بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا. إظهار كافة الرسائل

2015-01-04

تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا


تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا

تمويل الهزيمة الأميركية
تمويل الهزيمة: إخفاقات خطيرة في التخطيط والبرمجة والتمويل وتدبير الموارد في حربي أفغانستان والعراق إيرين فيتزجيرالد، أنتونى كوردسمان وأرلى بورك

المصدر: التقرير باللغة الإنكليزية اضغط هنا 

الحروب المذلة لأمريكا

تركز الدراسة على تمويل الحربين، وتبرز أن الأموال المنفقة على حرب العراق كانت أكبر بكثير من نظيرتها في أفغانستان، حيث نادت الآراء بوجوب المزيد من التمويل هناك.
مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (28 أغسطس 2009)
لقد تبين أن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق أكثر تكلفة وغموضا مما كان يُعتقد في البداية. فقد كتب ريان كروكر، السفير الأمريكي البارز في العراق خلال إدارة الرئيس جورج بوش، مقالاً بمجلة “نيوزويك” تحت عنوان “بعد مرور ثمانية أعوام”. ويتناول كروكر فى مقاله الصعوبات الواضحة التي واجهتها الولايات المتحدة في حربي أفغانستان والعراق. ويتزامن مقال كروكر مع دراسة أعدها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بعنوان ” تمويل الهزيمة: إخفاقات خطيرة في التخطيط والبرمجة والتمويل وتدبير الموارد في حربي أفغانستان والعراق”.
ويقيم كروكر السنوات الثماني الأخيرة من خدمته الدبلوماسية في أماكن أنهكت أمريكا، وقللت مكانتها كقوة عظمى على الساحة الدولية. وتحولت الحرب في أفغانستان من معركة ظهرت كبداية واعدة، إلى كابوس يزداد وحشة لم تفق الولايات المتحدة وحلفاؤها منه بعد. وتشير مشاهد الفوضى في العراق إلى أن الحروب الأمريكية في القرن الحادي والعشرين لا تزال بعيدة عن نقطة النهاية، وأبعد ما تكون عن تحقيق النصر.
وبطريقة مماثلة لتحليل كروكر للحربين، يبرز تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأموال الطائلة التي أُنفقت على العراق، ويشير إلى أنها لو كانت أنفقت على أفغانستان، لكان الوضع اختلف كثيرا اليوم. ولكن بدلا من ذلك، أنفقت المزيد من الأموال على الحرب غير الضرورية والمكلفة في العراق دون نتائج ايجابية ملموسة. وتقول دراسة مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “لم تموّل إدارة الرئيس بوش ببساطة الحرب التي كان عليها خوضها”. وبلغت تكاليف الحربين نحو 915 مليار دولار، فذهبت 687 مليار دولار إلى حرب العراق، و228 مليار دولار إلى حرب أفغانستان”.

http://csis.org/images/stories/burke/090901_resourcing_for_%20defeat_image001.gif

ويوضح التقرير، أن أفغانستان احتاجت أموالا أكثر بكثير مما حصلت عليه، خاصة بالمقارنة مع حجم التمويل الذي حصلت عليه العراق. ويشير هذا الأمر إلى أن المصالح السياسية والاقتصادية الأمريكية في العراق كانت أكثر أهمية من تلك الموجودة في أفغانستان، رغم أن الحرب في أفغانستان حظيت بتأييد دولي أكبر بكثير. ويبرز كروكر ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الأموال في العراق وأفغانستان لم تُنفق بحكمة، وركزت على العمليات العسكرية بدلًا من مشاريع التنمية ذات الفائدة طويلة الأجل للسكان المحليين.
ورغم الانتقادات التي تقدمها الدراسة، فإنها لا تحدد نوعية مشروع الإعمار الذي كان ينبغي تنفيذه. وتركز الدراسة بصورة أكبر على الإنفاق الذي ذهب إلى الجيش بدلاً من المجالات المدنية. كما تذكر الدراسة أنه “بلغ حجم الإنفاق الإجمالي على العمليات في العراق وأفغانستان نحو 145 مليار دولار في العام الماضي. ويمكن أن يصل إجمالي الإنفاق في عام 2009 إلى نحو 160 مليار دولار”. ونتج عن هذا الوضع عواقب وخيمة، حيث إنه استلزم تدفقاً مستمراً في الأموال إلى مجالات ذات أهمية منخفضة نسبياً. فعلى سبيل المثال، رغم كمية الأموال الهائلة التي تم إنفاقها في العراق وأفغانستان، استمر معدل الفقر في الارتفاع بشكل مستمر، مما أجَّج مشاعر العداء لدى شعوب هذه البلدان إزاء الولايات المتحدة وحلفائها.

ويلمِّح كروكر إلى أن أمريكا كان بمقدورها أن تفوز بقلوب السكان المحليين فقط من خلال الأعمال الخيرية. وأعطى كروكر مثالاً برد فعل أمريكا الإيجابي عندما ضرب زلزال هائل باكستان، وسارعت أمريكا بإرسال طائرات شينوك المروحية لمساعدة الضحايا. لكن إدارة بوش اعتمدت بشكل كبير على العمليات العسكرية، واستغل المتمردون تأثير هذا الأمر على معنويات القوات الأمريكية وحلفائها. ويبرز كروكر ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ـ على حد سواء ـ ضرورة الاهتمام الدائم بأفغانستان. وقال كروكر: “أعلم أن النجاح يأتي فقط من الالتزام الجاد والمستمر بالموارد والاهتمام المتواصل”.

وبالإضافة إلى ذلك، يبرز كروكر المواقف المتناقضة التي تعاملت من خلالها الولايات المتحدة مع خصومها وحلفائها، مما جعل العديد من الدبلوماسيين أمثال كروكر في حيرة من أمرهم. وقد أيّدت إيران بحماسة الحرب على أفغانستان، وتعاونت مع الدبلوماسيين الأمريكيين خلف الأبواب المغلقة حتى أعلن بوش أن إيران جزء من “محور الشر”. وزاد هذا الأمر التدخل الأمريكي في أفغانستان صعوبةً وتعقيداً. وحاولت إيران التدخل في أفغانستان من خلال إعادة الزعيم الأفغاني حكمتيار إلى أفغانستان، وكانت النتيجة؛ “أن منظمة الحزب الإسلامي التابعة له اليوم أصبحت واحدة من أعنف قوات التمرد في شرق أفغانستان، حيث كبدت القوات الأمريكية أكبر عدد من ضحاياها منذ عام 2001″.

ويوضح تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقال كروكر الإرث الثقيل الذي خلّفه بوش لأوباما ليحمله الأخير على عاتقه، خاصةً في أفغانستان. ” فقد خلفت ثلاث سنوات من نقص التمويل لأزمة أفغانستان معضلةً لإدارة أوباما، حيث يتحتم عليها الآن ضخ المزيد من الأموال لتغطية إخفاقات إستراتيجية كبرى تسببت فيها الإدارة السابقة، وإلا فسوف تخاطر الإدارة الحالية بخسارة الحرب في أفغانستان.. لذا يتعين على أوباما الآن أن يتعامل مع حربين ذواتي أضرار بالغة وينقصهما التمويل”.

غير أنه بالرغم من الرؤية القوية التي يطرحها تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقال كروكر، يخفق كلاهما في تقديم حلول ملموسة للمشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان والعراق اليوم. فلم يكن التقرير والمقال عميقين بما يكفي في تقييمهما للحربين، فقد تعاملا مع عواقب الحربين بدلاً من التعامل مع أصولهما وأسبابهما. فهما يركزان على العواقب المترتبة على الجوانب العسكرية من الحربين بدلاً من التعرض لأسبابهما، في الوقت الذي يبدو واضحاً أن الولايات المتحدة قد خسرت لأنها خاضت الحربين بغطرسة دون احترام للقانون الدولي أو اللجوء إليه. فلم يكن فشْل أمريكا في العراق وأفغانستان إخفاقا من الناحية العسكرية فحسب، بل كان أيضا فشلاً في القيادة وفشلاً في الالتزام بالقانون الدولي واحترامه.