بحث هذه المدونة الإلكترونية

2008-12-26

المدينة الفلسطينية المقدسة.. مدينة بيت لحم..تتحدث عن نفسها + البوم صور ..

يوم ميلاد مجيد سيكون باذن الله يوما للمجد العربي المفقود، للأمة التي يريدونها طيعة ولينة وفي قبضتهم. لكن هذه الأمة لا تقبل أن تكون غير ما جاءت لأجله، أمة ذات كرامة وشرف وأصالة وانتماء ودين ودنيا وسلام ومحبة وعلم ونور.. ونحن أبناء الأرض الفلسطينية الطيبة التي أنجبت عيسى عليه السلام، لن نرضى بالذل والحصار ولن نبقى مشتتين ولاجئين ولم ولن نستسلم او نهادن من سلبونا الأرض والبيت والحقل والمسجد والكنيسة، بل سنواجههم ونقاومهم بالحرب والسلام حتى نعيد للبيت سلامه وأمانه ونعيد الأهل للديار.. عيد ميلاد مجيد لفلسطين ولكل العالم الذي يؤمن بان المسيح كان أول ضحايا شعب فلسطين على ايدي من صلبوه ..

ورغم الجراح سنفرح ونقدم أجْمل التَّهَانِي وَأَحْلَى الأَمَاني
لاهلنا في فلسطين وفي دول الشتات
بِمُنَاسَبَةِ حُلُولِ أَعْيَادِ الْمِيلاَدِ وَعِيدِ رَأْسِ السَّنَةِ الْجَدِيدَة...
كُلُّ عَامٍ (سَنَةٍ)وَأَنْتُمْ بِأَلْفِ
أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ
أَلْفِ أَلْفِ
خَيْــــرٍ!
ان شاء الله
عيد ميلاد مجيد!
وسنة ميلادية سعيدة!
وكل عام (سنة) وانتم بخير
لمشاهدة البوم صور مدينة بيت لحم اضغط على الرابط التالي: http://www.bubbleshare.com/album/99330/overview
أو مشاهدة المجموعة كاملة:
وبهذه المناسبة ستتكلم مدينة بيت لحم عن نفسها وتقول: نعمْ.. أنا مدينة بيت لحم.. المدينة الفلسطينية المقدسة.. واسمي هذا قديم جداً، لأنني مدينة قديمة جداً، بناني أهلي، وسكنوني قبل أربعة آلاف سنة، واعتبرني الناس مدينة مقدسة، لأنَّ عدداً من أبنائي كانوا أنبياء، فنبيّ الله داوود، عليه السلام، من أبنائي، ونبيّ الله عيسى بن مريم -عليهما السلام- من أبنائي.. وسكنني الكنعانيون، أجدادكم العرب يا أبنائي إخوان (الفاتح) قبل أن أعرف أيّاً من بني إسرائيل الذين جاؤوا فيما بعد، وكانوا غزاة، وليسوا من أبنائي ولا أبناء أيٍّ من أخواتي المدن الفلسطينية الرازحة تحت استعمارهم البغيض الآن. وأنا - يا أبنائي - أقوم في منطقة خصبة مشهورة بزراعة القمح، والشعير،والزيتون،والتين، والعنب، ويربّي أبنائي الأغنام منذ قديم الزمان. بيت لحم : مدينة فلسطينية تقع في الضفة الغربية وهي مهد السيد المسيح ، وتبعد حوالي 10 كم جنوب القدس ، عدد سكانها 16000 نسمة بدون سكان مخيمات اللاجئين فيها، وفقا لاتفاقيات أوسلو، تم نقل السلطات على المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1995.
وأنا - يا أولادي - مبنية على هضبتين، ترتفع إحداهما عن سطح البحر 78 متراً، وتمتدّ من الشرق إلى الغرب، وفوق هذه الهضبة كان وجودي الأول، ولذلك يسمونني هنا المدينة القديمة، وأحتضن كنيسة المهد التي ولد فيها السييد المسيح ، وهي أقدم كنيسة في العالم.

2008-12-21

دراسة بريطانية: المسلمون في بريطانيا تحت الحصار

دراسة بريطانية: المسلمون في بريطانيا تحت الحصار
محيط: ذكرت دراسة بريطانية منشورة بعنوان "المسلمون تحت الحصار" المشاكل التى تواجه حقوق الأقليات
الإسلامية في بريطانيا وما يمارس ضدهم من اضطهاد ،والممارسات التي تقوم بها أجهزة الأمن البريطاني، وأجهزة المخابرات البريطانية ضد المسلمين، ومراقبتهم أثناء وبعد موسم الحج كل عام موضوع التقرير كان محور حلقة "تحت الرماد" أمس على قناة العالم الإخبارية.

أشارت الدراسة أن بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فتح الباب ليعيش المسلمين في بريطانيا تحت ضغوط عدة، ومارس الاضطهاد ضد المسلمين الذين يبلغون نحو 2 مليون، كما أفادت الدراسة أن وزير التنمية البريطانية "شهيد مالك" يقول إن المسلمين يعيشون غرباء في بريطانيا، وأجهزة التجسس تعمل على مراقبتهم بعد الساعة الأولى من عودتهم من الحج في الذهاب وبعد العودة، فضلا عن التقارير التي تفيد أن المسلمين جماعة خطيرة على الأمن البريطاني.

المسلمون فئة مسالمة
وأكد الداعية الإسلامي عمر بكري إلى أن الجالية الإسلامية في الغرب هي فئة مسالمة ولا يحملون أي نوايا سيئة ضد بريطانيا، وأوضح أن الإعلام الغربي موجه، ويستخدم خطاب أبو حمزة وأبو قتادة ليروج لحملة على المسلمين ويعمل على تشويه صورتهم، وهذا بسبب انتشار الإسلام في بريطانيا حيث يصل عدد المعتنقين للإسلام يوميا 21 فردا في بريطانيا فقط في الجامعات وهذا يتم من خلال الجاليات.

العنصرية هي المقصودة
أشار الداعية عمرو بكري إلى أن تصريحات مالك تقصد النظرة العنصرية ضد الإسلام وهي متواجدة في بريطانيا وتعمل عليها عدد من الصحف البريطانية العنصرية والترويج لها من خلال تشويه الإسلام والمسلمين.

وأوضح أن ريبة البريطانيين من الإسلام ترجع إلى انتشار الإسلام والتغير الاجتماعي وليس الاندماح، بالإضافة إلى مناصرة الإسلاميين للقضية الفلسطينية وخشية اللوبي الصهيوني من ذلك، واختلف مع عطالله وأكد أن هناك اعتقالات واسعة لأكثر من أربعة ألف سجين بالإضافة إلى القوانين والتمييز العنصري المتواجد في الجامعات، والمدارس وهو يعد مندمج اندماج كامل، كما أرادوا هم في المجتمع البريطاني.

وأكمل أنه ليس المؤسسات النظامية التي تقوم بمثل هذا التمييز، ولكن مؤسسات تعمل في مجال الأمن البريطاني وتعمل بمعزل عن الحكومة ويتم توقيف المسلمين واحتجازهم لمدة أكثر من 21 يوما ومن بعد تفويض محامي له، وأكد أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة وبريطانيا عملت على تشويه صورة المسلمين الذين نادوا من أجل التسامح.

وعن رفض المسلمات خلع النقاب قال إن هذا مشروع كان مطروح من قبل "جاك سترو" وزير الخارجية الأسبق وتم رفضه من قبل الأغلبية وهذه تعد حالة عادلة بعض الشيء في الأمور الدينية، وأكد أن جميع الفئات الإسلامية السنية والشيعية وغيرها متواجدة في المجتمع البريطاني والصراع قائم بينهم.

أما عطالله سعيد رئيس المجموعة العربية في حزب العمال بلندن، قال إنهم يشعرون أنهم يعيشون في دولة بوليسية وذلك لأن الجالية الإسلامية تعمل من خلال الجمعيات المدنية بعمل كبير في المجتمع البريطاني وخير دليل على ذلك هو شهيد مالك وانتشار الإسلام والبنوك والمدارس الإسلامية وهذا تم في إطار حكومة العمال.

حقوق وواجبات
وأكد أن المسلم في بريطانيا يحصل على جميع الحقوق مقابل الواجبات وأوضح أن المؤسسات الحكومية لا تعمل ضد المسلمين، كما أكد أنه كان بالقريب رئيس الوزراء براون على قائمة الحضور بإحدى ندوات جمعية إسلامية، وهناك بعض التشويه في الإعلام ولكن الجالية الإسلامية مشتركة في العمل السياسي والاجتماعي وكثير من الأحزاب تدعم هذه الأعمال.

وقال إنه مع الاندماج لأنه من خلال هذا يمكن للمسلم أن يحصل على حقوقه ويصل إلى أرفع المناصب كوزير، ومن بعد الدفاع عن الحقوق والقضايا الخاصة بالشرق الأوسط ورفض مثل الممارسات التي تحدث ضده، وأكد أن المخابرات على مستوى العالم تستعمل الكثير من الأساليب الخاصة بها وليس في بريطانيا ورفض أن يكون لديه صلة بفرد قامت المخابرات البريطانية بتجنيده ليتجسس على المسلمين.

وأضاف رضوان أحمد مساعد مدير رابطة العالم الإسلامي في بريطانيا إلى أن التمييز والاضطهاد يمارس ضد المسلمين في الجامعات، والمدارس، والشوارع وفي كل الأماكن العامة، والعنصرية متواجدة بكل أشكالها ضد المسلمين.

وأكد أن أي تدخل مثل المراقبة في الحج يعد تدخل سافر في شؤونهم، وأوضح أن بريطانيا بلد ديمقراطي وإذا رفضت المسلمات خلع النقاب، كما طلبت منهم أجهزة الأمن في بريطانيا أثناء وجودهم في المدارس، والجامعات فهذا يعد تعديا على حرية العقيدة، والحرية الشخصية.

تحسن ملحوظ
أما مفتي المسلمين الهنود في بريطانيا "بركة الله عبدالقادر" قال رغم وجود التمييز إلا أن الأوضاع قائمة على التحسن في جميع المؤسسات من خلال التفاهم بين الجاليات، والحكومة تعمل على ذلك ولكن حملات الترويج للتمييز العنصري القائم عليها وسائل الإعلام هي السبب في التمييز العنصري.
ونفى أن يكون المسلمين تعرضوا للمراقبة أثناء أو بعد الحج فيما عدا العناصر المتطرفة التي ترجع إلى الأصول التركية في استغلال الحج لإدارة أعمالهم والمراقبة متواجدة عليهم منذ زمن.

وأوضح أن هناك الكثير من التحديات أمام المسلمين في الغرب وعليهم العمل من أجل مواجهة كل هذه التحديات، وقال إن هناك انعكاسات من الممارسات الإسلامية لعدد من الدول الإسلامية في آسيا وأغلبها من قبل الشباب ولكن يتم مواجهتها بكل حيادية ويتم المناقشة حولها وإيضاحها.

2008-12-20

كتاب/ مستقبل الأقلية الفلسطينية في ’’إسرائيل’’

مستقبل الأقلية الفلسطينية في ’’إسرائيل’’
ثلاث وثائق سياسية وقانونية في دائرة التحليل والتقييم رام الله: صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية "مدار" كتاب بعنوان "مستقبل الأقلية الفلسطينية في إسرائيل"، يرصد تطور تعبير الفلسطينيين في إسرائيل عن هويتهم وذاتهم السياسية ابتداء من النكبة التي حطمت مجتمعهم، وصولاً إلى تبلور أشكال ناضجة من محاولات تعريف انفسهم في إطار العلاقة مع الآخر ومع الكل الفلسطيني.

يقع الكتاب في( 228 ) صفحة وهو من تحرير د. خليل نخلة، وبمشاركة د. أسعد غانم، د. ثابت أبو راس، أ.د. نديم روحانا، د. رائف زريق، د. مفيد قسوم، وأنطوان شلحت.ويمنح المشاركون في الكتاب مساحة واسعة لمجموعة من الوثائق السياسية التحليلية والاستشرافية التي اعدتها حديثاً مراكز ومؤسسات مدنية تتصدى لتعريف الحال الفلسطيني في اسرائيل وتحاول الاجابة على مجموعة من تحديات الواقع وأسئلة المستقبل في ضوء خصوصية "أقلية الوطن" وما تتعرض له من إقصاء ممأسس وعنيف من قبل مؤسسات الدولة، تجلى أيضاً في ردود الفعل الاسرائيلية المتشنجة تجاه الوثائق.ويعتبر المشاركون أن أهمية مسألة بحث الفلسطينيين عن هويتهم قضية جوهرية تكمن في تحديد سلوكهم ووعيهم السياسي كما حددتها صيرورتهم التاريخية في السياق الإسرائيلي، وطبعت أنماط تفكيرهم السياسي لاحقا.الوثيقة الأولى التي يعالجها الكتاب هي وثيقة "التصور المستقبلي" والتي جمعت نخبة من المثقفين والنشطاء من كل الطيف السياسي الفلسطيني في اسرائيل، بمن في ذلك ممثلو قوى سياسية عارضتها فيما بعد. وحظيت برعاية شوقي خطيب الذي يشغل منصب رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، ورئيس لجنة المتابعة، واقرت من قبل اللجنة القطرية (التي تشكل الأغلبية الساحقة في مركبات لجنة المتابعة العليا) في اجتماعها السنوي، كالبرنامج الرسمي الذي يمثلها.ومما جاء في مقدمة الوثيقة "من الواضح أننا، العرب الفلسطينيون في اسرائيل، بحاجة إلى جمع الصياغات المختلفة الموجودة في التعريف الذاتي لكياننا ولطبيعة علاقتنا مع الدولة ومع شعبنا الفلسطيني وإلى ربطها من أجل تكوين رؤية متماسكة ومتكاملة ومتجانسة قدر الامكان؛ تعريف ذاتي يشمل جميع المجالات الوجودية - السياسي منها والثقافي والاقتصادي والتربوي والحيزي والاجتماعي، تبلوره معظم التيارات والتوجهات السياسية والحضارية والبحثية".أما الوثيقة الثانية فهي وثيقة حيفا ، وهي نتاج مبادرة قامت بها مجموعة من المثقفين والناشطين الفلسطينيين في إسرائيل تحت رعاية "مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الإجتماعيّة" في مدينة حيفا. وهدفت الوثيقة إلى صياغة تصّور جماعي حول مكانة الفلسطينيين في إسرائيل ومستقبلهم، وحول روايتهم التاريخيّة وعلاقتهم مع وطنهم ومع الدولة التي أُقيمت عليه عُنوةً وسلبته، ومع باقي أجزاء الشعب الفلسطيني ومع الأمة العربيّة. وطرحت الوثيقة تصوراً لشروط المصالحة التاريخيّة بين الشعب الفلسطينيّ والشعب اليهودي الإسرائيلي، تعتمد على تصحيح الغبن التاريخي الذي أحلتّه الحركة الصهيونيّة وإسرائيل بالشعب الفلسطينيّ على جميع أجزائه وعلى إعتراف إسرائيل بمسؤوليتها التاريخيّة على هذا الغبن. أما ثالث الوثائق فهي "الدستور الديمقراطي"، الذي وضعته مؤسسة "عدالة"، وهو بمثابة الوثيقة القانونية الموازية "للتصور المستقبلي" الذي طرحته لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية في إسرائيل، و"وثيقة حيفا" التي بادر إليها وأشرف على إنتاجها مركز "مدى الكرمل". ويعد "الدستور الديمقراطي" قفزة نوعية في الخطاب القانوني للأقلية الفلسطينية في إسرائيل. إن تحدي الخطاب القانوني الإسرائيلي ودفعه إلى اعتماد المعايير والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان والقانون الدولي، من شأنه مؤازرة الخطاب السياسي في مجال المطالبة بالمساواة القومية والمساواة المدنية.

كتاب/ العيش مع الصراع..

العيش مع الصراع..
عرض: د.محمود محارب
يعالج الكتاب بأسلوب أكاديمي وبمنهجية وبعمق العوامل النفسية الأجتماعية التي تؤثر على مواقف المجتمع اليهودي الإسرائيلي في تبني مواقف متصلبة ومتطرفة تتناقض بصورة حادة مع الحد الأدنى لمتطلبات السلام مع العرب خاصة الفلسطينيين.جاء الكتاب في أحد عشر فصلا، واستند على الكثير من الأبحاث المتخصصة واحتوى قائمة مراجع واسعة. وتضمن في مقدمته إطارا نظريا، وولجت فصوله إلى أهم المؤثرات في نفسية المجتمع اليهودي الإسرائيلي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، حيث حللت الذاكرة الجماعية والمحرقة، والذاكرة الجماعية لليهود في العالم، والذاكرة الجماعية والعنف، والصراع العربي الإسرائيلي، ومعتقدات الأمن وتجلياتها وتأثيراتها، وسيطرة الخوف وهيمنته في مقابل الأمل.مؤلف الكتاب هو الدكتور دانئيل بار طال المختص في علم النفس السياسي والمحاضر في جامعة تل أبيب، والذي يعتبر أحد أبرز الباحثين في مجال بحث الصراعات وحلها، وقد شغل منصب رئيس "الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي".يصنف المؤلف في مقدمته نظرية الصراع العربي الإسرائيلي ضمن الصراعات الأكثر خطورة و"غير الخاضعة للسيطرة" والتي تتميز بطولها وعنفها وشمولتها، حيث يعتقد طرفا الصراع أنه ليس بالإمكان حله نتيجة للتناقض الكامن بين أهداف الطرفين، فيطورا بنية تحتية نفسية اجتماعية من المعتقدات والمواقف والمشاعر حول الصراع وجوانبه المختلفة.وسرعان ما تغدو هذه البنية التحتية النفسية الاجتماعية جزءا من ثقافة الصراع وفي الوقت نفسه تقوم بتغذيته وتعزيز ديمومته".ويضيف المؤلف أن الصراع يقود إلى بلورة معتقدات اجتماعية تدور حول: عدالة الأهداف، والأمن، والظهور بمظهر الضحية، وصنع صورة إيجابية عن الذات الجماعية، وتعزيز الشعور الوطني والانتماء القومي، والوحدة الوطنية، ونزع شرعية العدو ومحو إنسانيته، وتصوير السلام كهدف منشود، وهو ما قام به المجتمع اليهودي منذ بداية الصراع وحتى اليوم.
الذاكرة الجماعية والصراع العربي الإسرائيلي
يؤكد المؤلف أن المجتمع الإسرائيلي طور بإطراد ذاكرة جماعية تنقل باستمرار عبر العقود من خلال مختلف قنوات ومؤسسات الدولة والمجتمع الإسرائيلي.وتقدم الذاكرة الجماعية تفسيرا واضحا أحادي الجانب لبداية الصراع وتطوراته في مراحله المتعددة. إنها تلتزم بتزمت بالرواية التاريخية الصهيونية وتعلل "عودة اليهود" إلى فلسطين وبناء "الوطن القومي اليهودي"، وتنفي شرعية المطالب الفلسطينية في حق تقرير المصير وتصنف مقاومة العرب الفلسطينيين بغير العقلانية وتنسب لهم وحدهم المسؤولية عن انفجار الصراع واستمراريته وتصنع صورة سلبية للغاية للعرب وخاصة للفلسطينيين.فالعرب، وفق الذاكرة الجماعية اليهودية، متخلفون وينجرّون بسرعة وراء التحريض، وهم عنيفون وقتلة ولا يترددون في ارتكاب المجازر بحق اليهود، إنهم هم وحدهم المسؤولون عن أعمال العنف.أما اليهود فتظهرهم الذاكرة الجماعية اليهودية الإسرائيلية بصورة إيجابية للغاية وتلصق بهم الكثير من المناقب وتصور أنهم صنعوا مجتمعا أخلاقيا ومحبا للسلام، وأنهم ضحية الصراع الذي يرفض العرب حلّه سلميا.ويضيف المؤلف أن الذاكرة الجماعية اليهودية تخفي كليةً الأعمال غير الأخلاقية والعنيفة التي تتناقض مع القانون الدولي ومعاييره، والتي ارتكبها اليهود أثناء الصراع.إنها تخفي جرائم قتل المدنيين وقتل الأسرى وعمليات الطرد الجماعي والعقوبات الجماعية الخطيرة والاستغلال والتمييز وغيرها من الأعمال المشينة التي ارتكبها اليهود بحق العرب.كذلك لا تتعرض الذاكرة الجماعية اليهودية إلى معاناة العرب وخاصة الفلسطينيين. إنها مبسطة وانتقائية وتطرح الأمور بشكل "أسود أبيض". وهي لا تهدف إلى البحث عن الحقيقة وإنما شغلها الشاغل دوما خدمة أهداف المجتمع اليهودي.ويؤكد المؤلف أن وظيفتها تبرير قرارات قادة إسرائيل وأفعالهم التي ارتكبوها في الماضي وإحداث تضامن بين فئات المجتمع اليهودي وحشده وتعبئته لمواجهة التحديات التي يفرضها الصراع مع العرب.
عقلية الحصار
يسود اعتقاد في المجتمع الإسرائيلي أن العالم يتبنى مواقف سلبية للغاية ضدهم. ويعزو المؤلف هذا الاعتقاد إلى مجموعة من العوامل أهمها التقاليد اليهودية والأيديولوجية الصهيونية التي قامت على فرضية أزلية العداء لليهود.ويضيف أن هذا الاعتقاد انعكس وينعكس في الخطاب الإسرائيلي في شتى المجالات: في خطابات القادة ووسائل الإعلام والثقافة والأدب والسينما وجهاز التربية والتعليم.ويرى المؤلف أن هناك وظائف هامة لـ"عقلية الحصار" التي يتمسك بها المجتمع الأسرائيلي أهمها: تمكين أفراد المجتمع من رؤية العالم بنظرة سطحية وبواسطة حلول "الأبيض والأسود"، وتنمية نظرة تشاؤمية إلى العالم الذي ينبغي عدم انتظار أي شيء إيجابي منه، وتنمية عقلية مجتمع يخوض صراعا وظهره إلى الحائط، ورسم حدود المجتمع اليهودي، "نحن" مقابل "هم" العالم.إنها تنشئ وتنمي وتحافظ على التعاطف والتضامن وحشد المجتمع ضد الآخر. كذلك تعطي عقلية الحصار إجابة غير مباشرة عن الحاجة للشعور بالتفوق على الآخر، فالمعتقدات المرتبطة بعقلية الحصار تتصل وترتبط مع المعتقدات المترسخة حول النظرة الإيجابية إلى الذات اليهودية الإسرائيلية. وتمنح عقلية الحصار المجتمع اليهودي الشعور بالاستقلالية والسيطرة على المصير وتنفيذ ما هو ضروري له وللدولة بدون أن يأبه بالعالم.ويستخلص المؤلف أن كل ذلك يقود إلى بلورة مواقف سلبية تجاه الآخر وخاصة عدم الثقة والشك به، الأمر الذي يؤدي إلى اللجوء للوحدة الوطنية وللإجماع القومي، ويسهل مهمة القيادة في حشد المجتمع خلفها ضد "العدو".
تجريد العرب من إنسانيتهم
يقول المؤلف إن معتقدات نزع الشرعية تتكون بواسطة صنع صورة نمطية سلبية للغاية لمجموعة بشرية معينة بهدف تجريدها من صفاتها الإنسانية وإخراجها من المجتمع الإنساني الذي يعمل وفق قيم ومعايير إنسانية متعارف عليها.ويؤكد المؤلف في بحثه العميق والشامل لهذا الموضوع أن هذا بالضبط ما تقوم به إسرائيل تجاه العرب وخاصة الفلسطينيين. فنزع الشرعية عن العرب يعود إلى بدايات الاستيطان اليهودي في فلسطين واستمر بقوة بعد قيام إسرائيل، وما انفك يسيطر على الذهنية والنفسية اليهودية في إسرائيل حتى يومنا هذا. وهو يظهر في شتى المجالات أبرزها: خطابات القادة، وتقارير الأخبار، وتحليلات المختصين، ووسائل الإعلام المتنوعة، وفي الثقافة والأدب والمسرح والأفلام والكتب الدراسية، ومؤسسات الدولة، حيث يوصف العرب وخاصة الفلسطينيين بالانحطاط الفكري والغباء والتخلف والكسل والعنف والاستخفاف بحياة الإنسان وعدم القدرة على العمل بنجاعة، فيصنف عملهم بـ"العمل العربي" للحط من قيمته وقيمتهم. ويضيف المؤلف أنه لا غرو في هذه الحالة أن نجد هذه المعتقدات منتشرة ومسيطرة في أوساط جميع فئات المجتمع اليهودي في إسرائيل.ويعطي مجموعة كبيرة من الاقتباسات لقادة إسرائيل ولقادة مؤسساتها المختلفة ولصانعي الرأي العام، والتي تنزع شرعية العرب وإنسانيتهم، أبرزها: "ممنوع الثقة بالعرب حتى وإن كانوا في القبر أربعين عاما"، "عندهم هذا بالدم، أن قتل اليهود يتم بشكل طبيعي"، و"ينبغي عدم إدارة الظهر للعربي لأنه سيطعنك بالظهر". (يحيئيل حزان عضو الكنيست عن الليكود 25/2/2004)."هناك فجوة واسعة بيننا وبين أعدائنا ليس فقط في القدرة وإنما في الأخلاق والثقافة وقدسية الحياة والضمير" (رئيس الدولة السابق موشيه كتساف عام 2001). "العرب هم نتاج ثقافة لا يسبب الكذب فيها أي حرج، فهم لا يعانون من المشكلة التي تنجم عن الكذب، تلك المشكلة الموجودة فقط في الثقافة اليهودية المسيحية" (إيهود باراك عام 2002)."هناك مشكلة عميقة في الإسلام، يوجد هنا عالم قيمه مختلفة، عالم لا توجد فيه قيمة للحياة كتلك القيمة الموجودة في الغرب.. الآن هذا المجتمع هو مجتمع في حالة "قاتل متسلسل"، إنه مجتمع مريض نفسيا، ينبغي التعامل معه مثلما نتعامل مع أفراد "قتلة متسلسلين" (المؤرخ الجديد البروفيسور بيني موريس، عام 2004)."يتوجب ضربهم بالصواريخ على كيف كيفك، ينبغي إبادتهم.. لا يوجد حيوان أسوأ من العرب، العرب هم حيوانات". (الزعيم الروحي لحزب شاس الديني الحاخام عوفاديا يوسف).
العربي في الذهنية الإسرائيلية
بذل المؤلف جهدا كبيرا في دراسة هذا الموضوع حيث استند على عشرات الدراسات التي عالجته، وبحث مختلف العوامل التي تصنع صورة نمطية للعرب لدى المجتمع اليهودي الإسرائيلي، وشمل ذلك الكتب المدرسية والأدب والمسرح والأفلام ووسائل الإعلام والمجال السياسي. كذلك قام هو نفسه بتحليل مضمون 124 كتابا مخصصا للطلبة منذ الطفولة المبكرة وحتى الصف الثاني عشر وخاصة في التاريخ والجغرافيا والمواطنة والأدب، والتي صدرت عن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أو نالت موافقتها.يستعرض المؤلف ويحلل كيف قامت الكتب المدرسية منذ بداية المشروع الصهيوني في فلسطين وحتى اليوم بنزع شرعية وإنسانية العرب بصورة منهجية وشاملة، وصنعت صورة نمطية سلبية للغاية في نفسية وذهنية الطلاب اليهود منذ طفولتهم المبكرة في رياض الأطفال وحتى تخرجهم من الثانوية العامة. والعرب وفق الصورة النمطية التي ترسم بمنهجية في الذهنية اليهودية، لصوص، ومخربون، ومتخلفون، وناكرو الجميل، وجبناء، وغدّارون، وعنيفون، وقدريون، ومنشقون، وقبليون، وفقراء، وغير منتجين، ومريضون، وقذرون، ومتلونون، ومتقلبون، ويتكاثرون بسرعة، ويحرقون، ويقتلون، ويدمرون، وعديمو الأخلاق، ورعاع، ومتعطشون للدماء، وعصابات قتلة، ومتسللون، وعدائيون.
وخلاصة القول
يؤكد المؤلف إن المجتمع اليهودي الإسرائيلي طوّر عبر عقود الصراع ضد العرب شبكة متماسكة من المعتقدات شحنته وعبأته نفسيا لمواصلة الصراع. ركزت هذه المعتقدات، التي باتت جزءا من نفسية المجتمع اليهودي الإسرائيلي، على أخلاقية أهداف إسرائيل في التوسع وصدق وعدالة وسائل تحقيق هذه الأهداف، ووضعت أمن الدولة والأمن الجماعي والفردي فوق أي اعتبار، وتقمصت دور الضحية وصنعت صورة إيجابية للغاية عن الذات الجماعية ونسبت لها قيم الأخلاق ومحبة السلام، وطورت "عقلية الحصار" وعززت من الشعور القومي والوحدة الوطنية ونزعت شرعية العرب وجردتهم من إنسانيتهم وحطت من مكانتهم وأخرجتهم من المجتمع الإنساني.ويشرح المؤلف في بحثه العلمي بالتفصيل الدقيق كيف تفعل هذه المعتقدات النفسية الاجتماعية فعلها في تعبئة و"إنتاج" الشخص اليهودي من المهد إلى اللحد بشحنه بهذه المعتقدات منذ نعومة أظفاره وهو طفل في المنزل واستمرار تعبئته وشحنه في رياض الأطفال ومقاعد الدراسة الابتدائية والثانوية وأثناء خدمته الإلزامية في الجيش ثلاث سنوات.وبعد تسريحه من الجيش وانغماسه في المجتمع تستمر عملية الشحن والتعبئة بهذه المعتقدات عبر الخطاب السياسي لقادة إسرائيل وأحزابها ووسائل الإعلام والثقافة والأدب والمسرح والأفلام.. الخ.يرصد المؤلف حدوث خروج عن الرواية التاريخية الصهيونية في العديد من المجالات، ابتداء من عقد الثمانينيات، بيد أنه يؤكد أن هذا الخروج ظل محدودا ويكاد أن يكون تأثيره معدوما.فقد ظل المجتمع اليهودي الإسرائيلي مجتمعا مجندا تهيمن عليه المؤسسات العسكرية والسياسية، ومحشودا ومعبئا ضد العرب فاقدا القدرة على الإحساس بآلام ومعاناة الفلسطينيين.
لقد نجح المؤلف بأسلوب ماهر في وضع المجتمع اليهودي الإسرائيلي أمام المراَة ليرى صورته الحقيقية التي يتهرب دوما من النظر إليها؛ وليرى صورة بشعة وقميئة لمجتمع عنصري مغلق وعاجز عن الإحساس بآلام الغير وفاقد للقيم الإنسانية، مجتمع متوتر ومنشغل دوما بذاته أخرج نفسه بأفعاله وقيمه العنصرية من المجتمع الإنساني.