نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، البهائيون
- ماهي البهائية؟
- النشأة
- العقيدة من وجهة نظر البهائيين
- الطقوس والعبادات
- المبادئ
- موقف المسلمين من البهائية
- البهائيون في فلسطين
ماهي البهائية؟
عقيدة انبثقت عن الإسلام على يد مؤسسها ميرزا حسين علي النوري (حسين علي الفارسي المازندراني) في جبل الكرمل المتوفي في مايو1892 عن 75 سنة الذي يسميه أتباعه "بهاء الله"، ولكنها تتميز عن الأصوليتين السنية والشيعية من حيث وتائر الصلاة وكيفيات الصوم والزكاة ووجهة الحج، والنظرة إلى جوانب الحياة وبعض التفسيرات والمفاهيم المتعلقة بالجهاد والعبادات والطقوس والإرث والزواج. كذلك يتميزون عن المسلمين السنة والشيعة بموقفهم إزاء الأديان السماوية الأخرى.
يقول البهائيون أنهم "أتباع دين سماوي مستقل ولكنه يشترك معها أساسًا في الدّعوة إلى التّوحيد"، و"لهذا الدين كتبه المقدّسة وعباداته وأحكامه كالصلاة والصوم وغيرها".
يختلف مدى انتشار البهائيّة في العالم باختلاف المجتمعات وأنظمتها. ولكن ما يتميز به هو القبول العام لمبادئه وتعاليمه وخاصة في البلدان الغربية.
يعتبر البهائيون مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية مراكز روحية للبهائية التي يعتنقها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس، والأعراق، والثّقافات، والطّبقات، والخلفيّات الدّينيّة، تجعل منهم العقيدة البهائية جامعة عالميّة موحّدة.
حديقة البهائيين في مدينة حيفا التي يعتبرها أبناء الطائفة مركزاً روحياً لهم
ويتركز وجود الغالبية العظمى من البهائيين في إيران، ومنهم من يقطن في العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين، فضلا عن انتشارهم في بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا وإفريقيا.
تحظى المنظمات التي يشرف عليها البهائيون اليوم باحترام وافر في المجالس الدّوليّة، وتشارك، بوصفها منظّمات عالميّة غير حكوميّة، في نشاطات هيئة الأمم المتّحدة ووكالاتها المتخصصّة وخصوصا فيما يتعلق بالتعليم، وحماية البيئة، ورعاية الأم والطفل، وحقوق المرأة والإنسان، وغيرها.
النشأة
أسس البهائية الميرزا حسين علي النوري، الملقب بـ "بهاء الله"، الذي ولد في طهران بإيران في الثاني عشر من تشرين الثاني- نوفمبر عام 1817م، أو 1820م من أسرة مرموقة، حيث كان والده وزيراً في بلاط الشاه، فتلقى تعليمه الأوّلي في المنزل كعادة أبناء الوزراء آنذاك.
مؤسس البهائية الميرزا حسين علي
عُرِضَ عليه منصب والده بعد وفاته فرفض وانصرف، كما يقول مريدوه إلى "أعمال البرّ ورعاية المساكين منفقاً ماله الخاص على الفقراء والمحتاجين". وفي سن السابعة والعشرين أعلن الميرزا أنه "حُمّل رسالة إلهية إلى البشر من كل عرق وثقافة وجنس ودين وطبقة وأمَّة".
بشَّر بظهور "بهاء الله" شاب من شيراز الإيرانية اسمه علي محمد ولقبه "الباب" (أي الباب الذي سيدخل منه "البهاء" إلى الأرض حاملا رسالة الله إلى البشر، وفق ما يردده البهائيون).
وأعلن الباب عام 1844م "أن يوم الله قريب وهو الذي تحدثت عنه الأديان السابقة"، فأحدثت دعوته في إيران موجة من الأمل والتفاؤل لدى البعض، ولكنها أثارت عاصفة من الإنفعال والاستنكار بين بعض رجال الدين وأرباب السلطة دفعت إلى اعتقال الباب وحبسه، كما تعرض أتباعه للملاحقة والتعذيب والتنكيل سقط جرائها عدد من الضحايا بلغ، حسب رواية البهائيين العشرين ألف قتيل. وكان الباب قد أعلن بأن "الإنسانية تقف على أعتاب عصر جديد يشهد إعادة تشكيل بُنْيَة المجتمع الإنساني بما يتفق وجوهر الإنسان وطبيعته الروحانية وتعاليم الحقّ سبحانه وتعالى، وأن الهدف من دعوته هو إعداد الجنس البشري وتهيئته لاستقبال ذلك الحدث الذي سيولد من لُبِّ الأحداث الدامية في العالم، ألا وهو ظهور ذلك الرسول الذي سيبعثه الله إلى العالم بأسره، والذي ينتظر مجيئه أتباع الديانات السماوية قاطبة".
أعدم الباب عام 1850م بأمر السلطات الدينية والمدنية في إيران بعد حبس طويل.
كان ميرزا حسين الملقب بـ"بهاء الله" من أبرز أنصار "الباب" ومن أشد المدافعين عن دعوته لذلك زُجَّ به في السجن. ومن سجنه أعلن الميرزا أنه "تَبلَّغَ الرسالة الإلهية بأنه يجسد الوعد الالهي المنتظر" الذي تحدث عنه "الباب". وأخذ يبث دعوته السرّية لمن حوله في السجن.
بعد أربعة أشهر من سجنه أطلق سراح "البهاء" عام 1853م شريطة مغادرته إيران، فاختار الإقامة في بغداد التي أعلن فيها دعوته بصورة علنية عام 1863م.
أخذ المؤمنون برسالة "البهاء" يزدادون من حوله، وكانوا ينتمون لمختلف الطبقات والفئات، وكان بينهم العلماء والمثقفون والمسؤولون وأفراد من عامة الناس، الأمر الذي دعا السلطات العثمانية، بتحريض من السلطات الإيرانية، إلى نفيه وعائلته إلى مدينة استانبول ثم إلى أدرنة وبعدها إلى مدينة عكا الفلسطينية التي توفي فيها عام 1892م عن عمر يناهز 75 عاما ودفن على سفوح جبل الكرمل المطل على مدينة حيفا بعد أن ترك آثاره وحججه ورسائله إلى الخاصة والعامة، منها "الإيقان" و"مجموعة اللوائح المباركة" و"الأقدس" حفظها أتباعه في عدة مجلدات.
جانب من حديقة البهائيين في حيفا حيث ضريح الميرزا حسين علي مؤسس الطائفة
أوصى "البهاء قبل موته بالخلافة لابنه عباس أفندي: الملقب بـ "عبد البهاء"، وبموته عام 1921م خلفه حفيده لابنته شوقي رباني (شوقي أفندي) الذي مات بأزمة قلبية في لندن عام 1963م ودفن بها في أرض قدمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
وتولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية بتأسيس "بيت العدالة الدولي" يديره أربعة أعضاء من أمريكا، واثنان من إنجلترا وثلاثة من إيران انتخبوا اليهودي الأمريكي ميسون رئيساً روحياً للطائفة.
العقيدة من وجهة نظر البهائيين
يقول البهائيون أن الدّين البهائيّ هو أحد الأديان السّماويّة، ويشترك معها أساسًا في الدّعوة إلى التّوحيد، ولكنّه دين مستقلّ له كتبه المقدّسة وعباداته وأحكامه كالصلاة والصوم وغيرها".
ويرى البهائيون أن "تعاليم الدّين البهائيّ بالبساطة والوضوح، وتركّز على الجوهر، وتحثّ على تحرّي الحقيقة، وتهتمّ بنقاء الوجدان، وتنشد السّعادة الحقّة في السّموّ الرّوحانيّ، وتؤكّد أبديّة الرّوح الإنسانيّ، وتبشّر باستمرار بتتابع الأديان، وتعلن أنّ الدّين هو سبب انتظام العالم واستقرار المجتمع، وتـنشد الحرّيّة في الامتثال لأحكام الله، وتشترط أن تكون أقوال الإنسان وأعماله مصداقًا لعقيدته ومرآة لإيمانه، وترفع إلى مقام العبادة كل عمل يؤدّيه الفرد بروح البذل والخدمة، وتدعو للصّلح والصّلاح، وتـنادي بنزع السّلاح، وتروم تأسيس الوحدة والسّلام بين الأمم، وترى إن كان حبّ الوطن من الإيمان فمن الأولى أن يكون كذلك حبّ العالم وخدمة الإنسان".
ويجد البهائيون أن "الأديان السماويّة واحدة في أصلها، متّحدة في أهدافها، متكاملة في وظائفها، متّصلة في مقاصدها، جاءت جميعًا بالهدى لبني الإنسان". كما يرون أن " الدّين البهائيّ لا يختلف في جوهره عن المبادئ الرّوحانيّة الخالدة الّتي أُنزلت على الأنبياء والرّسل السّابقين، وإنّما تباينت عنها قوانينه وأحكامه وفقًا لمقتضيات العصر ومتطلّبات الحضارة، وأتت بما يدعم روح الحياة في هياكل الأديان، وهيّأت ما يزيل أسباب الخلاف والشّقاق، وأتت بما يقضي على بواعث الحروب، وأظهرت ما يوفّق بين العلم والدّين، وساوت حقوق الرّجال والنّساء توطيدًا لأركان المجتمع".
لا وجود في "الدّين البهائيّ"، كما يؤكد أتباعه، لكهنة، ولا رهبان، ولا رجال دين، ولا قدّيسين، ولا أولياء. والعبادة فيه خالية من الطّقوس والمراسيم، وتؤدّى صلاته على انفراد. وتميل أحكامه لتهذيب النّفس أكثر منها للعقاب. وتجعل أساس الطّاعة هو حبّ الله.
الطقوس والعبادات
- تمثل حيفا وعكا وشيراز قبلة البهائيين التي يتجهون إليها، ويحجون إلى أي من هذه الأمكنة التي يعتبرونها مقدسة.
- للبهائيين ثلاثة أنواع من الصلاة، هي الصلاة الكبرى وفيها ركوع وسجود وتلاوة آيات، وتقام مرة واحدة في اليوم، وفي الوقت الذي يناسب الشخص، والصلاة المتوسطة وهي أقصر من الكبرى وتقام ثلاث مرات في الصباح والظهر والليل، والثالثة هي الصلاة الصغرى وتقرأ فيها آية واحدة وهي للشخص المنشغل. والمصلي البهائي عادة يتجه نحو قبر "البهاء" حسين على الفارسي المازندراني في جبل الكرمل. ولا تجوز الصلاة الجماعية إلا في حالة الصلاة على الميت.
- الرقم 19 عند البهائيين بالغ الأهمية، وهو أساس التقويم البهائي، حيث تتكون السنة البهائية من 19 شهرا تحمل أسماء وصفات "البهاء"، وعدد أيام الشهرالواحد 19 يوما، ليكون إجمالي أيام السنة هو 361 يوما، وهناك 4 أيام يحتفل بها البهائيون تكريماً واستعدادا لشهر الصوم عندهم.
ومن أسماء الأشهر في السنة البهائية: البهاء - الجمال - العظمة - النور – الباب - الرحمة – الكلمات -الأسماء - الكمال - العزة - المشيئة - العلم - القدر - القول - المسائل - الشرف - السلطان - الملك – العلاء.
- يسمى شهر الصوم عند البهائيين "شهر العلاء" وهو الشهر الأخير في السنة البهائية ومدته 19 يوما كسائر شهور العام البهائي، وتصادف بدايته يوم2/ آذار – مارس وينتهي يوم 21 /اذار- مارس من كل عام، وهو يوم الانقلاب الربيعي، وهو أيضا يوم عيد النيروز عند الفرس.
- يقتصر الوضوء عند البهائيين تمهيدا للصلاة على غسل الوجه واليدين بماء الورد الطاهر، وفي حال عدم توفر ماء الورد يكتفي المتوضئ بترديد البسملة "بسم الله الأطهر الأطهر" خمس مرات.
- الحج واجب على الرجال دون النساء، والمحج يكون عادة إلى أحد الأماكن المقدسة بالنسبة للبهائيين في عكا أو حيفا أو شيراز، ويمكن أن تؤدى هذه الشعيرة في أي وقت من العام.
- تتحقق الزكاة عند البهائيين بجباية 19% عن أموال البهائي لمرة واحدة. وتوضع أموال الزكاة المحصلة في "بيت العدل" الذي يدار من قبل مؤسسات البهائية الفرعية والمركزية، ويتولى الصرف على نشاطات البهائية الاقتصادية والخيرية المختلفة.
المبادئ
- البهائية تقر وتؤمن بحقيقة الديانات السماوية، ونؤمن إيماناً قاطعاً برسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالة سيدنا عيسى عليه السلام ورسالة سيدنا موسى عليه السلام.
- الدين، بالنسبة للبهائية سبب الألفة والإتحاد بين العباد، وبالتالي فالبهائية تحرم الحرب تحريما تاما وتنبذ العنف وتدعو دائما إلى التعايش السلمي بين الشعوب.
- تعتقد البهائية بوحدة الأديان، باعتبارأن الأديان كلها مصدرها الله وهدفها واحد وأساسها الديني واحد، والاختلاف فقط في التشريعات.
- تدعو البهائية إلى وحدة العالم الإنساني وتحض على إعلاء الوطن العالمي الواحد على الأوطان القومية والمذهبية والعرقية.
- تمنع البهائية أتباعها من العمل المباشر في السياسة والانخراط في الأحزاب ودخول الحكومات..
- ترفع البهائية العمل المخلص والاجتهاد إلى مستوى العبادة.
- ترى البهائية أن العلم والدين ينبغي أن يكونان مرتبطين دائما، وتجد أن العلم بدون الدين يؤدي إلى الكوارث، والدين بغير العلم مجرد هرطقة وخزعبلات. ومن هنا تحض البهائية على التعليم للذكور والإناث على حد سواء.
- الأماكن المقدسة لدى البهائيين تقع في مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية، فضلا عن أماكن أخرى تحظى بنوع من القدسية بالنسبة للبهائيين تقع في تركيا والعراق، وهي الأماكن التي تواجد فيها "البهاء".
مدينة حيفا من الأماكن المقدسة عند البهائيين
- البهائيون يتزاوجون من أتباع الديانات الأخرى، بشرط أن لا يفرض على الطرف البهائي أن ينكر دينه.
- لا تقر البهائية تعدد الزوجات، والعائلة بالنسبة للبهائيين مقدسة.
- يطيع البهائيون أوامر حكومة الدولة التي يعيشون فيها، ويمتثلون للقوانين السارية فيها.
- البهائية مفتوحة للجميع، وأي شخص يمكنه أن يصبح بهائياً بشرط أن يؤمن بـ "رسالة البهاء"، ويقتنع وجدانيا وروحانياً بالمبادئ البهائية، وأن يؤمن بجميع الرسل السابقين.
موقف المسلمين من البهائية
يعيب المسلمون على البهائية نسخها أركان الإسلام وأسس الإيمان مثل تغيير الطقوس والعبادات كالصلاة والصوم والزكاة ووجهة الحج وطريقة أداء هذه الفريضة.
كما يأخذون عليها تحريمها الجهاد وهو أحد الفروض الأساسية في الإسلام.
ويعتبر المسلمون أن وحدة اللغة التي يدعو إليها البهائيون ما هي إلا دعوة خادعة لفصل الأمم عن تراثها، وبخاصة الأمة الإسلامية "حتى تنقطع عن كتابها المقدس وتاريخها المجيد".
يرى المسلمون في الكتب التي تركها البهاء ويسير على هديها البهائيون خطرا على الدين الإسلامي لأنها "ناسخة لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم".
بسبب توجه البهائيين إلى عكا وحيفا وإسقاطهم الجهاد، بما في ذلك محاربة إسرائيل، وبسبب وجود المركز البهائي في إسرائيل والحدائق الضخمة التي أقاموها هناك بتكلفة 250 مليون دولار، انتشرت أقاويل كثيرة حول علاقتهم بالصهيونية وعن الدعم المادي الذي يلقونه من دوائر معادية للعالم العربي والإسلامي، ليكون هذا المركز منطلقا لنشر البهائية في الدول المجاورة. ويربط البعض بين البهائية والصهيونية، إلى درجة أن الزعيم المصري جمال عبد الناصرقام في عام 1962م بإغلاق محافلهم في مصر بحجة أنه لا يريد "أن تكون هناك قنوات للنشاط الصهيوني في مصر".
وفي أعقاب ذلك صدرت عدة بيانات من الأزهر تقرر "بارتداد البهائية وأنها فرقة ضالة".
وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى تعلن "أن الإسلام لا يقرّ أي ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه"، وكفّرت الفتوى كل من يعتنق الفكر البهائي.
واستند المجمع في فتواه إلى فتاوى سابقة لكبار علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ جادّ الحق علي جاد الحق وفتوى الشيخ حسنين مخلوف (مفتي الديار المصرية السابق) والتي تؤكد على أن "من يعتنق البهائية فهو مرتد عن الإسلام وذلك لفساد عقيدته وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة ".
وبتحريم جواز صلاة الجماعة، إلا على الميت، يرى بعض المسلمين أن البهائية "تسعى إلى تفرقة المسلمين."
البهائيين في فلسطين
يجد الباحثون المعنيون صعوبة في تحديد عدد البهائيين في الدول العربية والإسلامية بسبب عدم إمكانية الإحصاء السكاني للبهائيين لأنهم غير مسجلين كأتباع لهذه الديانة، لكنه يعتقد أن البهائيين موجودون في كل دول العالم، وأن عددهم في الهند، كما يقول البهائيون أنفسهم "يتجاوز المليون شخص"، كما توجد أعداد كبيرة منهم في الولايات المتحدة الأمريكية (يقدر عددهم بمليوني شخص ينتسبون الى 600 جمعية)، وفي آسيا وإفريقيا، حيث يتركزون في كل من أوغندا وكينيا وزامبيا وجنوب أفريقيا وفي جزء من السودان والشمال الأفريقي.
على الرغم من اعتبار فلسطين، وخاصة مدينتي عكا وحيفا، مهجة البهائيين وقبلة أفئدتهم إلا أن وجودهم في فلسطين محدود بالمقارنة مع أماكن تواجدهم بكثافة كالهند وإيران وأفريقيا وبعض المدن الأمريكية.
يعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية وبعض أتباعه إلى مدينة عكا سنة 1868م بفرمان السلطان العثماني آنذاك عبد العزيز، وسجنه في سجن القلعة في المدينة بتحريض من سفير الحكومة القاجارية/ الإيرانية. وبوفاة "بهاء الله" سنة 1892 م تم دفنه في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه. كان بهاء الله ما زال يعتبر حتى وفاته من سجناء الحكم العثماني ولم يفرج عنه وعن أتباعه الذين تم نفيهم معه إلى فلسطين، إلا بعد سقوط العائلة العثمانية المالكة خلال ثورة تركيا الفتاة في سنة 1908 م.
وبعد إطلاق سراحهم قرر أكثر هؤلاء البهائيين البقاء في فلسطين بعد أن عاشوا فيها أكثر من أربعين سنة وأصبحوا من سكانها. وفي سنة 1909 و حسب وصية "بهاء الله"، دفنت رفاة "حضرة الباب" الذي بشر بمجئ بهاء الله، على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا. و بسبب قدسية هذه الأماكن لدى البهائيين استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي مازالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين
- ماهي البهائية؟
- النشأة
- العقيدة من وجهة نظر البهائيين
- الطقوس والعبادات
- المبادئ
- موقف المسلمين من البهائية
- البهائيون في فلسطين
ماهي البهائية؟
عقيدة انبثقت عن الإسلام على يد مؤسسها ميرزا حسين علي النوري (حسين علي الفارسي المازندراني) في جبل الكرمل المتوفي في مايو1892 عن 75 سنة الذي يسميه أتباعه "بهاء الله"، ولكنها تتميز عن الأصوليتين السنية والشيعية من حيث وتائر الصلاة وكيفيات الصوم والزكاة ووجهة الحج، والنظرة إلى جوانب الحياة وبعض التفسيرات والمفاهيم المتعلقة بالجهاد والعبادات والطقوس والإرث والزواج. كذلك يتميزون عن المسلمين السنة والشيعة بموقفهم إزاء الأديان السماوية الأخرى.
يقول البهائيون أنهم "أتباع دين سماوي مستقل ولكنه يشترك معها أساسًا في الدّعوة إلى التّوحيد"، و"لهذا الدين كتبه المقدّسة وعباداته وأحكامه كالصلاة والصوم وغيرها".
يختلف مدى انتشار البهائيّة في العالم باختلاف المجتمعات وأنظمتها. ولكن ما يتميز به هو القبول العام لمبادئه وتعاليمه وخاصة في البلدان الغربية.
يعتبر البهائيون مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية مراكز روحية للبهائية التي يعتنقها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس، والأعراق، والثّقافات، والطّبقات، والخلفيّات الدّينيّة، تجعل منهم العقيدة البهائية جامعة عالميّة موحّدة.
حديقة البهائيين في مدينة حيفا التي يعتبرها أبناء الطائفة مركزاً روحياً لهم
ويتركز وجود الغالبية العظمى من البهائيين في إيران، ومنهم من يقطن في العراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين، فضلا عن انتشارهم في بلدان أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا وإفريقيا.
تحظى المنظمات التي يشرف عليها البهائيون اليوم باحترام وافر في المجالس الدّوليّة، وتشارك، بوصفها منظّمات عالميّة غير حكوميّة، في نشاطات هيئة الأمم المتّحدة ووكالاتها المتخصصّة وخصوصا فيما يتعلق بالتعليم، وحماية البيئة، ورعاية الأم والطفل، وحقوق المرأة والإنسان، وغيرها.
النشأة
أسس البهائية الميرزا حسين علي النوري، الملقب بـ "بهاء الله"، الذي ولد في طهران بإيران في الثاني عشر من تشرين الثاني- نوفمبر عام 1817م، أو 1820م من أسرة مرموقة، حيث كان والده وزيراً في بلاط الشاه، فتلقى تعليمه الأوّلي في المنزل كعادة أبناء الوزراء آنذاك.
مؤسس البهائية الميرزا حسين علي
عُرِضَ عليه منصب والده بعد وفاته فرفض وانصرف، كما يقول مريدوه إلى "أعمال البرّ ورعاية المساكين منفقاً ماله الخاص على الفقراء والمحتاجين". وفي سن السابعة والعشرين أعلن الميرزا أنه "حُمّل رسالة إلهية إلى البشر من كل عرق وثقافة وجنس ودين وطبقة وأمَّة".
بشَّر بظهور "بهاء الله" شاب من شيراز الإيرانية اسمه علي محمد ولقبه "الباب" (أي الباب الذي سيدخل منه "البهاء" إلى الأرض حاملا رسالة الله إلى البشر، وفق ما يردده البهائيون).
وأعلن الباب عام 1844م "أن يوم الله قريب وهو الذي تحدثت عنه الأديان السابقة"، فأحدثت دعوته في إيران موجة من الأمل والتفاؤل لدى البعض، ولكنها أثارت عاصفة من الإنفعال والاستنكار بين بعض رجال الدين وأرباب السلطة دفعت إلى اعتقال الباب وحبسه، كما تعرض أتباعه للملاحقة والتعذيب والتنكيل سقط جرائها عدد من الضحايا بلغ، حسب رواية البهائيين العشرين ألف قتيل. وكان الباب قد أعلن بأن "الإنسانية تقف على أعتاب عصر جديد يشهد إعادة تشكيل بُنْيَة المجتمع الإنساني بما يتفق وجوهر الإنسان وطبيعته الروحانية وتعاليم الحقّ سبحانه وتعالى، وأن الهدف من دعوته هو إعداد الجنس البشري وتهيئته لاستقبال ذلك الحدث الذي سيولد من لُبِّ الأحداث الدامية في العالم، ألا وهو ظهور ذلك الرسول الذي سيبعثه الله إلى العالم بأسره، والذي ينتظر مجيئه أتباع الديانات السماوية قاطبة".
أعدم الباب عام 1850م بأمر السلطات الدينية والمدنية في إيران بعد حبس طويل.
كان ميرزا حسين الملقب بـ"بهاء الله" من أبرز أنصار "الباب" ومن أشد المدافعين عن دعوته لذلك زُجَّ به في السجن. ومن سجنه أعلن الميرزا أنه "تَبلَّغَ الرسالة الإلهية بأنه يجسد الوعد الالهي المنتظر" الذي تحدث عنه "الباب". وأخذ يبث دعوته السرّية لمن حوله في السجن.
بعد أربعة أشهر من سجنه أطلق سراح "البهاء" عام 1853م شريطة مغادرته إيران، فاختار الإقامة في بغداد التي أعلن فيها دعوته بصورة علنية عام 1863م.
أخذ المؤمنون برسالة "البهاء" يزدادون من حوله، وكانوا ينتمون لمختلف الطبقات والفئات، وكان بينهم العلماء والمثقفون والمسؤولون وأفراد من عامة الناس، الأمر الذي دعا السلطات العثمانية، بتحريض من السلطات الإيرانية، إلى نفيه وعائلته إلى مدينة استانبول ثم إلى أدرنة وبعدها إلى مدينة عكا الفلسطينية التي توفي فيها عام 1892م عن عمر يناهز 75 عاما ودفن على سفوح جبل الكرمل المطل على مدينة حيفا بعد أن ترك آثاره وحججه ورسائله إلى الخاصة والعامة، منها "الإيقان" و"مجموعة اللوائح المباركة" و"الأقدس" حفظها أتباعه في عدة مجلدات.
جانب من حديقة البهائيين في حيفا حيث ضريح الميرزا حسين علي مؤسس الطائفة
أوصى "البهاء قبل موته بالخلافة لابنه عباس أفندي: الملقب بـ "عبد البهاء"، وبموته عام 1921م خلفه حفيده لابنته شوقي رباني (شوقي أفندي) الذي مات بأزمة قلبية في لندن عام 1963م ودفن بها في أرض قدمتها الحكومة البريطانية هدية للطائفة البهائية.
وتولى تسعة من البهائيين شؤون البهائية بتأسيس "بيت العدالة الدولي" يديره أربعة أعضاء من أمريكا، واثنان من إنجلترا وثلاثة من إيران انتخبوا اليهودي الأمريكي ميسون رئيساً روحياً للطائفة.
العقيدة من وجهة نظر البهائيين
يقول البهائيون أن الدّين البهائيّ هو أحد الأديان السّماويّة، ويشترك معها أساسًا في الدّعوة إلى التّوحيد، ولكنّه دين مستقلّ له كتبه المقدّسة وعباداته وأحكامه كالصلاة والصوم وغيرها".
ويرى البهائيون أن "تعاليم الدّين البهائيّ بالبساطة والوضوح، وتركّز على الجوهر، وتحثّ على تحرّي الحقيقة، وتهتمّ بنقاء الوجدان، وتنشد السّعادة الحقّة في السّموّ الرّوحانيّ، وتؤكّد أبديّة الرّوح الإنسانيّ، وتبشّر باستمرار بتتابع الأديان، وتعلن أنّ الدّين هو سبب انتظام العالم واستقرار المجتمع، وتـنشد الحرّيّة في الامتثال لأحكام الله، وتشترط أن تكون أقوال الإنسان وأعماله مصداقًا لعقيدته ومرآة لإيمانه، وترفع إلى مقام العبادة كل عمل يؤدّيه الفرد بروح البذل والخدمة، وتدعو للصّلح والصّلاح، وتـنادي بنزع السّلاح، وتروم تأسيس الوحدة والسّلام بين الأمم، وترى إن كان حبّ الوطن من الإيمان فمن الأولى أن يكون كذلك حبّ العالم وخدمة الإنسان".
ويجد البهائيون أن "الأديان السماويّة واحدة في أصلها، متّحدة في أهدافها، متكاملة في وظائفها، متّصلة في مقاصدها، جاءت جميعًا بالهدى لبني الإنسان". كما يرون أن " الدّين البهائيّ لا يختلف في جوهره عن المبادئ الرّوحانيّة الخالدة الّتي أُنزلت على الأنبياء والرّسل السّابقين، وإنّما تباينت عنها قوانينه وأحكامه وفقًا لمقتضيات العصر ومتطلّبات الحضارة، وأتت بما يدعم روح الحياة في هياكل الأديان، وهيّأت ما يزيل أسباب الخلاف والشّقاق، وأتت بما يقضي على بواعث الحروب، وأظهرت ما يوفّق بين العلم والدّين، وساوت حقوق الرّجال والنّساء توطيدًا لأركان المجتمع".
لا وجود في "الدّين البهائيّ"، كما يؤكد أتباعه، لكهنة، ولا رهبان، ولا رجال دين، ولا قدّيسين، ولا أولياء. والعبادة فيه خالية من الطّقوس والمراسيم، وتؤدّى صلاته على انفراد. وتميل أحكامه لتهذيب النّفس أكثر منها للعقاب. وتجعل أساس الطّاعة هو حبّ الله.
الطقوس والعبادات
- تمثل حيفا وعكا وشيراز قبلة البهائيين التي يتجهون إليها، ويحجون إلى أي من هذه الأمكنة التي يعتبرونها مقدسة.
- للبهائيين ثلاثة أنواع من الصلاة، هي الصلاة الكبرى وفيها ركوع وسجود وتلاوة آيات، وتقام مرة واحدة في اليوم، وفي الوقت الذي يناسب الشخص، والصلاة المتوسطة وهي أقصر من الكبرى وتقام ثلاث مرات في الصباح والظهر والليل، والثالثة هي الصلاة الصغرى وتقرأ فيها آية واحدة وهي للشخص المنشغل. والمصلي البهائي عادة يتجه نحو قبر "البهاء" حسين على الفارسي المازندراني في جبل الكرمل. ولا تجوز الصلاة الجماعية إلا في حالة الصلاة على الميت.
- الرقم 19 عند البهائيين بالغ الأهمية، وهو أساس التقويم البهائي، حيث تتكون السنة البهائية من 19 شهرا تحمل أسماء وصفات "البهاء"، وعدد أيام الشهرالواحد 19 يوما، ليكون إجمالي أيام السنة هو 361 يوما، وهناك 4 أيام يحتفل بها البهائيون تكريماً واستعدادا لشهر الصوم عندهم.
ومن أسماء الأشهر في السنة البهائية: البهاء - الجمال - العظمة - النور – الباب - الرحمة – الكلمات -الأسماء - الكمال - العزة - المشيئة - العلم - القدر - القول - المسائل - الشرف - السلطان - الملك – العلاء.
- يسمى شهر الصوم عند البهائيين "شهر العلاء" وهو الشهر الأخير في السنة البهائية ومدته 19 يوما كسائر شهور العام البهائي، وتصادف بدايته يوم2/ آذار – مارس وينتهي يوم 21 /اذار- مارس من كل عام، وهو يوم الانقلاب الربيعي، وهو أيضا يوم عيد النيروز عند الفرس.
- يقتصر الوضوء عند البهائيين تمهيدا للصلاة على غسل الوجه واليدين بماء الورد الطاهر، وفي حال عدم توفر ماء الورد يكتفي المتوضئ بترديد البسملة "بسم الله الأطهر الأطهر" خمس مرات.
- الحج واجب على الرجال دون النساء، والمحج يكون عادة إلى أحد الأماكن المقدسة بالنسبة للبهائيين في عكا أو حيفا أو شيراز، ويمكن أن تؤدى هذه الشعيرة في أي وقت من العام.
- تتحقق الزكاة عند البهائيين بجباية 19% عن أموال البهائي لمرة واحدة. وتوضع أموال الزكاة المحصلة في "بيت العدل" الذي يدار من قبل مؤسسات البهائية الفرعية والمركزية، ويتولى الصرف على نشاطات البهائية الاقتصادية والخيرية المختلفة.
المبادئ
- البهائية تقر وتؤمن بحقيقة الديانات السماوية، ونؤمن إيماناً قاطعاً برسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالة سيدنا عيسى عليه السلام ورسالة سيدنا موسى عليه السلام.
- الدين، بالنسبة للبهائية سبب الألفة والإتحاد بين العباد، وبالتالي فالبهائية تحرم الحرب تحريما تاما وتنبذ العنف وتدعو دائما إلى التعايش السلمي بين الشعوب.
- تعتقد البهائية بوحدة الأديان، باعتبارأن الأديان كلها مصدرها الله وهدفها واحد وأساسها الديني واحد، والاختلاف فقط في التشريعات.
- تدعو البهائية إلى وحدة العالم الإنساني وتحض على إعلاء الوطن العالمي الواحد على الأوطان القومية والمذهبية والعرقية.
- تمنع البهائية أتباعها من العمل المباشر في السياسة والانخراط في الأحزاب ودخول الحكومات..
- ترفع البهائية العمل المخلص والاجتهاد إلى مستوى العبادة.
- ترى البهائية أن العلم والدين ينبغي أن يكونان مرتبطين دائما، وتجد أن العلم بدون الدين يؤدي إلى الكوارث، والدين بغير العلم مجرد هرطقة وخزعبلات. ومن هنا تحض البهائية على التعليم للذكور والإناث على حد سواء.
- الأماكن المقدسة لدى البهائيين تقع في مدينتي عكا وحيفا الفلسطينيتين ومدينة شيراز الإيرانية، فضلا عن أماكن أخرى تحظى بنوع من القدسية بالنسبة للبهائيين تقع في تركيا والعراق، وهي الأماكن التي تواجد فيها "البهاء".
مدينة حيفا من الأماكن المقدسة عند البهائيين
- البهائيون يتزاوجون من أتباع الديانات الأخرى، بشرط أن لا يفرض على الطرف البهائي أن ينكر دينه.
- لا تقر البهائية تعدد الزوجات، والعائلة بالنسبة للبهائيين مقدسة.
- يطيع البهائيون أوامر حكومة الدولة التي يعيشون فيها، ويمتثلون للقوانين السارية فيها.
- البهائية مفتوحة للجميع، وأي شخص يمكنه أن يصبح بهائياً بشرط أن يؤمن بـ "رسالة البهاء"، ويقتنع وجدانيا وروحانياً بالمبادئ البهائية، وأن يؤمن بجميع الرسل السابقين.
موقف المسلمين من البهائية
يعيب المسلمون على البهائية نسخها أركان الإسلام وأسس الإيمان مثل تغيير الطقوس والعبادات كالصلاة والصوم والزكاة ووجهة الحج وطريقة أداء هذه الفريضة.
كما يأخذون عليها تحريمها الجهاد وهو أحد الفروض الأساسية في الإسلام.
ويعتبر المسلمون أن وحدة اللغة التي يدعو إليها البهائيون ما هي إلا دعوة خادعة لفصل الأمم عن تراثها، وبخاصة الأمة الإسلامية "حتى تنقطع عن كتابها المقدس وتاريخها المجيد".
يرى المسلمون في الكتب التي تركها البهاء ويسير على هديها البهائيون خطرا على الدين الإسلامي لأنها "ناسخة لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم".
بسبب توجه البهائيين إلى عكا وحيفا وإسقاطهم الجهاد، بما في ذلك محاربة إسرائيل، وبسبب وجود المركز البهائي في إسرائيل والحدائق الضخمة التي أقاموها هناك بتكلفة 250 مليون دولار، انتشرت أقاويل كثيرة حول علاقتهم بالصهيونية وعن الدعم المادي الذي يلقونه من دوائر معادية للعالم العربي والإسلامي، ليكون هذا المركز منطلقا لنشر البهائية في الدول المجاورة. ويربط البعض بين البهائية والصهيونية، إلى درجة أن الزعيم المصري جمال عبد الناصرقام في عام 1962م بإغلاق محافلهم في مصر بحجة أنه لا يريد "أن تكون هناك قنوات للنشاط الصهيوني في مصر".
وفي أعقاب ذلك صدرت عدة بيانات من الأزهر تقرر "بارتداد البهائية وأنها فرقة ضالة".
وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى تعلن "أن الإسلام لا يقرّ أي ديانة أخرى غير ما أمرنا القرآن باحترامه"، وكفّرت الفتوى كل من يعتنق الفكر البهائي.
واستند المجمع في فتواه إلى فتاوى سابقة لكبار علماء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ جادّ الحق علي جاد الحق وفتوى الشيخ حسنين مخلوف (مفتي الديار المصرية السابق) والتي تؤكد على أن "من يعتنق البهائية فهو مرتد عن الإسلام وذلك لفساد عقيدته وخروجها على ما هو معلوم من الدين بالضرورة ".
وبتحريم جواز صلاة الجماعة، إلا على الميت، يرى بعض المسلمين أن البهائية "تسعى إلى تفرقة المسلمين."
البهائيين في فلسطين
يجد الباحثون المعنيون صعوبة في تحديد عدد البهائيين في الدول العربية والإسلامية بسبب عدم إمكانية الإحصاء السكاني للبهائيين لأنهم غير مسجلين كأتباع لهذه الديانة، لكنه يعتقد أن البهائيين موجودون في كل دول العالم، وأن عددهم في الهند، كما يقول البهائيون أنفسهم "يتجاوز المليون شخص"، كما توجد أعداد كبيرة منهم في الولايات المتحدة الأمريكية (يقدر عددهم بمليوني شخص ينتسبون الى 600 جمعية)، وفي آسيا وإفريقيا، حيث يتركزون في كل من أوغندا وكينيا وزامبيا وجنوب أفريقيا وفي جزء من السودان والشمال الأفريقي.
على الرغم من اعتبار فلسطين، وخاصة مدينتي عكا وحيفا، مهجة البهائيين وقبلة أفئدتهم إلا أن وجودهم في فلسطين محدود بالمقارنة مع أماكن تواجدهم بكثافة كالهند وإيران وأفريقيا وبعض المدن الأمريكية.
يعود تواجد البهائيين في فلسطين إلى واقعة نفي مؤسس البهائية وبعض أتباعه إلى مدينة عكا سنة 1868م بفرمان السلطان العثماني آنذاك عبد العزيز، وسجنه في سجن القلعة في المدينة بتحريض من سفير الحكومة القاجارية/ الإيرانية. وبوفاة "بهاء الله" سنة 1892 م تم دفنه في ضواحي عكا ليتحول الموقع إلى مزار لأتباعه. كان بهاء الله ما زال يعتبر حتى وفاته من سجناء الحكم العثماني ولم يفرج عنه وعن أتباعه الذين تم نفيهم معه إلى فلسطين، إلا بعد سقوط العائلة العثمانية المالكة خلال ثورة تركيا الفتاة في سنة 1908 م.
وبعد إطلاق سراحهم قرر أكثر هؤلاء البهائيين البقاء في فلسطين بعد أن عاشوا فيها أكثر من أربعين سنة وأصبحوا من سكانها. وفي سنة 1909 و حسب وصية "بهاء الله"، دفنت رفاة "حضرة الباب" الذي بشر بمجئ بهاء الله، على سفح جبل الكرمل في مدينة حيفا. و بسبب قدسية هذه الأماكن لدى البهائيين استمر تواجد ذريتهم في فلسطين التي مازالت تضم المقر الإداري العالمي للبهائيين
يتبع