الزجل الشعبي الفلسطيني
يُعتبر
الزّجل الفلسطيني بحكم موقع فلسطين الجغرافي واسطة عقد أزجال الأقطار
العربية برغم حيف الدّهر، ووطأة القهر على الشعب الفلسطيني، وما تعرض له من
تآمر استعماري، وطمع غربي، ونكبات ونكسات امتدت قرابة قرن من الزمان، ولا
يخفى على المطّلع أن للزجل الفلسطيني خصوصية بسبب طبيعة الجغرافية الفلسطينية
الممتدة بين الجليل والنقب، ومن سيف البحر إلى قمة الجبل، ثم إلى أعماق
الغور، ولما يمتاز به هذا البلد من طقس معتدل تارة، وصحراوي تارة أخرى
وتحولات في تضاريسه لا تُتاح إلا لقارة كبيرة، ثم التلوين البارز في تركيبة
سكانه بين مدينة وقرية وبادية، وسكان أصليين ضربوا في جذورهم في أعماق
التاريخ، وآخرين وافدين مما أكسب اللغة المحلية المحكيّة الفلسطينية
ثروة كبيرة في التراكيب والمفردات، وقد رَفَدتْها اللهجات المتعددة حتى
استقامت إلى جانب الفصحى، هذه لغة الخاصة وهم قلة نادرة، وتلك لغة العامة
وهم السواد الأعظم.إن المتعمق في دراسة اللهجات الفلسطينية، ومفردات لغة
العامة وتراكيبها يستطيع أن يكتشف صلتها بالأرض منذ الكنعانيين وهم آباؤونا
الأولون، وليس أدل على ذلك أيضا من صور الحياة الفلسطينية
– وخاصة الفلاحية – وهي في حقيقتها كنعانية، ولم تستطع عوادي الزمن محوها
لأن الإنسان الفلسطيني عاش من الأرض وبالأرض، وللأرض على مر العصور، وكرّ
الدهور.بنى الفلاح الفلسطيني بيته من الطين، وسقفه بخشب أشجار الوعر، وجعل
عماده القمح والزيت – وهما أسدان في البيت – وما تنتجه الكروم من تين وعنب
ورُمّان، ويستطيع الناظر أن يتحقق من شدة إرتباط الفلاح الفلسطيني بأرضه
عندما يرى كثرة السناسل – وهي جدران تُبنى بالحجارة لحفظ التربة من
الانجراف بالأمطار والسيول، خاصة في التلال والمنحدرات الجبلية – والتي لا
تزال شاهدة على الجهد الفلاحي المبذول في أرض الجليل، والجبال الممتدة من
جرزيم وعيبال قرب نابلس إلى رام الله، والقدس والخليل، وأعتقد أن هذه
الجدران لا شبيه لها في سائر بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.إن طين الأرض الفلسطينية
كان مادة الإنتاج الأولى للأداوت المنزلية التي استعملها الإنسان
الفلسطيني، فالخابية، والجّرةَّ، والمِنْشَل، والإبريق، والكوز، والقِدْرة،
والمقلاة اتخذت من الصلصال الفلسطيني، وربما كانت الجرّة الغزاويّة هي أول
جرّة في التاريخ، ولما كان الإنسان امتداداً لهذا الصلصال فإن الشاعر
الفلسطيني استطاع بحسه المرتبط بالوجود أن يرى صورة الجرّة في المرأة،
وصورة المرأة في الجرّة، وتشبههما صورة "عشتار" إلهة الخصب الكنعانيّة،
وهو القائل:
مـا بـَنْـسَــاهـا بـالـمـرّه سِتّـي "زْليخا" مِسْمــَرَّه
جَـرّه وِبْتِـحْـمـِـلْ جَـرّه راحت تاتْمَلِّي من العين
جَـرّه وِبْتِـحْـمـِـلْ جَـرّه راحت تاتْمَلِّي من العين
●●●
هي وجارتها إم حسين راحت تاتْمَلِّي من العين
مـِثْـل النّقشِـه والـطُـرَّه وْيا عيني مَحْلا الـثنتيـن
مـِثْـل النّقشِـه والـطُـرَّه وْيا عيني مَحْلا الـثنتيـن
العين
والجرّة، والحقول والبيادر، والمقاثي، وكروم الزيتون، والمحاجر، والمشاحر
والمراعي هي مكونات الحياة الفلسطينية، وقد اعتنى الإنسان الفلسطيني
بالزّرْع والضَّرْع، فقَرَّب الطير والماشية إلى حياته وقاسمها المعيشة في
منزله، وعانى مثلها الحَرَ والقَرّ، والشّرد والبرد، وتوالت عليه وعليها
الفصول بين الأرض والسماء، وإن خياله ساح مع الغيوم، وراح في الليالي يسامر
النجوم، وكان لها وجود في تفكيره، وبها عرف المواقيت وتقلّبات الطقس،
وحلول المواسم، ولذا فإن لنجمة "الغَرّار" محل في بيت العتابا الفلسطيني
الذي يقول:
طِللْعت نِجْمِة "الغَرَّار" بَكّيْر
تِضْوي عاجَبَل حورانْ بَكّيّر
أنا لاسْري مع النّسمات بَكّير
وَاقطف زَهِـرْ خَدِّكْ عَالـنَّدَى
تِضْوي عاجَبَل حورانْ بَكّيّر
أنا لاسْري مع النّسمات بَكّير
وَاقطف زَهِـرْ خَدِّكْ عَالـنَّدَى
لا
أزال أذكر منذ طفولتي ذلك الراعي الذي وقف على الشّيّار العالي – أي
الصّخر الشاهق – في الجبل المحاذي لقريتي "دير الأسد" الجليليّة وأطلق
لصوته العنان، وغنّى:
يا ناهي مـن بَعدِْنا ميـن سَلاّكْ؟
يا ناهي مـن العِنَبْ مَلّيت سلّك
وانا جسمي من الهجران سَلّك
يا ناهي مـن العِنَبْ مَلّيت سلّك
وانا جسمي من الهجران سَلّك
يـْلِفـُّونُـهْ عـلـى بـَكـْرَة خَشـَـبْ
ولا
يخفى أن كلمة "سَلَّك" الثالثة هي من السِلْك، وهو الخيط الدقيق، وقد
سَمّى الناس عندنا بَكَرَة الخيطان "السّليكة"، وتشبيه الجسم النحيل
بالخيط، أو العود الدقيق مألوف ألم يقل المتنبي شاعر العرب الأول:
وَفَرَّق الهجرُ بينَ الجَفْن والوَسَنِ أَبْلَى الأسى أسفاً يوم النَّوى بَدَني
أطارتِ الرّيحُ عنه الثَوبَ لم يَبِنِ رُوح ترَدَّدُ في مـثـلِ الـخـِلال إذا
أطارتِ الرّيحُ عنه الثَوبَ لم يَبِنِ رُوح ترَدَّدُ في مـثـلِ الـخـِلال إذا
والخلال: عود دقيق.
غنَّى
الإنسان الفلسطيني الزّجل، وتوارث عن الزّجالين طرائق في القول، وأساليب
في الأداء، وهي على درجة عالية من الإتقان، والناس في فلسطين ينظرون إلى
الشاعر الزجلي نظرة تقدير وإحترام وإعجاب، لأن موهبة القول والمقدرة على
الإرتجال تدعوان إلى الدهشة، والدهشة هي غاية الفن، ولذا فقد أطلق
الفلسطيني على الزّجال صفة "البَدَّاع"، بمعنى المبدع إرتجالاً، كما قالوا
في المرأة ذات موهبة القول "بَدّاعة"، والبَدْع عند الفلسطيني يعني قول
الشعر مرتجلاً.عرف الشعر الزجلي عندنا إمرأة من "عرب العرامشة" المقيمين
إلى الشرق من رأس الناقورة قرب الحدود اللبنانية، كانت ترتجل الأغاني
الشعبية، وقد ارتجلت أبياتاً من "الدّلعونا" في العشرينات من القرن الماضي،
لتحية أمير الشعراء أحمد شوقي يوم أن مر بفلسطين وهو في طريقه إلى لبنان
ليلقي قصيدة "زحلة" والتي غنى منها المطرب محمد عبد الوهاب "يا جارة
الوادي"، قالت ريحانة وهي تُغنِّي في حلقة الدّبكة على أنغام الأرغول في
عرس إبن خالتها:
يا أهلا وسهلا بالـلـي يـحـبّـونــا علــى دَلْـعـونـا علــى دلـعـونــا
***
وْما عِنَّا كرسي وْعالرّيضَه قاعد يـا أحمد شوقـي عِـنْديـنا قاصـد
يـللـيْ كـلماتَـــكْ بـِتـْهـِزّ الـكـونـا يـا أحمد شوقـي يابو الـقصـايـد
***
***
يـللي بُـقصـدانك بتسجِّل نصري فيك وْبـرْجالَك أهلاً يـا مصري
كـل مـرّه مَيِّلْ عـالـخيمـة هـونـا شوقي يا شوقي يا عالي القَصْرِ
***
وْشـو تبْقَى الـعجنِه لولا الخميرِه شوقي يا شوقي وْإنت الأميري
وْأبْـقـَى خـَدّامَـكْ واني الـممنونـا يا ريتني أبـْقـى بـِنْتك لِـزْغيـرِه
كـل مـرّه مَيِّلْ عـالـخيمـة هـونـا شوقي يا شوقي يا عالي القَصْرِ
***
وْشـو تبْقَى الـعجنِه لولا الخميرِه شوقي يا شوقي وْإنت الأميري
وْأبْـقـَى خـَدّامَـكْ واني الـممنونـا يا ريتني أبـْقـى بـِنْتك لِـزْغيـرِه
ولو
عدنا إلى بيت العتابا الفلسطيني عند القوّالين المشهورين، وعند الناس
المغمورين لوجدنا أنهم استطاعوا أن يشحنوه بعواطفهم، ومشاعرهم، وأحاسيسهم،
وبالرغم من أن كثيراً من الأبيات التي قالها أناس عاديون لم تستوف شروط بيت
العتابا وقواعده من حيث التجنيس اللفظي، إلا أن الطاقة الشعرية التي فيها
عَوَّضت عن تلك الشروط التي أخلّ بها الناظم، ومثال ذلك القول:
يـا طولِكْ طـولْ نَخْلـِه فـي سَرَايا
عـيـونـِكْ سـُوْد و خـدودِكْ طرايا
إن رُحِتْ عَ الشام لاجيبلِكْ مرايا
تمـاري الـخـَدّ والحـاجب ســــوا
عـيـونـِكْ سـُوْد و خـدودِكْ طرايا
إن رُحِتْ عَ الشام لاجيبلِكْ مرايا
تمـاري الـخـَدّ والحـاجب ســــوا
ومثله:
يا طولِكّ طول عود الحور وَأحْلى
وأطـول مـن جريـد الـنَّخِل وَأحْلى
صبايـا "الـديـّر" فيـهنْ كـل كـَحْلا
تِـرّمـي الـطيـر مـن ســابـع سـَمَـا
يا طولِكّ طول عود الحور وَأحْلى
وأطـول مـن جريـد الـنَّخِل وَأحْلى
صبايـا "الـديـّر" فيـهنْ كـل كـَحْلا
تِـرّمـي الـطيـر مـن ســابـع سـَمَـا
ولكم
تنازعت دير الأسد، ودير القاسي، ودير حَنّا، ودير الغُصُون، ودير أبو ضعيف
وسائر الأديرة في فلسطين إلى دير البلح هذا البيت لما فيه من إشادة بسحر
عيون بناتها، وفتك رَشَقاتها!في أحد الأعراس في الأربعينات من القرن
الماضي، وأهل قرية "دير حَنّا" في الجليل يطوفون بعريسهم في حاراتها
وساحاتها حانت من الشاعر محمد أبو السعود الأسدي نظرة في الأرض فرأى قطعة
معدنية تلمع، ولمّا التقطها وجدها قرطاً مصوغاً من ليرة ذهبيّة، وهنا أوقف
"صف السحجة" بسحبة أوف وصاح:
قلبي يا بنات العَرَب حَنّا
لَلِّي مْخَضّبـِه الكفّين حِنا
وْبالله يـا صبايا دير حَنّا
مين مْضيّعَه ليـرة ذَهَبْ
لَلِّي مْخَضّبـِه الكفّين حِنا
وْبالله يـا صبايا دير حَنّا
مين مْضيّعَه ليـرة ذَهَبْ
وكما
لَمَسَتْ حالية العذارى جانب العقد النَظيم في "وادي آش" في الأندلس عندما
نظرت إلى حَصَى النبع الرقراق لمست كل صبيّة في العرس الجليليّ شحمة
أذنها، وصاحت إحداهنّ: هيه يا عمي يا بو سعود! هاذي الليرة إلي!وبالرغم من
شحنة الحزن في العتابا "الفراقيّة" الفلسطينية
فإن بيت العتابا الرجَّالي ليس حزيناً، أو محايداً بل يندفع قوياً جريئاً
لينمّ عن العنفوان والكبرياء، وفيه الخيلاء كما في صهيل جياد الخيول وإذا
عَبَّر عن عواطف الشاعر الشجيّة جاء رقيقاً سَلِساً شفّافاً مستوفياً شروط
الشعر المطلوبة، قال الشاعر شناعة مْريح مادحاً علي بن ظاهر العمر
الزيدانيّ حاكم الجليل في القرن الثامن عشر:
علـي يـا بو الحسين الربّ حَيّاك
وسيفك عـا رقـاب الـتُرْك حَيّاك
سِعِد كل من نِزل في وسط حيّك
وْتِعِسْ مـن قـابَلَك يـوم الـحراب
وسيفك عـا رقـاب الـتُرْك حَيّاك
سِعِد كل من نِزل في وسط حيّك
وْتِعِسْ مـن قـابَلَك يـوم الـحراب
الميجانا
افيما تقدم من حديث عن بيت العتابا الفلسطيني، لم أشأ أن أتعرّض لشروط
نظمه من لزوم ووزن، أو بحر، أو تجنيس، أو قفلة كي لا أُثقل على القارىء
الكريم بل إكتفيت برصد طاقته الشعرية، وسأفعل ذلك أيضاً فيما تبقّى من فنون
الزجل الفلسطيني – وهو جزء من الزجل
في بلاد بَرّ الشام – مثل الميجنا، والمعنَّى، والحُداء من عادي، ومربّع
ومثمّن، وشروقي وغير ذلك.من المعروف أن الميجنا والعتابا متلازمان، وإذا
كانت ميزة بيت العتابا الفلسطيني نبرة القوة، والعزّة، والعنفوان فإن
الميجنا تمتاز بالرقة والليونة واللطف، فكأنما طبعها أُنثوي، وطبع بيت
العتابا ذَكَرِيّ، واجتماع بيت العتابا ببيت الميجنا هو تقابل بين الشدة
واللين، والتوتّر والاسترخاء وقد اهتدى الزجال الفلسطيني إلى خُطّة الجمع
هذه بين الحالتين بنفس الفِطْرة التي اهتدى بها الموسيقي الغربي في الجمع
بين الحركة البطيئة والمطمئنّة، والأُخرى السريعة والوثّابة في تأليف
القطعة الموسيقية، والتي تُبنى على حركات أولى، وثانية، وثالثة...الخ.
ميجنامـن يومْ عـن عيني حبيب القلب بانْ
بانْ حزنـي اللـي انكتم، والدّمـع بانْ
وْكلّما تثنَّى مــع النّسمِـه غصـن بانْ
بذكـر حبيبـي اللـي انثنـَى عنـي بْثَنَا
بانْ حزنـي اللـي انكتم، والدّمـع بانْ
وْكلّما تثنَّى مــع النّسمِـه غصـن بانْ
بذكـر حبيبـي اللـي انثنـَى عنـي بْثَنَا
المعنّى إن مجال قول المعنّى واسع، ووحدة النظم فيه أربع شطرات كحدّ أدنى، وقد تصل إلى مقطوعة، أو قصيدة، وكان شعراء الزجل اللبنانيون يلتقون بشعراء الزجل الفلسطينيين، وخاصة في عيد المولد النّبوي الشريف، وكان يُقام احتفاله المركزيّ في مدينة عَكّا، ولقد شهدت مَنَصَّات الزجل في "مقهى الدَّلالين" بعَكّا مواقف جميلة، أحدها يوم حَيّا الشاعر الشعبي محمد أبو السعود الأسدي الشاعر اللبناني
الضّيف محمد محمود الزّين بقوله:
يــا زيـن يللـي بـالـمِعَنَّى مُعْتَمَدْ
مين غيـرك فــي نظِـم فـَنُّـو نفد
زُرْت عكّا قلعـة الشرق العظيم
ما تزورنا مِشْوار عا ديرالأسد
فأجابه الزّين:
بْدينـي بْإيمانـي بِشريعتـي بمذهبــــــــــي
قلبـي بـِحِبّـَك زيّ مـا يـحـبّ النبــــــــــي
ولـمّـا بـتـعـزمنـي عـلـى ديــر الأســــــد
بركُض رَكِضْ، بمشي مَشِي، بَحْبي حَبي
الحُداء
والفَرْعا ويلقد قال الشعراء الفلسطينيون الحُداء من عاديّ ومربّع ومثّمن
وفرعاوي – في صف السحجة – في العرس الفلسطيني، وعند قفلة ردّة الحداء يردّ
الجمهور على الحادي بردّة: يا حلالي يا مالي!! وأما الفَرْعاوي فيقال لازمة
يتناولها جمهور "صف السحجة" ويرتجل بعدها الشاعر شطرة، وتأتي اللازمة
مصحوبة بتصفيف إيقاعي، ثم الشطرة واللازمة وهكذا، والصف يدور في ساحة
الإحتفال خطوة خطوة في إتجاه عكس عقرب الساعة، وصف السحجة هذا هو قمة
الإحتفال في العرس الفلسطيني، وربما ورث اللفّ والدَّوَران عن اللفّ
والدوران حول هياكل العبادة، وربما العكس هو الصحيح، فمن يدري؟!
ثورَه والعتمِـه مفـرودِه مُهري في الهيجا لو ثار
هَبَّتْ مـن بوز البارودِه ويـن عيون تشوف النار
هَبَّتْ مـن بوز البارودِه ويـن عيون تشوف النار
الشروقيكان قول الشروقي يحتلّ الصدارة قبل جيلين أو ثلاثة في حفلات الزجل
الفلسطيني، وهو قصيد بدويّ، وكان يقال مصحوباً بعزف على آلة الربابة،
ويمتاز بالتزامه قافيتين، واحدة داخلية، وأخرى خارجية، والشروقي يتسع
لأغراض الشعر المألوفة عند العرب، ولعل لقصائد شبلي الأطرش، وهو أعظم شاعر
سوري قال الشروقي في بلاد العرب، تأثيراً على الشروقي الفلسطيني، وخاصة في
الجليل. كما أنّه والحقّ يقال كان للزجل اللبناني تأثير على الزجل الفلسطيني، ومثله تأثير الزجل المصري على الزجل في قطاع غزة، وخاصة المّوال، ولذا اعتقد أن الزجل
الفلسطيني اغتنى بهذه الروافد، وهي مسألة في صالحه وفي صالح لغته، بنفس
القدر الذي إغتنت به لغة قريش بجمعها لغات العرب ولهجاتها في أسواق الأدب
الجاهلية:
مبحوح صوتي عليكي مع وَتَر عودي يـا ظبية الأنْس يلْلا عَ الحِمَى عودي
والأمـل صَفَّـى نُحـُولو عاشـِكِل عـودِه هجرِكْ بَرَاني مِثِلْ ما تنبري الأقـلامْ
بلكـي بسيـعَـه علـيّ مـن اللقـا تجـودي وقـدّيـش أيـام مـَرُّوا وبنتـظـر أيــــام
وبعتـزّ فيكـيْ ومَعِـك بعتـزّ بـوجـودي سيـعتها قدّيـش بشـوف الأمـل بسـّـام
ع َ دْراج زنـدي وْأمامِكْ بَنْقُلْ زنـودي وْبمشي معاكي وْبَمشِّيكي مسافِة عام
والأمـل صَفَّـى نُحـُولو عاشـِكِل عـودِه هجرِكْ بَرَاني مِثِلْ ما تنبري الأقـلامْ
بلكـي بسيـعَـه علـيّ مـن اللقـا تجـودي وقـدّيـش أيـام مـَرُّوا وبنتـظـر أيــــام
وبعتـزّ فيكـيْ ومَعِـك بعتـزّ بـوجـودي سيـعتها قدّيـش بشـوف الأمـل بسـّـام
ع َ دْراج زنـدي وْأمامِكْ بَنْقُلْ زنـودي وْبمشي معاكي وْبَمشِّيكي مسافِة عام
فـي القدس مبني علـى عُمْدان وِعْقودِه تـاطَلِّعـِكْ بـيـت كِـلْياتـو بـلاط رْخـام
أغاني
الدّبكات الفلسطينيةعرفت ساحات الأفراح، والمناسبات، والإحتفالات الوطنية
العديد من الدبكات الفلسطينية، وأشهرها النسوانيّة والشماليّة،
والشعراويّة، والبدّاويّة، والرّمْليّة، والطيراويّة، واليافاويّة،
والفالوجيّة، والمغربيّة، والكرّادية (القّراديّة)، "وحبل المودّع"، وهي
دبكة مختلطة يشترك فيها الرجال والنساء والشبان والصبايا وكانت شائعة في
قرى الساحل الممتدة بين عكّا ورأس الناقورة، وقرى شمال فلسطين.كما قال
الفلسطيني "المحوربة" وهي أناشيد للمواكب خاصة، وغنت المرأة الفلسطينية "المهاهاة" وردّدت الزغاريد (الزلاغيط)، وقالت العتابا "الفراقيّة" والتهاليل، كما ندبت على الميت وعدّدت:
والشمس تِقْدًح بابها ما للعلالي مْسَكَّرَة
شَقَّتْ عَ بُوها ثيابها بشوف بِنْتو معثّرة
شَقَّتْ عَ بُوها ثيابها بشوف بِنْتو معثّرة
والمجال
هنا لا يتسع لإيراد ردّات الدلعونا، وزريف الطول، ويا غزيِّل، وجفرا يا
هـَ الرَّبع، وردّات دبكات القرّادي مثل: بين السمرا والبيضا وسواها،
والمخمس المقلوب، وكذلك المخمس المردود ومثاله:
قـْفولِـه وِمْفاتـيـح ثـْقـالْ بــاب الـبـوابـهِ بْـبـابـيـن
الليل وأسمر بني هْلالْ وعـالبوّابِـه فـي عبـديـن
الليل وأسمر بني هْلالْ وعـالبوّابِـه فـي عبـديـن
***
وْعاشق مُضْنَى بْيِحكي هَمْسْ وْنجمِه وِهْلالين وْشمسْ
وْخـُلـخـالـيـن وْخــال وْعــــمّ وْخـال وْعـمّ وْخُلخـاليـن
وْخـُلـخـالـيـن وْخــال وْعــــمّ وْخـال وْعـمّ وْخُلخـاليـن
وْعَمّين وْخال وْخلخالْ
وفي الختام فقد حمل الشعر الزجلي الفلسطيني بلغة الأم الفلسطينية
لغة الأرض والتراث، آمال الناس وآلامهم، وطموحهم وأحلامهم، وإنني في هذه
الُعجالة من الشعر الزجلّي الفلسطيني لم أُغَطِّ جميع مساحات القول
الشاسعة، ولم أقصد سوى إستنشاق شذى زهرات زجليّة، فاح أريجها في أرجاء
الربوع الفلسطينية، وظلت تعبق خلال العصور، ولم يقو الزمن على محوها، ولعلّ
البقاء كما يقولون هو للأصلح، أو الأقوى، "فأما الزَّبَدَ فيذهبُ جُفاءً،
وأمّا ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض"، والبركة فيما نفع. (نقدم لاحقاً
بقلم الأستاذ سعود الأسدي" فنون الزجل الفلسطيني في أوزانه، وأشكاله، وأساليب أدائه بمرافقة نماذج مغناة")
-*-*-*-
فالزجال
قائد شعبي ميداني قادر على توجيه المزاج الجماهيري بالاتجاه الذي يريد
وبالتالي فهو قادر على استقطاب الجمهور وتأطيره من خلال مخاطبته لوعي
السامع وعواطفه دون الحاجة الى كلمات من نوع شرب الدم وشرب الماء او لا
ادري ماذا علنا ان نشرب كي نثبت رجولتنا اننا نبدو بهذا كمن فقد الصلة
بالوعي ولم يعد يحركنا غير البدائي من الغرائز. اننا نبدو وكأننا فقدنا
الكلمات المعبرة الموجهة للعقل والتحريض العقلاني. فالتعبئة غائبة ضد مظاهر
الترف الباذخ او تأصيل قيم الانتفاضة مثل الوحدة الوطنية والعمل الجماعي
ونكران الذات واذا ظن احد ما ان هذا النوع من الثقافة، هذا النوع من الفن
لا يناسب اوضاعنا الحالية والانتفاضة فهو مخطىء، لانه يحرم الانتفاضة من
امكانيات المساهمة الشعبية
ويحرمها من سلاح فعال يمكن ان تستخدمه في مجال التعبئة والتحريض والتثقيف
اثناء المسيرات واللقاءات الجماهيرية وتوديع الشهداء بصورة لائقة، او في
استقبال الاحداث العاصفة. فالمتتبع لتاريخ ودور هذا الفن يجده مواكبا
لعمليات التحول الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في المجتمع. ويتسطيع المؤرخ
من خلال قراءة ابداع الزجالين ان يستشرف اتجاه حركة التحولات الاجتماعية
والسياسية، ليس فقط محليا، بل اقليميا وعالميا. وهناك العديد من الامثلة في
هذا السياق يمكن ايرادها. ففي بداية الحرب الباردة وفترة انتشار ظاهرة
الاحلاف والتكتلات في العالم وفي المنطقة كان الزجال الشعبي الكبير راجح السلفيتي قد عبر عن الحس الشعبي
وعن نبض الشارع حين قال:إحنا شعب ما بنخاف من الخَوَنْ والرجعيةما بنوقع
عا الأحلاف لو ظلت منا بْنيِّةوهناك الكثير الكثير من الامثلة. نعم الزجل الشعبي
سلاح حاد خشيت منه كل الانظمة الدكتاتورية التي توالت على حكم المنطقة.
اما نحن فقد جمدناه في الانتفاضة بفعل سيطرة مفاهيم خاطئة ومغلوطة. فهل
سيستعيد هذا الفن الاصيل والمحارب دوره المصادر؟وهل سيعود هذا الفن الجميل
والفتاك لساحة الانتفاضة؟
-*-*-*-*-
وهذا نموذج لزجل فلسطيني، قالت فتاة اسمها: ناتالي
مره سمح لي الحب عرشوا اعتلي
وانقي من الحلوات شو بيحلى إلي
جابولي من اسبانيا وعن شواطيء نابولي
وحده وحدي بالجمال مدللي
وانقي من الحلوات شو بيحلى إلي
جابولي من اسبانيا وعن شواطيء نابولي
وحده وحدي بالجمال مدللي
وجابولي من مصر وحده بالرقص مدلعي
وجابولي من العراق وحده بالذهب مشنشليه
وجابولي من العراق وحده بالذهب مشنشليه
وطلت فلسطينيه ثوبها مخملي
بشفاف ورديه وبخدها الندي
بشفاف ورديه وبخدها الندي
فانها تتنوع في مضامينها ومناسباتها وأغراضها، وكذلك في أشكالها الفنية، ولعل أبرز الأغاني الشعبية تنحصر في الأشكال الآتية:
1 - الموال بقِسْمَيه: العتابا، والميجانا.
2 - القصائد الشعبية أو الشروقيات.
3 - أغاني الدَّبكة.
4 – الحداء.
5 - أغاني الزفة ومنها ما هو خاص بالرجال، ومنها ما هو خاص بالنساء.
6 - الزَّجل بأنواعه.
أولاً: الموَّال:
وهو لون من ألوان الغناء الشعبي واسع الانتشار في فلسطين وفي بلاد الشام وينتشر في الأرياف، حيث يتغنى به الرعاة والحرَّاثون والحصَّادون.
وينقسم الموال من حيث أشكاله إلى قسمين:
أ-
العتابا: كلمة مشتقة من العتاب الذي يكثر في هذا النوع من الغناء، ويشكل
بيت العتابا وحدة معنوية كاملة، ويعتمد على فن بديعي جميل هو الجناس، وهو
أخف لغة وتراكيب من الميجانا، ويقال: إنه نشأ زمن العباسيين حيث أطلق على
بعض الأشعار التي غنتها جارية البرامكة عندما نكل بهم هارون الرشيد، بينما
يُرْجِع البعض هذا الاسم إلى أن العتاب كان في يوم ما أبرز موضوعات هذه
الأغنية.
ويتركب
بيت العتابا من بيتين أو من أربعة أشطر على أن تكون أعاريض، الأشطر الأول
والثاني والثالث قائمة على جناس واحد وتلاعب لفظي، ولعل هذا الأمر من أهم
القواعد التي يسير عليها هذا اللون من الغناء، بينما يلتزم الشطر الرابع
قافية أخرى مغايرة، ويمهد الموال العتابا بكلمة (أوف)، ويتفنن المغني في
تمديد وتمويج صوته حسب قدراته الفنية.
نماذج للعتابا:
وعد بلفور هالْمشؤوم جاير على الرهبان والإسلام جاير
ملوك الغرب ما فيهم حساب تناسى العدل وأضحى الظلم جاير
* * *
وفي عتابا أخرى:
ولا عيشة الاستعباد ما أحلى الموت والجهاد
نموت وتحيا فلسطين جاوبه رجاله الأمجاد
* * *
وفي عتابا ثالثة:
على روح شهدا الأوطان اقروا الفاتحة يا إخوان
كل واحد منا عز الدين* وسجل عندك يا زمان
وعد بلفور هالْمشؤوم جاير على الرهبان والإسلام جاير
ملوك الغرب ما فيهم حساب تناسى العدل وأضحى الظلم جاير
* * *
وفي عتابا أخرى:
ولا عيشة الاستعباد ما أحلى الموت والجهاد
نموت وتحيا فلسطين جاوبه رجاله الأمجاد
* * *
وفي عتابا ثالثة:
على روح شهدا الأوطان اقروا الفاتحة يا إخوان
كل واحد منا عز الدين* وسجل عندك يا زمان
ب
- الميجانا: وهي الشكل الثاني من أشكال الموال وهو لازمة (للعتابا) ويعني
في اجتماع أو سهرة كإجراء يهدف إلى تشجيع مغنٍّ خجول ومساعدته في التغلب
على خجله فيندفع بعد ذلك للعتابا، وينتشر هذا اللون من الأغاني الشعبية
في الريف انتشارًا واسعًا، بحيث نجد أن الرجال والفتيان يحسنون تأدية هذا
اللون، وقد يتنافس اثنان أو أكثر في الهجاء أو المحاورة، ويكون دور الجمهور
في التصفيق وإظهار الاستحسان للجيد منهما، ويتألف الميجانا من بيت شعر
واحد، شطره الأول "يا ميجانا" مكررة ثلاث مرات، بينما يكون شطره الثاني من
أية كلمات بشرط أن تتفق مع الشطر الأول في الوزن والقافية.
الله معاهم وين ماراحوا حبايبنا يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا
ويكثر
في حروف الميجانا التسكين، بينما يكثر في حروف العتابا، المد والتموج وما
عدا ذلك، فالميجانا كالعتابا له قواعد خاصة من حيث التزام فنِّ الجناس، كما
نرى في هذا الموال من الميجانا:
قلبي من الأعماق والله حبك يا شجرة الزيتون ما أحلا حَبِّك
لاحظي لجبالك يا شجرة بلادنا مدي غصوني على جسمي وحَبِّك
ثانيًا: القصائد الشعبية (الشروقي)
الشروقي أو القصيد البدوي نوع من القصائد الشعبية
الطويلة يلتزم وزنًا شعريًّا واحدًا من أول القصيدة حتى آخرها، ويمتاز هذا
اللون بانتشاره الواسع في فلسطين، وتحتوي قصيدة الشروقي على أبيات كثيرة
تصل إلى المائة، ولها موضوع واحد يمهِّد له المغني بلفت انتباه السامعين
بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك من المقدمات:
الهاشمي ولد سيد عدنان أول كلامي في مديح محمدا
نهار الإثنين وكنت أنا فرحان ليلة الثاني من ربيع الأمجدا
ثالثًا: الحُداء
والحداء
أو الحدو يعني سَوْق الإبل وزجرها للمشي، فمن عادة أهل البادية في رحلاتهم
حدو الإبل بالغناء ويعني في مناسبات مختلفة وخاصة الأعراس، ويقترب من الزجل
والموشح وترافقه (سَحْجَة) - أي تصفيق على إيقاع معين، فيجتمع الرجال
والنساء وينقسمون إلى صفين متقابلين في ساحة القرية والنار في الوسط،
فيتحاور حدَّاءان حول موضوع معين ويصفق الجمهور في المضافة أو في ساحة
أخرى، ويردد
لازمة (يا حلالي يا مالي).
رابعًا: أغاني الدَّبْكة
وينافس هذا اللون من الغناء الأنواع السابقة من حيث شعبيته وشيوعه على أَلْسنة الناس وخاصة (الدلعونا).
والدلعونا
عبارة عن لفظة صارت تدل على هذا اللون من الغناء، وربما اشتقت الكلمة من
الدلع الذي يلازمها ترافقها الدبكة، ولعل سهولتها وقلة مقاطعها وارتباطها
بالأعراس ومناسبات الفرح جعلت الجمهور يتقنها ويؤديها بمهارة.
خامسًا: أغاني الزَّفَّة
وهذه الألوان قديمة العهد، وهي أهازيج جماعية بعضها يؤديه النساء وبعضها الآخر يؤديها الرجال، ويمتاز بالإثارة وتحريك المشاعر.
زين الشباب عريسنا عريسنا زين الشباب
فعندما يخرج العريس في ثيابه الجميلة يحمله رفاقه وينشدون بحماسة هذه الأغاني.
سادسًا: الزَّجل
والزجل
أنواع عديدة منها المعنَّى والقرازة والموشح، ولكن هذه الأنواع غزيرة
ومتنوعة في لبنان ويصل انتشارها في فلسطين، ولكنها تنتشر في شماله، والزجل
ليس معقدًا فكل قول فيه يتكون من أربعة أشطر يتجانس الشطر الأول والثاني
والرابع في كلماته الأخيرة، بينما تختلف الأخيرة في الشطر الثالث كما نرى
في هذا المثال:
ما بدنا حكي طبول بدنا نحكي وبدنا نقول
وهذا الكلام المعقول بدنا نحرر بلدنا
وهذا الكلام المعقول بدنا نحرر بلدنا
نماذج الغناء الشعبي:
يمكن تقسيم نماذج الغناء الشعبي
في فلسطين إلى نوعين رئيسيين: الأول: عادة يؤديه فنان شعبي منفرد ومتخصص
في أداء هذا اللون، والثاني: هو كل ما عدا ذلك من نماذج الغناء الشعبي،
فأما نماذج النوع الأول فسنعرض لها من خلال عرض شخصية الفنان الشعبي الذي يقدم هذا اللون:
الحدَّاء
وهو ما يوازي تمامًا الفنان الشعبي الذي يطلقون عليه في لبنان اسم "الزَّجال" أو "القوَّال"، ويطلق أهل شمال فلسطين مصطلح حدَّاء على الشاعر الشعبي المبتكر لأغاني الشعب الذي يدعي لأحباء الاحتفالات الشعبية
في مناسبة العرس، ويشترط في الحدَّاء أن يكون صوته رنَّانًا جهوريًا، وأن
يكون حاضر البديهة قادرًا على التحاور والتناظر، فقد جرت العادة أن يثير
الجمهور المنافسة بين الحدائين ليتناظروا، ومن أشهر المناظرات المرتجلة تلك
التي يدور موضوعها عن السمراء والبيضاء، والحياة القروية والمدنية، والسيف
والقلم.
الشاعر الشعبي
وهو الفنان الشعبي الذي يقف أمام الجمهور ليتلو قصائد وقصصًا من التراث الشعبي بمصاحبة الرَّبابة في الغالب، ويعتبر الشاعر الشعبي
لسان الجمهور وواعظه وباعث الحماسة فيه، وقد يقوم أحيانًا بدور
المونولوجست والمهرج، فهو يروي النِّكات لجمهوره في أثناء إلقاء الرواية..
النَّوَّاحة
وهي - كما تشير الموسوعة الفلسطينية
- امرأة تحترف البكاء وإلقاء أغاني النِّواح بلحن حزين، وكذلك الرقص
الانفعالي، وقد تكون النواحة مجرد امرأة عادية تبكي وتغني وتنوح لمناسبة
وفاة عزيز لديها، وقد تكون محترفة تُسْتَدعى في كل مأتم يحصل في القرية."مع
ما فى ذلك من مخالفة شرعية"
المُنْشِد
وهو
الدرويش الذي يتلو المَواجِد الصوفية في الحضرة أو يقرأ قصة المولد ويتلو
فيها من أشعار، ثم يتلو المدائح النبوية أمام الجمهور من المؤمنين
المحتفلين بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم أو في مناسبة من المناسبات
الاجتماعية التي يودون أن يتبركوا فيها بذكر النبي صلى الله عليه وسلم
ومدحه.