بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المقدسات والآثار المسيحية في القدس. - 1 -. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المقدسات والآثار المسيحية في القدس. - 1 -. إظهار كافة الرسائل

2014-04-11

المقدسات والآثار المسيحية في القدس. - 1 -


المقدسات والآثار المسيحية في القدس. - 1 -

منذ انطلاقة دعوة السيد المسيح (عليه لسلام) أصبح للنصارى ارتباط وثيق بالقدس التي شهدت العديد من الحوادث التاريخية المرتبطة بدعوته وإن اقتصر هذا الارتباط طيلة القرون الثلاثة الأولى للميلاد على معانٍ روحية ولم يتصل عمران القدس بالمسيحية إلا بدءاً من منتصف القرن الرابع الميلادي ومن المعروف أن السيد المسيح عليه السلام كان قد تنبأ بخراب القدس والهيكل الذي أعاد هيرود الكبير تشييده إذ قال لليهود بعد أن كذبوه "هو ذا بيتكم يترك لكم خراباً" (متى-24) وزاد على ذلك "الحق أقول لكم لايترك ههنا حجر على حجر إلا ينقض" وقد تحققت هذه النبوءة في عام 70م، عندما رد الرومان على تمرد اليهود بحصار القدس وقام القائد تيطس بتدمير المدينة وحرث موقع الهيكل بعد أن هدمه تماماً ولما جاء الإمبراطور قسطنطين إلى الحكم (274-337م) أصدر مرسوم ميلان الشهير في عام 313 باعتبار المسيحية ديانة خاصة لدى المسيحيين والدولة البيزنطية معاً واتخذ المسيحيون عادة الحج إلى المدينة مثلما كان يفعل اليهود خاصة السيد المسيح كان قد حج إليها منذ صباه في النصف الأول من القرن الأول الميلادي (لوقا 41-50) والحقيقة أن الفضل في إسباغ صبغة عمرانية على علاقة القدس بالمسيحيين يعود إلى أم الإمبراطور قسطنطين الملكة هيلانة التي عرفت فيما بعد بالقديسة هيلانة فقد التقت مع مطران المدينة التي كانت تعرف آنذاك باسم إيليا الذي حدثها عن حالة أورشليم السيئة فقررت زيارتها وغادرت القسطنطينية في عام 326م، ومعها الأموال التي زودها بها الإمبراطور لإعمار أورشليم واستطاعت هيلانة بمساعدة المطران مكاريوس التحقق من الأماكن التي ارتادها السيد المسيح وباشرت بنفسها عملية البحث عن الخشبة التي استخدمت في صلب السيد المسيح حتى وجدتها وقد حرصت على إقامة الكنائس فوق المغارة التي عثر بها في الصليب المقدس وفوق القبر المقدس وأيضاً أعلى تل الجلجثة (الذي يعتقد أنه مكان الصلب في غرب القدس) ومن المعروف أن الإمبراطور الروماني هدريان كان قد أمر بطمس كافة المعالم التي لها صلة بدعوة المسيح وساعد اليهود على إنجاز هذه الأوامر ووضعها موضع التنفيذ حيث قاموا بإهالة التراب عليها وإلقاء القاذورات والقمامة فوقها فأزيلت جميعاً وشيدت محلها المقدسات المسيحية وقد تركت الأم هيلانة أمولاً طائلة لماريكوس لبناء كنائس أخرى في الأماكن المقدسة وقد كثرت الكنائس في المدينة المقدسة في القرن التالي خاصة في أيام الإمبراطور أيودكسا (441-460م) وإضافة إلى الكنائس فقد زود الإمبراطور البيزنطي جستيان (527-565م) المدينة بدارين للضيافة إحداهما للحجاج الأجانب والأخرى للمرضى والفقراء وتجدر الإشارة إلى أن الكنائس المسيحية وخاصة كنسية القيامة كانت قد تعرضت لمحنة شديدة عندما اجتاح الفرس القدس في عام 614م، واستولوا عليها وشرعوا بمساعدة اليهود في تدمير المقدسات المسيحية بل إنهم استولوا على الصليب المقدس وقتلوا بوقيعة اليهود حوالي 90 ألف مسيحي وبعد استرداد هرقل للقدس في عام 629م، عقد الإمبراطور صلحا مع الفرس وانتقم من اليهود وشرع في ترميم الكنائس التي تعرضت للدمار وقد حرص المسلمون منذ افتتاح القدس على حماية المقدسات وكفالة حرية العبادة حسبما جاء في العهدة العمرية وقد سجل أحد البطاركة ذلك قائلاً "إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على جزء كبير من حسنة وأنهم ليسوا بأعداء للنصرانية بل يمتدحون ملتنا ويوقرون كهنتنا"

وعند الغزو الصليبي عرفت باسم هيكل الرب واتخذ جزء من المسجد الأقصى كمسكن لفرسان المعبد وحول قسم آخر إلى كنيسة وعقب نجاح القائد صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس من دنس الاحتلال الأجنبي قام بإزالة هذه الاعتداءات.

ومن الجدير بالذكر أن نظام الامتيازات الأجنبية في العصر العثماني قد أتاح للدول الأوربية تشيد وتجديد بعض الكنائس الخاصة بالطوائف المسيحية المختلفة ويعتبر القرن التاسع عشر الميلادي (13هـ) الحقبة الذهبية في تعمير الكنائس المقدسة المشهورة.

1 - كنيسة القيامة

ينسب بناء الكنيسة الأولى إلى الإمبراطورة هيلانة التي اختارت تل الجلجثة (مكان الصلب ) لإقامتها ومن أجل تحديد هذا الموقع قامت بإغراء أحد اليهود المسنين بالذهب حيث حرص الرومان واليهود على إخفائه وحسب الروايات التاريخية فقد عثرت هيلانة بعد إزالة الردم على ثلاثة صلبان يعود اثنان منهما للشخصين اللذين صلبا مع السيد المسيح أما الأخير فهو صليب المسيح وقد ميزته عندما وضعته على أحد الموتى فقام من فوره حسبما تذكر الروايات التاريخية وقد أمرت الإمبراطورة بهدم تل الجلجثة حتى ساوت ارتفاعه بارتفاع القبر وأقيم حول القبر على دائرة واسعة عشرون عموداَ من الرخام يحيط بها جدار مستدير ينعطف في جهاته الأربعة إلى الهيكلين عن اليمين واليسار وبينهما هيكل ثالث إلى الوراء في مواجهة مدخل الكنيسة وقد غطي ذلك بقبة هائلة وسمي البناء كله باسم كنيسة القيامة ولما تم بناء الكنيسة دعا الإمبراطور قسطنيطن سائر بطاركة الكراسي الرسولية الموجودة آنذاك ومن بينهم الأنبا أثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية لتدشينها في عام 330م، وبعد ذلك شيدت بالقرب من القبر المقدس كنيسة موازية له قسمت بواسطة أعمدة رخامية إلى خمسة أروقة فسيحة وقد عرفت أنذاك باسم كنيسة الآلام (المرتيرون) وكان يفصلها عن البناء المحيط بالمقبرة عدة أبواب وفيما ترك مكان الجلجثة خالياًَ من البناء بعد إحاطته بدرابزين فضي شيد هيكل عليه يصعد إليه بسلالم أما المغارة التي وجد بها الصليب فكان الحجاج ينحدرون إلى كنيستها السفلية من منتصف هيكل القيامة ولكن هذا البناء الذي كان أعظم مباني إيليا وأكثرها قداسة تعرض لتخريب مدمر على أيدي الفرس واليهود في عام 614م ، وبعد استرداد هرقل للمدينة كان رئيس دير ثيودوسيوس الأب موديستو وكان ذلك في عام 817م، وحدث في عام 980م، خلال العصر الفاطمي حيث قام بإعادة تشيد القبة البطريرك يوسف الثاني وفي عام 1010م، أمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله واليه على القدس بهدم كنسية القيامة فهدمت هي والأوقرانيون وكنيسة قسطنطين ثم أجاز للنصارى إعادة البناء بعد سنوات قليلة فأقيمت في ذلك الوقت كنيسة القبر المقدس فقط ثم سمح الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ببناء الكنيسة من جديد فأعاد تشييدها في عام 1048م، الإمبراطور قسطنطين مونو ماخوس constintine Mononachus وتم في هذه المرة بناء كنيسة القبر المقدس والجلجثة ومغارة الصليب وكنيسة العذراء وبعد احتلال الصليبين للقدس قاموا في عام 1114م، بجمع كل معابد القيامة تحت سقف واحد وأضافوا أبنية أخرى إلى الكنيسة لتصبح أعظم الأماكن المقدسة عند النصارى كما قاموا بإنشاء كنيسة جديدة شرقي القبر المقدس عرفت باسم كنيسة نصف الدنيا حيث أشيع وقتها أنها مركز العالم القديم وشيدوا برجاً للأجراس واستغرق ذلك العمل تسع سنوات وقد أورد الإدريسي وصفاً لهذه الأعمال بعد إتمامها بعدة سنوات إذ قال في كتابه "نزهة المشتاق" "إن كنيسة القيامة على مقربة من باب يافا المعروف باسم باب المحراب ويدخل الزائر إلى الكنيسة من بوابة تقع في الطرف الغربي وفي الوسط قبة ولها باب من الناحية الشمالية (باب سانتا ماريا) وإذا ما وصل الزائر إلى داخل الكنيسة يأتي إلى القبر المقدس وله بابان وفوقه قبة زينت بأفخم زينة وأحد هذين البابين في تجاه باب الصليب وفوق هذا الباب يقوم برج الجرس الخاص بالكنيسة"

أما عن القبة الخاصة بالكنيسة فهي تقع على ساحة كبيرة وبداخلها لوحات للرسل وللسيد المسيح والعذراء مريم ويوحنا المعمدان وقد أضيئت المصابيح فوق القبر المقدس ومن بينها ثلاثة مصابيح من الذهب فوق القبر مباشرة وعقب استرداد صلاح الدين لبيت المقدس (1187م) أشار عليه بعض أصحابه بأن يقتطع جانباً من دار القسوس المجاور ويتخذه مسجداً.

سمح صلاح الدين في عام 1192م، لفرسان الحملة الصليبية الثالثة بزيارة القبر المقدس ليطمئنوا على مراعاة المسلمين لمقدسات النصارى وفي عهد صلاح الدين الأيوبي تم تسليم مفاتيح كنيسة القيامة إلى عائلتين مسلمتين هما نسيبة وجودة ومازالت مفاتيحها في أيدي أحفاد العائلتين إلى اليوم على أساس أن المفاتيح بيد آل جودة بينما عملية فتح الأبواب وإغلاقها من واجب آل نسيبة ويرى البعض أن ذلك قد تم بناء على رغبة الروم حيث كان الخلاف على أشده بين الروم الأرثوذكس واللاتين أثناء الاحتلال الصليبي وبينما نجح اللاتين في السيطرة على الكنيسة أعاد صلاح الدين سيطرة الروم الأرثوذكس عليها بعد طرد الصليبين ولم يمنع ذلك الإجراء استمرار الخلاف بين الطوائف المسيحية ومن أمثلة ذلك الخلاف الذي نشب بين اللاتين ولكرج (جورجيا) حول كنيسة الجلجثة في عهد السلطان المملوكي الأشرف قنصوه الغوري في نهاية القرن الخامس عشر وقد أمر قاضي القدس بعد رفع الخلاف إليه بأن تقسم بينهما في خط من الشمال إلى الجنوب وأدى استمرار الخلافات في عهد الخلافة العثمانية إلى تدخل الدولة لتنظيم ملكية القبر المقدس قبل الأخرى يوم سبت النور فرتب هذه المسألة مجلس انعقد في محكمة القدس الشرعية سنة 1542م، وحضره رؤساء الطوائف المسيحية بالمدينة وقد انتهى مجلس القضاء في تحديد طريقة الدخول إلى قبر المسيح ومواعيد الزيارة واتفق الحاضرون على أن يحمل الرؤساء الدينيون الشموع المضاءة بنفس الترتيب عند خروجهم من كنيسة القيامة وخاصة في أعقاب الزلازل العنيفة التي ضربت القدس في العصور الوسطى والحديثة فتم ترميمها في أعوام 1244م و1400م و1719م، وبعد الحريق الذي امتد في عام 1808م، من كنيسة القيامة أعيد بناء بعض أجزاء الكنيسة وأزيلت في هذه التجديدات القبور اللاتينية الكثيرة التي شيدها الصليبيون وعقب الزلزال المدمر الذي ارتجت له عمائر القدس في عام 1834م، قام مهندس يوناني بتشييد دعائم ثقيلة عوضاًَ عن الأعمدة الرخامية الحاملة للقبة وغطى المكان بأكمله ولكن القبة الوسطى تداعت وأعيد تجديدها في سنة 1869م، وزائر كنيسة القيامة اليوم يصل إليها عبر طريق قريب من باب الخليل يعرف باسم حارة النصارى وتنتهي هذه الحارة إلى سوق القيامة وهو مكان فسيح يقف فيه باعة التحف والمسابح والشموع والأيقونات وما إلى ذلك من التذكارات التي تباع للحجاج والزوار ويسبق الكنيسة ميدان فسيح يسمى ساحة القيامة وكان الزوار يقفون فيه منذ عهد السلطان سليمان القانوني لدفع رسم دخول الكنيسة وقد ألغي هذا الرسم الذي استحدثه العثمانيون بأمر إبراهيم باشاَ بن محمد بن علي 1832م، إبان خضوع الشام للحكم المصري وعند المدخل نجد ثلاث درجات بها بقايا أعمدة المدخل القديم ومنها عمود قائم إلى الآن يؤرخ بالقرن الثالث الهجري (9م) ولعله من التجديدات التي أحدثت في عهد المأمون العباسي وبعد ذلك نجد كنيسة مار يعقوب الصغير وكنائس مار يوحنا ومريم المجدلية والأربعين شهيداَ (الثالوث الأقداس) وبداخلها مكان للعماد وقبور لبعض بطاركة الروم الأرثوذكس المسمى دير القديس إبراهيم وقد أخذوه من يد الأحباش والثاني يوصل لجرس المنارة أما الباب الثالث فيؤدي إلى كنيسة الملاك ميخائيل القبطية ثم كنيسة الإفرنج التي يصعد إليها باثنتي عشرة درجة حجرية وكان في هذا الموقع مدخل الجلجثة الذي سده اللاتين عام 1187م، وجعلوه هيكلاً باسم أم الأحزان ويوحنا الحبيب وتحت هذا الهيكل وبنفس حجمه تقريباًَ هيكل القديسة مريم المصرية وفي جنوب كنيسة القيامة نجد باب القيامة الرئيسي والذي كان يواجهه على نفس المحور باب آخر يدخل منه اجتيازاً لباب القيامة الرئيسي ونجد إلى اليسار مكان البوابين المسلمين من آل جودة ونسيبة أما إلى اليمين فتوجد سلالم الجلجثة وفي الوسط حجر أحمر يسمى المغتسل ويعتقد المسيحيون أنه في هذا المكان قام يوسف الرامي ونيقو ديموس اليهوديان بإنزال جسد المسيح من على الصليب ووضعاه على هذا الحجر بعد أن سكبا الطيب والحنوط على جسده ولفاه بأكفان الكتان وأمام المغتسل يوجد القبر المقدس ووراء القبر المقدس من ناحية الغرب هيكل إقامة الأقباط وظلوا يحافظون عليه إلى يومنا هذا رغم المحاولات المتكررة لانتزاعه منهم وعلى القبر رخامة قديمة أشار إلى وجودها أحد الزوار في عام 1112م، وقال أنها كانت مثقوبة بثلاثة ثقوب تمكن الزوار من النظر إلى الصخر وتقبيله وإلى الشمال من القبر المقدس يقوم هيكل القديسة مريم المجدلية وبعده نصعد أربع درجات إلى كنيسة ظهور المسيح للعذراء مريم بعد القيامة وبها مذبحان في أحدهما قطعة صخرية يعتقد أنه من العمود الذي جلد عليه الرومان السيد المسيح ووراء هذه الكنيسة يقع دير الفرنسيسكان ثم منحنى البتول وهو ممر مظلم قائم على سبعة عقود ينتهي إلى هيكل حبس المسيح وهو يعود إلى القرن الثامن الهجري (14م) وقد اكتشفت في أوائل القرن الماضي ويلي ذلك هيكل نصف دائري للقديس لونجينوس وبجواره هيكل آخر يسمى هيكل اقتسام الجند لثياب المسيح واقترعهم على قميصه وطبقاً للروايات التاريخية فإن هذا المكان كان به كفن السيد المسيح حتى القرن السابع الميلادي (وهو في ميلانو بإيطاليا الآن) ويليه هيكل السخرية (حيث سخر الجند الرومان من المسيح) وهو إلى اليمين من مدخل كنيسة القديسة هيلانة وبه العمود الذي جلد عليه الجند المسيح بعد أن أجلسوه عليه ووضعوه على رأسه إكليلا من الشوك وبعد حوالي خمسة عشر متراً نجد درجات سلم توصل إلى الجلجثة حيث موضع الصليب وتحت الجلجثة ينحدر سلم إلى ممر ضيق مظلم يسمى معبد آدم وعن يمينه يقع قبر جودفري أول ملك صليبي لبيت المقدس (1100م) وعن شماله قبر الملك بودوان الأول (الصليبي) وبعد ذلك نجد ذلك الهيكل المنسوب إلى ملكي صادق الكاهن وهو في هذا المكان عندما التقيا قديماً أما كنيسة نصف الدنيا فتتوسط أبنية كنيسة القيامة ولها جداران تنتهي بأروقة طويلة من جهاتها الثلاثة (خلا جهة المذبح) عليها صورة ورسوم روسية قديمة وإذا ما غادرنا كنيسة نصف الدنيا من ناحية هيكل اللاتين حيث يقيمون طقوسهم وصلواتهم أمام القبر المقدس.

2 - دير أبينا إبراهيم

ويقع في ساحة كنيسة القيامة ويعتقد أن أول من شيده الملكة هيلانة حوالي عام 335م، وقد هدم الفرس هذا الدير خلال احتلالهم للقدس عام 614م، وأعيد تجديده غير مرة وهو يضم الآن:
- دير أبينا إبراهيم للروم الأرثوذكس وبالمكان كنيستان إحداهما صغيرة (أبينا إبراهيم) والأخرى تكبر عنها وتسمى كنيسة الرسل الاثني عشر
- المسكوبية وهي دير للروس يقع في الشرق من كنيسة القيامة وقد أقيمت على جزء من دير أبينا إبراهيم وبالمسكوبية كنيستان ودار للأسقفية وأبنية مدنية أخرى

3 - دير ما يوحنا المعمدان

ويقع بين سوقية علوان والطريق الذي يوصل لحارة النصارى ويرى الزائر لهذا الدير كنيسة تحت الأرض ويرجع تاريخها إلى عام 450م، والأخرى فوق الأرض وهي أحدث عهداَ وقد شيدت عام 1048م، خلال العصر الفاطمي وهو من منشآت طائفة الروم الأرثوذكس.

4 - دير السلطان للأقباط الأرثوذكس

وهو من الأديرة القديمة بالقدس ويغلب على الظن أنه جدد في العصر الفاطمي صلاح الدين أرجعه للأقباط بعد استرداده لبيت المقدس ولعله عرف من وقتها باسم دير السلطان ويقع هذا الدير بجوار كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة ولدير السلطان أهمية خاصة عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة ومعنى فقدانه عند الأقباط أن تصبح جميع أملاكهم لا تساوي شيئاً ويضطر الحجاج الزوار إلى المرور في طريق عمومية طويلة ليصلوا إلى كنيسة القيامة وتبلغ مساحته حوالي 1800م2، وتقع ساحته فوق كنيسة القديسة هيلانة وفي الزاوية الجنوبية الغربية من هذه الساحة تقع كنيستان تاريخيتان هما كنيسة الأربعة كائنات الروحية الغير متجسدة (الأربع حيوانات) ومساحتها 42م2، وكنيسة الملاك ميخائيل وهي في الدور الأرضي ومساحتها 35م2، وللوصول من هذا الدير إلى كنيسة القيامة يجب الدخول إلى كنيسة الأربعة حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة وقد ادعى الأحباش ملكيتهم لهذا الدير رغماً عن أن الوثائق التاريخية الإسلامية تثبت ملكية الأقباط والكنيسة المصرية له وربما يرجع هذا الادعاء إلى المرسوم الذي أصدره السلطان المملوكي المنصور قلاوون بألا يمنع الأحباش من دخول هياكل القيامة أو دير السلطان بناء على طلب من ملك الحبشة لأن اللاتين الموجودين هناك كانوا يضايقونهم وقد سمح لهم الأقباط بالإقامة في الدير لأن الحبشة كانت خاضعة للكرازة المرقصية في الإسكندرية وعزز من اعتقاد الأحباش في أحقيتهم بالدير أنهم أقاموا فيه منذ القرن الحادي عشر الهجري (17م) عندما طردوا من أملاكهم لعجزهم عن أداء الضرائب وقام الأقباط باستضافتهم في الدير ومن وقتها ظهرت مشكلة دير السلطان بين الأقباط والأثيوبيين وقد تدخل البريطانيون في هذا النزاع لصالح الأثيوبيين ونصحوهم بسرقة مفاتيح الدير وقد تم بالفعل في عام 1850م، ولكن متصرف القدس عقد مجلساً للنظر في أمر النزاع وحضره أعيان القدس وكبار رجال الدين في الطوائف الثلاث (الأرمن الأقباط الحبشة) وانتهى المجلس إلى إعادة مفاتيح الدير إلى الأقباط وظل البريطانيون يحرضون الأثيوبيين للاستمرار في ادعاء ملكية دير السلطان ومن بعدهم قام "الإسرائيليون" بعد منتصف ليلة عيد القيامة المجيد (20من أبريل 1970م) وأثناء انشغال الكنائس في إقامة صلوات ليلة هذا العيد بتغير كوالين ومفاتيح الدير وتسليم المفاتيح الجديدة للأثيوبيين وأقاموا المتاريس ومنعوا المطران القبطي من الدخول للدير بعد انتهائه من الصلاة وعلى إثر هذا الاعتداء قام الأنبا باسيليوس المطران القبطي في القدس بالاحتجاج لدى السلطات "الإسرائيلية" وقام برفع ثلاث قضايا أمام المحاكم "الإسرائيلية" كان آخرها أمام محكمة العدل العليا المؤلفة من خمسة قضاة يرأسها القاضي أجرنات الذي كان وكيلا لوزارة العدل بفرنسا وبعد دراسة المحكمة للوثائق التي قدمها الأقباط ومعاينتها للدير بادر رئيس المحكمة وزير الشرطة "الإسرائيلي "قائلا أنتم ارتكبتم عملاً لصوصياً ومخالفاَ للنظام والقانون هذا الدير قبطي 100% ويعاد إلى أصحابه فوراً ورغم صدور قرار أجرانات في عام 1971م، بإعادة الدير للأقباط وتغريم الشرطة "الإسرائيلية" والأسقف الأثيوبي إلا أن سلطات الاحتلال ترفض تنفيذ القرار.

5 - دير مار أنطونيوس (للأقباط)

وهو من ممتلكات الأرثوذكس بالقدس وترجع أهميته إلى أنه صار مقراَ للمطرانية القبطية منذ عام 1912م، ويقع هذا الدير إلى الشمال من كنيسة القديسة هيلانة وقد أجريت به إصلاحات عديدة أهمها تلك التي جرت في عام 1875م، عندما أضيفت إليه مبان جديدة ثم عمر الدير مرة أخرى سنة 1907م، وجددت أيضاًَ كنيسته وأساساته القديمة ويبدو أن الدير قد شيد على أساس كنيسة بيزنطية قديمة إذ يشير بعض الرحالة الذين وفدوا على الدير أن به مستودع مياه باسم القديسة هيلانة وهو دخل الكنيسة القبطية في الدور الأرضي من الدير وللمستودع سلم دائري للهبوط عليه وهو مكون من (51) درجة وقد شيدت كنيسة القديس أنطونيوس وتقع لصق الجدار الشمالي لكنيسة القيامة وأمامها فناء واسع مكشوف يقع على سطح الجدار الشمالي لكنيسة القيامة وأمامها فناء واسع يقع على سطح الدور الأرضي وفي الجهتين الجنوبية والشرقية من الفناء تقع مساكن الرهبان الأقباط ومقر رئاسة الدير والكلية الأنطونية وقد قام المطران باسيليوس بإصلاح هيكل هذه الكنيسة وشيد لها منبراَ جديداَ وفي الطابق الثالث توجد كنيسة أخرى أنشأها المطران الأنبا ياكوبوس في عام 1954م، تذكاراً لظهور العذراء في هذه الغرفة لبعض طالبات مدرسة القديسة دميانة في صيف هذا العام ويقع مقر المطران القبطي في الطابق الرابع وبه مكتبة فخمة بالإضافة إلى نزول للضيوف والحجاج .

6 - دير مار جرجس (للأقباط)

يقع هذا الدير في حارة الموارنه على مقربة من باب الخليل وقد شيد في العصر العثماني القرن (11هـ/17م) وقد ألحقت به مدرسة تعرف باسم القديسة دميانة وبالدير كنيسة بها هيكل واحد يصلى فيه قداس يوم الاحتفال بعيد الشهيد مارجرجس (7من أكتوبر) وذلك مقابل إقامة الأقباط قداساً ليلة عيد الميلاد وصباحه على مذبح الأرمن بكنيسة المهد الأرمنية في بيت لحم.

7 - دير القديس يعقوب الكبير(الأرمن)

للأرمن تاريخ طويل في بيت المقدس وكان عددهم في عام 1945م، حوالي خمسة آلاف وقد اعتاد هؤلاء الإقامة في دير مار أركانجل شرقي دير القديس يعقوب (مار يعقوب) وقد وفدت أعداد كبيرة منهم على الدير الأخير في أعقاب حروب تركيا ضد الأرمن عام 1914م، ويقع دير مار يعقوب في حارة الأرمن على مقربة من قلعة القدس حيث توجد بساتين البطريركية الأرمنية ومقر مدير الدير والبطريرك وكنيسة الرسول يعقوب الكبير ويعتقد أن هذه الكنيسة قد شيدت في مكان استشهاد هذا القديس حيث قطعت رأسه بأمر هيرود أغربيا حفيد هيرود الكبير وترجع الكنيسة الحالية للقرن السادس الهجري (12م) خلال الاحتلال الصليبي وقد أعيد ترميمها بعد استرداد صلاح الدين لبيت المقدس وكانت لها قبة مشيدة على أربع دعامات وجدران وقد أزيلت الدعامات في عام 1219م، ولم يبق منها إلا تيجانها الأربعة المغطاة بألواح من الخزف الأزرق الأسباني وعند الحائط الشمالي هيكل صغير حيث قطعت رأس الشهيد يعقوب ولما كان الأسبان يعتبرون مار يعقوب (شانت ياقوب) مبشرا إسبانيا وشفيعها فقد عنوا بأمر هذه الكنيسة وفرضوا سيطرتهم عليها حتى القرن الثامن عشر الميلادي وفي هذا الدير عدة أبنية ملحقة به أهمها:
• مطبعة الدير
• منزل لضيافة الغرباء والزوار
• مدارس للبنين واللبنات
• مسكن خاص بطلبة اللاهوت
• متحف صغير
• دير الزيتونة للراهبات الأرمينيات
• كنيسة الملائكة القديسين
وفي الدير دهليز ينتهي إلى أحد أبواب السور الجنوبي للقدس وهو المعروف باسم باب النبي داود.

8 - كنيسة الثلاث مريمات (للأرمن)

وهي كنيسة صغيرة تابعة لطائفة الأرمن وقد شيدت حيث يعتقد أنه موقع ظهور السيد المسيح للمريمات وأمرهن أن يذهبن ويخبرن تلاميذه المجتمعين في علية صهيون بأنه قام من بين الأموات وأنه سيذهب إليهم ليتلقى بهم في الجليل (متى- 82:8) وكانت هناك كنيسة أخرى في شمال كنيسة الثلاث مريمات أمام مدخل برج داود ولكنها حولت إلى منزل في أوائل القرن الماضي.

9 - كنيسة القديس توما:

تقع هذه الكنيسة في زقاق بالقرب من كنيسة الرسول يعقوب الكبير وكان الصليبيون وقت احتلال القدس قد شيدوها على أنقاض مسجد قديم فلما دخل صلاح الدين القدس حولها إلى جامع ثم تهدم الجامع وبنى مكانه كنيسة بمعرفة الألمان القرن الثالث عشر الهجري (19م) وهي في أيديهم إلى اليوم.

10 - كنيسة القديسة حنة

تقع هذه الكنيسة التابعة للروم الكاثوليك بين باب الحطة وباب الأسباط على مقربة من شمال الحرم القدسي الشريف وكأنها في الأصل من أديرة القدس حيث أشار إليه ثيودسيوس الشماس في زيارته للقدس سنة 530م، وقد أصبح ديراً للراهبات إبان الاحتلال الصليبي وبعد دخول صلاح الدين القدس اتخذها مقراَ للمتصوفة وأقام بها مدرسة كانت تسمى بالمدرسة الصالحية وقد تعرضت للانهيار في القرن الثاني عشر الهجري (18م) وكانت في فناء الدير كنيسة باسم القديسة حنة والدة القديسة مريم العذراء حيث يعتقد أنه كان في هذا الموضوع منزل حنة وزوجها يواقيم وحدث في عام 1856م، أن منح السلطان العثماني عبد المجيد خرائب الكنيسة وتوابعها هدية للإمبراطور نابليون الثالث ملك فرنسا الذي أمر بترميم الكنيسة وافتتاحها للعبادة وأعاد بناء الدير القديم ثم سلمه للروم الكاثوليك وتجدر الإشارة إلى أن البطريرك مكسيموس مظلم هو الذي قام في عام 1848م، ببناء أبرشية الروم الكاثوليك بالقدس في حارة الموارنة.

يتبــــــع