في ظل الاستهداف الصارخ للمسجد الأقصى المبارك من قبل دولة الاحتلال والمجموعات الصهونية المتشددة التي لم تتوقف حتى كتابة هذه السطور عن اقتحامه والعبث بمعالمه الدينية، أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف تحت عنوان "المعبد إلى واجهة الأجندة الحكومية الصهيونية".
وقد تناول التقدير فكرة "المعبد" ووصولها إلى سدة القرار التنفيذي، لتصبح فكرة إنشاء "المعبد" تلاقي قبولاً واسعًا داخل الشارع اليهودي، وقد تبين ذلك جلياً خلال فترة الانتخابات، حيث فاز أصحاب فكرة "المعبد" بشكل غير مسبوق ليحتلوا مراكز متقدمة على المستوى الحكومي والبرلماني. وينبه التقدير إلى تزايد الجمعيات والمؤسسات اليهودية المعنية في "المعبد" وتجاوب الجماهير اليهودية مع فكرة إنشائه بشكل كبير.
وتناول التقدير أيضاً، الإجراءات التهويدية الميدانية التي تنفذها الجمعيات اليهودية بإشراف دولة الاحتلال وخاصة في سلوان وساحة البراق. ولفت إلى أن العديد من المشاريع قد تم تنفيذها لتهويد الجغرافيا المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، وأبرز تلك المشاريع مشروع زاموش ومخطط شارانسكي لتهويد منطقة حائط البراق والذي تبناه رسمياً رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو في 23/4/2013. ويشير التقدير إلى خلافات حادة تدور داخل مؤسسات "المعبد" التي تتراوح سقوفها ما بين تأهيل المنطقة كحديقة توراتية تبنى فيها بعض المعالم السياحية الجاذبة للزوار اليهود، وبين أخرى تحلم بإعادة بناء ما تسميه "مدينة داود" وفق التصور التوراتية لها.
وعرض التقدير ردة الفعل الفلسطينية من فكرة إنشاء "المعبد"، حيث ما زال الفلسطينيون بشكل عام والمقدسيون بشكل خاص يتصدون للاقتحامات التي تنفذها الجماعات الصهيونية المتشددة على الرغم من اصطدام هذه التحركات بالسقف القانوني التي تضعه دولة الاحتلال، والتي تقوم بالتضييق والاعتقال والترهيب وإقامة الحواجز. وينقل التقدير، لا مبالاة اليهود عند اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك وأنهم لم يعودوا يخشون ردة الفعل داخل المسجد بل باتوا يتوقعونها، مما دفع المصلون الفلسطينيون إلى تصعيد تصديهم من خلال استخدام الزجاجات الحارقة لصد اقتحامات المتطرفين اليهود داخل المسجد الأقصى.
أما في ما يتعلق بردود الفعل الرسمية والعربية، يشير التقدير إلى أن المواقف على الصعيد الرسمي لم تخرج من إطارها التقليدي المتوقع، وما زالت تحت سقف بيانات الشجب والإدانة، أما على الصعيد الشعبي، فتناول التقدير مسيرة القدس العالمية بحيث كرسها الشعب العربي والإسلامي كمحطة شعبية وإسلامية لنصرة القدس وتفعيل الاهتمام بها.
وينقل التقدير في الجزء الأخير منه أيضاً، قراءة ما بين سطور الاتفاقية التي وقعتها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والعاهل الأردني عبدالله الثاني ليضع نقاطاً ثمانية حول فحوى هذه الاتفاقية كان أبرزها التزام ملك الأردن بالعمل على بذل الجهود الممكنة لرعاية المقدسات .