بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في سطور. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في سطور. إظهار كافة الرسائل

2016-10-06

الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في سطور

الشهيد القائد عبد القادر الحسيني في سطور

كشفت إحدى الوثائق (الصورة المرفقة) من أرشيف المجاهد القائد عبد القادر الحسيني  عن خيانة العرب له، وتحديداً الجامعة العربية آنذاك كما يرد في كتابة الشهيد عبد القادر الحسيني.
حيث حملت المذكرة المبعوثة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك، ما نصه :
"  السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية .... القاهرة .... 
إني أحملكم المسؤولية بعد أن تركتم جنودي في أوج انتصاراتهم بدون عون أو سلاح .... 
عبد القادر الحسيني"

 
ويقول موسى الحسيني(ابن الشهيد عبد القادر): "سعى والدي وعلى مدى أيام طويلة لإقناع الهيئة العربية العليا واللجنة العسكرية بإمداده ورجاله بالسلاح وقد كان السلاح مكدساً في المخازن، غير أنهم رفضوا طلبه وادعوا أن لا سلاح لديهم وهو ما أثار غضبه، رحمه الله، وقال لهم قولاً قاسياً وكتب استقالته "منوها إلى أن والده تألم كثيراً في ذلك الحين لسقوط القسطل في الوقت الذي كان يستجدي فيه العرب إمداده بالسلاح" .
وفي هذا الصدد يروي العارف عن القائد العسكري العربي إسماعيل صفوت باشا قوله للحسيني في ذلك الاجتماع: "ها قد سقطت القسطل، عليك أن تسترجعها يا عبد القادر، وإذا كانت عاجزاً عن استرجاعها فقل لنا، لنعهد بهذه المهمة إلى (القاوقجي)، فرد عليه عبد القادر الحسيني وهو غاضب: القسطل يا باشا، مأخوذة من كلمةcastle ، ومعناها الحصن, وليس من السهل فتح الحصن بالبنادق الايطالية والذخائر القليلة التي بين أيدينا، أعطني السلاح الذي طلبته منك وأنا استردها، ولقد كانت خطتي إلى الآن، أن أحاصر القدس والمستعمرات اليهودية وباب الواد، وان امنع وصول النجدات والمؤن إلى اليهود، ونجحت هذه الخطة، حتى إن اليهود شرعوا يموتون رجالهم بالقدس وفي المستعمرات بالطائرات، وأما الآن فقد تطورت الحال، وأصبح لدى اليهود مدافع وطائرات ورجال، وليس باستطاعتي أن احتل القسطل إلا بالمدفع، أعطني ما طلبت وأنا كفيل بالنصر.
فرد عليه الباشا: شونو عبد القادر؟ ما كو مدافع (لا يوجد مدافع!)
وأضاف العارف "عندئذ تميز عبد القادر من الغيظ ورمى بالخارطة في وجه الضباط العرب وقال بصوت سمعه الحاضرون: انتم خائنون، انتم مجرمون، سيسجل التاريخ أنكم أضعتم فلسطين، سأحتل القسطل وسأموت أنا وجميع إخواني المجاهدين".
وقال موسى الحسيني "لدى خروج والدي من الاجتماع غاضباً، لحق به رياض الصلح رئيس وزراء لبنان الذي كان حاضراً للاجتماع وكان معه مسدسان وأعطاهما لوالدي تعبيرا عن رفضه للكلام الذي استمع إليه في داخل الاجتماع من الضباط العرب ".
 

_ معركة القسطل :
يرى موسى الحسيني أن أهمية القسطل هي "أنها منطقة مرتفعة تشرف على الطرق التي تؤدي إلى القدس وكان حولها 5 مستعمرات يهودية تم الاستيلاء عليها".
وما زال طريق القسطل حتى اليوم هو الطريق الرئيس بين تل أبيب والقدس وبالإمكان رؤية بقايا دبابات وناقلات جند قديمة على الشارع المؤدي إلى القسطل وقد تم طلاؤها بألوان مختلفة لتبقى شاهدة على معركة وقعت هناك.
في مساء اليوم السادس من نيسان غادر عبد القادر الحسيني دمشق غاضبا وفي السابع من نيسان وصل إلى القدس وتوجه مباشرة إلى القسطل وكان معه عدد من الرجال بينهم حارسه عوض محمود احمد.
ويقول موسى الحسيني نقلاً عن الرواية التي سمعها من عوض: "قسم والدي مجموعات المجاهدين إلى فرق ووضع على رأس كل فرقة مسؤولاً، وتولى هو فرقة المتفجرات لأنه كان خبير متفجرات ..وقعت المعركة غير انه للأسف فان بعض المجموعات لم تتمكن من الصمود، سقط شهداء في أثناء المعركة وانتهت الذخيرة ولذلك فقد طلب والدي من عوض العودة إلى المدينة لجلب السلاح وطلب المساندة، ولكن وبعد مسيره مسافة 400 متر أصيب برصاص اليهود.. في ذلك الحين كان اشتد هجوم اليهود بمدافعهم.
_استشهاد عبد القادر الحسيني :
طبقاً لموسى الحسيني فان المعارك كانت شديدة جداً وقال "لم يكن لدى المجاهدين سلاح بل حتى لم يتوفر لديهم ما يكفي من الوسائل لإسعاف الجرحى" وأضاف "كان والدي يعد الألغام وكان يطلب من المجاهدين زرعها وتفجيرها بالأعداء".
وفي هذا الصدد يقول العارف "وجد عبد القادر نفسه وحيداً ومن دون ذخيرة أمام أول متراس من متاريس الأعداء، وكان هؤلاء قد تقووا بالنجدات الكبيرة التي أتتهم من القدس ومن المستعمرات اليهودية القريبة منهم، فأحاطوا بعبد القادر وبقواته المرابطة من ورائه، وكان الوقت قريباً من مطلع الفجر(8 نيسان) فما كاد الفجر ينبثق حتى ذاع الخبر، وصاح النذير أن عبد القادر وصحبه مطوقون بالأعداء وان معركة القسطل تكاد تنتهي بالفشل، واستنجد سكان القدس والمدن المجاورة لها، فلبى النداء فريق من الجهاد المقدس..وقيل أن عدد ن الذين خفوا إلى الميدان من الجنوب والشمال ناف يومئذ على الخمسمائة ورغم أن اليهود كانوا أكثر منهم عددا وعدة وإنهم قاوموا المغيرين مقاومة شديدة بالنيران التي أطلقوها من مدافعهم الرشاشة ومن بنادقهم الكثيرة المتنوعة فقد قام هؤلاء بحركة التفاف حول القسطل من الجنوب إلى الشرق فالشمال، وهنا التقوا بالمناضلين الذين جاؤوا لنجدتهم من الشمال فانقض الفريقان على القسطل انقضاض الصاعقة فدخلوها مهللين مكبرين وكانت الساعة قد دقت الثامنة".
وأضاف "سمع الصوت، المناضلون الذين كانوا يرابطون من الناحية القبلية، فتقدموا واقتحموا خطاً للدفاع اليهودي من هذه الناحية، ودخلوا القرية، وعندما التقى الفريقان فيها طهراها من الأعداء ورفعا العلم العربي على أعلى بناية فيها، وكانت الساعة وقتئذ قد دقت الرابعة من بعد ظهر الخميس الموافق 8 نيسان 1948..وما كان احد من المناضلين يعلم في ذلك الحين أن القائد قد مات".
موسى الحسيني: هكذا استشهد عبد القادر
يروي موسى الحسيني لـ"الأيام" أن والده استشهد بعد أن قتل عدداً من المقاتلين اليهود وقال" لقد وجد في غرفة في بيت المختار وهو مركون إلى سلم وقد أصيب إصابة بالغة في أسفل بطنه بشظايا قنبلة أصابته أيضاً في مواقع أخرى، كان معه مسدس وقطعة سلاح أخرى فارغة من الرصاص وكان أمامه 8 من المقاتلين اليهود قتلى على الأرض "وأضاف "هذا يدل انه قاتل حتى الرصاصة الأخيرة رحمه الله".
ويجزم موسى الحسيني انه "لم يعرف اليهود من هو ولذلك فان كل ما قيل من روايات عن اخذ مقتنيات كانت معه هو كذب وافتراء، فهو وجد شهيداً ومعه كل أوراقه ونقوده وسلاحه".
"بعد أن اكتشف رفاقه انه قد استشهد نقلوه إلى منزل شقيقه في القدس وفي اليوم التالي تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في المسجد الأقصى المبارك حيث ما زال قبره إلى الآن".
بجوار قبر الحسيني الآن قبران لشهيدين كبيرين من عائلة الحسيني هما الحاج أمين الحسيني وشهيد القدس فيصل الحسيني وهو ابن الشهيد عبد القادر.
خاص كرمالكم  _ أحمد الربابعة