بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات امريكا، فلسطين المحتلة، مصير، الكيان الصهيوني،. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات امريكا، فلسطين المحتلة، مصير، الكيان الصهيوني،. إظهار كافة الرسائل

2013-01-10

رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!! 3\3

رؤية أخرى إلى مصير «دولة إسرائيل»!!
(3 ـ 3)

يتدهور المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. الأسباب كثيرة، أولها، وأهمها المقاومة العربية الفلسطينية والمقاومة العربية الشاملة التي تواجهه. تأتي بعدها، طبيعة المشروع نفسه التي تنافي منطق التقدم، بحسبان أن بعض جذور المشروع الصهيوني تعود إلى المرحلة الكولونيالية، فيما بقية جذوره امتدت ونمت خلال المرحلة الإمبريالية من تطور النظام الرأسمالي الدولي. تدهور الصهيونية، بقدر ما يعني عجز "إسرائيل" عن البقاء، فإنه يطرح مصيرها على بساط البحث التاريخي. وبالتالي، بحث مصير اليهود في فلسطين المحتلة. الكاتب الأميركي نويل إيغناتييف NOEL IGNATIEV(1) يناقش في هذا المقال (2) أفكارا جديدة بشأن "الدولة الواحدة" غير الصهيونية في فلسطين.

الصهيونية وعقائد الإنجيليين المحافظين في اميركا

هناك قليل من الشك في أن الرئيس بوش عندما كان في ربيع عام 2000، يتأرجح محتارًا بشأن سياسة بلاده نحو الشرق الأوسط، قبل أن يرسو أخيرًا في أحضان الجانب الإسرائيلي، قد تأثر ليس بالأصوات اليهودية المبالغ في تقييم قوتها، بل برأي مسيحيين يعرّفون أنفسهم بـ "المحافظين المتدينين"، الذين يشكلون ما بين 15 ـ 18 في المئة من الناخبين الأميركيين.
وعندما طالب الرئيس بوش إسرائيل بسحب دباباتها من الضفة الغربية في نيسان/ابريل (2002)، تلقى البيت الأبيض 100000 رسالة الكترونية غاضبة من المحافظين المسيحيين.

فما الذي تغيّر؟

ليس سفر التكوين. ما تغير فعلاً، هو ظهور المذهب المعروف باسم التدبيرية "dispensationalism"، الذي راج عبر روايات القس تيم لاهي، والقس جيري جنكينز.
ترتكز النظرية إلى النشوة، والمجيء الثاني للمسيح، الذي سيكون نذير نهاية العالم. نهاية سعيدة تعتمد على تحوّل اليهود. ولتقصير القصة الطويلة والاستعجال بالنهاية، لا بد أن يمتلك اليهود جميع الأراضي المعطاة لهم من الله. بعبارة أخرى، إن هؤلاء المسيحيين يدعمون اليهود من أجل القضاء عليهم.

"أوه نعم"، قالت مادون بولارد موافقة. وهي سيدة لطيفة من دالاس كانت في قاعة المعارض في المؤتمر تبيع مجسمًا من الكريستال لأورشليم، مزيّنًا برسومات يدوية، "الله هو السيد، وسوف يفعل ما يشاء. ولكن استنادا إلى الكتاب المقدس هذه هي المبادئ التوجيهية". وتصف السيدة نفسها بأنها تدعم إسرائيل بحرارة.

بدأ هذا المؤتمر مع دعاء مسجل بالفيديو مباشرة من المكتب البيضاوى. بعض من النواب الجمهوريين الأكثر نفوذاً في الكونغرس خاطب اللقاء بمن فيهم ـ ليس مرة واحدة بل مرتين ـ توم ديلي [كان حينئذ، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بل يمكن القول انه كان أقوى رجل في كابيتول هيل]. "هل أنتم متعبون من كل هذا، هل أنتم؟" صاح بالجمهور. "لاااااااااااااا!" هدروا بصوت واحد. فأجاب: "لا، ليس عندما يكون ذلك في سبيل اليهود ويسوع، هذا أكيد".

قالت التقارير إن المسيحين الإنجيليين في القدس، قد رحّبوا بأرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، كأنه "نجم من نجوم الروك".

أعقب ديلي, بات روبرتسون، مؤسس الائتلاف ومرشح الرئاسة في فترة ما، والذي يجسد الشخصية التلفزيونية الناجحة للإنجيلي الأميركي. وروى روبرتسون قصص يوشع وداوود لإثبات ملكيه إسرائيل للقدس "قبل أن يسمع أحد عن [النبي] محمد [صلى الله عليه وسلم] بفترة طويلة".

لدولة فلسطين الديموقراطية ما بين النهر والبحر ولكن قبل أن انتقل إلى اقتراح الحلول، أود التطرق إلى الوضع الراهن لحركة السلام الإسرائيلية.

وكما يعلم الجميع، هناك قوى داخل إسرائيل تعارض الحكومة القائمة الآن [يقصد حكومة شارون]. بعض هؤلاء الأشخاص، وخاصة الجنود الذين يرفضون الخدمة في ما يسمونه الأراضي المحتلة أو الذين يرفضون القيام بفظائع مثل قصف المدنيين، وأولئك الذين يشجعونهم، هم أناس مثال للشجاعة.

مع ذلك، فإنهم جميعا (مع استثناء واحد جدير بالذكر سأعود إليه) عاجزون، وغير فاعلين على المدى الطويل، وذلك، بسبب قبولهم الفرضية الأساسية للصهيونية، وشرعيه الدولة اليهودية.
"الأرض مقابل السلام" يعني التقسيم الدائم لفلسطين.

تحت قيادة حزب العمل، الذي تنتمي إليه اغلب المعارضة [في إسرائيل]، وقع السلب والإقصاء الأول للشعب الفلسطيني من وطنه، ونفذ التوسع في الضفة الغربية، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان [السورية المحتلة].

لقد أثبت التاريخ، في ايرلندا والهند وفي أي مكان آخر، أن تقسيم الأرض بخطوط حسب الجنس أو الدين هو ضمانة الحرب الدائمة. ومن المفهوم أن بعض الفلسطينيين، وبعد أن تعرضوا للتعذيب لأكثر من جيلين، قد وافقوا على مضض على قبول دولة فلسطينية باعتبارها بديلاً للعدالة, تقوم على اقل من ربع أراضيهم الأصلية. لكنهم يخطئون.

مثل هذه الدولة، إذا كانت ستقوم أصلاً، ستكون بانتوستان، محمية [عنصرية] ليس فيها من الأمة الحرة سوى العلم والنشيد الوطني.

ما الحل، الذي اقترحه إذًا ؟ بسيط ومعتدل : داخل فلسطين التاريخية، على المنطقة الواقعة بين البحر المتوسط ونهر الأردن، وحيث يعيش عشرة ملايين نسمة. اقترح أن تنشأ هناك دولة واحدة، يعلن كل شخص عن عزمه على العيش فيها واعتماد المواطنة، وبالتالي، يصبح معترفا به كمواطن له صوت واحد.
واقترح كذلك إنهاء المزايا الخاصة باليهود، وأن الفلسطينيين الذين كانوا قد اضطروا إلى الهجرة بعد عام 1948، ونسلهم، يمنحون الحق في العيش هناك، على أن تتعهد الدولة بالتدابير العملية لتجعل ذلك ممكناً بالنسبة لهم عن طريق بناء المساكن وإعطائهم حق الإيجار أو الشراء، وإذا لزم الأمر توفير الأموال لمساعدتهم.

وأقترح كذلك أن يعلن أن اللغتين العبرية والعربية هما لغتان رسميتان للدولة وأن يتم تدريسها في المدارس، وانه يحق لجميع المقيمين إصدار الصحف والحفاظ على المؤسسات الثقافية بأي لغة يختارونها، أن يتم إنهاء الوضع الخاص بالأرثوذكسية اليهودية، وان تعلن الدولة حرية العبادة، وان لا تضع الدولة قيودًا على أي دين ولا تمنع الممارسة الحرة للشعائر الدينية.

إنها إجراءات بسيطة، وأكرر : برنامج معتدل. إنها إجراءات لا تنطوي على رمي أي شخص في البحر، وإنها تعترف بحق الناس الفطري في العيش في المكان الذي يختارونه.
قد يعترض البعض على أن مثل هذا الأمر مستحيل، وأنه بعد كل هذه الدماء التي سالت والمرارة التي تراكمت، لن يكون من الممكن بالنسبة لليهود والعرب العيش معًا بسلام. على أن عندي

ثلاث ردود على هذا القول :

ـالرد الأول يتعلق بتجربة جنوب أفريقيا، حيث تاريخ المرارة لا يقل عن فلسطين؛ لم تنتحب الآلهة لإقامة حكم الأغلبية هناك، ولم تنشق الأرض لتبتلع الناس.

ـ أمّا ردّي الثاني فأستمدّه من شرلوك هولمز : "بعد أن تكون قد استبعدت كل الحلول المستحيلة يا واتسون, فالحل الباقي مهما كان غير وارد لا بد أن يكون هو الحل الصحيح". ـ ـ أما ردّي الثالث فهو ذكر مؤشرات في الآونة الأخيرة تدلّ على أن فكرة الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية ـ التي كانت يوما ما الهدف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم تخلت عنه تحت الضغط الأميركي ـ تبرز مرة أخرى كمحور للنقاش.

إن بروز هذه الفكرة، مجددًا، هو جزئيًا ردّ على ضمّ إسرائيل الكثير من الأراضي بحيث لم تترك أي شي للدولة فلسطينية.

هذا الواقع الجديد هو ما اعترف به توماس ل. فريدمان كاتب عمود، الذي يقتبس عن عربي إسرائيلي بارز قوله : "إذا كان الفلسطينيون يفقدون حلمهم في أن تكون لهم دولة مستقلة، فان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يضمن لهم حياة كريمة، هو المطالبة بالعيش في دولة واحدة مع الإسرائيليين. وعندما يبدأ هذا النضال، فانه سيجد بين المليون عربي فلسطيني داخل إسرائيل، حلفاء، سنقول، لا تُخلوا أية مستوطنة في الضفة الغربية. فقط امنحونا التصويت ودعونا نكون جزءًا من مجتمع واحد".

وقد أورد فريدمان تقارير عن استطلاع يظهر أن 25 ـ 30 في المئة من الفلسطينيين يدعمون فكرة الدولة الواحدة : "رقم مذهل، علمًا بأنه لم يقترحها أي حزب فلسطيني أو إسرائيلي". ويسمّي فريدمان ذلك "قانون العواقب غير المقصودة". (نيويورك تايمز سبتمبر14, 2003).

اليهود المعادون للصهيونية : نؤيد القضية الفلسطينية

الاستثناء الوحيد لتعميمي السابق عن المعارضة الإسرائيلية، هو جزء بسيط من اليهود الأرثوذكس في إسرائيل، الذين يرفضون دولة إسرائيل على أسس دينية. بالنسبة إلى هؤلاء كان النفي من الأرض المقدسة قدرًا إلهيا، وبالتالي فان على اليهود العيش بين الأمم في كل ركن من أركان المعمورة، وليس لهم إقامة دولة قبل مجيء المسيح.
واسمحوا لي أن اقرأ تصريحًا لأحدهم، هو الحاخام مردخاي بريمان :

"لأننا على وجه التحديد يهود سرنا مع الفلسطينيين ورفعنا علمهم. لأننا على وجه التحديد يهود نطالب بأن يعود الفلسطينيون إلى ديارهم وممتلكاتهم. نعم، لدينا في التوراة، أمر بان نكون منصفين. نحن مدعوون إلى السعي لتحقيق العدالة. وماذا يمكن أن يكون أكثر ظلمًا من محاولة الحركة الصهيونية على مدى قرن من الزمان غزو أراضي شعب آخر، وطردهم وسرقة ممتلكاتهم؟ ليس لدينا شك في أنه لو أن اللاجئين اليهود جاءوا إلى فلسطين ليس بنيّة السيطرة، وليس بنيّة إنشاء دولة يهودية، وليس بنيّة الطرد، ولا بنيّة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، فإنهم سيكونون موضع ترحيب من جانب الفلسطينيين، نفس الضيافة التي أبدتها الشعوب الإسلامية لليهود على مرّ التاريخ. وكنا سنعيش معًا اليهود والمسلمين في فلسطين في سلام ووئام. إلى المسلمين والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، من فضلكم استمعوا إلى رسالتنا : هناك يهود في جميع أنحاء العالم يؤيدون قضيتكم. وعندما نؤيد قضيتكم نحن لا نعني بعض مخططات التقسيم المقترحة في عام 1947 من قبل الأمم المتحدة التي لم يكن لها أي حق في عرضها. عندما نقول أننا نؤيد قضيتكم نحن لا نعني قطع وتقطيع أجزاء من الضفة الغربية التي عرضها باراك في كامب ديفيد مع العدالة لأقل من 10 في المئة من اللاجئين. ونحن لا نعني شيئاً سوى عودة كامل الأراضي، بما فيها القدس، إلى السيادة الفلسطينية. وعند هذه النقطة فان العدل يقتضي أن يقرر الشعب الفلسطيني كم من اليهود، ينبغي أن يبقى على الأرض. لقد حضرنا مئات الاجتماعات المؤيدة للفلسطينيين على مر السنين، وفي كل مكان نذهب إليه يستقبلنا القادة والجمهور بدفء الضيافة في منطقة الشرق الأوسط. ما أكذب أن تقول أن الفلسطينيين بصفة خاصة أو المسلمين بصفة عامة يكرهون اليهود. أنت تكره الظلم. ليس اليهود. لا تخافوا أصدقائي. الشر لا يمكن أن ينتصر طويلا. الكابوس الصهيوني في نهايته. لقد استنفد. آخر أعماله الوحشية ليست سوى سكرات الموت في المرحلة النهائية من المرض. سنعيش معًا لنرى اليوم الذي يتعايش فيه اليهودي والفلسطيني بسلام تحت العلم الفلسطيني في القدس.
في النهاية عندما يأتي مخلص البشرية فان معاناة الحاضر هذه سوف تُنسى في ظل بركات المستقبل".

http:www.marchforjustice.com/becauseweare jews.php

لست مؤمنا ولكن كلمات الحاخام بريمان تحرّك فيّ شيئاً.

نقطة أخيرة : تنبؤ [جدير بالتفكر والمقارنة]

لقد تحدثت في وقت سابق عن احتمال عودة معاداة السامية/اليهود في الولايات المتحدة. في عام 1991 جورج بوش، والد الرجل الذي يجلس في البيت الأبيض، والعضو الوحيد من عائلته الذي تم انتخابه رئيساً، طالب الإسرائيليين وقف بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية.

وخلافا للرئيس السابق، بدا بوش جاداً، مهددا بعرقلة المليارات من ضمانات القروض إلى الإسرائيليين إذا عصَوْا. وكما كان متوقعا، تعالت بالسخط الأصوات المهيمنة بين اليهود الأميركيين، وردّ بوش بالشكوى في مؤتمر صحافي أن "اليهود يعملون بدهاء من وراء الكواليس".

وفي مناسبة أخرى ذكّر النقاد أن الولايات المتحدة تعطي "إسرائيل ما يعادل 1000 دولار لكل مواطن إسرائيلي" وهي ملاحظة اعتبرها الذامون معادية للسامية/لليهود. وزير خارجية بوش جيمس بيكر قدّم ملاحظته الشهيرة "اللعنة على اليهود" في محادثة خاصة، مشيرًا إلى أن اليهود "لن يصوتوا لنا على أي حال".

وكان صحيحا : عندما خسر أمام بيل كلينتون في 1992، فإن بوش حصل على أقل نسبة من التصويت اليهودي لأي جمهوري منذ عام 1964.

الرئيس [جورج بوش الإبن] المقيم في البيت الأبيض حاليا، يبدو انه قد استرجع جزءًا كبيرا من خسارة حزبه بين اليهود، ويعود ذلك جزئيًا إلى تعيينه لهذا العدد الكبير منهم في مواقع السلطة والنفوذ في إدارته.

ولكنني سأقوم بتنبؤ، وأنا نادرًا ما افعل ذلك، لأنني أكره أن أكون مخطئاً : دعم اسرائيل، في حين انه قد ساعد في كسب أصوات اليهود الأميركيين وبعض الأصوليين المسيحيين، فإنه ليس بالضرورة أن يكون حكيماً من وجهة نظر المصالح الأميركية النفطية.

حتى أنه يمكن أن يكلف أصوات العدد المتزايد من الأميركيين الذين يستطيعون التقاط الصحيفة تقريبا في أي يوم والنظر إلى قصة أخرى عن الدبابات الإسرائيلية المحيطة بمنزل الرئيس الفلسطيني [السابق ياسر عرفات]، أو ذبح الأطفال، أو اغتيال [الشيخ أحمد ياسين] رجل الدين المشلول ونصف الأعمى.

أتوقع انه لو تمكن دوبيا Dubya من مد سيطرته إلى البيت الأبيض في عام 2004، فانه سيقدم فاتورة حساب لمن هو في السلطة في إسرائيل، وهذه الفاتورة ستشمل الانسحاب من بعض الأراضي المحتلة بعد عام 1967.

إذا كان الإسرائيليون سيردّون ردّاً سلبيا على هذا الطلب، وكل الأسباب تدعو للاعتقاد أنهم سيفعلون وسيدعمهم في ذلك اليهود الأميركيين، وكل الأسباب تدعو للاعتقاد أن هؤلاء سيفعلون، فإن بوش الابن، والذي كان قد "ولد من جديد"، سوف يولد من جديد مرة أخرى وسيبدأ في طرح الملاحظات حول أقليات خاصة منقسمة الولاء، وهلم جرّا.

وبعبارة أخرى، فانه سوف يعلن معاداة السامية/اليهود، بعناية بطبيعة الحال، كما يناسب زعيم العالم الحر. وسيجد استجابة هائلة، أكثر مما يتوقع أي شخص، من الناس العاديين الذين سئموا دعم الدولة المارقة الأولى في الشرق الأوسط، الدولة التي استعصت على عشرات من قرارات الأمم المتحدة، وأدانتها الأمم المتحدة أكثر من أي دولة أخرى عضو أو غير عضو، وهى الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك بشكل فعلي أسلحه الدمار الشامل.

سينثيا مكينني، عضو الكونغرس الأميركي من أصل إفريقي عن أتلانتا، كانت من أكثر منتقدي السياسة الأميركية في الشرق الأوسط في الكونغرس، بما في ذلك الدعم غير المشروط لإسرائيل. نتيجة لذلك، فإن الجماعات اليهودية في أنحاء البلاد قد استهدفتها، عن طريق تحويل الأموال إلى خصمها، الذي نجح في إلحاق الهزيمة بها في محاولتها لإعادة انتخابها في عام 2002.

هل كان ضمن حقوقهم القانونية القيام بذلك؟ بالطبع نعم؛ إذ لا يوجد قانون يمنع الناس في ولاية ما من المساهمة في حملة انتخابية في ولاية أخرى. ولكن هل يعتقدون أن تدخلهم ذهب دون أن يلاحظه أحد من الناخبين السود في أتلانتا وفي جميع أنحاء البلاد؟
إذا كان اليهود الأميركيون يصرّون على تعريف أنفسهم بالتماثل مع إسرائيل، ومساواة معاداة الصهيونية بمعاداة السامية/اليهود، هل سيفاجئهم أن يرتكب الآخرون نفس الخطأ؟
---------------------

(1) نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في "عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة"؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.
(2) يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب نويل اغناتيف في آذار/مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ونشر في 17 حزيران/يونيو, 2004. وقد وزع النص العربي ونشره موقع أجراس العودة : ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري في 27/2/2008.

المصدر :
http://www.counterpunch.org/ignatiev06172004.html
Toward a Single State Solution - Zionism, Anti-Semitism and the People of Palestine
By NOEL IGNATIEV - June 17, 2004

رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!! 2\3


رؤية أخرى إلى مصير "دولة إسرائيل"!!
(2 ـ 3)

يتدهور المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. الأسباب كثيرة، أولها، وأهمها المقاومة العربية الفلسطينية والمقاومة العربية الشاملة التي تواجهه. تأتي بعدها، طبيعة المشروع نفسه التي تنافي منطق التقدم، بحسبان أن بعض جذور المشروع الصهيوني تعود إلى المرحلة الكولونيالية، فيما بقية جذوره امتدت ونمت خلال المرحلة الإمبريالية من تطور النظام الرأسمالي الدولي. تدهور الصهيونية، بقدر ما يعني عجز "إسرائيل" عن البقاء، فإنه يطرح مصيرها على بساط البحث التاريخي. وبالتالي، بحث مصير اليهود في فلسطين المحتلة. الكاتب الأميركي نويل إيغناتييف NOEL IGNATIEV(1) يناقش في هذا المقال (2) أفكارا جديدة بشأن "الدولة الواحدة" غير الصهيونية في فلسطين.

التهود الصهيوني و"الدولة الدينية"

الإجحاف يولد العجرفة : في كانون الثاني/يناير 2004, دمر السفير الإسرائيلي في السويد مجسماً فنياً في متحف ستوكهولم لأنه اعتبره عدوانياً. العمل يحيي ذكرى امرأة فلسطينية شابة قتلت نفسها وتسعة عشر آخرين في هجوم في مدينة حيفا. (لا يليق بالأميركي, الذي يتعلم منذ نعومة أظفاره أن يحفظ عن ظهر قلب الكلمات الأخيرة من ناثان هيل، "أسفي الوحيد هو أني لا املك إلا حياة واحدة امنحها لبلادي،" أن يطلق على الوطنيين الفلسطينيين وصف "انتحاريين".) أشار مدير المتحف إلى أن السفير كان بإمكانه المغادرة إذا لم يعجبه المعرض. (وكالة الصحافة الفرنسية، 17 كانون الثاني / يناير 2004).

لدى الصهاينة حاجة ماسّة لزيادة عدد السكان الموالين للدولة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لقبول مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الاتحاد السوفياتي السابق، الذين لا ينطبق عليهم التعريف الرسمي لليهودي لأنه ليس لديهم سوى جد ذكر أو أنهم مجرد متزوجين من يهود. وبما انه لا يوجد شيء اسمه الجنسية الإسرائيلية في إسرائيل (لا يوجد حاليا سوى الجنسية اليهودية و"غير محدد")، فان هؤلاء الناس غير المؤهلين كيهود سُجلوا على أنهم "قيد النظر".

أولئك الذين تريد الآلهة تدميرهم، تصيبهم أولاً بالجنون. كتبت الصحافة الإسرائيلية مؤخرا تقريرًا عن مجموعة من هنود البيرو الذين اعتنقوا اليهودية وانتقلوا إلى إسرائيل، حيث تم توطينهم على ما كان أرضا فلسطينية. نخشون بن حاييم (سابقا بيدرو مندوسا) قال انه لا يوجد لدية أي مشكلة في ذلك. "لا يمكنك أن تقهر ما كان ينتمي إليك بحال من الأحوال منذ عهد الأب، ابراهام". بن حاييم قال انه يتطلع إلى الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي للدفاع عن البلاد. بن حاييم وجماعته المتهوّدون انتقلوا إلى إسرائيل بالاتفاق مع يهود البيرو، حيث لم يرغب هؤلاء الأخيرون في ضمّهم نظرًا لتدنّي مكانتهم الاقتصادية كهنود. "(هآرتس، 18 يوليو 2002.)

تشير هذه الحالة من بيرو إلى المعيار الثاني لتعريف اليهودي : التهوّد يتمّ عن طريق معتمد ديني رسمي هو الحاخامات الأرثوذكس فقط. في إسرائيل اليوم، الحاخامات المحافظون والإصلاحيون يحظر عليهم قيادة جماعاتهم، ليس هناك زواج مدني لليهود، وأيضًا ـ وهو إجراء من بقايا إسبانيا العصور الوسطى ـ جميع السكان تابعون للكنيسة الرسمية، وفي هذه الحالة الحاخامية [اليهودية] الأرثوذكسية.

التمسك الخانق بدين منظم في دولة أغلبية سكانها اليهود علمانيون، وحتى ملحدون، هو الثمن الذي يدفع من أجل المحافظة على التبرير التوراتي للاحتلال الصهيوني. تقول المزحة [الصهيونية الدارجة] : "الله غير موجود، وهو الذي منحنا هذه الأرض".

إسرائيل هي دولة عنصرية، تمنح فيها الحقوق على أساس النسب أو إثبات العنصر المتفوق. في هذا الصدد فإنها تشبه الجنوب الأميركي قبل تمرير الحقوق المدنية وحقوق التصويت، وايرلندا تحت سطوة البروتستانتية، و.. نعم.. ألمانيا الهتلرية. ولكن في الهياكل الأساسية فإنها اقرب إلى جنوب إفريقيا السابقة. ومن ثم ليس من المستغرب أن إسرائيل قد أقامت تحالفا وثيقا مع جنوب إفريقيا عندما كان هذا البلد لا يزال تحت وطأة نظام الفصل العنصري.

بعد المحادثات الأولى التي عقدت في عام 1970 بين شمعون بيريز وزير الدفاع في جنوب إفريقيا، بوتا، تطور التعاون الثقافي والتجاري والعسكري بين النظاميين العنصريين، واحتفل علنا بهذه العلاقات خلال الزيارة التي قام بها رئيس وزراء جنوب افريقيا فورستر إلى إسرائيل في عام 1976، [الجدير بالذكر أن] فورستر نفسه، كان يحمل رتبة جنرال في منظمة ossewabrandwag المؤيدة للنازية، أثناء الحرب العالمية الثانية.

اللوبي اليهودي الأميركي و"إسرائيل" : تجربة شخصية

بالطبع أعظم دعم لإسرائيل يأتي من الولايات المتحدة : 3 ـ 5 مليارات دولار سنويا. تدعم الولايات المتحدة إسرائيل أكثر من أي بلد آخر. وهذا الدعم يتجاوز إجمالي المنح الأميركية إلى بلدان إفريقيا ـ جنوب الصحراء الكبرى. كل قذيفة أطلقت على قرية فلسطينية، كل دبابة استخدمت في جرف منزل، كل طائرة هليكوبتر يدفع ثمنها من الدولارات الأميركية.

هل من المسموح لأحد أن يقول بصوت فوق مستوى الهمس أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لها علاقة بالنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية؟ ولعل الفائز بجائزة نوبل للسلام الأسقف ديسموند توتو من جنوب إفريقيا بإمكانه قول ذلك بدون تحمّل العواقب: "إن حكومة إسرائيل مثبّتة على ركيزة [في الولايات المتحدة]. الناس في هذا البلد يخشون أن يقولوا عن الخطأ إنه خطأ لأن اللوبي اليهودي قوي، بل قوي جدًا" (الغارديان 29 نيسان / ابريل 2002).

لا يقتصر الأمر على تشكيل الصهيونية للسياسة الأميركية، بل إنها تخنق مناقشة البدائل. ومن أجل ذلك أورد مثالاً شخصيًا : قبل عامين (2002) قابلتني مراسلة محطة "بي بي اس"، ونحن على أعتاب مؤتمر حول العنصرية برعاية الأمم المتحدة، كان من المقرر أن يعقد في جنوب إفريقيا. قدمت بعض الملاحظات حول إسرائيل، وبعد ذلك سألتُ المراسلة إن كانت ستنشر ما قلته. "طبعا لا" أجابت. "أنا اتفق معك، وكذلك يفعل جميع الصحفيين وأنا اعلم، لكن لا يمكننا توجيه أي نقد لإسرائيل دون إتباعه بما لا يقل عن عشرة تفنيدات".
البروفيسور دانيال بايبس من هارفرد، ومارتن كريمر من منتدى الشرق الأوسط، دشنا موقعًا على شبكة إنترنت، عنوانه : كامبُس واتش، [ومهمته مكرسة] "لشجب الأكاديميين الذين يُعتبر أنهم يظهرون كراهية إسرائيل"؛ وعلى الطلبة الإبلاغ عن الأساتذة.

استخدام "معاداة السامية"؟ !

أعظم الأسلحة الإيديولوجية في الترسانة الصهيونية هي تهمة "معاداة السامية". الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفرد يطلقون حملة لإجبار الجامعة على بيع أسهم لها في الشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل (على غرار الحملات السابقة لسحب الاستثمار من جنوب إفريقيا)، ورئيس جامعة هارفرد يشجب منظمي الحملة بوصفهم "معادين للسامية بالممارسة، وان لم يقصدوا ذلك".

إحدى اللجان في كلية الفنون في جامعة ماساتشوستس دعت الشاعر البارز أميري بركة لإلقاء محاضرة، فعمّم أعضاء كلية الدراسات النقدية عريضة، تطالب رئيس الكلية التنديد ببركة باعتباره معادياً للسامية، مقتبسين دليلهم الرئيسي من قول للشاعر في قصيدة عن القهر التاريخي للشعب [الأميركي ـ الإفريقي] أشار فيه إلى إجراءات قيل إن حكومة إسرائيلية اتخذتها قبيل الهجوم على مركز التجارة العالمي [يوم 11/9/2001].

وكما عبر المعلق الإسرائيلي هاكوهين على ذلك بقوله : عندما يهاجم الفلسطينيون جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قريتهم فان ذلك معاداة للسامية. عندما تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ 133 صوتا مقابل 4 لإدانة قرار إسرائيل اغتيال الزعيم الفلسطيني المنتخب، فان ذلك يعني أن كل بلد على وجه الأرض باستثناء الولايات المتحدة، وميكرونيزيا وجزر مارشال هو معاد للسامية.

ويضيف هذا المعلق : إنها لمفارقة، بالنظر إلى الواقع الحالي، فباستثناء واضح ومكشوف (يقصد التمييز القائم في "إسرائيل" ضد اليهود المتدينين غير الأرثوذكس) يتمتع اليهود بالحرية الدينية الكاملة أينما كانوا. ولهم حق المواطنة الكاملة أينما كانوا، مع كامل الحقوق السياسية والمدنية وحقوق الإنسان شأنهم شأن كل مواطن آخر.

وفي الوقت الحاضر، يمكن ليهودي أرثوذكسي الترشح لأقوى المناصب على وجه الأرض، رئيس الولايات المتحدة، [مثلا]. أو يمكن ليهودي أن يكون عمدة امستردام في هولندا الـ"معاديه للسامية"، وزيرًا في بريطانيا الـ"معاديه للسامية"، مثقفا رائدًا في فرنسا الـ"معاديه للسامية"، رئيسًا لسويسرا الـ"معاديه للسامية"، رئيس تحرير صحيفة يومية رئيسية في الدانمرك الـ"معاديه للسامية"، تاجرًا أو صناعيًا في روسيا الـ"المعادية للسامية".

ألمانيا "المعادية للسامية" منحت إسرائيل ثلاث غواصات حربية [تعمل بالطاقة النووية]، وفرنسا "المعادية للسامية" أفشت لإسرائيل التكنولوجيا النووية لأسلحة الدمار الشامل، وإسرائيل هي الدولة غير الأوروبية الوحيدة التي ترحّب بها أوروبا "المعادية للسامية" في كل شيء، من بطولات كرة القدم وكرة السلة إلى مسابقات "يوروفيجن" الغنائية، كما منحت أوروبا الجامعات الإسرائيلية مكانة خاصة فيما يتعلق بالتمويل العلمي.

"استخدام معاداة السامية المزعومة هو مهين أخلاقيًا" يقول هاكوهين. [ويضيف] الناس الذين يستغلون هذا التابو من أجل دعم إسرائيل وسياسة الإبادة العرقية تجاه الفلسطينيين، لا يقومون بأي شيء اقل من تدنيس ذكرى أولئك الضحايا اليهود الذين كان معنى موتهم نذيرًا أبديًا للبشرية ضد جميع أنواع التمييز والعنصرية والإبادة العرقية" ("استغلال معاداة السامية"، 29 أيلول/سبتمبر، 2003؛ ويمكن الاطلاع على بعض كتابات هاكوهين على www.antiwar.com).

وإذا كنت لن أحقق من وراء هذا الكلام سوى أمر واحد، فإن أملي هو أن أخلق فضاءً لبعض الذين يرفضون الإجراءات الإسرائيلية ولكنهم يحجمون عن إدانة الصهيونية بسبب رغبتهم في أن لا يكونوا "معادين للسامية".

الموقع الإجتماعي لليهود و"العداء للسامية"

هل ما قلته للتو يعني أني استبعد إمكانيه إحياء "معاداة السامية"؟ لا، لا اعني ذلك. ويُظهر التاريخ أن معاداة السامية في مدّ وجزر، وانه يمكن أن تعود. لا يسمح لي الوقت باستكشاف ذلك التاريخ بعمق؛ ولكن دعوني أوصي بكتابين بهذا الخصوص : "المسألة اليهودية" لمؤلفه أبراهام ليون، و"أصول الحكم الشمولي" لمؤلفته حنة آرندت (ولا سيما في الجزء الأول "معاداة السامية").

والآن، سأكتفي بالقول إن معاداة السامية (أو على نحو أدق المشاعر المعادية لليهود) لا تكمن جذورها في الطبيعة البشرية أو في اللاهوت المسيحي، بل هي نتاج للعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك التركيز التاريخي على اليهود بوصفهم ممثلين للتجارة في مجتمعات غير تجارية.

التوزيع المهني الغريب لليهود في أوروبا أدى بأبناء الطبقات المحرومة بين السكان من غير اليهود إلى توجيه عدائهم لليهود، بوصفهم وكلاء القهر الظاهرين للعيان. "معاداة السامية"، بكلمات الاشتراكي الألماني أوغست ببل في القرن التاسع عشر كانت بمثابة "اشتراكية الحمقى". إنها ليست فوق التفسير التاريخي (كما هو متضمَّن في مصطلح مثل "المحرقة" الذي ينزع معاداة السامية من التاريخ ويعيد موضعتها في مجال الظواهر الطبيعية).

ولكن، طبعًا، لا يمكن لليهود كيهود، أن يحدّدوا السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أكثر من قدرة الكوبيين في فلوريدا على تحديد السياسات الأميركية في منطقة البحر الكاريبي. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون جميع الدعم المنظم لإسرائيل داخل الولايات المتحدة مصدره اليهود.

وإذا تركنا المصالح الإمبريالية جانبًا ـ وليس من الواضح في هذا الصدد ما إذا كانت إسرائيل هي مكسب أم خسارة ـ فقد حازت إسرائيل دعمًا مفاجئا للوهلة الأولى (عن الغارديان، فبراير 28 2002). المشهد مألوف جدًا، فهو يحدث دائمًا في واشنطن العاصمة وغيرها من المدن الرئيسية الأميركية. على المنصة، طالب إسرائيلي يحدّث آلاف المؤيدين عن أهوال السنة التي ما كانت إلاّ لتشدّ عزيمة شعبه، "رغمًا عن الهجمات الإرهابية، فهذه أبدًا لن تدفعنا بعيدًا عن الأرض التي وهبها الله لنا".

ويصاحب ذلك بالطبع هتاف وصراخ وتلويح بأعلام إسرائيل ونفير البوق، (الطقس اليهودي الذي يتم فيه النفخ ببوق من قرن الكبش). ثم يأتي [رئيس وزراء "إسرائيل الحالي] ايهود اولمرت [وكان لا يزال رئيس بلدية القدس]، فيُستقبل بانتشاء أكبر. "الله معنا. أنتم معنا". وعندها تتعالى الترحيبات والصرخات ويشتد التلويح بالعلم ويعلو نفير البوق.

ولكن شيئا غريبا جدا يحدث هنا. آلاف الأشخاص يهتفون لإسرائيل في مركز ضخم بواشنطن. ولكن لا أحد منهم يبدو يهوديًا، على الأقل ليس بالمعنى المتعارف عليه. إنه في الواقع اللقاء السنوي لمنظمة غير يهودية جداً : "التحالف المسيحي الأميركي".
---------------------

(1) نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في "عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة"؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.
(2) يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب نويل اغناتيف في آذار/مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ونشر في 17 حزيران/يونيو, 2004. وقد وزع النص العربي ونشره موقع أجراس العودة : ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري في 27/2/2008.

المصدر :
counterpunc.
Toward a Single State Solution - Zionism, Anti-Semitism and the People of Palestine
By NOEL IGNATIEV - June 17, 2004