بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات لاجئون فلسطينيون يتوارثون مفتاح منزل العائلة... إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لاجئون فلسطينيون يتوارثون مفتاح منزل العائلة... إظهار كافة الرسائل

2014-05-05

لاجئون فلسطينيون يتوارثون مفتاح منزل العائلة..

لاجئون فلسطينيون يتوارثون مفتاح منزل العائلة..
عين الحلوة (لبنان) (رويترز) - تتدلى صورة حسين صالح المعاري وفي يده مفتاح حديد وفي خلفيتها عبارة "عائدون" على جدار في غرفة صغيرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وولد ابنه صلاح (45 عاما) في المخيم وتزوج فيه في وقت لاحق. ويعيش ابناء صلاح الاربعة وأسرته الاكبر في عدد قليل من الغرف المزدحمة في اكبر مخيم للاجئين الفلسيطنيين في لبنان ويأوي نحو 70 ألفا.
ولا يلوح في الافق احتمال عودتهم لديار اجدادهم فيما يعرف الآن بإسرائيل حتى فيما يستعد الاسرائيليون والفلسطينيون للاجتماع في الولايات المتحدة هذا الاسبوع لبحث اقامة دولة فلسطينية.
ويحتفظ صلاح بثماني عشرة ورقة أصفر لونها مطوية بعناية وهي وثائق تفيد امتلاك والده وجده حوالي 170 فدانا من الارض في قرية عقبرة الفلسطينية الصغيرة قرب بلدة صفد شمالي بحر الجليل.
وفر جد صلاح واباه مع مئات الالاف من الفلسطينيين ابان حرب عام 1948 التي انتهت بقيام دولة إسرائيل.
وقال صلاح وهو يجلس في الغرفة التي توفي فيها والده في يناير كانون الثاني "كان فصل الشتاء.. في يوم مطير وقارس البرودة في شهر فبراير. وعدتهم الجيوش العربية باعادتهم في غضون اسبوعين فقط او 15 يوما."
والى جوار صورة حسين يتدلي زيه العربي التقليدي وصورة لوالده صالح جد صلاح. وفي زاوية الغرفة باثاثها البسيط ثلاثة انية نحاسية لصنع القهوة كان صالح يستخدمها في عقبرة. وقال صلاح "اضحت الايام الخمسة عشر 60 عاما."
ويتذكر صلاح وصف والده لمنزل العائلة المؤلف من طابقين والمشيد من الحجارة القديمة ووادي جعارة حيث كان يلعب وحيث زرعت اسرته الزيتون والتين والجوز.
وتقع عقبرة اليوم على بعد 500 متر من موقع القرية القديمة واغلبية سكانها من الفلسطينيين النازحين حسبما جاء على موقع على شبكة الانترنت يرصد مصير القرى الفلسطينية. ولم يتبق سوى 15 من 53 منزلا كانوا في القرية في الاصل.
وقبل ان يتوفي والده الذي كان يعاني من مرض السرطان سلمه وثائق ملكية الارض ومفتاحين من الحديد اصابهما الصدأ احدهما ملك الاب والاخر خاص بالجد.
وقال صلاح "كان يحمل الاوراق معه دائما. لم يأتمن احدا عليها."
وتابع "مات والدي مقهورا. في كل مرة كان يحدثنا فيها عن فلسطين حيث لعب واسترخى تفر دمعة من عينيه. كان دائما يقول .. باذن الله لا اريد ان اموت حتى اعود لعقبرة .. لارضي."
وقد دفن في ميناء صيدا في جنوب لبنان على بعد 70 كيلومترا من محل ميلاده.
ومصير اللاجئين الفلسطينيين من اكثر القضايا اثارة للخلاف التي سيتم تسويتها في اي مفاوضات لانهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني الدائر منذ ستة عقود.
ويتوقع ان يدشن مؤتمر يعقد فى انابوليس بولاية ماريلاند في 27 نوفمبر تشرين الثاني الجاري مفاوضات بشان دولة فلسطينية بشكل رسمي ومن المستبعد ان يسفر عن حل فوري للقضية.
ولا يأبه صلاح بالمؤتمر ويقول إن المؤتمرات السابقة فشلت في تأييد حق العودة ومنحت الاسرائيليين اكثر مما منحت الفلسطينيين.
وقال "هذا المؤتمر ماله الفشل منذ البداية. كفلسطيني وكلاجيء لا يهمني المؤتمر لان اسرائيل تريد ان تأخذ منا لا ان تعطينا."
ولكن صلاح لا يزال يأمل ان تتوقف يوما مشاعر الحنين للمنزل الحجري الذي تعاقبت عليه اربعة اجيال.
وتابع "اعطي جدي الوثائق لابنه في عام 1954 وطلب منه ان يحتفظ بها كأمانة. والآن نحن نحتفظ بها بعدما توفي والدي. وسوف نسلمها لاطفالنا وأحفادنا."
من يارا بيومي