نتابع: مدينة بيت لحم الكنعانية.
الاقتصادتمتازُ المدينة بنشاطها في الصناعة وخاصةً الصناعة السياحية مثل صناعة الصدف والمسابح والصلبان. يُعتبر التسوق مصدر جذب رئيسي للسياح، وخصوصًا خلال موسم عيد الميلاد. مع كثرة المحلات في الشوارع الرئيسية للمدينة والأسواق القديمة التي تبيع المشغولات اليدوية الفلسطينية والتوابل والمجوهرات والحلويات الشرقية مثل البقلاوة. ويشترون السياح تحف خشب الزيتون وهو أكثر عثنصر مُباع للسياح الذين يزورون بيت لحم. والحرف الدينية وتشمل الحلي المصنوعة يدويًا مثل عرق اللؤلؤ والصناديق والصلبان. الصناعات الأخرى هي الحجر والرخام والمنسوجات والأثاث والمفروشات. ويوجد أيضًا في المدينة مصانع لإنتاج مواد الدهان والبلاستيك والمطاط الصناعي والمستحضرات الصيدلانية ومواد البناء والمنتجات الغذائية والمعجنات والحلويات بشكل رئيسي.
أُنشئت أول غرفة تجارية صناعية زراعية في مدينة بيت لحم في أوائل الخمسينات حيث أُنتخب أول مجلس إدارة لها بتاريخ 16 أبريل 1952. في 30 أغسطس 1965، تم انتخاب مجلس إدارة جديد.و مع قرب البدء بإحتفالات الألفية الثانية ودخول المحافظة في مرحلة جديدة من البناء والأعمار، اصدر معالي وزير الاقتصاد والتجارة قرارًا بتعيين مجلس الإدارة الحالي الذي يضمُ نُخبة من رجال الأعمال والاقتصاديين لإدارة شؤون الغرفة. وتندرج غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم تحت مظلة اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية الفلسطينية ومقره القدس، ويضم خمسة عشرة غرفة في فلسطين.
في عام 2008، إستضافات مدينة بيت لحم أكبر مؤتمر اقتصادي على الإطلاق في الأراضي الفلسطينية. وقد بادر به رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير المالية السابق سلام فياض في إقناع أكثر من 1,000 من رجال الأعمال والمصرفيين والمسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء الشرق الأوسط للاستثمار أموالهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. تم تأمين ما مجموعه 1,4 مليار دولار أمريكي من أجل الاستثمارات التجارية في الأراضي الفلسطينية.
نبيذ كريمزان، الذي تُؤسس في عام 1885، هو مصنع يختص بإنتاج النبيذ ويديره الرهبان في دير كريمزان. وتزرع العنب بشكل رئيسي في منطقة الخضر. في عام 2007، كان إنتاج الدير من النبيذ حوالي 700,000 لترًا سنويًا.
العمارة والسياحة
يسود المدينة طرازان معماريان مختلفان: الطراز القديم السائد في البلدة القديمة حيث القباب والجدران السميكة المبنية من الحجر الكلسي والشبابيك والأبواب على شكل أقواس، والمباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومقسمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها. أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة حيث البيوت الحديثة المستقلة أو العمارات المكونة من طبقات.
ويطوق المدينة الآن مجموعة من المستوطنات التي يطلق عليها مجموعة (غوش عتسيون) ووصل عدد المستوطنات حولها عام 1985 إلى 16 مستوطنة وتشكل مستوطنة (عفرات) مركزها وأكبرها، ويخطط لإقامة 9 مستوطنات حتى عام 2010.
كونها المدينة التي شهدت ميلاد المسيح، تحمل مدينة بيت لحم معنى خاصاً في قلوب المسيحيين من كافة أرجاء العالم، وعلى الرغم من صغرها النسبي مساحةً وسكانًا، لدى بيت لحم وجوارها العديد من المواقع التي تجلب كافة أنواع الزوار والسواح. في قلب المدينة تقع كنيسة المهد، وداخل الكنيسة توجد مغارة المهد حيث ولد عيسى المسيح. منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994 شهدت مدينة بيت لحم تطورًا غير مسبوق، حيث إنتشرت أعمال الإعمار والترميم في كافة مواقع المدينة، وحيث شيدت العديد من المرافق السياحية مثل الفنادق والمطاعم ومحلات بيع التحف والمنتجات الحرفية، وكافة هذه المرافق على أتم الاستعداد لتوفير كافة متطلبات الزوار والسياح.
كذلك تتنوع المطاعم في بيت لحم، وتوفر أماكنًا وتنوعًا يرضي تقريبًا كافة الأذواق، فهناك العديد من المطاعم والمقاهي التي تنتشر في أرجاء المدينة، فإن كنت تبحثون عن وجبة فلسطينية تقليدية أو شيء مختلف ستجدون في بيت لحم مطاعم تقدم وجبات من المطبخ الفرنسي والإيطالي والصيني. وبالقرب من بيت لحم تقع بلدتي بيت ساحور وبيت جالا، وكلاهما لديها الكثير لتمتع زوارها.
الثقافة
لقد رُممت بلدة بيت لحم القديمة بالكامل وبشكل جميل، مما جعل من السير في كافة أرجائها مُمتعًا ومفيدًا على الصعيد المعرفي كذلك. كما من السهل ملاحظة الوتيرة العالية التي تسيير فيها المراكز الثقافية في بيت لحم وما حولها فعالياتها الثقافية على مدار العام، مثل مركز الدار الثقافي الموجود في مركز بيت لحم الدولي (دار الندوة)، ومركز بيت لحم للسلام والذي يطل على ساحة المهد حيث يحتوي على مركز للسياح، ويقيم فعاليات ثقافية مُنتظمة.
التطريز
عُرف تطريز نساء بيت لحم بفضل ملابس الزفاف الخاصة بهم. التطريز في بيت لحم كان مشهورًا بفضل "التأثير الكلي والقوي للألوان والتألق اللامع". أما فساتين الأقلُ رسميةً فصُنعت من قماش نيلي مع معطف بلا أكمام من الصوف المنسوج محليًا التي تُلبس فوق الفساتين. تمتازُ الفساتين للمُناسبات الخاصة بأنها مصنوعة من الحرير المُقلم مع أكمام مُجنحه مع سترة قصيرة "تقصيرة" والمعروفة باسم سترة بيت لحم. التقصيرة مُصنعة من المخمل أو الجوخ، وعادة تكون مع تطريز كثيف.
التطريز التحريري لمنطقة بيت لحم يجمع بين الفضة والذهب وخيوط الحرير لتزيين واجهة وجوانب وأكمام ثياب الزفاف التقليدية، وحيث تملأ هذه التصماميم المُميزة بقطب وأشكال فنية باستخدام الخيطان الحريرية بهية الألوان، حيث حاول البعض المقاربة بين هذه التصاميم وتصاميم الزخارف والأزياء الكنسية، والزينة الرسمية والأوسمة للملابس العسكرية العثمانية والبريطانية القديمة.
نحت عرق اللؤلؤ
يعود فن نحت عرق اللؤلؤ في بيت لحم إلى القرن الخامس عشر عندما أُدخل من قبل رهبان فرنسيسكان من إيطاليا. وأزداد الطلب على هذه الأصناف بسبب زيادة أعداد الحجاج المسيحيين، ووفرت وظائف للنساء. وقد لاحظ ريتشارد بوكوك هذه الصناعة، الذي زار بيت لحم في عام 1727.
المراكز الثقافية والمتاحف
بيت لحم هي موطن لمركز التراث الفلسطيني، الذي أُنشئ في عام 1991. ويهدف المركز إلى المحافظة على وتعزيز التطريز الفلسطيني، والفن والفولكلور. المركز الدولي في بيت لحم هو مركز ثقافي الذي يركز في المقام الأول على ثقافة مدينة بيت لحم. ويوفر تعليم اللُغات ودراسات المرأة والفنون والعروض والحرف.
فرع بيت لحم التابع لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى لديها نحو 500 طالب وطالبة. أهدافه الرئيسية هي تعليم الموسيقى للأطفال، وتدريب المعلمين في المدارس الأخرى، ورعاية البحوث والموسيقى، ودراسة موسيقى الفولكلور الفلسطيني.
يوجد في بيت لحم أربعة متاحف:متحف سرير المهد، يقدم المُتحف 31 نموذجًا ثلاثي الأبعاد التي تُصور مراحل هامة من حياة اليسوع. المسرح يُقدم العرض لمدة 20 دقيقة من الرُسوم المُتحركة. متحف بد جقمان، الذي يقع في البلدة القديمة في بيت لحم، يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر وهو مُخصص في المقام الأول للتاريخ وعملية إنتاج زيت الزيتون. متحف بيتنا التلحمي، الذي أُنشئ في عام 1972، ويحتوي على عرض لثقافة بيت لحم. قامت الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ببناء متحف المهد الدولي التي تُقدم عروض فنية بجودة عالية في جو مُثير للذكريات.
التعليم
وفقًا للمكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء، في عام 1997، كان ما يقرب من 84٪ من سكان المدينة الذين تزيد أعمارهم على 10 يجيدون القراءة والكتابة. تم تسجيل 10,414 نسمة من سكان المدينة في المدارس (4,015 في المدارس ابتدائية و 3,578 في المدارس الإعدادية و 2,821 في الثانوية العامة). حصلوا حوالي 14,1% من طلاب الثانوية العامة على الشهادات. وكان هناك 135 مدرسة في محافظة بيت لحم منها 100 تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية و 28 مدرسة خاصة وسبعة تُديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
تُعتبر بيت لحم موطن لجامعة بيت لحم، وهي جامعة مسيحية كاثوليكية مختلطة ومؤسسة للتعليم العالي تأسست في عام 1973 وفقا للتقاليد Lasallian، ويمكن للطلاب من جميع الأديان التسجيل بها. جامعة بيت لحم هي أول جامعة أنشئت في الضفة الغربية، ويمكن تتبع جذورها إلى عام 1893 عندما دي لا سال الاخوان المسيحيون قاموا بإنشاء المدارس المسيحية في جميع أنحاء فلسطين ومصر.
البنية التحتية
الرعاية الصحية
الخدمات الطبية في بيت لحم عديدة ومتطورة على نحو جيد. من ستة مستشفيات بيت لحم، ثلاثة مراكز للأمومة، مركز للأمراض النفسية، مستشفى للأطفال ومستشفى عام. ويقدر إجمالي عدد أسرة المستشفيات 506 سرير. هناك 32 من عيادات الرعاية الصحية الأولية في منطقة بيت لحم والتي ترعاها 16 من المنظمات غير الحكومية، و 14 تابعة للمنظمات الملكية الخاصة، وأثنتان تتبع للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لأعمال الإغاثة). هُناك خمسة سيارات أسعاف و 133 طبيب. بالإضافة إلى، يوجد 341 ممرض و 27 أطباء أسنان.
تمتلك المحافظة على عدد كبير من الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية التي تقدم خدمات صحية غير متوفرة في فلسطين. شُيد مؤخرًا شبكة تجميع مياه الصرف الصحي في ثلاث مدن من بيت لحم:بيت جالا وبيت ساحور. يحصل ما يقارب 99% من سكان المدينة على إمدادات المياه الصالحة للشُرب عن طريق الأنابيب.
النقل والمواصلات
بيت لحم لديها ثلاثة محطات للحافلات التي تملكها الشركات الخاصة والتي تقدم خدمات للنقل إلى القدس وبيت جالا وبيت ساحور والخليل ونحالين وبتير والخضر والعبيديّه وبيت فجار. هناك محطات للسيارات الأجرة الذين يقومون برحلات إلى مدينة بيت ساحور وبيت جالا والقدس وتقوع وهيروديون. ولا يسمح للحافلات وسيارات الأُجرة ترخيص الضفة الغربية بدخول إسرائيل، بما فيها القدس، من دون تصريح.
كان لبناء تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على المدينة من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. الجدار يمتد على طول الجانب الشمالي من المنطقة المبنية في البلدة، على بعد أمتار من منازل المواطنين في مخيم عايدة للاجئين من جهة، وبلدية القدس من جهة أخرى. مُعظم المداخل والمخارج من التجمعات السكنية في بيت لحم إلى بقية الضفة الغربية تخضع حاليًا لنقاط التفتيش الإسرائيلية وحواجز الطرق. يختلفُ مُستوى الوصول بناءًا توجيهات الأمن الإسرائيلية. وينظمُ السفر لسكان بيت لحم الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس عن طريق نظام تصريح. ويحظر على المواطنين الإسرائيليين من دخول بيت لحم والاقتراب من بركة السلطان سليمان القانوني.
الملاعب الرياضية
يوجد في محافظة بيت لحم عدة أندية رياضية سواء على مستوى كرة القدم أو كرة السلة، أو رياضات أخرى مثل الركبي. من أهم هذه الاندية: نادي الخضر، نادي ترجي وادي النيص، نادي جورة الشمعة، النادي الأرثوذكسي الثقافي العربي بيت ساحور، نادي وادي فوكين، نادي مراح معلا، نادي دلاسال بيت لحم، نادي زعترة، نادي بيت فجار، نادي التعامرة. ويوجد في المحافظة عدة ملاعب بلدية صغيرة، كملعب بيت جالا، وملعب بيت ساحور، وملعب مخيم الدهيشة.
الحكومة المحلية
أول انتخابات بلدية عُقدت في بيت لحم كانت عام 1876، قاموا المخاتير من أرباع مدينة بيت لحم القديمة (باستثناء الربع السريانية) باتخاذ قرار لانتخاب المجالس المحلية من سبعة أعضاء وذلك لتمثيل كل عشيرة في المدينة. وأُنشىء قانون أساسي بحيث إذا حصل شخصًا كاثوليكي على منصب رئيس البلدية يُشرط بأن يكون ونائبه تابع للأرثوذكسية اليونانية.
حُكم البريطانيين والأردنيون بيت لحم، وسُمح للربع السريانية في المشاركة في الانتخابات وكذلك البدو واللاجئين الفلسطينيين، ومن ثم التصديق على كمية أعضاء البلدية في المجلس إلى 11. في عام 1976، أقر تعديلًا الذي يسمح للنساء بالمشاركة في عمل التصويت وأن يصبحوا أعضاء في المجلس وفيما بعد تم رفع سن الانتخاب من 21 إلى 25.
اليوم، يتكون مجلس بلدية بيت لحم من 15 عضوًا منتخبًا، بما في ذلك رئيس البلدية ونائب رئيس البلدية. وسيوضع نظام خاص يتطلب أن يكون رئيس البلدية وغالبية المجلس البلدي مسيحيًا، بينما باقي المقاعد تعتبر مفتوحة لأي شخص ولا تقتصر على أي دين.
هُناك عدة فروع للأحزاب السياسية في المجلس، بما في ذلك الإسلاميين، الشيوعيين، والعلمانيين. تُسيطر الفصائل اليسارية في منظمة التحرير الفلسطينية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (بزعامة جورج حبش) وحزب الشعب الفلسطيني عادة على المقاعد المحجوزة. بينما اكتسبت حماس على أغلبية المقاعد المفتوحة في انتخابات البلدية الفلسطينية 2005.
المحافل الدولية والمحلية
تعتبر مدينة بيت لحم من أهم المدن الفلسطينية لإقامة المؤتمرات والمحافل الدولية، وقد شهدت العديد من الاحتفالات والمناسبات منها استقبال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش أثناء زياته لكنيسة المهد، إضافة إلى استضافتها للمؤتمر الاقتصادي العربي واستضافتها لمؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) السادس مؤخراً، فهي تحتوي على قصر المؤتمرات.
أحتفالات عيد الميلاد
تقام طقوس عيد الميلاد في بيت لحم على ثلاثة تواريخ مختلفة:تحتفل الطوائف الكاثوليكية والبروتستانتية بتاريخ 25 ديسمبر، وأما الكنيسة اليونانية والسريانية والمسيحيين الأقباط فيحتفلون بتاريخ 6 يناير والمسيحيين الأرمن الأرثوذكس في 19 يناير. تمرُ معظم مواكب عيد الميلاد عبر ساحة كنيسة المهد، في ساحة الخارجية لكنيسة المهد.
مهرجان أرطاس للخس
منذ إطلاقه في العام 1994، مهرجان الخس السنوي والذي ينظم في قرية أرطاس الجميلة، جنوب مدينة بيت لحم وبالقرب من برك سليمان، يجمع السكان المحليين مع الزائرين الأجانب في مهرجان مليء بالمرح إحتفاءً وتقديرًا للفلاح الفلسطيني. المهرجان الذي ينظمه مركز إرطاس للفلكلور يمثل تجربة مميزة تمكن الزائر من التفاعل مع السكان الأصليين للمنطقة والتمتع بحس ضيافة الفلسطينيين وميراثهم الثقافي.
مهرجان زيت الزيتون
في تشرين الثاني من كل عام تزهو مدينة بيت لحم بأصواتها وأطعامها ورائحتها التقليدية، حيث يجتمع السكان المحلييون والزائزون ليحتفلوا بموسم الزيتون، تعدد الفعاليات من العروض الموسيقية التي تقدمها الفرق المحلية إلى عرض الرقص التقليدي التي تقدمها فرقة إرطاس للرقص الشعبي، تمتلئ أرجاء المهرجان بالأكشاك التي تعرض الأعمال الحرفية الفلسطينية، منتجات الزيتون من صابون وزيت.
انتهى