لماذا تُهود المباني في القدس؟
د.عيسى القدومي
الاحتلال الصهيوني لا شك أنه يتطلع ويعمل على تهويد القدس من خلال أدوات وبرامج وجماعات وأحكام وقوانين وشراكات تصب مجتمعة في مشروع التهويد وضمان استمراره، والهدف ابتلاع الأرض وتهويد المباني، ولكن من غير العنصر البشري المتواجد عليها.
د.عيسى القدومي
الاحتلال الصهيوني لا شك أنه يتطلع ويعمل على تهويد القدس من خلال أدوات وبرامج وجماعات وأحكام وقوانين وشراكات تصب مجتمعة في مشروع التهويد وضمان استمراره، والهدف ابتلاع الأرض وتهويد المباني، ولكن من غير العنصر البشري المتواجد عليها.
فالاحتلال يتبع سياسة ممنهجة من شقين : الأول : تهويد الأرض والمباني بشكل
مباشر ، والثاني : تقليل الوجود الفلسطيني إلى أدنى حد ممكن ، ومن تبقى في
النهاية فمصيره الطرد والتهجير . وذلك ضمن سياسة خلق واقع جغرافي وسياسي
جديد يسيطر عليه الاحتلال ومؤسساته .
وتنفيذ تلك السياسة تجعل الأوراق مختلطة ، تدفعك للتساؤل : من يدير من ؟
هل الجماعات الدينية المتطرفة أم ساسة الاحتلال وقادته ؟
لاشك أن العلاقة بينهم حميمية، وتشارك إلى حد لم يتضح من يدير دفة التهويد !!
سباق مع الزمن ينتهجه الجميع في هذا الكيان لتعجيل التهويد حتى لا يبقى شيئاً إن فرض حلاً ، فهم يتبعون سياسة فرض الأمر الواقع إن كان ثمة لقاءات لحل الإشكالات . وهذا ما يفسر دفع المغتصبين اليهود أعضاء الجماعات الأكثر تطرفاً للتواجد والسكنى في البلدة القديمة في القدس ، ومن خلال هؤلاء أصدروا القرارات التي تسمح لهؤلاء المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى والتجوال في رحابه ، على اعتبار أن مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى حاصلٌ شئنا أم أبينا نحن المسلمين ، على غرار المسجد الإبراهيمي الذي قسموه ليكون لليهود فيه موطأ قدم ، عملوا على تكرار ذلك النجاح الذي حققوه في الخليل ، ليتحقق في القدس ومسجدها الأقصى المبارك .
فكل مؤسسات الاحتلال في القدس تعمل على تنفيذ ذلك المشروع وضمان استمراره ونجاحه . بل كل المؤسسات المدنية للاحتلال والتي تدعي خدمة العرب فيها تسير في وتيرة واحدة ، فالبريد والاتصالات والبلدية والمراكز الصحية والثقافية كلها لها نهج واحد، هو التأكيد على يهودية القدس ؛ حتى المتنزهات التي تقييمها البلدية وتحيط بها البلدة القديمة ، والتي تبدو للعيون بأنها مجرد متنزهات وساحات خضراء وحدائق جميلة هي في حقيقتها ضمن مخطط لتعزيز السيطرة التامة على الأرض .
وحقيقة تهويد أي مبنى في القدس ، ليس مجرد تهويد لذلك المبنى ، بل هو تهويد واستحواذ، وتغيير للمحيط كله، فيستلزم أن يتبع ذلك المبنى المغتصب نظام أمني ينشر الكآبة للسكان الفلسطينيين في محيطه ومن حواه . ، ويصبح ذلك المكان -ولو كان منزلاً واحداً – حصناً أمنياً وموقعاً محصناً، تحيطه الكشافات والأسوار والأسلاك والكاميرات للمراقبة ، وترفع فوقه أعداد كبيرة من أعلام الاحتلال، وتؤمن الطرق المؤدية إليه، فبضحى كل من يسير في محيطه في دائرة المراقبة .
ويصبح جيران ذلك المكان يعيشون وكأنهم غرباء في بيوتهم ومحيطهم وشوارعهم ، بهدف تدمير تناسق المحيط لذلك المبنى وانسجام سكانه، وتعميق السيطرة اليهودية على المكان . ويتم ذلك ضمن مخطط – كما ذكر مائير مارجيت في كتابه : إسرائيل والقدس الشرقية استيلاء وتهويد – لتمزيق الشعور بالمكان والإضرار بالأمن النفسي للسكان فمجرد وجود المبنى المهود يثير العداء ويلحق الضرر النفسي للسكان من حوله.
وقد سبق الاستيلاء على المباني الاستيلاء على الكرامة لسكان تلك المباني، وهذا ما يفسر ممارسات المغتصبين اليهود الأكثر عنفاً وإيلاماً لمن يجاورهم من المسلمين، وهم بذلك يريدون شدة الإذلال والمهانة للمسلمين في القدس ، فكيف سيكون شعور الساكنين من حول ذلك المبنى وهم قد شاهدوا بأم أعينهم كيف سُلب ذلك المبنى بذرائع واهية، وكيف حُول إلى مؤسسة يهودية جمعوا فيها أكثر اليهود تطرفاً وبغضاً للعرب والمسلمين ، وهذا ما حدث فعلاً في حي الشيخ جراح فهو مثالاً للسياسة الصهيونية المتبعة للتهويد .
وتهويد المباني يتم بمستويات ثلاث : تحت الأرض وعلى مستوى الأرض وفوق الأرض، وذلك جزء من عملية إعادة – بزعمهم- الهوية اليهودية إلى القدس، فالأنفاق في البلدة القديمة وأسفل المسجد الأقصى يتم تحويلها إلى كُنس يهودية ومتاحف توراتية ، وكذلك المباني على مستوى الأرض ، وتبع ذلك إقامة قباب ومبان وكُنس لتغطي على قبة المسجد الأقصى وتضفي على القدس -شرقيها وغربيها- العمارة ذات الطابع اليهودي . وفي النهاية المُراد هو ترسيخ هوية مصطنعة لشتات اليهود في القدس، من خلال فرض هوية يهودية لتلك المباني والشوارع والساحات واللوحات!! ومن دوافع تصطنع أحياناً وتغذى أحياناً بمزاعم الوصايا التوراتية .
فبلدية القدس مستمرة بمخططها التهويدي ووزارة السياحة تسير في ركب ذلك المخطط بزعم تنشيط السياحة، والجماعات اليهودية المتطرفة أدخلت برامجها لتتوافق مع ذلك المشروع، لإضفاء قيمة عقدية عليه بعد أن أضفت وزارة السياحة القيمة – المزعومة – الأثرية والتاريخية .
لا شك أن تهويد الأبنية سبيل من سبل تحريف وتزييف التاريخ ، لمحو كل ما يتعلق بالقدس من ارتباط عقدي وتراثي وتاريخي وثقافي وحضاري ، بل ولفرض علاقة تاريخية بين شتات اليهود في العالم وأرض فلسطين لإعطاء شرعية للمحتل في وجوده على أرض فلسطين من خلال إشاعة تاريخ جديد للقدس وما حولها .
وتنفيذ تلك السياسة تجعل الأوراق مختلطة ، تدفعك للتساؤل : من يدير من ؟
هل الجماعات الدينية المتطرفة أم ساسة الاحتلال وقادته ؟
لاشك أن العلاقة بينهم حميمية، وتشارك إلى حد لم يتضح من يدير دفة التهويد !!
سباق مع الزمن ينتهجه الجميع في هذا الكيان لتعجيل التهويد حتى لا يبقى شيئاً إن فرض حلاً ، فهم يتبعون سياسة فرض الأمر الواقع إن كان ثمة لقاءات لحل الإشكالات . وهذا ما يفسر دفع المغتصبين اليهود أعضاء الجماعات الأكثر تطرفاً للتواجد والسكنى في البلدة القديمة في القدس ، ومن خلال هؤلاء أصدروا القرارات التي تسمح لهؤلاء المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى والتجوال في رحابه ، على اعتبار أن مشروع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى حاصلٌ شئنا أم أبينا نحن المسلمين ، على غرار المسجد الإبراهيمي الذي قسموه ليكون لليهود فيه موطأ قدم ، عملوا على تكرار ذلك النجاح الذي حققوه في الخليل ، ليتحقق في القدس ومسجدها الأقصى المبارك .
فكل مؤسسات الاحتلال في القدس تعمل على تنفيذ ذلك المشروع وضمان استمراره ونجاحه . بل كل المؤسسات المدنية للاحتلال والتي تدعي خدمة العرب فيها تسير في وتيرة واحدة ، فالبريد والاتصالات والبلدية والمراكز الصحية والثقافية كلها لها نهج واحد، هو التأكيد على يهودية القدس ؛ حتى المتنزهات التي تقييمها البلدية وتحيط بها البلدة القديمة ، والتي تبدو للعيون بأنها مجرد متنزهات وساحات خضراء وحدائق جميلة هي في حقيقتها ضمن مخطط لتعزيز السيطرة التامة على الأرض .
وحقيقة تهويد أي مبنى في القدس ، ليس مجرد تهويد لذلك المبنى ، بل هو تهويد واستحواذ، وتغيير للمحيط كله، فيستلزم أن يتبع ذلك المبنى المغتصب نظام أمني ينشر الكآبة للسكان الفلسطينيين في محيطه ومن حواه . ، ويصبح ذلك المكان -ولو كان منزلاً واحداً – حصناً أمنياً وموقعاً محصناً، تحيطه الكشافات والأسوار والأسلاك والكاميرات للمراقبة ، وترفع فوقه أعداد كبيرة من أعلام الاحتلال، وتؤمن الطرق المؤدية إليه، فبضحى كل من يسير في محيطه في دائرة المراقبة .
ويصبح جيران ذلك المكان يعيشون وكأنهم غرباء في بيوتهم ومحيطهم وشوارعهم ، بهدف تدمير تناسق المحيط لذلك المبنى وانسجام سكانه، وتعميق السيطرة اليهودية على المكان . ويتم ذلك ضمن مخطط – كما ذكر مائير مارجيت في كتابه : إسرائيل والقدس الشرقية استيلاء وتهويد – لتمزيق الشعور بالمكان والإضرار بالأمن النفسي للسكان فمجرد وجود المبنى المهود يثير العداء ويلحق الضرر النفسي للسكان من حوله.
وقد سبق الاستيلاء على المباني الاستيلاء على الكرامة لسكان تلك المباني، وهذا ما يفسر ممارسات المغتصبين اليهود الأكثر عنفاً وإيلاماً لمن يجاورهم من المسلمين، وهم بذلك يريدون شدة الإذلال والمهانة للمسلمين في القدس ، فكيف سيكون شعور الساكنين من حول ذلك المبنى وهم قد شاهدوا بأم أعينهم كيف سُلب ذلك المبنى بذرائع واهية، وكيف حُول إلى مؤسسة يهودية جمعوا فيها أكثر اليهود تطرفاً وبغضاً للعرب والمسلمين ، وهذا ما حدث فعلاً في حي الشيخ جراح فهو مثالاً للسياسة الصهيونية المتبعة للتهويد .
وتهويد المباني يتم بمستويات ثلاث : تحت الأرض وعلى مستوى الأرض وفوق الأرض، وذلك جزء من عملية إعادة – بزعمهم- الهوية اليهودية إلى القدس، فالأنفاق في البلدة القديمة وأسفل المسجد الأقصى يتم تحويلها إلى كُنس يهودية ومتاحف توراتية ، وكذلك المباني على مستوى الأرض ، وتبع ذلك إقامة قباب ومبان وكُنس لتغطي على قبة المسجد الأقصى وتضفي على القدس -شرقيها وغربيها- العمارة ذات الطابع اليهودي . وفي النهاية المُراد هو ترسيخ هوية مصطنعة لشتات اليهود في القدس، من خلال فرض هوية يهودية لتلك المباني والشوارع والساحات واللوحات!! ومن دوافع تصطنع أحياناً وتغذى أحياناً بمزاعم الوصايا التوراتية .
فبلدية القدس مستمرة بمخططها التهويدي ووزارة السياحة تسير في ركب ذلك المخطط بزعم تنشيط السياحة، والجماعات اليهودية المتطرفة أدخلت برامجها لتتوافق مع ذلك المشروع، لإضفاء قيمة عقدية عليه بعد أن أضفت وزارة السياحة القيمة – المزعومة – الأثرية والتاريخية .
لا شك أن تهويد الأبنية سبيل من سبل تحريف وتزييف التاريخ ، لمحو كل ما يتعلق بالقدس من ارتباط عقدي وتراثي وتاريخي وثقافي وحضاري ، بل ولفرض علاقة تاريخية بين شتات اليهود في العالم وأرض فلسطين لإعطاء شرعية للمحتل في وجوده على أرض فلسطين من خلال إشاعة تاريخ جديد للقدس وما حولها .