إشكاليات جدار الفصل العنصري الصهيوني.
مسار الجدار: الجدار يأخذ مسارين:
أحدهما: غربي الضفة الغربية ويمتد على مسافة طولها 300كلم ( أنجز أكثر من نصفها تقريباً) ، ويهدف لعزل الضفة عن " الكيان اليهودي ".
الثــاني: شرقي الضفة ، وطوله 700كلم ، وهو يهدف لعزل الضفة عن غور الأردن والبحر الميت .
وخطورة هذا الجدار:
أولاً : يرسم واقع سياسي جديد ، يحاول الكيان الصهيوني من خلاله استباق نتيجة التفاوض على الحدود مع الفلسطينيين ، من طرف واحد .
ثانياً : أن هذا الجدار لا يأخذ مساراً طوليا مستقيما بل يتوغل في عمق أراضي 67م لضم المستعمرات والأراضي المحيطة . ليغير الواقع السياسي والجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية .
ثالثاً : يشكل عائقا حيويا أمام التواصل الطبيعي بين المدن الفلسطينية.
رابعاً : إن هذا الجدار لا يقدم كثيرا في مسألة حماية "إسرائيل" ، كما بينت التجربة ، وبالعكس من ذلك فإنه سيجعل المقاومة ، بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، مستمرة وربما أكثر ضراوة حتى بعد قيام الدولة الفلسطينية المفترضة ، في حال بقاؤه في مساره الحالي .
خامساً : ثمة هدف سياسي على غاية من الأهمية لهذا الجدار ، وهو يتمثل بإبقاء الكيان الفلسطيني ( المفترض ) تحت رحمة السيطرة الإسرائيلية ، من مختلف النواحي ، ولا سيما لجهة منع التواصل بينه وبين دول الجوار ( الأردن وربما مصر أيضا ) .
سادساً : ربما أن "إسرائيل" تحاول من وراء التهديد الذي يمثله هذا الجدار الفاصل ، خلق المزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية لإجبارها على التجاوب مع التصورات الإسرائيلية المتعلقة بحل قضايا ( اللاجئين والقدس والحدود ) ، المعنى المقصود ، أنه من المؤكد أن لهذا الجدار وظيفة تفاوضية بالنسبة لإسرائيل التي اعتادت على خلق مثل هذه الوقائع في سياق صراعها التفاوضي مع الفلسطينيين .
على ذلك فإن معضلة الجدار هي معضلة عملية التسوية ذاتها ، فإسرائيل تتصرف في كل القضايا (اللاجئين والقدس والمستوطنات والحدود والأحوال المعيشية والأمنية ) ، وكأن ليس ثمة شريك لها ، أو كأن التسوية شأن يخصها وحدها !
يجعل الكيان الفلسطيني المفترض أشبه بدويلة معازل ( بانتوستانات ) متفرقة، وغير قابلة للحياة .
إنه اسم لمشكلة إنسانية هي الأحدث في سلسلة المشكلات التي ينتجها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية . قبل ((الجدار)) أنتج الاحتلال مشكلة ((المستوطنات)) ثم مشكلة ((الأسرى)) ، وها هو اليوم يقدم أحدث إنتاجه على شكل الجدار .
وإليكم الآن عرضاً لنتائج إقامة هذه المناطق الأمنية الشاسعة في الغرب والشرق :
1- عزل الفلسطينيين وقطع أي احتكاك مادي مع مصر والأردن ، وبذلك يصبحون رهائن محتجزون في المنطقة التي تسيطر عليها "إسرائيل " والمستوطنون .
2- عزل الفلسطينيين بعضهم عن بعض وعن عرب "إسرائيل" وذلك بالحدود التي تستند إلى الكتل والجبهات الاستيطانية .
3- ربط الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع بعدد صغير من الجسور والأنفاق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية .
فبالعودة إلى الجدار وما يمثله واقعياً ؟ فهو عبارة عن كتل أسمنتية ضخمة يصل ارتفاعها 8م يعتليها سياج حديدي ، ومكون أيضاً من شبكة حواجز متعددة الأصناف ( أوتاد حادة ، قنوات ، جدران فولاذية ، صخور كبيرة ، كاميرات تصوير ، وأجهزة التقاط حساسة ) . ويصل عرضه في بعض المناطق لحوالي 2 كلم ، ويمتد هذا السياج عبر مراحله الأولى والثانية والثالثة ليحيط بكافة الأراضي الفلسطينية من كل جانب ، فهو بمثابة رسم للحدود التي تفترضها "إسرائيل" ، وسيكون في هذا السياج عدة معابر بين "إسرائيل " والأراضي الفلسطينية وتحت سيطرة إسرائيل .
وهي حتى الآن تكاد الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعين حدودها
إن خطة الفصلة التي تقوم حكومة شارون بتطبيقها الآن ، إنما تهدف إلى السيطرة التامة على نحو 50% من مساحة الضفة الغربية ،
إحاطة كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس بهذا الجدار الفاصل تحت ما يسمى تحقيق عنصر الأمن للمواطن الإسرائيلي .
بعد كل هذه السيطرة لن يتبقى للفلسطينيين إلا جزء يسير من أرضهم ، وهو أقل بكثير مما هو مطروح في خطة خارطة الطريق الهادفة لإقامة دولة فلسطينية تتمتع بحدود متواصلة وقابلة للحياة , رغم أن هذه الخطة لا تمثل خيار الفلسطينيين , ولا برنامجهم الوطني . وبالتالي يمكن تلخيص الأهداف الإسرائيلية من وراء إقامة الجدار بما يلي :
1- ضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينيية بدون سكانها إلى إسرائيل بشكل نهائي .
2- منع اقامة أي كيان سيادي فلسطيني على الأرض الفلسطينية .
3- ضم الكثير من المستوطنات القريبة أصلا من (( الخط الأخضر )) إلى "إسرائيل" ، بدلاً من تفكيكها وانهاء وجودها .
4- العمل على خلق بؤر بين "إسرائيل " والدول العربية المجاورة ، تستخدمها لخلق حالات من التوتر بهدف التوسع على حساب أراضي تلك الدول تحقيقا لأهدافها التوسعية ، وتحقيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) .
5- خلق وقائع مادية ملموسة على الأرض لتستخدمها في أي مفاوضات قادمة للحل النهائي، بحيث لايمكن لاي طرف امكانية التغيير في تلك الوقائع أو استبدالها ، ومنهم الفلسطينيون الذين سيكون من الصعب عليهم رسم معالم الدولة الفلسطينية بشكل منفرد . كما ستستخدم "إسرائيل" خطه الفصل كخطوة رد غير دراماتيكية في حال حاول الفلسطينيون إعلان دولتهم من جانب واحد.
6- ضمان "إسرائيل" سيطرتها التامة على عبور الأشخاص والبضائع سواء على المعابر بين "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية أو تلك المعابر على الحدود مع الدول الأخرى .
التساؤل المهم الذي يبرز هنا ، في ما إذا انجزت كافة مراحل الجدار : ماذا ستكون طبيعة السيناريوهات السياسية بعد ذلك ؟؟! في الوقت الذي تكون فيه "إسرائيل" ثبتت على الأرض ، وضمن سياسة الأمر الواقع جميع خططها وتصوراتها للمستقبل ، وتكون بذلك قد حددت معالم الدولة الفلسطينية المستقبلية بشكل منفرد ، كما وتكون حددت للفلسطينيين وللعالم اجمع مسارا وحيدا للحل نابع من الرؤية الإسرائيلية فقط . وما هي الآثار الإقتصادية والإجتماعية الناجمة عن تطبيق هذه الخطة على الأراضي الفلسطينية ؟؟! خاصة وإنها سوف تطال أكثر من حوالي 700 ألف مواطن يعيشون في هذه المناطق ، ويكسبون معيشتهم على الزراعة أراضيهم ، وما هي أحوالهم المعيشية عندما يفقدون مصدر رزقهم الوحيد ؟؟!
وهذا الجدار لم يخطط له وفق حدود الرابع من حزيران / يونيو ، والحدود الدولية التي أقرت ، إنما وفق أهواء المخطط الإسرائيلي الذي دخل في تخبط سراديب الظلام بعد ان فقد البوصلة السياسية . وعليه فإن هذا الجدار سيؤدي إلى ضم حوالي 20% من أراضي الضفة الغربية ، وبضمنها العديد من المستوطنات الى "إسرائيل"
هذا الجدار يزيد ويعمق المأساة في المنطقة ، ويخلق المزيد من الفوضى للعرب في الداخل والفلسطينيين الذين يسعون لتوفير لقمة الخبز لأولادهم . الممارسات السلطوية على أرض الواقع في المنطقة أقل ما يمكن وصفها بالجرائم النكراء التي تهدف إلى تحويل التجمعات السكنية العربية إلى مناطق عسكرية وترسيخ سياسة التنكيل والقمع وتقييد حركة أبناء الأقلية العربية . والأخطر أن هذا الجدار يعطي الشرعية لكل جندي بإطلاق الرصاص الحي في كل إتجاه ، وكل شخص يتواجد بمحاذاة الجدار ، فليس صدفة أن قتلوا في الفترة الأخيره ثلاثة من أبناء الأقلية العربية بالرصاص الإسرائيلي عند تواجدهم بالقرب من منطقة حدود الرابع من حزيران / يونيو .
وهو أن هذا السياج هو المرحلة الأولى في مخطط تهجير ( ترانسفير) منظم ، والذي يستلهم مقولة بن غوريون بشأن (( الحد الأقصى من الأرض والحد الأدنى من العرب )) . ويعني ذلك بالنسبة للضفة الغربية تطويق الديموغرافية الفلسطينية وعزلها في عشرات الكانتونات الصغيرة المفتقرة إلى أدنى تواصل جغرافي ، داخل قبضة استيطانية وعسكرية جدرانها تبدأ من الشرق بالشريط الاستيطاني والعسكري المتوغل- ككتلة واحدة – بعمق في الضفة على الامتداد من غور بيسان حتى شمالي البحر الميت ، ثم الجنوب حيث شريط متقدم ليتصل بالقدس الكبرى ، وليحقق التواصل الاستيطاني بينها وبين منطقة الخليل وجبالها ، وأخيرا شريط قوسي متوغل من الشمال حتى أطراف مدينة نابلس ومحافظاتها ، وممتد على طول ((الخط الأخضر )) ماراً بجنين ثم منحرفاً نحو الجنوب متجاوزا طولكرم وقلقيلية بحيث يتوغل ما وراء مناطق التجمعات الفلسطينية ، وفقا للخارطة الاستيطانية القائمة .
هي أنه (( سوراً هجومياً وليس دفاعياً وحسب )) . إن فكرة رفع سور في وجه هجمات المقاومة الفلسطينية هي أحد الأغراض الآنية والمباشرة لهذا الإجراء ، بيد أن ترحيل الفلسطينيين هو الغرض الأكبر والنهائي .
أصبح مشهداً مأساوياً يتكرر بشكل يومي زوجة فلاح فلسطيني في قرية ما من القرى التي أوقعها حظها ضمن مسار الجدار الفاصل تمسك بأغصان الزيتون وتتشبث بها بكل قوتها في محاولة لم تجدي أبداً لمقاومة الجنود الذين يقتادونها في نهاية المشهد مع زوجها واولادها عنوه الى خارج الأرض لتبدأ الجرافات هديرها الذي يشبه صوت الموت .
إحدى النساء الفلسطينيات اللاتي كانت واحدة من مئات كررن المشهد السابق ( الذي ينتظر آلافاً أخريات ) تقول : (( تمنيت الموت على أن أرى ما رأيت .. إنه منظر لن أنساه .. أرضي التي جبلناها بالعرق والدم والجهد ورزقتنا دوما بخيراتها تغتصب وتصادر على مرأى ومسمع من العالم ، ليس لسبب سوى كونها أرض يمتلكها فلاحون فلسطينييون بسطاء .. أي ضمير أو عداله ترضى بذلك ؟ )).
مسار الجدار: الجدار يأخذ مسارين:
أحدهما: غربي الضفة الغربية ويمتد على مسافة طولها 300كلم ( أنجز أكثر من نصفها تقريباً) ، ويهدف لعزل الضفة عن " الكيان اليهودي ".
الثــاني: شرقي الضفة ، وطوله 700كلم ، وهو يهدف لعزل الضفة عن غور الأردن والبحر الميت .
وخطورة هذا الجدار:
أولاً : يرسم واقع سياسي جديد ، يحاول الكيان الصهيوني من خلاله استباق نتيجة التفاوض على الحدود مع الفلسطينيين ، من طرف واحد .
ثانياً : أن هذا الجدار لا يأخذ مساراً طوليا مستقيما بل يتوغل في عمق أراضي 67م لضم المستعمرات والأراضي المحيطة . ليغير الواقع السياسي والجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية .
ثالثاً : يشكل عائقا حيويا أمام التواصل الطبيعي بين المدن الفلسطينية.
رابعاً : إن هذا الجدار لا يقدم كثيرا في مسألة حماية "إسرائيل" ، كما بينت التجربة ، وبالعكس من ذلك فإنه سيجعل المقاومة ، بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، مستمرة وربما أكثر ضراوة حتى بعد قيام الدولة الفلسطينية المفترضة ، في حال بقاؤه في مساره الحالي .
خامساً : ثمة هدف سياسي على غاية من الأهمية لهذا الجدار ، وهو يتمثل بإبقاء الكيان الفلسطيني ( المفترض ) تحت رحمة السيطرة الإسرائيلية ، من مختلف النواحي ، ولا سيما لجهة منع التواصل بينه وبين دول الجوار ( الأردن وربما مصر أيضا ) .
سادساً : ربما أن "إسرائيل" تحاول من وراء التهديد الذي يمثله هذا الجدار الفاصل ، خلق المزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية لإجبارها على التجاوب مع التصورات الإسرائيلية المتعلقة بحل قضايا ( اللاجئين والقدس والحدود ) ، المعنى المقصود ، أنه من المؤكد أن لهذا الجدار وظيفة تفاوضية بالنسبة لإسرائيل التي اعتادت على خلق مثل هذه الوقائع في سياق صراعها التفاوضي مع الفلسطينيين .
على ذلك فإن معضلة الجدار هي معضلة عملية التسوية ذاتها ، فإسرائيل تتصرف في كل القضايا (اللاجئين والقدس والمستوطنات والحدود والأحوال المعيشية والأمنية ) ، وكأن ليس ثمة شريك لها ، أو كأن التسوية شأن يخصها وحدها !
يجعل الكيان الفلسطيني المفترض أشبه بدويلة معازل ( بانتوستانات ) متفرقة، وغير قابلة للحياة .
إنه اسم لمشكلة إنسانية هي الأحدث في سلسلة المشكلات التي ينتجها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية . قبل ((الجدار)) أنتج الاحتلال مشكلة ((المستوطنات)) ثم مشكلة ((الأسرى)) ، وها هو اليوم يقدم أحدث إنتاجه على شكل الجدار .
وإليكم الآن عرضاً لنتائج إقامة هذه المناطق الأمنية الشاسعة في الغرب والشرق :
1- عزل الفلسطينيين وقطع أي احتكاك مادي مع مصر والأردن ، وبذلك يصبحون رهائن محتجزون في المنطقة التي تسيطر عليها "إسرائيل " والمستوطنون .
2- عزل الفلسطينيين بعضهم عن بعض وعن عرب "إسرائيل" وذلك بالحدود التي تستند إلى الكتل والجبهات الاستيطانية .
3- ربط الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع بعدد صغير من الجسور والأنفاق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية .
فبالعودة إلى الجدار وما يمثله واقعياً ؟ فهو عبارة عن كتل أسمنتية ضخمة يصل ارتفاعها 8م يعتليها سياج حديدي ، ومكون أيضاً من شبكة حواجز متعددة الأصناف ( أوتاد حادة ، قنوات ، جدران فولاذية ، صخور كبيرة ، كاميرات تصوير ، وأجهزة التقاط حساسة ) . ويصل عرضه في بعض المناطق لحوالي 2 كلم ، ويمتد هذا السياج عبر مراحله الأولى والثانية والثالثة ليحيط بكافة الأراضي الفلسطينية من كل جانب ، فهو بمثابة رسم للحدود التي تفترضها "إسرائيل" ، وسيكون في هذا السياج عدة معابر بين "إسرائيل " والأراضي الفلسطينية وتحت سيطرة إسرائيل .
وهي حتى الآن تكاد الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعين حدودها
إن خطة الفصلة التي تقوم حكومة شارون بتطبيقها الآن ، إنما تهدف إلى السيطرة التامة على نحو 50% من مساحة الضفة الغربية ،
إحاطة كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس بهذا الجدار الفاصل تحت ما يسمى تحقيق عنصر الأمن للمواطن الإسرائيلي .
بعد كل هذه السيطرة لن يتبقى للفلسطينيين إلا جزء يسير من أرضهم ، وهو أقل بكثير مما هو مطروح في خطة خارطة الطريق الهادفة لإقامة دولة فلسطينية تتمتع بحدود متواصلة وقابلة للحياة , رغم أن هذه الخطة لا تمثل خيار الفلسطينيين , ولا برنامجهم الوطني . وبالتالي يمكن تلخيص الأهداف الإسرائيلية من وراء إقامة الجدار بما يلي :
1- ضم أجزاء كبيرة من الأراضي الفلسطينيية بدون سكانها إلى إسرائيل بشكل نهائي .
2- منع اقامة أي كيان سيادي فلسطيني على الأرض الفلسطينية .
3- ضم الكثير من المستوطنات القريبة أصلا من (( الخط الأخضر )) إلى "إسرائيل" ، بدلاً من تفكيكها وانهاء وجودها .
4- العمل على خلق بؤر بين "إسرائيل " والدول العربية المجاورة ، تستخدمها لخلق حالات من التوتر بهدف التوسع على حساب أراضي تلك الدول تحقيقا لأهدافها التوسعية ، وتحقيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) .
5- خلق وقائع مادية ملموسة على الأرض لتستخدمها في أي مفاوضات قادمة للحل النهائي، بحيث لايمكن لاي طرف امكانية التغيير في تلك الوقائع أو استبدالها ، ومنهم الفلسطينيون الذين سيكون من الصعب عليهم رسم معالم الدولة الفلسطينية بشكل منفرد . كما ستستخدم "إسرائيل" خطه الفصل كخطوة رد غير دراماتيكية في حال حاول الفلسطينيون إعلان دولتهم من جانب واحد.
6- ضمان "إسرائيل" سيطرتها التامة على عبور الأشخاص والبضائع سواء على المعابر بين "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية أو تلك المعابر على الحدود مع الدول الأخرى .
التساؤل المهم الذي يبرز هنا ، في ما إذا انجزت كافة مراحل الجدار : ماذا ستكون طبيعة السيناريوهات السياسية بعد ذلك ؟؟! في الوقت الذي تكون فيه "إسرائيل" ثبتت على الأرض ، وضمن سياسة الأمر الواقع جميع خططها وتصوراتها للمستقبل ، وتكون بذلك قد حددت معالم الدولة الفلسطينية المستقبلية بشكل منفرد ، كما وتكون حددت للفلسطينيين وللعالم اجمع مسارا وحيدا للحل نابع من الرؤية الإسرائيلية فقط . وما هي الآثار الإقتصادية والإجتماعية الناجمة عن تطبيق هذه الخطة على الأراضي الفلسطينية ؟؟! خاصة وإنها سوف تطال أكثر من حوالي 700 ألف مواطن يعيشون في هذه المناطق ، ويكسبون معيشتهم على الزراعة أراضيهم ، وما هي أحوالهم المعيشية عندما يفقدون مصدر رزقهم الوحيد ؟؟!
وهذا الجدار لم يخطط له وفق حدود الرابع من حزيران / يونيو ، والحدود الدولية التي أقرت ، إنما وفق أهواء المخطط الإسرائيلي الذي دخل في تخبط سراديب الظلام بعد ان فقد البوصلة السياسية . وعليه فإن هذا الجدار سيؤدي إلى ضم حوالي 20% من أراضي الضفة الغربية ، وبضمنها العديد من المستوطنات الى "إسرائيل"
هذا الجدار يزيد ويعمق المأساة في المنطقة ، ويخلق المزيد من الفوضى للعرب في الداخل والفلسطينيين الذين يسعون لتوفير لقمة الخبز لأولادهم . الممارسات السلطوية على أرض الواقع في المنطقة أقل ما يمكن وصفها بالجرائم النكراء التي تهدف إلى تحويل التجمعات السكنية العربية إلى مناطق عسكرية وترسيخ سياسة التنكيل والقمع وتقييد حركة أبناء الأقلية العربية . والأخطر أن هذا الجدار يعطي الشرعية لكل جندي بإطلاق الرصاص الحي في كل إتجاه ، وكل شخص يتواجد بمحاذاة الجدار ، فليس صدفة أن قتلوا في الفترة الأخيره ثلاثة من أبناء الأقلية العربية بالرصاص الإسرائيلي عند تواجدهم بالقرب من منطقة حدود الرابع من حزيران / يونيو .
وهو أن هذا السياج هو المرحلة الأولى في مخطط تهجير ( ترانسفير) منظم ، والذي يستلهم مقولة بن غوريون بشأن (( الحد الأقصى من الأرض والحد الأدنى من العرب )) . ويعني ذلك بالنسبة للضفة الغربية تطويق الديموغرافية الفلسطينية وعزلها في عشرات الكانتونات الصغيرة المفتقرة إلى أدنى تواصل جغرافي ، داخل قبضة استيطانية وعسكرية جدرانها تبدأ من الشرق بالشريط الاستيطاني والعسكري المتوغل- ككتلة واحدة – بعمق في الضفة على الامتداد من غور بيسان حتى شمالي البحر الميت ، ثم الجنوب حيث شريط متقدم ليتصل بالقدس الكبرى ، وليحقق التواصل الاستيطاني بينها وبين منطقة الخليل وجبالها ، وأخيرا شريط قوسي متوغل من الشمال حتى أطراف مدينة نابلس ومحافظاتها ، وممتد على طول ((الخط الأخضر )) ماراً بجنين ثم منحرفاً نحو الجنوب متجاوزا طولكرم وقلقيلية بحيث يتوغل ما وراء مناطق التجمعات الفلسطينية ، وفقا للخارطة الاستيطانية القائمة .
هي أنه (( سوراً هجومياً وليس دفاعياً وحسب )) . إن فكرة رفع سور في وجه هجمات المقاومة الفلسطينية هي أحد الأغراض الآنية والمباشرة لهذا الإجراء ، بيد أن ترحيل الفلسطينيين هو الغرض الأكبر والنهائي .
أصبح مشهداً مأساوياً يتكرر بشكل يومي زوجة فلاح فلسطيني في قرية ما من القرى التي أوقعها حظها ضمن مسار الجدار الفاصل تمسك بأغصان الزيتون وتتشبث بها بكل قوتها في محاولة لم تجدي أبداً لمقاومة الجنود الذين يقتادونها في نهاية المشهد مع زوجها واولادها عنوه الى خارج الأرض لتبدأ الجرافات هديرها الذي يشبه صوت الموت .
إحدى النساء الفلسطينيات اللاتي كانت واحدة من مئات كررن المشهد السابق ( الذي ينتظر آلافاً أخريات ) تقول : (( تمنيت الموت على أن أرى ما رأيت .. إنه منظر لن أنساه .. أرضي التي جبلناها بالعرق والدم والجهد ورزقتنا دوما بخيراتها تغتصب وتصادر على مرأى ومسمع من العالم ، ليس لسبب سوى كونها أرض يمتلكها فلاحون فلسطينييون بسطاء .. أي ضمير أو عداله ترضى بذلك ؟ )).