بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المعيقات التي تواجه قطاع السياحة في فلسطين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المعيقات التي تواجه قطاع السياحة في فلسطين. إظهار كافة الرسائل

2014-06-07

المعيقات التي تواجه قطاع السياحة في فلسطين

المعيقات التي تواجه قطاع السياحة في فلسطين

تعد دولة فلسطين رغم من صغر مساحتها من أهم المناطق السياحية في العالم؛ نظرًا لحظوتها بالعديد من المميزات التي تخصها دون سواها؛ فهي تتميز بالأماكن السياحية العديدة والمتنوعة، ولكثرة آثارها ومزاراتها القديمة. وقد ساعد مناخ فلسطين المعتدل صيفاً والدافئ شتاءً على كونها محجًا لكل الهوايات والأذواق من مختلف الأجناس والأصقاع. ومن الجدير بالذكر أن فلسطين تضم المناطق الحارة باعتدال في مناطق الأغوار، والباردة باعتدال في المرتفعات التي تمتد من شمالها إلى جنوبها. وقد شكلت متناقضات التضاريس في هذه البقعة الصغيرة بما تحمله من تنوع حيوي مذهل منتجعات طبيعية تدعو إلى زيارنها والتمتع بمظاهرها الباهرة، وخاصة في فصل الربيع.

كما تميزت فلسطين بكونها مهد للعديد من الحضارات التاريخية القديمة التي عمرتها أو سكنتها أو غزتها على مر التاريخ كالكنعانية، والمصرية، والبابلية، والأشورية، واليونانية، والفينيقية، والرومانية، والمسيحية، والإسلامية؛ فخلفت كنوزاً وآثارًا لا تقدر بثمن.

كما تحتوي فلسطين على متناقضات عدة؛ فهي تضم المنطقة الأخفض على وجه الأرض، والجبال العالية، والسهول الواسعة، والأغوار، والصحارى، وبعض الأنهار؛ كما تضم البحر الميت الذي يتميز بملوحته الشديدة التي ليس لها مثيل في العالم، والتي تساعد الغواصين على الطفو على سطحه.

وتشكل فلسطين محط أنظار الديانات السماوية الثلاث؛ فهي تحتضن العديد من الأماكن الدينية المقدسة لديها؛ ما جعل منها معبدًا تهفو إليه قلوب المؤمنين؛ فهي مركز يضم أقدس الكنائس لدى أتباع الديانة المسيحية؛ وثاني أعظم المساجد لدى المسلمين.

المعيقات التي تواجه صناعة السياحة في فلسطين

أولاً: معيقات تضعها سلطات الاحتلال الصهيوني:

نكبت هذه الصناعة بانتكاسات عديدة؛ نتيجة الصراع الذي فرضه الاحتلال في مراحل عديدة، جعلت من السياحة نشاطًا متذبذبًا، وحدت من تطويره والإفادة منه، ومن هذه المعيقات:

1. الحروب التي فرضها جشع دولة الاحتلال في فرض حقائق مستحدثة على الأرض في الأعوام 1948، و1956، و1967، و1973، و1982؛ والانتفاضة الأولى في العام 1987، وانتفاضة الأقصى؛ شكلت عوائق حالت دون ازدهار هذه الصناعة؛ بل خلفت العديد من الآثار التدميرية التي حدّت من قدوم السياح إلى المنطقة عامة وفلسطين خاصة؛ إذ كان لهذه الأحداث تأثير على أنظمة الدول المجاورة وشعوبها؛ فوقعت عدة أحداث تضامنًا مع الحق الفلسطيني في سعيه للخلاص من الظلم الواقع عليه؛ ما حد من حركة السياحة نتيجة انعدام الأمن.

2. منذ عام 1967 تعرضت السياحة الفلسطينية إلى انتكاسة؛ حيث استولت إسرائيل على المقدرات السياحية الفلسطينية، وعملت على تبديل القوانين والنظم الأردنية والمصرية بأوامر عسكرية لا تخدم سوى مصالحها؛ ما أدى إلى ضمور القطاع السياحي وضعف الاستثمار فيه.

3. سيطرت سلطات الاحتلال الصهيوني على الحدود والمعابر مع الدول المجاورة، وتحكمت بشكل مباشر في عملية الدخول والخروج من وإلى الأراضي الفلسطينية؛ الأمر الذي حال دون التدفق الحر للحركة السياحية نحو الأراضي الفلسطينية.

4. سرقت سلطات الاحتلال الصهيوني الكثير من الآثار والكنوز الفلسطينية، ونقلتها إلى مناطق داخل الخط الأخضر.

5. عزلت مدينة القدس، وحاصرت الشركات الفلسطينية العاملة في مجال السياحة فيها، من خلال سلسلة من القرارات التي تحول دون قدرتها على الصمود أمام الشركات الصهيونية التي منحت كل التسهيلات.

6. سعى الاحتلال الصهيوني دون إمكانية استغلال الفلسطينيين لمقدراتهم السياحية، خاصة في مدينة القدس وفي المناطق الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية.

7. دمر الاحتلال الصهيوني العديد من الأماكن الأثرية الدينية والتاريخية.

8. بنت دولة الإحتلال الصهيوني العديد من المستوطنات، وشقت جدار الضم والتهجير، والطرق الالتفافية الاستيطانية؛ ما أدى إلى تدمير العديد من المواقع والأماكن الأثرية والطبيعية.

9. نشرت الحواجز والبوابات، وأغلقت وحاصرت المدن، وحالت دون التنقل الحر داخل الأراضي الفلسطينية.

10. مارست دعاية ضد السياحة الفلسطينية، بتسريب معلومات مضللة للسياح حين دخولهم نقاط العبور الصهيونية، من خلال تخويفهم وتحذيرهم من دخول الأراضي الفلسطينية.

11. فرضت الشركات السياحية الصهيونية شروطًا على المجموعات السياحية القادمة من مختلف بقاع العالم لزيارة الأراضي المقدسة؛ ومن ضمنها الإقامة في فنادق صهيونية؛ ما ألحق خسائر فادحة بقطاع الخدمات السياحية في فلسطين.

وهنا ينبغي أن نذكر بما تقوم به دولة الاحتلال الصهيوني من تدمير للعديد من المواقع التاريخية والأثرية في فلسطين؛ حيث تجري الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، وتجرف المقابر التاريخية القديمة، والعديد من المواقع الأثرية؛ فضلًا عن تزويرها لتاريخ العديد من المواقع لقلب الحقائق وإثبات أحلام سكنت أذهان غلاتها؛ مع العلم أن الحقبة العبرانية لم تقوى على إلغاء الوجود العربي من فلسطين، ولم تمتد لأكثر من ثمانين عامًا؛ إضافة إلى أن هذه الحقبة جاءت متأخرة بالمقارنة مع تاريخ فلسطين الموغل في القدم.
المعيقات الذاتية:

1- ضعف الاستثمار السياحي المحلي والأجنبي في المنشآت السياحية والخدمات الداعمة لها؛ ما يؤثر على جودة المنتج السياحي.

2- ضعف البنى التحتية في المناطق الغنية بالأماكن السياحية؛ ما يؤدي الى قصر إقامة السائح في الأراضي الفلسطينية.

3- عدم القدرة على منافسة الشركات السياحية الصهيونية.

4- النقص في القدرات والخبرات السياحية المؤهلة.

5- ضعف التسويق الخارجي للسياحة الفلسطينية.

6- غياب الوعي باهمية السياحة عند المستثمرين والمواطنين.

إن صناعة السياحة في فلسطين يمكن أن تزدهر في ظل التوصل إلى حل سياسي عادل يفضي إلى الدولة الفلسطينية السيادية المستقلة، وما يرافق ويتبع ذلك من رفع للقيود على السفر والحركة والتنقل، وتطوير البنية التحتية السياحية، ونشر الأمن والطمأنينة.