بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات هل هناك "إسرائيل" أخرى؟. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات هل هناك "إسرائيل" أخرى؟. إظهار كافة الرسائل

2009-08-30

هل هناك "إسرائيل" أخرى؟

هل هناك "إسرائيل" أخرى؟
تقرير عبير صراص - إذاعة هولندا العالمية
عُقدت في مدينة أمستردام ندوة بعنوان "إسرائيل الأخرى موجودة".تحت رعاية منظمة "صوت يهودي آخر" و "هيئة مساندة منظمات السلام وحقوق الإنسان الإسرائيلية" الهولنديتان. هدفت الندوة للتعريف بإسرائيل أخرى غير التي نعرفها من خلال احتلالها للأراضي الفلسطينية أكثر من أربعين عام. وشارك في الندوة عدد من المنظمات الإسرائيلية اليسارية للتعريف بنشاطاتهم في مجال التعليم والتوعية بتاريخ النكبة الذي تنكره ذاكرة الشعب الإسرائيلي ولا يُذكر عنه إلا القليل من الحقائق المحرفة فيب الكتب المدرسية الإسرائيلية.
تقول الإسرائيلية إستيرغولدينبيرغ أحد المشاركات في الندوة من منظمة "ذاكرات" الإسرائيلية والتي تعمل على نشر التوعية في المجتمع الإسرائيلي عن النكبة أن مصطلح النكبة غير معروف وغير متداول في إسرائيل بسبب إنكار اليهود بأحداث عام 1948. لكن بفضل المنشورات الجديدة لمؤرخين إسرائيليين من أمثال إيان بابه، وبيني موريسن فقد أصبح من الممكن الحصول على معلومات وأبحاث باللغة العبرية عن تاريخ الفلسطينيين في الدولة العبرية. لكن التعريف بالنكبة ليس كافيا كما ترى غولدينبيرغ:
"الاعتراف بما حل بالفلسطينيين هو الخطوة الأولى. على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية النكبة أيضا بما فيها البحث عن حلول لملايين اللاجئين الذين ينتظرون العودة إلى ديارهم". تعقد المنظمة الشهر القادم مؤتمرا في مدينة تل أبيب للبحث في حلول العودة، وما يترتب عنه من آثار على المجتمع الإسرائيلي.
برتقال يافا
لكن النكبة كما يراها معظم المشاركون في الندوة ما زالت مستمرة. ففي مدينة تل أبيب التي شيدت على أنقاض ثمان قرى فلسطينية، لا زالت البلدية تسعى إلى تهويد الأحياء العربية المتبقية مثل حي العجمي. فوجئت غولدينبيرغ في طريقها لهولندا بمنشور وزعته شركة الطيران الإسرائيلية إل عال، والذي تدعي فيه بأن برتقال يافا هو أحد الرموز الإسرائيلية. حملت غولدينبيرغ المنشور للمشاركين في الندوة: "أنظروا، منذ متى أصبح برتقال يافا رمز إسرائيلي؟"
تاريخ مشوه
تقوم نوريت بيليد المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس بدراسة المناهج الدراسية الإسرائيلية. فقدت بيليد ابنتها البالغة من العمر 13 عاما في عملية انتحارية قام بها فلسطيني في القدس في العام 1997.
خاطبت بيليد الحضور بكلمة شديدة اللهجة قائلة بأن سفك الدماء القائم في الأراضي الفلسطينية ينبع من سياسة تعليم عنصرية. تقوم بيليد بتحليل المناهج الإسرائيلية ودراسة المناهج التاريخية التي يتلقاها الطلاب الإسرائيليين في المدارس. وترى بأن التربية التي يتلقاها الإسرائيليون لمدة إثني عشر عاما هي تربية عنصرية قائمة على الترهيب و كره الفلسطينيين. تقول بيليد بأن المناهج الإسرائيلية لا تذكر كلمة "الإحتلال" على الإطلاق. تسمح وزارة التعبليم للمدارس العربية الاسرائيلية فقط بذكر أحداث عام 1948 لكن من وجة نظر إسرائيلية بحته. تلقي هذه المناهج اللوم على العرب وتدعي بأن تشردهم هو فعل أياديهم لأنهم رفضوا خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين. كما يُمنع المعلمون من شرح الأحداث باستخدام الخارطة الجغرافي والصور لتوضيح ما جرى. بهذا، تقول بيليد، ينشأ في المجتمع الإسرائيلي شباب وشابات لا يعرفون تاريخ بلادهم، ومن ثم تلقي بهم في أحضان وزارة الدفاع ليخدموا في الأراضي المحتلة مدة ثلاث أعوام.

جرأة
من هؤلاء الذين خدموا في صفوف الجيش الإسرائيلي ابن السيدة نوريت بيليد، إيليك الحنان، والذي يترأس جماعة من المقاتلين الإسرائيليين والفلسطينيين السابقين في منظمة "مقاتلون من أجل السلام". يقول إيليك أنه أدرك بسرعة بعد الانضمام للجيش أن الصورة التي ينقلها المجتمع عن الخدمة العسكرية لا تمت بصلة إلى الواقع الذي يواجهه المقاتل الإسرائيلي. وسرعان ما يدرك أن دعم الاحتلال لا يحمي النفوس الإسرائيلية وإنما يعرضها إلى الخطر. يعتقد إيليك أن الجرأة على رفض الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة غير كافية وإنما على الشباب الإسرائيلي العمل على إنهاء الإحتلال. أسس إيليك في العام 2006 مع زميله الفلسطيني سليمان الحمري من مدينة بيت لحم مجموعة "مقاتلون من أجل السلام" والتي تمكنت في فترة وجيزة أن تجذب اهتمام المئات من الفلسطينيين والإسرائيليين.
لم يتوقع إيليك ردود فعل ايجابية من المجتمع الإسرائيلي، لكنه يقول بأنه اندهش بالاهتمام التي لاقته المنظمة:
"ربما يأتي هذا الإهتمام بسبب أننا لا نحاضر في الناس ونربكهم بالإحصاءيات والمعلومات وإلقاء اللوم. نتحدث إليهم بشكل شخصي عن تجاربنا. نلاحظ أن هنالك اهتمام واحترام لما نقوله. الاحترام يقود للنقاِش ومن هنا نتمكن من أن نحدث التغيير".
لم تكن منظمات السلام وحقوق الإنسان الإسرائيلية هذه على قائمة المدعوين للاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء دولة إسرائيل في حقل كبير عقدته فيدرالية الهولنديون الصهاينة (Federatie Nederlandse Zionisten). حاولت هذه المنظمات اليسارية أن تحصل على ترخيص لحضور حفل المنظمة الصهيونية بهدف توزيع المنشورات والتعريف بأهدافهم. لكن أصحاب الحفل رفضوا حضورهم بحجة أن أرائهم لا تتناسب والفكر اليهودي الهولندي. يقول ياب هامبرغر رئيس منظمة "صوت يهودي آخر أنه من المخزي ليهود هولندا أن يتغاضوا عن الأصوات اليهودية الأخرى التي تدعوا إلى إنهاء الاحتلال والتعايش الفلسطيني الإسرائيلي.