوار التقليدية للمرأة. تقول المشاركات في الحراك بأنه برز بشكل واضح خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، نظراً لأن المستجدات السياسية التي فرضت نفسها شجعت المشاركات في هذا النشاط على تحدي بعض الأفكار المحافظة بشأن دور الأنثى في المجتمع.

تقول لطيفة عبد اللطيف، والتي تعتبر من أصغر أعضاء هذه المجموعة سناً: "في السابق لم تكن النساء يخرجن كثيراً إلى المسجد. ولكن منذ أن ازداد الصراع صعوبة وخرج عن الطور المعتاد تحررت النساء من فكرة أن على المرأة أن تلتزم بيتها، وبأنه لا ينبغي لها أن تقول شيئاً، ولا أن ترفع صوتها".

ومضت لطيفة تقول: "إن الثقافة السائدة هي التي تَحْمل الناس على التفكير بمثل هذا الشكل التقليدي الذي لا يقوم على أساس من الدين، على وجه التأكيد. منذ أن خرجت النساء إلى المسجد وأخذن يشاركن في مثل هذه النشاطات أصبحن أكثر انفتاحاً من الناحية الفكرية، وفهمْن أن الخروج بات واجباً عليهن، وأن بإمكانهم السفر، وأن بإمكانهن التعبير عما تكنه نفوسهن وما يجول في خاطرهن".

بالنسبة للكثير من النساء هنا، يعتبر الأقصى نقطة مركزية ليس فقط بالنسبة للقدس بل وأيضاً بالنسبة لحياة كل واحدة منهن، فهو مركز المجتمع في المدينة التي نشأن فيها، وهو المعلم الذي ما فتئن يترددن عليه منذ كن أطفالاً صغاراً. إلا أن الأمر فيه ما هو أكثر من ذلك أيضاً، فالمرابطات يقلن إنه طالما بقي الأقصى بقيت فلسطين. لقد دفعهن الاعتقاد بواجب الدفاع عنه إلى تحدي الأخطار المحدقة بهن من عنف واعتقال وقيود.

تقول لطيفة عبد اللطيف: "لقد اعتقلت قبل أسبوعين، واحتجزوني لست ساعات واستجوبوني. ثم قالوا لي إذا عدت إلى الأقصى فسوف يصدر حظر بحقك، وسوف نرسلك إلى السجن. ولكني عدت في اليوم التالي مباشرة".

وتضيف قائلة: "نعلم يقيناً أننا نجازف بحياتنا، ولكن لا يوجد أمامنا سبيل آخر. ماذا لدينا لنعبر به عما في نفوسنا؟ لا يحب أحد منا أن يعتقل، ولا يحب أحد منا أن يضرب، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة".

في ذكرى قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947


في ذكرى قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947

تصادف هذه الأيام الذكرى السابعة والستون لصدور القرار 181 في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر 1947 القاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود الذي وافقت عليه الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة بواقع 33 صوتا لصالح هذا القرار في مقابل 13 صوتا، وامتناع 10 دول عن التصويت

إن قرار تقسيم فلسطين هو الإسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي صدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي:
1. دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
2. دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا.
3. القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.

ذكرى قرار تقسيم فلسطين، بتاريخ

ومما جاء في هذا القرارإقامة دولة لكل من العرب واليهود في القسم الذي خصصته له، ولم يحظ ذلك القرار بموافقة أية دولة آسيوية أو أفريقية في حينه.

لم يكن
قرار التقسيم إبن ساعته وإنما جاء في سياق نشاط المنظمة الصهيونية الذي بدأ قبل نصف قرن من ذلك التاريخ، حيث أخذت هجرة اليهود تتنامى بعد المؤتمر الصهيوني الأول (مؤتمر بال 1897) الذي اختار فلسطين وطناً قومياً لليهود.

في حيثيات هذا القرار نقرأ ما يلي: ينص مشروع قرار تقسيم فلسطين الصادر في العام 1947:توصي المملكة المتحدة، بصفتها الدولة المنتدبة على فلسطين جميع أعضاء الأمم المتحدة بالموافقة وبتنفيذ مشروع التقسيم مع الإتحاد الإقتصادي لحكومة فلسطين على الصورة المبينة أدناه، وتطلب:
أ‌- أن يتخذ مجلس الأمن التدابير الضرورية المنوه عنها في المشروع لتنفيذه.
ب -أن يقرر مجلس الأمن إذا أوجبت الظروف ذلك أثناء المرحلة الانتقالية ما إذا كانت الحالة في فلسطين تشكل تهديدا للسلم. فان قرر مجلس الأمن أن مثل هذا التهديد قائم بالفعل فيجب عليه المحافظة على السلم والأمن الدوليين أن ينفذ تفويض الجمعية العامة وذلك باتخاذ التدابير وفقا للمادتين 39 و41 من الميثاق، لتخويل لجنة الأمم المتحدة سلطة في أن تمارس في فلسطين الأعمال التي يلقيها هذا القرار على عاتقها.
ج - أن يعتبر مجلس الأمن كل محاولة ترمي إلى تغيير التسوية التي يهدف إليها هذا القرار بالقوة تهديدا للسلم أو قطعا أو خرقا له أو عملا عدوانيا بموجب نص المادة 39 من الميثاق.
د - أن يبلغ مجلس الوصاية بالمسؤولية المترتبة عليه بموجب هذا المشروع.
وتدعو الجمعية العامة سكان فلسطين إلى اتخاذ جميع التدابيرالتي قد تكون ضرورية من ناحيتهم لوضع هذا المشروع موضع التنفيذ، وتناشد جميع الحكومات والشعوب الامتناع عن كل عمل قد يعرقل أو يؤخر تنفيذ هذه التوصيات.

في حينه رفض العرب ومعهم الفلسطينيون هذا المشروع مستندين إلى الحقائق التالية:

رفضت معظم الزعامات العربية خطة التقسيم ووصفتها بالمجحفة في حق الأكثرية العربية التي تمثّل 67% مقابل 33% من اليهود. فقد أعطى الإقتراح 56.5% من فلسطين لليهود الذين كانوا يملكون 7% فقط من التراب الفلسطيني.
والسبب الثاني لرفض العرب خطة التقسيم كان الخوف من المستقبل، إذ خشي العرب أن تكون خطة التقسيم نقطة البداية لاستيلاء اليهود على المزيد من الأراضي العربية. ولم تأت مخاوف العرب من فراغ، فقد أعلن بن غوريون في حزيران/يونيو 1938، في كلام أمام قيادة الوكالة اليهودية، بشأن اقتراح آخر لتقسيم فلسطين، عن نيّته في إزالة التقسيم العربي-اليهودي والاستيلاء على كلّ فلسطين بعد أن تقوى شوكة اليهود بتأسيس وطن لهم.في بث إذاعي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، صرّح مناحيم بيغن،الذي كان في ذلك الحين أحد زعماء المعارضة في الحركة الصهيونية، عن بطلان شرعية التقسيم، وأن كل أرض فلسطين ملك لليهود وستبقى كذلك إلى الأبد.

من منطلق القوانين العالمية, قوانين الإحتلال وقوانين الأمم المتحدة كان لقرار تقسيم دولة فلسطين معارضة استمرت حتى هذه اللحظة لأن فلسطين هي دولة عربية كانت تحت الإنتداب البريطاني منذ سنة 1923 حتى سنة 1948 وبعد انتهاء الإنتداب البريطاني قررت بريطانيا تسليم فلسطين للصهاينة.

حسب القوانين العالمية للإحتلال (إتفاقيات جنيف) لا يجوز للأشخاص المحميين أنفسهم التنازل عن حقوقهم (المادة 8 من الإتفاقية الرابعة). وبحسب القوانين والتشريعات المتعارف عليها عالميا أنه وبعد انتهاء الإنتداب يجب إعادة تسليم البلاد إلى أصحابها الحقيقيين.

تنامت الضغوط السياسية على هيئة الأمم المتحدة لقبول خطة التقسيم، واستحسن معظم اليهود مشروع القرار وبخاصّة الوكالة اليهودية، إلا أن المتشددين اليهود من أمثال مناحيم بيغن رئيس منظمة الإرجون الصهيونية، وعضو منظمة الشتيرن، اسحاق شامير رفضوا هذا المشروع. وتشير سجلّات الأمم المتحدة إلى فرحة الفلسطينيين اليهود الذين حضروا جلسة الأمم المتحدة بقرار التقسيم. وإلى هذا اليوم، تشيد كتب التاريخ الإسرائيلية بأهمية الـ 29 من نوفمبر 1947.

إجتمعت الجامعة العربية الناشئة بعد هذا القرار وأخذت بعض القرارات كان أهمها:

1. أصدرت مذكرات شديدة اللهجة لأمريكا وإنجلترا

2.إقامت معسكرا لتدريب المتطوعين في قطنة بالقرب من دمشق بسوريا لتدريب الفلسطينيين على القتال، والذي تم لاحقا إغلاقه بسبب رفض بريطانيا له.

3. تكوين جيش عربي أطلق عليه جيش الإنقاذ وجعلت عليه فوزي القاوقجي

4. رصد مليون جنيه لأغراض الدفاع عن فلسطين، وهو مبلغ لم يصل للفلسطينيين منه إلا النذر اليسير.

واليوم وقد مرت 67 سنة على ذكرى قرار التقسيم، يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك أن رفض العرب لهذا القرار لم يأت من فراغ، ذلك أن مخاوفهم من استيلاء اليهود على كامل التراب الفلسطيني كانت محقة، فها هو الإستيطان قد افترس معظم الأراضي الفلسطينية، وها هو التهويد جار على قدم وساق.
الكاتب: د. لطفي زغلول/ بتصرف

2014-11-24

الأسباب الحقيقية للحرب في الشرق الأوسط... خلف داعش وأخواته، نهر الدم.. والغاز

الأسباب الحقيقية للحرب في الشرق الأوسط... خلف داعش وأخواته، نهر الدم.. والغاز

ما هي الأسباب الحقيقية لمواقف دول المنطقة من الحرب ضد داعش وأخواته، وإلى ماذا يطمح الكرد في الشمالين العراقي والسوري، وكيف يمكن أن تنتهي الخلافات الأميركية-التركية حول ضرب "داعش"؟ وأي دورٍ لحرب أنابيب الغاز في تغذية نهر الدم في بلادنا؟
باتت مواقف الدول الكبرى، ودول المنطقة المحيطة بسوريا أكثر وضوحاً بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على الأزمة التي تعيشها المنطقة بدولها وشعوبها.

ومع تفجر الحرب الطاحنة في الأشهر الأخيرة في المناطق الوسطى من العراق، والشمالية من سوريا، وسيطرة داعش على هذه المناطق، لا بد من أن نستعرض بالتحليل والوقائع الأسباب الحقيقية لما يجري، واتجاهات الأمور مستقبلاً، فضلاً عن فك اللبس في مواقف دولٍ لا تزال توفر الدعم للمقاتلين المتطرفين بشكلٍ شبه علني، فيما تعلن في المقابل حرصها على نجاح التحالف الدولي في ضربهم.

لقد سيطر "داعش" على أراضٍ بين سوريا والعراق تكبر الأردن مساحةً، ولكن هذه السيطرة فجرت خلافات داخل التحالف الأميركي نفسه، بحيث ظهرت إلى العلن التباينات بين السياسات الأميركية والتركية وأولويات كل منها. وبين هذا وذاك، يواجه الكرد في شمال سوريا خطر إبادة وجودهم في مدينة عين العرب-كوباني، وغيرها من مناطق تواجدهم في مرمى نيران التنظيم المريب.

ما وراء الأكمة.. حرب أنابيب الغاز
لا شك بأن الفوضى التي أصابت الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية لها أسبابها الداخلية المهمة في كثير من المواضع، ولكن الذي بات حقيقة مؤكدة هو أن صراع السياسات الخارجية، وحروب الجيوبوليتيك بين القوى الإقليمية والدولية، كانت ولا تزال هي القوة الدافعة الرئيسة لاستمرار حرب الميدان في المنطقة، وخصوصاً في سوريا والعراق، وما معركة عين العرب-كوباني إلا محطةً منها، لها دلالاتها فائقة الأهمية.

في عام 2013، قال الخبير الاستراتيجي البرازيلي بيبي اسكوبار إن "من يسيطر على سوريا يتحكم بشريان الغاز"، مصدر الطاقة الرئيس للقرن الحالي، وقد كانت هذه المقولة مفتاح التحليلات التي تقول إن أساس كل أحداث المنطقة، حرب تدور رحاها في أروقة مواقع التخطيط الاستراتيجي في الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وقطر والسعودية وغيرها، فضلاً عن الدول المعنية مباشرةً بهذه الأحداث التي تجري على أراضيها، أي سوريا والعراق، ويضاف إليها لبنان بنتيجة تأثره العميق بما يجري في جواره، وأيضاً بسبب عامل مستجد هو اكتشاف مخزون من الغاز في مياهه.

في السياق عينه، وفي مقابلة له مع قناة الميادين في العام نفسه، تحدث رئيس مركز الدراسات والمعطيات الاستراتيجية الدكتور عماد فوزي الشعيبي عن الحرب التي تدور خلف الكواليس بين القوى المؤثرة (أو الطامحة إلى التأثير) في المنطقة، حول مشروعات كبرى لتمديد أنابيب الغاز عبر العالم، ومن أهم هذه الأنابيب ما خطط لمروره في الأراضي السورية والعراقية.

وفي المعلومات التي أوردها، قسمت الخطوط الكبرى لأنابيب الغاز إلى مشروعات تقع تحت نفوذ روسيا وحلفائها، ومشروعات أخرى تقع تحت تأثير الولايات المتحدة وحلفائها، بينما يتصارع المحوران على تمديد مشروعات جديدة عبر دول المنطقة، وقد كان هذا الصراع محركاً أساسياً لسياسات هذه الأطراف وتعاطيها مع أحداث السنوات الأخيرة.

ووفقاً لهذا المنطلق، كانت كل من تركيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية تلتقي في بداية الأحداث على مشتركات ترتبط بمخططات كل منها لأنابيب الغاز التي سعت لتمريرها عبر سوريا والعراق إلى تركيا والمتوسط، وقد خاضت هذه الدول حربها جنباً إلى جنب على سوريا، ولاحقاً على العراق (مع اختلاف توزيع الأدوار والظروف والتوقيت). وبعد تبين عدم إمكانية تحقيق المشروع بالشكل الذي خطط له بسبب المقاومة الصلبة من قبل سوريا والمحور المقابل، وصلت كل دولة إلى محطة اضطرت معها إلى البحث عن مصلحتها الخاصة، الأمر الذي أفرز خلافات تبدو مستغربة لمن يغيب عنه البعد الاقتصادي للأحداث.

لقد رسمت الولايات المتحدة الأميركية مساراً كاملاً من العلاقات الاقتصادية والسياسية من القوقاز إلى البلقان وصولاً إلى أوروبا الشرقية، بهدف إضعاف قدرة الروس (تهيمن روسيا على 75% من الانتاج العالمي من الغاز) على الهيمنة على إمدادات الغاز إلى القارة العجوز، ولكن واشنطن أصيبت بخيبة كبيرة بعد تأخر انتهاء تنفيذ خط "نابوكو" من عام 2014 إلى العام 2017، وهو الخط الذي يمتد من أذربيجان عبر تركيا إلى بلغاريا، ثم إلى رومانيا فالنمسا بكلفة أولية قدرت بـ10.8 مليار دولار عادت وارتفعت إلى 30 ملياراً؛ فيما كانت روسيا تؤكد سيطرتها على السوق الأوروبي عبر تمديد خطوط أخرى تصل إلى النمسا وألمانيا، مستفيدةً من مساعدة إيران لها من خلال تحويلها وجهة الفرع الثاني من "نابوكو"، من تركيا إلى العراق وسوريا.

وشرح الشعيبي (عام 2013) كيف كان مرسوماً لخط سعودي أن يمر عبر العراق، ثم إلى منطقة حمص في سوريا، ومنها إلى مدينة طرابلس اللبنانية، وفي فرع آخر من منطقة حمص إلى ساحل مدينة بانياس السورية؛ إضافةً إلى خط غاز قطري يمر عبر الخليج ثم يأخد طريقاً عبر العراق وصولاً إلى تركيا التي تستورد من إيران معظم حاجتها من الغاز؛ وكيف أن إيران غيرت أيضاً وجهة خط "بارس" الذي ينقل الغاز من الحقل الواقع بين إيران وقطر (الجزء الإيراني من الحقل يحتوي على أكبر كمية من الغاز ومخزونات ضخمة جداً بحسب تقرير لشركة bp البريطانية عام 2012)، والذي كان من المفترض أن يمر من الخليج إلى تركيا، وحولته إلى وجهة العراق وسوريا، إضافة إلى اختيار اليونان كمصب بدلاً من تركيا، ما أدى إلى غضب الأتراك والقطريين، وذهابهم باتجاه التصعيد السياسي والعسكري عبر الأطراف التي يمولونها في الساحتين السورية والعراقية؛ فيما دعمت إسرائيل موقف أنقرة عبر الاتفاق على صب الغاز الاسرائيلي في تركيا.

لقد تركت هذه الأحداث أثرها على تطورات الميدان العسكري، وأدت إلى تسعير المواقف بين الدول المتنافسة، حتى وصلت إلى حد دعم تركيا وقطر تنظيمات إرهابية تقاتل على الأراضي السورية والعراقية، مخالفةً التصنيفات الأميركية المعلنة للحركات الإرهابية، بعد أن بدا أن الغاز القطري سيفقد قدرته التنافسية وبالتالي أهميته بالنسبة للمستوردين، وبعد أن فقدت تركيا فرصة أن تكون مركز الترانزيت لكل غاز الشرق نحو أوروبا.

إن معرفة هذه الوقائع، تفسر إلى حدٍ كبير موقف السياسية الخارجية الحالية لكل من تركيا وقطر بخصوص دعم تنظيم "داعش"، وتحفيزه على السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في وسط العراق وشمال سوريا، ذلك أن المنطقتين المذكورتين تشكلان ممر خطوط الأنابيب التي تعيد إنعاش صادرات الغاز القطري، ومكانة الترانزيت التركي.

حجم الهدف يسقط الخطوط الحمراء التقليدية
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد ليتوقع أن تسقط خطوط "سايكس-بيكو" على يد تنظيم إرهابي، أو أن تتجرأ الدول الأربع المتجاورة (تركيا، العراق/ إيران وسوريا) على لعب الورقة الكردية في صراعاتها؛ ولكن الحال تبدلت تبعاً لحجم الأهداف الكبرى التي ذكرنا بعضها، ووجد الكرد أخيراً فرصتهم لخلق قضية تمهد لإعلان الدولة التي يحلمون بها منذ زمن طويل.

يقدر الكاتب غنثر ديشنر (في كتابه الصادر هذا العام بعنوان: الكرد.. شعب بدون دولة..تاريخ وأمل) عدد الكرد وتوزعهم على الشكل التالي: حوالى 15 مليوناً في تركيا، و10 ملايين في إيران، وقرابة خمسة ملايين في العراق، وبين المليون والمليونين في سوريا. وهؤلاء لطالما سعوا إلى تحقيق دولتهم، وأقاموا صلاتاً وثيقة مع الأميركيين، ووثقوا بهم في كل مرة طلبت منهم هذه الثقة، وحاربوا نظام صدام، وتركيا؛ واليوم يبدو أن الكرد يميلون إلى إعطاء الولايات المتحدة وتحالفها الثقة مجدداً، فهم يحاربون لأجل دولتهم المنشودة أولاً وآخراً.

منذ بدء الأحداث في سوريا، سمحت الدولة السورية للكرد في شمال شرق البلاد بحماية مناطقهم بأنفسهم، وقد قامت بذلك من منطلق يختلف كثيراً عن ذلك الذي أعطوا بموجبه منطقة حكم ذاتي في العراق؛ ذلك أن دمشق اضطرت إلى ذلك بسبب ظروف الحرب ميدانياً، وبسبب فتح تركيا لحدودها أمام تدفق المقاتلين الأجانب إلى الأرض السورية، واصرارها على إسقاط النظام السوري بالقوة، وبالتالي فإن أي مجهودٍ عسكريٍ سوري في منطقة الكرد، أو في معظم المناطق الحدودية مع تركيا، هو هدر للجهود وللأرواح ما لم تغير تركيا سياستها حيال سوريا.

استفاد الكرد من هذا الواقع، ليبسطوا مع الوقت سيطرةً غير متنازع عليها مع أحد في مناطق تواجدهم، حتى أتاهم تنظيم "داعش"، مدعوماً بتركيا، ليهدد وجودهم في مدينة عين العرب-كوباني قرب الحدود مع تركيا. لقد تقاعست الولايات المتحدة وحلفاؤها عن مواجهة تمدد "داعش" بين سوريا والعراق منذ بدايته، لعلمهم أن استمرار تقدم الجيش السوري واستعادته مزيداً من أرضه، إلى جانب فوز تحالف المالكي في الانتخابات العراقية، كان ليحدث ارتدادات استراتيجية عميقة تصل إلى إسقاط مشروعهم في المنطقة بالضربة القاضية؛ وسمحوا لداعش بالتمركز في "منطقة الأنابيب" المفترضة، حتى وصلت سيطرة التنظيم إلى أبواب كركوك وأربيل في العراق، وعين العرب في سوريا.

وهنا، حان وقت الورقة الكردية التي لطالما أخرجها الأميركي من كمّه في معظم حروبه في المنطقة. أنشئ التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وروجت صور سينمائية للمقاتلات الكرديات في إطار درامي تظهر بسالة مواجهتهن لداعش، ونشرت قصص تفصّل مواقف البطولة في مواجهة النموذج الإسلامي الذي قالت هيلاري كلينتون يوماً إن بلادها هي من اخترعته.

في الأفق
من يتابع أحداث الأزمة السورية بدقة، يرى كيف سقطت أوراق "المعارضة المعتدلة" مرةً بعد الأخرى، وكيف انتهت تجربة الجيش الحر والائتلاف الوطني والمجلس الوطني والحكومات الانتقالية، من دون أن تتمكن الولايات المتحدة من أن تنعشها.

ومع تعذر هضم الإدارة الأميركية الحالية لذلك، ولخسارتها حرب السنوات الثلاث على سوريا، كان لا بد من اكتشاف طرف جديد قادر على لعب دور المعارضة المعتدلة المقبولة دولياً؛ وهي الشروط التي تتوافر في أكراد الشمال السوري، مع إضافة فائقة الأهمية، وهي أنهم شعب يملك قضية تاريخية في المنطقة، وقد تعرضوا لنكران بعض حقوقهم في الدول التي ينتشرون فيها، والأهم من ذلك أنهم معرضون لهولوكوست داعشي، وهم يحاربون بشراسة على الأرض تحت غطاء الطائرات الأميركية.

إن التعاطي الأميركي مع كرد سوريا يقلق تركيا التي تعتبر أن أي تسليح لهؤلاء سيرتد حكماً على أمنها القومي، وأن هؤلاء سيوجهون بنادقهم إلى صدر تركيا بعد انتهاء حربهم مع داعش، كما أن ملامح تآمر الأميركي في موضوع الدولة الكردية يقلق تركيا إلى حد أن يقول رئيسها رجب طيب أردوغان "إن مدينة عين العرب-كوباني السورية مدينة استراتيجية لتركيا، وليس للولايات المتحدة"، وانه سيتخذ تدابير ذات أهمية خاصة حيال ذلك"، منتقداً "سياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها" (الولايات المتحدة من دون ذكر اسمها صراحة)، وقال: "تشعرون بكل هذا القلق حيال عين العرب، لكن لماذا لا تشعرون بأي قلق حيال بقية المدن السورية التى تشهد أحداثا مماثلة".

تفضل الولايات المتحدة كياناً بين إيران والعراق وسوريا، يكون قادراً على ابتزاز الجميع، وفي الوقت نفسه يتقدم تحت غطاء طائرات التحالف لمحاربة النظام السوري، ليعيد تنشيط المناطق التي استعادها الجيش السوري؛ فيما تفضل تركيا أن تسيطر داعش على المنطقة الشمالية من سوريا بشكلٍ كامل، على أن يوكل إليها التدخل بغطاء من الغرب لتحتل المنطقة وتمرر مشروعاتها الاستراتيجية، وهي تقف خلف مقولة "لسنا بحاجة لإذن من أحد لحماية أمننا القومي"، وبطبيعة الحال فإن الغاز ملف أمن قومي أيضاً.

في المقابل، تدرك إيران خطورة اللحظة، فقد تدخلت بسرعة لتهدد باستعدادها للتدخل في عين العرب-كوباني في ما لو طلبت سوريا ذلك بحسب اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين، ولا تغفل عن رسم الخط الأحمر عندها، وهو تعرض التحالف الأميركي لمواقع الدولة السورية.

من جانبها، تحاول سوريا الاستفادة مما تعلنه الولايات المتحدة في إطار مكافحة الإرهاب، وتركز على ناحية محددة من فكرة التحالف الدولي ضد "داعش"، وهي تثبيت حقيقة أن لغة السياسة الخارجية السورية وبالتالي تعامل الدولة الميداني مع هذه القوى كان محقاً منذ البداية، باعتبارها منظمات إرهابية تحتل أرضاً سورية، وتسعى إلى نشر الإرهاب في المنطقة؛ وتستعمل دمشق في سبيل ذلك لغة دبلوماسية ذكية حيال التحالف الدولي، من دون التنازل عن سيادتها على أرضها من خلال التشديد على ضرورة تنسيق الضربات معها.

وفي اليد الأخرى، يتابع الجيش السوري التقدم في مناطق تعتبر أكثر أهمية بالنسبة له في مسيرة استعادة الأرض والسيادة عليها من أيدي المجموعات الإرهابية الأخرى التي باتت أقل قوة من السابق، نظراً للاعتبار الذي سبق ذكره، وهو أن صرف الجهد العسكري في منطقة التماس مع تركيا هو هدر للجهود قبل تغير الموقف التركي، والذي لا بد أن يحصل تحت ضغط الواقع والوقت، وفي ظل إصرار حلفاء سوريا على محاصرة تركيا بوسائل القوة الناعمة. فيما يسود اعتقاد عند كثير من المراقبين بأن سوريا قادرة على القضاء على داعش في الشمال (في ظل موقف تركي متعاون)، كونها استطاعت استعادة مناطق في وسط البلاد كانت تشكل قاعدةً للمجموعات المسلحة وبيئة حاضنة لهم، الأمر الذي لا يتوافر في الرقة وحلب على سبيل المثال.

وعليه، فإن فرص نجاح السيناريو التركي الذي يحبذ مزيداً من التمدد لداعش آخذة بالانحسار، كما أن فرص نجاح السيناريو الأميركي الذي يحبذ خلق كيانٍ كردي يخلف داعش لا تبدو راجحة في ظل تحفز إيران والعراق لمواجهة ذلك بكل قوة؛ فضلاً عن وصول التوتر الروسي الأميركي إلى درجاته القصوى وعلى المستويات كافة، الأمر الذي يؤكده تصريح لافروف الأخير والذي هاجم فيه الولايات المتحدة بقسوة، متحدثاً عن ضرورة تبدل النظام الإقتصادي الدولي وإعادة توزع القوى، وبالتالي يكون قد أشار إلى الأبعاد الحقيقية للحرب الدائرة.

المصدر: الميادين نت

إحصاءات 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة

إحصاءات 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة

نشرت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بالتعاون مع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء 5/8/2014،حصيلة مفصلة لـ30 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتشمل الإحصائية التفصيلية المدعمة برسوم توضيحية (إنفوغرافيك) أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين وتوزيعهم على أيام العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى أعداد القتلى الإسرائيليين بحسب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي.

كما تحصر الإحصائية أعداد النازحين، والمنازل المدمرة، وأماكن العبادة التي هدمت أو تضررت، وتأتي على حجم الضرر الذي لحق بالمرافق الصحية والتعليمية، وأعداد مؤسسات الخدمات العامة التي تضررت، والمرافق الصناعية والتجارية، وقوارب الصيد.

وفي التفاصيل، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين بعد 30 يوم من العدوان الإسرائيلي بلغ 1875 من بينهم 426 طفلًا و255 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 9563 جريحًا منهم 2877 طفلًا و1927 امرأة.

وأحصت الإحصائية نزوح 475 ألف مواطن لجأ 254 ألفًا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.

ودمّر العدوان بحسب الإحصائية التي أصدرتها "صفا" و"الأورومتوسطي" 10604 منزلًا و132 مسجدًا وكنيسة واحدة و11 مقبرة إسلامية ومسيحية بشكل كلي وجزئي.

وفي قطاع الصحة، تسبب العدوان بأضرار في 12 سيارة إسعاف، و10 مراكز رعاية أولية، و13 مستشفى، إضافة إلى إغلاق 34 مركزًا صحيًا، واستشهاد 16 عاملًا بالقطاع، وإصابة 38 آخرين.

أما قطاع التعليم، فتضررت 188 مدرسة كان عدد روادها نحو 152 ألف طالب، و6 جامعات يرتادها 100 ألف طالب.

وتضرر خلال العدوان 19 مرفقا لشركة الكهرباء و8 محطات مياه وصرف صحي، و315 مرفقًا صناعيًا وتجاريًا، ما أثر على 14 ألف عامل بشكل مباشر.

ودمر العدوان 22 جمعية خيرية، و19 مؤسسة مالية ومصرفية، و52 قارب صيد أثرت على مصدر رزق 3 آلاف عامل.

وقدّرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بنحو 2.4 مليار دولار، بشكل أولي.

وللإطلاع على جداول الإحصائيات اضغط على الرابط التالي:

http://www.howiyya.com/Portal/Article.aspx?Id=14084

العائلاتُ الفلسطينية في غزّة صمودٌ وشموخٌ في مواجهة المحرقة الصهيونية

العائلاتُ الفلسطينية في غزّة صمودٌ وشموخٌ في مواجهة المحرقة الصهيونية

عبرَ التاريخ الفلسطيني وفي صراعِ شعبِنا الصّامدِ مع المحتلِ الغاصب، قصصٌ للبطولة والمقاومة والفداء، وأسماءٌ وأحداثٌ سجّلت بأحرف من نور، وهي تسطّر ملحمةَ الصُّمود والتحدّي .. وفي معارك المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال والعدوان برزت في معالي المجد وسماء العزَّة والافتخار أسماءُ عائلاتٍ فلسطينيةٍ وهي تدفعُ بأبنائها شهداءَ على دربِ النَّصر والتَّحرير، وهي ترتقي وتَزُفُّ إلى جنّاتِ الخُلدِ بجميع أفرادِها، وهي تقفُ صامدةً صابرةً خلفَ المقاومة تغرسُ في أبنائها حبَّ الأرض وعِشقَ الشهادة ..

العائلاتُ الفلسطينية غزّة صمودٌ وشموخٌ

"رغم الألم صامدون .. رغم القصف صامدون.. رغمَ الإجرام الصهيوني صامدون .. صامدون .. صامدون .." .. تلك هي عباراتُ العائلات
الفلسطينية الآمنة الّتي تعرّضت للقصف والإرهاب الصهيوني الهمجي الذي استهدفهم في منازلهم ودورهم، ويفرح جنودُه وعصاباتُ جيشه ويتلذّذُون بقصفهم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ..

لقد أثار صمودُ المجتمع الفلسطيني وتماسُكه وثباتُه واحتضانُه العظيمُ للمقاومة جنونَ حكومةِ الإرهابِ الصهيونية، فلم تَجِدْ أمامَها غيرَ المدنيين العزَّل لتنتقم منهم.. تلك هي شريعة الاحتلال القائمة على القتل والإرهاب، فمن أحلامه إبادةُ العائلات الفلسطينية حتّى لا تُخرِّج جيلاً مقاوماً، وقد خَابت أحلامُهم وخَسِرَ فِعلُهم، فكلُّ عائلةٍ تُستَشْهَد ينبعثُ من روحها جيلٌ جديدٌ متمسّكٌ بتحرير أرضه ودحر الاحتلال.

خلالَ العدوانِ الصهيوني على قطاع غزّة، قدَّمت عائلات فلسطينية خيرةَ أبنائها، واستشهدت عائلاتٌ بأكملها .. عشراتُ العائلاتِ الفلسطينية قُتلت في منازلها، استهدفتها الطائرات الصهيونية بشكل متعمَّد؛ أثناء النوم، أو أثناء تناول طعام الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك.

هذه
العائلاتُ الفلسطينية التي قضى معظمُ أفرادها شهداءَ على دربِ التمسّك بأرض القطاع الغالية، واحتضانِ المقاومةِ الشجاعة التي أذلّت المحتل وهزمته، فدماءُ تلك العائلات في قطاع غزَّة من الشهداء والجرحى ساهمت في الصّمود النوعي للأهالي، وفي تلاحم أبناء القطاع وعموم أبناء شعبنا مع المقاومة .

- عائلة أبو جامع 26 شهيداً..

- عائلة النجار 20 شهيدًا..

- عائلة البطش 18 شهيداً..

- عائلة الأسطل 15 شهيداً ..

- عائلة الأغا 14 شهيداً..

- عائلة الحلو 11 شهيداً ..

- عائلة صيام 11 شهيداً ..

- عائلة الكيلاني 11 شهيداً ..

- عائلة صيام 11 شهيداً..

- عائلة عياد 10 شهداء..

- عائلة الغول 10 شهداء..

- عائلة زعرب 9 شهداء ..

- عائلة سكافي 9 شهداء..

- عائلة القصاص 9 شهداء ..

- عائلة أبو جراد 8 شهداء..

- عائلة الحاج 8 شهداء..

- عائلة كوارع 8 شهداء ..

- عائلة الشنباري 7 شهداء

- عائلة الحلاق 7 شهداء..

- عائلة أبو زيد 7 شهداء.

- عائلة حمد 6 شهداء..

- عائلة أبو معمر 6 شهداء

- عائلة الدلو 6 شهداء..

- عائلة الزويدي 5 شهداء..

- عائلة نجم 5 شهداء..

- عائلة اليازجي 5 شهداء..

- عائلة أبو دحروج 5 شهداء

- عائلة بكر 4 شهداء..

- عائلة المناصرة 4 شهداء..

- عائلة رضوان 4 شهداء..

- عائلة اسليم 4 شهداء..

- عائلة الشاعر 4 شهداء..

- عائلة صالحية 4 شهداء

- عائلة شعت 4 شهداء..

- عائلة الحية 4 شهداء..

- عائلة حمدية 4 شهداء..

- عائلة حجاج 4 شهداء..

- عائلة أبو عيطة 4 شهداء..

- عائلة أبو حسنين 4 شهداء..

- عائلة أبو شهلا 4 شهداء..

- عائلة أبو جزر 3 شهداء..

- عائلة انطيز 3 شهداء..

- عائلة أبو مسلم 3 شهداء..

- عائلة الضيف 3 شهداء..

- عائلة الصوالي 3 شهداء..

- عائلة الشيخ عيد 3 شهداء..

- عائلة أبو دقة 3 شهداء..

- عائلة شحيبر 3 شهداء..

- عائلة أبو سنينة 3 شهداء..

- عائلة زيادة 3 شهداء..

- عائلة بريعم 3 شهداء..

- عائلة الرضيع 3 شهداء..

- عائلة عبد النبي 3 شهداء

- عائلة عبد الغفور شهيدان..

- عائلة العرجا شهيدان..

- عائلة زعبوط شهيدان..

- عائلة الرحل شهيدان..

- عائلة حمودة شهيدان..

- عائلة المقاطعة شهيدان..

- عائلة الكجك شهيدان.

الأحد 28/شوال/1435هـ.. الموافق؛ 24/ أغسطس/2014م

المصدر:
Howiyya

أكثر من 400 بروفيسور أميركي يعلنون مقاطعة دولة الإحتلال الصهيوني

أكثر من 400 بروفيسور أميركي يعلنون مقاطعة دولة الإحتلال الصهيوني

وقع يوم الخميس الماضي، أكثر من 400 بروفيسورا في مجال الدراسات الإنسانية "الأنثروبولوجيا" معظمهم من جامعات أميركية مشهورة، مذكرة أدانوا فيها انتهاكات دولة الإحتلال الصهيوني لحقوق الانسان وطالبوا فيها بانسحاب "اسرائيل" من الأراضي الفلسطينية وانهاء الإحتلال "فورا" وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأعلن الموقعون ومعظمهم من الأسماء الأكاديمية المعروفة في الولايات المتحدة تأييدهم للحركة المتنامية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية "الإسرائيلية" احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية التي تمارسها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني. وتشمل هذه الانتهاكات وفقا للبيان تواطؤا العديد من المؤسسات التعليمية الإسرائيلية عبر حرمان الفلسطينيين من حقهم في التعليم والحرية الأكاديمية.

وقالت المذكرة "نحن، الموقعون أدناه علماء الأنثروبولوجيا، نعبر عن معارضتنا للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الاحتلال العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وندعو لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المتواطئة في هذه الانتهاكات".

واعتبر الموقعون على المذكرة الهجوم العسكري الأخير على قطاع غزة من قبل "إسرائيل" بأنه أحدث تذكير بأن حكومات العالم وأجهزة الإعلام السائدة لا تعمل على محاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها للقانون الدولي.

واضافوا "اننا كتجمع علماء يدرسون مشاكل السلطة والقمع والهيمنة الثقافية، لدينا مسؤولية أخلاقية لاعتبار أسرائيل وحكوماتنا مسؤولة عن الجرائم وهو ما يدفعنا للتضامن مع المجتمع المدني الفلسطيني ليواصل النضالات المناهضة للاستعمار والمدافعة عن حقوق الإنسان وذلك للتعويض عن التواطؤ التاريخي للأنثروبولوجيا مع الاستعمار وفقا لما نص عليه قرار الجمعية الأمريكية للأنثروبولوجيا (aaa) "s 1999 ) "إعلان الانثروبولوجيا وحقوق الإنسان" باعتبار ان الأنثروبولوجيا مهنة تلتزم بتعزيز وحماية حق الناس والشعوب في كل مكان وأي ثقافة أو مجتمع وترفض ان تنفي او تسمح بحرمان هذه الحقوق لأي من أعضائها أو الآخرين، وان لديها مسؤولية أخلاقية للاحتجاج ومعارضة هذا الحرمان ".

واتهم الموقعون على المذكرة "إسرائيل" بالحصار غير القانوني لقطاع غزة لمدة سبع سنوات، وفرض قيود مشددة على حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع. كما تجري تجريد الفلسطينيين من أراضيهم وسبل العيش في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث يحد حاجز الفصل "الإسرائيلي" حرية الفلسطينيين في التنقل والتعليم عدا عن الانتهاكات الجارية الأخرى.

وأضافت المذكرة "كموظفين في مؤسسات التعليم العالي، لدينا مسؤولية خاصة لمعارضة انتهاكات إسرائيل واسعة النطاق للحق في التعليم العالي للفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر. في الأشهر الأخيرة مشيرة الى ان القوات الاسرائيلية داهمت جامعة القدس في القدس، الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وجامعة بيرزيت قرب رام الله فيما دمر القصف الجوي الإسرائيلي جزءا كبيرا من الجامعة الإسلامية في غزة".

وعبر الموقعون عن قلقهم من تاريخ "اسرائيلي" طويل من مصادرة المحفوظات الفلسطينية وتدمير المكتبات ومراكز البحوث، وقال الموقعون على المذكرة ان "عدة مؤسسات تعليمية بينها جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس، جامعة بار إيلان، جامعة حيفا، التخنيون، وجامعة بن غوريون عبرت علنا عن دعمها غير المشروط لجيش الدفاع الإسرائيلي. وعلاوة على ذلك، هناك اتصالات وثيقة بين المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية والجيش والأمن والمؤسسات السياسية في إسرائيل".

وقال الموقعون "لنأخذ مثالا واحدا: جامعة تل أبيب تورطت مباشرة من خلال معهدها لدراسات الأمن القومي (inss) في تطوير عقيدة الضاحية التي اعتمدت من قبل الجيش الإسرائيلي في هجماتها على لبنان عام 2006 وعلى غزة هذا الصيف وتدعو إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية وخلق معاناة شديدة" بين السكان المدنيين باعتبارها وسيلة"فعالة" لاخضاع أي مقاومة".

واضاف الموقعون على المذكرة "نحن علماء الأنثروبولوجيا نعلن الانضمام مع الأكاديميين في جميع أنحاء العالم الذين يؤيدون الدعوة الفلسطينية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ودعوا المجتمع الفلسطيني لمقاطعة أكاديمية لإسرائيل باعتباره خطوة ضرورية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق في التعليم".

وتعهد الموقعون بعدم التعاون في المشاريع والفعاليات التي تشمل المؤسسات الأكاديمية "الإسرائيلية" او التدريس في أو لحضور المؤتمرات وغيرها من الأحداث في هذه المؤسسات، وعدم النشر في المجلات الأكاديمية ومقرها في "اسرائيل" وسيستمر ذلك حتى تنهي المؤسسات "الإسرائيلية" تواطئها في انتهاك الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في القانون الدولي، واحترام الحقوق الكاملة للفلسطينيين من قبل "إسرائيل" وتنفيذ:

** إنهاء حصار قطاع غزة وانهاء الأحتلال والاستعمار "الاسرائيلي" لكل الأراضي العربية المحتلة في حزيران 1967، وتفكيك المستوطنات والجدر العازل.

** الاعتراف بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب الفلسطينيين في "إسرائيل" وبدو النقب عديمي الجنسية في المساواة الكاملة.

** واحترام وحماية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194.

أحكام شهر الله المحرم


أحكام شهر الله المحرم
المُحَرَّم (بالألف واللام دائماً!..
الشهر الأول من السنة القمرية أو التقويم الهجري. كان اسمه في الجاهلية مُؤْتَمِر أو المُؤْتَمِر. في حين كان يطلق اسم المُحَرَّم في الجاهلية على شهر رَجَب.

والمحرّم سمي بذلك لكونه شهراً محرّما، فهو أحد الأشهر الحُرُم الأربعة، وهي التي لا يستحلّ فيها المسلمون القتال، قال الله فيها : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَأوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ سورة التوبة 36.

شهر الله المحرم هو أول شهر من الأشهر الهجرية وأحد الأربعة الأشهر الحرم وقد بين لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أحكام هذا الشهر الواردة في كتاب الله تعالى أو في السنة المطهرة ومن أهم هذه الأحكام مايلي:
أولًا: فضل شهر الله المحرم:

شهر المحرم هو من الشهور الحرم التي عظمها الله تعالى وذكرها في كتابه فقال سبحانه وتعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}(التوبة - 36).
وشرف الله تعالى هذا الشهر من بين سائر الشهور فسمي بشهر الله المحرم فأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله. كما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريم الله تعالى لهذه الأشهر الحرم ومن بينها شهر المحرم لما رواه أَبو بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:
(إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ)
وقد رجح طائفة من العلماء أن محرم أفضل الأشهر الحرم، قال ابن رجب: وقد اختلف العلماء في أي الأشهر الحرم أفضل فقال الحسن وغيره: أفضلها شهر الله المحرم ورجحه طائفة من المتأخرين، ويدل على هذا ما أخرجه النسائي وغيره عن أبي ذر رضي الله عنه قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير وأي الأشهر أفضل؟ فقال: خير الليل جوفه وأفضل الأشهر شهر الله الذي تدعونه المحرم)، قال ابن رجب رحمه الله: "وإطلاقه في هذا الحديث (أفضل الأشهر) محمول على ما بعد رمضان كما في رواية الحسن المرسلة".

ومن أهم أحكام هذا الشهر ما يلي:
أولًا: تحريم القتال فيه:

فمن أحكام شهر الله المحرم تحريم ابتداء القتال فيه قال ابن كثير رحمه الله: وقد اختلف العلماء في تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام هل هو منسوخ أو محكم على قولين:
أحدهما: وهو الأشهر أنه منسوخ لأنه تعالى قال ههنا {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} وأمر بقتال المشركين.
والقول الآخر: أن ابتداء القتال في الشهر الحرام حرام وأنه لم ينسخ تحريم الشهر الحرام لقوله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}. وقال: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ}.
وقد كانت العرب تعظمه في الجاهلية وكان يسمى بشهر الله الأصم من شدة تحريمه.. والصوم في شهر محرم من أفضل التطوع، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل).

ثانيًا: فضل صيامه:
بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل صيام شهر الله المحرم بقوله: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم). واختلف أهل العلم رحمهم الله في مدلول الحديث؛ هل يدل الحديث على صيام الشهر كاملاً أم أكثره؟ وظاهر الحديث - والله أعلم- يدل على فضل صيام شهر المحرم كاملاً، وحمله بعض العلماء على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر المحرم لا صومه كله، لقول عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان) أخرجه مسلم، ولكن قد يقال إن عائشة رضي الله عنها ذكرت ما رأته هنا ولكن النص يدل على صيام الشهر كاملًا.

ثالثًا: شهر الله المحرم ويوم عاشوراء:
عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم ولهذا اليوم مزية ولصومه فضل قد اختصه الله تعالى به وحث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1- فضل يوم عاشوراء:
عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، فنحن نصومه تعظيماً له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه)، وفي رواية لمسلم: (فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه...)، وللنبي صلى الله عليه وسلم في صيام عاشوراء أربع حالات:
الحالة الأولى:
أنه كان يصومه بمكة ولا يأمر الناس بالصوم ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كانت عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما نزلت فريضة شهر رمضان كان رمضان هو الذي يصومه فترك صوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء أفطر). وفي رواية للبخاري وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شاء فليصم ومن شاء أفطر).
الحالة الثانية:
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له -وكان يحب موافقته فيما لم يؤمر به- صامه وأمر الناس بصيامه وأكد الأمر بصيامه وحث الناس عليه حتى كانوا يصومونه أطفالهم.
الحالة الثالثة:
أنه لما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بصيام يوم عاشوراء. لما رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه) وفي رواية لمسلم أيضاً: (فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه ومن كره فليدعه).
الحالة الرابعة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم عزم في آخر عمره على ألا يصومه منفرداً بل يضم إليه يوم (التاسع) مخالفة لأهل الكتاب في صيامه لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع) قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم..
2- فضل صيام عاشوراء:
أما فضل صيام يوم عاشوراء فقد دل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو قتادة رضي الله عنه وقال فيه: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)، ولو صام المسلم اليوم العاشر لحصل على هذا الأجر العظيم حتى لو كان مفرداً له من غير كراهة خلافاً لما يراه بعض أهل العلم، ولو ضم إليه اليوم التاسع لكان أعظم في الأجر لما رواه ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لأن بقيت أو لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع)، وأما الأحاديث التي وردت وفيها صيام يوم قبله وبعده أو صيام يوم قبله أو بعده فلم يصح رفعها للنبي صلى الله عليه وسلم والعبادات كما هو معلوم توقيفية لا يجوز فعلها إلا بدليل وقد يستأنس بما ورد في ذلك فقد صح بعض هذه الآثار موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنه ولهذا لا يثرب على من صام عاشوراء ويوما قبله ويوماً بعده أو اكتفى بصيامه وصام يوماً بعده فقط.
3- البدع في عاشوراء:
طائفة شابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسرور، تظهر فيه شعائر الفرح كالاختضاب والاكتحال، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك من عمل الجهال، الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والبدعة بالبدعة.

اهتمام النبي الكريم صل الله عليه وآله وسلم بالأطفال

اهتمام النبي الكريم اهتمام النبي الكريم بالأطفال  بالأطفال

لقد اهتم حبيبنا عليه الصلاة والسلام بالأطفال لأنهم أمل المستقبل، وهذه دراسة تؤكد أهمية الاعتناء بالطفل ....

في دراسة قامت بها جامعة بيتسبيرغ الأميركية تبين أن الصراخ على الطفل (تحت سن 13 سنة) ‏وتوبيخه يسبب خللاً عاطفياً لديه ويطور سلوكاً عدوانياً ويحفز مشاعر الغضب وربما الفشل ‏مستقبلاً..

وينصح الخبراء بضرورة التواصل مع الطفل والتفاهم معه ونصيحته وتعليمه بعيداً عن ‏العنف الكلامي ومحاولة التعرف على مشاكلهم... ‏

أليس هذا ما نصح به النبي الكريم اهتمام النبي الكريم بالأطفال قبل 14 قرناً؟؟ قال النبي الكريم اهتمام النبي الكريم بالأطفال لابن عباس وهو غلام هذه ‏الكلمات الرائعة: (إني أعلمك كلمات... احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في ‏الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، ‏وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا) [رواه الترمذي]..‏

في هذه الكلمات قمة العطف وتوسيع مدارك الطفل وحل مشاكله بطريقة علمية ليدرك كيف يتعامل مع ‏الواقع من خلال زرع الثقة في نفس الطفل‏.... هذه هي رحمة
النبي الكريم اهتمام النبي الكريم بالأطفال حتى بالأطفال.. فأين أنتم يا علماء الغرب من هذه التعاليم الرحيمة؟!

ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحي
ل

أين السموات السبع؟

أين السموات السبع؟

ذكر القرآن في الكثير من المواضع السماء والسموات، ويتساءل بعض الإخوة عن وجود هذه السموات وهل هي الكون أم الفراغ بين النجوم... فيما يلي وجهة نظر حول هذا الموضوع...

هذا السؤال يتكرر كثيراً حيث يقول أحد السائلين: أين هي السموات السبع؟ وإذا كان العلماء يتحدثون عن الفراغ بين النجوم وعن المجرات وعن الدخان والغبار الكوني وغيرها من نيازك ومذنبات وأشعة كونية... فأين السماء؟

القرآن يا أحبتي يفرِّق بين النجوم وبين السماء، يقول تعالى: (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 5]. وهذا يعني أن السماء مزيَّنة بالنجوم، والسماء هي بناء محكم لأن الله يقول: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22]. وهذا البناء شديد وقوي لأن الله يقول في آية أخرى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12]. أما المجرات والنجوم فهي تشكل نسيجاً تم حبكه بإحكام، وذلك لقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7].

من هذه الصفات نستطيع أن نقول إن السماء ليست الفراغ بين المجرات، والسماء ليست الكون أو Universe بل هي بناء قوي يسيطر على الكون وتتوسطه النجوم والمجرات وتسبح عبره. وهذه المواصفات تنطبق على ما يعتقد العلماء بوجوده ويسمونه المادة المظلمة Dark Matter ويقولون إن الكون مليء بالمادة التي لا نراها وهي تشكل أكثر من 96 % منه، وهي قوية جداً وتشكلت مباشرة بعد نشوء الكون من الدخان والغازات الناتجة عن الانفجار الكبير.

ونحن نقول لا يوجد انفجار بل هو فتق ورتق كما حدثنا القرآن عن ذلك بقوله: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. فقد خلق الله الكون من كتلة ابتدائية واحدة ليدلنا على أن الخالق واحد! ثم انفلقت وتفتق عنها الذرات وتشكل الدخان الكوني الذي تكثَّف فيما بعد وشكل السماء والأرض بأمر الله تعالى، يقول عز من قائل: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12].

والقرآن يا إخوتي دقيق في تعابيره، فبعد تأمل طويل في آياته وجدتُ أن القرآن لا يأمرنا أن ننظر إلى السماء مباشرة بل أن ننظر إلى ما تحويه السماء، يقول تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101]. وعندما يطلب من البشر أن يتأملوا السماء يأمرهم أن يدرسوا بناءها وكيف بُنيت، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6].



صورة التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ونرى فيها جزءاً من الكون ويحوي الكثير من المجرات (طبعاً كل مجرة تحوي بلايين النجوم)، تأملوا معي الحلقة الزرقاء التي يقول عنها العلماء إنها مادة مظلمة لا تُرى ولكننا نرى أثرها بالأشعة السينية، وهذه المادة قد تكون هي ذاتها السماء التي حدثنا عنها القرآن، وتأملوا معي كيف أنها أكبر بكثير من حجم المجرات. المرجع www.nasa.gov

ولذلك يمكن القول:

1- السماء تحيط بالكون بل وتملأ الكون ولكننا لا نراها إنما نستطيع معرفة الكيفية التي بنيت بها، وكيف رفعها الله تعالى وفق قوانين الجاذبية المحكمة، وأن كل ما نراه هو النجوم والمجرات التي تزين السماء.

2- قد يتطور العلم يوماً ما ونتمكن من رؤية السماء، فلا يوجد آية تمنع من حدوث مثل هذا الأمر، والأمر مرهون بمشيئة الله تعالى القادر على كل شيء، فكما أنه عز وجل سمح للبشر أن يخرجوا خارج الغلاف الجوي كذلك قد يمكنهم من رؤية السماء، ولكنهم لن يستطيعوا الخروج من أقطارها، فالله تعالى يقول: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33].

3- إن كل الحقائق الكونية التي كشفها العلماء لا تتناقض أبداً مع ما جاء في القرآن الكريم. والسماء ذُكرت في 120 موضعاً، أما السموات فتكررت 190 مرة، والمجموع 310 مرات، وجميع الآيات جاءت متفقة مع العلم الحديث، فلا يوجد أي تناقض بشرط ألا نخلط بين مفهوم الكون (وهو كل شيء موجود من نجوم ومجرات وكواكب...) وبين مفهوم السماء وهي مادة قوية تشكل بناء محكماً وتنتشر في الكون.

من اللطائف العددية

هناك أمر يستدعي الوقوف طويلاً، فلماذا جعل الله عدد السموات سبعاً؟ لماذا هذا العدد بالذات؟ لقد وجدتُ بعد بحث طويل أن الله تعالى أراد من وراء هذا العدد أن يعطينا إشارة خفية ودليلاً واضحاً على أنه هو خالق السموات السبع كما يلي:

- الله تعالى جعل عدد طبقات كل ذرة من ذرات الكون سبعاً، وبالتالي ليدلنا على أن مصمم الكون واحد، وهو نفسه خالق السموات السبع. فالذي اختار للذرة الرقم سبعة هو نفسه الذي اختار للسموات الرقم سبعة، فتأملوا هذه الإشارة الرائعة.

- إن عدد السموات سبع، والعجيب أن ذكر السموات السبع تكرر في القرآن بالضبط سبع مرات!! وتأملوا معي هذه الآيات:

1ـ (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 29] .

2ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) [الإسراء : 44].

3ـ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون : 86] .

4ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) [فصلت : 12] .

5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق : 12] .

6ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [الملك : 3] .

7ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح : 15] .

إن هذا التوافق بين عدد السموات السبع وبين عدد مرات ذكرها في القرآن، ليدل دلالة قطعية على أن خالق السموات السبع هو نفسه منزل القرآن!!

ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

صفات اليهود في القرآن


صفات اليهود في القرآن

لا يوجد كتاب مثل القرآن يعطينا وصفاً دقيقاً لكل شيء، وقد تحدث الله تبارك وتعالى عن اليهود وصفاتهم وجاءت مطابقة لما نراهم عليه اليوم....

لا يوجد كتاب مثل القرآن يعطينا وصفاً دقيقاً لكل شيء، وقد تحدث الله تبارك وتعالى عن اليهود وأعطاهم العديد من الصفات وقد صدَّق ذلك التاريخ، ونحن اليوم نرى هذه الصفات تتجلى فيهم، لنتأمل:

فهم أصحاب القلوب القاسية وهو أصحاب الدعاية الكاذبة يقول تعالى: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 42].

كذلك لديهم قسوة قلب غير طبيعية، وليس أحد منا إلا ويرى ذلك واضحاً وفي الأحداث التاريخية وفي العصر الحديث، يقول تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [البقرة: 74].

ومن صفاتهم جرأتهم على الله تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ) [آل عمران: 181].

ولا يخفى على أحد قتلهم للأنبياء، يقول تعالى: (قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة: 91].

ومن خصائصهم التي نراها اليوم حبهم للحياة زهذا ما أخبر عنه القرآن: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) [البقرة: 96].

كذلك هم أشد الناس عداوة للمؤمنين، ولذلك قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [المائدة: 82].

ومن المعجزات القرآنية التي تشهد على صدقه أنه حدثنا بما يدور في أعماق نفوسهم، وقد تحدّاهم أن يتمنوا الموت، ولكننا نجدهم يبحثون عن الحياة، وربما لا نستغرب إذا علمنا أن العلماء الذين يحاولون اليوم إطالة عمر الإنسان وينفقون الملايين دون فائدة معظمهم من أصل يهودي. ولذلك قال تعالى: (قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) [البقرة: 94-95].

ألا تشهد هذه الحقائق القرآنية على صدق هذا القرآن؟ وهل يوجد كتاب واحد في العالم غير القرآن يحدثنا عن اليهود ويصف حالهم بهذه الدقة الفائقة؟

ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

عيد الأضحى السبت لدى 69 دولة وطائفة، والأحد عند 12 دولة وطائفة، و دولتين يوم الآثنين.


عيد الأضحى السبت لدى 69 دولة وطائفة، والأحد عند 12 دولة وطائفة، و دولتين يوم الآثنين.

تحتفل 69 دولة وطائفة بأول أيام عيد الأضحى المبارك بعد غد السبت 4 اكتوبر 2014. وفيما يبدأ العيد في 12 طائفة ودولة الأحد المقبل 5 اكتوبر 2014، بينما تحتفل به الهند وباكستان يوم الاثنين 6 اكتوبر 2014

أولا: دول وطوائف تبدأ عيد الأضحي السبت 4 اكتوبر 2014

* عربيا
1 - السعودية
وعادة ما تتبع أغلب الدول العربية والإسلامية الإعلان السعودي عن عيد الأضحى كونه مرتبط بمناسك الحج والوقوف بعرفة، وهم :

2- مصر
3- البحرين
4- سلطنة عمان
5- اليمن
6- الكويت
7- قطر
8- الإمارات
9- السودان
10 - جنوب السودان
11- فلسطين
12- سوريا
13 - تونس
14- الجزائر
15 -الأردن
16 - سنة العراق
17 - ليبيا
18 - الصومال
19- سنة لبنان

* أفريقيا :
20- نيجيريا
21 - غانا
22- أوغندا

* أوروبا
23- تركيا
24 - جمهورية شمال قبرص التركية
25 - النمسا
26 - إيطاليا
27 - بلجيكا
28 - سويسرا
29 - جزر الكناري
30- فرنسا
31- الدنمارك
32- روسيا
33 - بريطانيا

* آسيا
34 - كوريا الجنوبية

* أمريكا الشمالية
35- كندا
36- أمريكا

* أمريكا اللاتنية وجزر الكاريبي:
دول تتبع المنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية ودول الكاريبي، وهي:
37- البرازيل
38- الأرجنتين
39- بوليفيا
40- المكسيك
41- تشيلي
42- كولومبيا
43- كوستاريكا
44- كوبا
45- الدومينيكان
46- الإكوادور
47- السلفادور
48- غواتيمالا
49- هندوراس
50- نيكاراجوا
51- بنما
52- باراغواي
53- بيرو.
54- أوروغواي.
55- فنزويلا.
56- أنتيغوا وباربودا.
57- البهاما.
58- باربادوس.
59- بليز.
60- دومينيكا.
61- جرينادا.
62- غويانا.
63- جامايكا.
64- سانت لوسيا.
65- سانت كيتس ونيفيس.
66- ترينيداد وتوباغو.
67- سانت فنسنت والجرينادين.
68- هايتي.
69- سورينام.

ثانيا : دول وطوائف تبدأ عيد الأضحي الأحد 5 اكتوبر 2014

*عربيا:
70- مورتيانيا : حسب اللجنة المركزية لمراقبة الأهلة (حكومية) في موريتانيا
71- المغرب: حسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
72- شيعة العراق: حسب المرجع الديني الأعلى علي سيستاني
73- شيعة لبنان: حسب مجلس الشيعي الأعلي

*أفريقيا
74-جنوب أفريقيا: حسب لجنة علماء جنوب أفريقيا.
75- كينيا: حسب مصدر مسؤول في المجلس الإسلامي.
76- زامبيا: حسب المجلس الإسلامي.

*آسيا
77- إيران
78- اليابان: حسب لجنة رؤية الهلال
79- ماليزيا: حسب مجمع المركز الإسلامي الماليزي
80- إندونيسيا

*منطقة أوقيانوسيا :
81- نيوزلندا: حسب المركز الإسلامي في نيوزلندا

ثالثا: دول تبدأ عيد الأضحي الإثنين 6 اكتوبر 2014

82- باكستان: حسب اللجنة الحكومية في إسلام إباد.
83: الهند

سُنَّة لبس الثياب البيضاء


سُنَّة لبس الثياب البيضاء

ثَبَت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس ألوانًا عدَّة في ثيابه، ومع ذلك لم يأمر بلبس لونٍ معين، اللهم الأبيض من الثياب؛ فقد حضَّ على لبسه حيًّا أو ميِّتًا! فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "البَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ البَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ".

وقد علَّل ذلك في رواية النسائي عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه بقوله: "الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ فَإِنَّهَا أَطْهَرُ وَأَطْيَبُ وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ".

فذكر أنها أطهر؛ لأن اللون الأبيض يُظْهِر أيَّ نجاسة تعلق بالثوب، فيسهل على المسلم تطهيره، وهي أطيب لأنها تُشِيع أجواء الهدوء والراحة، وهو أمر تكاد تُجمع عليه الشعوب المختلفة، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السُّنَّة أن يجعل شكل المسلم مألوفًا مقبولاً من الجميع، وعليه فإن لبس الأبيض -خاصة في التجمُّعات الكبرى، كصلاة الجمعة والأعياد- لأمر يدفع إلى السرور والراحة،
وهو في النهاية تقليد لرسول الله صلى الله عليه وسلم نطمع أن يكون لنا فيه أجر.
د. راغب السرجاني

مزايا اجتماع يوم عرفة مع يوم الجمعة


مزايا اجتماع يوم عرفة مع يوم الجمعة

يجتمع هذا العام (1435) هـ يوم عرفة ويوم جمعة في يوم واحد، وقد أجمع العلماء على أنه إذا اجتمع فضل يوم الجمعة ويوم عرفة كان لذلك ميزة على سائر الأيام، وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد[1]، عشر مزايا لذلك، فقال:

1-اجتماعُ اليومين اللذين هما أفضلُ الأيام، فيوم عرفة عيد، ويوم الجمعة عيد، وإذا اجتمع العيدان فهذا خير، فيوم الجمعة هو خير يوم طلعت عليه الشمس، ويوم عرفة هو أفضل الأيام.

2- يوم الجمعة فيه ساعة إجابة محققة، وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة [2] يوم عرفة وأهل الموقف كلُّهم إذ ذاك واقفون في عرفات للدعاء والتضرع؛ فتجتمع ساعة إجابة الدعاء من يوم الجمعة مع إجابة الدعاء ليوم عرفة حيث يتضرع الموحدين بالدعاء.

3-موافقتُه ليوم وقفة وحج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة يوم حجه في يوم جمعة.

4-أن فيه اجتماعَ الخلائق مِن أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة، ويُوافق ذلك اجتماعَ أهل عرفة يومَ عرفة بعرفة، فيحصُل مِن اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصُل في يوم سواه.

5-أن يوم الجمعة يومُ عيد، ويومَ عرفة يومُ عيد لأهل عرفة.

6-أنه موافق ليوم إكمال اللّه تعالى دينَه لعباده المؤمنين، وإتمامِ نعمته عليهم، كما ثبت في "صحيح البخاري" عن طارق بن شهاب قال: جاء يهوديٌ إلى عمرَ بنِ الخطاب فقال: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين آيَةٌ تَقْرَؤونَهَا في كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ ، لاتَّخَذْنَاهُ عِيداً ، قَالَ: أيُ آَيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيه، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ.

7-أنه موافق ليوم الجمع الأكبر، والموقفِ الأعظم يومِ القيامة، فإن القيامة تقومُ يومَ الجمعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ"[3].

8-أن الطاعةَ الواقِعَة مِن المسلمين يومَ الجُمعة، وليلةَ الجمعة، أكثر منها في سائر الأيام، حتى إن أكثرَ أهل الفجور يَحترِمون يوم الجمعة وليلته.

9-أنه موافق ليوم المزيد في الجنة، وهو اليومُ الذي يُجمَعُ فيه أهلُ الجنة في وادٍ أَفْيحَ، ويُنْصَبُ لهم مَنَابِرُ مِن لؤلؤ، ومنابِرُ من ذهب ، ومنابرُ من زَبَرْجَدٍ وياقوت على كُثبَانِ المِسك، فينظرون إلى ربِّهم تبارك وتعالى، ويتجلى لهم، فيرونه عِياناً.

10-أنه يدنو الرّبُّ تبارك وتعالى عشيةَ يومِ عرفة مِن أهل الموقف ، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: "مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم" وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم تعالى نوعين من القُرب، أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته."
---------------------------
[1] زاد المعاد (60-65/ 1)
[2] قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير) رواه الترمذي (2837)، ومالك (246). قال ابن عبد البر: وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب ، وأن أفضل الذكـر: لا إله إلا الله . قال الخطابي: معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله - عز وجل-، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله - سبحانه وتعالى-، ويقدمه أمام مسألته ، فسمي الثناء دعاء .
[3] [ مسلم كتاب الجمعه – باب فضل يوم الجمعه].
هشام عبد المنعم

سُنَّة الدعاء يوم عرفة.

سُنَّة الدعاء يوم عرفة.
الدعاء من أعظم العبادات؛ بل جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادةَ نفسها؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قَالَ: "الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ". وَقَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] -إِلَى قَوْلِهِ- {دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك مناسبات ترتفع فيها أهمية الدعاء عن غيرها من الأوقات، وجعل أفضل هذه المناسبات مطلقًا يومَ عرفة؛ فقد روى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".

فنَصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أفضل أوقات الدعاء قاطبة ما كان يوم عرفة، ولم يُحدِّد وقتًا معينًا في اليوم، فصار الخير في كل لحظاته، ثم أتبع ذلك بأن أفضل الكلام الذي قاله وهو وإخوانه الأنبياء هي شهادة التوحيد؛ فكان ذلك إشارة منه إلى أهمية التهليل في هذا اليوم، وأهميته كمقدمة للدعاء، فلْنُكْثِر في هذا اليوم من الأمرين معًا: الدعاء والتهليل، ولْنُفَرِّغ أوقاتنا في يوم عرفة لذلك، فإننا لا ندري هل نُدرك يوم عرفة آخر أم يكون هذا آخر عهدنا به.
د. راغب السرجاني

تاريخ قبة الصخرة.. القدس


تاريخ قبة الصخرة.. القدس

تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم؛ ذلك أنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة، ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا، لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية، حتى اعتبرت آية من في الهندسة المعمارية.

موضع الصخرة
الصخرة كتلة غير منتظمة من الصخر الطبيعي في وسط منطقة المسجد في القدس، أبعادها (1813متر)، وأقصى ارتفاع لها فوق أرض قبة الصخرة حوالي 1.5متر، وتحت الصخرة كهف مساحته حوالي 4.5م2، يتجه جانب الصخرة المنحدر إلى الشرق وجانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب، وتظهر الصخرة فوق الكهف وكأنها معلقة بين الأرض والسماء.

منزلة قبة الصخرة
حينما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى عرج إلى السماء من عند القبة، ثم كانت قبلة المسلمين إليها، ثم تغيرت بناء على أمر من الله سبحانه وتعالى في العام الثاني من الهجرة إلى الكعبة المشرفة {نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]، ولما قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بيت المقدس ووجد الصخرة مغطاة بالدمن (القمامة)، أمر برفعها، وبعدها انهمر المطر عليها غزيراً ثلاث مرات ثم أقام الصلاة فيها.

جذبت قبة الصخرة انتباه المسلمين منذ ذلك الحين حيث ظلت تعيش في وجدانهم، وفي وقت كانت فبه الكنائس والأديرة منتشرة في بيت المقدس وأصبح للمسلمين عقيدة حية في قلوبهم صوب هذه الصخرة المقدسة وجاء الخليفة عبد الملك بن مروان رحمه الله إلى الحكم ودارت أحداث سياسية أرخت بظلالها خلال النزاع بينه وبين عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما.

وكان عبد الملك بن مروان من خلفاء الدولة الأموية الذين اعتنوا بـ العمارة الإسلامية، بعد أن قطعت الفتوحات الإسلامية شوطاً كبيراً في إعلاء كلمة الإسلام وبدأ يظهر الفن الإسلامي الوليد الذي شب عن الطوق فأخذت المباني الإسلامية تأخذ منحىً جديداً في إظهار الجديد في روائع العمارة الإسلامية بين روائع البناء في قباب وأقبية الكنائس والأديرة في القدس [1].

بناء قبة الصخرة
بنى قبة الصخرة المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد أشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين، ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس [2].

فقد فكر عبد الملك بن مروان رحمه الله في أن يغطي هذه الصخرة المقدسة بنوع من البناء يتناسب وقباب المدينة المرتفعة، حتى يخلد ويحافظ على هذا الأثر المقدس، في وقت كثر فيه البناؤون والمزخرفون مع ثراء الدولة الأموية، وكان هذا هو دافعه الحقيقي، ولم يكن دافعه كما ذكر البعض في بناء قبة الصخرة ليحول إليها الحجيج عن الكعبة المشرفة، فهو خليفة المسلمين ويعلم بل ويحافظ على أركان الإسلام.

وقد قيل: إن عبد الملك بن مروان حين فكر في بناء قبة عالية تغطي الصخرة رصد لبنائها خراج مصر لسبع سنين، وحين أنفقت هذه الأموال على البناء بقي منها مائة ألف دينار، فأمر عبد الملك بن مراون بها جائزة للرجلين المشرفين على البناء وهما رجاء بن حيوة الكندي ويزيد سلام فرفضا قائلين: "نحن أولى أن نزيد من حلي نسائنا فضلاً عن أموالنا فاصرفه في أحب الأشياء إليك"، فأمر عبد الملك بأن يصنع منها صفائح ذهبية تكسى بها القبة من الخارج.

وتعد قبة الصخرة من الناحية المعمارية أقدم أثر إسلامي باقٍ، ساهم فيه مهندسون وفنانون جلبهم عبد الملك بن مراون من مختلف البلاد الإسلامية وحتى غير الإسلامية ليبنوا أثراً رائعًا، وجلب لها المواد من كل بلد تميز فيه، ومن هنا كان لتأثيرات العمارة البيزنطية وضوحًا على هذا الأثر بجانب بعض التأثيرات الفنية الساسانية في زخارفها.
تاريخ الصخرة.. القدس

وصف وتخطيط قبة الصخرة
يأخذ تخطيط قبة الصخرة شكل مثمَّن خارجيّ، به أربعة مداخل محورية يتقدم كلاً منها سقيفة محمولة على أعمدة، يليها مثمَّن داخليّ مكون من دعائم رئيسة، وبين كل دعامتين عمودان يكوِّنان ثلاثة عقود تكون في مجموعها أربعة وعشرين عقداً داخل هذه التثمينة، دائرة من الأعمدة والأكتاف مكونة من أربعة دعائم كبيرة بين كل دعامة وأخرى ثلاثة أعمدة تحمل ستة عشر عقداً مدبباً، وقد صنعت القبة من الخشب وغطيت من الخارج بطبقة من الرصاص، ويوجد بالرقبة 16 نافذة، وقد أحاطت الدائرة بالصخرة حتى يمكن الطواف حولها.

وهناك كثير من الآراء التي تذهب إلى فعل التأثير المعماري البيزنطي في ذلك الوقت على هذه القبة إذ إنه من المعروف أن أكثر ما يميز العمارة البيزنطية هو بناء القباب الشاهقة الارتفاع، وهو أمر يمكن قبوله في بداية نشأة هذا النوع من القباب الضخمة عند بدء تشييد العمائر الإسلامية الجديدة، وهو أمر لا يعيب العمارة الإسلامية في بدايتها، فكل الفنون تتواصل تأثيراتها ومعطياته حتى تتسم بشخصيتها المستقلة وطرازها الجديد بل إن بعض علماء العمارة الإسلامية ذهبوا إلى رد أصولها المعمارية الأولى إلى تأثير العمارة الرومانية [3].


تجديد بناء قبة الصخرة[*]
اهتم المسلمون برعاية وعناية قبة الصخرة المشرفة، على مر الفترات الإسلامية المتعاقبة، وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية، مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار والحرائق. فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها.

زمن الخلافة العباسية
ففي سنة 216هـ/ 831م، زار الخليفة العباسي المأمون (198-218 هـ/ 813 – 833م) بيت المقدس، وكان قد أصاب قبة الصخرة شيء من الخراب فأمر بترميمه وإصلاحه، والأمر تطور على ما يبدو ليصبح مشروع ترميم ضخم اشتمل على قبة الصخرة المشرفة، مما حدا بالمأمون أن يضرب فلساً يحمل اسم القدس لأول مرة في تاريخ مدينة القدس وذلك في سنة 217 هـ كذكرى لإنجاز ترميماته تلك.
وفي سنة 301 هـ/ 913م في عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله تمت أعمال ترميمات خشبية في قبة الصخرة، اشتملت على إصلاح قسم من السقف وكذلك عمل أربعة أبواب خشبية مذهبة بأمر من أم الخليفة المقتدر، حيث تم الكشف عن ذلك من خلال شريط كتابي مكتوب بالدهان الأسود وجد على بعض الأعمال الخشبية في القبة، حيث كتب عليها ما نصه: "بسم الله الرحمن الرحيم، بركة من الله لعبد الله جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين حفظه الله لنا، مما أمرت به السيدة أم المقتدر بالله نصرها الله، وجرى ذلك على يد لبيد مولى السيدة، وذلك في سنة إحدى وثلاثمائة" [4].

زمن الدولة الفاطمية
وفي الفترة الفاطمية تعرضت فلسطين لهزات أرضية عنيفة: منها التي حدثت سنة 407 هـ/ 1016م، والتي أدت إلى إصابة قبة الصخرة وإتلاف بعض أجزاء القبة الكبيرة [5]، حيث بدئ بترميمها في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386 – 411هـ/ 996-1021) واستكمل في عهد ولده الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله (411-427هـ/1021-1036م). وقد اشتملت الترميمات على القبة وزخارفها وتمت على يدي علي بن أحمد في سنة 413هـ/1022 م، وذلك حسب ما ورد في الشريط الكتابي الواقع في الدهليز الموجود في رقبة القبة [6].

الاحتلال الصليبي
لقد عانت قبة الصخرة كثيراً مثلما عانت معظم المساجد الإسلامية في فلسطين من الاحتلال الصليبي،
فعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 493هـ/ 1099م، قاموا بتحويل مسجد قبة الصخرة إلى كنيسة عرفت بذلك الوقت باسم "هيكل السيد العظيم"، فانتهكوا قدسيتها وبنوا فوق الصخرة مذبحاً ووضعوا فيها الصور والتماثيل. مبيحين في ذلك ما حرمه الإسلام في أماكنه المقدسة.

زمن الدولة الأيوبية
ولم يشأ الله -عز وجل- أن يطيل معاناة قبة الصخرة المشرفة من ذلك الاحتلال الغاشم، حتى هيأ سبحانه وتعالى القائد الجليل صلاح الدين الأيوبي (564 – 589 هـ/ 1169-119م) لتحرير فلسطين واستردادها من الصليبيين سنة 583 هـ/ 1187م.

وبذلك تطهرت قبة الصخرة المشرفة من النجس الذي كان عالقاً بها، حيث قام صلاح الدين بإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الصليبيين وإزالة جميع بصماتهم التي وضعوها عليها، فقد قام بإزالة المذبح الذي أضافوه فوق الصخرة والبلاط الرخامي الذي كسوا به الصخرة والصور والتماثيل، وكذلك أمر بعمل صيانة وترميم لما يحتاجه المبنى، حيث تم تجديد تذهيب القبة من الداخل وذلك حسب ما نجده اليوم مكتوباً من خلال الشريط الكتابي الواقع بداخل القبة والذي جاء فيه ما نصه [7]: "بسم الله الرحمن الرحيم. أمر بتجديد تذهيب هذه القبة الشريفة مولانا السلطان الملك الناصر العالم العادل العامل صلاح الدين يوسف بن أيوب تغمده الله برحمته. وذلك في شهور سنة ست وثمانين وخمسمائة".
هذا ولم يغفل المجاهد صلاح الدين عن متابعة مبنى قبة الصخرة والحفاظ عليها، فنراه قد رتب للمسجد إماماً وعين لخدمته سدنة ووقف عليه الوقوفات لكي ينفق ريعها لصالح قبة الصخرة المشرفة.
وقد استمر الأيوبيون بعد صلاح الدين بالاهتمام بقبة الصخرة والحفاظ عليها، حيث تشير المصادر التاريخية [8] إلى أن معظمهم كانوا يكنسون الصخرة بأيديهم ثم يغسلونها بماء الورد باستمرار لتظل نظيفة معطرة، كما أن الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين (589-595 هـ/ 1193-1198م)، قام بوضع الحاجز الخشبي الذي يحيط الصخرة لحمايتها بدلاً من الحاجز الحديدي الذي وضعه الصليبيون .

زمن دولة المماليك
وفي الفترة المملوكية لم ينس سلاطين المماليك متابعة الاهتمام بقبة الصخرة والحفاظ عليها. فقد قام السلطان الملك الظاهر بيبرس (658 – 676هـ/ 1260 – 1277م) بتجديد الزخارف الفسيفسائية التي تكسو الأقسام العلوية الواقعة في واجهات التثمينة الخارجية وذلك سنة 699 هـ/ 1270م [9].

أما السلطان الناصر محمد بن قلاوون وفي فترة سلطنته الثالثة (709 –741هـ/ 1309-1340 م) والذي اعتبر من مشاهير سلاطين المماليك الذين اهتموا بالإنجازات المعمارية بصورة عامة، مثله مثل الوليد بن عبد الملك في الفترة الأموية، فقد قام السلطان الناصر بن قلاوون بأعمال صيانة وترميم عديدة في قبة الصخرة نذكر منها: تجديد وتذهيب القبة من الداخل والخارج في سنة 718 هـ/ 1318م)، وكما أنه قام بتبليط فناء (صحن) قبة الصخرة المشرفة الذي يحيط بها.

وفي عهد السلطان الملك الظاهر برقوق وفي فترة سلطنته الأولى (784-791هـ/ 1382 –1389م)، تم تجديد دكة المؤذنين الواقعة إلى الغرب من باب المغارة مقابل الباب الجنوبي (القبلي) لقبة الصخرة، وذلك في سنة 789هـ/ 1387م) على يدي نائبه بالقدس محمد بن السيفي بهادر الظاهري نائب السلطنة الشريفة بالقدس وناظر الحرمين الشريفين، حسب ما ورد في النص التذكاري الموجود عليها .

وفي عهد السلطان الملك الظاهر جقمق (842 – 857هـ/ 1438 – 1453م)، تم ترميم قسم من سقف قبة الصخرة الذي تعرض للحريق إثر صاعقة عنيفة [10].
وقد حافظ سلاطين المماليك على استمرارية صيانة وترميم قبة الصخرة والحفاظ عليها إما عن طريق الترميمات الفعلية أو عن طريق الوقوفات التي كانت بمثابة الرصيد المالي الدائم لكي يضمن النفقات والمصاريف على مصلحة مسجد قبة الصخرة المشرفة. فعلى ما يبدو أنه في حال لم يكن هناك ترميمات، اهتم السلاطين برصد الأموال اللازمة لها في حين الحاجة، فنجد السلطان الملك الأشرف برسباي (825-841هـ/ 1422-1437م)، قد أمر بشراء الضياع والقرى ووقفها لرصد ريعها للنفقة على قبة الصخرة المشرفة [11].

زمن الدولة العثمانية
نستطيع القول أن تاريخ بناء قبة الصخرة المشرفة قد دخل مرحلة جديدة وطويلة في فترة الدولة العثمانية التي استمرت أربعة قرون، حيث لم تنقص أهمية المحافظة والصيانة لقبة الصخرة، بل قل إنها زادت وتضاعفت .

فكان أول سلاطين العثمانيين الذين اهتموا بقبة الصخرة ورعايتها، هو السلطان سليمان القانوني (926-974هـ/ 1520-1566م)، الذي استطاع أن يصبغ قبة الصخرة بالفن العثماني من خلال مشروعه الكبير المشار إليه في نقشه التذكاري الموجود فوق الباب الشمالي لقبة الصخرة، والذي اشتمل على استبدال الزخارف الفسيفسائية التي كانت تغطي واجهات التثمينة الخارجية والتي ظلت قائمة منذ الفترة الأموية، فترة تأسيس وبناء قبة الصخرة وحتى الفترة العثمانية، وقد استبدلت بالبلاط القاشاني المزجج والملون في سنة 959هـ/ 1552م، مما أكسب قبة الصخرة روعة وجمالاً فائقين من الخارج كما هي من الداخل . كما قام بتجديد النوافذ الجصية الواقعة في رقبة القبة وذلك في سنة 945هـ/ 1538م .

ولقد حرص سلاطين العثمانيين بشدة خلال فترات توليهم الطويلة على استمرارية الحفاظ على مسجد قبة الصخرة، حتى أنهم قاموا بتشكيل لجنة لتختص بشؤون إعمار قبة الصخرة والمسجد الأقصى، تألفت من شيخ الحرم وأمين البناء وأمين الدفتر.

ومن مشاريع الترميمات العثمانية المهمة تلك التي أنجزت في عهدي السلطانين عبد المجيد الأول (1255-1277 هـ/ 1839-1861م)، والسلطان عبد العزيز (1277-1293هـ/ 1861-1876م)، حيث تم إنجاز أعمال ترميمات ضخمة استمرت مدة من الزمن، كلفت خزينة الدولة أموالاً طائلة، حيث استدعي خبراء ومهندسون من خارج البلاد لتقوية وصيانة المبنى الأساسي للقبة وزخارفها من الداخل والخارج.

وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1293-1327 هـ/ 1876-1909م)، تم كتابة سورة (يس) الموجودة حالياً في أعلى واجهات التثمينة الخارجية، وقد كتبت بالخط الثلث على القاشاني، كما أمر السلطان عبد الحميد بفرش مسجد قبة الصخرة المشرفة بالسجاد الثمية.
ومن الجدير بالإشارة إلى القبة الصغيرة التي تقوم إلى الغرب من مدخل المغارة والتي على ما يظهر أنها أضيفت في الفترة العثمانية والتي عرفت بحجرة شعرات النبي عليه السلام، وقد قال المؤرخ المقدسي الجليل عارف العارف بخصوصها ما نصه: ".. وقد عهد إلى آل الشهابي من الأسر القديمة في بيت المقدس بمهمة الاحتفاظ بهاتين الشعرتين من شعر النبي، ويحتفل القوم بها مرة في كل سنة، .. في اليوم السابع والعشرين من شهر رمضان..".

المجلس الإسلامي الأعلى
هذا وقد أخذ المجلس الإسلامي الأعلى على عاتقه مسؤولية الحفاظ على قبة الصخرة المشرفة، حيث قام في الفترة ما بين 1936-1948م، بأعمال الترميم اللازمة والضرورية فيها مستعيناً بالخبراء والمختصين في هذا المجال [12].

وقد استمرت الترميمات في العهد الأردني، حيث سنت الحكومة الأردنية في سنة 1954م، قانون أسمته (قانون إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة لسنة 1954م)، خولت فيه مجلس الوزراء تعيين لجنة لإعمار المسجدين. ومنذ ذلك الحين وحتى هذا اليوم واللجنة تقوم بمسؤولياتها تجاه إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة [13].

زخرفة قبة الصخرة
وإذا كانت قبة الصخرة في غاية الأهمية من الناحية المعمارية فهي في غاية الأهمية أيضاً من الناحية الزخرفية، ففي هذه القبة أقدم الزخارف الإسلامية المؤرخة والتي يؤرخها كتابة أثرية بأسلوب الفسيفساء، حيث كانت هذه الزخارف تغطي أرضية المبنى وجدرانه بما في ذلك منطقة القبة أو رقبتها من الداخل والخارج، وقد استطاع الفنانون تكوين أشكال زخرفية بديعة كانت هي الأولى من نوعها في الفن الإسلامي من فصوص صغيرة أو مكعبات دقيقة من الزجاج والحجر وصفائح من الصدف، ألصقت على طبقة من الجص أفقية واستخدام فصوص مذهبة أيضاً زادت من قيمة وجمال هذا العمل الفني، وبألوان ودرجات مختلفة هي: الأخضر والأزرق والأحمر والفضي والرمادي والبنفسجي والبني والأبيض والأسود على خلفية ذهبية اللون.

وقد جمعت زخارف الفسيفساء في قبة الصخرة بين التكوين الزخرفي الذي يناسب المسافات المعمارية على الجدران وبين الشكل الزخرفي الذي يتناسب مع الموضوعات الزخرفية البنائية والهندسية بجانب الأشرطة الكتابية، وجاءت الموضوعات الزخرفية البنائية من نخيل وأشجار وجذوع وسيقان وثمار الفاكهة وخاصة عراجين التمر وعناقيد العنب، في تنوع شديد بجانب العناصر الهندسية، وقد ظهر على مثل هذه الأشكال الزخرفية التأثير الفني الساساني إلى حد كبير مع بداية ظهور العناصر الفنية الإسلامية الجديدة البحتة.

هذا بجانب ما تمتاز به قبة الصخرة من أشرطة كتابية لآيات قرآنية كريمة من الفسيفساء وكتابة تحمل تاريخ التجديد الذي تم عمله زمن الخليفة المأمون العباسي وإن ظهر تزوير في النص الكتابي، فالذي بني هذه القبة عبد الملك بن مروان سنة 72هـ، ولكن الذي حدث أن نزع بعض عمال المأمون قراميد صفراء ووضعوا بدلاً منها قراميد زرقاء تحمل اسم المأمون مكان اسم عبد الملك بن مروان ولم يغيروا تاريخ البناء في عام 72هـ الذي بقي شاهداً على هذا التغيير في اسم مشيد البناء الأصلي، وقد وضع عمال المأمون تاريخ تجديدهم عام 216هـ في موضع آخر نظراً لضيق المساحة التي تحمل تاريخ سنة 72هـ.

هذا وقد أسهب المؤرخون في وصف قبة الصخرة وصفاً دقيقًا لا يتسع المقام لذكره، ومن هؤلاء: ابن الفقيه وابن عبد ربه وناصري خسرو والإدريسي والهروي ومجير الدين والسيوطي وغيرهم [14].

صحن قبة الصخرة المشرفة [**]
المقصود بصحن قبة الصخرة هو الساحة الخارجية أو الباحة التي تحيط بمبنى قبة الصخرة، والتي ترتفع عن أرضية الحرم الشريف 12قدم (4م). ويتوصل إليها عن طريق مراق (درج)، توجت بقناطر حجرية تتألف من مجموعة عقود حجرية تقوم على أعمدة رخامية عرفت باسم "الموازين". وقد أشار المقدسي إلى وجود أربع مراق في صحن الصخرة، حيث يقول في وصفه للمسجد الأقصى ما نصه: " والصحن كلّه مبلّط -يقصد الحرم الشريف- وسطه دكة -يقصد فناء الصخرة- مثل مسجد يثرب يصعد إليها من الأربع جوانب في مراق واسعة .." [15]، وأما ابن الفقيه فقد أشار إلى وجود ست مراق تؤدي إلى صحن الصخرة.

فمن المحتمل أن تاريخ تأسيس وبناء هذه الموازين يعود للفترة الأموية، حيث صممت لتفي بالغرض الجمالي والهندسي وهو مَلءُ الفراغ الموجود في صحن قبة الصخرة ليتجانس مع مخططها الهيكلي من جهة، وللغرض التوجيهي وهو الإشارة والدلالة إلى مداخلها من جهة أخرى [16].

يبلغ عدد هذه الموازين أو القناطر أو البوائك (جمع بائكة) ثمانية، حيث مرت هذه البوائك في مراحل ترميم مختلفة تراوحت بين الصيانة والترميم إلى إعادة بنائها من جديد.
تقوم أيضاً على صحن الصخرة المشرفة مجموعة من القباب، تعود تواريخ نشأتها إلى فترات إسلامية مختلفة ومتتابعة، كما تقوم في الجهة الشمالية لصحن قبة الصخرة مجموعة غرف صغيرة تعرف بالخلاوي (جمع خلوة)، أقيمت في صف واحد، حيث تم إنشاؤها في الفترة العثمانية .

إن قبة الصخرة أثر هام في تاريخ العمارة الإسلامية مرتبط في قلب كل مسلم وفي عقيدته بالإسراء والمعراج، وهي في العمارة الإسلامية أقدم أثر باق يشهد على نشأة فن العمارة الإسلامية وعلى جمال زخرفة هذا الفن الجديد، وقبة الصخرة أثر يشهد لبانيه خليفة المسلمين الأموي عبد الملك بن مروان –رحمه الله- بجهده ويوضع لبنة أولى في صرح العمارة الإسلامية.
---------------------------------
[1] مصطفي عبد الله شيحة: قبة الصخرة. شبكة إسلام ويب.
[2] القاضي مجير الدين الحنبلي، الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، عمان، 1973، 1973م. 1/ 272-273.
[3] مصطفي عبد الله شيحة: قبة الصخرة. شبكة إسلام ويب.[*] دليل المسجد الأقصى المبارك .. قبة الصخرة المشرفة، المركز الفلسطيني للإعلام.
[4] Van Berchem, M .. materiaux pur um corpus insecriptionum arabicarum,II, II, 260. 102, LE CAIRE, 1927, VAN BERCHEM
[5] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، بيروت 1978م، 1/ 295.
[6] Van Berchem (1927), II, 265
[7] Van Berchem (1927), II, 289
[8] القاضي مجير الدين الحنبلي، الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، 1/ 329، 340.
[9] السابق، 2/ 87.
[10] السابق، 2/ 96.
[11] Van Berchem (1927), II,328-329
[12] عارف العارف، تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك، القدس، 1958م، ص92- 100، 235.
[13] لمزيد من الاطلاع: راع الدراسات والأبحاث الفنية والتاريخية الصادر عن المكتب المعماري الهندسي لإصلاح وإعمار المسجد الصخرة المشرفة بالقدس (ثلاث مجلدات 1970-1971م).
[14] مصطفي عبد الله شيحة: قبة الصخرة. شبكة إسلام ويب.
[**]دليل المسجد الأقصى المبارك .. قبة الصخرة المشرفة، المركز الفلسطيني للإعلام.
[15] المقدسي: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ليدن، 1906م، 1/ 169.
[16] Rosen-AYALON, M , “The Islamic monuments of al harem al’shaif,, Qedem, 28, 1989,: Rosen, ayalon, 1989 . 30

التكية السليمانية.. دمشق

التكية السليمانية.. دمشق

التكية السليمانية نسبة إلى السلطان العثماني سليمان القانوني، واحدة من روائع الحضارة الإسلامية ومن أشهر الآثار العثمانية في مدينة دمشق، وإحدى إبداعات الفن الإسلامي التي شيدها المعماري المسلم الشهير سنان باشا.

ما هي التكية ؟
التكية عبارة عن مدرسة تنتمي إلى فصيلة المباني الدينية، ولها وظيفة أساسية هي إقامة الشعائر وفرائض العبادة مما جعلها مكاناً للمتصوفة ينقطعون فيها ويأمنون الخلوة للدعاء والصلاة.‏

والتكية في المفهوم العثماني توازي ما أقيم قبلها من نظام الأربطة والخانقوات مع اختلاف التسمية، إلا أن العثمانيين قد أعطوا هذا النوع من الأبنية وظيفة أخرى لتكون مجالاً للتصدق وإطعام المساكين والفقراء و أبناء السبيل.‏

بناء التكية السليمانية
أمر السلطان سليمان القانوني ببناء التكية في مدينة دمشق فعمِّرت في موضع القصر الأبلق (قصر قديم بناه السلطان الظاهر بيبرس) بالوادي الأخضر وتسمى بمرجة دمشق، وعمَّر إليها مسجداً جامعاً ومدرسة عظيمة شرطها للمفتي بدمشق، وكان ابتداء عمارة التكية والمسجد في سنة 962هـ/ 1554م، وكملت عمارتهما في أوائل صفر سنة 967هـ/ 1559م.

ثم تجددت مدرسة إلى جانب التكية السليمانية برسم التدريس سنة 974هـ، وهي من زاوئد التكية، وجاء مدرسها من الباب العالي [1].

قصة بناء التكية السليمانية
يرتبط بناء التكية السليمانية ببناء مسجد السليمانية في القسطنطينية، فقد حُكي أن السلطان سليمان القانوني رأى النبي صلى الله عليه وسلم في بستانه في المنام، فأشار إليه بتعمير مسجد جامع به، وأراه مكانًا، فلما استيقظ من منامه اقتطع جانباً من سراياه منه البستان المذكور، وعمره مسجداً عظيماً شيد بناءه، ووسع فضاءه، قيل: ووضع محرابه في الموضع الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، وعمَّر إلى جانبها المدارس العظيمة أعظمها دار الحديث السليمانية، وكان مصرف ذلك من غنائم رودس، وأمر بتعمير التكية السليمانية بدمشق فعمِّرت ..، وولي الإمامة بالمسجد المذكور شيخنا الشيخ زين الدين بن سلطان، والخطابة العلامة عبد الرحمن ابن قاصي القضاة ابن الفرفور، وخطب أول خطبة في يوم الجمعة رابع عشر شعبان سنة 967هـ/ 1559م، وحضر الخطبة قاضي القضاة بدمشق حينئذ شمس الدين محمد ابن شيخ الإسلام أبي السعود المفتي، فأعجبته خطبته [2].

وصف التكية السليمانية
الذي أشرف على بناء التكية السليمانية المهندس الدمشقي العطار، ولكن مصمم التكية السليمانية هو المعماري المسلم الشهير سنان باشا (895 هـ - 996هـ / 1490م- 1588م) أبرز وأشهر البناءين المسلمين في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي، سواء في الدولة العثمانية أو على مستوى العالم الإسلامي؛ فقد تميّزت أعمال سنان باشا البنائية والمعمارية بالكثرة والقوة والمتانة والضخامة المصحوبة أيضا بمظاهر من الجمال والرّوعة، ومن ثم فقد أطلق عليه الأتراك لقب "أبو العمارة التركية"، وهو يعرف في كتب التاريخ بعدة أسماء، منها: سنان باشا، سنان آغا، ميمار سنان، خوجه باشا. وقد برز تفوقه المعماري خلال فترة حكم السلطان سليمان القانوني (926هـ - 973هـ / 1520-1566م)، الذي منحه لقب كبير مهندسي الدولة العثمانية عام 944هـ / 1538م.

وقد جاء شكل التكية السليمانية كما رسمه سنان باشا على قسمين: التكية الكبرى وتسمى العمارة الغربية وتتألف من مسجد ومدرسة، والتكية الصغرى وتسمى العمارة الشرقية -وهو ما يطلق عليه بعض الناس اسم التكية السليمية خطأً- وتتألف من حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة. وتبلغ مساحة التكية الإجمالية نحو11000 متر مربع.

أولاً: التكية الكبرى
وتتألف من عدد من المباني المستقلة، يحيط بها جميعاً سور مرتفع أبعاده 125×94م، ومدخل التكية الرئيسي يقع في الشمال، تعلوه قبة محمولة على أعمدة، وثمة باب أصبح أكثر استعمالاً ينفتح من الغرب، مخترقاً الصحن ومتصلاً بباب آخر ينفتح على السوق والمدرسة.

ولقد غطت الحدائق والأشجار جميع الفراغات بين الأبنية التي تتقدمها أروقة مسقوفة بقباب منخفضة وخلفها قاعات مسقوفة بقباب مماثلة أكثر ارتفاعاً يتخللها ذؤابات المداخن على شكل مآذن صغيرة، ويبدو المشهد رائعاً عندما يتناغم شكل القباب، مع شكل الأقواس فوق أعمدة الأروقة في جميع الأبنية التي كانت تستعمل لإيواء المصلين والمتعلمين ولإطعامهم، وجميع الأبنية الواقعة في القسم الشمالي تؤكد هذه الوظائف التي ألغيت الآن.

أما المسجد فيقع في منتصف القسم القبلي أي الجنوبي من الصحن، وهو حرم، وصحن هو صحن التكية المشترك، وهذا الحرم مربع الشكل طول ضلعه ستة عشر متراً تغطيه قبة عالية ذات قطر واسع ذات عنق مؤلف من عدد من النوافذ ذات الزجاج المعشق، ويحمل القبة أربعة أقواس محمولة على أركان الجدران في زواياها مثلثات كروية، ويعلو جدران الحرم نوافذ كانت محلاة بالمعشق.

أما واجهات الحرم من الخارج فهي مؤلفة من مداميك من الحجر الأبيض والأسود بشكل متناوب، وهو طابع جميع جدران هذه التكية، ولهل هذا التشكيل البديع كان مطابقاً لتشكيل المباني المملوكية، وبخاصة قصر الأبلق الذي كان قد أنشأه الملك الظاهر بيبرس وهدمه تيمورلنك، وكان السلطان سليمان قد أعاد استعمال حجارته في نفس موقع التكية.

ويبدو تأثير المعمار سنان آغا واضحاً في كل القباب وفي شكل المئذنتين الواقعتين في زاويتي الجدار الشمالي للمسجد، وهما مضلعتان ولكن تبدوان أسطوانيتين يعلوهما قمع مخروطي من الرصاص، ولكل مئذنة شرفة محمولة على مساند من المقرنصات، وفي داخل المسجد محراب تعلوه زخارف حجرية مقرنصة والى جانبه منبر رخامي.

وينفتح حرم المسجد على الصحن بباب رائع الزخرفة يتقدمه مظلة ضخمة محمولة على أعمدة ذات تيجان مقرنصة ملساء، والمظلة مؤلفة من ثلاث قباب ويتقدم المظلة رواق أقل ارتفاعًا، محمولًا على قناطر ذات أعمدة ضخمة.

أما الجهة الشمالية فعبارة عن عدة غرف كبيرة، كل غرفة مسقوفة بعدد من القباب ترتكز على أعمدة داخلية كانت تستخدم لإقامة الطلبة الغرباء.

أما قبور ومدافن بعض السلاطين العثمانيين وعائلاتهم فهي لا تزال قائمة إلى الآن وتستقبل زوارها من المسؤولين الأتراك وعائلات السلاطين المدفونين فيها، وتوضع في القسم الجنوبي وعلى طرفي المسجد الرئيسي.

ثانياً: التكية الصغرى
وهي بجهة الشرق حيث أقيمت على الطراز العثماني، وهي بناء مستقل لمسجد خاص بها يمتاز بزخارفه الوفيرة ورشاقة بناءه، وجمال بابه ونوافذه. وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة، كانت تستعمل مأوى للغرباء وطلبة العلم.

أما المدرسة والسوق فلقد شكلتا مجموعتين مستقلتين عن التكية وأن وحدتهما الزخارف والقباب والأروقة. حيث يقع سوقها التجاري إلى الشمال من المدرسة التي ألحقها السلطان القانوني، ويتكون من مجموعة من الحوانيت التي تساعد الحجاج على شراء ما يحتاجونه في طريقهم إلى بيت الله الحرام ويقسم إلى صفين شرقي وغربي بطول85 م من كل جانب. ولهذا السوق بابان جنوبي يصلها بالتكية والمدرسة، وشمالي يصلها مع بقية أجزاء المدينة.

وفي منتصف الخمسينيات أقيم في جانب من التكية متحف حربي يمثل تطور مختلف أنواع الأسلحة، وفي الجانب الثاني أقيم سوق المهن اليدوية، أما المدرسة الملحقة بالتكية فيشغلها سوق للأقمشة التي اشتهرت بها دمشق.إن أروع ما يميز هذه التكية هو الزخارف التي تعلو الأبواب والنوافذ، أو التي تزيد جدران المسجدين من الداخل على شكل سجاجيد، وهذه الزخارف مؤلفة من ألواح خزفية صنعت كلها في دمشق، وهي ذات مواضع زخرفية نباتية وكتابات قرآنية، بلونين: الأزرق والأخضر وبعض اللون الأحمر الرماني، الذي امتازت به ألواح الخزف الدمشقي والتي يميزها عن الخزف التركي.

وقد ارتبط اسم التكية في الأساطير الشعبية بأنها ملاذ الدراويش المنقطعين للعبادة، وفي الواقع كانت التكية الصغرى مأوى للغرباء وطلبة العلم، وتظهر صور المستشرقين ورسوماتهم أنها كانت محطة للحجاج القادمين من آسيا إلى الديار المقدسة، وحتى أواخر الستينيات كانت قوافل الحجاج الأتراك القادمين براً تتوقف قرب التكية في الذهاب والإياب، ويتجول الحجاج في التكية وبعض أسواق دمشق القديمة،حيث ينتشر الباعة ولا سيما بائعي الألبسة، وكان يرون أن زيارة دمشق من متممات الحج ويطلق عليها (شام شريف) [3].‏

قالوا عن التكية السليمانية
ما قاله الشيخ محمود العدوي ونقله عبد القادر بدران في منادمة الأطلال: "فَأخذت آلَات الْقصر وَجعلت فِيهِ، وأضيف اليها مَا يحْتَاج الْبناء إليه، فَجمع من الْآلَات والأحجار والرخام الصافي والملون والقباب والصنائع والترصيص مَا يحير فِيهِ النَّاظر ويشرح الخاطر، ويشتمل على حجرات وخلاوي كل خلْوَة بقبة وأوجاق وشبابيك إلى الْجَامِع ومطبخ ومطعم، ومئذنيتن شرقية وغربية كَأَنَّهُمَا ميلان، وَأما الْقبَّة والمنبر والمحراب فَفِي غَايَة الإتقان، وَفِي الْجَانِب القبلي من الْجَامِع جنينة بديعة المنظر" [4].

وقال محمد كرد علي: "جاء في كتاب الجوامع والمدارس أن فيها من الأحجار والآلات والرخام الصافي والملون والصنائع والقباب والترصيص ما يحير الناظر ويسر الخاطر. ثم مدح بحرتها ومئذنتها فقال: إنه يحصل للمسافر أنس بهما لأن غالب المهندسين متشرفون بدين الإسلام ..، وقد رممت هذه التكية في الحرب العامة على آخر أيام الترك وأزيل ما كان علق بقبتها ومسجدها وحجرها من الكلس والجبس وأعيدت إلى حالتها الأولى فظهر حسن هندستها وطرز بنائها الرومي، ومنارتاها شاهدتان بأنها من طرز بناء الجوامع في فروق، وكانت تتداعى منارتها الشرقية فنقضت وأعيدت كما كانت ..، وهذه التكية من أجمل آثار العثمانيين هندسها معمار سنان أشهر مهندس في دولة الترك المتوفى 966هـ ولم يحصل الانتفاع بها مع أنها في الغاية بناء وهندسة وأوقافاً" [5].
------------------------------
[1] عبد القادر بدران: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، تحقيق: زهير الشاويش، الناشر: المكتب الإسلامي – بيروت، الطبعة: ط2، 1985م، 1/ 378.
[2] نجم الدين الغزي: الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة، تحقيق: خليل المنصور، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1997م، 3/ 140.
[3] محمد قاسم الخليل: حكاية بناء التكية السليمانية، مجلة الثورة – 5 مايو 2008م.
- جاد الله فرحات: التكية السليمانية بدمشق، جريدة الرأي الكويتية – العدد 11388، ص31 - 5 سبتمبر 2010م.
- التكية السليمانية – موقع نسيم الشام.
[4] عبد القادر بدران: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، 1/ 378.
[5] محمد كرد علي: خطط الشام، الناشر: مكتبة النوري، دمشق، الطبعة: الثالثة، 1403هـ - 1983م، 6/ 138- 139.