أبرز ملامح التربية لدى الصهاينة.. غرس الولاء العقدي للصهيونية والشعور بالاضطهاد..
قام اليهود بالكثير من الوسائل والأساليب التي تحافظ عليهم من الانقراض والذوبان في المجتمعات الأخرى, وكان أهمها التربية الخاصة بالجيل الناشئ منهم, حيث تمثل التربية خاصة الرسمية في كافة المجتمعات الإنسانية مجالاً رحباً لتشكيل افراد المجتمع وفق اهداف المجتمع العامة وحسب مكوناته الثقافية والعقدية.
وقد انتبه رواد الحركة الصهيونية لهذا الدور الذي تلعبه التربية, وعنوا به عناية كبيرة, وذلك بغرض إيجاد التجانس بين اليهود المهاجرين الذين جاءوا من كل حدب وصوب ويتكلمون لغات مختلفه, وتربوا ونشأوا في بيئات متباينه, ورضعوا ثقافات متنوعة, وكان من أبرز ما أقدم عليه الكيان الصهيوني في بداية نشأته على أرض فلسطين هو إقامة مؤسسات الكييوتز, والتي كانت بمثابة المحضن الأول والأساس الذي يتم من خلاله إعادة تشكيل الأفراد القادمين من بقاع الأرض المختلفة وتنشئتهم وفق مبادئ وأهداف الحركة الصهيونية. وقد اثبتت الكييوتز دورها التربوي الناجح في صهر الأفراد وتثبيت المفاهيم, والمبادئ, والأهداف التي تضمن بقاء دولة الكيان الصهيوني واستمرارها. وقد عمل اليهود في الجامعات الصهيونية, وفي الغرب خاصة الجامعات الأمريكية على تقديم مؤسسات الكييوتز كنموذج ناجح تفتخر فيه "إسرائيل", وتقدمه للعالم حتى اصبح هذا النموذج يدرس في برامج علم النفس, وعلم الاجتماع, ويكتب عنه في الكتب, ويتم تناوله في المحاضرات, وقد اهتمت المؤسسات التربوية سواء الحكومية منها أو غير الحكومية والدينية وغير الدينية في كيان العدو بالعمل على تحقيق مجموعة من الأهداف على مستوى الفرد اليهودي في شخصيته, وفي وجدانه وفي عقله سواء في نوع المعرفة التي يزود بها, أو طريقة التفكير التي يدرب عليها. ويلاحظ عند التأمل في المناهج الدراسية اليهودية اهتمامها الكبير وسعيها الدؤوب لغرس الولاء العقدي للصهيونية ولاء يرتبط بوطن وثقافة جمعية وليس ولاء لفرد أو حزب أو ما شابه ذلك, فالزعماء يأتون ويذهبون, ولذا لا يربط ولاء الفرد الإسرائيلي لبنغوريون أو ييجن أو شارون مع أن الرموز تستخدم كنماذج بغرض محاكاتها في حرصها وتفانيها في خدمة الوطن, والأمة لأن الهدف بقاء الوطن والأمة اليهودية, وقد عمدت المناهج الدراسية في الكيان الصهيوني إلى تأصيل الأصولية الدينية, وخلق العقلية المتصلبة الجامدة بشأن الدولة اليهودية والحق التاريخي المزعوم وربط هذا الأمر بالنصوص الدينية كجزء من التنشئة والتربية الدينية, ولذا لا غرابة أن نرى على شاشات التلفزيون المتدينين اليهود بملابسهم وشعورهم وهم يعيثون في الأرض الفلسطينية فساداً ويقتلون, ويرهبون الصغار, والكبار بتصرفاتهم وأعمالهم التي يؤدونها, وهم يعتقدون بأنهم يؤدون واجباً دينياً لا يمكن التنازل عنه.
الركيزة الأساسية الثانية في اهداف التربية في الكيان الصهيوني هو تعليم الناشئة باللغة العبرية, والكل يعرف أن اللغة العبرية كانت منقرضة إلى وقت قريب حتى تم تحويلها إلى لغة علم ومعرفة يدرس فيها في المدارس والجامعات وتنشر فيها البحوث والدراسات, ذلك أن وجود لغة حيه لأي أمة يمثل مصدراً ومقوماً من مقومات قوة الأمة وحيويتها.
أما خصائص الشخصية التي تسعى التربية الصهيونية إلى تحقيقها في الناشئة اليهود فتتمثل في مجموعة من السمات أولها غرس مفهوم إيجابي يشعر من خلاله الفرد بجوانب القوة في ذاته كأن يعتبر نفسه ذكياً, وشجاعاً, وقوياً, ومنظماً, وينتمي لشعب الله المختار بما يعنيه ذلك من نقاء عرقي, وعبقرية, وتفوق, حتى أن الفرد اليهودي يشعر بتميزه على الآخرين, ويرى نفسه أفضل منهم, ومثل هذا الشعور من شأنه تشكيل اتجاهات ايجابية نحو الذات, وسلبية نحو الآخرين مما يولد الكراهية والرفض للآخر, ولذا نجد أن مصطلح الاغيار, والذي يوصف به كل من هو غير يهودي يسود في المناهج الدراسية اليهودية خاصة في المدارس الدينية, والتي يشرف عليها اليهود الأرثوذكس التلموديين والذين يتصفون بالشراسة, والنظرة العدائية للآخرين, وأذكر أن مناحيم بيجن كرر أكثر من مرة في مقابلة تلفزيونية على احدى القنوات الأمريكية قوله أننا دولة تلموديه, مما يعني ضرورة الالتزام بما ورد من مبادئ وتوجيهات وردت في كتاب التلمود. كما أن من خصائص الشخصية المستهدف تحقيقها هي الإرادة, والعزم, والتصميم, وذلك بغرض تحدي الصعوبات والمشاكل التي يواجهها اليهود سواء كانت مشكلات سياسية أو عسكرية أو مادية واقتصادية, وهذه الخاصية أعتقد أن لها دور بارز في كثير من الانجازات والانتصارات التي حققها العدو منذ أن بدأت الهجرة اليهودية وحتى الآن.
التأكيد على النقاء العرقي
أحد الأمور التي تهتم بها المناهج الدراسية في الكيان الصهيوني وذلك بهدف خلق شعور التميز والاختلاف, كما أن مفهوم الحق التاريخي الذي يحاول اليهود من خلاله تأكيد ملكيتهم لفلسطين هو احد الأمور التي تعنى بها المناهج الدراسية والبحوث والدراسات, وما الحفريات التي تجري منذ فترة تحت المسجد الأقصى, وعند باب المغاربه إلا سعي آخر بهدف تقديم الأدلة التي تثبت الحق التاريخي المزعوم. أبا أبيان وزير خارجية العدو الصهيوني السابق, والمتخصص في التاريخ أعطى عناية بهذا الأمر, وأذكر أن برنامجاً أمريكياً كان قد أجرى مقابلة معه وعرض لقطة تلفزيونية تظهره وهو يتجول في احدى المناطق ثم فجأة يرفع قطعة معدنية من الأرض ليشير بها إلى وجود كتابة بالعبرية مما يشعر المشاهد بصدقية ادعاء الحق التاريخي في فلسطين الذي يرفعه اليهود. إن ربط الناشئة بالأرض والذي يعتبر محور العملية التربوية في المدارس, وفي الكييوتز, ومن خلال الأناشيد الوطنية ما هو إلا استثمار ناجح يخدم المشروع الصهيوني من خلال الناشئة. إثارة الخوف لدى الناشئة اليهود المقيمين على ارض فلسطين هو أحد الأهداف التربوية التي تعمد إليها المؤسسات التربوية, وذلك بهدف جعله في حالة توجس, واستنفار طول الوقت حتى لا يأخذ على غرة, ويرتبط بهذا الهدف إحداث إحساس لدى اليهود من أنهم معرضون للإبادة وأنهم مستهدفون, وبغرض مواجهة هذا التحدي فلابد من التمرد, ورفض الخضوع للآخر, والدعوة إلى عدم الاستسلام للأعداء, وهذا لا يتم إلا من خلال أشعار الناشئة بأنهم شجعان, وأنهم قادرون على مواجهة التحديات, والصعاب مهما كان حجمها وخطرها. إن المناخ داخل المدرسة, وفي المجتمع العام له دور مهم في طريقة الإدراك, ونوع الشعور, والإحساس الذي يوجد لدى الفرد, ومن ثم نوع السلوك الذي يصدر منه فأجواء الرعب والخوف والقمع لا يمكن أن يحدث فيها تفكير سوي ومنظم, ولن ينتج عنها إلا شخصية مسلوبة الإرادة تشعر بالعجز والضعف, ولنا في المقولة التي تنسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أبلغ دليل على هذا الأمر حيث يقول إنك لا تأمن على المرء إن أنت أخفته أو أجعته.
إن إظهار اليهود بأنهم مظلومون ومضطهدون وأنهم ضحايا التمييز يوجد لديهم شعور جماعي بضرورة التوحد ومواجهة الخطر بروح جماعية لأنهم معتدى عليهم ومعذبون عبر مسيرتهم التاريخية.
قام اليهود بالكثير من الوسائل والأساليب التي تحافظ عليهم من الانقراض والذوبان في المجتمعات الأخرى, وكان أهمها التربية الخاصة بالجيل الناشئ منهم, حيث تمثل التربية خاصة الرسمية في كافة المجتمعات الإنسانية مجالاً رحباً لتشكيل افراد المجتمع وفق اهداف المجتمع العامة وحسب مكوناته الثقافية والعقدية.
وقد انتبه رواد الحركة الصهيونية لهذا الدور الذي تلعبه التربية, وعنوا به عناية كبيرة, وذلك بغرض إيجاد التجانس بين اليهود المهاجرين الذين جاءوا من كل حدب وصوب ويتكلمون لغات مختلفه, وتربوا ونشأوا في بيئات متباينه, ورضعوا ثقافات متنوعة, وكان من أبرز ما أقدم عليه الكيان الصهيوني في بداية نشأته على أرض فلسطين هو إقامة مؤسسات الكييوتز, والتي كانت بمثابة المحضن الأول والأساس الذي يتم من خلاله إعادة تشكيل الأفراد القادمين من بقاع الأرض المختلفة وتنشئتهم وفق مبادئ وأهداف الحركة الصهيونية. وقد اثبتت الكييوتز دورها التربوي الناجح في صهر الأفراد وتثبيت المفاهيم, والمبادئ, والأهداف التي تضمن بقاء دولة الكيان الصهيوني واستمرارها. وقد عمل اليهود في الجامعات الصهيونية, وفي الغرب خاصة الجامعات الأمريكية على تقديم مؤسسات الكييوتز كنموذج ناجح تفتخر فيه "إسرائيل", وتقدمه للعالم حتى اصبح هذا النموذج يدرس في برامج علم النفس, وعلم الاجتماع, ويكتب عنه في الكتب, ويتم تناوله في المحاضرات, وقد اهتمت المؤسسات التربوية سواء الحكومية منها أو غير الحكومية والدينية وغير الدينية في كيان العدو بالعمل على تحقيق مجموعة من الأهداف على مستوى الفرد اليهودي في شخصيته, وفي وجدانه وفي عقله سواء في نوع المعرفة التي يزود بها, أو طريقة التفكير التي يدرب عليها. ويلاحظ عند التأمل في المناهج الدراسية اليهودية اهتمامها الكبير وسعيها الدؤوب لغرس الولاء العقدي للصهيونية ولاء يرتبط بوطن وثقافة جمعية وليس ولاء لفرد أو حزب أو ما شابه ذلك, فالزعماء يأتون ويذهبون, ولذا لا يربط ولاء الفرد الإسرائيلي لبنغوريون أو ييجن أو شارون مع أن الرموز تستخدم كنماذج بغرض محاكاتها في حرصها وتفانيها في خدمة الوطن, والأمة لأن الهدف بقاء الوطن والأمة اليهودية, وقد عمدت المناهج الدراسية في الكيان الصهيوني إلى تأصيل الأصولية الدينية, وخلق العقلية المتصلبة الجامدة بشأن الدولة اليهودية والحق التاريخي المزعوم وربط هذا الأمر بالنصوص الدينية كجزء من التنشئة والتربية الدينية, ولذا لا غرابة أن نرى على شاشات التلفزيون المتدينين اليهود بملابسهم وشعورهم وهم يعيثون في الأرض الفلسطينية فساداً ويقتلون, ويرهبون الصغار, والكبار بتصرفاتهم وأعمالهم التي يؤدونها, وهم يعتقدون بأنهم يؤدون واجباً دينياً لا يمكن التنازل عنه.
الركيزة الأساسية الثانية في اهداف التربية في الكيان الصهيوني هو تعليم الناشئة باللغة العبرية, والكل يعرف أن اللغة العبرية كانت منقرضة إلى وقت قريب حتى تم تحويلها إلى لغة علم ومعرفة يدرس فيها في المدارس والجامعات وتنشر فيها البحوث والدراسات, ذلك أن وجود لغة حيه لأي أمة يمثل مصدراً ومقوماً من مقومات قوة الأمة وحيويتها.
أما خصائص الشخصية التي تسعى التربية الصهيونية إلى تحقيقها في الناشئة اليهود فتتمثل في مجموعة من السمات أولها غرس مفهوم إيجابي يشعر من خلاله الفرد بجوانب القوة في ذاته كأن يعتبر نفسه ذكياً, وشجاعاً, وقوياً, ومنظماً, وينتمي لشعب الله المختار بما يعنيه ذلك من نقاء عرقي, وعبقرية, وتفوق, حتى أن الفرد اليهودي يشعر بتميزه على الآخرين, ويرى نفسه أفضل منهم, ومثل هذا الشعور من شأنه تشكيل اتجاهات ايجابية نحو الذات, وسلبية نحو الآخرين مما يولد الكراهية والرفض للآخر, ولذا نجد أن مصطلح الاغيار, والذي يوصف به كل من هو غير يهودي يسود في المناهج الدراسية اليهودية خاصة في المدارس الدينية, والتي يشرف عليها اليهود الأرثوذكس التلموديين والذين يتصفون بالشراسة, والنظرة العدائية للآخرين, وأذكر أن مناحيم بيجن كرر أكثر من مرة في مقابلة تلفزيونية على احدى القنوات الأمريكية قوله أننا دولة تلموديه, مما يعني ضرورة الالتزام بما ورد من مبادئ وتوجيهات وردت في كتاب التلمود. كما أن من خصائص الشخصية المستهدف تحقيقها هي الإرادة, والعزم, والتصميم, وذلك بغرض تحدي الصعوبات والمشاكل التي يواجهها اليهود سواء كانت مشكلات سياسية أو عسكرية أو مادية واقتصادية, وهذه الخاصية أعتقد أن لها دور بارز في كثير من الانجازات والانتصارات التي حققها العدو منذ أن بدأت الهجرة اليهودية وحتى الآن.
التأكيد على النقاء العرقي
أحد الأمور التي تهتم بها المناهج الدراسية في الكيان الصهيوني وذلك بهدف خلق شعور التميز والاختلاف, كما أن مفهوم الحق التاريخي الذي يحاول اليهود من خلاله تأكيد ملكيتهم لفلسطين هو احد الأمور التي تعنى بها المناهج الدراسية والبحوث والدراسات, وما الحفريات التي تجري منذ فترة تحت المسجد الأقصى, وعند باب المغاربه إلا سعي آخر بهدف تقديم الأدلة التي تثبت الحق التاريخي المزعوم. أبا أبيان وزير خارجية العدو الصهيوني السابق, والمتخصص في التاريخ أعطى عناية بهذا الأمر, وأذكر أن برنامجاً أمريكياً كان قد أجرى مقابلة معه وعرض لقطة تلفزيونية تظهره وهو يتجول في احدى المناطق ثم فجأة يرفع قطعة معدنية من الأرض ليشير بها إلى وجود كتابة بالعبرية مما يشعر المشاهد بصدقية ادعاء الحق التاريخي في فلسطين الذي يرفعه اليهود. إن ربط الناشئة بالأرض والذي يعتبر محور العملية التربوية في المدارس, وفي الكييوتز, ومن خلال الأناشيد الوطنية ما هو إلا استثمار ناجح يخدم المشروع الصهيوني من خلال الناشئة. إثارة الخوف لدى الناشئة اليهود المقيمين على ارض فلسطين هو أحد الأهداف التربوية التي تعمد إليها المؤسسات التربوية, وذلك بهدف جعله في حالة توجس, واستنفار طول الوقت حتى لا يأخذ على غرة, ويرتبط بهذا الهدف إحداث إحساس لدى اليهود من أنهم معرضون للإبادة وأنهم مستهدفون, وبغرض مواجهة هذا التحدي فلابد من التمرد, ورفض الخضوع للآخر, والدعوة إلى عدم الاستسلام للأعداء, وهذا لا يتم إلا من خلال أشعار الناشئة بأنهم شجعان, وأنهم قادرون على مواجهة التحديات, والصعاب مهما كان حجمها وخطرها. إن المناخ داخل المدرسة, وفي المجتمع العام له دور مهم في طريقة الإدراك, ونوع الشعور, والإحساس الذي يوجد لدى الفرد, ومن ثم نوع السلوك الذي يصدر منه فأجواء الرعب والخوف والقمع لا يمكن أن يحدث فيها تفكير سوي ومنظم, ولن ينتج عنها إلا شخصية مسلوبة الإرادة تشعر بالعجز والضعف, ولنا في المقولة التي تنسب لعمر بن الخطاب رضي الله عنه أبلغ دليل على هذا الأمر حيث يقول إنك لا تأمن على المرء إن أنت أخفته أو أجعته.
إن إظهار اليهود بأنهم مظلومون ومضطهدون وأنهم ضحايا التمييز يوجد لديهم شعور جماعي بضرورة التوحد ومواجهة الخطر بروح جماعية لأنهم معتدى عليهم ومعذبون عبر مسيرتهم التاريخية.