بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات دراسة موثقة تؤكد أن حائط البراق أثر إسلامى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات دراسة موثقة تؤكد أن حائط البراق أثر إسلامى. إظهار كافة الرسائل

2014-04-14

دراسة موثقة تؤكد أن حائط البراق أثر إسلامى


عرضت دراسة موثقة الادعاءات الصهيونية في القدس والمقدسات العربية التي تنفي كل الأكاذيب الصهيونية وعدم شرعية وجودهم على ارض فلسطين.

يذكر أنه تتسارع إجراءات الاحتلال ضد الأراضي الفلسطينية والمقدسات، وخاصة ضد حائط البراق وهو الجدار الغربي للمسجد الأقصى، والذي يدعي الاحتلال الإسرائيلي ملكيته, حيث يطلق عليه”حائط المبكى أو الكوتيل “.

وبينت الدراسة أحقية المسلمين بهذا الحائط، والذي لا يحق لأحد أن يتماهى مع الصهيونية في ادعائها بملكيته، أو أن يتنازل عنه تحت أي ذريعة.

و نظم اليهود مظاهرة في تل أبيب لمناسبة ما يسمى ذكرى تدمير الهيكل في 14 آب (أغسطس) 1929، وأتبعوها في اليوم التالي بمظاهرة كبيرة في شوارع القدس, حتى وصلوا قرب حائط البراق

وهناك رفعوا العلم الإسرائيلي، وأخذوا ينشدون النشيد الصهيوني هاتكفا (الأمل)، وشتموا المسلمين، وأطلقوا صيحات التحدي والاستفزاز، وقالوا “هكوتيل كوتلينو ” أي الحائط حائطنا، وطالبوا باستعادته، زاعمين أنه الجدار الباقي من هيكل سليمان.

وفي اليوم التالي، توجه أهالي القدس والقرى المحيطة بها على عادتهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وبعد الصلاة خرج المصلون في مظاهرة ضمت الآلاف من المسلمين، واتجهوا نحو حائط البراق.

وحطموا منضدة لليهود كانت موضوعة على الرصيف، وأحرقوا بعض الأوراق التي تحتوي على نصوص الأدعية اليهودية الموضوعة في ثقوب الحائط.

وحين خرج المصلون لصلاة الجمعة في 23 من الشهر نفسه وجدوا تجمعاً صهيونياً يتحداهم، فوقعت صدامات ومواجهات عنيفة بين الطرفين، وفتحت الشرطة البريطانية النار على الجمهور العربي، ودخلت المصفحات البريطانية القدس

وفي الأيام التالية اتسعت المواجهات الدامية فشملت مختلف المدن الفلسطينية، وكانت حصيلة ما عرف باسم ثورة البراق مقتل 133 يهودياً وجرح 239 منهم، واستشهاد 116 مسلماً وجرح 232 شخصاً، وإلحاق أضرار كبيرة بالقرى والممتلكات

وفي 17 حزيران من العام 1930 أعدمت سلطات الانتداب البريطاني، في سجن عكا، قادة ثورة البراق: عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي.

بدوره, قام الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان برثاء الشهداء الثلاثة بقصيدته الثلاثاء الحمراء ، والتي ألقاها في حفل تأبين الشهداء في ساحة مدرسة النجاح الوطنية (جامعة النجاح) العام 1930 بمدينة نابلس.

خرج على إثر القصيدة الفلسطينيون في المدينة بتظاهرة عارمة، جددت روح التحدي وبعثت الإصرار من جديد، وأسفرت تلك المظاهرات أو ما عُرف بثورة البراق عن إنشاء جمعية حراسة المسجد الأقصى ، التي انتشرت فروعها في معظم المدن الفلسطينية.

واشترك المسيحيون مع قادة الحركة الوطنية للدفاع عن الأراضي الفلسطينية، فانتخبت في تلك الفترة اللجنة التنفيذية للمؤتمر الإسلامي المسيحي التي قامت بعدة زيارات خارجية للدول العربية وبعض العواصم الأوروبية تحذر من الخطر المحدق بالمسجد الأقصى، ومحاولات اليهود بناء هيكل لهم على أنقاضه

وعلى إثر الاضطرابات وثورة البراق، أرسلت الحكومة البريطانية لجنة للتحقيق عرفت باسم لجنة شو, توصلت لجنة التحقيق الدولية إلى القدس في 19 حزيران من العام نفسه، وأقامت فيها شهراً بكامله، عقدت خلاله 23 جلسة، اتبعت خلالها الأصول القضائية المعهودة في المحاكم البريطانية.

كانت المشكلة الرئيسة التي واجهت اللجنة يومذاك تتمثل في محاولة الجماعات الصهيونية قلب الوضع الراهن بالنسبة للأماكن المقدسة، إذ ركزت جهودها منذ البداية على حائط البراق، متبعة أساليب تدريجية تصاعدية تنتهي بها إلى ادعاء حق اليهود في ملكية حائط المبكى

وقد تمثلت المرحلة الأولى من تلك الخطة بجلب اليهود الكراسي والمصابيح والستائر على غير عادتهم السابقة، ووضع هذه الأدوات أمام الحائط ليحدثوا سابقة تمكنهم من ادعاء حق ملكية التي يضعون عليها هذه الأدوات، ومن ثم ملكية الحائط.

ويشكل حائط البراق الجزء الجنوبي من السور الغربي للحرم القدسي الشريف، بطول حوالي (47 متراً، وارتفاع حوالي 17 متراً)، ولم يتخذه اليهود مكاناً للعبادة في أي وقت من الأوقات إلا بعد صدور وعد بلفور العام 1917.

ولم يكن هذا الحائط جزءاً من ما يُسمى بـ الهيكل اليهودي، ولكن التسامح الإسلامي هو الذي مكّن اليهود من الوقوف أمامه، والبكاء على زواله، وزوال الدولة اليهودية المدّعاة قصيرة الأجل في العصور الغابرة.

ووقعت ثورة البراق في 23 من أغسطس لعام 1929 والتي استشهد فيها العشرات من المسلمين، وقتل فيها عدد كبير من اليهود، واتسعت حتى شاركت فيها عدد من المدن الفلسطينية، وتمخضت الأحداث عن تشكيل لجنة دولية لتحديد حقوق المسلمين واليهود في حائط البراق.

وبعد تحقيق قامت به هذه اللجنة واستماعها إلى وجهتي النظر العربية الاسلامية واليهودية، وضعت تقريراً في العام 1930، قدمته إلى عصبة الامم المتحدة أبدت فيه حق المسلمين الذي لا شبهة فيه بملكية حائط البراق.

وقال اليهود :”إن قصة البراق يرجع عهدها إلى عدة أجيال بعد زمن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وإن البراق لم يأت ذكره في القرآن، ولا توجد قدسية للرصيف الكائن أمام الحائط لكون النبي – عليه السلام- مرّ به ليلة الاسراء، لأنه لم يرد ذكره في الكتب المقدسة”.

وأضاف :” إن المسلمين لم يطلقوا اسم البراق على الحائط إلا في السنوات الاخيرة، كما أن الدليل الرسمي للحرم القدسي الشريف الذي صدر عن المجلس الإسلامي العام 1924 لم يشر إلى قدسية خاصة للحائط، وقالوا إن وقفية حارة المغاربة لا تؤثر في قيام اليهود بفروض العبادة عند الحائط”.

وعلى أساس هذه الادعاءات طلب اليهود من اللجنة أن تعترف بأن حائط المبكى (كما سموه) مكان مقدس ليهود العالم قاطبة، وأن تقرر أن لليهود الحق في التوجه الى الحائط للصلاة وفقاً لطقوسهم الدينية دون ممانعة من أحد

وإضافة إلى اتخاذ كافة التدابير الضرورية لاخلاء أملاك وقف المغاربة على أن تقبل دائرة الاوقاف الإسلامية بدلاً منها مباني جديدة في موقع لائق في القدس.

ولم تكن فلسطين في القرن السابع للميلاد عندما فتحها المسلمون يهودية، ولم يكن في القدس أي يهودي، ولم يدّع اليهود في يوم أن لهم الحق في حائط البراق، وأن وعد بلفور العام 1917 هو السبب في وقوع الخلاف وتحريض اليهود على المطالبة بحق الصلاة أمام الحائط.

ولفت المسلمون إلى أن الدولة المنتدبة في كتابها الأبيض الذي أصدرته في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 1928 اعترفت صراحة بأن الحائط الغربي والمنطقة المجاورة له ملك المسلمين خاصة.

وقد اختتمت اللجنة الدولية تقريرها بالنتيجة التالية أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم الحق العيني فيه، لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف، التي هي من أملاك الوقف الإسلامي. وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط.

ولكن سلطات الاحتلال، وبعد حرب 1967، واستيلائها على القدس القديمة، هدمت حارة المغاربة، واستولت على حائط البراق مباشرة، وأنشأت ساحة كبيرة مبلطة أمام الحائط لتستوعب اليهود الذين يحضرون للصلاة أمام الحائط.

إن حائط البراق حائط إسلامي وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف, ولا يحق لأيٍ كان أن يدعي ملكيته، أو يجري عليه تغييرات تبدّل معالمه، أو أن يضفي عليه ملامح جديدة تنسف شخصيته الأصيلة.

كما لا يحق لأي أحد أن يوافق دولة الاحتلال على اجراءتها العنصرية ضد التاريخ والمقدسات، أو أن يبارك هذه المجازر ضد حائط البراق والمقدسات الإسلامية والمسيحية.