بحث هذه المدونة الإلكترونية
إظهار الرسائل ذات التسميات تحميل كتب. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات تحميل كتب. إظهار كافة الرسائل
2017-05-02
تحميل كتاب الموسوعة الفلسطينية - حرف الالف pdf مجانا
تحميل كتاب الموسوعة الفلسطينية - حرف الالف pdf مجانا
المصدر: كتب pdf ضمن تصنيف كتب سياسية.
رابط التحميل: كتاب الموسوعة الفلسطينية - حرف الالف
تحميل كتاب تاريخ فلسطين القديم منذ أول غزو يهودي حتى آخر غزو صليبي pdf
تاريخ فلسطين القديم منذ أول غزو يهودي حتى آخر غزو صليبي
تحميل وقراءة أونلاين كتاب تاريخ فلسطين القديم منذ أول غزو يهودي حتى آخر غزو صليبي pdf مجانا
لظفرالإسلام خان.
المصدر: كتب pdf ضمن تصنيف كتب سياسية.
رابط تحميل الكتاب:
اضغط هنا: تاريخ فلسطين القديم منذ أول غزو يهودي حتى آخر غزو صليبي
2016-03-03
تحميل كتاب: هولندا والعالم العربي منذ القرون الوسطى حتى القرن العشرين
تحميل كتاب: هولندا والعالم العربي منذ القرون الوسطى حتى القرن العشرين
تأليف: نيقولاس فان دام * ,
Nikolaos van Dam.
ترجمة: أسعد جابر
الكتاب
عبارة عن مقالات لمجموعة من الباحثين الهولنديين المهتمين بالشرق عن علاقة
العرب بهولندا منذ القرون الوسطى وحتى القرن العشرين، حول علاقة هولندا باالعالم العربي في العلوم و اللغة و الثقافة و الفن و التجارة.
المقالات
قدمت نبذة مختصرة عن العلاقات من النواحي التجارية و اللوحات الاستشراقية و
المخطوطات العربية في هولندا و أيضا نبذة عن أهم المستشرقين الهولنديين و
انجازاتهم، و على رأسهم دوزي الذي كان مستشرقا نشيطا، فهو من ألف المعجم
المفصل لأسماء الملابس عند العرب. فضلا عن شهرة كرسي الدراسات الاستشراقية
بجامعة ليدن التي خرّجت الكثير من المستشرقين البارزين في القرون الماضية، و
أيضا شهرة مطبعة بريل التي طبعت الكتاب العربي... و أيضا حوى الكتاب الحديث عن بعض الشخصيات الهولندية الذين
زاروا الشرق و كتبوا عنه أو رسموا أو عاشوا فيه أو جاؤوا خصيصا لشراء
مخطوطاته!!
الكتاب ثري و غني لمن هو مهتم بهذا الموضوع، و معزز بكثير من الصور و اللوحات.
يعتبر هذا الكتاب بمثابة نافذة سحرية على عالم بنكهة معتقة، ففي هذا الكتاب تعثر على الكثير من المعلومات و الشخصيات التاريخية،
الكتاب ثري و غني لمن هو مهتم بهذا الموضوع، و معزز بكثير من الصور و اللوحات.
يعتبر هذا الكتاب بمثابة نافذة سحرية على عالم بنكهة معتقة، ففي هذا الكتاب تعثر على الكثير من المعلومات و الشخصيات التاريخية،
والقارئ للكتاب كأنه يسير في زوايا مدينة مهجورة وحده، يستمع لوشوشة
الجدران عن قصص لم تعد تروى، و كأنه نفخ الروح فيما اندرس و لم تمسه يد
منذ أمد بعيد، و كأنه يعيش الحكاية ثانية...
لوحة غلاف الكتاب: صورة زيتية من متحف الدولة في أمستردام على قماش{110x63سم} وهي منظر للجزائر وسفينة أمير البحر ده رايتر 1662م للرسام رينير تومس.
لوحة غلاف الكتاب: صورة زيتية من متحف الدولة في أمستردام على قماش{110x63سم} وهي منظر للجزائر وسفينة أمير البحر ده رايتر 1662م للرسام رينير تومس.
بعض الصور و المعلومات:
صورة مكيـّة في كسوة عروس 1888 لـ كرستيان سنوك هرخرونيه Christiaan Snouck Hurgronje
و جدير بالذكر أن كرستيان هذا قد عاش في مكة عدة اشهر بعد أن دخل باسم عبد الغفار عام 1885، و كان أول مستشرق غربي دارس يدخلها. و ألف كتابا عنها "صفحات من تاريخ مكة المكرمة" مطعما بصور عن مكة و الكعبة و المكيين.
"القدس" 1572م لـ جورج براون و فرانز هوخنبرخ "Jerusalem in Gerog Braun and Franz Hogenberg's Civitates
و الصورة الأصل موجودة بحجم كبير بحيث يمكن رؤية التفاصيل الصغيرة
صفحات من تاريخ مكة
----
"منظر لدمشق" 1860م لـ شارلز وليم ميريديث فان ده فيلده Charles William Meredith van de Velde
يمكن أن تكون هذه إطلالة جبل قاسيون على دمشق!!
----
طرابلس الشام 1694م من عمل رومين ده هوخه
في الكتابِ أمران مهمان:
1- تلك الصورُ والرسوماتُ التي رسمَها وخطَّها الفنانون الهولنديون للعالَمِ العربي وخصوصا تلك المتعلقةِ بالخليجِ العربي وعمانَ، 2- الفصلُ والمقالُ المتعلقُ بالمصطلحاتِ العربيةِ التي دخلتْ إلى اللغةِ الهولنديةِ وهي مصطلحاتٌ كثيرةٌ لاسيما تلك المتعلقة بالعلومِ مما يعكسُ الأثرَ الكبيرَ المؤثرَ للحضارةِ الاسلاميةِ حينَها،
- قد تكون المخطوطاتُ التي اهتم بها المستشرقون الهولنديون قليلةً ولا تشكل رقما كبيرا مقارنةً مع غيرهم من المستشرقين الآخرين إلا أنها تمثلُ تميزا لا يساوي نسبتها القليلة. وأفضلُ ما فيها هي مخطوطاتُ محفوظة في جامعة ليدن
* نيقولاس فان دام , Nikolaos van Dam/ مواليد 1 أبريل، 1945
كان سابقا
سفير هولندا لعدة بلاد عربية وإسلامية ، وهو مستشرق هولندي / باحث مهتم بشؤون الشرق الأوسط..
بدا بدراسة اللغة العربية الفصحى عام 1964م وكان ممن شجعه على دراسة العربية والده الذي درس العربية على يد المستشرق سنوك هورجرونج.
درس فان دام العربية والعلوم السياسية والاجتماعية في جامعة أمستردام وبعدها حصل على الدكتوراه في الأدب عام 1977م. درّس تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة أمستردام ما بين اعوام (1970–75).
درس فان دام العربية والعلوم السياسية والاجتماعية في جامعة أمستردام وبعدها حصل على الدكتوراه في الأدب عام 1977م. درّس تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة أمستردام ما بين اعوام (1970–75).
2016-02-22
تحميل مباشر وقراءة كتاب مبادئ دروس العربية بصيغة pdf مجانا
تحميل مباشر وقراءة كتاب مبادئ دروس العربية بصيغة pdf مجانا
كتاب: مبادئ دروس العربية
تأليف: محمد محى الدين عبد الحميد
للمساهمة في إثراء المكتبة العربية على الشبكة العنكبوتية نضع بين أيديكم
هذا الكتاب للتحميل المباشر والمجاني, فلن تتقدم أمة إلا بالقراءة والإطلاع
على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى والأخص على ثقافتها هى أيضا.
كتاب: مبادئ دروس العربية
تأليف: محمد محى الدين عبد الحميد
يشتمل هذا الكتاب على ما يلزم المبتدئين معرفته في علم النحو مع مزيد من العناية بالاسئلة والتمرينات.
كتب الكتاب من اجل ان يحيا التراث العلمي المفقود وهوكتاب قريب التناول سهل الاسلوب.
للمساهمة في إثراء المكتبة العربية على الشبكة العنكبوتية نضع بين أيديكم
هذا الكتاب للتحميل المباشر والمجاني, فلن تتقدم أمة إلا بالقراءة والإطلاع
على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى والأخص على ثقافتها هى أيضا.
إضغط هنا لتحميل كتاب: مبادئ دروس العربية
تحميل وقراءة كتاب القلم والسيف حوارات مع دافيد بارساميان مجاناً, تأليف إدوارد سعيد
تحميل وقراءة كتاب القلم والسيف حوارات مع دافيد بارساميان مجاناً
تأليف إدوارد سعيد, كتاب بصيغة pdf.
للمساهمة في إثراء المكتبة العربية على الشبكة العنكبوتية نضع بين أيديكم هذا الكتاب للتحميل المباشر والمجاني, فلن تتقدم أمة إلا بالقراءة والإطلاع على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى والأخص على ثقافتها هى أيضا.
إضغط هنا لتحميل كتاب: القلم والسيف حوارات مع دافيد بارساميان
تحميل مباشر وقراءة كتاب السلطة والسياسة والثقافة مجانا , تأليف إدوارد سعيد كتاب بصيغة pdf.
تحميل مباشر وقراءة كتاب السلطة والسياسة والثقافة مجانا
تأليف إدوارد سعيد كتاب بصيغة pdf.
للمساهمة في إثراء المكتبة العربية على الشبكة العنكبوتية نضع بين أيديكم هذا الكتاب للتحميل المباشر والمجاني, فلن تتقدم أمة إلا بالقراءة والإطلاع على ثقافات الأمم والشعوب الأخرى والأخص على ثقافتها هى أيضا.
اسم الكتاب: السلطة والسياسة والثقافة.
المؤلف: إدوارد وديع سعيد (1 نوفمبر1935 القدس- 25 سبتمبر2003)
مُنظر أدبي فلسطيني, حامل للجنسية الأمريكية. كان أستاذا جامعيا للغة الإنكليزية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية ومن الشخصيات المؤسسة لدراسات ما بعد الكولونيالية. كما كان مدافعا عن حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وقد وصفه روبرت فيسك بأنه أكثر صوت فعال في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
إضغط هنا لتحميل كتاب: السلطة والسياسة والثقافة.
2015-04-15
تحميل كتاب حكومة العالم الخفية . لـ [شيريب سبيريدوفيتش].
تحميل كتاب حكومة العالم الخفية . لـ [شيريب سبيريدوفيتش].
ترجمة مَأموُن سَعيد
تحرير وتقديم أحمَد رَاتب عَرموش
صدر من دار النفائس
تحرير وتقديم أحمَد رَاتب عَرموش
صدر من دار النفائس
مقدمة
{... وَيـَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64]
المؤلف والكتاب
مؤلف هذا الكتاب ، كما قدمه ناشر الطبعة الإنكليزية، هو شيريب سبيريدوفيتش Cherep Spiridovich، سليل أسرة نبيلة تتحدر من أصل اسكندنافي، وجدُّه الأعلى هو الأمير رورك Rurik الذي استدعاه السلافيون عام 862م إلى نوفجورود Novgorod حيث أسس أسرة حاكمة أعطت لروسيا اسمها.
وقد اتصف سبيريدوفيتش (بغيرة روحية دافقة هي نتاج التقاليد الإسكندنافية التي ورثها، والتعليم الخاص الذي لُقِّنه والتدريب الذي نشأ عليه. وامتاز بموهبة عجيبة في التأليف، وقدرة خارقة على الحفظ، الأمر الذي يسّر له جمع معلومات وافرة عن مواضيع مختلفة. وتضافرت هذه العوامل كلها على خلق فهمه لمتطلبات الحاضر من خلال قدرة معجزة على التنبؤ بالمستقبل) بحسب قول ناشر الطبعة الإنكليزية.
أما ما يقوله مؤلف الكتاب في كتابه، بعدما ذكر أنه لم يُضع الوقت في تحسين أسلوبه الإنكليزي، واعترف بقصور عباراته (ص 29 من الطبعة الإنكليزية) فهو الآتي : ’’وربما كان ممكنـًا تدارك كثير من عيوب هذا الكتاب لولا فقدان الشجاعة والوطنية بين الناشرين الأميركيين، وضعف مواردي الخاصة، مما اضطرني إلى اختصار المادة، وترتيبها لا في أفضل صورة، وإنما في أكثرها اقتصادًا. ومن هنا جاءت الطريقة (التلغرافية) في الكتابة، وفقدان الترابط المنطقي المتسلسل للفقرات، والأسلوب المتكلف والمصطنع. وكان هدفي الرئيس تجميع الحقائق وعرضها على الناس بسرعة قصوى ما وجدت إلى ذلك سبيلاً‘‘.
وهذا الكلام من أفضل ما يوصف به الكتاب، فهو معين لا ينضب من المعلومات عن أهم حوادث التاريخ الحديث، وأشهر القادة والرؤساء العالميين، جمعها المؤلف وحشرها في 195 صفحة باللغة الإنكليزية من دون تبويب أو ترتيب، فقد وضع لكل صفحة عنوانـًا وذكر فيها ما سمحت له الظروف أن يذكره، فنراه يتكلم في صفحة ما على (الحكومة العالمية) ثم ينتقل إلى الحديث في الصفحة ذاتها، أو في التي تليها، عن دور الروتشيلديين في فرنسا، ثم يقفز مباشرة إلى الحرب الأهلية الأميركية، كل ذلك لا يجمعه أي رابطة منطقية أو تصنيف معين، فلا الأحداث متسلسلة تاريخيًا، ولاهي مرتبة بحسب الدول أو المواضيع، وقد يعيد في صفحة ما، تحت عنوان معين، ما ذكره في صفحة أخرى تحت عنوان آخر.
ونظرًا لأهمية المعلومات التي وردت في الكتاب والتي تعطي فكرة واضحة عن خلفية الأحداث الغامضة، والقوى المحركة وراء كل حدث عجز الناس عن إيجاد تفسير منطقي له، وكي تغدو هذه المعلومات سهلة التناول، فقد عمدنا إلى ترجمة الكتاب ثم تصنيف المعلومات المهمة التي وردت فيه بحسب مواضيعها، بعدما اختصرنا ما وجدنا ضرورة لاختصاره، وأغَفلنا ما لا علاقة له بالموضوع أو كان مكررًا.
ولئن كان الكتاب ’’جلُّه عن اليهود فهو لم يوضع في الأساس ضدهم‘‘، كما ذكر ناشر الطبعة الإنكليزية في بداية مقدمته، لكن كتابته ’’بوحي من الضمير‘‘ على حد قول المؤلف، جعلت الكتاب بمجمله يأتي ضد اليهود، ويجعل الحل الوحيد لمشاكل العالم في القضاء عليهم {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: الآيـة 118].
وقد اختار المؤلف لكتابه العنوان الآتي : (حكومة العالم السرية) أو (اليد الخفية) [The Secret World Government] or [The Hidden Hand] وكتب على الغلاف (اقرأ هذا الكتاب فيتغير العالم في نظرك) و (توضيح مائة حدث تاريخي غامض).
وينطلق المؤلف في كتابه من قناعة كاملة بوجود هيئة يهودية لها صفة عالمية، قدَّر عدد أفرادها في أوائل القرن العشرين بثلاثمائة رجل يهودي يرأسهم أحدهم، نظامهم ديكتاتوري استبدادي، ويعملون وفق خطة قديمة مرسومة للسيطرة على العالم، فهم عبارة عن حكومة خفية تحكم الشعوب بوساطة عملائها، ولا تتوانى عن قتل كلِّ مسؤول أو تحطيمه إذ يحاول الخروج عن طاعتها أو يقف حجر عثرة في سبيل تنفيذ مخططاتها. ولها من النفوذ والقدرة – في نظره – ما يجعلها قادرة على إيصال أيِّ (حقير) إلى الزعامة وقمة المسؤولية وتحطيم أيِّ قائد حينما تشاء. ويشرح في كتابه دور هذه الحكومة في الأحداث والثورات والحروب العالمية لغاية سنة 1928.
المنظمة السرية
وما يسنده المؤلف إلى (حكومة العالم الخفية) شبيه بما يسنده (وليام غاي كار) في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج) إلى (النورانيين)، بينما يؤكد كتَّاب آخرون أن قيادة الماسونية العالمية – ويعطونها أسماء مختلفة – هي عبارة عن حكومة سرِّية عالمية تتحكم في شعوب العالم، من وراء ستار، حتى إن شيريب سبيريدوفيتش نفسه يقول في الصفحة 56 من الطبعة الإنكليزية، لهذا الكتاب : ’’يؤكد م.كوبند ألبنسلي M. Copind Albancelli أن القوة الخفية التي تتحرك من خلف الماسونية هي الحكومة السرية للشعب اليهودي...‘‘.
وهكذا نلاحظ أن الجميع يدورون حول فكرة وجود منظمة سرية عالمية، يختلفون في أسمائها، لكنهم ينسبون إليها الأعمال نفسها. ونرى بعضهم موضوعيّـًا في بحثه، يورد الحوادث ويستنتج منها أمورًا يقبلها العقل، بينما يظهر (الهَوس) في كتابات آخرين، فيعزون كل حدث عالمي لا يجدون له تفسيرًا إلى تلك (القوة الخفية) حسبما يسميها كل منهم.
وكي لا ننجرف نحن أيضًا وراء هؤلاء (الآخرين)، ونضيع في متاهات الاستنتاجات والمعلومات التي يقدمونها لنا، يجدر بنا أن نقف قليلا لنحدد، ولو بشكل استنتاجي، ماهيّة ودور هذه (القوة) التي لا نستطيع أن نعطيها اسمًا معينًا حتى الآن:
1- فمما لا شك فيه، وهذا أمر ثابت تاريخيًّا، أنه ظهر، خلال حقب التاريخ المختلفة، جمعيات سرية كانت تغرق في السرية (والرمزية) كلما ازداد أعداؤها في اضطهاد عناصرها وظلمهم.
2- وكثيرًا ما تعرضت هذه الجمعيات لافتضاح أمرها واعتقال أفرادها، ومن ثم شيوع طرائق تنظيمها وإفشاء أسرارها.
3- ومن الطبيعي أن التنظيمات اللاحقة تستفيد من أخطاء التنظيمات السابقة وتتأثر بها وتتحاشى هنّاتها ولو تغيرت الغايات والأهداف، فإذا ما تشابهت الأهداف فمن الطبيعي أن تتشابه (الرموز) و(الطقوس) وربما التسميات.
4- ومن المعروف تاريخيًّا أنه كان لليهود دولة بمعنى الدولة، في زمن النبي سليمان عليه السلام فقط([1])، ومنذ سنة 587 قبل الميلاد، حينما أغار بختنصر على مملكة يهوذا وساق أهلها أسرى إلى بابل، لم يستطع اليهود إقامة دولة على الرغم من محاولاتهم المتكررة التي كان يعقب كلا منها تشتت جديد وتشرُّد في مختلف أنحاء العالم، وهناك في بابل (في الأسر) اخترع زعماؤهم فكرة (الوعد) ورسَّخوا في أذهانهم خرافة (شعب الله المختار) ليحافظوا على وحدة الشعب وصفائه العنصري ويعيدوا إليه ثقته بنفسه([2]).
5- لذا لا يستبعد عقليًّا أن يعمد اليهود إلى تأسيس جمعية سرية تعمل على تحقيق أهدافهم، بل أكثر من ذلك، لا يستبعد تشكيلهم لحكومة عالمية سرية، تتألف من قادتهم ذوي الأطماع الكبيرة في السيطرة على شعوب العالم، التي يسمونها (غوييم)، وهم الذين يعتقدون أن اليهود (شعب الله المختار)، وهذا ما يجعلنا لا نستغرب، بل نميل، إلى الاعتقاد بأنه يوجد لليهود (حكومة عالمية سرية) لا وطن لها ولا أرض ولا سلطات، وهم الذين قضت عليهم طبيعتهم أن لا تكون لهم حكومة فعلية أو وطن أو أرض ودولة.
6- لكن يجدر بنا أن نتساءل، ما هو مدى سيطرة هذه المنظمة السرية أو (الحكومة الخفية) على الحكومات الحقيقية، وعلى التنظيمات العالمية، وبخاصة تلك التي ارتبط اسمها بالصهيونية العالمية، وأخص بالذكر (الماسونية).
الماسونية
هنا نترك الجواب لأحد كبار الماسون العرب في معرض دفاعه عن الماسونية. يقول الأستاذ فؤاد فضول، في كتابه (الماسونية خلاصة الحضارة الكنعانية) [ص37] ، نقلا عن جان أبي نعوم وهو من كبار الماسون أيضًا: ’’من هنا ساد الاعتقاد أن البنَّاء الحرَّ الأول كان كنعانيًّا، وأن البنَّائية( [3] ) هي بنت الحضارة الكنعانية، وهي قديمة قدم الإنسان، والصهيونية دخيلة عليها ومتجنية فكريًّا وعمليًّا ودينيًّا‘‘، ثم يفرد الأستاذ فضول فصلا مستقلا تحت عنوان (تسلل الصهيونية) – إلى الماسونية طبعًا – ومما يقول فيه : ’’ورب قائل لا يهمنا الماضي بل يهمنا الحاضر. وحاضر البنائية يظهر علاقة البنائية بالصهيونية. لمثل هذا نقول : إن التنكر للماضي هو تنكر للمستقبل ونحن نرفض بشدة قبول الأمر الواقع، ونعمل لتصحيح الحاضر‘‘.
إذًا، فالحد الأدنى من علاقة الماسونية بالصهيونية، الذي لا يختلف عليه الماسون مع غيرهم، هو تسلل الصهيونية إلى الماسونية واستغلالها. وحتى يصحح الحاضر فليس هنالك اختلاف في علاقة الماسونية بالصهيونية.
لكن فئة كبيرة من الناس تجزم بأن الماسونية بجميع محافلها تدار عن طريق التسلسل من قبل قيادة يهودية لا يدخلها غير اليهود، ومن هؤلاء مؤلف كتابنا هذا. أما الأستاذ عبد الرحمن سامي عصمت([4]) فيقسم الماسونية إلى ثلاث فرق:
الفرقة الأولى : هي الماسونية الرمزية العامَّة ذات الدرجة (33)، وهي الشائعة في جميع الأقطار، وسميت عامة لأنها للناس كافة على اختلاف أديانهم. ولها ثلاث درجات أعلاها الدرجة (33) ويسمى حاملها (أستاذًا أعظم).
الفرقة الثانية : هي الماسونية الملوكية (العقد الملوكي)، وهي متمّمة للفرقة الأولى، ويُقبل فيها الأساتذة الأعاظم الحائزين على الدرجة (33) ممن أدَّوْا خدمات جلي لتحقيق أهداف الماسونية، لكن لا يجوز لهؤلاء أن يتعدَّوا المرتبة الأولى فيها، وهي مرتبة الرفيق، إذا كانوا من غير اليهود.
الفرقة الثالثة : هي الماسونية الكونية ، وهذه لا يعرف رئيسها ولا مقرّها أحد، سوى أعضائها من رؤساء محافل (العقد الملوكي) وكلهم من بني يهودا. ولهذه الماسونية محفل واحد لا يتعدد.
وهذه الفرقة تصدر تعليماتها إلى محافل العقد الملوكي، وعن طريق هؤلاء تصل الأوامر إلى محافل الماسونية الرمزية. (انتهى ما اقتبسناه من كتاب الصهيونية و الماسونية).
ويؤكد الرأي الأخير ما كتبته مجلة القوات المسلحة بالقاهرة في العدد رقم 421 سنة 1964 :
’’ احتفل في فلسطين المحتلة بوضع حجر الأساس لأكبر محفل ماسوني في العالم، وقد تحدث في هذه المناسبة الحاخام الإسرائيلي فقال بالحرف الواحد:
أيها الأخوة الماسون من كل بلاد العالم، نحتفل اليوم بوضع الحجر الأساس لأكبر محفل ماسوني في العالم، وسيضيء الطريق أمام الماسونية لتحقيق أهدافها. إننا جميعًا نعمل من أجل هدف واحد، هو العودة بكل الشعوب إلى أول دين محترم أنزله الله على هذه الأرض، وما عدا ذلك فهي أديان باطلة(!) أديان أوجدت الفُرْقة بين أهل البلد الواحد وبين أيِّ شعب وآخر ... ونتيجة لمجهوداتكم سيأتي يوم يتحطم فيه الدين المسيحي والدين الإسلامي ويتخلص المسلمون والمسيحيون من معتقداتهم الباطلة المتعفنة، ويصل جميع البشر إلى نور الحق والحقيقة.
أيها الأخوة الماسون:
فلتجعلوا من هذا المحفل قبلة لمحافلكم. قبلة تتجهون في صلواتكم إليها إذا أردتم الخير لهذا العالم وإذا أردتم الخير لأنفسكم ...‘‘
كذلك فقد نشرت الصحف بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967 خبرًا يفيد بأن المحفل الماسوني البريطاني تقدم بطلب إلى بلدية القدس يطلب فيه شراء المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان مكانه.
لكن يجب أن لا ننسى، إنصافـًا للناس، أن نشير إلى أن معظم ماسونيي بلادنا، إن لم نقل كلهم، لا يعرفون هذه الحقائق، فهم جميعهم مهما ارتفعت درجاتهم، يعتبرون في الدرجات الماسونية الدنيا، وبذلك يبقون خارج المخططات العالمية. ومنهم من يترك الماسونية عندما يسمع هذا الكلام عنها، ومنهم من يكابر على أمل يختلف بين واحد وآخر...
أما مدى نفوذ هذه المنظمة السرية، أو (حكومة العالم الخفية)، كما يريد مؤلفنا أن يسميها، على الحكومات الفعلية فهذا ما يختلف بين حكومة وأخرى، فقد يصادف أن يكون رئيس دولة ما عضوًا في بعض هذه المنظمات، بينما يمكن أن يكون رئيس آخر عدوًا لدودًا لها. كذلك فإن قوتها الفعلية أمر فيه نظر. والذي نعتقده أن ما يكتب ويذاع فيه الكثير من التهويل والمبالغة. وذلك مما يرضي قادة تلك المنظمات ويجعلهم يضحكون في سرهم مما يكتب ويذاع، وهم أعرف بأنفسهم، بل ربما ساعدوا على زيادة التهويل والتشويش ضمن مخطط مدروس لحرب نفسية مركزة.
لكننا في الوقت عَينِه يجب أن لا نقلل من أهمية دور هذه المنظمات وما قدمته وتقدمه للصهيونية العالمية، ف "إسرائيل" ليست وليدة المصادفة بل هي نتيجة تاريخ طويل من العمل الدؤوب المركز، ومخطط رهيب تمَّ تنفيذه على مراحل، ودفع اليهود ثمنه من أموالهم ودمائهم ورجالهم.
اليهود
وهذا يقودنا إلى الحديث عن أصل اليهود والتاريخ اليهودي، والأسلوب الذي اتبعوه حتى وصلوا إلى فلسطين وأقاموا دولة (مؤقتة) فيها، سنبيّن فيما بعد لماذا (مؤقتة).
فاليهود حاليًا يقسمون إلى قسمين: ساميين وأشكيناز (غير ساميين). واليهود الساميون أصلهم مختلف فيه، من المؤرخين من يجعلهم ساميين وينسبهم إلى إبراهيم الذي خرج مع والده (أور) في جنوبي العراق، وتوجهوا إلى حرَّان شمالي سورية. وهناك توفي والد إبراهيم الذي يختلفون في اسمه كذلك، ثم هاجر إبراهيم إلى أرض كنعان حوالي سنة 2000ق.م. ومن نسله جاء يعقوب (إسرائيل) ثم يوسف الذي توصل إلى مركز كبير في مِصر يشبه منصب وزير الزراعة في عصرنا الحاضر... وبقي بنو إسرائيل لاجئين في مصر حتى أخرجهم موسى عليه السلام، وهذه الرواية هي التي يميل معظم علماء اليهود إلى تأكيدها. بينما يذهب مؤرخون آخرون إلى أن اليهود خليط متنوع من الناس جمعهم الحرمان وسوء السلوك؛ فهم كالصعاليك في العصر الجاهلي أو العيارين والشطار في العصر العباسي، كانوا يغيرون على المدن الكنعانية فيعملون بها سرقة ونهبًا وحرقًا، ومع الأيام شكلوا فرقة من الناس وأصبحت لهم لغة هي خليط من اللغات القديمة، لغات الآشوريين والكنعانيين والفينيقيين([5]).
ولئن كان تاريخ اليهود الساميين مشوهًا، وأصلهم مختلف فيه، فمن الثابت أن اليهودية دين مغلق في وجه أي منتسب جديد، والمبادئ التي تحكم السلوك اليهودي (التلمود) سرّية لا يجوز الاطلاع عليها لغير اليهودي([6]) مما طور اليهودية من دين سماوي إلى ما يشبه (المنظمة السرية). فإذا أخذنا تاريخ اليهود الساميين بدءًا بالنبي موسى عليه السلام معتمدين على روايات الكتب المقدسة نجد أن موسى كان يعيش في مصر مع قومه بني إسرائيل لاجئين هناك. ثم خرج على رأس قومه هاربين من فرعون وجنوده باتجاه فلسطين. ومات موسى وقومُه تائهون في الصحراء ولم يستطيعوا أن يدخلوا فلسطين، ثم في زمن داوود، حوالي سنة ألف قبل الميلاد، دخلوا القدس، لكنهم لم يسيطروا على كل فلسطين، ولم يلبثوا بعد ابنه سليمان أن انقسموا إلى دول وممالك ... وممالكهم التي يتغنون بها في فلسطين لم تكن لتتجاوز الواحدة منها مدينة وعدّة قرى([7]). أي إنهم كانوا يطلقون على شيخ القبيلة لقب ملك. ومن أشهر ممالكهم مملكة السامرة ومملكة يهودا. وقد أغار سرجوس الإغريقي على السامرة سنة 721ق.م واحتلها. وفي سنة 586ق.م أغار بختنصر على مملكة يهودا التي كانت عاصمتها أورشليم (القدس) وحطَّم الهيكل واقتاد اليهود أسرى إلى بابل. أمَّة بكاملها، إذا صحَّت التسمية، تكون لاجئة في مصر قبل بضعة قرون، ثم تنقل بمجموعها أسيرة مسبية إلى بابل.
وهناك في بابل أرْسَخَ زعماء اليهود في أذهانهم كما ذكرنا قصة (الوعد) و(أرض الميعاد).. وكانوا يحاولون دائمًا العودة إلى فلسطين، لكن فلسطين ألحقت سنة 550ق.م بدولة الفرس، وفي سنة 160م احتلها الرومان، وبقيت كغيرها من بلاد الشام عربية محتلّة من قبل الرومان وتابعة لهم حتى فتحها المسلمون ودخل سكانها في دين الإسلام، وما زالوا أكثرية حتى هذا التاريخ (إذا استثنينا المهاجرين الجدد الذين غدوا أكثرية في الكيان الإسرائيلي بعد تهجير السكان الأصليين).
هذا هو أصل اليهود الساميين، أما الصهيونيون الذين يشكلون غالبية سكان إسرائيل الآن فهم بنسبة 82% أشكناز، أي يهود غير ساميين، حسبما تقرير المصادر الصهيونية ذاتها([8]). فقد توافدت في القرن الميلادي الأول مجموعات من العروق التركية المغولية والفنلندية إلى أوروبا قادمة من آسيا عبر الأراضي الواقعة شِمَال بحر قزوين والبحر الأسود وشكلوا في المنطقة الواقعة إلى شرقي أوروبا، وما بين بحر قزوين والبحر الأسود، مملكة عرفت باسم (مملكة الخزر) ولذلك كان بحر قزوين يسمى (بحر الخزر)، وكان الخزر وثنيين متساهلين دينيًّا([9]) ففضلوا اليهودية، بعد تحريفها على أيدي الحاخامات، على المسيحية أو الإسلام، ودخلوا كلهم في الدين اليهودي الجديد (المحرف). أما كيف انتقلت اليهودية إليهم، أو بالأحرى كيف قبلوا في الدين اليهودي، فهذا ما لا يوجد فيه رأي تاريخي مقنع([10])، وهم في نظر بعض اليهود ليسوا يهودًا لأسباب كثيرة لا مجال لتعدادها في هذه الصفحات.
وقد عاشت دولة الْخَزَر ما يقارب الخمسمائة سنة، وسيطرت على بلاد واسعة، وبلغت ذروة قوتها في القرن التاسع الميلادي، حيث تمكن السلاف بعد حروب طويلة من القضاء عليها سنة 965م. وقد تفرق الخزر اليهود إلى جماعات صغيرة حاقدة عاشت داخل المجتمع الروسي، وكانوا وراء معظم عمليات الشغب والاغتيالات السياسية في روسيا. وانتشر قسم كبير منهم في دول أوروبا الشرقية ومنها انطلقوا إلى كثير من دول العالم بخاصة الولايات المتحدة. هؤلاء هم اليهود الذين يتوافدون إلى فلسطين ويدَّعون فيها حقًّا تاريخيًّا مكتسبًا.
نستخلص مما سبق أن اليهود الساميين لم يحكموا فلسطين كلها في يوم من الأيام، والفترة التي أقاموا فيها (مملكة) كانت قصيرة جدًا، أقصِد مملكة داوود وسليمان، وماعدا تلك المملكة لم تكن الواحدة من ممالكهم لتتجاوز المدينة أو القرية وضواحيها. فهي ليست ممالك بمعنى الكلمة إنما هي أشبه بالقبائل المستوطنة، ولم يشكلوا في يوم من الأيام أكثرية في فلسطين، وليسوا هم سكانها الأصليِّين، إنما كان وضعهم الطارئ فيها دائمًا محتلين كوضعهم اليوم، وإن اليهود الذين قدموا ويقدمون إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة مهاجرين من دول أوروبا الشرقية وروسيا وغيرها، لا يمتُّون إلى العرق السامي أو اليهودية بصلة.
والنتيجة الطبيعية لعقيدة اليهود ولشعورهم بالنقص من التشرد والحرمان، مع اعتقادهم بأنهم مميزون (شعب مختار)، أنهم تحولوا إلى عناصر شغب وتخريب في كل البلاد التي حلوا فيها، واشتهروا بتنظيم الحركات السرية وكانوا وراء كل فتنة في التاريخ. لذلك نجدهم يحقدون على كل أمة، وحكومة قوية ظهرت في التاريخ. فعندما كان الإسلام قويًّا انتشر اليهود في البلاد يزرعون الفتنة، ويبذرون الفرقة، حتى غدوا وراء معظم الحركات السرية والفئات المذهبية التي شذت عن الإسلام. وبعدما دخل المسلمون في دور الانحطاط وأصبحت قيادة العالم بيد الأمم المسيحية، نقلوا نشاطهم إلى تلك البلاد. فهم على الرغم من انحطاط المسلمين لم يستطيعوا حتى شراء فلسطين بأموالهم. وحتى السلطان عبد الحميد الذي تنسب إليه كتب التاريخ كل نقيصة كان موقفه من هرتزل (قاد هرتزل الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، وقد رفض السلطان استقباله وأرسل إليه الكلام المذكور فيما بعد عن طريق رفيقه نيولنسكي) كما ورد في (يوميات هرتزل ص35، منشورات مركز الأبحاث – التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) كما يأتي:
قال السلطان لي:
’’ إذا كان هرتزل صديقك بقدر ما أن صديقي فانصحه أن لا يسير أبدًا في هذا الأمر. لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدًا من البلاد، لأنها ليست لي بل لشعبي. لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم وقد غذوها فيما بعد بدمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا. لقد حاربت كتيبتان من جيشنا في سورية وفلسطين، وقتل رجالنا الواحد بعد الآخر في (بلفنة) لأن أحدًا منهم لم يرض بالتسليم وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال. والإمبراطورية العثمانية ليست لي وإنما للشعب التركي، لا أستطيع أبدًا أن أعطي أحدًا أيَّ جزءٍ منها. ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسِّمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا جثثـًا ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان‘‘ (ص 378 النص الأصلي).
ما الذي حصل بعدما يئس اليهود من السلطان؟ استطاعوا بوساطة يهود الدونما القيام بانقلاب عليه، وحمل له كتاب التنازل يهودي منهم (قره صو)، ولم يكن عبد الحميد جاهلا للأسباب الرئيسَة التي أدت إلى خلعه.
وقد ظهر ذلك جليًّا في رسالة([11]) وجهها السلطان بعد خلعه إلى الشيخ محمود أبي الشامات في دمشق، يذكر له فيها ما عرض عليه زعماء جمعية الاتحاد (جون تورك) مقابل السماح لليهود بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول الله رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.
أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العليَّة الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة. إلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين راجيًا دعواته الصالحة.
بعد تقديم احترامي، أعرض أنني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.
سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلا ونهارًا، وأعرض أنني ما زلت محتاجًا إلى دعواتكم القلبية بصورة دائمة.
بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم ، وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة، المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ:
إنني لم أتخلَّ عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة.
إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين)، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف.
وأخيرًا وعدوا بتقديم (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهبًا، فرفضت التكليف بصورة قطعية أيضًا. وأجبتهم بالجواب القطعي الآتي:
(إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبًا – فضلا عن (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهبًا – فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي. لقد خدمت المِلَّة الإسلامية، والأمة المحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلن أسِّود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين. لهذا لن أقبل بتكليفكم بوجه قطعي أيضًا).
وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى سيلانيك. فقبلت بهذا التكليف الأخير.
هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطَّخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة ، فلسطين..
وقد كان بعد ذلك ما كان. ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعالي. وأعتقد أن ما عرضته كافٍ في هذا الموضوع المهم، وبه أختم رسالتي هذه.
ألثم يديكم المباركتين، وأرجو وأسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي.
سلامي إلى جميع الإخوان والأصدقاء.
يا أستاذي المعظم
لقد أطلت عليكم البحث. ولكن دفعني إلى هذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علمًا.ونحيط جماعتكم بذلك علمًا أيضًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خادم المسلمين
عبد الحميد بن عبد المجيد
اليهود والعالم المسيحي
وقد استطاع اليهود أن ينعزلوا عن المجتمعات التي عاشوا معها، وحافظوا على لغتهم ومعتقداتهم، وأقاموا فيما بينهم تعاونـًا وثيقـًا رغم انتشارهم في معظم بلدان العالم. والأسس العامة التي اتبعوها للسيطرة على العالم المسيحي وتحطيمه، قد لا تخرج كلها عما ورد في رسالة نشرتها سنة 1880 مجلة البحوث اليهودية الفرنسية قالت : (في 13/1/1489 كتب شامور حاخام مدينة إرل من أعمال مقاطعة بروفانس إلى المجمع اليهودي القائم في الآستانة يستشيره في بعض الحالات الحرجة. ومما جاء في الكتاب (إن الفرنسيين في اكس وإرل ومرسيليا يهددون معابدنا ، فماذا نعمل؟ ... فجاءه الجواب الآتي([12]):
أيها الأخوة الأعزاء،
بأسى تلقينا كتابكم. وفيه تطلعوننا على ما تقاسونه من الهموم والبلايا. فكان وقع هذا الخبر شديد الوطأة علينا. وإليكم رأي المرازبة والحاخامات:
- بمقتضى قولكم: إن ملك فرنسا يجبركم أن تعتنقوا الدين المسيحي.
اعتنقوه، لأنه لا يسعكم أن تقاوموا، غير أنه يجب أن تبقوا شريعة موسى راسخة في قلوبكم.
- بمقتضى قولكم: إنهم يأمرونكم بالتجرد من أملاككم.
فاجعلوا أولادكم تجارًا ليتمكنوا رويدًا رويدًا من تجريد المسيحيين من أملاكهم.
- بمقتضى قولكم : إنهم يعتدون على حياتكم.
فاجعلوا أولادكم أطباء وصيادلة ليعدموا المسيحيين حياتهم.
- بمقتضى قولكم : إنهم يهدمون معابدكم.
فاجعلوا أولادكم كهنة وإكليريكيّين ليهدموا كنائسهم.
- بمقتضى قولكم : إنهم يسومونكم تعدِّيات أخرى كثيرة.
فاجعلوا أولادكم وكلاء دعاوى، وكتبة عدل، وليتداخلوا دائمًا في مسائل الحكومة، ليخضعوا المسيحيين لنيركم. فتستولوا على زمام السلطة العالمية. وبذلك يتسنى لكم الانتقام.
سيروا بموجب أمرنا هذا، فتتعلموا بالاختبار أنكم بهذا الذل وهذه الضعة التي أنتم فيها ستصلون إلى ذروة القوة والسلطة الحقيقية.
في 13 كاسلو (ت2) 1489
التوقيع
أمير يهود القسطنطينية
وكان زعماؤهم يعقدون الاجتماعات السرية ليضعوا أسس التعاون فيما بينهم، ويرسخوا الخطط التي توصلهم إلى أهدافهم، ولعل أهم اجتماع كشف أمره وذاع سره هو مؤتمر بال في سويسرا سنة 1897، الذي خصص لوضع خطة تنفيذية لإقامة وطن قومي يهودي، ومتابعة تنفيذ ما جاء في (بروتوكولات حكماء صهيون). وقد جاء في البروتوكول الأول حول الموضوع الذي نحن بصدده: ’’إن الشعب لدى المسيحية أضحى متبلد الذهن تحت تأثير الخمر، كما أن الشباب قد انتابه العته لانغماسه في الفسق المبكر الذي دفعه إليه أعواننا من المدرسين والخدم والمربيات والنساء اللواتي يعملن في أماكن اللهو، ونساء المجتمع المزعومات اللواتي يقلدنهن في الفسق والترف‘‘.
’’ لقد كنا أول من صاح في الشعب فيما مضى بالحرية والمساواة والإخاء، تلك الكلمات التي راح الجهلة في أنحاء العالم يرددونها بعد ذلك بلا تفكير أو وعي ... وإنهم لفرط ترديد هذه الكلمات حرموا العالم من الإخاء كما حرموا الأفراد من حريتهم الشخصية الحقيقية‘‘.
وكانوا ينقلون مراكز قياداتهم السرية ونقاط تركيز نشاطهم من فرنسا إلى إنكلترا ثم أمريكا، بحسب تطور تلك القوى وقدرتها على التأثير في الأحداث الدولية، هكذا كان محطُّ رحالهم الأخير في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي القوة العالمية الناهضة التي ستكون أكثر القوى فاعلية في الأحداث الدولية. جاء في الصفحة 13 من الطبعة الإنكليزية لهذا الكتاب([13]) ’’ إن السيد برسبين يؤكد بأننا لا نقبل جماهير الآسيويين، غير أن الواقع يكذب ما ذهب إليه، إذ أن أسوأ أنواع اليهود المغول الآسيويين تتدفق على الولايات المتحدة ليل نهار في كتل بشرية متتابعة، وكثير من المكاتب اليهودية تزوِّر جوازات سفر لليهود، فالمهاجرون إلى نيويورك قلما يكونون من غير اليهود، وهم يتظاهرون بأنهم بولنديون أو روس أو أيرلنديون‘‘.
ولم يكن زعماء الولايات المتحدة الأميركيون غير مدركين للخطر. فقد جاء في خطاب لأحد زعماء الاستقلال بنجامين فرانكلين([14]) عند وضع دستور الولايات المتحدة سنة 1789:
’’ هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود‘‘.
’’ أيها السادة في كل أرض حلَّ بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون في غيرهم، وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليًّا، كما هي الحال في البرتغال وأسبانيا‘‘...
’’ منذ أكثر من /1700/ سنة واليهود يندبون حظهم العاثر، ويعنون بذلك أنهم قد طردوا من ديار آبائهم(!)، ولكنهم أيها السادة، لن يلبثوا إذا أعطتهم الدول المتحضرة اليوم فلسطين أن يجدوا أسبابًا تحملهم على ألا يعودوا إليه. لماذا؟ لأنهم طفيليات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم‘‘.
’’إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها، فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة سنة إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه، ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوتات المالية، يفركون أيديهم مغتبطين‘‘.
’’ إنني أحذركم أيها السادة: إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيًا، فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم. إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط‘‘.
’’ إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول. إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لا بد من أن يستبعدوا بنص الدستور‘‘([15]).
ولكن على الرغم من كل ذلك فقد استطاع اليهود، بإتباعهم جميع الطرق الملتوية أن يسيطروا على الولايات المتحدة ومعها هيئة الأمم التي يشغلون فيها أهم المناصب. إن المرشحين لرئاسة الجمهورية في أميركا يتبارون لكسب ودِّ أصغر يهودي. وقد لا نغالي إذا قلنا إن الولايات المتحدة (ربيبة إسرائيل) وليس العكس، وإن رئيس وزراء إسرائيل هو الذي يرجح كفة المرشح ليغدوا رئيسًا، والرئيس الأميركي ما هو إلا أفضل قارئ لما يكتبه مستشاره اليهودي. هذا مع أن معظم الأميركيين يكرهون اليهود كراهتهم للزنوج وأكثر. لكن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العام عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف ودور النشر والسينما .. وما زالوا يجهدون للإجهاز على المجتمع الأميركي بترويج الشذوذ الجنسي والحشيش والأفيون، وجميع (الصرعات) التي تظهر متلاحقة في المجتمع الغربي.
الشيوعية والصهيونية
أما الشيوعية، وهي القوة العالمية الثانية في العالم، وهي (فكرة يهودية) وضعها كارل ماركس (اليهودي)، فيكفينا أن نذكر عدد اليهود في اللجنة المركزية اليهودية أيام لينين وستالين لندرك العلاقة بين الشيوعية والصهيونية. ويجب أن لا يفوتنا أن روسيا هي ثاني دولة اعترفت بإسرائيل وأبدت استعدادها للتدخل عسكريًا لحمايتها.
في زمن لينين سنة 1918 تألفت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهي أعلى سلطة في الاتحاد السوفيتي، على الشكل الآتي([16]):
(برونشتاين [تروتسكي] ، ابفلبوم [زينوفييف] ، لوري [لارين] ، أوريتسكي ، فولودارسكي ، روزبنفيلدت [كامينيف] ، سفيردلوف [يانكل] ، ناخامكي [ستيكلوف])، ويقول ويلتون (المؤلف) إن هؤلاء التسعة هم يهود جميعًا. ومعروف أن اللجنة المركزية كانت مؤلفة من 12 عضوًا. وغني عن البيان أن لينين كان متزوجًا يهودية وأمه يهودية أيضًا.
أما في أيام ستالين فقد تألفت اللجنة المركزية، كما ورد في كتاب (حكام روسيا) للكاهن دانيس فاهي : ’’إن اللجنة المركزية الشيوعية (سنة 1936) تألفت من 59 عضوًا، منهم 56 عضوًا يهوديًا، والثلاثة الآخرون كانوا متزوجين بيهوديات، ومنهم ستالين نفسه ..‘‘ (وعدَّد الأسماء).
وعلى الرغم من التبدل الأخير في سياسة روسيا تجاه إسرائيل، فما زالت تصرُّ على أن إسرائيل خُلقت لتبقى وترفض بحث أية فكرة تتناول الكيان الإسرائيلي. وتكتفي بتنفيذ دورها في لعبة ما يسمونه بـ(التوازن في المنطقة).
ويجب أن لا يغرب عن بالنا أيضًا أن اليهودي يكون شيوعيًا أو رأسماليًا أميركيًا أو يوغسلافيًا أو ...، ولكنه يبقى فوق كل ذلك، وقبل كل ذلك، يهوديًا (فقد بقي اليهود بسبب التلمود، بينما بقي التلمود في اليهودي) كما يقول إسرائيل أبراهامز([17]).
"إسرائيل"
.... واليوم قطعت الصهيونية العالمية شوطًا كبيرًا من مخططاتها ... وجاءت إسرائيل مولودًا غير شرعي للتآمر الدولي على الحق العربي، لكن أحلام (الشعب المختار) أكبر من إسرائيل وأكبر من فلسطين. يقول الدكتور ناحوم غولدمان([18]) :
’’ لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة إليهم، ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويًا، بفضل التبخر، ما قيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن، وليس أيضًا لأن مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأميركيتين مجتمعتين، بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، ولأنها المركز الإستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم‘‘.
لن نطيل الكلام على أحلام اليهود ومعتقداتهم، باختصار هم يعتقدون أنهم فوق البشر. وأفراد جميع الشعوب ، ويسمونها (غوييم)([19])، إنما خُلقوا ليكونوا عبيدًا وخدمًا لبني إسرائيل. ومعتقداتهم تبيح لهم إتباع أقذر الوسائل لتحقيق أهدافهم مما لا يقرُّه أيُّ دين سماوي أو مبدأ أخلاقي.
لكن نظرة سريعة إلى التاريخ ترينا أن الخذلان والفشل كان حليفهم في كل محاولاتهم منذ السبي إلى بابل، وذلك لأنهم كلما قامت لهم قائمة ظهر سلوكهم على حقيقته .. فيتحول إشفاق العالم إلى نقمة ويتذكر الناس مخازيهم عبر التاريخ.
لقد خُلقت "إسرائيل" في ظروف معينة جعلت الدول الكبرى، التي لا تتفق على قضية، تتفق على إيجاد إسرائيل. ومع كثيرًا من الزعماء كانت لهم مصلحة مع الصهيونية العالمية، فإن كثيرًا منهم أيضًا كانت تسيطر عليه فكرة (الشفقة)، وهذا ما كان يسيطر على الشعوب أيضًا، نتيجة لما فعله النازيون باليهود. ولذلك ما زالت المساعدات الألمانية تتدفق على إسرائيل تعويضات عن جرائم النازيين بحق اليهود!
وعلى الرغم من كل مظاهر القوة لدى دول إسرائيل، فإنها ما زالت تعيش على المساعدات الخارجية، ولو انقطعت تلك المساعدات لانهارت الدولة الهجين تلقائيًّا وفقدت جميع مقومات وجودها.
إن إسرائيل تحمل في ذاتها أسباب دمارها، وقد بدأ يظهر سريعًا سلوكها ومعتقداتها وأطماعها. ومثال بسيط يكشف القناع عن وجهها. فعندما قام شباب من الفدائيين باحتجاز الفريق الرياضي الإسرائيلي للألعاب الأولمبية لعام 1972 في ميونيخ، وطالبوا بالإفراج عن زملاء لهم معتقلين في "إسرائيل" مقابل تركهم أعضاء الفريق الرياضي، دبَّرت إسرائيل مذبحة مروعة لرياضييها وللفدائيين، وذلك كي تجد مبررًا لإراقة الدماء. وقام جيشها يوم السبت الذي يسبق يوم عيد الغفران([20])، سنة 1972 بالهجوم على لبنان، وقتلَ مئات الأطفال والأبرياء، مع أنه يحرم العمل يوم السبت، لكن قتل غير اليهودي فيه قربى لله، بحسب معتقداتهم، أعظم من التعطيل عن العمل في يوم عيدهم.
إن العقائد التلمودية اليهودية، وعدم أحقية إسرائيل في أرض العرب، وقلة عدد اليهود في العالم، ولو اجتمعوا، وكون الدولة اليهودية إنما قامت وما زالت على المساعدات الخارجية وشفقة العالم، كل ذلك وغيره من عوامل كافية لانهيار الكيان الدخيل على المنطقة.
لكن يجب أن ندرك أن الانهيار لن يحدث تلقائيًا، وبخاصة أن الدول الكبرى ما زالت تصرُّ على موقفها من الكيان الإسرائيلي. ولكي لا نغالي في التفاؤل نسارع إلى القول بأن إسرائيل لو استطاعت أن تتدارك بعض هذه النواحي السلبية، مثلا لو استطاعت أن تستغني عن المساعدات الخارجية لـَصَعُبَ إنهاؤها.
إن إسرائيل تحمل شعار (عليَّ وعلى أعدائي يا رب) ولا مانع لديها من جرِّ العالم كله إلى حرب عالمية لا تُبقي ولا تذَر، لكنها قد لا تستطيع توريط الشعوب في حرب فيها دمارها، والتوازن الدولي يمكن أن يسمح للعرب بتصفية حساباتهم مع إسرائيل منفردين، لو أنهم استطاعوا الاستفادة من اللعبة الدولية، اللعبة التي تغيّرت قواعدها مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرُّد الولايات المتحدة بقيادة العالم.
ولا يخفى على ذي بصيرة أن الولايات المتحدة تعدُّ إسرائيل ربيبتها، وولاية من ولاياتها، أو حاملة طائرات من طائراتها، في حين (يتمتع رئيس الوزراء الإسرائيلي بسلطة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تفوق تلك التي يملكها في بلاده نفسها)([21]).
حدثني رئيس إحدى البعثات العربية إلى الأمم المتحدة قال : استقليت سيارة أجرة من مبنى الأمم المتحدة إلى منزلي، وفي الطريق تبادلنا الحديث، فإذا به يهودي، قال : ’’نحن اليهود قليلو العدد لا نستطيع أن نحكم العالم ، ورأينا الولايات المتحدة تحكم العالم، فعملنا على أن نحكم الولايات المتحدة، وبذلك نتحكم بالعالم‘‘. هذا حديث سائق سيارة أجرة يهودي، فأين زعماؤنا ومفكرونا وأهل الرأي فينا من هذا؟
لا شك أننا بحاجة إلى تفكير يتماشى مع العصر، وعمل لا يتحدُّه حدود، وإلا غدونا من الأمم البائدة، لا يتوافر من يقرأ الفاتحة على أرواحنا.
نهاية إسرائيل
إن قوة العرب الذاتية أكبر من كل تصور، على الرغم من جميع مظاهر الضياع السائدة، ما يجعل التفوق إلى جانبهم فور استغلالهم طاقاتهم المبعثرة، لدى العرب من العلماء والمهندسين والأطباء والمخترعين والضباط والمتخصصين و... أضعاف ما عند اليهود. والعرب عاطفيون، والعاطفة سلاح ذو حدَّين، فكما يتصف أصحابها بالتسرع وطيب القلب وربما السطحية في مناقشة الأمور .. فهم يجودون بأرواحهم رخيصة في سبيل ما يؤمنون به، وثأرًا لكرامتهم إذا ما ثلمت.
إن اتحاد العرب، وتوحيد جيوشهم وتقديم الكفاءة في كل بلد عربي على الولاء، وتوظيف طاقات الأمة العربية في المعركة، يحوِّل واقع الهزيمة إلى نصر، واستجداء السلاح إلى تصنيعه، والندب على حائط مبكى العموم في هيئة الأمم إلى فرض الشروط على مجلس الأمن.
كل هذا ممكن، وغيره كثير، لا نريد أن نسترسل فيه، فهو كالحلم اللذيذ، لكن هذا الحلم يمكن أن يصبح حقيقة، وعندها سيحمد العالم الذين أوجدوا إسرائيل أن جمعوا اليهود في فلسطين، وستطل روح مؤلف كتابنا هذا من السماء ضاحكة من كل جهد بذله الصهيونيون وأضاع هو الوقت في تسطيره في كتاب.
أحمد راتب عرموش
____________________________________________
الهوامش
[1] توفي النبي سليمان عليه السلام حوالَي سنة 922ق.م، ويصعب الجزم بوجود أيِّ علاقة نسبية بين سليمان وشعبه من جهة ويهود أوروبا، وهم الطبقة الحاكمة والمميزة في إسرائيل اليوم من جهة أخرى. ذلك أن بعض المؤرخين يؤكدون أن معظم يهود أوروبا هم من الخزر الذين كانوا يقطنون جَنوبَ البحر الأسود، كما سنوضح فيما بعد.
[2] لمزيد من الإيضاح حول هذه الفكرة راجع : (( التوراة : تاريخها وغاياتها)) و ((تاريخ فلسطين القديم)) للأستاذ ظفر الإسلام خان، وكلاهما من منشورات ((دار النفائس)).
[3] ((البنَّائية)) هو الاسم الذي يطلقه الماسون على الماسونية.
[4] كتاب ((الصهيونية و الماسونية)) ، عبد الرحمن سامي عصمت.
[5] للمزيد من التوسع في هذا الموضوع راجع كتاب الأستاذ أديب العامري وحديثه إلى مجلة ((الحوادث)) عدد814 سنة 1972، و((العرب واليهود في التاريخ)) للدكتور أحمد سوسة.
[6] راجع ((التلمود)) للأستاذ ظفر الإسلام خان، منشورات دار النفائس.
[7] راجع ((تاريخ فلسطين القديم)) للأستاذ ظفر الإسلام خان، منشورات دار النفائس.
[8] راجع (( الموسوعة اليهودية)) The Jewish Encyclopedia و ((موسوعة بيرز)) وكتاب ((أحجار على رقعة الشطرنج)) لـ وليام غاي كار.
[9] راجع موسوعة ((فانك أند واغنلز)) Funk and Wagnalls.
[10] اليهود لا يعترفون بيهودية إنسان ما لم يكن من أم يهودية، وقد اعترض الحاخام الأكبر في حيفا على زواج واحدٍ من ضباط المظلات من غاليا بن غوريون ((حفيدة بن غوريون)) لأنها من أم مسيحية، والحجة التي قدمها الحاخام ((ليس هناك أيُّ إثبات على أنها يهودية)) (جريدة لوموند،24 شباط 1968).
[11] كنت قد حصلت على صورة هذه الوثيقة منذ فترة من الزمن، وقبل نشر هذا الكتاب، وفي وقت كنت أقوم فيه بالتحقق من صحتها وكيفية وصولها إلى أبي الشامات، نشرت مجلة العربي، في عددها رقم 69 (ديسمبر) 1972، مقالا قيمًا للأستاذ سعيد الأفغاني تحدث فيه عن هذه الوثيقة وقصتها، وقد جاء فيه : ’’كان الشيخ محمود أبو الشامات شيخ الطريقة الشاذلية اليشرطية، وأول خليفة لصاحب الطريقة الشيخ علي اليشرطي المشهور ... وكان راغب رضا بك ، مدير القصر السلطاني أيام السلطان عبد الحميد، من مريدي الشيخ، وكلما زار الشيخ (إستانبول) نزل عند مريده مدير القصر. والظاهر أن السلطان الذي لا تخفى عليه خافية من شؤون حاشيته، اطلع على الأمر، فسأل مدير قصره عمَّن يكون ضيفه، فأخبره أنه شيخه في (الطريق) ووصف له حاله ما ملأ سمع السلطان وهاجَهُ لاستزارته. فلما اجتمع به ملأ عينه وقلبه، وطلب منه (الطريق) فلباه، وأصبح السلطان من تلاميذ الشيخ في الشاذلية وأورادها وأذكارها، وقد عرفت أن الشيخ حسن الحاضرة، تتقبله القلوب، فتعلق به السلطان. كما أخذ عنه (الطريق) جملة من وجهاء إستانبول وموظفي القصر السلطاني وجنوده وحراسه. فلما خلع السلطان ووضع في قصر (سيلانيك) كان من الحراس الذين أقيموا عليه، أحد تلاميذ الشيخ أبي الشامات، وعن طريقه كانت تتم المواصلة السريَة الكتابية بين الشيخ والسلطان المخلوع، وحفظ الزمان لنا هذه الرسالة التي أرسلها السلطان إلى الشيخ‘‘. وقد احتفظ الشيخ بهذه الرسالة سرًا طوال عهد الاتحاديين ثم أطلع عليها بعض خلصائه، وبعد وفاته حافظ عليها أولاده أيضًا، وهذه أول مرة تنشر في كتاب.
[12] وردت الرسالة مع بعض الاختلاف في النص في كتاب ((اليهود))، إعداد زهدي الفاتح ص114، مأخوذة عن كتاب صدر سنة 1608 بعنوان ((((La Silva Curiosa.
[13] مؤلف الكتاب عن Plain English , August, 13 , 1921.
[14] عن مجلة المسلمون العدد 7 سنة 1955 ، عن وثيقة معهد بنجامين فرانكلين في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
[15] للقارئ أن يقرر ما تحقق من نبوءة فرانكلين ... لقد أصبح رئيس الولايات المتحدة من الصهيونيين المسيحيين، وغدا ألعوبة بأيدي مستشاريه اليهود. وصار أحفاد بنجامين فرانكلين وزملاؤه، من أبطال الاستقلال الأميركي، يقاتلون في أفغانستان والعراق وغيرهما من بلاد العالم نيابة عن اليهود، ولتحقيق مصالح اليهود والمرابين من المتصهينين وتجار الحروب.
[16] كتاب ((أيام رومانوف الأخيرة)) مؤلفه ((روبير ويلتون)) مراسل التايمز اللندنية في روسيا. (الصفحة 136- 138 من الطبعة الفرنسية الأصلية).
[17] ((التلمود: تاريخه وتعاليمه)) ص34.
[18] من محاضرة له في مونتريال في كندا عام 1947، نشرتها جريدة (الاتحاد الوطني) في مونتريال عدد12/53 عام 1953.
[19] للتوسع في المعنى (الغوييم) راجع (التوراة: تاريخها وغاياتها) منشورات (دار النفائس).
[20] هو العيد الذي يصادف العاشر من تشرين (العبري) ويتميز بالصيام الكامل والصلاة المستمرة والاعتراف بالذنوب والخطايا. ((والاعتراف بالخطايا، الذي يكرر مرات متعددة في أثناء النهار، يعدد فقط الخطايا الشكلية ولا يشمل الجرائم ضد باقي البشرية)) (عن روفائيل باتاي رئيس قسم الأبحاث في معهد تيودور هرتزل، وناشر موسوعة الصهيونية وإسرائيل). وهكذا لم يكن على اليهود أن يعترفوا بقتلهم الضحايا أثناء عدوانهم على لبنان، فهي ليست أخطاء شكلية!
[21] بول فندلي Paul Findley، ويجرؤون على الكلام ص92.
تحميل كتاب حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم سري في العالم
كتاب حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم سري في العالم
حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم سري في العالم
منصور عبد الحكيم
الماسونية - أسم يثير حوله الكثير من الغموض والريبة..بل لا يكاد يثير سواهما فليس من السهل معرفة أشياء تعبر عن حقيقتها وأهدافها دون التستر خلف أفكار ومعانى أخرى. وفي هذا الكتاب الذى ما هو إلا حلقة من سلسلة يتناول "الماسونية" قام المؤلف بدراسة لنشأتها وحقيقة فكرها فتعرض لهذا الفكر من الزوايا التى اختارها ( الماسون) أنفسهم. ليس هذا فحسب وإنما توغل في تفاصيلها المختلفة من رموز ودرجات ومحافل ومراسم إنضمام وصلوات واناشيد.
يستعرض المؤلف في كتابه أيضاً الماسونية القديمة و الحديثة ومدى تنوع طقوسها بين دول العالم. يقوم المؤلف يعرض لكل هذه المعلومات الموثقة والخطيرة لجمعها في خيط واحد يستدل منه على أهداف الماسونية الحقيقة فتلخص في ( السيطرة على العالم لصالح الصهيونية) وهو هدف يتخفى خلف ستار ( الحرية والمساواة والإخاء) وهو ستار ينخدع به الكثيرون ممن يأتى ذكرهم في الكتاب كماسونين سابقين.. فهو - الكتاب - دراسة حافلة بالعديد من المعلومات القيمة حول أقدم تنظيم سرى حول العالم.
مجموعة من 15 جزء، تطرح حقيقة ما يجري بالعالم من خفايا الأحداث ومؤامرات وحقائق، وتكشف السلسلة اموراً غامضة سيتفاجئ منها البعض عن طبيعة ما يجري خلف الكواليس:
لتحميل الكتب إضغط على العنوان:
1- النشأة.الاهداف.الطقوس
2- العالم رقعة شطرنج منظمات سرية تحرك العالم.
3- من يحكم العالم اصابع خفية تقود العالم.
4- الاسرار الكبري للماسونية واهم الشخصيات الماسونية.
5- اوراق ماسونية سرية للغاية المخطط السري للسيطرة.
6- مؤامرات وحروب صنعتها الماسونية للسيطرة علي العالم.
7- حكومة الدجال الماسونية الخفية.
8- دولة فرسان مالطا وغزو العراق.
9- سلالات وعائلات و منظمات تحكم العالم.
10- بروتوكولات حكماء صهيون-المخططات .الماسونية
منصور عبد الحكيم
الماسونية - أسم يثير حوله الكثير من الغموض والريبة..بل لا يكاد يثير سواهما فليس من السهل معرفة أشياء تعبر عن حقيقتها وأهدافها دون التستر خلف أفكار ومعانى أخرى. وفي هذا الكتاب الذى ما هو إلا حلقة من سلسلة يتناول "الماسونية" قام المؤلف بدراسة لنشأتها وحقيقة فكرها فتعرض لهذا الفكر من الزوايا التى اختارها ( الماسون) أنفسهم. ليس هذا فحسب وإنما توغل في تفاصيلها المختلفة من رموز ودرجات ومحافل ومراسم إنضمام وصلوات واناشيد.
يستعرض المؤلف في كتابه أيضاً الماسونية القديمة و الحديثة ومدى تنوع طقوسها بين دول العالم. يقوم المؤلف يعرض لكل هذه المعلومات الموثقة والخطيرة لجمعها في خيط واحد يستدل منه على أهداف الماسونية الحقيقة فتلخص في ( السيطرة على العالم لصالح الصهيونية) وهو هدف يتخفى خلف ستار ( الحرية والمساواة والإخاء) وهو ستار ينخدع به الكثيرون ممن يأتى ذكرهم في الكتاب كماسونين سابقين.. فهو - الكتاب - دراسة حافلة بالعديد من المعلومات القيمة حول أقدم تنظيم سرى حول العالم.
مجموعة من 15 جزء، تطرح حقيقة ما يجري بالعالم من خفايا الأحداث ومؤامرات وحقائق، وتكشف السلسلة اموراً غامضة سيتفاجئ منها البعض عن طبيعة ما يجري خلف الكواليس:
لتحميل الكتب إضغط على العنوان:
1- النشأة.الاهداف.الطقوس
2- العالم رقعة شطرنج منظمات سرية تحرك العالم.
3- من يحكم العالم اصابع خفية تقود العالم.
4- الاسرار الكبري للماسونية واهم الشخصيات الماسونية.
5- اوراق ماسونية سرية للغاية المخطط السري للسيطرة.
6- مؤامرات وحروب صنعتها الماسونية للسيطرة علي العالم.
7- حكومة الدجال الماسونية الخفية.
8- دولة فرسان مالطا وغزو العراق.
9- سلالات وعائلات و منظمات تحكم العالم.
10- بروتوكولات حكماء صهيون-المخططات .الماسونية
2014-12-20
تحميل كتاب أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين
تحميل كتاب أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكتاب والإذاعيين
"تراكم" الأخطاء اللغوية في مجال الإعلام خاصة، هو في الحقيقة "تأسيس" لقواميس مُغالطة سيكون لها أثرها السالب على "اغتراب" الأجيال القادمة عن لغتها الصحيحة والسليمة. وإصرار الإعلاميين والكتّاب على "ارتكاب" الأخطاء هو نوع من الإجرام في حق اللغة..
لن يقبل "الكثيرون" إذا قلنا: أن المُشتغل بالكتابة والإعلام يُفترض به أن يكون لغويا قبل ذلك، وواقع الحال أن أكثر من يسيؤون للغة هم المُشتغلون بها.
في هذا الكتاب "محاولة" للوقوف على الأخطاء اللغوية الشائعة عند الكتّاب والإذاعيين ونضع هذا الكتاب لعله يثير انتباه المعنيين بخطورة الأمر، فاللغة هي مفتاح "الدين" و"الفكر" و"الذّوق".. وعلينا أن نتخيّل أجيالا تتربى على الأخطاء اللغوية كيف ستفهم دينها وتاريخها وكيف تتذوق الأدب و...
"تراكم" الأخطاء اللغوية في مجال الإعلام خاصة، هو في الحقيقة "تأسيس" لقواميس مُغالطة سيكون لها أثرها السالب على "اغتراب" الأجيال القادمة عن لغتها الصحيحة والسليمة. وإصرار الإعلاميين والكتّاب على "ارتكاب" الأخطاء هو نوع من الإجرام في حق اللغة..
لن يقبل "الكثيرون" إذا قلنا: أن المُشتغل بالكتابة والإعلام يُفترض به أن يكون لغويا قبل ذلك، وواقع الحال أن أكثر من يسيؤون للغة هم المُشتغلون بها.
في هذا الكتاب "محاولة" للوقوف على الأخطاء اللغوية الشائعة عند الكتّاب والإذاعيين ونضع هذا الكتاب لعله يثير انتباه المعنيين بخطورة الأمر، فاللغة هي مفتاح "الدين" و"الفكر" و"الذّوق".. وعلينا أن نتخيّل أجيالا تتربى على الأخطاء اللغوية كيف ستفهم دينها وتاريخها وكيف تتذوق الأدب و...
إضغط هنا لتحميل الكتاب بصيغة PDF
2014-12-08
فقه السيرة مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة كتاب للشيخ العلامة شهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي
فقه السيرة مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة
كتاب للشيخ العلامة شهيد المحراب
محمد سعيد رمضان البوطي
دراسة منهجية علمية لسيرة المصطفى وما تنطوي عليه من عظات ومبادئ وأحكام
كتاب للشيخ العلامة شهيد المحراب
محمد سعيد رمضان البوطي
دراسة منهجية علمية لسيرة المصطفى وما تنطوي عليه من عظات ومبادئ وأحكام
يثبت هذا الكتاب أن الغرض من دراسة السيرة
النبوية ليس لمجرد الوقوف على الوقائع التاريخية ولا سرد ما طرف أو جمل من
القصص والأحداث، وإنما الغرض منها أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في
مجموعها متجسدة في حياته صلى الله عليه وسلم بعد أن فهمها مبادئ وقواعد
وأحكامًا مجردة في الذهن، فيتناول فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم من
خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أن محمدًا عليه الصلاة والسلام
لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيده الله
بوحي من عنده وتوفيق من لدنه، ويؤكد على أهمية أن يجد الإنسان بين يديه
صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة كي يجعل منها دستورًا
يتمسك به ويسير عليه ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من
نواحي الحياة فإنه واجد كل ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على
أعظم ما يكون من الوضوح والكمال، ويؤكد أيضا على أن يجد الإنسان في دراسة
سيرته صلى الله عليه وسلم ما يعينه على فهم كتاب
الله وتذوق روحه ومقاصده، إذ إن كثيرًا من آيات القرآن إنما تفسرها
وتجليها الأحداث التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه منها .
ويؤكد كذلك على أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسته سيرته صلى الله عليه
وسلم أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها
متعلقًا بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق إذ لا ريب أن حياته عليه الصلاة
والسلام إنما هي صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادئ الإسلام وأحكامه . ويبرهن
كذلك على أن حياته صلى الله عليه وسلم تقدم إلينا نماذج سامية للشاب
المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدم النموذج الرائع
للإنسان الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في
سبيل إبلاغ رسالته .
لتحميل الكتاب (396 صفحة) بصيغة PDF اضغط هنا
2014-11-23
قراءة في كتاب: مصطلحات يهودية... احذروها. مع رابط تحميل الكتاب
قراءة في كتاب: مصطلحات يهودية... احذروها. مع رابط تحميل الكتاب
هذا عنوان كتاب يقع في 75 صفحة، ألّفه عيسى القدومي وصدر عن مركز بيت المقدس، نابلس للدراسات التوثيقية، جاء في مقدمة الناشر وهو المركز، هذا القول: في هذه الرسالة حصر لطائفة مهمّة، من تلك المصطلحات الدخيلة - وأورد المؤلف منها 30 مصطلحاً التي سعى اليهود في نشرها عالمياً، ليبدو الاحتلال اليهودي لفلسطين، وما نتج عنه أمراً طبيعياً، وذكر البديل والصواب لها، وبين المغزى اليهودي في نشرها وعولمتها، كما حوت عدداً من أسرار إشاعة تلك المسميات والمصطلحات التي تهدف إلى زعزعة ثوابت الأمة الإسلامية.
أما المؤلف فقد ذكر في مقدمته التي بلغت 3 صفحات أن الشعب الفلسطيني، ومعه المسلمون والعرب، يعيشون ظاهرة خطيرة، متمثلة باستبدال عدد من المصطلحات، خلال الصراع مع اليهود، وتلك ثمرة الحرب الإعلامية اليهودية، إذ انتشرت عدد من المراكز والمؤسسات اليهودية، والصهيونية المتخصصة، بنشر تلك المصطلحات التي لا تألو جهداً في نشر المصطلحات اليهودية وتعميمها من خلال عدد من وسائلها وبرامجها وإعلامها الذي يعد من أكثر أنواع الإعلام دهاءً، ومكراً وخبثاً، فسوقت المصطلحات التوراتية، والألفاظ اليهودية - المكذوبة - ذات المعاني والمضامين الدينية والسياسية التي يراد لها أن تسود ثقافة العالم لتقبل ولا ترفض، وتصدّق ولا تكذّب (ص7).
وأردف يقول: ولهذا تنبه المراقبون الدوليون، لعملية تشويه الحقائق، فقال: (كال فون هورن) في كتابه العنصرية اليهودية (3-586) لقد أدهشتنا براعة الكذب التي زيفت الصورة الصحيحة، منذ اجتمعت وسائل الإعلام الماهرة، ولم يسبق لي في حياتي، أن اعتقدت أنّ في الوسع تحريف الحقيقة، يمثل هذه السخرية والبراعة (ص9).
يقع هذا الكتاب في طبعته الثانية عام 1423هـ، في 75 صفحة مع المقدمة والخاتمة والفهارس من القطع المتوسط، علماً أنّ طبعته الأولى في نفس عام 1423هـ، ما يدل على رواجه، وسرعة نفاده، وهو الإصدار الرابع من سلسلة هذا المركز في دراسته التوثيقية، كما يحمل في صفحة الغلاف الأخيرة عبارة إهداء لجنة العالم العربي، جمعية إحياء التراث بالكويت، فيورد مع كلّ مصطلح بعنوان بارز، المصطلح الصواب، ثم يكتب تحته المصطلح اليهودي، ثم يشرح الفرق بين الاصطلاحيين، وهدف اليهود من مصطلحهم، في صفحة ونصف في الأعمّ الأغلب، وقد ينقص أو يزيد، بحسب الحاجة للشرح والتوضيح.. ولم يرقّم هذه المصطلحات، ولعل ذلك عائد إلى قلة المصطلحات، وبروزها بعناوينها، في أوائل الصفحات.
كما حرص الناشر على الإكثار من النجمة السداسية باعتبارها رمز اليهود، ويسمونها نجمة داود في أعلى كل صفحة وأسفلها، حتى يكون هذا الشعار حاضراً في ذهن القارئ، مع قراءة الكتاب، وكبّر وجسّم في الصفحة الأولى للغلاف، بين قبتي مسجد الصخرة، والمسجد الأقصى بالقدس.. لتحريك المسلمين بذلك.
- جاء المصطلح الأول كما يأتي: المصطلح الصواب: المشرق الإسلامي، المصطلح اليهودي، الشرق الأوسط، وقال: جاء هذا المصطلح كمقدمة ضرورية للتعايش مع اليهود، ولإفساح مكان للكيان اليهودي في المنطقة العربية الإسلامية، للإقرار والاعتراف في أن يكون اليهود عضواً في جسم الدول العربية، والأمة الإسلامية، ما يعطي اليهود صفة الجوار والوحدة، والصواب كما ذكرنا: كما سماه أهل التاريخ الإسلامي، أو نسميه العالم العربي أو المنطقة العربية الإسلامية. (ص10 - 11).
- وفي المصطلح الثاني: الصواب: الكيان اليهودي، والمصطلح اليهودي: دولة إسرائيل، ويرى أن إطلاق مصطلح (دولة إسرائيل)، على الكيان الغاصب: اعتراف بدولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين، وحقهم في الوجود، وهذا يحقق حلم اليهود في إطلاق (دولة إسرائيل) على أرض فلسطين المباركة، ذلك أن الكيان اليهودي، منذ نشأته وحتى يزول، وضع غير شرعي، بأي خطوات اتخذت لإيجاده، أو لإثباته، أو لإضفاء الشرعية عليه، وينبه على الخطأ الشائع في إطلاق اسم إسرائيل على الكيان اليهودي، لأن نبيّ الله برئ منهم ديناً ونسباً.
- وفي المصطلح الثالث: الصواب: الاستسلام بدل التطبيع الذي أطلقه اليهود، والتطبيع ما هو إلا مصطلح وإستراتيجية لتذويب العداء مع اليهود واغتصابهم فلسطين، وهذه المصطلحات يحاولون التأثير بها علينا، وعلى أدمغتنا بجعلها أمراً واقعاً، حتى نسلم بالكيان اليهودي، كحقيقة قائمة، والاستسلام لإرادة العدو ومخططاته (ص14 - 15).
- وفي المصطلح الرابع: يرى الصواب الحقوق الفلسطينية، بدل المطالب الفلسطينية، إذ يرى بذلك أن قضية المستوطنات حقاً يهودياً، وأصبحت عودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم مطلباً فلسطينياً، وأصبحت القدس كعاصمة أبدية حقاً أبدياً، وحقنا في القدس مطلباً فيه نظر، ومثل هذا عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم مطلباً، بينما هو حقّ لا تنازل فيه، وهكذا بمصطلحهم أصبحت حقوق الفلسطينيين ما هي إلا مطالب يسهل سلبها وعدم الاستجابة لها (ص16).
- وفي المصطلح الخامس: يرى الصواب: فلسطينيو مناطق الـ48، بدل ما يراه اليهود باسم: عرب إسرائيل، فقد أغفل العدو الغاصب ذكر عقيدة وهوية هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، بقصد تأكيد أكذوبته الكبرى، (أرض بلا شعب) التي توحي أن فلسطين بقيت خالية بعد طرد اليهود منها على يد الرومان، طامساً تاريخ الإسلام، وتاريخ العرب الأزكى في فلسطين (ص17 - 18).
- وفي المصطلح السادس: يرى أن الصواب أرض فلسطين، بدل ما أطلقه اليهود: أرض الميعاد، والأرض الموعودة هي إحدى الحجج التي استخدمها اليهود الصهاينة، لدفع اليهود في شتات الأرض للانتقال لفلسطين واستعمارها، ولم يعطِ اليهود تحديداً رسمياً لأرض الميعاد، ولكنهم كذبوا فقالوا: إنها من نهر مصر إلى نهر الفرات (ص19 - 20).
- في المصطلح السابع، الصواب: حائط البراق، بخلاف ما يسميه اليهود: حائط المبكي.. فرغم أن عُصْبة الأمم المتحدة في عام 1929م أقرّتْ بعد الخلاف على ملكيته: على أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، وهو جزء لا يتجزأ من ساحة المسجد الأقصى المبارك، التي هي من أملاك الوقف الإسلامي، وقد وثق هذا بمصادره، إلا أن اليهود بعد احتلالهم عام 1967م مدينة القدس، استولوا على حائط البراق، ودمروا حارة المغاربة، وهي أوقاف إسلامية، وضموا حارة الشرف، لتكون ساحة لعبادتهم عند ذلك الحائط (ص21 - 22).
- أما المصطلح الثامن: الذي سماه اليهود: يهودا والسامرة والجليل، فيرى أن الصواب:
فلسطين المحتلة، وما ذلك إلا أنهم يريدون تسويغ عملية الضم، لإيجاد تاريخ وثقافة وحضارة لهم على أرض فلسطين، وطمس المسميات الإسلامية، والتاريخية والحضارية والثقافية والعربية لمدن ومناطق فلسطين، بادعاء أن فلسطين يهودية الأصل، وأن المسلمين دخلاء على أرضها، و لذا جاء تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق من صنعهم الضفة الغربية، والقطاع ومناطق 48 ليسهل عليهم سياسة التهويد والاستيلاء، والتفريق والتشتيت (ص23 - 24).
- والمصطلح التاسع سماه اليهود: المهاجرون اليهود، ويرى المؤلف أن الصواب: المحتلون اليهود، والحقيقة أن ما يرونه هجرة، إنما هو استعمار بمعنى: انتقال كتلة بشرية من مكانها إلى مكان آخر، وطرد السكان والمواطنين الأصليين.. ثم يقول: فالإرهاب اليهودي هو الآلية، التي تم بها تفريغ جزء كبير من سكان فلسطين، وفرض ما يسمون بالمهاجرين على شعب فلسطين وأرضها.. وفي إطلاق مسمى مهاجرون على اليهود الغاصبين إبعاداً لصفة الاغتصاب والاحتلال لأرض فلسطين، وإعطاءهم شرعية الهجرة والمجيء لفلسطين وإقامة المستعمرات، ثم توجيه السلاح لحماية ممتلكاتهم، والأرض المزعومة، وطرد أو قتل أهلها الأصليين العرب والمسلمين (ص25 - 26).
- وأكثر ما أطال وفند في المصطلح العاشر الذي فرّق فيه بين مصطلح اليهود باسم: الإسرائيليون، والبديل الصواب، وهو اليهود، حيث أورد خمس صفحات ونصف من (ص27 - 32).
- أما المصطلح الحادي عشر، والذي سماه اليهود: الإرهاب والعنف الفلسطيني، حيث اعتبره غلطاً وانقاد له من يلتقط إعلامهم، ويرى الصواب في: الجهاد ومقاومة الاحتلال، إذ يرى أن المصطلحات الإسلامية والمسميات الجهادية، تزعج اليهود، بحيث يرون تنحية الإسلام في الصراع على فلسطين، وإخماد كل صوت ينادى باسم الجهاد حتى لا ترتفع رايته.. وأصبح كل شيء يمت لمقاومة هذا الكيان الغاصب، يصنف تحت مسمى الإرهاب والتطرف، وكل جهاد ضد اليهود يعتبر عنفا، وبهذا نجح الإعلام اليهودي: في جعل مصطلح إرهابي ملازماً ومرافقاً لصورة المدافع عن دينه وأرضه، بل تعدى الأمر حتى أصبح الإرهاب ملازماً لصورة العرب والمسلمين في بلدانهم (ص32 - 33).
- والمصطلح الخامس عشر الذي يسميه اليهود: العمليات الانتحارية، يرى أن الصواب: العمليات الجهادية. ولم يرد المؤلف مناقشة شرعية أو عدم شرعية تلك العمليات حسب ما صدر من فتوى بالقبول أو بالرفض، لكنه تعرض لمنطلق اصطلاح اليهود، لأنهم يعلمون أن الانتحار محرّم في الإسلام، لذلك ركزوا على هذا المصطلح ويسمونها أيضا بالجبانة، حتى يسوغ لهم مطاردة وتصفية المخططين والمساعدين لتنفيذها، ثم قال: والغريب أن تلفزيون العدو اليهودي، يعقد ندوات حول مشروعية تلك العمليات في شريعة الإسلام، وينشر بعض الفتاوى التي تمنع تلك العمليات، وكأنه حريص على التزام المسلمين بتلك الفتاوى، وعلى مصيرهم بعد الموت (ص40-41).
- ويأتي المصطلح التاسع عشر الذي يطلق عليه اليهود: جَبَلْ الهيكل، ليوضّح الصواب بأنه: جبل بيت المقدس, ويرى أن من خبث ومكر اليهود، عملهم لنزع الصفة الإسلامية عن أرض فلسطين، بادعاء أن كل المقدسات الإسلامية، هي مقدسات يهودية الأصل، وأن المسلمين دخلاء على تلك الأرض، وهذا ما أكده المجرم شارون حين سئل هل زيارته للمسجد الأقصى، هي السبب في انتفاضة الأقصى؟ أجاب بأنه زار جبل الهيكل، ولم يزر المسجد الأقصى (ص46 - 47).
- وفي المصطلح 23 الذي يطلق عليه اليهود: قُدْس الأقْداس، يرى أن هذا من أخطائهم وأن الصواب: صخرة بيت المقدس، لأن إطلاق (قُدْس الأقداس) على تلك البقعة يهدف لربط تلك الصخرة الموجودة داخل أسوار المسجد الأقصى، والتي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى- بالهيكل المزعوم وبالمصطلحات اليهودية، ولعل الإعلام اليهودي والغربي يسلط الضوء على قبة الصخرة، وكأنها هي فقط المسجد الأقصى (54 - 55).
- لهذا نرى المؤلف يناقش ما يرمز إليه اليهود في مصطلحاتهم التي أورد في كتابه وعددها كما ذكرنا من قبل (30) مصطلحاً، ويبين ما تعنيه من دلالة عند اليهود: في قلب الحقائق التاريخية، وتفسير الأمور على غير وضعها في تلبيس إعلامي، يراد منها تثبيت أقدام اليهود بجذور مزورة، في فلسطين، وتبرير لإبادة وطْرد سكانها الأصليين منها..
وهو كتاب مع صغر حجمه جدير بالاهتمام، وخاصة لدى أبناء فلسطين، ليدركوا الحقائق، والتشبُّع بأهمية عودتها إلى نصابها الحقيقي، لأهلها الأصليين العرب المسلمين.
ثم يختم كتابه هذا بخاتمة (ص69 - 71)، ومن ثم: ختم هذه المقولة التي جاءت في 3 صفحات بقوله: وهذه الرسالة أقدمها كجزء من دفاعنا عن أرضنا ومقدساتنا، وثوابتنا الشرعية، تجاه عدو بانت لنا أهدافه، وخططه وممارساته، يعمل جاهداً لإفقاد أمتنا مسمياتنا وذاكرتنا وتاريخنا، بعد أن فقدنا فلسطين الأرض والمقدسات، ونأمل من كل من يودّ إضافة مصطلح جديد، لقائمة المصطلحات اليهودية، أو له تعليق أو تعقيب على مصطلح من المصطلحات، مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي (aqsaonline@aqsaonline.info).
وفي الختام.. فإننا ندعو الله أن يمنَّ على أمتنا بالعزة والكرامة. ثم أنهى الكتاب بقائمة المراجع (ص72 - 73)، وفهرس بقائمة المصطلحات (ص74 - 75).
هذا عنوان كتاب يقع في 75 صفحة، ألّفه عيسى القدومي وصدر عن مركز بيت المقدس، نابلس للدراسات التوثيقية، جاء في مقدمة الناشر وهو المركز، هذا القول: في هذه الرسالة حصر لطائفة مهمّة، من تلك المصطلحات الدخيلة - وأورد المؤلف منها 30 مصطلحاً التي سعى اليهود في نشرها عالمياً، ليبدو الاحتلال اليهودي لفلسطين، وما نتج عنه أمراً طبيعياً، وذكر البديل والصواب لها، وبين المغزى اليهودي في نشرها وعولمتها، كما حوت عدداً من أسرار إشاعة تلك المسميات والمصطلحات التي تهدف إلى زعزعة ثوابت الأمة الإسلامية.
أما المؤلف فقد ذكر في مقدمته التي بلغت 3 صفحات أن الشعب الفلسطيني، ومعه المسلمون والعرب، يعيشون ظاهرة خطيرة، متمثلة باستبدال عدد من المصطلحات، خلال الصراع مع اليهود، وتلك ثمرة الحرب الإعلامية اليهودية، إذ انتشرت عدد من المراكز والمؤسسات اليهودية، والصهيونية المتخصصة، بنشر تلك المصطلحات التي لا تألو جهداً في نشر المصطلحات اليهودية وتعميمها من خلال عدد من وسائلها وبرامجها وإعلامها الذي يعد من أكثر أنواع الإعلام دهاءً، ومكراً وخبثاً، فسوقت المصطلحات التوراتية، والألفاظ اليهودية - المكذوبة - ذات المعاني والمضامين الدينية والسياسية التي يراد لها أن تسود ثقافة العالم لتقبل ولا ترفض، وتصدّق ولا تكذّب (ص7).
وأردف يقول: ولهذا تنبه المراقبون الدوليون، لعملية تشويه الحقائق، فقال: (كال فون هورن) في كتابه العنصرية اليهودية (3-586) لقد أدهشتنا براعة الكذب التي زيفت الصورة الصحيحة، منذ اجتمعت وسائل الإعلام الماهرة، ولم يسبق لي في حياتي، أن اعتقدت أنّ في الوسع تحريف الحقيقة، يمثل هذه السخرية والبراعة (ص9).
يقع هذا الكتاب في طبعته الثانية عام 1423هـ، في 75 صفحة مع المقدمة والخاتمة والفهارس من القطع المتوسط، علماً أنّ طبعته الأولى في نفس عام 1423هـ، ما يدل على رواجه، وسرعة نفاده، وهو الإصدار الرابع من سلسلة هذا المركز في دراسته التوثيقية، كما يحمل في صفحة الغلاف الأخيرة عبارة إهداء لجنة العالم العربي، جمعية إحياء التراث بالكويت، فيورد مع كلّ مصطلح بعنوان بارز، المصطلح الصواب، ثم يكتب تحته المصطلح اليهودي، ثم يشرح الفرق بين الاصطلاحيين، وهدف اليهود من مصطلحهم، في صفحة ونصف في الأعمّ الأغلب، وقد ينقص أو يزيد، بحسب الحاجة للشرح والتوضيح.. ولم يرقّم هذه المصطلحات، ولعل ذلك عائد إلى قلة المصطلحات، وبروزها بعناوينها، في أوائل الصفحات.
كما حرص الناشر على الإكثار من النجمة السداسية باعتبارها رمز اليهود، ويسمونها نجمة داود في أعلى كل صفحة وأسفلها، حتى يكون هذا الشعار حاضراً في ذهن القارئ، مع قراءة الكتاب، وكبّر وجسّم في الصفحة الأولى للغلاف، بين قبتي مسجد الصخرة، والمسجد الأقصى بالقدس.. لتحريك المسلمين بذلك.
- جاء المصطلح الأول كما يأتي: المصطلح الصواب: المشرق الإسلامي، المصطلح اليهودي، الشرق الأوسط، وقال: جاء هذا المصطلح كمقدمة ضرورية للتعايش مع اليهود، ولإفساح مكان للكيان اليهودي في المنطقة العربية الإسلامية، للإقرار والاعتراف في أن يكون اليهود عضواً في جسم الدول العربية، والأمة الإسلامية، ما يعطي اليهود صفة الجوار والوحدة، والصواب كما ذكرنا: كما سماه أهل التاريخ الإسلامي، أو نسميه العالم العربي أو المنطقة العربية الإسلامية. (ص10 - 11).
- وفي المصطلح الثاني: الصواب: الكيان اليهودي، والمصطلح اليهودي: دولة إسرائيل، ويرى أن إطلاق مصطلح (دولة إسرائيل)، على الكيان الغاصب: اعتراف بدولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين، وحقهم في الوجود، وهذا يحقق حلم اليهود في إطلاق (دولة إسرائيل) على أرض فلسطين المباركة، ذلك أن الكيان اليهودي، منذ نشأته وحتى يزول، وضع غير شرعي، بأي خطوات اتخذت لإيجاده، أو لإثباته، أو لإضفاء الشرعية عليه، وينبه على الخطأ الشائع في إطلاق اسم إسرائيل على الكيان اليهودي، لأن نبيّ الله برئ منهم ديناً ونسباً.
- وفي المصطلح الثالث: الصواب: الاستسلام بدل التطبيع الذي أطلقه اليهود، والتطبيع ما هو إلا مصطلح وإستراتيجية لتذويب العداء مع اليهود واغتصابهم فلسطين، وهذه المصطلحات يحاولون التأثير بها علينا، وعلى أدمغتنا بجعلها أمراً واقعاً، حتى نسلم بالكيان اليهودي، كحقيقة قائمة، والاستسلام لإرادة العدو ومخططاته (ص14 - 15).
- وفي المصطلح الرابع: يرى الصواب الحقوق الفلسطينية، بدل المطالب الفلسطينية، إذ يرى بذلك أن قضية المستوطنات حقاً يهودياً، وأصبحت عودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم مطلباً فلسطينياً، وأصبحت القدس كعاصمة أبدية حقاً أبدياً، وحقنا في القدس مطلباً فيه نظر، ومثل هذا عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم مطلباً، بينما هو حقّ لا تنازل فيه، وهكذا بمصطلحهم أصبحت حقوق الفلسطينيين ما هي إلا مطالب يسهل سلبها وعدم الاستجابة لها (ص16).
- وفي المصطلح الخامس: يرى الصواب: فلسطينيو مناطق الـ48، بدل ما يراه اليهود باسم: عرب إسرائيل، فقد أغفل العدو الغاصب ذكر عقيدة وهوية هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، بقصد تأكيد أكذوبته الكبرى، (أرض بلا شعب) التي توحي أن فلسطين بقيت خالية بعد طرد اليهود منها على يد الرومان، طامساً تاريخ الإسلام، وتاريخ العرب الأزكى في فلسطين (ص17 - 18).
- وفي المصطلح السادس: يرى أن الصواب أرض فلسطين، بدل ما أطلقه اليهود: أرض الميعاد، والأرض الموعودة هي إحدى الحجج التي استخدمها اليهود الصهاينة، لدفع اليهود في شتات الأرض للانتقال لفلسطين واستعمارها، ولم يعطِ اليهود تحديداً رسمياً لأرض الميعاد، ولكنهم كذبوا فقالوا: إنها من نهر مصر إلى نهر الفرات (ص19 - 20).
- في المصطلح السابع، الصواب: حائط البراق، بخلاف ما يسميه اليهود: حائط المبكي.. فرغم أن عُصْبة الأمم المتحدة في عام 1929م أقرّتْ بعد الخلاف على ملكيته: على أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، وهو جزء لا يتجزأ من ساحة المسجد الأقصى المبارك، التي هي من أملاك الوقف الإسلامي، وقد وثق هذا بمصادره، إلا أن اليهود بعد احتلالهم عام 1967م مدينة القدس، استولوا على حائط البراق، ودمروا حارة المغاربة، وهي أوقاف إسلامية، وضموا حارة الشرف، لتكون ساحة لعبادتهم عند ذلك الحائط (ص21 - 22).
- أما المصطلح الثامن: الذي سماه اليهود: يهودا والسامرة والجليل، فيرى أن الصواب:
فلسطين المحتلة، وما ذلك إلا أنهم يريدون تسويغ عملية الضم، لإيجاد تاريخ وثقافة وحضارة لهم على أرض فلسطين، وطمس المسميات الإسلامية، والتاريخية والحضارية والثقافية والعربية لمدن ومناطق فلسطين، بادعاء أن فلسطين يهودية الأصل، وأن المسلمين دخلاء على أرضها، و لذا جاء تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق من صنعهم الضفة الغربية، والقطاع ومناطق 48 ليسهل عليهم سياسة التهويد والاستيلاء، والتفريق والتشتيت (ص23 - 24).
- والمصطلح التاسع سماه اليهود: المهاجرون اليهود، ويرى المؤلف أن الصواب: المحتلون اليهود، والحقيقة أن ما يرونه هجرة، إنما هو استعمار بمعنى: انتقال كتلة بشرية من مكانها إلى مكان آخر، وطرد السكان والمواطنين الأصليين.. ثم يقول: فالإرهاب اليهودي هو الآلية، التي تم بها تفريغ جزء كبير من سكان فلسطين، وفرض ما يسمون بالمهاجرين على شعب فلسطين وأرضها.. وفي إطلاق مسمى مهاجرون على اليهود الغاصبين إبعاداً لصفة الاغتصاب والاحتلال لأرض فلسطين، وإعطاءهم شرعية الهجرة والمجيء لفلسطين وإقامة المستعمرات، ثم توجيه السلاح لحماية ممتلكاتهم، والأرض المزعومة، وطرد أو قتل أهلها الأصليين العرب والمسلمين (ص25 - 26).
- وأكثر ما أطال وفند في المصطلح العاشر الذي فرّق فيه بين مصطلح اليهود باسم: الإسرائيليون، والبديل الصواب، وهو اليهود، حيث أورد خمس صفحات ونصف من (ص27 - 32).
- أما المصطلح الحادي عشر، والذي سماه اليهود: الإرهاب والعنف الفلسطيني، حيث اعتبره غلطاً وانقاد له من يلتقط إعلامهم، ويرى الصواب في: الجهاد ومقاومة الاحتلال، إذ يرى أن المصطلحات الإسلامية والمسميات الجهادية، تزعج اليهود، بحيث يرون تنحية الإسلام في الصراع على فلسطين، وإخماد كل صوت ينادى باسم الجهاد حتى لا ترتفع رايته.. وأصبح كل شيء يمت لمقاومة هذا الكيان الغاصب، يصنف تحت مسمى الإرهاب والتطرف، وكل جهاد ضد اليهود يعتبر عنفا، وبهذا نجح الإعلام اليهودي: في جعل مصطلح إرهابي ملازماً ومرافقاً لصورة المدافع عن دينه وأرضه، بل تعدى الأمر حتى أصبح الإرهاب ملازماً لصورة العرب والمسلمين في بلدانهم (ص32 - 33).
- والمصطلح الخامس عشر الذي يسميه اليهود: العمليات الانتحارية، يرى أن الصواب: العمليات الجهادية. ولم يرد المؤلف مناقشة شرعية أو عدم شرعية تلك العمليات حسب ما صدر من فتوى بالقبول أو بالرفض، لكنه تعرض لمنطلق اصطلاح اليهود، لأنهم يعلمون أن الانتحار محرّم في الإسلام، لذلك ركزوا على هذا المصطلح ويسمونها أيضا بالجبانة، حتى يسوغ لهم مطاردة وتصفية المخططين والمساعدين لتنفيذها، ثم قال: والغريب أن تلفزيون العدو اليهودي، يعقد ندوات حول مشروعية تلك العمليات في شريعة الإسلام، وينشر بعض الفتاوى التي تمنع تلك العمليات، وكأنه حريص على التزام المسلمين بتلك الفتاوى، وعلى مصيرهم بعد الموت (ص40-41).
- ويأتي المصطلح التاسع عشر الذي يطلق عليه اليهود: جَبَلْ الهيكل، ليوضّح الصواب بأنه: جبل بيت المقدس, ويرى أن من خبث ومكر اليهود، عملهم لنزع الصفة الإسلامية عن أرض فلسطين، بادعاء أن كل المقدسات الإسلامية، هي مقدسات يهودية الأصل، وأن المسلمين دخلاء على تلك الأرض، وهذا ما أكده المجرم شارون حين سئل هل زيارته للمسجد الأقصى، هي السبب في انتفاضة الأقصى؟ أجاب بأنه زار جبل الهيكل، ولم يزر المسجد الأقصى (ص46 - 47).
- وفي المصطلح 23 الذي يطلق عليه اليهود: قُدْس الأقْداس، يرى أن هذا من أخطائهم وأن الصواب: صخرة بيت المقدس، لأن إطلاق (قُدْس الأقداس) على تلك البقعة يهدف لربط تلك الصخرة الموجودة داخل أسوار المسجد الأقصى، والتي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى- بالهيكل المزعوم وبالمصطلحات اليهودية، ولعل الإعلام اليهودي والغربي يسلط الضوء على قبة الصخرة، وكأنها هي فقط المسجد الأقصى (54 - 55).
- لهذا نرى المؤلف يناقش ما يرمز إليه اليهود في مصطلحاتهم التي أورد في كتابه وعددها كما ذكرنا من قبل (30) مصطلحاً، ويبين ما تعنيه من دلالة عند اليهود: في قلب الحقائق التاريخية، وتفسير الأمور على غير وضعها في تلبيس إعلامي، يراد منها تثبيت أقدام اليهود بجذور مزورة، في فلسطين، وتبرير لإبادة وطْرد سكانها الأصليين منها..
وهو كتاب مع صغر حجمه جدير بالاهتمام، وخاصة لدى أبناء فلسطين، ليدركوا الحقائق، والتشبُّع بأهمية عودتها إلى نصابها الحقيقي، لأهلها الأصليين العرب المسلمين.
ثم يختم كتابه هذا بخاتمة (ص69 - 71)، ومن ثم: ختم هذه المقولة التي جاءت في 3 صفحات بقوله: وهذه الرسالة أقدمها كجزء من دفاعنا عن أرضنا ومقدساتنا، وثوابتنا الشرعية، تجاه عدو بانت لنا أهدافه، وخططه وممارساته، يعمل جاهداً لإفقاد أمتنا مسمياتنا وذاكرتنا وتاريخنا، بعد أن فقدنا فلسطين الأرض والمقدسات، ونأمل من كل من يودّ إضافة مصطلح جديد، لقائمة المصطلحات اليهودية، أو له تعليق أو تعقيب على مصطلح من المصطلحات، مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي (aqsaonline@aqsaonline.info).
وفي الختام.. فإننا ندعو الله أن يمنَّ على أمتنا بالعزة والكرامة. ثم أنهى الكتاب بقائمة المراجع (ص72 - 73)، وفهرس بقائمة المصطلحات (ص74 - 75).
يمكن نسخ الرابط المباشر وفتحه في صفحة مستقلة:
http://www.4shared.com/download/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA%20%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D8%AD%D8%B0%D8%B1%D9%88%D9%87%D8%A7.rar
او
2014-09-25
تقرير حال القدس الثاني من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو لعام 2014
تقرير حال القدس الثاني من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو لعام 2014
تقرير حال القدس الثاني من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو لعام 2014
"القدس الدولية" تصدر تقرير حال القدس الثاني لعام 2014:
الاحتلال يشدّد التضييق على الأقصى ويصادق على خطة لتعزيز السيطرة على شرق القدس
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقرير حال القدس الثاني الذي يرصد أبرز تطورات الفصل الثاني من عام 2014. وتناول التقرير أبرز تطورات مشروع التهويد الثقافي والديني والديموغرافي في القدس المحتلة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو بالإضافة إلى تطوّرات المواقف السياسية العربية والفلسطينية والإسرائيلية والدولية خلال هذه المدّة التي شهدت احتفال دولة الاحتلال بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس عبر التأكيد أن "القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسم".
وسلّط التّقرير الضّوء على استهداف الاحتلال للأقصى عبر التضييق على المصلين ومصادرة هوياتهم وفرض قيود عمرية على الداخلين ولا سيما في أيام الجمعة وعرض التقرير توصيات "لجنة تْسُور" التي تطالب في جزء منها بتوسيع صلاحية قائد الشرطة في إغلاق أبواب الأقصى كافة وإبعاد المصلّين ومنع دخولهم عندما تدعو الحاجة إلى ذلك ما يساعد على تحديد اتجاهات الاحتلال حيال الأقصى في المدة القادمة.
وعرض التقرير لاحتفال "إسرائيل" بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس عبر مواقف سياسية أكدت التمسك بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية وإتباع ذلك بمصادقة الحكومة على خطة لـ "تعزيز التواصل بين سكان شرق القدس وإسرائيل". كما تحدّث التقرير عن الموقف الأسترالي حيال وصف شرق القدس بالمحتلة مع إطلالة على أبرز المواقف الأسترالية المنحازة لدولة الاحتلال.
****************************
الملخص التنفيذي
"القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسم". هكذا ينظر نتنياهو إلى القدس في الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلالها، حيث تستغل هذه المناسبة السنوية لتعيد دولة الاحتلال بمكوناتها كافة تلاوة صلاة العاصمة الموحدة للدولة العبرية والتي لا يمكن تقسيمها أو التنازل عنها. وهكذا، لا تنقضي الأيام في القدس إلا لتكشف المزيد من السياسات التهويدية التي يمارسها الاحتلال لبسط سيطرته على المدينة ومقدساتها، فاستمرت اقتحامات الأقصى خلال المدة التي يرصدها التقرير في مقابل تزايد التضييق على المسلمين وفرض قيود عمريّة وزمنية على دخولهم المسجد. أما تقرير "لجنة تْسُور" فأوصى بتوسيع صلاحية قائد شرطة الاحتلال في القدس في ما يتعلق بإغلاق أبواب الأقصى وإبعاد المصلين أو منعهم من دخول المسجد. كما استمر التهويد الديموغرافي عبر البناء الاستيطاني الذي وصفه عضو "الكنيست" من حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت بالعمل الصهيوني الذي لا يمكن الاعتذار عنه بما هو جزء من سياسة الدولة العبرية وعقيدتها. كما شهدت مدة الرصد انتخاب رئيس جديد لدولة الاحتلال في 10/6/2014 خلفًا لشيمون بيريس المنتهية ولايته، والرئيس الجديد روفين روفلين (ليكود) معروف بدعمه للاستيطان وكان قد شارك في اقتحام الأقصى عام 2000 مع شارون وفي حرب احتلال الأقصى عام 1967. وفي أجواء متصلة باحتفال "إسرائيل" بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس صادقت حكومة الاحتلال على خطة قيمتها حوالي 86 مليون دولار وذلك لتعزيز سيطرتها على شرق القدس.
إذًا، في تطورات التهويد الديني والثقافي فقد تواصلت اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وسجل أكبر اقتحام في 3/6/2014 بمناسبة الاحتفال بما يسمى "عيد نزول التوراة-الشفوعوت" حيث وصل عدد المقتحمين إلى حوالي 400 في وقت منعت الشرطة المسلمين من دخول المسجد. وتكرر خلال مدة الرصد فرض شروط عمرية على المصلين لتمنع الشرطة من هم دون الخمسين أو الخامسة والأربعين من أداء صلاة الجمعة بشكل خاص. كما عمدت الشرطة بشكل متكرر إلى مصادرة هويات المصلين قبل دخولهم إلى المسجد وتحويلها إلى مركز شرطة القشلة، ومن ثم حملهم على استلامها من هناك ضمن ممارساتها الرامية إلى تثبيط المسلمين عن المسجد بسبب ما يتعرّضون له من ضغط من قبل الاحتلال. وفي إطار تهويد الأقصى، عقدت لجنة الداخلية في "الكنيست" في 19/5/2014 جلسة تحت عنوان "الاهتمام بالمبكى الصغير" للتباحث بشأن وقف رباط الكرد (حوش الشهابي) الذي يعتبره الاحتلال جزءًا من حائط البراق المحتل. واعتبرت مضامين الجلسة رباط الكرد مقدسًا يهوديًا، غير تابع للأوقاف الإسلامية، ولا صلاحية للأردن بالتدخل في شؤونه وخلصت إلى الاستمرار بالعمل على توسيع رقعة السيطرة على الوقف وتوسيع ساحة ومساحة الصلوات اليهودية فيه، من خلال أعمال إزالة لمنصوبات حديدية في الموقع.
وفي تطور مشروع التقسيم الزمني للأقصى كان لافتًا خلال مدة الرصد دعم نائب من حزب العمل (اليسار-الوسط) لاقتراح مشروع يقضي بقسيم الأقصى زمنيًا. فقد كشفت "يديعوت أحرونوت" العبرية في 18/5/2014 عن اقتراح مشترك بين حيليك بار وميري ريغف، رئيسة لجنة الداخلية في "الكنيست"، يقضي بالمساواة في العبادة بين المسلمين واليهود كما هي الحال في المسجد الإبراهيمي بالخليل. وقال بار في تعليق على الاقتراح إن "حب الدين اليهودي، والتوراة، والقيم التاريخية والصهيونية، والقدس ومقدساتها، ليس حكرًا على اليمين حتى وإن حاول أحيانًا تصوير الأمر على أنه كذلك" معتبرًا أنه "لم يعد مقبولاً عند صعود نواب من اليمين إلى جبل المعبد للصلاة هناك التهديد باندلاع انتفاضة ثالثة، ولا بد من نظام جديد يحترم فيه كل طرف حقوق الطرف الآخر". إلا أن هذه المحاولة لكسر "احتكار اليمين للدفاع عن أقدس مقدسات اليهود" أثارت ردود فعل من النواب العرب في "الكنيست" ومن اليسار وكذلك من الأردن. كما تلقّى بار تحذيرات من "الشاباك" لجهة أن الاقتراح المقدَّم يمكن أن يؤدي إلى "أحداث شغب" قد تكون في أكثر الأحوال تفاؤلاً شبيهة بانتفاضة الأقصى الثانية. وعلى أثر ذلك أعلن بار سحب دعمه للاقتراح متسائلاً: "إذا كانت المساواة في أوقات الصلاة في المسجد الإبراهيمي بالخليل تسير بشكل جيد فلماذا لا يكون الأمر كذلك في جبل المعبد"؟ ولا شك في أن هذا التراجع لا يعني إلغاء مشروع التقسيم أو العدول عنه إذ يبقى أحد أدوات تعميق السيطرة على الأقصى.
وبموازاة ذلك كان شهر حزيران/يونيو موعدًا لتقديم "لجنة تْسُور" تقريرها لمناقشته في "الكنيست". وكانت لجنة الداخلية أقرّت تشكيل اللجنة في5/3/2014 مهمتها تنفيذ قرارات الحكومة الاسرائيلية بشأن اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى وفحص إمكانية "صعودهم" إليه بشكل يومي ولمدة ثلاث ساعات ونصف. ومن توصيات اللجنة عدم تخصيص مكان لصلاة اليهود في الأقصى لأن من شأن ذلك المساس بالوضع القائم، كما أوصت بالسماح للزوار بدخول الأقصى أيام السبت بعد إغلاقه أمام "السياح" عام 2000 في أعقاب الانتفاضة الثانية. ومن التوصيات أيضًا إغلاق المسجد الأقصى أمام جميع الزوار، بمن فيهم المسلمون، في كل مرة تحصل فيها مواجهات وبتوسيع صلاحيات قائد شرطة القدس لجهة إغلاق كامل للمسجد الأقصى، وتوسيع صلاحياته بإصدار أوامر منع وإبعاد مصلّين عن المسجد الأقصى. وهكذا تفتح "لجنة تْسُور" الباب أمام مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى والمصلين تبشّر بالمزيد من التضييق والإجراءات المشددة والاعتقالات والإبعاد مع إعطاء الشرطة هامشًا واسعًا في هذا المجال.
أما على صعيد التهويد الديموغرافي، فقد استمرت أعمال البناء الاستيطاني في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى حائط مسدود مع الإشارة إلى أن المشروع الاستيطاني قائم ومستقل بذاته بمعزل عن التطورات السياسية التي يمكن أن تطرأ وإن كانت بعض التطورات تتخذ حجة وستارًا لتمرير بعض المشاريع. فقد أعادت ما تسمى بـ "سلطة الأراضي" في دولة الاحتلال في 1/4/2014 نشر عطاءات لبناء 708 وحدات في مستوطنة "جيلو" وذلك بالتزامن مع لقاء وزير الخارجية الأميركي برئيس حكومة الاحتلال للتّوصل إلى اتفاق يحول دون توقّف المفاوضات. أما في 26/5/2014، فأعطت بلدية الاحتلال في القدس الضوء الأخضر لبناء 50 وحدة جديدة في 5 بنايات في مستوطنة "هار حوما" (جبل أبو غنيم) بالتزامن مع اختتام بابا الفاتيكان زيارة إلى الأراضي المحتلة استمرّت يومين. وفي 4/6/2014، أصدر وزير الإسكان أوري أريئيل عروض مناقصات لبناء 1500 وحدة استيطانية، 1100 وحدة منها في الضفة الغربية و400 وحدة أخرى في شرق القدس المحتلة وذلك بعد الإعلان في 2/6 عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني. إلا أن ضغوطًا من سفراء خمس دول أوروبية أدت إلى تأجيل مناقشة المخططات ولم يصادق المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية إلا على مخططات بناء 381 وحدة في مستوطنة "جفعات زئيف" بشرق القدس.
وفي المواقف السياسية، فقد أعاد قادة الاحتلال في الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس تأكيد تمسكهم بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية، فشدد نتنياهو في الذكرى على أن "القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسَّم". ومثله وزير الإسكان الذي تعهد بأنّ "القدس لن تقسم مرة أخرى، والبناء الاستيطاني لن يتوقّف ولن نطيق أيّ تأخير أو قيود على البناء، وسنبني في القدس وفي الضفة وفي أي مكان من أرضنا". ولم يكن خطاب اليسار ليعتمد لغة أخرى حيث قال عضو "الكنيست" وزعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ إنه "إن كان لليهود من قلب فالقدس هي قلبهم وهي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي ولإسرائيل".
وغير بعيد عن أجواء "القدس الموحدة"، صادقت حكومة الاحتلال في 29/6/2014 على خطة بقيمة 86 مليون دولار تمتد على خمس سنوات وتهدف إلى منع أي تقسيم للقدس في حال أي اتفاق مستقبلي مع السلطة الفلسطينية. ووفقًا لصحيفة "هآرتس" تهدف الخطة إلى تقوية الترابط بين سكان شرقي القدس من الفلسطينيين والبالغ عددهم 300 ألف مواطن، وبين دولة الاحتلال. ومن شأن الخطة تكريس احتلال شرق القدس عبر اعتباره "جزءًا من عاصمة الاحتلال وليس جزءًا محتلاً وفق القرارات الدولية.
أما أستراليا فاحتفلت على طريقتها بذكرى احتلال شرق القدس مع إعلان المدعي العام جورج برانديس في 5/6/2014 أن وصف شرق القدس بالمحتلة تعبير مشحون وله آثار ازدرائية وأن الحكومة الأسترالية لن تعتمد لغة تحقيرية لوصف المناطق الخاضعة للمفاوضات. وفي محاولة لتسويق هذا "الابتكار" قال بيان المدعي العام إن أستراليا تؤيد حلاً سلميًا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتعترف بحق "إسرائيل" في الوجود بسلام ضمن حدود آمنة كما تعترف بتطلعات الشعب الفلسطيني إلى إقامة دولته. إلا أنّ احتجاجات عربية وإسلامية على المستوى الرسمي دفعت وزيرة الخارجية جولي بيشوب إلى توضيح هذا التعديل الذي "لا يتعدى البعد اللغوي". لكن التوضيح الهش لا يلغي تاريخًا من الانحياز الأسترالي لدولة الاحتلال بدأ منذ تصويت أستراليا في الأمم المتحدة على قرار التقسيم توالى من بعدها عبر دعم "إسرائيل" في حرب حزيران/يونيو 1967 ومن ثم التصويت عام 2004 ضد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يوصي بأن تحترم "إسرائيل" فتوى محكمة العدل الدولية بخصوص جدار الفصل العنصري، وفي 2013 ضد مشروعي قانون في الجمعية العامة للأمم المتحدة أحدهما يدعو "إسرائيل" إلى وقف بناء الجدار العازل والآخر يعكس مخاوف من ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة وغير ذلك من المواقف.
وفي سياق آخر، اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في 23/6/2014 قرارًا بالمحافظة على البلدة القديمة في القدس وأسوارها وقد أيدت القرار 12 دولة مقابل اعتراض 8 دول وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وطالب القرار دولة الاحتلال بالوقف الفوري لحفرياتها ولكل انتهاكاتها ضد تراث البلدة القديمة منددًا بالاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى. إلا أن تاريخ "إسرائيل" لم يشهد إلا التعنت حيال قرارات اليونسكو والمزيد من الاعتداءات على تراث البلدة القديمة وإرثها التاريخي والثقافي ما يعني أن القرارات بذاتها ليست كافية للجم هذه الممارسات ولا بدّ من آليات لتفعيلها وتطبيقها وإلزام الاحتلال بتنفيذها.
هذه إذًا أبرز ملامح المشهد المقدسي في الربع الثاني من عام 2014 حيث لا يتراجع الاحتلال عن تنفيذ مشروع التهويد ويحشد عبر الكلام والأفعال لتكريس السيطرة على القدس وتكريسها عاصمة موحدة لدولته. أما الأقصى ففي عين العاصفة يصمد بصمود عمّاره ومرابطيه الذين يواجهون المزيد من تضييقات الاحتلال في سعيه إلى إنقاص عددهم وصدّهم عن مسجدهم وإبعادهم عنه. ولكن التطورات التي حملتها الأيام الأولى من شهر تموز/يوليو بعد إقدام مستوطنين على إحراق وقتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير قد تمهّد لصفحة جديدة في حركة المقدسيين ضد الاحتلال.
"القدس الدولية" تصدر تقرير حال القدس الثاني لعام 2014:
الاحتلال يشدّد التضييق على الأقصى ويصادق على خطة لتعزيز السيطرة على شرق القدس
أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقرير حال القدس الثاني الذي يرصد أبرز تطورات الفصل الثاني من عام 2014. وتناول التقرير أبرز تطورات مشروع التهويد الثقافي والديني والديموغرافي في القدس المحتلة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو بالإضافة إلى تطوّرات المواقف السياسية العربية والفلسطينية والإسرائيلية والدولية خلال هذه المدّة التي شهدت احتفال دولة الاحتلال بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس عبر التأكيد أن "القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسم".
وسلّط التّقرير الضّوء على استهداف الاحتلال للأقصى عبر التضييق على المصلين ومصادرة هوياتهم وفرض قيود عمرية على الداخلين ولا سيما في أيام الجمعة وعرض التقرير توصيات "لجنة تْسُور" التي تطالب في جزء منها بتوسيع صلاحية قائد الشرطة في إغلاق أبواب الأقصى كافة وإبعاد المصلّين ومنع دخولهم عندما تدعو الحاجة إلى ذلك ما يساعد على تحديد اتجاهات الاحتلال حيال الأقصى في المدة القادمة.
وعرض التقرير لاحتفال "إسرائيل" بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس عبر مواقف سياسية أكدت التمسك بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية وإتباع ذلك بمصادقة الحكومة على خطة لـ "تعزيز التواصل بين سكان شرق القدس وإسرائيل". كما تحدّث التقرير عن الموقف الأسترالي حيال وصف شرق القدس بالمحتلة مع إطلالة على أبرز المواقف الأسترالية المنحازة لدولة الاحتلال.
****************************
الملخص التنفيذي
"القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسم". هكذا ينظر نتنياهو إلى القدس في الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلالها، حيث تستغل هذه المناسبة السنوية لتعيد دولة الاحتلال بمكوناتها كافة تلاوة صلاة العاصمة الموحدة للدولة العبرية والتي لا يمكن تقسيمها أو التنازل عنها. وهكذا، لا تنقضي الأيام في القدس إلا لتكشف المزيد من السياسات التهويدية التي يمارسها الاحتلال لبسط سيطرته على المدينة ومقدساتها، فاستمرت اقتحامات الأقصى خلال المدة التي يرصدها التقرير في مقابل تزايد التضييق على المسلمين وفرض قيود عمريّة وزمنية على دخولهم المسجد. أما تقرير "لجنة تْسُور" فأوصى بتوسيع صلاحية قائد شرطة الاحتلال في القدس في ما يتعلق بإغلاق أبواب الأقصى وإبعاد المصلين أو منعهم من دخول المسجد. كما استمر التهويد الديموغرافي عبر البناء الاستيطاني الذي وصفه عضو "الكنيست" من حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت بالعمل الصهيوني الذي لا يمكن الاعتذار عنه بما هو جزء من سياسة الدولة العبرية وعقيدتها. كما شهدت مدة الرصد انتخاب رئيس جديد لدولة الاحتلال في 10/6/2014 خلفًا لشيمون بيريس المنتهية ولايته، والرئيس الجديد روفين روفلين (ليكود) معروف بدعمه للاستيطان وكان قد شارك في اقتحام الأقصى عام 2000 مع شارون وفي حرب احتلال الأقصى عام 1967. وفي أجواء متصلة باحتفال "إسرائيل" بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس صادقت حكومة الاحتلال على خطة قيمتها حوالي 86 مليون دولار وذلك لتعزيز سيطرتها على شرق القدس.
إذًا، في تطورات التهويد الديني والثقافي فقد تواصلت اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وسجل أكبر اقتحام في 3/6/2014 بمناسبة الاحتفال بما يسمى "عيد نزول التوراة-الشفوعوت" حيث وصل عدد المقتحمين إلى حوالي 400 في وقت منعت الشرطة المسلمين من دخول المسجد. وتكرر خلال مدة الرصد فرض شروط عمرية على المصلين لتمنع الشرطة من هم دون الخمسين أو الخامسة والأربعين من أداء صلاة الجمعة بشكل خاص. كما عمدت الشرطة بشكل متكرر إلى مصادرة هويات المصلين قبل دخولهم إلى المسجد وتحويلها إلى مركز شرطة القشلة، ومن ثم حملهم على استلامها من هناك ضمن ممارساتها الرامية إلى تثبيط المسلمين عن المسجد بسبب ما يتعرّضون له من ضغط من قبل الاحتلال. وفي إطار تهويد الأقصى، عقدت لجنة الداخلية في "الكنيست" في 19/5/2014 جلسة تحت عنوان "الاهتمام بالمبكى الصغير" للتباحث بشأن وقف رباط الكرد (حوش الشهابي) الذي يعتبره الاحتلال جزءًا من حائط البراق المحتل. واعتبرت مضامين الجلسة رباط الكرد مقدسًا يهوديًا، غير تابع للأوقاف الإسلامية، ولا صلاحية للأردن بالتدخل في شؤونه وخلصت إلى الاستمرار بالعمل على توسيع رقعة السيطرة على الوقف وتوسيع ساحة ومساحة الصلوات اليهودية فيه، من خلال أعمال إزالة لمنصوبات حديدية في الموقع.
وفي تطور مشروع التقسيم الزمني للأقصى كان لافتًا خلال مدة الرصد دعم نائب من حزب العمل (اليسار-الوسط) لاقتراح مشروع يقضي بقسيم الأقصى زمنيًا. فقد كشفت "يديعوت أحرونوت" العبرية في 18/5/2014 عن اقتراح مشترك بين حيليك بار وميري ريغف، رئيسة لجنة الداخلية في "الكنيست"، يقضي بالمساواة في العبادة بين المسلمين واليهود كما هي الحال في المسجد الإبراهيمي بالخليل. وقال بار في تعليق على الاقتراح إن "حب الدين اليهودي، والتوراة، والقيم التاريخية والصهيونية، والقدس ومقدساتها، ليس حكرًا على اليمين حتى وإن حاول أحيانًا تصوير الأمر على أنه كذلك" معتبرًا أنه "لم يعد مقبولاً عند صعود نواب من اليمين إلى جبل المعبد للصلاة هناك التهديد باندلاع انتفاضة ثالثة، ولا بد من نظام جديد يحترم فيه كل طرف حقوق الطرف الآخر". إلا أن هذه المحاولة لكسر "احتكار اليمين للدفاع عن أقدس مقدسات اليهود" أثارت ردود فعل من النواب العرب في "الكنيست" ومن اليسار وكذلك من الأردن. كما تلقّى بار تحذيرات من "الشاباك" لجهة أن الاقتراح المقدَّم يمكن أن يؤدي إلى "أحداث شغب" قد تكون في أكثر الأحوال تفاؤلاً شبيهة بانتفاضة الأقصى الثانية. وعلى أثر ذلك أعلن بار سحب دعمه للاقتراح متسائلاً: "إذا كانت المساواة في أوقات الصلاة في المسجد الإبراهيمي بالخليل تسير بشكل جيد فلماذا لا يكون الأمر كذلك في جبل المعبد"؟ ولا شك في أن هذا التراجع لا يعني إلغاء مشروع التقسيم أو العدول عنه إذ يبقى أحد أدوات تعميق السيطرة على الأقصى.
وبموازاة ذلك كان شهر حزيران/يونيو موعدًا لتقديم "لجنة تْسُور" تقريرها لمناقشته في "الكنيست". وكانت لجنة الداخلية أقرّت تشكيل اللجنة في5/3/2014 مهمتها تنفيذ قرارات الحكومة الاسرائيلية بشأن اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى وفحص إمكانية "صعودهم" إليه بشكل يومي ولمدة ثلاث ساعات ونصف. ومن توصيات اللجنة عدم تخصيص مكان لصلاة اليهود في الأقصى لأن من شأن ذلك المساس بالوضع القائم، كما أوصت بالسماح للزوار بدخول الأقصى أيام السبت بعد إغلاقه أمام "السياح" عام 2000 في أعقاب الانتفاضة الثانية. ومن التوصيات أيضًا إغلاق المسجد الأقصى أمام جميع الزوار، بمن فيهم المسلمون، في كل مرة تحصل فيها مواجهات وبتوسيع صلاحيات قائد شرطة القدس لجهة إغلاق كامل للمسجد الأقصى، وتوسيع صلاحياته بإصدار أوامر منع وإبعاد مصلّين عن المسجد الأقصى. وهكذا تفتح "لجنة تْسُور" الباب أمام مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى والمصلين تبشّر بالمزيد من التضييق والإجراءات المشددة والاعتقالات والإبعاد مع إعطاء الشرطة هامشًا واسعًا في هذا المجال.
أما على صعيد التهويد الديموغرافي، فقد استمرت أعمال البناء الاستيطاني في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى حائط مسدود مع الإشارة إلى أن المشروع الاستيطاني قائم ومستقل بذاته بمعزل عن التطورات السياسية التي يمكن أن تطرأ وإن كانت بعض التطورات تتخذ حجة وستارًا لتمرير بعض المشاريع. فقد أعادت ما تسمى بـ "سلطة الأراضي" في دولة الاحتلال في 1/4/2014 نشر عطاءات لبناء 708 وحدات في مستوطنة "جيلو" وذلك بالتزامن مع لقاء وزير الخارجية الأميركي برئيس حكومة الاحتلال للتّوصل إلى اتفاق يحول دون توقّف المفاوضات. أما في 26/5/2014، فأعطت بلدية الاحتلال في القدس الضوء الأخضر لبناء 50 وحدة جديدة في 5 بنايات في مستوطنة "هار حوما" (جبل أبو غنيم) بالتزامن مع اختتام بابا الفاتيكان زيارة إلى الأراضي المحتلة استمرّت يومين. وفي 4/6/2014، أصدر وزير الإسكان أوري أريئيل عروض مناقصات لبناء 1500 وحدة استيطانية، 1100 وحدة منها في الضفة الغربية و400 وحدة أخرى في شرق القدس المحتلة وذلك بعد الإعلان في 2/6 عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني. إلا أن ضغوطًا من سفراء خمس دول أوروبية أدت إلى تأجيل مناقشة المخططات ولم يصادق المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية إلا على مخططات بناء 381 وحدة في مستوطنة "جفعات زئيف" بشرق القدس.
وفي المواقف السياسية، فقد أعاد قادة الاحتلال في الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس تأكيد تمسكهم بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية، فشدد نتنياهو في الذكرى على أن "القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسَّم". ومثله وزير الإسكان الذي تعهد بأنّ "القدس لن تقسم مرة أخرى، والبناء الاستيطاني لن يتوقّف ولن نطيق أيّ تأخير أو قيود على البناء، وسنبني في القدس وفي الضفة وفي أي مكان من أرضنا". ولم يكن خطاب اليسار ليعتمد لغة أخرى حيث قال عضو "الكنيست" وزعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ إنه "إن كان لليهود من قلب فالقدس هي قلبهم وهي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي ولإسرائيل".
وغير بعيد عن أجواء "القدس الموحدة"، صادقت حكومة الاحتلال في 29/6/2014 على خطة بقيمة 86 مليون دولار تمتد على خمس سنوات وتهدف إلى منع أي تقسيم للقدس في حال أي اتفاق مستقبلي مع السلطة الفلسطينية. ووفقًا لصحيفة "هآرتس" تهدف الخطة إلى تقوية الترابط بين سكان شرقي القدس من الفلسطينيين والبالغ عددهم 300 ألف مواطن، وبين دولة الاحتلال. ومن شأن الخطة تكريس احتلال شرق القدس عبر اعتباره "جزءًا من عاصمة الاحتلال وليس جزءًا محتلاً وفق القرارات الدولية.
أما أستراليا فاحتفلت على طريقتها بذكرى احتلال شرق القدس مع إعلان المدعي العام جورج برانديس في 5/6/2014 أن وصف شرق القدس بالمحتلة تعبير مشحون وله آثار ازدرائية وأن الحكومة الأسترالية لن تعتمد لغة تحقيرية لوصف المناطق الخاضعة للمفاوضات. وفي محاولة لتسويق هذا "الابتكار" قال بيان المدعي العام إن أستراليا تؤيد حلاً سلميًا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتعترف بحق "إسرائيل" في الوجود بسلام ضمن حدود آمنة كما تعترف بتطلعات الشعب الفلسطيني إلى إقامة دولته. إلا أنّ احتجاجات عربية وإسلامية على المستوى الرسمي دفعت وزيرة الخارجية جولي بيشوب إلى توضيح هذا التعديل الذي "لا يتعدى البعد اللغوي". لكن التوضيح الهش لا يلغي تاريخًا من الانحياز الأسترالي لدولة الاحتلال بدأ منذ تصويت أستراليا في الأمم المتحدة على قرار التقسيم توالى من بعدها عبر دعم "إسرائيل" في حرب حزيران/يونيو 1967 ومن ثم التصويت عام 2004 ضد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يوصي بأن تحترم "إسرائيل" فتوى محكمة العدل الدولية بخصوص جدار الفصل العنصري، وفي 2013 ضد مشروعي قانون في الجمعية العامة للأمم المتحدة أحدهما يدعو "إسرائيل" إلى وقف بناء الجدار العازل والآخر يعكس مخاوف من ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة وغير ذلك من المواقف.
وفي سياق آخر، اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في 23/6/2014 قرارًا بالمحافظة على البلدة القديمة في القدس وأسوارها وقد أيدت القرار 12 دولة مقابل اعتراض 8 دول وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وطالب القرار دولة الاحتلال بالوقف الفوري لحفرياتها ولكل انتهاكاتها ضد تراث البلدة القديمة منددًا بالاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى. إلا أن تاريخ "إسرائيل" لم يشهد إلا التعنت حيال قرارات اليونسكو والمزيد من الاعتداءات على تراث البلدة القديمة وإرثها التاريخي والثقافي ما يعني أن القرارات بذاتها ليست كافية للجم هذه الممارسات ولا بدّ من آليات لتفعيلها وتطبيقها وإلزام الاحتلال بتنفيذها.
هذه إذًا أبرز ملامح المشهد المقدسي في الربع الثاني من عام 2014 حيث لا يتراجع الاحتلال عن تنفيذ مشروع التهويد ويحشد عبر الكلام والأفعال لتكريس السيطرة على القدس وتكريسها عاصمة موحدة لدولته. أما الأقصى ففي عين العاصفة يصمد بصمود عمّاره ومرابطيه الذين يواجهون المزيد من تضييقات الاحتلال في سعيه إلى إنقاص عددهم وصدّهم عن مسجدهم وإبعادهم عنه. ولكن التطورات التي حملتها الأيام الأولى من شهر تموز/يوليو بعد إقدام مستوطنين على إحراق وقتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير قد تمهّد لصفحة جديدة في حركة المقدسيين ضد الاحتلال.
لتحميل التقرير كاملا بصيغة PDF اضغط هنا
لتحميل التقرير بصيغة DOCX إضغط هنا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)