السفر إلى فلسطين
- خلال الأربع عقود الماضية خبر الفلسطينيون أشكالا وألوانا من الحواجز العسكرية التي تزايدت مع الأيام، فقد قارب تعدادها الأربعمائة أحياناً، أحاطت بالمدن والمخيمات والقرى، مضيفة أبعاداً رهيبة إلى خارطة الوطن المحتل. فثمة الحواجز الثابتة الدائمة، والحواجز المؤقتة، وثمة المتحركة، وتلك الفجائية التي ليس لها مكان معين أو زمان، وغيرها من نقاط التفتيش.
- تعددت الحواجز إلا أن إفرازاتها واحدة أضف إلى ذلك، الجدار الفاصل، وهو أخطرها على الإطلاق؛ كون طوله سيبلغ عند إنهاء العمل به ما يزيد عن سبعمائة كم، وقد أنجز منه حتى الآن عدة مئات من الكيلومترات. وكانت هذه الحواجز وما زالت سبباً رئيسا من أسباب إيقاع كافة أشكال الأذى والمكروه والشر والضرر على الفلسطينيين، وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية والنفسية، وكانت أيضاً سببا رئيسا في تدهور أوضاعهم الإنسانية، ذلك أنها جعلت من كل التجمعات السكانية الفلسطينية كانتونات معزولة عن بعضها محاصرة مغلقة ومطوقة.
- من المعروف أنه ليس لدى الفلسطينيين أية موانئ أو مطارات خاصة، وإنما معابر أو جسور. والحقيقة أن كل هذه المعابر إلى فلسطين، والجسور على نهر الأردن، ونقطة عبور رفح على الحدود المصرية، تقع كلها تحت سيطرة إسرائيل
- تستخدم جسور الأردن ونقطة عبور رفح من قبل الزائرين القادمين من الأردن ومصر على التوالي، وهناك مكاتب للعديد من شركات الطيران الدولية في الضفة الغربية وغزة اليوم، وأهم هذه الشركات: عالية الأردنية والمصرية، ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الفرنسية، والخطوط البريطانية، وsas،وklm، والخطوط السويسرية..الخ.
- دخول المناطق الفلسطينية لا يحتاج إلى تأشيرات أو تصاريح زيارة خاصة، لأن جميع الحدود والمعابر مازالت في أيدي الإسرائيليين فقط. أما مواطني دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والولايات المتحدة وكندا يمنحون تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر عند وصولهم لأية نقطة عبور إسرائيلية، ويطلب فقط من الألمان المولودين قبل عام 1928 الحصول على تأشيرة مسبقة لزيارة دولة الإحتلال الصهيوني، يسمح للزوار عبر الموانئ والمطارات الإسرائيلية إدخال المواد الآتية بدون ضرائب عطور لغاية ¼ لتر: مشروبات كحولية أو نبيذ لغاية 2 لتر، سجائر لغاية 200سيجارة لكل شخص فوق سن 17 عاما، ويسمح لهم بإدخال هدايا بما قيمته 150 دولاراً أمريكياً معفاة من الضرائب، وتسمح إسرائيل أيضاً للزوار بإدخال حاسوب شخصي وطابعة وآلة تصوير ومذياع أو مسجل، وآلات موسيقية ومعدات تخييم ورياضة ودراجة هوائية، وعربة أطفال، شريطة أن تكون للاستعمال الشخصي، وأحياناً يسجلون هذه الأشياء أو بعضها على جواز السفر لإلزام الزائر بإعادتها معه أو دفع الضريبة عنها إذا لم يعدها.
- فلسطين بلد ذو تقاليد سياحية مغرقة في القدم، حتى ليمكننا القول إن السياحة ولدت فيها، لأن أقدم شكل للسياحة في التاريخ، وهو الحج، بدأ هنا ومن ناحية أخرى فإن فلسطين، مهوى أفئدة مؤمني العالم من أتباع الديانات السماوية الثلاث، وهي فوق ذلك مهد الحضارة البشرية ذاتها، وربما كانت الصناعة السياحية الفلسطينية هي القطاع الاقتصادي الوحيد الذي استطاع أن يصمد بوجه الاضطرابات الشديدة التي شهدتها البلاد في القرن العشرين، ولكن التشويه الذي تعاني منه هذه الصناعة اليوم هو النتيجة الطبيعة لهذا الوضع.
- إن كثيراً من المواقع التاريخية والدينية ذات الشهرة العالمية، والواقعة جميعها تقريباً في مناطق السلطة الفلسطينية، تفتقر إلى الكثير من الخدمات والعناية التي تتمتع بها مواقع أقل أهمية بكثير في بلدان أخرى، علاوة على ذلك فإن معظم الأدلاء السياحيين وأصحاب المكاتب وشركات السياحة الإسرائيلية الذين يتحكمون بالسياحة إلى فلسطين، يفعلون كل ما بوسعهم للحفاظ على احتكار مطلق للسياحة في فلسطين؛ إنهم يمنعون السياح الأجانب من زيارة معظم المناطق الفلسطينية ولا يكتفون بذلك، بل يعطون السائح أو السياح وجهة نظر خاطئة وأحادية الجانب عن تاريخ البلاد، ويحولون بين السياح والجمهور الفلسطيني، ويمنعون أي اتصال بين الطرفين.
- تمثل زيارة المناطق الفلسطينية تجربة رائعة وغنية، بل وفريدة من نوعها للكثيرين. إن الشعب الفلسطيني وقياداته الذين يعنيهم كثيراً أن يحافظوا على ما تبقى من إرثهم الحضاري في هذا البلد، يحاولون جاهدين اليوم أن يجذبوا السياح، وأن يعززوا النشاط السياحي في بلدهم.
والشعب الفلسطيني مضياف، والتعامل معه في غاية السهولة حتى إن كثيراً من الناس لا يمانعون في اصطحاب السياح في جولات مجانية في مناطقهم، وحتى استضافتهم في بيوتهم، وإلى أماكن أخرى لا يمكن للسائح زيارتها بدون مساعدتهم، وعليه؛ يجدر بالسائحين أن يشعروا بالحرية في التنقل في كل مناطق الضفة الغربية وغزة، رغم ذلك يبقى مفضلاً أن يقوم السياح بالتجول في البلاد ضمن مجموعات، وبصحبة دليل سياحي أو مواطن فلسطيني كلما أمكن ذلك.
- بالرغم من أن الفلسطينيين في المدن معتادون على رؤية النساء الأجنبيات يتجولن وحدهن، أما الرجال فيجب أن لا يترددوا في فعل ذلك، شريطة أن يكون بحوزتهم جواز سفرهم. في الحقيقة يمكن تعميم هذه النصيحة على جميع المقيمين في فلسطين الذين عليهم أن يحملوا هوياتهم أو جوازات سفرهم في كل الأوقات، لأن مثل هذه الوثائق قد يطلب إظهارها للجنود الإسرائيليين على نقاط التفتيش في الضفة الغربية والقطاع، وأحياناً للشرطة الفلسطينية عند عبور المناطق التابعة لها، هذا وينصح السياح بعدم التردد في الاتصال بشرطة السياحة الفلسطينية إذا واجهوا أو توقعوا حدوث أية مشاكل أثناء وجودهم في مناطق السلطة الفلسطينية، يتسم أفراد الشرطة الفلسطينية بالود الشديد، وبمعرفة اللغات الأجنبية، ولا يتوانون عن تقديم الخدمة لمن يطلبها، سواء من السياح أو من مكاتب السفر المختصة.
العملات والبنوك
لم تصدر السلطة الوطنية الفلسطينية عملة خاصة بها بعد، ولذلك فإن العملة الرئيسية المتداولة في الضفة الغربية وغزة هي الشيكل الإسرائيلي، أما الدولار الأمريكي والدينار الأردني واليورو الأوروبي، فكلها عملات متداولة في المناطق الفلسطينية، ومرحب بها ربما أكثر من الشيكل.
ساعات دوام البنوك هي من 8:30 صباحاً حتى 13:30 ظهراً، من الأحد وحتى الخميس،أما محلات الصرافة فعادة ما تكون ساعات دوامها أطول، من الساعة 8:00 صباحاً حتى 6:00 مساءً، وهذه المحلات لديها الاستعداد لتبديل أية عملة، وبسعر أفضل من سعر البنوك.
كل بطاقات الاعتماد والعملات الرئيسية مقبولة في معظم الفنادق الفلسطينية والمطاعم والشركات الكبيرة في المدن الرئيسية، وخاصة في منطقة القدس وبيت لحم، أما في المدن الأخرى والقرى فيجب على السائح الدفع نقداً.
البريد والاتصالات
تتوفر في المناطق الفلسطينية اليوم خدمات بريدية خاصة بالفلسطينيين، وهي خدمات رخيصة الثمن، ويمكن الاعتماد عليها، وتصدر السلطة الفلسطينية طوابع بريدية خاصة بها. الرسائل والطرود المرسلة من المناطق الفلسطينية يستغرق وصولها إلى أوروبا أسبوعاً وعشرة أيام لتصل إلى الولايات المتحدة وكندا، وتتوفر في المناطق الفلسطينية أيضاً خدمات الاتصال الهاتفي المباشر، والفاكس، بالإضافة إلى البريد الإلكتروني، وهذه موجودة في كل مكان تقريباً، وهي خدمات متطورة ومعتدلة الثمن إذا ما قورنت بالأسعار في أوروبا والولايات المتحدة أو حتى في إسرائيل. وتتوفر أيضاً في المدن الفلسطينية خدمات الهاتف المحمول، كما تتوفر خدمات أجهزة اللاسلكي.
الإقامـة
هناك عدد من الفنادق الفلسطينية في معظم المدن الرئيسية، مثل: القدس، وبيت لحم، وأريحا، ورام الله ونابلس، وغزة، وحتى في بعض القرى، مثل: الطيبة، وجفنا في منطقة رام الله، وبيت جالا، قرب بيت لحم، أما في المدن الأخرى والقرى، فرغم أن هناك توجهاً لإقامة فنادق فيها في المستقبل، ينصح السائح بالبحث عن طرق غير تقليدية للإقامة في المدن الصغيرة و القرى، مثل الإقامة مع عائلة فلسطينية مثلاً، مثل هذه الخدمات متوفرة اليوم، وتقدمها عدد المؤسسات.
وتضم مدينة القدس العربية أكبر عدد من الفنادق والغرف الفندقية في المناطق الفلسطينية (40 فندقاً تضم حوالي 2000 غرفة)، يليها بيت لحم (9 فنادق تضم حوالي 1200 غرفة)، وهناك تسعة فنادق في مدينة غزة وأحد عشر في رام الله، وأربعة في أريحا، واثنان في نابلس واثنان في الخليل وليس هناك فنادق بعد في مدن جنين وطولكرم وقلقيلية، ولكن هناك فنادق صغيرة في بعض القرى مثل جفنا والطيبة بمنطقة رام الله، وبيت جالا في منطقة بيت لحم.
معظم الفنادق العاملة في الضفة الغربية وغزة جديدة، تم بناؤها بعد إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994، والأسعار فيها معتدلة في المواسم العادية، ولكنها يمكن أن تكون مرتفعة في المواسم السياحية، كفترة أعياد الميلاد، والأعياد الدينية الأخرى، ومعظم هذه الفنادق صغيرة، وتديرها العائلات المالكة، وقليل منها فقط يضم أكثر من 50 غرفة.
الخدمات الطبية
لا تشكل زيارة المناطق الفلسطينية أي خطر صحي حقيقي على الزائرين، أما المشاكل الصحية التي يتوقع أن يواجهها بعض الزوار الأجانب فهي ضربات الشمس، والحروق نتيجة التعرض الزائد لأشعة الشمس، وكذلك الجفاف والتقلبات المعوية بسبب تغيير نوعية الغذاء، هذا ويشكل الناموس مشكلة لأصحاب الأجسام الحساسة خاصة في الصيف، غير أن الأدوات الكهربائية لطرد الناموس المستعملة في كثير من البيوت الفلسطينية تمثل حلاً سريعاً لهذه المشكلة. ولتجنب الأخطار الصحية الواردة أعلاه؛ يتوجب على الزائرين اتخاذ بعض الاحتياطات، مثل: عدم تعريض أنفسهم بشكل زائد لأشعة الشمس، وارتداء الملابس المناسبة، وخاصة غطاء الرأس (القبعات)، وشرب كميات كافية من السوائل- ثلاثة لترات يومياً-، يفضل أن تكون من المياه المعدنية المعلبة محلياً وهي متوفرة في كل مكان تقريباً، هذا وينصح السياح بالانتباه للمطاعم التي يأكلون فيها، وإلى نوع الأطعمة والوجبات التي يأكلونها فيها وإلى نوع الأطعمة والوجبات التي يأكلونها، بالإضافة إلى أساليب الوقاية السابقة، ينصح الزوار بالاحتياط على مرهم جيد واق من أشعة الشمس، ودواء مضاد للإسهال، ودهون لدغات البعوض والحشرات، وهذه متوفرة في كل الصيدليات المحلية المنتشرة في كل مكان في حال فشل كل الاحتياطات السابقة لا داعي للفزع، فنظام الخدمات الصحية في المناطق الفلسطينية جيد وهناك مستشفيات ومراكز طبية وعيادات خاصة وحكومية منتشرة في كل مكان، وتكاليف خدماتها في متناول الجميع.
التسوق
الأسعار في المناطق الفلسطينية متوسطة بشكل عام بالنسبة للسياح القادمين من أوروبا وأمريكا، وخصوصاً أسعار المواد الأساسية باستثناء الخضروات والفواكه المنتجة محلياً. ولكن الأسعار هنا تبقى أقل منها في إسرائيل، ولذلك؛ فإن المناطق الفلسطينية توفر للسياح فرصاً ممتازة للتسوق بأسعار معتدلة، وخصوصاً الصناعات اليدوية المنتجة محلياً مثل الخزف، والزجاج، والتطريز، وخشب الزيتون، وزيت الزيتون الطبيعي، والصابون النابلسي المصنوع من زيت الزيتون، أما ساعات التسوق الاعتيادية فتبدأ من الساعة 8:00 صباحاً حتى 5:00 مساءً في الشتاء، وتستمر حتى 7:00 مساءً في الصيف ما عدا يوم الجمعة.
المراجع
1. دليل فلسطين السياحي، الضفة الغربية وقطاع غزة، المؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي ص4.
2. نفس المصدر السابق ص 6-35.
- خلال الأربع عقود الماضية خبر الفلسطينيون أشكالا وألوانا من الحواجز العسكرية التي تزايدت مع الأيام، فقد قارب تعدادها الأربعمائة أحياناً، أحاطت بالمدن والمخيمات والقرى، مضيفة أبعاداً رهيبة إلى خارطة الوطن المحتل. فثمة الحواجز الثابتة الدائمة، والحواجز المؤقتة، وثمة المتحركة، وتلك الفجائية التي ليس لها مكان معين أو زمان، وغيرها من نقاط التفتيش.
- تعددت الحواجز إلا أن إفرازاتها واحدة أضف إلى ذلك، الجدار الفاصل، وهو أخطرها على الإطلاق؛ كون طوله سيبلغ عند إنهاء العمل به ما يزيد عن سبعمائة كم، وقد أنجز منه حتى الآن عدة مئات من الكيلومترات. وكانت هذه الحواجز وما زالت سبباً رئيسا من أسباب إيقاع كافة أشكال الأذى والمكروه والشر والضرر على الفلسطينيين، وعلى كافة الصعد السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية والتعليمية والثقافية والصحية والنفسية، وكانت أيضاً سببا رئيسا في تدهور أوضاعهم الإنسانية، ذلك أنها جعلت من كل التجمعات السكانية الفلسطينية كانتونات معزولة عن بعضها محاصرة مغلقة ومطوقة.
- من المعروف أنه ليس لدى الفلسطينيين أية موانئ أو مطارات خاصة، وإنما معابر أو جسور. والحقيقة أن كل هذه المعابر إلى فلسطين، والجسور على نهر الأردن، ونقطة عبور رفح على الحدود المصرية، تقع كلها تحت سيطرة إسرائيل
- تستخدم جسور الأردن ونقطة عبور رفح من قبل الزائرين القادمين من الأردن ومصر على التوالي، وهناك مكاتب للعديد من شركات الطيران الدولية في الضفة الغربية وغزة اليوم، وأهم هذه الشركات: عالية الأردنية والمصرية، ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الفرنسية، والخطوط البريطانية، وsas،وklm، والخطوط السويسرية..الخ.
- دخول المناطق الفلسطينية لا يحتاج إلى تأشيرات أو تصاريح زيارة خاصة، لأن جميع الحدود والمعابر مازالت في أيدي الإسرائيليين فقط. أما مواطني دول الاتحاد الأوروبي وسويسرا والولايات المتحدة وكندا يمنحون تأشيرة لمدة ثلاثة أشهر عند وصولهم لأية نقطة عبور إسرائيلية، ويطلب فقط من الألمان المولودين قبل عام 1928 الحصول على تأشيرة مسبقة لزيارة دولة الإحتلال الصهيوني، يسمح للزوار عبر الموانئ والمطارات الإسرائيلية إدخال المواد الآتية بدون ضرائب عطور لغاية ¼ لتر: مشروبات كحولية أو نبيذ لغاية 2 لتر، سجائر لغاية 200سيجارة لكل شخص فوق سن 17 عاما، ويسمح لهم بإدخال هدايا بما قيمته 150 دولاراً أمريكياً معفاة من الضرائب، وتسمح إسرائيل أيضاً للزوار بإدخال حاسوب شخصي وطابعة وآلة تصوير ومذياع أو مسجل، وآلات موسيقية ومعدات تخييم ورياضة ودراجة هوائية، وعربة أطفال، شريطة أن تكون للاستعمال الشخصي، وأحياناً يسجلون هذه الأشياء أو بعضها على جواز السفر لإلزام الزائر بإعادتها معه أو دفع الضريبة عنها إذا لم يعدها.
- فلسطين بلد ذو تقاليد سياحية مغرقة في القدم، حتى ليمكننا القول إن السياحة ولدت فيها، لأن أقدم شكل للسياحة في التاريخ، وهو الحج، بدأ هنا ومن ناحية أخرى فإن فلسطين، مهوى أفئدة مؤمني العالم من أتباع الديانات السماوية الثلاث، وهي فوق ذلك مهد الحضارة البشرية ذاتها، وربما كانت الصناعة السياحية الفلسطينية هي القطاع الاقتصادي الوحيد الذي استطاع أن يصمد بوجه الاضطرابات الشديدة التي شهدتها البلاد في القرن العشرين، ولكن التشويه الذي تعاني منه هذه الصناعة اليوم هو النتيجة الطبيعة لهذا الوضع.
- إن كثيراً من المواقع التاريخية والدينية ذات الشهرة العالمية، والواقعة جميعها تقريباً في مناطق السلطة الفلسطينية، تفتقر إلى الكثير من الخدمات والعناية التي تتمتع بها مواقع أقل أهمية بكثير في بلدان أخرى، علاوة على ذلك فإن معظم الأدلاء السياحيين وأصحاب المكاتب وشركات السياحة الإسرائيلية الذين يتحكمون بالسياحة إلى فلسطين، يفعلون كل ما بوسعهم للحفاظ على احتكار مطلق للسياحة في فلسطين؛ إنهم يمنعون السياح الأجانب من زيارة معظم المناطق الفلسطينية ولا يكتفون بذلك، بل يعطون السائح أو السياح وجهة نظر خاطئة وأحادية الجانب عن تاريخ البلاد، ويحولون بين السياح والجمهور الفلسطيني، ويمنعون أي اتصال بين الطرفين.
- تمثل زيارة المناطق الفلسطينية تجربة رائعة وغنية، بل وفريدة من نوعها للكثيرين. إن الشعب الفلسطيني وقياداته الذين يعنيهم كثيراً أن يحافظوا على ما تبقى من إرثهم الحضاري في هذا البلد، يحاولون جاهدين اليوم أن يجذبوا السياح، وأن يعززوا النشاط السياحي في بلدهم.
والشعب الفلسطيني مضياف، والتعامل معه في غاية السهولة حتى إن كثيراً من الناس لا يمانعون في اصطحاب السياح في جولات مجانية في مناطقهم، وحتى استضافتهم في بيوتهم، وإلى أماكن أخرى لا يمكن للسائح زيارتها بدون مساعدتهم، وعليه؛ يجدر بالسائحين أن يشعروا بالحرية في التنقل في كل مناطق الضفة الغربية وغزة، رغم ذلك يبقى مفضلاً أن يقوم السياح بالتجول في البلاد ضمن مجموعات، وبصحبة دليل سياحي أو مواطن فلسطيني كلما أمكن ذلك.
- بالرغم من أن الفلسطينيين في المدن معتادون على رؤية النساء الأجنبيات يتجولن وحدهن، أما الرجال فيجب أن لا يترددوا في فعل ذلك، شريطة أن يكون بحوزتهم جواز سفرهم. في الحقيقة يمكن تعميم هذه النصيحة على جميع المقيمين في فلسطين الذين عليهم أن يحملوا هوياتهم أو جوازات سفرهم في كل الأوقات، لأن مثل هذه الوثائق قد يطلب إظهارها للجنود الإسرائيليين على نقاط التفتيش في الضفة الغربية والقطاع، وأحياناً للشرطة الفلسطينية عند عبور المناطق التابعة لها، هذا وينصح السياح بعدم التردد في الاتصال بشرطة السياحة الفلسطينية إذا واجهوا أو توقعوا حدوث أية مشاكل أثناء وجودهم في مناطق السلطة الفلسطينية، يتسم أفراد الشرطة الفلسطينية بالود الشديد، وبمعرفة اللغات الأجنبية، ولا يتوانون عن تقديم الخدمة لمن يطلبها، سواء من السياح أو من مكاتب السفر المختصة.
العملات والبنوك
لم تصدر السلطة الوطنية الفلسطينية عملة خاصة بها بعد، ولذلك فإن العملة الرئيسية المتداولة في الضفة الغربية وغزة هي الشيكل الإسرائيلي، أما الدولار الأمريكي والدينار الأردني واليورو الأوروبي، فكلها عملات متداولة في المناطق الفلسطينية، ومرحب بها ربما أكثر من الشيكل.
ساعات دوام البنوك هي من 8:30 صباحاً حتى 13:30 ظهراً، من الأحد وحتى الخميس،أما محلات الصرافة فعادة ما تكون ساعات دوامها أطول، من الساعة 8:00 صباحاً حتى 6:00 مساءً، وهذه المحلات لديها الاستعداد لتبديل أية عملة، وبسعر أفضل من سعر البنوك.
كل بطاقات الاعتماد والعملات الرئيسية مقبولة في معظم الفنادق الفلسطينية والمطاعم والشركات الكبيرة في المدن الرئيسية، وخاصة في منطقة القدس وبيت لحم، أما في المدن الأخرى والقرى فيجب على السائح الدفع نقداً.
البريد والاتصالات
تتوفر في المناطق الفلسطينية اليوم خدمات بريدية خاصة بالفلسطينيين، وهي خدمات رخيصة الثمن، ويمكن الاعتماد عليها، وتصدر السلطة الفلسطينية طوابع بريدية خاصة بها. الرسائل والطرود المرسلة من المناطق الفلسطينية يستغرق وصولها إلى أوروبا أسبوعاً وعشرة أيام لتصل إلى الولايات المتحدة وكندا، وتتوفر في المناطق الفلسطينية أيضاً خدمات الاتصال الهاتفي المباشر، والفاكس، بالإضافة إلى البريد الإلكتروني، وهذه موجودة في كل مكان تقريباً، وهي خدمات متطورة ومعتدلة الثمن إذا ما قورنت بالأسعار في أوروبا والولايات المتحدة أو حتى في إسرائيل. وتتوفر أيضاً في المدن الفلسطينية خدمات الهاتف المحمول، كما تتوفر خدمات أجهزة اللاسلكي.
الإقامـة
هناك عدد من الفنادق الفلسطينية في معظم المدن الرئيسية، مثل: القدس، وبيت لحم، وأريحا، ورام الله ونابلس، وغزة، وحتى في بعض القرى، مثل: الطيبة، وجفنا في منطقة رام الله، وبيت جالا، قرب بيت لحم، أما في المدن الأخرى والقرى، فرغم أن هناك توجهاً لإقامة فنادق فيها في المستقبل، ينصح السائح بالبحث عن طرق غير تقليدية للإقامة في المدن الصغيرة و القرى، مثل الإقامة مع عائلة فلسطينية مثلاً، مثل هذه الخدمات متوفرة اليوم، وتقدمها عدد المؤسسات.
وتضم مدينة القدس العربية أكبر عدد من الفنادق والغرف الفندقية في المناطق الفلسطينية (40 فندقاً تضم حوالي 2000 غرفة)، يليها بيت لحم (9 فنادق تضم حوالي 1200 غرفة)، وهناك تسعة فنادق في مدينة غزة وأحد عشر في رام الله، وأربعة في أريحا، واثنان في نابلس واثنان في الخليل وليس هناك فنادق بعد في مدن جنين وطولكرم وقلقيلية، ولكن هناك فنادق صغيرة في بعض القرى مثل جفنا والطيبة بمنطقة رام الله، وبيت جالا في منطقة بيت لحم.
معظم الفنادق العاملة في الضفة الغربية وغزة جديدة، تم بناؤها بعد إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994، والأسعار فيها معتدلة في المواسم العادية، ولكنها يمكن أن تكون مرتفعة في المواسم السياحية، كفترة أعياد الميلاد، والأعياد الدينية الأخرى، ومعظم هذه الفنادق صغيرة، وتديرها العائلات المالكة، وقليل منها فقط يضم أكثر من 50 غرفة.
الخدمات الطبية
لا تشكل زيارة المناطق الفلسطينية أي خطر صحي حقيقي على الزائرين، أما المشاكل الصحية التي يتوقع أن يواجهها بعض الزوار الأجانب فهي ضربات الشمس، والحروق نتيجة التعرض الزائد لأشعة الشمس، وكذلك الجفاف والتقلبات المعوية بسبب تغيير نوعية الغذاء، هذا ويشكل الناموس مشكلة لأصحاب الأجسام الحساسة خاصة في الصيف، غير أن الأدوات الكهربائية لطرد الناموس المستعملة في كثير من البيوت الفلسطينية تمثل حلاً سريعاً لهذه المشكلة. ولتجنب الأخطار الصحية الواردة أعلاه؛ يتوجب على الزائرين اتخاذ بعض الاحتياطات، مثل: عدم تعريض أنفسهم بشكل زائد لأشعة الشمس، وارتداء الملابس المناسبة، وخاصة غطاء الرأس (القبعات)، وشرب كميات كافية من السوائل- ثلاثة لترات يومياً-، يفضل أن تكون من المياه المعدنية المعلبة محلياً وهي متوفرة في كل مكان تقريباً، هذا وينصح السياح بالانتباه للمطاعم التي يأكلون فيها، وإلى نوع الأطعمة والوجبات التي يأكلونها فيها وإلى نوع الأطعمة والوجبات التي يأكلونها، بالإضافة إلى أساليب الوقاية السابقة، ينصح الزوار بالاحتياط على مرهم جيد واق من أشعة الشمس، ودواء مضاد للإسهال، ودهون لدغات البعوض والحشرات، وهذه متوفرة في كل الصيدليات المحلية المنتشرة في كل مكان في حال فشل كل الاحتياطات السابقة لا داعي للفزع، فنظام الخدمات الصحية في المناطق الفلسطينية جيد وهناك مستشفيات ومراكز طبية وعيادات خاصة وحكومية منتشرة في كل مكان، وتكاليف خدماتها في متناول الجميع.
التسوق
الأسعار في المناطق الفلسطينية متوسطة بشكل عام بالنسبة للسياح القادمين من أوروبا وأمريكا، وخصوصاً أسعار المواد الأساسية باستثناء الخضروات والفواكه المنتجة محلياً. ولكن الأسعار هنا تبقى أقل منها في إسرائيل، ولذلك؛ فإن المناطق الفلسطينية توفر للسياح فرصاً ممتازة للتسوق بأسعار معتدلة، وخصوصاً الصناعات اليدوية المنتجة محلياً مثل الخزف، والزجاج، والتطريز، وخشب الزيتون، وزيت الزيتون الطبيعي، والصابون النابلسي المصنوع من زيت الزيتون، أما ساعات التسوق الاعتيادية فتبدأ من الساعة 8:00 صباحاً حتى 5:00 مساءً في الشتاء، وتستمر حتى 7:00 مساءً في الصيف ما عدا يوم الجمعة.
المراجع
1. دليل فلسطين السياحي، الضفة الغربية وقطاع غزة، المؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي ص4.
2. نفس المصدر السابق ص 6-35.