بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -4-. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -4-. إظهار كافة الرسائل

2014-05-24

وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -4-


نتابع: وثائق: إقتباس من الأرشيف الصهيوني: نهب الممتلكات الفلسطينية وتوزيع الغنائم في غضون النكبة -4-

إقترح يوسف يعقوبسون، وهو مزارع برتقال وفيما بعد مٌستشار لوزارة الدفاع، على بن-غوريون أن يأخذ مصنعاً لإنتاج الأحذية في يافا من أصحابه وأن ينقله الى ملكية مصنع ((منعال)) في غفعات هشلوشاه. سأل بن-غوريون وزير الماليه عن رأيه فقال كابلان أنه يجب عدم أخذ ممتلكات خاصة للعرب بالقوة في يافا. إعترض بن-غوريون عليه قائلاً: ينبغي لنا ألا نأخذ الممتلكات الموجودة داخل البيوت السكنية. لكن ذلك لا ينطبق على ممتلكات اُخرى! أعلم يعقوبسون [بن-غوريون] أن الجيش يخلي من يافا.يومياً ممتلكات بقيمة 30 ألف ليرة. ,ابلغ المحامي نفتالي ليفشيتس من حيفا أنه في مصارف حيفا ودائع بقيمة 1,5 مليون ليرة إسرائلية خاصة بالعرب. فقال بن-غوريون : ((المصارف مُستعدة لتسليم هذه الممتلكات)). وهكذا نالت أيضاً مؤسسات الحكم نصيبها من الغنائم. كتب وزير الزراعة، تسيزلينغ، الى بن-غوريون:

((نحن نكرر البحث في جلساتنا، مرة بعد الأخرى، في مسألة مُعالجة الأملاك المتروكة. والكل [من أعضاء الحكومة] أعربوا عن قلق ومرارة وخجل مما يحدث. ولغاية الآن لم نصل الى حل. وإذا كنا نتحدث، بصورة عامة، عن هذه الظاهرة من ناحية الفسق الخلقي للجنود ومواطنين ... الخ، فالأخبار تتكاثر عن عمليات تثبت، طبقاًً لحجمها وطوابعها، أنها لا يمكن أن تتم إلا بموجب تعليمات [حكومية]. إنني أسأل .... على أي أساس اُعطيت التعليمات؟ - لقد سمعت انه تأخر تنفيذها -لتفكيك مُحركات ديزل (لمضخات المياه) في بيارات عربية- ... مع ذلك إستمر النهب الشخصي)). ورد في تقرير القائم [على أملاك الغائبين]: ((إن عملية واسعة الحجم لتفكيك المحركات جرت في كل المناطق. نظراً الى الضرورة الملحة، نفذت المكومة عملية لتجميع كل المحركات الموجودة في مضخات المياه في البيارات المتروكة بسبب السرقات الهائلة، وكي يصبح تشغيلها ممكنا وقت الحاجة)). وفي جلسة الحكومة أيضاً تحدث تسيزلينغ عن نهب المضخات في البيارات. إن تسيزلينغ من جانبه سيمثل، كالآخرين، مصالح محددة جداً. لقد إقترح عليه وزير العدل، روزين، التوجه الى المزارع - ومن بينها مزارع حزبه - ومطالبتها بالتعاون مع القائم [على أملاك الغائبين] طبقاً للأنظمة التي نشرت في هذا الأثناء، والتي توجب على كل من يحتفظ بممتلكات متروكة إبلاغ السلطات بذلك غضون اُسبوعين.

رد وزير الزراعة، وهو من أبناء عين حرود [المقامة على أنقاض قرية قومية الفلسطينية]، أنه ((ليس من السهل)) عليه التوجه الى المزارع بهذا الشأن. وفي جلسة للجنة الوزارية لشؤون الأملاك المتروكة أوضح تسيزلنغ بعدم إتخاذ إجراءات ضد رجال المزارع الذين ((سيتأخرون)) في تسجيل الممتلكات خلافاً للأنظمة. وتمت الموافقة على توصيته. وقد كلفه زملاؤه الإجتماع مع أمانات السر القطرية لمنظمات الإستيطان، ومع وزير المالية كابلان ((للتحادث في شان هذا الموضوع)).

أفلح الجيش حين وصول شفرير الى بئر السبع، بعد يومين من إحتلالها، في أن ينقل من المدينة بضعة جرارات، وترك البعض اللآخر في مكانه لينقلها رجال القائم على أملاك العدو ((للتخزين)) في المزارع المجاورة. وذكر شفرير في اللجنة الوزارية: ((يجب الإفتراض أن وزارة الزراعة لا تريد إخراجها [الجرارات] من منطقة النقب، وستكون هنالك حاجة الى توزيعها على المزارع)). وذكر في تقريره أن أدوات وأجهزة زراعية بيعت بموجب توصيات من وزارة الزراعة. وبعد فترة وجيزة أصدر بن-غوريون تعليمات ((للتحقيق في كل مزارع الجليل الأعلى والجليل الأسفل - كيبوتسات، وموشافيم، وموشافات- عن قطعان (بقر وغنم) متروكة والممتلكات الأخرى التى اُخذت من القرى العربية في أيام الإحتلال وبعدها -كالغلال، والمفروشات، وكل انواع الحاجات- وتقديم قائمة مُفصلة بها الى وزير الدفاع)).

بعد بضعة أيام من إحتلال يافا خرج غيورا يوسفتال، المسؤول عن قسم الإستيعاب في الوكالة اليهودية، لتقدير عدد المهاجرين الذين يمكن توطينهم في المدينة. كان الكثير من شوارع المدينة خالياً من الناس لدى وصوله، والبيوت مهجورة، والحوانيت مقفلة. الأجواء لا تزال مشبعة برائحة الحرب وبشيء من أثر الحياة التي إزدهرت هنا من قبل. كان يوسفتال، ((ييكه[لقب يطلق على المهاجرين اليهود من ألمانية النازية])) طويل القامة، صارماً ومستقيماً، تزود بوثائق مختلفة بينها واحدة من القائم على أملاك العدو واُخرى من بن-غوريون نفسه، الذين وافقا على تخصيص يافا لإسكان المهاجرين اليهود. وقد سجل بن-غوريون في مذكراته: ((ستكون يافا مدينة يهودية، الحرب هي الحرب)). وقد شكل يوسفتال في مكتبه ((لجنة إسكان)) كلفها توزيع منازل المدينة على المهاجرين طبقا لمعايير ومقاييس حددها (مُسبقا)ً. لكن الوقت لم يكن وقت لجان ومقاييس، لقد سقطت بيوت يافا في أيدي الذين وصلول إليها أولاً.
http://www.palestineremembered.com/Jaffa/Yazur/Picture2251.jpg
 صورة نادرة لقرية يازور (محافظة يافا) بعد إحتلالها ويظهر مُهاجرين يهود فيها. 1949
يتبع