بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الشركـس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الشركـس. إظهار كافة الرسائل

2014-04-09

الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الشركـس


نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، الشركـس

- أصل الشركس
- الشركس في فلسطين
- لغة الشركس
- التعليم عند الشركس
- الموسيقى الشركسية
- عادات وتقاليد الشركس
- المطبخ الشركسي

أصل الشركس

الشركس:

هم شعب موطنه الأصلي مرتفعات القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين، اسمهم الأصلي هو "الأديغا"، أطلق عليهم اليونان لفظ شركس فتبناها العالم. دينهم الإسلام ويختلفون عن العرب من الناحية الاثنية.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يتواجد الشركس اليوم في عدد من الدول العربية مثل: سوريا، والأردن، ولبنان، ومصر، وليبيا، وفلسطين. وتعود أسباب تواجدهم في المنطقة العربية إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ استعان العثمانيون بقدراتهم ومهاراتهم الحربية في الحروب والمعارك التي كانت تخوضها الإمبراطورية مع أعدائها التقليديين، كذالك في المساعدة على قمع الاضطرابات التي كانت تثور في بعض المناطق الخاضعة لنفوذ الإمبراطورية. ولكن التواجد اللافت للشركس في المنطقة العربية حدث نتيجة موجات من الهجرة الشركسية في بدايات القرن العشرين إثر القلاقل التي انتشرت في روسيا وجوارها وما اعتراها من اضطهاد تعرض له رافضو نمط الحياة الاشتراكية الذي جاءت به ثورة أكتوبر لأسباب تتعلق بتمسكهم بدينهم وطقوس عبادتهم.


العلم الشركسي:

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اختار الشركس علما يرمز لوحدتهم التي تضم 12 قبيلة، والنجوم في العلم ترمز إلى عدد هذه القبائل دون تمييز بينها. أما لون العلم الأخضر فيرمز إلى أرض القفقاس الخضراء، فيما ترمز الأسهم الثلاثة المنعقدة إلى أدوات الدفاع التقليدية عن أرضهم وعقيدتهم.

الشركس في فلسطين

تعود بدايات الوجود الشركسي في فلسطين إلى عام 1878م، إبان عهد الإمبراطورية العثمانية. إذ وفدت طلائع الشركس إلى فلسطين من منطقة "مارويل" الواقعة على الحدود اليونانية البلغارية، حيث سكنوا هناك منذ عام 1865م بغرض استفادة الحكومة العثمانية من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام الروس وحلفائهم الأوربيين أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس، ونقلهم من أوروبا الشرقية إلى شبه جزيرة الأناضول وبلدان المشرق العربي ومنها فلسطين.

في فلسطين تمركز الشركس في قريتين، الأولى "كفر كما" الواقعة على بعد 12 كم إلى الشرق من بحيرة طبريا، وسكانها من قبيلة "شابسوغ"، والثانية هي بلدة "الريحانية" بالقرب من الحدود السورية والتي ترتفع 850 مترا فوق سطح البحر، وسكانها من قبلية "إبزاخ".
الشركس في فلسطين ينتمون إلى أربع قبائل، تتفرع منها 46 عائلة، وأكبر القبائل هي قبيلة شابسوغ التي تمثل غالبية سكان قرية كفر كما وجزء من قرية الريحانية.

عاش الشركس جميع الأحداث التي جرت في فلسطين منذ استقرارهم فيها، ونظرا لقلة عددهم فقد كان تأثيرهم في أحداث البلاد محدودا، وفي عام 1948م، وعلى أثر نكبة فلسطين لجأ عدد من شركس فلسطين إلى سوريا.
كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى أهل البلاد إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية ـ الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب، إلا أن الشركس لم يتماهوا تماما مع المجتمع الفلسطيني المحلي وظلّوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة.

عدد الشركس:

بلغ عدد الشركس في فلسطين عام 1931م حوالي 866 شخصاً، وفي عام 1945م وصل عددهم إلى 950 شخصاً، ثم انخفض إلى 806 أفراد اثر نكبة فلسطين عام 1948م بسبب لجوء عدد من العائلات الشركسية إلى سوريا وتركيا. وفي عام 1969م وصل عددهم إلى 1745 نسمة. والآن يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة منهم 3200 يسكنون في قرية كفر كما و1800 نسمة في قرية الريحانية.

أما عدد الشركس في سوريا اليوم فيبلغ ثمانون ألف نسمة، وفي الأردن مائة وعشرون ألف نسمة.

لغة الشركس

لم يعرف الشركس خلال تاريخهم الطويل أي شكل من أشكال الكتابة، بسبب حياتهم البسيطة، القائمة على الصيد، والزراعة، وتربية الماشية والمنغلقة بشدة على نفسها في عاداتها وفولكلورها والعيش بين شعاب جبال حرجية باردة وقاسية. وحين دخلوا الإسلام على يد العثمانيين تعلموا منهم الأبجدية العربية التي كان الأتراك قد تبنّوها بعد إسلامهم. فبفضل الأتراك عرف الشركس الخط لأول مرة، ثم تبنى الشركس الأبجدية الروسية المسماة "Cyrillic alphabet"، وقسم آخر منهم أصبحوا يكتبون بالأبجدية اللاتينية.

واللغة الشركسية لغة حرفية، فلكل حرف فيها معنى قائم بحد ذاته فالألف تعني "يد"، والباء تعني "كثير"، والميم تعني "رائحة"، وتؤثر حركة الحرف على معناه، فالنون المفتوحة تعني العين، في حين تعني النون المكسورة بخفة "والدة أو أم". وقد يرمز الحرف الواحد في الحركة الواحدة إلى معان أو أشياء عدة لا يمكن كشف المعنى المقصود إلا من خلال السياق، لكن هذا بطبيعة الحال لا يسري على جميع الأسماء. ويبلغ عدد أحرف اللغة الشركسية 52 حرفاً تصل إلى 60 مع الحركات.

أما في فلسطين فقد عمل بعض مثقفي الشركس على نشر القراءة والكتابة باللغة الشركسية منذ عام 1959م، وخاصة في قرية كفر كما. وقد استغلت إسرائيل ذلك في محاولة إحلال اللغة الشركسية مكان العربية التي كانت تدرس بها مناهج الشركس، ففي شهر آب من العام 1973م استدعت وزارة التعليم الإسرائيلية أستاذاً أمريكياً مختصاً باللغة الشركسية هو الدكتور كاتفورد من جامعة ميتشغان لتعليم الشراكسة الكتابة والقراءة بلغتهم خلال دورة دامت 6 أسابيع.

اللغتان العبرية والعربية هما لغتا التدريس الأساسيتان في المدارس الشركسية في فلسطين. ومنذ الصف الثالث يتعلم التلميذ الشركسي اللغة الإنكليزية حتى الثانوية العامة، أما لغته الأم، الشركسية فيتعلمها في المدارسة من الصف الخامس لغاية الصف الثامن.
وقد شجعهم إتقانهم للغتهم الأم على كتابة حكاياتهم وتراثهم وأدبهم الشعبي باللغة الشركسية، بغية الحفاظ على الثقافة والتراث الشعبي الشركسي، بالإضافة إلى استخدامها لمخاطبة بعضهم البعض إلى جانب اللغة العبرية، في حين أصبحت لغتهم العربية نادرة الاستخدام لدرجة أنها أصبحت ثقيلة على ألسنهم.

حروف اللغة الشركسية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعليم عند الشركس

يتعلم أبناء الشركس المراحل الابتدائية والإعدادية داخل قراهم، ثم ينتقلون إلى مدارس القرى والمدن والمجاورة لإكمال المرحلة الثانوية.

وينقسم الأهالي في هذه المرحلة إلى فريقين: الأول، ويرسل أبناءه إلى القرى والمدن العربية المجاورة مثل الناصرة ودبورية والجش، لتعلم اللغة العربية لكونها لغة الدين والأداة المهمة للاتصال مع الأقارب الشركس في الدول العربية، وبخاصة في الأردن وسوريا.

أما الفريق الثاني فيرسل أولاده إلى المدارس اليهودية وخاصة إلى مدينة "العفولة".

ويلاحظ في السنوات الأخيرة ازدياد الإقبال على المدارس العربية، سواء في المراحل الثانوية أو الابتدائية، وهو ما يعود إلى تنامي الحس الديني لديهم كما يقول أولياء الأمور.

وفيما يخص التعليم الجامعي، فقد شهدت السنوات الأخيرة ظاهرة تزايد أعداد الملتحقين من أبناء الشركس بالجامعات والمعاهد العليا بعد أن كانت هذه الأعداد قبل 10 سنوات لا تتجاوز الاثنين أو الثلاثة في العام الدراسي الواحد.

الموسيقى الشركسية "الأديغية"

إن الموسيقى الأديغية (الشركسية) مليئة بالألحان التي يرافقها الغناء والرقص، كما أن الأدوات الموسيقية الشركسية كثيرة منها الناي والأكورديون والدف والكمان وغيرها.

وتنقسم الموسيقى الشركسية إلى وتيرتين من حيث الأداء، الأولى بطيئة وتدعى "كاشوا"، وهي عبارة عن موسيقى هادئة ترافقها رقصة باسم "زافاكوا"، ويؤديها راقص وراقصة بحيث يقفان أمام بعضهما البعض ويتبادلان الأماكن أثناء تأدية الرقصة بحركات فنية جميلة مميزة وهي معدة لكبار السن.

أما الوتيرة الثانية فهي الطريقة "السريعة"، حيث ترافقها رقصة باسم "شاشن" ويؤديها كذلك رجل وامرأة، وتكون حركاتهما دائرية، ولا تبدأ الرقصة إلا بإذن من مشرف الرقص المدعو "حتياكو". وتنتهي الرقصة بإعلان الراقصة عن نهايتها، وهي الوحيدة المخولة بالإعلان عن ذلك، كما أنها هي التي تقود الرقصة. وفي هذه الرقصة تمثل المرأة النعومة والهدوء، بينما يمثل الرجل خلالها الرجولة والشجاعة والقوة.

فرقة رقص شركسية
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وللرقص الشركسي قواعد أخلاقية شائعة، فالرقص يكون فقط بين اثنين ولفترة مؤقتة وبدون أي تلامس جسدي بينهما أثناء الرقص.

وتوجد أنواع أخرى من الرقص الشركسي الجماعي، ولكنها تنتمي أكثر للماضي ويرقصها الراقصون المحترفون فقط، وتجدر الاشارة الى أن الرقصات الوطنية الدارجة بين الشركس الذين يعيشون في الدول العربية قد تأثرت بالموسيقى العربية التقليدية فاكتسبت خصوصيات جديدة غير مألوفة على نطاق الموسيقى الشركسية في موطن الشركس.

عادات وتقاليد الشركس

عادات وتقاليد:

يتمسك الشركس بعادات الآباء والأجداد، كالكرم، وحب الضيف، والتمسك بالشرف، والمحافظة على الكرامة، واحترام المرأة وكبار السن. للكبير مكانة مرموقة بينهم وكلمته مسموعة من قبل الجميع.

ومن المعلوم عن الشركس أنهم حين يسمعون المؤذن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مرارا يعرفون أن شخصا ما قد توفاه الله، فيهرعون إلى المقبرة للمساعدة في حفر القبر حتى قبل أن يعرفوا هوية المتوفى.

ويلتزم الشركس بكثير من سنن الرسول عليه الصلاة والسلام عند موت أحدهم، فمثلا مغسل الأموات عندهم رجل متدين، كما أنهم يعجلون في الدفن انطلاقا من الحكمة الدينية التي تقضي بأن إكرام الميت يكون بالإسراع في دفنه. كذلك يصنعون لأهل الفقيد الطعام، ويجتمعون لعزائهم بجملة شركسية مشهورة "إن شاء الله تلقاه في الجنة". ومن عاداتهم عند الموت أن تقوم النساء بقراءة القرآن بين المغرب والعشاء لمدة 3 أيام في بيت الفقيد.

البيوت الشركسية:

ما زال الشراكسة متمسكين بالنمط القوقازي في عملية بناء بيوتهم، ويظهر ذلك جليا في أسلوب بناء البيوت في قريتي كفر كما والريحانية.

قرية كفر كما
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وما يميز البيت الشركسي انه مصنوع بشكل هندسي رباعي، غالباً ما يكون مسقوف بالقرميد الأحمر، ومن الداخل مكون من عدة غرف مبنية على نسق واحد، مطلة على ساحة صغيرة وحديقة تزرع فيها بعض الخضروات والورود.

الزي الشركسي:

الزي التقليدي هو جزء من الهوية الشركسية، ويتألف اللباس التقليدي للرجل الشركسي من سروال ملون فضفاض يتوسطه سكين طويل مستقيم، بالإضافة إلى قميص تلبس فوقه سترة فضفاضة من الجلد مع جيوب خاصة للرصاص. وينتعل الرجل حذاء طويلا من الجلد، أما غطاء الرأس فهو قبعة سوداء اللون مصنوعة من الجلد أيضا.

زي شركسي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أما لباس المرأة الشركسية التقليدي فعبارة عن ثوب طويل فضفاض، تتوسطه زخارف خفيفة في منطقة الصدر، مع قبعة طويلة يتدلى من أعلاها منديل شفاف ليغطي الرأس ويدعى بالشركسية "شامية".

لم يعد الشركس في فلسطين يستخدمون هذه الألبسة التقليدية حاليا، لأنها كانت مصممة للمناطق الجبلية، لذا فهي غير ملائمة للمناخ المعتدل الموجود في فلسطين، إضافة إلى كونها غالية الثمن، لذا يقتصر استخدام الملابس الشركسية التقليدية اليوم على الفرق الموسيقية الشركسية في الحفلات والمناسبات الخاصة.

المطبخ الشركسي

رغم تأثر المطبخ الشركسي بالبيئة الجديدة، وبخاصة المطبخ العربي فإنه حافظ على بعض الأكلات الشركسية المشهورة، وهي:

1- "حجغبس" وتعني بالشركسية الدقيق والماء، فـ "حجغ" تعني الدقيق، و"بس" تعني الماء. وهذا الطبق عبارة عن دقيق مطبوخ بمرق الدجاج، بالإضافة إلى البهارات الخاصة، ويؤكل مع كرات الأرز التي يطلق عليها اسم "الباستا".

2- "ماتازا"، وهذا الطبق مكون من عجين محشو بالبصل الأخضر والجبن الشركسي، حيث توضع الخلطة في الماء المغلي حتى يتماسك العجين، وتصبح جاهزة للأكل.

3- "حلجوا": وهي عجين محشو بالجبن أو السبانخ، وتكون بشكل دائري، فإذا كانت محشوة بالجبن فإنها تقلى بالزيت، وإذا كانت محشوة بالسبانخ فإنها توضع بالفرن وتوزع هذه الأكلة في المآتم وبيوت العزاء.

4- "البيدا": هي رقائق عجينة القمح الأسمر يوضع داخلها الجبن مع البندق والعسل وتقدم في الأعياد والمناسبات.

5- "المرامسا": هي عصيدة الذرة مع الزبدة البلدية والتوابل الحارة، ويضاف العسل في حال تم تقديمها للأطفال.

من المطبخ الشركسي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يتبع