ظاهرة الزواج المبكر في الأسرة الفلسطينية
من الظواهر الشائعة في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص، والمجتمع العربي بشكل عام، ظاهرة الزواج المبكر وخاصة بين الإناث، ويقصد به الزواج قبل بلوغ سن الرشد الذي قد تكتمل فيه مقدرة الذكر أو الأنثى على إدارة أسرته اجتماعياً واقتصادياً، وقد تلجأ الأسرة إلى تنفيذ هذه الظاهرة، تحت طائل الجهل والتخلف، أو تحت طائل الفقر، فالفقراء يميلون إلى تزويج بناتهم لأول طلب زواج مهما كان مبكراً، لكي يوفروا بعض المصاريف الخاصة للأسرة، كما أن رغبة الفتاة نفسها في تفضيل الزواج لكي تذهب إلى حياة أفضل، ومنهم من يعتبر الزواج المبكر عبارة عن وقاية من الوقوع في المحظور عندما تكبر الفتاة وللمحافظة على شرف الأسرة، ومنهم من يلجأ إلى هذه الظاهرة نتيجة الضغط المكاني في المسكن لكثرة عدد أفراد الأسرة ومعيشة الأبناء أكثر من فرد في الغرفة الواحدة، وأيضاً قد يلعب دور الضغوطات النفسية أو المعيشية على الفتاة، وتفضيل الذكور على الإناث دور في تخلص الفتاة من أسرتها وقبول الزوج المتقدم في سن مبكرة، ومن الثقافات الدارجة في القرى والريف والمخيمات بأن البنت الجميلة هي المطلوبة وهي التي يمكن أن تتزوج وهي صغيرة، مما يشجع هذه الظاهرة والاستجابة معها.
للزواج المبكر انعكاسات سلبية على الأسرة وعلى الزوجين أنفسهم قد تؤدي إلى انهيار هذه الأسرة، إما بالتفكك الأسري، أو الطلاق، وأن أهم هذه الانعكاسات: الأمراض النفسية والصحية، والأمراض الاجتماعية بكل أنواعها، فقد أفادت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نشر في صحيفة القدس 5/9/1995م بأن حوالي 46.5% من حالات الطلاق كانت أعمار الأزواج فيها ما بين 15-20 سنة، بينما تنخفض هذه النسبة في أعمار 26-30 سنة، حيث بلغت 10.9%، وفي أعمار 31-35 سنة بلغت 8.9%.
وكما ورد في وثيقة صادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية 98/99 بعنوان حملة التوعية المجتمعية "نداء للوالدين نحو أسرة أفضل" لموضوع الزواج المبكر، إعداد الأخ عبد الفتاح القلقيلي.
ورغم أن الاستنتاجات من نتائج المسح يجب أن تكون حذرة خشية أن تكون الأرقام مضللة إلا أنها مفاتيح وإشارات. ومن هذه الإشارات أن حوالي 37% من المتزوجات تزوجن دون السادسة عشرة من عمرهن، وحوالي 15% فقط تزوجن بعد الواحدة والعشرين من عمرهن. وفي الجدول رقم "34" من نفس المصدر، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أيضاً قمنا بمعالجة جديدة للأرقام، حيث نلاحظ أن 43.32% من الزيجات في جنوب ووسط غزة هي دون السن القانوني هناك (17 سنة)، وفي شمال غزة 38.95% وما دون الـ17 سنة (وهي قانونية في الضفة الغربية والقدس)،كما كانت النسب التالية: 43.64% في جنين، و39.69% في طولكرم، وقلقيلية و42.74%، في نابلس و43.87%، في رام الله والبيرة
و42.26%، في القدس و38.52%، في بيت لحم، و42.09% في الخليل.
إن القانون في الضفة الغربية (ومنها القدس) يحدد العمر الأدنى لزواج الفتاة
بـ"16 عاماً" أما في غزة فكان 17 سنة للفتاة و18 سنة للرجل. ورغم ذلك فإن العمر الفعلي للزواج كان متقارباً في الضفة الغربية وغزة. وبالعودة للجدول السابق نجد أن نسبة المتزوجات في العمر 15 سنة كان 21.78% في رام الله، و21.13% في القدس، و19.67% في بيت لحم، و20.04% في الخليل، و19.73% في شمال غزة، و21.66% في جنوب غزة، وكان شمال الضفة أكثر إيغالاً في هذا المجال، حيث كانت النسبة 22.97% في نابلس، و22.93% في طولكرم وقلقيلية، و25% في جنين.
إن الزوج الذي يبلغ الثامنة عشرة أو أقل، لا تستطيع أو يستطيع أن يدير أسرة بشكل ناجح، ويصبح الأمر صعباً إذا كان المجتمع بأكمله الذي يعيشون فيه تواكبه أزمات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية متتالية، وغالباً ما تبدأ الأزمة في الأسرة بين علاقة الزوج مع أسرة الزوجة، أو مع أسرة الزوج، وسوء السيطرة قد يؤدي لحالات طلاق وتعقيدات نفسية، أو اختلالات اجتماعية مؤثرة قد تؤدي إلى تشوهات بين الآباء والأبناء والأقارب والأنساب، وتزداد هذه المخاطر إذا كان أحد الزوجين دون سن البلوغ خاصة الزوجة الصغيرة العاجزة عن إدارة شؤون الأسرة في كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية، وتتحول العلاقة بين الأسر نتيجة هذه المشاكل الاجتماعية إلى قطيعة.
ففي حالات الزواج المبكر قد تواجه المرأة مشكلات صحية متعددة، منها: الحمل، وعدم القدرة على الولادة الطبيعية، أو الإجهاض، أو الولادة المبكرة، وكذلك بالنسبة للزوج الشاب تكون عضلاته وعظامه وأعصابه لم تكتمل بعد، وعدم نضوج في الجسم، وعدم التحكم في المشاعر والاتزان الانفعالي، وقد يتعرض الجسم إلى أمراض فقر الدم.
فمن المعروف علمياً أن النمو الجسدي يتم ما بين 18-20 عاماً، وحتى بعد ذلك، وعلى الرغم من البلوغ الجسدي للفتاة أو الفتى فإنهما لا يزالان بحاجة إلى مزيد من النمو في النواحي العقلية والعاطفية والنفسية.
عدا عن ذلك فإن الزواج المبكر يحرم الفتاة من إتمام تعليمها، واكتساب المعرفة فلا يختلف اثنان على أنها تحتاج إلى التعليم، فالعلم سلاح يعزز شخصيتها، ويدعم مكانتها في مجتمعها. وكذلك الزواج المبكر قد يحرم الفتاة من حنان ورعاية والديها قبل الأوان، ويسرق سنوات غالية من طفولتها الجميلة، وإن النساء اللواتي يتزوجن في سن مبكرة تكون لديهن فترة الإنجاب طويلة، مما يؤدي إلى ولادتهن عدداً من الأطفال أكثر مما يرغبن فيه، إضافة إلى ذلك بأن وفيات الأطفال قبل بلوغهم السنة الأولى من العمر تتأثر بشكل مباشر وواضح بعمر الأم، فهذه الوفيات تكون مرتفعة إذا كان عمر الأم أقل من 20 سنة.
من الظواهر الشائعة في المجتمع الفلسطيني بشكل خاص، والمجتمع العربي بشكل عام، ظاهرة الزواج المبكر وخاصة بين الإناث، ويقصد به الزواج قبل بلوغ سن الرشد الذي قد تكتمل فيه مقدرة الذكر أو الأنثى على إدارة أسرته اجتماعياً واقتصادياً، وقد تلجأ الأسرة إلى تنفيذ هذه الظاهرة، تحت طائل الجهل والتخلف، أو تحت طائل الفقر، فالفقراء يميلون إلى تزويج بناتهم لأول طلب زواج مهما كان مبكراً، لكي يوفروا بعض المصاريف الخاصة للأسرة، كما أن رغبة الفتاة نفسها في تفضيل الزواج لكي تذهب إلى حياة أفضل، ومنهم من يعتبر الزواج المبكر عبارة عن وقاية من الوقوع في المحظور عندما تكبر الفتاة وللمحافظة على شرف الأسرة، ومنهم من يلجأ إلى هذه الظاهرة نتيجة الضغط المكاني في المسكن لكثرة عدد أفراد الأسرة ومعيشة الأبناء أكثر من فرد في الغرفة الواحدة، وأيضاً قد يلعب دور الضغوطات النفسية أو المعيشية على الفتاة، وتفضيل الذكور على الإناث دور في تخلص الفتاة من أسرتها وقبول الزوج المتقدم في سن مبكرة، ومن الثقافات الدارجة في القرى والريف والمخيمات بأن البنت الجميلة هي المطلوبة وهي التي يمكن أن تتزوج وهي صغيرة، مما يشجع هذه الظاهرة والاستجابة معها.
للزواج المبكر انعكاسات سلبية على الأسرة وعلى الزوجين أنفسهم قد تؤدي إلى انهيار هذه الأسرة، إما بالتفكك الأسري، أو الطلاق، وأن أهم هذه الانعكاسات: الأمراض النفسية والصحية، والأمراض الاجتماعية بكل أنواعها، فقد أفادت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني نشر في صحيفة القدس 5/9/1995م بأن حوالي 46.5% من حالات الطلاق كانت أعمار الأزواج فيها ما بين 15-20 سنة، بينما تنخفض هذه النسبة في أعمار 26-30 سنة، حيث بلغت 10.9%، وفي أعمار 31-35 سنة بلغت 8.9%.
وكما ورد في وثيقة صادرة من وزارة الشؤون الاجتماعية 98/99 بعنوان حملة التوعية المجتمعية "نداء للوالدين نحو أسرة أفضل" لموضوع الزواج المبكر، إعداد الأخ عبد الفتاح القلقيلي.
ورغم أن الاستنتاجات من نتائج المسح يجب أن تكون حذرة خشية أن تكون الأرقام مضللة إلا أنها مفاتيح وإشارات. ومن هذه الإشارات أن حوالي 37% من المتزوجات تزوجن دون السادسة عشرة من عمرهن، وحوالي 15% فقط تزوجن بعد الواحدة والعشرين من عمرهن. وفي الجدول رقم "34" من نفس المصدر، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أيضاً قمنا بمعالجة جديدة للأرقام، حيث نلاحظ أن 43.32% من الزيجات في جنوب ووسط غزة هي دون السن القانوني هناك (17 سنة)، وفي شمال غزة 38.95% وما دون الـ17 سنة (وهي قانونية في الضفة الغربية والقدس)،كما كانت النسب التالية: 43.64% في جنين، و39.69% في طولكرم، وقلقيلية و42.74%، في نابلس و43.87%، في رام الله والبيرة
و42.26%، في القدس و38.52%، في بيت لحم، و42.09% في الخليل.
إن القانون في الضفة الغربية (ومنها القدس) يحدد العمر الأدنى لزواج الفتاة
بـ"16 عاماً" أما في غزة فكان 17 سنة للفتاة و18 سنة للرجل. ورغم ذلك فإن العمر الفعلي للزواج كان متقارباً في الضفة الغربية وغزة. وبالعودة للجدول السابق نجد أن نسبة المتزوجات في العمر 15 سنة كان 21.78% في رام الله، و21.13% في القدس، و19.67% في بيت لحم، و20.04% في الخليل، و19.73% في شمال غزة، و21.66% في جنوب غزة، وكان شمال الضفة أكثر إيغالاً في هذا المجال، حيث كانت النسبة 22.97% في نابلس، و22.93% في طولكرم وقلقيلية، و25% في جنين.
إن الزوج الذي يبلغ الثامنة عشرة أو أقل، لا تستطيع أو يستطيع أن يدير أسرة بشكل ناجح، ويصبح الأمر صعباً إذا كان المجتمع بأكمله الذي يعيشون فيه تواكبه أزمات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية متتالية، وغالباً ما تبدأ الأزمة في الأسرة بين علاقة الزوج مع أسرة الزوجة، أو مع أسرة الزوج، وسوء السيطرة قد يؤدي لحالات طلاق وتعقيدات نفسية، أو اختلالات اجتماعية مؤثرة قد تؤدي إلى تشوهات بين الآباء والأبناء والأقارب والأنساب، وتزداد هذه المخاطر إذا كان أحد الزوجين دون سن البلوغ خاصة الزوجة الصغيرة العاجزة عن إدارة شؤون الأسرة في كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية، وتتحول العلاقة بين الأسر نتيجة هذه المشاكل الاجتماعية إلى قطيعة.
ففي حالات الزواج المبكر قد تواجه المرأة مشكلات صحية متعددة، منها: الحمل، وعدم القدرة على الولادة الطبيعية، أو الإجهاض، أو الولادة المبكرة، وكذلك بالنسبة للزوج الشاب تكون عضلاته وعظامه وأعصابه لم تكتمل بعد، وعدم نضوج في الجسم، وعدم التحكم في المشاعر والاتزان الانفعالي، وقد يتعرض الجسم إلى أمراض فقر الدم.
فمن المعروف علمياً أن النمو الجسدي يتم ما بين 18-20 عاماً، وحتى بعد ذلك، وعلى الرغم من البلوغ الجسدي للفتاة أو الفتى فإنهما لا يزالان بحاجة إلى مزيد من النمو في النواحي العقلية والعاطفية والنفسية.
عدا عن ذلك فإن الزواج المبكر يحرم الفتاة من إتمام تعليمها، واكتساب المعرفة فلا يختلف اثنان على أنها تحتاج إلى التعليم، فالعلم سلاح يعزز شخصيتها، ويدعم مكانتها في مجتمعها. وكذلك الزواج المبكر قد يحرم الفتاة من حنان ورعاية والديها قبل الأوان، ويسرق سنوات غالية من طفولتها الجميلة، وإن النساء اللواتي يتزوجن في سن مبكرة تكون لديهن فترة الإنجاب طويلة، مما يؤدي إلى ولادتهن عدداً من الأطفال أكثر مما يرغبن فيه، إضافة إلى ذلك بأن وفيات الأطفال قبل بلوغهم السنة الأولى من العمر تتأثر بشكل مباشر وواضح بعمر الأم، فهذه الوفيات تكون مرتفعة إذا كان عمر الأم أقل من 20 سنة.