في الطريق إلى الوطن
في الطريق الذي يعبر العالم الموحش إلى الوطن..
بشر واجمون..
انتظار الرحيل طويل..
طويل.. إلى الوطن..
وأنا واقف في براري الحياة..
أعد نشيدي لأعبر هذا المساء..
أجمع اسئلتي في يدي..
أستعد لمعرفة مصيري..
أمضي بطيئاً إلى كهفي..
وأنشد حريتي في اعتزالي..
وأقلب الماضي..
بحثاً عن العشب بين الصخور..
الصخور التي في الطريق إلى الوطن..
***
الطريق إلى الوطن موحش..
معالمه من غبار وطين..
في الطريق رجل انهكته الوصايا..
عند منزل يتكسر مثل الحنين..
إلى الآخرين..
الذين يعانون من غربة الروح..
أو شهقة القلب عند اللقاء..
***
في الطريق إلى الوطن..
رأيت المرايا وعليها غبار الزمن..
رأيت النجوم مبعثرة في التراب..
في الطريق إلى الوطن..
أوقفني الزمن المتجمد عند الضفاف..
الزمان قصير..
وكـــل آت قريب..
والزمان .. أنا حين أهرم في وحدتي..
وتكتهل الروح في غربتي..
وأنا والطريق إلى الوطن..
كلانا وحيد..
***
كلانا انتهى عند وحدته..
اتحدنا معاً وانتهى في خُطاي..
والطريق إلى الوطن طريقي..
وآخر اغنية في فمي..
وآخر أمل في حياتي..
حنيني وشوقي وقرب اللقاء..
***
وأنا واقف في متاهات الحياة..
فوق أرض مجهولة..
مخاوف طفل..
وغربة كهل عن الوطن..
ودمي ونذوري..
ومخاوف روحي..
وطوفاني الابدي..
وسفينة نوحي..
وأنا واقف في الطريق إلى الوطن..
مُبصراً فوق سطح المياه..
بنهر الحياة..
عيوناً لغرقي..
تتلامع مثل النجوم..
وفوق الاشجار..
كواكب ميتة..
يتساقط منها الرماد..
على ضفة النهر..
وأنا واقف أرسم الأحلام..
على لوح ثلج..
وتسقط من وردة قطرات الندى..
***
يا نـــدى.. يا نـــدى..
كلما أحتمي من سهام الردى..
في ملاجئ روحي..
يمر الصدى..
ويخبرني أن روحي..
تهيم على وجهها..
وأن الهيام سُدى..
واقف في الطريق الى الوطن..
وفي الطريق الى الوطن..
حدثٌ في خُطى حدث..
وعذاب وراء عذاب..
ورفض بعد رفض..
ورحيل إثر رحيل..
***
كأن طريق العذاب..
الطريق إلى الوطن..
هو ذاك الطريق إلى الوطن..
ومازن.. مثل الصدى..
يتردد بعد التشرد والضياع..
حتى رأيت في عينيه..
صراخ الآهات..
ماذا فعلتم؟..
أليس لكم حكمة.. وبلاد تسكنوها؟..
أليس لكم في الطريق إلى الوطن..
رموز وعلائم تستدلوا بها؟..
أليس لكم؟.. أليس لكم؟..
ثم صحت أنا..
بعد أن صحوت من حلمي..
ليس لنا!!.. ليس لنا!!..
***
في الطريق إلى الوطن..
سرت وحدي وحيداً..
وامامي وخلفي كل أحلامي..
وامل في اللقاء..
وطال الطريق..
الطريق الطويل الى الوطن..
بادئا من بلد إلى بلد..
ثم يعرج عند قلوب يملأها الحنين..
هذا الطريق العجيب.. الرهيب..
على جانبيه الخنادق..
وشارات الحدود..
ورموز باسم القانون..
يقفون في الطريق بين الخفايا..
وباسم القانون..
يعرقلون المسير نحو الوطن..
والرياح تصفر..
وتدفع فوق الحصى والرمال..
قطعاً من جسدي الممزق..
بين الأمل باللقاء..
والغربة والضياع..
***
والرسالة تلو الرسالة..
لاجواب.. لاجواب..
بانتظار عنوان آخر!!..
وأين سيكون هذا العنوان؟..
في أرض مجهولة!!..
مثل مصيري المجهول!!..
ولقاء أصبح حلماً يراودني..
وأحلام اليقظة في النهار والليل..
ماذابعد؟.. ماذابعد؟..
***
فجأة يتردد في مسمعي صدى الأمل..
لكل شئ بداية ونهاية..
وبعد الليل مهما طال نهار..
وشمس النهار تبدد الظلام..
وبداية المشوار مهما طال.. خطوة..
تصميم وعزم وحزم وثبات..
واختراق كل الموانع والصعوبات..
مهما رسموا الحدود..
وأقاموا الحواجز والموانع..
وبالغوا في قطع الطريق..
فطريق القلب سالك..
يغذية الحب والشوق والحنين..
يقفز فوق كل الموانع..
يجتاز الخنادق وشارات الحدود..
***
مهما طال الزمن..
ومرت علينا السنون..
ساعة اللقاء قريبة..
أقرب مم يتصورون..
وحنيني وشوقي..
أقوى مم يتخيلون..
ولقائي بوطني حقيقة مشروعة..
لاننا ننشد الحياة..
وبعد الليل مهما طال.. نهار..
وبعد الغربة مهما طالت.. لقاء..
فالحد الفاصل بين الليل والنهار.. شعرة..
والحد الفاصل بين الخير والشر..شعرة..
بين القرب والبعد..
بين الوداع واللقاء..
بين الماضي والمستقبل..
بين الحياة والموت..
كلــها أضــداد..
ولكــــن!!!
مايفصلها شعرة
وأسعى للقاء..لأن في اللقاء حياة..
لأن في اللقاء حياة....
مازن شما هولندا 10/1/2007