بحث هذه المدونة الإلكترونية

2015-01-12

العام القادم 2015 عام خير إن شاء الله... لماذا؟..


العام القادم 2015 عام خير إن شاء الله...
لماذا؟..
انه يبدأ وينتهي بأحب المناسبات لقلوبنا..
إنه مولد نور الهدى سيدنا ونبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه..
نعم.. إنه عام يشمل مرتين ذكرى ولادة خيرالأنام عليه الصلاة والسلام ..
الأولى: 03-01-2015 ... 1436
والثاني: 24-12-2015 ... 1437
وقد يكون في نفس يوم ذكرى ميلاد يسوع المسيح

والسبب في ذلك أن العام الهجري أقصر من الميلادي ب 11 يوم تقريبا ،
لذلك يمكن ان كل 33 عام تعاد علينا ذكرى الحبيب مرتين في العام الميلاد الواحد..

وقد حدثت هذه الظاهرة عام 1982
وسوف تحدث ان شاءالله عام 2047
يعطينا ويعطيكم طول العمر إن شاءالله...

وبهذه المناسبة..

أتوجه بأحر التبريكات والتهاني لعائلتي ولأهلي وأخواتي وإخوتي وأقاربي وأصدقائي ...
بذكرى ولادة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم ----
كل عام وأنتم جميعاً بخير إن شاء الله

اسئلة واجوبة عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -


اسئلة واجوبة عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -

* إلى أي قبيلة ينتمي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وإلى من يرجع نسبه ؟
ج ) إلى قبيلة قريش العدنانية ، ويرجع نسبه إلى اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام .

* كم استمرت الدعوة الإسلامية في مكة قبل الهجرة ؟
ج ) 13 سنة .

* متى ولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومتى توفي ؟
ج ) ولد فجر يوم الاثنين 12 ربيع الأول أو ربيع الأنور عام الفيل الموافق 20 أبريل سنة 571 م
توفي غروب يوم الاثنين 12 ربيع الأول أو ربيع الأنور سنة 11 هـ الموافق 8 يونيه عام 632 م .

* متى وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجرآ ؟
ج ) في 12 ربيع الأول أو ربيع الأنور عام 13 للبعثة عام 624 م .

* من هو أبو الرسول صلى لله عليه وسلم في الرضاع ؟
ج ) هو الحارث بن عبدالعزى بن رفاعة من هوازن ، وهو زوج حليمة السعدية .

* من هم أخوة الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع ؟
ج ) عبدالله بن الحارث ــ أنيسة بنت الحارث ــ حُذافة بنت الحارث وهي (( الشيماء )) .

* من هم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) أخواله بني زهرة ، وأخواله بني عدي بن النجار لأن منهم أم جده عبد المطلب .

* ما هي الحرب التي اشترك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم في طفولته ؟
ج ) حرب الفجار وهي بين قريش وأحلافها وبين قيس عيلان .

* على أي ملة كان يتعبد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بالإسلام ؟
ج ) على ملة ابراهيم عليه السلام .

* إلى من بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) بعث إلى جميع الانس والجن إلى أن تقوم الساعة .

* كم عدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) 13 زوجة ( ثلاثة عشر زوجة ) .

* من هم أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) القاسم ــ الطاهر ــ الطيب ــ ابراهيم ــ زينب ــ رقية ــ أم كلثوم ــ فاطمة .

* كم حجة حج النبي وكم عمرة اعتمر ؟
ج ) حج حجة واحدة واعتمر أربع عمرات .

* من هو حواريّ الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) هو الزبير بن العوام رضي الله عنه .

* من هو أمين سر الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه .

* من هو حبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) هو أسامة بن زيد رضي الله عنه .

* كم غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه ؟
ج ) 27 غزوة .

* كم غزوة قاتل فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه ؟
ج ) تسع غزوات وهنّ : بدر ــ أحد ــ الخندق ــ خيبر ــ بني قريظة ــ بني المصطلق ــ فتح مكة ــ حنين ــ الطائف .

* كم عدد السرايا التي أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) ستون سريّة .

* ما هي الغزوة التي جُرح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم وشُجّ رأسه وكُسرت سنه ؟
ج ) غزوة أحد .

* ممن كان يتكون ركب الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة ؟
ج ) من رسول الله صلى الله عليه وسلم و أبي بكر و الدليل عبدالله بن أريقط و الخادم عامر بن فهيرة .

* من هم المؤذنون الذين كانوا يؤذنون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) بلال بن رباح ــ عبدالله بن أم مكتوم ــ أبو محذورة .

* من الشخص الذي لحق بالرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في طريق الهجرة إلى المدينة ؟
ج ) سراقة بن مالك بن جعثم .

* من هي المرأة التي مرّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته وجلس في بيتها ؟
ج ) هي أم معبد الخزاعية واسمها عاتكة بنت خالد .

* من الذي استضاف الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته أول ما قدم المدينة ؟
ج ) أبو أيوب الأنصاري .

* ما هي كنية الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) أبو القاسم .

* ما هي أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وأوصافه ؟
ج ) محمد ــ أحمد ــ الماحي ــ الحاشر ــ العاقب ــ الخاتم ــ المقتفي ــ نبي الرحمة ــ رؤوف ــ رحيم ــ عبدالله ــ طه ــ يس ــ النذير ــ البشير ــ السراج ــ المنير ــ الأمين ــ الفاتح .

* ما أسماء خيل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) السّكب ــ المرتجز ــ لزّاز ــ الطرب ــ اللحيف .

* ما اسم ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) القصواء .

* ما أسم أسياف الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) ذو الفقار ــ بتار ــ الحيف ــ رسوب ــ المخذم .

* من هم خدّام الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) انس بن مالك ــ هند و أسماء إبنتى حارثة الأسلمي ــ أبو هريرة ــ سلمى ــ خضرة ــ رضوى ــ ميمونة بنت سعد ــ أم أيمن ــ أنجشة ــ شقران ــ سفينة ــ ثوبان ــ يسار التوبي ــ رباح ــ أسلم ضالة ــ مدعم .

* ماذا كان أكثر طعام الرسول صلى الله عليه وسلم وماذا كان فراشه ؟
ج ) أكثر طعامه التمر والماء ـــ وفراشه الحصير .

* ماذا كان يُعجب الرسول صلى الله عليه وسلم من أمور الدنيا ؟
ج ) الطيب والنساء ، وجُعلت قرة عينه في الصلاة .

* تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بمملوكتين فمن هما ؟
ج ) مارية القبطية أهداها له المقوقس ملك مصر ، ريحانة بنت زيد من بني النضير أسلمت فأعتقها ثم تزوجها .

* من هي اليهودية التي وضعت السّم للرسول صلى الله عليه وسلم في الطعام ؟
ج ) زينب بنت الحارث امرأة سلام مشكم .

* من هم اليهود الذين أرادوا إلقاء حجر على الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) يهود بني النضير .

* من كان أشد الناس إيذاء للرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) أبو جهل و أبو لهب وزوجته .

* صف شكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) كان متوسط الطول ــ أبيض اللون ــ عريض مابين الكتفين ــ اكحل العينين ــ له شعر أسود وطويل إلى أذنيه ــ له لحية سوداء وكثيفة ــ جميل الوجه ــ نظيف الجسم واللبس والرائحة .

* من هم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ الذين تزوجوا من بناته ؟
ج ) علي بن أبي طالب ــ عثمان بن عفان ــ العاص بن الربيع ــ عتبة بن أبي لهب ــ عُتيبة بن أبي لهب .

* من هم شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
ج ) حسان بن ثابت ــ عبدالله بن رواحة ــ كعب بن مالك .

* من الشخص الذي دخل الرسول صلى الله عليه وسلم في جواره بعدما عاد من الطائف ؟
ج ) المطعم بن عدي .

* من هو الشخص الذي تصارع مع الرسول صلى الله عليه وسلم فصرعه الرسول ؟
ج ) ركانة .

* من آخر من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس ؟
ج) قثم بن عباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه آخر من رآه في اللحد .

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وصل عليه في الأولين والآخرين.

في ذكرى ميلاده: اثر بركة الرسول عليه افضل الصلاة و السلام على قومه


في ذكرى ميلاده: اثر بركة الرسول عليه افضل الصلاة و السلام على قومه
بسم الله الرحمن الرحيم

نسب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ؟
هو ( صلى الله عليه وسلم ) سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و ينتهى نسبه الشريف إلى إسماعيل بن إبراهيم – عليهما السلام – ثم إلى آدم – عليه السلام .

اثر بركة الرسول عليه افضل الصلاة و السلام على قومه

كان أهل مكة يعبدون الأوثان من دون الله سبحانه وتعالى، فحاول أبرهة الأشرم هدم بيت الله الحرام- الكعبة- ومعه فيله وجيشه، وكان ذلك في العام الذي ولد فيه رسول الله ، ولم يكن لأهل مكة طاقة بمحاربة جيش أبرهة، ولكن الله سبحانه وتعالى أرسل عليهم طيرًا أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول، فولوا مدبرين مهزومين تتساقط جلودهم أمام أعينهم عقوبة وخزيًا لهم في الدنيا، إضافة إلى جزائهم في الآخرة، وكان ذلك في اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلم يشأ الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد أن يخرج عبدًا أسيرًا في أيدي أبرهة وجيشه، وكان من الممكن ذلك إذا نجح أبرهة وجيشه في هدم الكعبة، ومن ثم أسر أهل مكة جميعًا، ولكن أنى لهم ذلك فالله خير حافظًا لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو خير الناصرين؟
وكما ذكرنا أن ذلك كان في العام الذي ولد فيه خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

فببركة رسول الله نجا أهل مكة جميعًا من جيش أبرهة ومن الوقوع في أسرهم، فكم بلغت بركة رسول الله على أهل مكة مع أنهم كانوا عبادًا للأوثان.

اسم رسول الله وأسماء بعض من التصق به بسبب من الأسباب:
فإذا تأملنا فيها وزدنا إمعان النظر فيها نجد أنها أسماء من المبشرات ليست من المنفرات.

1- ولنبدأ باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد،
المصدر: حمد، من الحمد، فرسول الله محمود في الأرض ومحمود في السماء، وقد سمي رسول الله بهذا الاسم دون غيره من الأسماء مع أن هذا الاسم لم يكن منتشرًا بين أسماء العرب، ولكن لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين، فقد سُمي بهذا الاسم دون غيره من الأسماء بإرادة ومشيئة وحكمة من الله سبحانه وتعالى.
2- والد رسول الله كان اسمه عبد الله وليس عبد العزى أو غير ذلك من الأصنام والأوثان.
3- والدة رسول الله كان اسمها آمنة من الأمن وليست كأسماء غيرها من النساء والتي قد تكون منفرة غير مبشرة.
4- القابلة التي قامت بتوليد السيدة آمنة في حملها برسول الله كان اسمها الشفاء.
5- أول من أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أمه كان اسمها ثويبة من الثواب وأعتقها أبو لهب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما بشرته بمولد محمد رسول الله .
6- كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم من البدو بعيدًا عن أمراض الحواضر لتقوى أجسامهم وتشتد أعصابهم ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم، فكان اسم المرضعة التي أرضعت رسول الله حليمة السعدية من الحلم والسعادة، ولقد رأت من بركة رسول الله ما سوف نذكره بإيجاز بعد ذلك.
7- خادمة رسول الله كان اسمها بركة- أم أيمن- من البركة ومن اليُمن.
8- كان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول أو ربيع الأنور، وهو يعتبر أعدل وأفضل شهور العام وفيه تتفتح الأزهار.
9- بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يثرب سُميت بالمدينة المنورة، فسبحان الله العظيم الحكيم الذي اصطفى رسوله خاتم المرسلين محمد من خلقه وعباده واصطفى له اسمه وأسماء كل من التصق به بسبب من الأسباب.

كان رسول الله مباركًا تظهر بركته على من حوله وسنكتفي بنموذجين اثنين ممن لحقت بركة رسول الله بهما وهما:

1- السيدة حليمة السعدية مرضعة رسول الله :
لقد رأت السيدة حليمة السعدية من بركة رسول الله ما قصت منه العجب ولنتركها تروي ذلك مفصلًا.
قال ابن إسحاق: كانت حليمة تحدث: أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في تسعة نسوه من بني سعد بن بكر، تلتمس الرضعاء، قالت: وذلك في سنة شهباء، لم تبق لنا شيئًا. قالت: فخرجت على أتان لي قمراء، معنا شارف لنا، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع، ما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج، فخرجت عليَّ أتاني تلك، فلقد أدمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفًا وعجفًا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأباه إذا قيل لها: إنه يتيم. وذلك أنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي.
فكنا نقول يتيم: وما عسى أن تصنع أمه وجدُّه، فكنا نكرهه لذلك، فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعًا غيري.
فلما أجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي، ولم آخذ مرضعًا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم، فلآخذنه. قال: لا عليك أن تفعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا لأني لم أجد غيره. قالت: فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب، وشرب معه أخوه حتى روي- المقصود بأخيه: أي ابن السيدة حليمة، فهو أخوه إذًا من الرضاعة- ثم نام وما كنا ننام معه قبل ذلك.
وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا هي حافل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريًّا وشبعًا، فبتنا بخير ليلة.
قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي والله يا حليمة، لقد أخذت نسمة مباركة. قالت: فقلت: والله إني لأرجو ذلك.
قالت: ثم خرجنا وركبت أنا أتاني وحملته عليها معي، فوالله لقطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حُمُرِهم حتى إن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب ويحك أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنت خرجتِ عليها؟
فأقول لهن: بلى والله، إنها لهي هي. فيقلن: والله إن لها شأنًا. قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضًا من أرض الله أجدب منها فكانت غنمي تروح على حين قدمنا به معنا شباعًا لبنًا، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسان قطرة لبن وما يجدها في ضرع، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح أغنامهم جياعًا ما نبض بقطرة لبن وتروح غنمي شبعًا لبنًا.
فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشب شبابًا لا يشبه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلامًا جفرًا، قالت: فقدمنا به على أمه ونحن أحرص على مكثه فينا لما كنا نرى من بركته.
فكلمنا أمه وقلت لها: لو تركت ابني عندي حتى يغلظ، فإني أخشى عليه وباء مكة. قالت: فلم نزل به حتى ردته معنا. الرحيق المختوم: لصفي الرحمن المباركفوري، ابن هشام 1/162، 163، 164.

2- أم معبد الخزاعية:
ولنذكر بإيجاز أثر بركة رسول الله عليها عندما مر بخيمتها أثناء الهجرة: مر رسول الله ومن معه أثناء هجرته بخيمة أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تطعم وتسقي من مر بها، فسألاها، هل عندها من شيء؟
فقالت: والله لو كان عندنا ما أعوذكم القرى، والشاة عازب، وكانت سنة شهباء، فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة، فقال: ((ما هذه الشاة يا أم معبد؟)) قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم. فقال: ((هل بها من لبن؟)) قالت: هي أجهد من ذلك. فقال: ((أتأذنين لي أن أحلبها؟)) قالت: نعم بأبي وأمي وإن رأيت بها حلبًا فاحلبها، فمسح رسول الله بيده ضرعها، وسمى الله ودعا، فتفاجت عليه ودرت، فدعا بإناء لها يربض الرهط، فحلب فيه حتى علته الرغوة، فسقاها، فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، ثم شرب وحلب فيه ثانية حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها وارتحلوا.(1)
فما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق عنزًا عجافًا يتساوكن هزالًا، فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا، والشاة عازب ولا حلوبة في البيت؟
فقالت: لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك -لما رأته من بركته صلى الله عليه وسلم- كان من حديثه كيت وكيت، ومن حاله كذا وكذا.(2)
قال: إني والله أراه صاحب قريش الذي تطلبه، صِفِيهِ لي يا أم معبد. فوصفته صلى الله عليه وسلم بصفاته الرائعة بكلام رائع، كأن السامع ينظر إليه وهو أمامه.(3)
فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا، لقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلًا، وأصبح صوت بمكة عاليًا يسمعونه ولا يرون القائل:(4)

جزى الله رب العرش خير جزائه
رفيقين حلا خيمتى أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
وأفلح من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم
به من فعال لا يحاذي وسؤد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

وغير ذلك الكثير والكثير من النماذج والمعجزات التي تُدلل على بركة رسول الله، ولا عجب، فمحمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء المرسلين.

2015-01-05

شركة إماراتية تدعم حملة صهيونية لترويج ’’القدس اليهودية’’

شركة إماراتية تدعم حملة صهيونية لترويج ’’القدس اليهودية’’
أطلقت وزارة السياحة والآثار الصهيونية حملة لتعزيز السياحة في القدس وتساهم في تهويدها، وتشارك في ترويجها ونشرها شركة طيران تابعة لشركة "طيران الاتحاد" الإماراتية.

وتدعو الحملة لزيارة القدس باعتبارها مدينة صهيونية خالصة، فإعلاناتها تظهر صور حائط البراق مع تسميته اليهودية "حائط المبكى" وبجواره يصلي متدينون اليهود، وتحتل هذه الإعلانات مساحات واسعة وملونة في الصحب ومنها صحيفة "دي فيلت" الألمانية.

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، تقوم شركة طيران كان اسمها سابقًا "إير برلين"، اشترتها شركة "الاتحاد" منذ مدة، وأصبحت تحمل اسم "طيران الاتحاد" وشعاره، بدعم الحملة والترويج لها.

وتقوم الحملة على نشر عبارات بعدة لغات أوروبية منها "اجعل أورشاليم تلامسك" و"تعال فهنا بدأ كل شيء"، وتحمل الحملة شعار "إسرائيل .. أرض الخلْق/ الإبداع"، وتتخذ من مدينة القدس المهوّدة مركزاً لها.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تطبع شركة إماراتية علاقاتها بدولة الإحتلال الصهيوني، فقبل مدة كشف الستار عن خط طيران جوي سري بين مطار بن غوريون في تل الربيع "أبيب" وأبو ظبي، إضافة إلى زيارة عدة وزراء صهاينة الإمارات العربية المتحدة واستقبالهم هناك، وبعضهم ألقى خطابات على الملأ.

2015-01-04

تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا


تمويل الهزيمة الأميركية، الحروب المذلة لأمريكا

تمويل الهزيمة الأميركية
تمويل الهزيمة: إخفاقات خطيرة في التخطيط والبرمجة والتمويل وتدبير الموارد في حربي أفغانستان والعراق إيرين فيتزجيرالد، أنتونى كوردسمان وأرلى بورك

المصدر: التقرير باللغة الإنكليزية اضغط هنا 

الحروب المذلة لأمريكا

تركز الدراسة على تمويل الحربين، وتبرز أن الأموال المنفقة على حرب العراق كانت أكبر بكثير من نظيرتها في أفغانستان، حيث نادت الآراء بوجوب المزيد من التمويل هناك.
مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (28 أغسطس 2009)
لقد تبين أن الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق أكثر تكلفة وغموضا مما كان يُعتقد في البداية. فقد كتب ريان كروكر، السفير الأمريكي البارز في العراق خلال إدارة الرئيس جورج بوش، مقالاً بمجلة “نيوزويك” تحت عنوان “بعد مرور ثمانية أعوام”. ويتناول كروكر فى مقاله الصعوبات الواضحة التي واجهتها الولايات المتحدة في حربي أفغانستان والعراق. ويتزامن مقال كروكر مع دراسة أعدها مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بعنوان ” تمويل الهزيمة: إخفاقات خطيرة في التخطيط والبرمجة والتمويل وتدبير الموارد في حربي أفغانستان والعراق”.
ويقيم كروكر السنوات الثماني الأخيرة من خدمته الدبلوماسية في أماكن أنهكت أمريكا، وقللت مكانتها كقوة عظمى على الساحة الدولية. وتحولت الحرب في أفغانستان من معركة ظهرت كبداية واعدة، إلى كابوس يزداد وحشة لم تفق الولايات المتحدة وحلفاؤها منه بعد. وتشير مشاهد الفوضى في العراق إلى أن الحروب الأمريكية في القرن الحادي والعشرين لا تزال بعيدة عن نقطة النهاية، وأبعد ما تكون عن تحقيق النصر.
وبطريقة مماثلة لتحليل كروكر للحربين، يبرز تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية الأموال الطائلة التي أُنفقت على العراق، ويشير إلى أنها لو كانت أنفقت على أفغانستان، لكان الوضع اختلف كثيرا اليوم. ولكن بدلا من ذلك، أنفقت المزيد من الأموال على الحرب غير الضرورية والمكلفة في العراق دون نتائج ايجابية ملموسة. وتقول دراسة مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: “لم تموّل إدارة الرئيس بوش ببساطة الحرب التي كان عليها خوضها”. وبلغت تكاليف الحربين نحو 915 مليار دولار، فذهبت 687 مليار دولار إلى حرب العراق، و228 مليار دولار إلى حرب أفغانستان”.

http://csis.org/images/stories/burke/090901_resourcing_for_%20defeat_image001.gif

ويوضح التقرير، أن أفغانستان احتاجت أموالا أكثر بكثير مما حصلت عليه، خاصة بالمقارنة مع حجم التمويل الذي حصلت عليه العراق. ويشير هذا الأمر إلى أن المصالح السياسية والاقتصادية الأمريكية في العراق كانت أكثر أهمية من تلك الموجودة في أفغانستان، رغم أن الحرب في أفغانستان حظيت بتأييد دولي أكبر بكثير. ويبرز كروكر ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أن الأموال في العراق وأفغانستان لم تُنفق بحكمة، وركزت على العمليات العسكرية بدلًا من مشاريع التنمية ذات الفائدة طويلة الأجل للسكان المحليين.
ورغم الانتقادات التي تقدمها الدراسة، فإنها لا تحدد نوعية مشروع الإعمار الذي كان ينبغي تنفيذه. وتركز الدراسة بصورة أكبر على الإنفاق الذي ذهب إلى الجيش بدلاً من المجالات المدنية. كما تذكر الدراسة أنه “بلغ حجم الإنفاق الإجمالي على العمليات في العراق وأفغانستان نحو 145 مليار دولار في العام الماضي. ويمكن أن يصل إجمالي الإنفاق في عام 2009 إلى نحو 160 مليار دولار”. ونتج عن هذا الوضع عواقب وخيمة، حيث إنه استلزم تدفقاً مستمراً في الأموال إلى مجالات ذات أهمية منخفضة نسبياً. فعلى سبيل المثال، رغم كمية الأموال الهائلة التي تم إنفاقها في العراق وأفغانستان، استمر معدل الفقر في الارتفاع بشكل مستمر، مما أجَّج مشاعر العداء لدى شعوب هذه البلدان إزاء الولايات المتحدة وحلفائها.

ويلمِّح كروكر إلى أن أمريكا كان بمقدورها أن تفوز بقلوب السكان المحليين فقط من خلال الأعمال الخيرية. وأعطى كروكر مثالاً برد فعل أمريكا الإيجابي عندما ضرب زلزال هائل باكستان، وسارعت أمريكا بإرسال طائرات شينوك المروحية لمساعدة الضحايا. لكن إدارة بوش اعتمدت بشكل كبير على العمليات العسكرية، واستغل المتمردون تأثير هذا الأمر على معنويات القوات الأمريكية وحلفائها. ويبرز كروكر ومركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ـ على حد سواء ـ ضرورة الاهتمام الدائم بأفغانستان. وقال كروكر: “أعلم أن النجاح يأتي فقط من الالتزام الجاد والمستمر بالموارد والاهتمام المتواصل”.

وبالإضافة إلى ذلك، يبرز كروكر المواقف المتناقضة التي تعاملت من خلالها الولايات المتحدة مع خصومها وحلفائها، مما جعل العديد من الدبلوماسيين أمثال كروكر في حيرة من أمرهم. وقد أيّدت إيران بحماسة الحرب على أفغانستان، وتعاونت مع الدبلوماسيين الأمريكيين خلف الأبواب المغلقة حتى أعلن بوش أن إيران جزء من “محور الشر”. وزاد هذا الأمر التدخل الأمريكي في أفغانستان صعوبةً وتعقيداً. وحاولت إيران التدخل في أفغانستان من خلال إعادة الزعيم الأفغاني حكمتيار إلى أفغانستان، وكانت النتيجة؛ “أن منظمة الحزب الإسلامي التابعة له اليوم أصبحت واحدة من أعنف قوات التمرد في شرق أفغانستان، حيث كبدت القوات الأمريكية أكبر عدد من ضحاياها منذ عام 2001″.

ويوضح تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقال كروكر الإرث الثقيل الذي خلّفه بوش لأوباما ليحمله الأخير على عاتقه، خاصةً في أفغانستان. ” فقد خلفت ثلاث سنوات من نقص التمويل لأزمة أفغانستان معضلةً لإدارة أوباما، حيث يتحتم عليها الآن ضخ المزيد من الأموال لتغطية إخفاقات إستراتيجية كبرى تسببت فيها الإدارة السابقة، وإلا فسوف تخاطر الإدارة الحالية بخسارة الحرب في أفغانستان.. لذا يتعين على أوباما الآن أن يتعامل مع حربين ذواتي أضرار بالغة وينقصهما التمويل”.

غير أنه بالرغم من الرؤية القوية التي يطرحها تقرير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومقال كروكر، يخفق كلاهما في تقديم حلول ملموسة للمشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان والعراق اليوم. فلم يكن التقرير والمقال عميقين بما يكفي في تقييمهما للحربين، فقد تعاملا مع عواقب الحربين بدلاً من التعامل مع أصولهما وأسبابهما. فهما يركزان على العواقب المترتبة على الجوانب العسكرية من الحربين بدلاً من التعرض لأسبابهما، في الوقت الذي يبدو واضحاً أن الولايات المتحدة قد خسرت لأنها خاضت الحربين بغطرسة دون احترام للقانون الدولي أو اللجوء إليه. فلم يكن فشْل أمريكا في العراق وأفغانستان إخفاقا من الناحية العسكرية فحسب، بل كان أيضا فشلاً في القيادة وفشلاً في الالتزام بالقانون الدولي واحترامه.

كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله، -3- الاسلاموفوبيا، مواجهة الصورة النمطية: مسؤولية مشتركة

كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله، -3-  الاسلاموفوبيا، مواجهة الصورة النمطية: مسؤولية مشتركة
نتابع: كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله
الإسلام في الفكر الشعبي الأميركي: ملامح مشوهة تتجدد

الاسلاموفوبيا

لقد دفعت الصورة المزيفة عن الإسلام والعرب المجتمع الأميركي إلى التعصب الأعمى ضد المسلمين والعرب وصولا إلى الرهاب منهم، أو ما سمي بالاسلاموفوبيا، وصولا إلى العنف. وكانت الهستيريا ضد المسلمين والشرق أوسطيين التي أعقبت انفجار اوكلاهوما سيتي، وتوجيه أصابع الاتهام المباشر إلى" إرهابيين عرب ومسلمين من الشرق الأوسط" التعبير الأكثر دلالة على مدى التشويه الذي يوسم صورة العرب والمسلمين في الفكر الشعبي الأميركي. إذ لم يتردد أي أميركي في الإسراع باتهام العرب والمسلمين بارتكاب عملية التفجير واعتبارهم مذنبين " ...ولو ثبت في النهاية أن المجرم أميركي " أصيل". فبعد دقائق قليلة فقط على الانفجار ظهر " الخبير في شؤون الإرهاب" امرسون مجددا على شاشة السي إن إن ليؤكد من دون أي تردد أن الانفجار من صنع " الإرهابيين الإسلاميين". وسارعت إحدى كبريات محطات التلفزة إلى بث خبرا مفاده أن رجالا يلبسون الكوفيات العربية شوهدوا يفرون من موقع الحدث. وسارعت قوى الشرطة إلى اعتقال العديد من الأشخاص " ذوي الملامح الشرق أوسطية". وحدثت مواجهات عدائية أطلقت النار على بعض المساجد وتعرضت عائلة عراقية للهجوم. وبدا أن معظم الأميركيين من غير المسلمين والعرب مقتنعون بان الهجوم من عمل " أصوليين مسلمين غرباء تسللوا إلى أميركا" ليقوموا بتفجيرات كتفجير مبنى التجارة العالمي لسبب واحد هو كره هؤلاء المسلمين للغرب !.

كان هناك افتراض عام بان ما من مواطن أميركي يمكن أن يتسبب بمثل هذه الجريمة بحق مواطنيه. لذلك، وعلى الرغم من اعتقال الأميركي تيموثي ماكفاي وأدانته بارتكاب هذه الجريمة والتأكد من عدم وجود أي علاقة له بالمسلمين و العرب، لم يخمد الرعب الشعبي الأميركي من المسلمين والعرب. إذ تتالت البرامج الوثائقية والتقارير الإخبارية تارة من فلسطين وتارة من السودان أو اليمن أو كينيا أو أفغانستان تصور المسلمين والعرب منهمكين في التحضير لأعمال انتقامية ضد الولايات المتحدة. وجاء شريط وثائقي بثته شبكة ج ب اسg p s في برنامج " فرونت لاين" عن المنشق السعودي أسامة بن لادن في بدايات العام 1999 يشدد فيه على أن أميركا هي عدو الإسلام الرئيسي ويدعو المسلمين إلى محاربتها والى " قتل الأميركيين أينما استطاعوا ومتى استطاعوا"، ليحي علنا وبقوة رعب الأميركيين من "خطر" المسلمين والعرب في الولايات المتحدة مما حولهم هدفا سهلا للاتهامات المباشرة والحروب والاعتداءات والمضايقات وجرائم الكراهية والحقد والافتراء على مختلف الصعد الرسمية والإعلامية والشعبية.. بل والفردية.

ونقلت صحيفة يو اس توداي في عددها في 16-8- 1999 حادثة وقعت في نيوارك في نيوجرسي دلت على ذلك. إذ ادعى شخص أميركي يدعى ريجينالد كوري جنوبي تحت وطأة الحاجة إلى المال لشراء المخدرات انه مسلم، وسلم أمين صندوق أحد المصارف ورقة كتب فيها " بسم الله، في حوزتي قنبلة وأنا راغب في الاستشهاد في سبيل قضية الإسلام. ضع المال في الحقيبة ولا تكن بطلا". فما كان من أمين الصندوق إلا أن أطاعه بسرعة، ثم ما لبثت الخدعة أن كشفت اثر اعتقال كوري.



مواجهة الصورة النمطية: مسؤولية مشتركة
" جهلنا للأخر وتجاهلنا لوجوده واعتبارنا له دوما صورة لحضارة غير متوافقة مع حضارتنا.. بالإضافة إلى دعمنا المطلق لإسرائيل جعلنا نحن الأميركيون شركاء في خلق عالم جعل عنف 11 أيلول محتملا ومتخيلا".
هذه الكلمات التي صرح بها الكاهن وليام سنكفورد من الكنيسة البروتستانتية الأميركية تعليقا على اعتداءات 11 أيلول والتي تعدد بوضوح لأسباب بقاء الصورة النمطية المشوهة عن المسلمين والعرب حية دوما في الفكر الشعبي الأميركي، تكشف في نفس الوقت عن إدراك بعض الأميركيين لأسباب ما يسمونه " كره المسلمين والعرب " لهم. ويروي الصحافي البريطاني روبرت فيسك في مقالة له في صحيفة " Independent" بعنوان "Fear and Learning in America" في 17 نيسان 2002 بعد زيارة قام بها إلى أميركا عقب أحداث أيلول، انه وخلال انتقاله في مختلف الولايات لالقاء محاضرات، صدم بالرفض الأميركي الاستثنائي للسير وفق التوجه الرسمي وبالإدراك المتزايد لدى الأميركيين لما يحدث حولهم ولكونهم تعرضوا للخداع. كما صدمه أن يكون 80 في المائة من حضور محاضراته من الشباب ومن " الأميركيين الأميركيين" لا أصول شرق أوسطية لهم جاءوا ليطرحوا أسئلة حول" الحرب على الإرهاب " التي أعلنها رئيسهم وسبب الدعم المتواصل لكل ما يقوله أو يفعله حليف أميركا الشرق أوسطي الصغير إسرائيل. فهم أرادوا أن يسمعوا الجواب على عنوان محاضرته "11 أيلول اسألوا من قام بها ولا تسألوا لماذا". ويقول أنها كانت المرة الأولى التي يسأله أميركيون" كيف نجعل تقاريرنا الإعلامية حول الشرق الأوسط اكثر عدالة؟ أو كيف يمكننا أن نجعل حكومتنا تعكس آرائنا؟".
اليوم وبعد 11 أيلول بدأ الأميركيون يدركون اكثر فاكثر ارتباط زوال الصورة النمطية للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة الأميركية بوجود سلام عادل في منطقة الشرق الأوسط يضع حدا لاعتداءات إسرائيل. كما أدركوا أن في أساس هذه الصورة جهلهم للإسلام وتجاهلهم لوجود المسلمين واعتبارهم لهم غرباء من حضارة بدائية معادية همها القضاء على حضارة الغرب المتقدمة. وأشارت تقارير كثيرة إلى اندفاع الأميركيين على شراء الكتب عن الإسلام. وظهر انفتاح بعض الوسائل الإعلامية على استضافة مسلمين والقاء محاضرات وعقد ندوات ومؤتمرات في الجامعات والكنائس . وبرزت على الصعيد الرسمي بوادر ولو خجولة للانفتاح على المسلمين والعرب مع زيارة الرئيس جورج بوش للمركز الإسلامي في واشنطن واعتذاره عن استخدامه لعبارة" الحرب الصليبية". وتعالت الدعوات للفصل بين الإسلام والإرهاب، والتمييز بين الإسلام الحقيقي وبين مدعي الإسلام الذين يشوهون صورته.
قد يتطلب النجاح في إزالة الصورة النمطية التي رسخت عبر عقود طويلة في الفكر الشعبي الأميركي عن المسلمين والعرب المقدار نفسه من هذه العقود. وهي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق المسلمين والعرب حكومات وأفرادا بمقدار ما تقع على عاتق الأميركيين حكومة وأفرادا أيضا. يقول بنجامين فرانكلين " من الأباء المؤسسين لأميركا والذي قام بتجارب عدة في حقل الكهرباء انه و "من اجل تغيير عادات سكان بلد وإدخال عادات جديدة مغايرة وغير مألوفة، من الضروري ليس فقط القضاء على الأفكار المسبقة وتنوير جهلهم بل واقناعهم بان هذه التغييرات هي لمصلحتهم. وهو أمر لا يتحقق في يوم واحد".

وإذا كان بقاء الصورة النمطية وميل الإعلام إلى تشويه الحقائق عن الإسلام والمسلمين والعرب ناشئا بالدرجة الأولى عن الجهل ، فان أسوأ رد ممكن هو أن يلزم المسلمون الصمت. فإذا لم نواجه المفاهيم الخاطئة والأفكار المنمطة والأكاذيب بما يعترضها فمن المحتم أن تواصل مسارها المدمر. وهو أمر يلقي بمسؤولية كبيرة على المسلمين والعرب أنفسهم من أصحاب الأقلام والعدسات والآراء أساسا ليجدوا السبيل الافضل لمخاطبة الرأي العام الغربي عموما والاميركي بخاصة وتقديم الاسلام من كل جوانبه المشرقة لاغلاق الباب امام محاولة حشره في خانة العنف والارهاب.
ولا بد أيضا من تكوين لوبي عربي له نفوذه في القرار السياسي الأميركي. وهو أمر قد يكون الوصول إليه اسهل من الوصول إلى الإعلام الأميركي والسينما الأميركية. وقد أظهرت الانتخابات الأميركية الأخيرة إمكانية بعد تأثير الصوت العربي والمسلم وشكلت بداية مرحلة في تاريخ مشاركتهم في العملية السياسية. لكن المسؤولية ليست مسؤولية لوبي عربي مسلم في الداخل الأميركي فقط. إذ لا بد من حشد طاقات العالم العربي والمسلم جماعات وأفراد لتغيير صورة المسلمين والعرب في الفكر الشعبي والرسمي الأميركي على حد سواء وبالتالي وضع حد لسعي الصهيونية إلى تشويه هذه الصورة.
في إحدى صالات ناد كوميدي ستور في لوس انجليس، مسرحية لكوميديين أميركيين من اصل عربي بدأ العمل بها بعد 11 أيلول . وهي عرض هزلي يقول مؤدوه انه يهدف إلى تحطيم بعض الأفكار النمطية بالحديث عنها بأسلوب ساخر. في مشهد من هذه المسرحية، يسأل احمد :"هل من عرب ومسلمون في الصالة؟ هيا ارفعوا أيديكم. ارموا حجرا. احرقوا علما؟
قالت أميركية حضرت المسرحية لمجلة نيوزويك:" شكرا على هذا العرض. لم اكن اعرف أن بإمكان العرب أن يكونوا طريفين !!

ها هي فكرة نمطية، ولو ساذجة تتحطم. فربما كانت تلك الأميركية تتوقع أن يفجروا المكان!.
انتهى

كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله، -2- عوامل رسوخ الصورة النمطية وتجدد، بل تزايد ملامحها المشوهة

كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله، -2- عوامل رسوخ الصورة النمطية وتجدد، بل تزايد ملامحها المشوهة
نتابع: كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله
الإسلام في الفكر الشعبي الأميركي: ملامح مشوهة تتجدد

عوامل رسوخ الصورة النمطية وتجدد، بل تزايد ملامحها المشوهة

يعزو بول فندلي عضو الكونغرس الأميركي السابق عن ولاية ايلينوي طيلة 22 عاما
( 1960-1982) في كتابه الأخير"لا سكوت بعد اليوم : مواجهة الصور المزيفة عن الإسلام في أميركا" (صدر في العام 2001) انتشار الأفكار النمطية المزيفة عن الإسلام في أميركا اكثر من غيرها من أي مكان اخر من العالم إلى جهل الأميركيين أساسا . ويقول أن" معظم الأميركيين لا يعرفون أي مسلم، لم يناقشوا يوما الإسلام مع أي شخص مطلع على هذا الدين ولم يقرؤا يوما آية واحدة من القرآن الكريم بل ولا أي كتاب عن الإسلام. وتنبع اغلب تصوراتهم عن الإسلام من الصور السلبية المزيفة التي تظهرها التقارير الأخبارية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية والحوارات في الإذاعات والتلفزيون."
ويروي انه ومنذ طفولته وحتى خريف العمر استقرت صورة نمطية مضللة في ذهنه، " فقد كانت معلمة مدرسة الأحد المسيحية تقول لنا أن شعبا أميا بدائيا وميالا إلى العنف يعيش في مناطق صحراوية ويعبد إلها غريبا. كانت تسميهم "محمديين" وتواظب على تكرار قولها انهم ليسوا مثلنا". ويقول انه وبسبب إحجام المسلمين عن تصحيح هذه الصورة " اعتقدت أن المسيحية واليهودية مرتبطتان معا وتشكلان جبهة الغرب المتمدن والتقدمي على الخط الفاصل الذي يقف على جبهته الأخرى الإسلام الذي اعتبرته(خطأ) القوة المتخلفة والخطرة في الشرق العربي".
إلى جانب عامل الجهل الذي تكرسه مناهج دراسية خالية من أي إشارة لوجود الإسلام في العالم ، كما يقول فندلي، واهتمامات داخلية حصرا على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، يساهم عامل أخر في ترسيخ الصورة النمطية للمسلم والعربي في الفكر الشعبي الأميركي هو عامل اللامبالاة. فالأميركي مثلا لا يهتم مطلقا بما هو خارج اهتماماته الآنية الداخلية ولا يصوت على أساس سياسة خارجية. وهذا الأمر زاد من قوة اللوبي الإسرائيلي ليملأ هذا الفراغ الخارجي بصورة مشوهة عن العرب والمسلمين. يل إن هذه اللامبالاة كانت تحجب عن مسئوليهم حتى أي معرفة أو فضول لمعرفة ما يجري خارج إطار شؤونهم الداخلية ومصالحهم. وقد يكون المثال الأفضل حديث الرئيس بوش عن "الحروب الصليبية" في أعقاب اعتداءات 11 أيلول. هذا الحديث الذي، وبالرغم من إسراع بوش إلى التراجع عنه، لم يكشف فقط عن مدى جهله بالإسلام والعرب بل أكد، في صدوره من بعد مثل هذه الأحداث الفاصلة، على مدى لامبالاته بمعرفة بعض تاريخ من يعتبر انهم يشكلون خطرا على الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما. فهو، كما الصحافي الاستقصائي المذكور آنفا، لم يكلف نفسه- أو معاونيه- عناء السؤال عن ذلك " العالم" الذي آتي منه أولئك الذين يهددون أمن بلاده أرضا وشعبا. ولقد كشف هذا الخطاب عن حجم تخلف إدارته وإدارات سابقة عن إجراء أبحاث ودراسات مكتملة وموضوعية عن العالم الإسلامي واكتفائها بتبني الصورة النمطية الشائعة عن العرب والمسلمين.

إلا أن أهم العوامل التي تبقي على الصورة المشوهة عن الإسلام والعرب في الثقافة الشعبية الأميركية، حرص للوبي الصهيوني في أميركا على الإبقاء على هذه الصورة واستغلالها لصالح تأييد الرؤية الصهيونية للصراع العربي –الإسرائيلي واستقطاب الدعم المالي والمعنوي والعسكري لإسرائيل باعتبارها-" المخفر الأمامي الحامي للغرب في تلك الصحراء المتوحشة الحمقاء"-كما كتب المعلق في صحيفة نيويورك بوست رود دريهر. ففي الوقت الذي نجحت فيه الجهود الساعية إلى إزالة الكثير من رواسب العنصرية العرقية والصور النمطية للمجموعات العرقية والدينية الأخرى بدعوات رسمية من الإدارات الأميركية نتيجة ضغوطات وتحركات ناشطة لممثلي هذه المجموعات، ظل العرب والمسلمون الاستثناء عن هذه الجهود. فاستفردت هوليود بتشويه صورة المسلم والعربي تغذيها ماكينة إعلامية صهيونية امتد نفوذها في مختلف وسائل الإعلام الأميركية المرئي والمقروء والمسموع على حد سواء، ثابرت على تقديم صور مزيفة ومشوهة عن العرب والمسلمين بما يخدم أهدافها.

ويؤكد بول فندلي "إن التصورات الأميركية الخاطئة عن الإسلام هي في ناحية من النواحي نتاج الصراع العربي الإسرائيلي ". ويقول"أن من العوامل التي تبقي الصور المزيفة عن الإسلام حيّة،ذلك النشاط الحثيث الذي تبذله جماعة الضغط لصالح المساعدات الأميركية لإسرائيل، إذ تحرص هذه الجماعة، في مساعيها الناجحة لتعزيز المساعدات والهبات السنوية الضخمة التي تمنحها واشنطن لإسرائيل ، على الجزم بان إسرائيل تعيش حالة مواجهة دائمة مع أخطار جدية تتهدد أمنها مصدرها مجموعات "الإرهابيين المسلمين" الذين- كما يضيف فندلي- "يسهلون أحيانا دونما قصد حملات جماعات الضغط بتضمين تسميات منظماتهم مفردات مثل "الإسلامي" أو " الإسلام" أو " المسلم".
ويشبه جين بيرد أحد موظفي الخارجية الأميركية ورئيس مجلس المصالح القومية في واشنطن، صورة الإسلام ب" الزر الساخن" ويقول :" غالبا ما تستخدم هذه الصورة.( صورة المسلم الإرهابي). فهي تعزف على وتر الخوف، وتجيش العواطف. تتعهدها جماعة الضغط بعنايتها وتعمل على إشاعتها، لأنها تعلم أنها ستستقطب التأييد لمنح إسرائيل بلايين الدولارات من المساعدات غير المشروطة سنة بعد سنة. وفي سياق هذا الضغط، غالبا ما يكون شبح الإرهاب المدعوم من المسلمين هو الموضوع المتكرر. إذ يستخدم لتسويغ ممارسات الدولة اليهودية القاسية ضد الفلسطينيين، ذوي الغالبية المسلمة، ولتبرير اعتداءات إسرائيل العسكرية الدورية ضد لبنان، حيث تسود أيضا أكثرية مسلمة. وصورة الإرهاب هي الأساس الذي تستند إليه إسرائيل في مطالبتها بمساعدات أميركية منتظمة من الأسلحة المتطورة ومن المال لتعزيز دفاعاتها ضد هجوم محتمل بالصواريخ من جانب سوريا والعراق وإيران، وغيرها من الدول ذات الأغلبية الإسلامية". "هذا التنميط، يؤكد بيرد، هو الذي يشجع على اتخاذ القرارات الحكومية المنحازة لإسرائيل وتقديم الدعم الأميركي غير المشروط لها على مختلف الصعد السياسية والدبلوماسية والعسكرية....

ويربط ريتشارد كورتيس، محرر شؤون الشرق الأوسط في واشنطن ريبورت في عدد حزيران 2000 بين مصير الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بمآزق المسلمين الأميركيين بقوله" سيكون من الصعب اكثر فاكثر أن يكون المرء مسلما في الولايات المتحدة إلى أن تحل القضية الفلسطينية. فاللوبي الإسرائيلي بسبب نفوذه غير المعقول في وسائل الإعلام سيواصل تصوير كل العرب وكل المسلمين كإرهابيين ويجب تقييدهم واعتراضهم والسخرية منهم وحتى ترحيلهم من اجل أمن المجتمع غير الإسلامي".
ويلعب الإعلام الأميركي الدور الأكبر في ترسيخ الرؤية الصهيونية لصورة العربي والمسلم. فالترديد الببغائي في التقارير الإخبارية الأميركية لتعابير إسرائيل " القضاء على شبكة الإرهاب" وتدمير البنية التحتية الإرهابية والهجوم على الإرهابيين" في معرض تبريرها لاعتداءاتها أو قصفها أو حصارها أو كل ذلك معا ضد المدنيين في لبنان وفلسطين... واختيارها المفردات الإسرائيلية في قولها"الأراضي المتنازع عليها" بدلا من الأراضي المحتلة، و" الضواحي اليهودية" بدلا من المستوطنات اليهودية، و"الإرهابيون المسلمون" بدلا من الأصوليين أو المتطرفين، والتركيز على الضحايا المدنيين الإسرائيليين الذين يسقطون في أي عملية استشهادية "إرهابية"والاكتفاء بتعبير" حصد العنف حياة كذا شخص" لوصف المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين..وغير ذلك من أمثلة كثيرة .. تبقي على صورة العربي والمسلم "الإرهابي" حية دوما في الفكر الشعبي الأميركي. وتتأثر التصورات الخاطئة حول الإسلام بشكل كبير بالدقائق القليلة المخصصة للأخبار المسائية على شاشات التلفزة التي تتضمن تقارير مجتزاءة عن أحداث عنيفة و"مروعة" تنقل مباشرة من مكان حصولها مترافقة مع عبارات مسلم إسلامي وإرهابي. ولا يزال الأميركيون يستعيدون حتى اليوم صور الرهائن في إيران ومشاهد أنصار الخميني يهتفون " الموت لأميركا". كما يذكرون تفجير مقر المارينز في بيروت ..وخطف الطائرة الأميركية عام 1985 في لبنان ...والتفجير الأول لمركز التجارة العالمي وتفجير الخبر في السعودية والسفينة كورك في اليمن. فتطابقت في فكرهم الصورة النمطية مع الواقع.

إلى جانب التقارير الإخبارية كان لدفق البرامج الوثائقية وبرامج الحوارات والتحليلات الني تربط بين الإسلام والإرهاب وتصف المجتمع المسلم بالمريض، الدور الحافز خلال العقود الثلاثة الأخيرة في تنامي حدة في المعاداة للعرب والمسلمين. ونذكر مثالا واحدا معبرا على ذلك هو الفيلم الوثائقي"الجهاد في أميركا: تحقيق عن نشاطات المتطرفين الإسلاميين في الولايات المتحدة" " الذي بثته عام 1994محطات التلفزة الأميركية كافة لمن سمي بخبير أميركي في الإرهاب ستيفن امرسون بعد نحو سنة من تفجير مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993. في تركيزه على صورة مسلمين وعرب ينشدون الأناشيد عاليا ويصرخون الموت لأميركا وتأكيده في نص التعليق على" أن توسع نشاطات الأصوليين المسلمين في الولايات المتحدة فان التفجيرات في المستقبل كتفجير مبنى مركز التجارة العالمية ستكون حتمية.." ساهم امرسون في إضرام المزيد من المشاعر المعادية للمسلمين والعرب.
يتبع

كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله، -1- الإسلام في الفكر الشعبي الأميركي: ملامح مشوهة تتجدد

كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله، -1-  الإسلام في الفكر الشعبي الأميركي: ملامح مشوهة تتجدد
كيف يرسم الإعلام صورة نمطية لشعب بأكمله
الإسلام في الفكر الشعبي الأميركي: ملامح مشوهة تتجدد

في كانون الأول من عام 2000، شاركت وزملاء صحافيون من لبنان في دورة تدريبية على الصحافة الاستقصائية في الولايات المتحدة نظمها المعهد الدولي للصحافة في واشنطن. وهي تسمية لأسلوب جديد من الصحافة يتوخى التعمق في استقصاء الخبر الصحفي ومصادره ومضمونه ومدى صدقيته وموضوعيته. ألحقت وزميل لي بإحدى كبريات الصحف في ولاية اوهايو الباردة. كانت الثلوج تغطي مدينة كليفلاند يوم التحقنا بالصحيفة المضيفة حيث استقبلنا صحافي مخضرم يعمل في قسم التحقيقات المحلية الاستقصائية. قال: "لا بد أنكما ترتجفان بردا كما دهشة لمنظر الثلج الأبيض. الأكيد أنكما لم تشهدا قبلا مثل هذا المنظر في الصحراء حيث تعيشان."
كانت الدهشة بادية على ملامحنا، ولكن ليس بالتأكيد بسبب منظر الثلج فهو يغطي جبال بلادنا لبنان في كل شتاء، بل لجهل الصحافي الأميركي بموطننا والصورة النمطية التي يحتفظ بها عن كل العرب " كسكان صحراء "، بل والأكثر من ذلك لاكتفائه بهذه الصورة ولا مبالاته بمعرفة اكثر مما يعرفه، وهو الصحافي "الاستقصائي"، عن بلد "تلميذين" يفترض به تدريبهما على أسلوب إعلامي ركيزته الأولى التعمق في استقصاء المعلومات سعيا لنبش الحقيقة.
انه نموذج، إن لم يكن "صورة نمطية" بالمعنى المستعار،عن ملايين الأميركيين الذين يحتفظون بصورة نمطية متماثلة عن العرب والمسلمين تطورت عبر السنين مبقية دوما على ملامح مشوهة تتجدد بحسب الظروف والاحداث.
الصورة النمطية للمسلمين والعرب في الثقافة الشعبية الأميركية: من صنعها؟ وما هي مقاييسها؟
"أولئك الذين يروون القصص، يحكمون المجتمع أيضا" يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون في كتابه "الجمهورية" مؤكدا على سطوة القصص والروايات الخيالية في تكوين فكر المجتمع ومعتقداته. فكيف إذا كانت هذه القصص والروايات مصورة ومتحركة على شاشات ضخمة أو صغيرة يلعب أدوارها أشخاص حقيقيون فتصبح شبه حقيقية؟.
للسينما ومحطات التلفزيون الدور الرئيسي في تكوين الصورة النمطية للمسلمين والعرب لدى الرأي العام الأميركي. ويوثق أستاذ الإعلام في جامعة ايلينوي الجنوبية الأميركي اللبناني الأصل جاك شاهين في كتاب حديث له بعنوان: Reel Bad Arabs: How Hollywood Vilifies a People
سجلا حافلا لهوليود على مدى نحو مائة عام في ترسيخ صورة نمطية سلبية عن العرب والمسلمين أدى تكرارها والتشويه المطرد لملامحها إلى تصنيفهم في النهاية كالعدو رقم واحد للغرب.
حتى الثلاثينات كان العربي والمسلم يظهر على هذه الشاشات فارسا اسمر البشرة يمتطي حصانه وسط الصحراء يحلم بأميرته وينقل مشاهديه على بساط الريح،إلى بلاد ألف ليلة وليلة، وبلاد علاء الدين وسندباد وعلي بابا، ليحرر الفقير من سطوة الغني والمظلوم من فساد الحكام. وتجسد هذا الفارس في بعض الأفلام في ملامح اجمل ممثلي هوليود في تلك الفترة أمثال رودولف فالنتينو في الفيلم الصامت " the sheikh "(1921) وغيرها من أفلام قليلة جدا يشير د. شاهين أنها لا تمثل سوى نسبة خمسة في المائة من مجمل إنتاج هوليود. إلا أنها كانت الأفضل ربما في تلك المرحلة مقارنة بالصور النمطية للمجوعات العرقية والدينية الأخرى، حيث كان الهندي الأحمر الرجل البدائي المتوحش همه انتزاع فروة رأس العدو، وكان اليهودي مرفوضا وترفع على واجهة المطاعم والمحال يافطة " ممنوع دخول الكلاب واليهود".No Dogs, No Jews. وكان الإيطالي رجل المافيا المحب للثأر، والأفريقي العبد الخنوع المطيع، والفرنسي الرجل الأناني المدعي.
في أوائل الثلاثينات سادت صورة كاريكاتورية عن العربي و المسلم فبدا كالمهرج في فيلم لوريل وهاردي “beau hunks”(1931) ليصبح، ومع بداية سيطرة اليهود على هوليوود منذ منتصف الثلاثينات، ذلك " الأخر" المختلف المخيف التقاسيم المتعطش للدم الذي يميل إلى إرهاب الغربيين المتحضرين وخصوصا المسيحيين واليهود. فظهرت أولى صور المسلم والعربي الذي يخطف الطائرات ويهدد بنسفها مع فيلم "the black coin 1936 ثم كانت صورة المهاجر العربي المجرم المهدد لأمن أميركا في فيلم radio patrol 1937 ، وهما لمخرجين يهوديين. ثم كرت المسبحة.
ويشير اندريو دوودي"Andrew Dowdy: The Film of the Fifties: the American State of Mind" إلى إنتاج هوليود بين الأربعينات والخمسينات اكثر من مائة فيلم أبرزت صورة كاريكاتورية وسلبية عن العرب والمسلمين تزامنت مع بروز الثروات النفطية. فكان العربي والمسلم "شيخ النفط" الذي يعيش في خيم في الصحراء في خلفيتها سيارات ليموزين وجمال ونساء متشحات بالسواد،أو يسوح في دول الغرب يبدد أمواله على النساء الشقراوات. ثم اصبح مع تنامي التيار الاشتراكي وتصاعد حركات التحرر العربية وخاصة في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الحليف للشيوعية العدو اللدود للغرب. وكان منذ قيام دولة إسرائيل ثم مع إعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية " الفلسطيني الإرهابي"الذي يخطف الطائرات (في نحو 45 فيلما أهمها فيلم Exodus العام 1960الذي كان مؤثرا جدا في زيادة شعبية إسرائيل لدى الجمهور الأميركي).
في هذا الفيلم من بطولة بول نيومان والذي تجري أحداثه في فلسطين 1947، يصور العرب بأنهم شريرون مرتبطون بالنازية يرتكبون الفظائع في حق بعضهم البعض كما في حق اليهود. وفي مشهد من الفيلم يتلقى لاجئون يهود على متن الباخرة تحذيرا من أن مفتي القدس الذي كان في فترة الحرب ضيفا على هتلر في برلين التقى ممثلين عن دول عربية للتنسيق حول كيفية العمل ضد اليهود الفلسطينيين. ويصور الفيلم الإسرائيليين بأنهم أبطال " يعملون من اجل دولة يتساوى فيها الجميع".
أما في فيلم”Prisoner in the middle” في العام 1974 فينضم البطل ديفيد جانسن إلى القوات الإسرائيلية لقتل "إرهابيين فلسطينيين".
منذ الثمانينات ومع قيام الدولة الإسلامية في إيران،استقرت الصورة على العربي والمسلم "الأصولي الإرهابي" الذي يرفع شعار " الموت لإسرائيل وأميركا وكل أعداء الإسلام"، ويستخدم الدين لتبرير لجوئه إلى أعمال العنف و الخطف والتفجير والسعي حتى إلى قتل الرئيس الأميركي. live and die in L.A (1985) Hostages (1986)delta force (1986) (The siege (1998 من بطولة دنزل واشنطن، وهو الفيلم الذي اعتبر انه استبق أحداث 11 أيلول إذ يصور المهاجرين العرب والأميركيين العرب من طلاب جامعات وأساتذة كإرهابيين مسلمين يقضون على 700 نيويوركي ويفجرون مبنى الاف بي أي ويقتلون موظفي الدولة ويفخخون صالة مسرح. وفي مشهد من الفيلم يحتجز مسلمون عرب ركاب أوتوبيس رهائن. يرجوهم عميل للاف بي أي إطلاق الأطفال والمسنين لكنهم يفجرون الباص بمن فيه وتتناثر الجثث على الشاشة. ثم كان فيلم Rules of engagement(2000) الذي صنفه شاهين بأنه الفيلم الأكثر عنصرية ضد العرب والمسلمين. ويصور اليمنيين كإرهابيين يصرخون كالمجانين أمام السفارة الأميركية ضد أميركا يرشقون الحجارة ويقتلون جنود المار ينز الذين حاولوا إنقاذ المحتجزين داخل السفارة.
إيمان شمص شقير   
يتبع

صناعة كراهية العرب في أمريكا ’’هوليوود’’

صناعة كراهية العرب في أمريكا ’’هوليوود’’

فن الكراهية صناعة سينمائية أمريكية معترف بها عالميا ولها أصولها وقوانينها وآلياتها وتدعمها ميزانيات ضخمة وتقنيات متطورة وطاقات فنية مبدعة.

ففي كل مراحل التاريخ الأمريكي -على تنوعها- كانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تلجأ إلى صنّاع السينما لإنتاج أفلام تدعم السياسة الخارجية الأمريكية وتمهد الرأي العام لضرباتها غير الإنسانية تجاه شعوب أخرى.

وتم اعتماد هذه السياسة رسمياً للترفيه عن الجنود الأمريكان قبل كل عملية عسكرية خارج حدود الوطن، وذلك من خلال عروض سينمائية منتظمة ومكثفة تصور لهم الأعداء على أنهم صراصير حقيرة أو حشرات ضارة أو فئران تجلب الطاعون، وهي رسالة واضحة تقول للجندي الأمريكي: (إن عدوك ليس بشراً مثلك بل هو شيء ضار لابد من تدميره، فلا تتردد في القتل، ومهما فعلت... لا تشعر بالذنب).

ولقد كان للعرب والمسلمين نصيب الأسد في صناعة الكراهية، فلقد حرصت هوليوود دائماً على أن تضع العرب في قالب ثابت للشر والعنف والتخلف والجهل والشراهة المفرطة في الملذات والرذائل.

فصورة العربي على الشاشة الفضية لهوليوود لن تخرج عن واحدة من هذه الصور النمطية: صورة أعرابي من البدو الرحل وبجواره ناقة وخيمة ومن حوله الصحراء الجرداء، أو صورة العربي المنغمس في اللهو والملذات والمجون وتعاطي الخمر، أو صورة العربي المتجرد من الحضارة وآداب السلوك في الطريق العام وفي معاملة الآخرين وفي اتباع آداب الطعام والنظافة، أو صورة المسلم المتطرف المتشدد الذي يسوق خلفه زمرة من الحريم المتشحات بالسواد، أو صورة العربي الأبله المندهش أو المنبهر دائماً بالحضارة الغربية، أما أكثر الصور شيوعاً فهي صورة الإرهابي المجرم مختطف الطائرات و الحافلات ومفجر المباني وقاتل الأبرياء.

الجديد في هذا الموضوع هو ذاك الكتاب المهم الذي صدر حديثاً لأحد خبراء الإعلام في أمريكا ويدعى جاك شاهين وهو أمريكي من أصل عربي عكف على دراسة وتحليل صورة العرب والمسلمين في أعين الغرب من خلال النمط السائد الذي تقدمه هوليوود، واستغرقت الدراسة عشرين عاماً كاملة استطاع خلالها أن يستعرض كل الأفلام التي تناولت العرب والمسلمين منذ عام 1896 وبلغت حصيلة الأفلام 900 فيلم أميركي.

واستخلص شاهين من دراسته أن هوليوود تتعمد أن تقول للمشاهد: (إن العرب قوم سوء بكل ما تعنيه هذه الكلمة من إيحاءات سلبية).

ويتعجب شاهين من حقائق كثيرة تكشفت له أثناء البحث الطويل، عندما ثبت له أن وزارة الدفاع والجيش والبحرية والحرس الوطني الأمريكي، كلها جهات حكومية تحرص على وضع كل عدتها وعتادها تحت تصرف منتجي هوليوود، لإنتاج أفلام جماهيرية قوية ومؤثرة هدفها تمجيد انتصار أميركا على أنماط الشر العربي!.

كما أن أفلاماً مثل (قواعد اللعبة) عام 2000، و (أكاذيب حقيقية) عام 1994، و (القرارات النافذة) عام 1996، و (ضربة الحرية) 1998 ساهمت المخابرات الأميركية (إف بي آي) مباشرة بدعم منتجي هذه الأفلام، وكذلك في فيلم (الحصار) عام 1998 والذي تدور قصته حول قيام أمريكيين من أصول عربية بهجوم مسلح على مدينة (مانهاتن) الأمريكية.

وعلى مدى عقود من الزمان استطاعت السينما الإسرائيلية وأعوانها داخل هوليوود إنتاج عشرات الأفلام التي تدور حول فكرة واحدة وهي: (إن نهاية أمريكا ستكون على يد العرب مثال على ذلك فيلم (مطلوب حياً أو ميتاً) وفيلم (قوة الدلتا) وكلاهما إنتاج عام 1986م).

فهناك أفلام صورت عرباً يقومون بعمليات تخريب في نيويورك ولوس أنجلوس، وأخرى صورتهم يفجرون مبان هامة في واشنطن، وأخرى تدور حول عرب يختطفون طلبة مدارس من (إنديانا).

والصورة تنحصر دائماً في موجات من الإرهاب المسلح وخطف الرهائن وقتل المدنيين والاغتصاب والتدمير، وتكون بعض المشاهد مصحوبة بصيحات الجهاد (الله أكبر) أو بصورة مئذنة أو بصوت آذان، أو صورة للكعبة المشرفة، المهم تشويه أي رمز إسلامي!!.

يبقى الثابت فيما تقدمه هوليوود من فنون وإبداعات، إن على صورة العرب والمسلمين أن تظل راسخة في ذهن المشاهد على أنهم أشرار وأن كل عربي إرهابي وكل مسلم متطرف.

هناك 900 فيلم صنفها جاك شاهين على أنها محرضة على كراهية العرب والمسلمين، وكلما أراد أن يختار أحدهما ليحتل لقب الأسوأ يفاجأ بأن هناك ما هو أسوأ.

في كتاب (العرب قوم سوء) يؤكد مؤلفه جاك شاهين على انه في بداية سنوات بحثه كان يتصور أن تشويه صورة العرب والرموز الإسلامية كان بسبب الجهل، لكنه اليوم وبعد عشرين عاماً من البحث يجزم بشكل قاطع بأنها صناعة مغرضة تعمل على أسس علمية ونفسية وسياسية دقيقة ولديها من يعلم جيداً الثقافة العربية واللغة والتاريخ والرموز الدينية وهي تضرب بقوة وتضرب في مقتل.

الكتاب تحت عنوان (العرب قوم سوء.. كيف استطاعت هوليوود تشويه أمة).