تابع: الدول والشعوب والديانات ... في التاريخ الفلسطيني حتى بدايات القرن العشرين 3
17ـ الآراميون
الآراميون مجموعة القبائل الناطقة باللغة الآرامية، وقد جاؤوا من بادية الشام وانتشروا بين بابل وفلسطين.
نشبت حروب عديدة بين الآراميين واليهود منذ عهد الملك شاؤول [1020ق.م] والملك داوود [963ق.م] والملك سليمان [923ق.م] إلى زمن أحاز ملك يهوذا [720ق.م].
ذُكر الآراميون في نقوش آشورية من عهد الملك "تغلات فلاسر الأول" [1115ـ 1077ق.م]، وتقول النقوش إن هذا الملك أرغم الآراميين على التراجع إلى ما وراء الفرات وتعقبهم حتى جبال بشري، ويقول الملك: "لقد حاربت الآراميين 28 مرة، بل اجتزت الفرات مرتين في سنة واحدة، وطردتهم من تدمر في بلاد أمورو وغنمتُ أموالهم وأتيت بها إلى آشور".
وورد ذكرهم في إحدى رسائل تل العمارنة [1375ق.م] وفي سجلات الملك الآشوري شلمانصر الأول [1274ـ 1245ق.م].
استقر الآراميون في الجزيرة وبلاد الشام منذ القرن 11ق.م عند انهيار الإمبراطورية الحثية وضعف مملكة آشور، فاستطاعت القبائل الآرامية أن تجتاز نهر الخابور وتتقدم نحو نهر دجلة، فوصلت إلى نصيبين شمالاً، وبسطت نفوذها في الجنوب، وتمكن زعيمهم "أداد أبال الدين" [1067ـ 1046 ق.م] من الاستيلاء على عرش بابل بمساعدة الآشوريين كي يبعدوا الآراميين عن آشور.
قام الآراميون بتأسيس عدة ممالك وإمارات في تلك الفترة مثل بيت عدن وأرام النهرين ومملكة فدان أرام، وانتهز الآراميون فرصة ضعف الآشوريين فأقاموا عدة ممالك على أنقاضهم مثل سمأل وبيت أغوشي وحماة وبيت معكة وجشور في شرق الجليل وأرام دمشق وهي أهم الممالك الآرامية وأشهرها، ورغم كل هذه الممالك لم يستطع الآراميون جمع القبائل المتفرقة، فظلت دويلاتهم متنازعة وإن قامت محاولات للتأليف بينها.
استطاع الملك داوود التغلب على الآراميين، لكن ملك دمشق رصين الأول استأنف محاربة الإسرائيليين في عهد سليمان وبسط نفوذه على أكثر الدويلات الآرامية. وبعد موت سليمان قام الملك بن حدد الأول واستغل انقسام العبرانيين وهاجم ملك إسرائيل بالاتفاق مع يهوذا وانتزع أجزاءً من الجليل وجلعاد.
بلغت مملكة أرام دمشق أوجها مع الملك حزائيل [842ـ 796 ق.م] الذي ضرب الإسرائيليين في جميع أماكنهم وهدد أورشليم، لكن المملكة أخذت تضعف من بعده حتى تمكن تغلات فلاسر الثالث من الاستيلاء على دمشق سنة 732 ق.م، وجاء بعده صارغون الثاني فقضى نهائياً على استقلال الآراميين.
كان الآراميون أصلاً من البدو الحفاة، لكنهم عندما أسسوا ممالكهم برعوا في التجارة التي أكسبتهم مكانةً مرموقة في تاريخ الحضارة، فقد سيطرت القبائل الآرامية على طرق المواصلات بين مناطق الهلال الخصيب، وتنقلت قوافلهم حاملة الأرجوان والمنسوجات والكتان والنحاس والأبنوس والعاج، مما أدى إلى زيادة ثرواتهم وتحسن علاقاتهم بالشعوب وانتشار لغتهم التي امتازت بسهولة كتابتها فأصبحت اللغة السائدة في فلسطين والشرق الأدنى.
لم يكن للآراميين ديانة خاصة بهم، فكانوا يعبدون آلهة سومرية وأكادية وحثية وكنعانية وفينيقية وغيرها، غير أن أكبر آلهتهم كان الإله "حدد" وكان أكبر معابده في منبج شمال سورية.
عُبدت مع "حدد" زوجته "آتارغاتيس" إلهة الخصب والأمومة، وقد عبدها اليونان والرومان أيضا وسمّوها "الربة السورية". كما عبد الآراميون كذلك الإله سين إله القمر عند البابليين، وعبدوا الإله الآشوري "شمس" و"رشف" إله الحرب الفينيقي، وكذلك آلهة الكنعانيين إيل وبعل وبعل شمين.
18ـ المِدْيَنِيّونْ:
ورد ذكرهم في القرآن الكريم في قصتي موسى وشعيب، وتذكر التوراة أن مدين هو أحد أبناء إبراهيم. تحالف المدينيون مع المؤابيين ضد الإسرائيليين، فحقد الأخيرون عليهم، وحاربوهم وانتصروا عليهم بقيادة النبي موسى، وقتلوا ملوكهم الخمسة وسبوا النساء والأطفال ونهبوا المواشي وأحرقوا المدن.
تحالف المدينيون مع العمالقة وقاموا بعدة هجمات على أطراف دولتهم مما أزعج الإسرائيليين كثيراً فقام جدعون بن يواش بمباغتة المدينيين وحلفائهم في وادي زرعين وأسر ملكين من مدين وقام بقتلهما والتمثيل بهما، ولم يعد لهم بعد ذلك شأنا.
19ـ الجرجاشيون:
قوم من الساميين من سلالة كنعان، يعتقد أنهم أقاموا في الجبال المحيطة بالقدس، وقد حاولوا الوقوف في وجه الغزو الإسرائيلي، إلا أنهم وقعوا تحت نفوذهم وسلبت أراضيهم.
20ـ آرام معكة
دويلة أرامية صغيرة تقع شمال شرق بحيرة الحولة، وقد مثلت أقصى امتداد سياسي للأراميين، جنوباً، ارتبط سكانها بسكان جشور حتى أن "تاملي" ملك جشور أطلق على ابنته اسم معكة وهي إحدى زوجات الملك داوود.
ذكرت معكة في التوراة عدة مرات، وورد عنها وقوفها مع العمونيين والأراميين في حروبهم ضد الملك داوود، وكانت تمدهم بالخيل والعربات. وتورد المصادر أن العمونيين أرسلوا لمعكة ألف قنطار من الفضة ثمنا للخيول والعربات التي قدمتها لهم في الحرب. وقعت معكة تحت حكم الملك داوود بعد انتصاره على الآراميين.
21ـ الرفائيون:
قوم من الكنعانيين استوطن منطقة (باشان) شرق الأردن قبل الغزو الإسرائيلي، وقد أقاموا في البلاد زمن هجرة إبراهيم الخليل.
وتشير المصادر الاوغاريتية والفينيقية إليهم، وقد اشتهروا، حسب التوراة بضخامة أجسادهم، مما جعلهم من بين العمالقة. وأشهر ملوكهم "عوج" ملك باشان، وفي أيامه كان الرفائيون من أشد أعداء قوم موسى، فقد أعلنوا الحرب عليهم لمنعهم من المرور بمناطقهم، لكن الإسرائيليين انتصروا عليهم وطردوهم من موطنهم.
تدل الإشارات على تمتع الرفائيين بمنزلة روحية خاصة بين الشعوب، فكان لفظ رفائي يدل على كلمة "روح"، وقد دعا ملك صيدا قائلا: "إن كل من يلحق الدمار بقبري لن يكون له مكان مع الرفائيين"، وفي الأوغاريتية "رفوم" تعنى شخص ذو طبيعة إلهية.
22ـ الفينيقيون:
هم الأقوام السامية التي سكنت الساحل الشرقي الجنوبي من المتوسط، وقد سماهم اليونانيون الفينيقيين منذ القرن 12ق م وقد كانوا يعرفون قبلها بالكنعانيين.
أما تركيبتهم فهي مزيج من الكنعانيين والقبائل التي هاجرت من بحر إيجة. وقد أقام الفينيقيون منذ منتصف القرن 12ق.م عدة مدن مثل بيروت وأرواد وجبيل وصيدا وصور، وبدأت بالتبادل التجاري مع اليونان وشمال أفريقيا، وقد كانوا يفضلون التجارة على الحرب.
في سنة 853ق.م جرت معركة قرقر بين الفينيق وآشور انتصر فيها الآشوريون وفرضوا الجزية على المدن الفينيقية، لكنها وقعت تحت حكم البابليين بعد انتصارهم على الآشوريين سنة 605ق.م على يد نبوخذ نصر. وعادت لتصبح تحت حكم آخر بعد انتصار الفرس على البابليين سنة 538ق.م.
ولما جاء الاسكندر سنة 333ق.م تمتعت المدن الفينيقية بنوع من الاستقلال الذاتي، لكنها بدأت بالتأثر بالحضارة الهلينية وعلومها، وخاصة الهندسة. وبعد ذلك استمر حكم البطالمة حتى جاء السلوقيون عام 198ق.م فأصبحت المدن الفينيقية تابعة للسلوقيين، لكنها بدأت بالاستقلال تدريجياً حتى عام 64ق.م حينما أخضعها القائد بومبيوس للحكم الروماني.
عبد الفينيقيون عدداً كبيراً من الآلهة مثل بعلة جبيل، بعل رشف، أدونيس، أشمون أدورنيس، ملقارت وبعل إيم، لكن عشتاروت كانت تعبد في جميع المدن الفينيقية. وقد انتشرت الديانة المسيحية في مدن فينيقية منذ نشأتها.
اعتنى الفينيقيون بموتاهم، فقد كانوا يضعون المأكولات والمشروبات في أوان خزفية داخل القبر ويدفنون مع الميت أغلب ممتلكاته وبعض المسكوكات. تهلهلت معالم الشخصية الفينيقية بعد الفتح العربي لبلاد الشام واندمجت في الواقع الجديد.
23ـ الأخمينيون:
شعب آري هاجر إلى إيران في بداية القرن العاشر قبل الميلاد، واستقر في منطقة بارسوا التي حرّفت إلى فارس فيما بعد.
سنة 559ق.م تولى العرش كورش الثاني، فحوّل الدولة إلى إمبراطورية شاسعة ضمت فلسطين بين أطرافها.
ساعد كورش اليهود على العودة من بابل إلى فلسطين، وهذا سبب مدح المصادر اليهودية للأخمينيين والدعاية لهم، وسمح لهم بإعادة بناء هيكلهم الذي دمره نبوخذ نصّر.
برع الأخمينيون في التنظيمات الإدارية واقتبسوا من حضارات الشعوب الأخرى، فأخذوا الخط المسماري ثم الخط الهجائي الآرامي واستعملوا المسكوكات، وفي عهدهم انتشرت الديانة الزردشتية إلى جانب ديانتهم الوثنية الأصلية.
سقطت الدولة الأخمينية على يد الإسكندر المقدوني عام 330ق.م.
24ـ الأيدوميون:
هم من سكان فلسطين الأصليين استوطنوا جنوبي البحر الميت، وهم من أصول عبرانية وعربية. وأطلق على المنطقة اسم ايدوم ومنها أخذ القوم أسمهم، ويعتقد أنها سعير حالياً في قضاء الخليل. وحسب التوراة فإن هذه الجماعة تنسب إلى أيدوم أي الأحمر بالعبرية، كما يسمى الأيدوميون بالعماليق وأيدوم هو الاسم الثاني لعيسو بن اسحق والأيدوميون هم من نسل أيدوم.
يعتبر تاريخ الايدوميين السياسي من أغمض تواريخ الأقوام التي استوطنت فلسطين، وأول ما ورد عنهم كان قصة موسى حين أرسل وهو في طريقه من مصر إلى فلسطين رسولاً ليفاوض ملك الأيدوميين للسماح للعبرانيين بالمرور من أراضيه، ورفض الملك الأيدومي وهدد بقتالهم، فاضطر موسى لاتخاذ طريق أطول للوصول إلى أريحا.
وبعدما اشتد ساعد العبرانيين (1004 ق.م) أخضعوا الأيدوميين لسلطانهم، وفي أواخر حكم سليمان (923 ق.م) تحررت آدوم من السيطرة العبرانية.
ومع ذلك كان هناك علاقات حسنة بين الشعبين، حتى أن يهورام ملك إسرائيل استعان بالأيدوميين في حملته ضد المؤابيين (842ق.م). وفي عهود بعض ملوك يهوذا ساءت العلاقات، فثأر الأيدوميون من ملك يهوذا يورام بن يهوشافاط فقام خليفته أمصيا بن يؤاش (795-786ق.م) بحملة هزم فيها الايدوميين واستولى ابنه عزريا على مدينة أيلة (ايلات) على خليج العقبة.
انتقل الأيدميون إلى مرحلة صد العدوان عن أراضيهم فيما بعد، لكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من السيطرة طويلاً على فلسطين الجنوبية، فاضطروا لدفع الجزية للأشوريين. وخلال فترة سبي بابل قام الأيدوميون بالتوسع في فلسطين الجنوبية واستولوا على أقسام من يهودا.
خضع الأيدوميون للسيطرة اليهودية في القرن الثاني قبل الميلاد، وأخضعوا للديانة اليهودية بالسيف. عندما استولى الرومان على سورية في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، سميت المنطقة الجنوبية من فلسطين "ايدومية". وتذكر المصادر أن الأيدوميين لم يخلفوا معالم حضارة وراءهم.
25ـ آشور:
ما يعنينا هنا من مملكة الأشوريين هو علاقتها بفلسطين، فأول ملك آشوري ذكر فلسطين كان الملك أداد نيراري الثالث "805-772ق.م".
قام تغلات بلاسر الثالث "747 ق.م" بغزو مدن فلسطين فانتصر على ملك غزة واحتل عمون وآدوم ومؤاب ويهودا، ودفع له مناحيم ملك إسرائيل ألف قنطار من الفضة كجزية.
أطلق تغلات بلاسر الثالث على إسرائيل اسم "بيت عومري"، وكان له نصيب من الأحداث في فلسطين، إذ استعان به أحاز ملك يهوذا لحمايته من (فقح) و(رصين) ملكي إسرائيل ودمشق، فحاربهما تغلات بلاسر الثالث وخلع فقح عن العرش ووضع هوشع ملكاً ولكن الثمن الذي دفعه أحاز كان سبباً لانهيار اقتصاد يهودا فيما بعد.
حوصرت السامرة في عهد شلمانصر الخامس "726-722ق.م" وسقطت على يد الملك صارغون الثاني 721-705 ق.م، فانهارت بسقوطها دولة إسرائيل.
حارب صارغون المدن الفلسطينية التي أعلنت العصيان عليه، وتجددت الاضطرابات في عهد ابنه سنحاريب 704-681ق.م، وثار نبلاء عكرة على ملكهم الموالي للأشوريين، وسلموه إلى حزقيا ملك يهودا الذي ثار اعتماداً على تأييد مصر له. فغزا سنحاريب المدن الفلسطينية وانتصر على الجيش المصري الذي ناصرها، وحاصر القدس، لكن أهلها أمطروه بالهدايا الثمينة ففك الحصار عنها.
ورأى الملك أسرحدون أن فلسطين لن تهدأ إلا إذا وضع حدا للتدخل المصري، فغزا مصر وأسقط الحكم الحبشي فيها (680-669ق.م). فتوقف التدخل المصري في فلسطين حتى نهاية الدولة الآشورية. وكان آشور بانيبال آخر ملك آشوري قوي غزا فلسطين وانتصر على يهودا وأدوم ومؤاب وغزة وعسقلان.
بدأت علاقة الآشوريين بفلسطين في القرن التاسع قبل الميلاد وانتهت عام 625ق.م، وخلال هذه الفترة أسقط الآشوريون دولة إسرائيل وتركوا يهودا ضعيفة لتسقط على يد نبوخذ نصر الكلداني.
26ـ الهكسوس:
حكام آسيويون حكموا مصر من [1730ـ1560ق.م]، وقد أطلق عليهم هذا الاسم المؤرخ المصري مانيثون في عهد البطالمة، وقد قال: "جاء الهكسوس من آسيا واستولوا على مصر دون قتال وأسروا زعماء البلاد وأحرقوا المدن وهدموا معابد الآلهة وقتلوا كثيرا من السكان واستعبدوا النساء والأطفال".
وكلمة هكسوس تعني الملوك الرعاة، وفي تفسير آخر ملوك البلاد الغربية. وتؤكد الشواهد التاريخية على أن الهكسوس كانوا خليطاً من عدة أقوام سامية وعربية وعمورية وكنعانية وقد بدأت المسألة بتسلل مجموعات صغيرة منهم إلى وادي النيل طلباً للرزق، وكانت مصر في حالة فوضى بعد انهيار الأسرة 12، فاستفاد الهكسوس واستولوا على الدلتا الشرقية وأعادوا بناء معبد سيت عام 1720ق.م، على عكس ما يدعيه ماثينون من تخريب.
تعاقب على حكم مصر عدة ملوك من الهكسوس اشتهر منهم الملك خيان الذي استمر في الحكم خمسين عاماً.
في عهد الهكسوس اتحدت مصر وفلسطين وسوريا، ونشأت علاقات تجارية وثقافية مع بلاد الشرق الأدنى، وفي عهدهم انتشراستخدام الخيول واستعمال البرونز والأقواس. كما أخذ المصريون عنهم طريقة السقاية بالشادوف وطرقاً جديدة في النسيج وبعض الآلات الموسيقية.
استطاع أحمس الأول (1570-1546ق.م) إخراج الهكسوس من مصر، وطاردهم حتى دخل تل الفارعة في فلسطين في وادي غزة بعد حصار دام 3 سنوات.
27ـ قبيلة قيدار:
قيدار هو الابن الثاني لإسماعيل ومعناه قدير أو أسود، وهو اسم قبيلة عربية استوطنت جنوبي الشام، وقد وصفتهم التوراة بأنهم رعاة يستوطنون قرى غير مسورة. عبدوا الأصنام نفسها التي عبدها العرب قبل الإسلام، وقد اشتهر محاربوها بالمهارة في رمي السهام، وقد أصبح لهم ملك ومركز مهم في الشرق القديم في فلسطين وجنوب سوريا. وقد حاول ملك من ملوكهم هو أمولاري مهاجمة النفوذ الأشوري في فلسطين وسوريا لكنه هزم أمام أشور بانيبال في القرن السابع ق.م، مما جعل القيداريين يتحالفون مع الأنباط، لكن نبوخذ نصر أخضعهم في القرن السادس ق.م، على أن أعظم ملوكهم على الاطلاق كان جشم العربي الذي استطاع في القرن الخامس قبل الميلاد بمد نفوذ هذه القبيلة من شرق مصر حتى الأردن بما في ذلك فلسطين ذاتها.
يتبع
17ـ الآراميون
الآراميون مجموعة القبائل الناطقة باللغة الآرامية، وقد جاؤوا من بادية الشام وانتشروا بين بابل وفلسطين.
نشبت حروب عديدة بين الآراميين واليهود منذ عهد الملك شاؤول [1020ق.م] والملك داوود [963ق.م] والملك سليمان [923ق.م] إلى زمن أحاز ملك يهوذا [720ق.م].
ذُكر الآراميون في نقوش آشورية من عهد الملك "تغلات فلاسر الأول" [1115ـ 1077ق.م]، وتقول النقوش إن هذا الملك أرغم الآراميين على التراجع إلى ما وراء الفرات وتعقبهم حتى جبال بشري، ويقول الملك: "لقد حاربت الآراميين 28 مرة، بل اجتزت الفرات مرتين في سنة واحدة، وطردتهم من تدمر في بلاد أمورو وغنمتُ أموالهم وأتيت بها إلى آشور".
وورد ذكرهم في إحدى رسائل تل العمارنة [1375ق.م] وفي سجلات الملك الآشوري شلمانصر الأول [1274ـ 1245ق.م].
استقر الآراميون في الجزيرة وبلاد الشام منذ القرن 11ق.م عند انهيار الإمبراطورية الحثية وضعف مملكة آشور، فاستطاعت القبائل الآرامية أن تجتاز نهر الخابور وتتقدم نحو نهر دجلة، فوصلت إلى نصيبين شمالاً، وبسطت نفوذها في الجنوب، وتمكن زعيمهم "أداد أبال الدين" [1067ـ 1046 ق.م] من الاستيلاء على عرش بابل بمساعدة الآشوريين كي يبعدوا الآراميين عن آشور.
قام الآراميون بتأسيس عدة ممالك وإمارات في تلك الفترة مثل بيت عدن وأرام النهرين ومملكة فدان أرام، وانتهز الآراميون فرصة ضعف الآشوريين فأقاموا عدة ممالك على أنقاضهم مثل سمأل وبيت أغوشي وحماة وبيت معكة وجشور في شرق الجليل وأرام دمشق وهي أهم الممالك الآرامية وأشهرها، ورغم كل هذه الممالك لم يستطع الآراميون جمع القبائل المتفرقة، فظلت دويلاتهم متنازعة وإن قامت محاولات للتأليف بينها.
استطاع الملك داوود التغلب على الآراميين، لكن ملك دمشق رصين الأول استأنف محاربة الإسرائيليين في عهد سليمان وبسط نفوذه على أكثر الدويلات الآرامية. وبعد موت سليمان قام الملك بن حدد الأول واستغل انقسام العبرانيين وهاجم ملك إسرائيل بالاتفاق مع يهوذا وانتزع أجزاءً من الجليل وجلعاد.
بلغت مملكة أرام دمشق أوجها مع الملك حزائيل [842ـ 796 ق.م] الذي ضرب الإسرائيليين في جميع أماكنهم وهدد أورشليم، لكن المملكة أخذت تضعف من بعده حتى تمكن تغلات فلاسر الثالث من الاستيلاء على دمشق سنة 732 ق.م، وجاء بعده صارغون الثاني فقضى نهائياً على استقلال الآراميين.
كان الآراميون أصلاً من البدو الحفاة، لكنهم عندما أسسوا ممالكهم برعوا في التجارة التي أكسبتهم مكانةً مرموقة في تاريخ الحضارة، فقد سيطرت القبائل الآرامية على طرق المواصلات بين مناطق الهلال الخصيب، وتنقلت قوافلهم حاملة الأرجوان والمنسوجات والكتان والنحاس والأبنوس والعاج، مما أدى إلى زيادة ثرواتهم وتحسن علاقاتهم بالشعوب وانتشار لغتهم التي امتازت بسهولة كتابتها فأصبحت اللغة السائدة في فلسطين والشرق الأدنى.
لم يكن للآراميين ديانة خاصة بهم، فكانوا يعبدون آلهة سومرية وأكادية وحثية وكنعانية وفينيقية وغيرها، غير أن أكبر آلهتهم كان الإله "حدد" وكان أكبر معابده في منبج شمال سورية.
عُبدت مع "حدد" زوجته "آتارغاتيس" إلهة الخصب والأمومة، وقد عبدها اليونان والرومان أيضا وسمّوها "الربة السورية". كما عبد الآراميون كذلك الإله سين إله القمر عند البابليين، وعبدوا الإله الآشوري "شمس" و"رشف" إله الحرب الفينيقي، وكذلك آلهة الكنعانيين إيل وبعل وبعل شمين.
18ـ المِدْيَنِيّونْ:
ورد ذكرهم في القرآن الكريم في قصتي موسى وشعيب، وتذكر التوراة أن مدين هو أحد أبناء إبراهيم. تحالف المدينيون مع المؤابيين ضد الإسرائيليين، فحقد الأخيرون عليهم، وحاربوهم وانتصروا عليهم بقيادة النبي موسى، وقتلوا ملوكهم الخمسة وسبوا النساء والأطفال ونهبوا المواشي وأحرقوا المدن.
تحالف المدينيون مع العمالقة وقاموا بعدة هجمات على أطراف دولتهم مما أزعج الإسرائيليين كثيراً فقام جدعون بن يواش بمباغتة المدينيين وحلفائهم في وادي زرعين وأسر ملكين من مدين وقام بقتلهما والتمثيل بهما، ولم يعد لهم بعد ذلك شأنا.
19ـ الجرجاشيون:
قوم من الساميين من سلالة كنعان، يعتقد أنهم أقاموا في الجبال المحيطة بالقدس، وقد حاولوا الوقوف في وجه الغزو الإسرائيلي، إلا أنهم وقعوا تحت نفوذهم وسلبت أراضيهم.
20ـ آرام معكة
دويلة أرامية صغيرة تقع شمال شرق بحيرة الحولة، وقد مثلت أقصى امتداد سياسي للأراميين، جنوباً، ارتبط سكانها بسكان جشور حتى أن "تاملي" ملك جشور أطلق على ابنته اسم معكة وهي إحدى زوجات الملك داوود.
ذكرت معكة في التوراة عدة مرات، وورد عنها وقوفها مع العمونيين والأراميين في حروبهم ضد الملك داوود، وكانت تمدهم بالخيل والعربات. وتورد المصادر أن العمونيين أرسلوا لمعكة ألف قنطار من الفضة ثمنا للخيول والعربات التي قدمتها لهم في الحرب. وقعت معكة تحت حكم الملك داوود بعد انتصاره على الآراميين.
21ـ الرفائيون:
قوم من الكنعانيين استوطن منطقة (باشان) شرق الأردن قبل الغزو الإسرائيلي، وقد أقاموا في البلاد زمن هجرة إبراهيم الخليل.
وتشير المصادر الاوغاريتية والفينيقية إليهم، وقد اشتهروا، حسب التوراة بضخامة أجسادهم، مما جعلهم من بين العمالقة. وأشهر ملوكهم "عوج" ملك باشان، وفي أيامه كان الرفائيون من أشد أعداء قوم موسى، فقد أعلنوا الحرب عليهم لمنعهم من المرور بمناطقهم، لكن الإسرائيليين انتصروا عليهم وطردوهم من موطنهم.
تدل الإشارات على تمتع الرفائيين بمنزلة روحية خاصة بين الشعوب، فكان لفظ رفائي يدل على كلمة "روح"، وقد دعا ملك صيدا قائلا: "إن كل من يلحق الدمار بقبري لن يكون له مكان مع الرفائيين"، وفي الأوغاريتية "رفوم" تعنى شخص ذو طبيعة إلهية.
22ـ الفينيقيون:
هم الأقوام السامية التي سكنت الساحل الشرقي الجنوبي من المتوسط، وقد سماهم اليونانيون الفينيقيين منذ القرن 12ق م وقد كانوا يعرفون قبلها بالكنعانيين.
أما تركيبتهم فهي مزيج من الكنعانيين والقبائل التي هاجرت من بحر إيجة. وقد أقام الفينيقيون منذ منتصف القرن 12ق.م عدة مدن مثل بيروت وأرواد وجبيل وصيدا وصور، وبدأت بالتبادل التجاري مع اليونان وشمال أفريقيا، وقد كانوا يفضلون التجارة على الحرب.
في سنة 853ق.م جرت معركة قرقر بين الفينيق وآشور انتصر فيها الآشوريون وفرضوا الجزية على المدن الفينيقية، لكنها وقعت تحت حكم البابليين بعد انتصارهم على الآشوريين سنة 605ق.م على يد نبوخذ نصر. وعادت لتصبح تحت حكم آخر بعد انتصار الفرس على البابليين سنة 538ق.م.
ولما جاء الاسكندر سنة 333ق.م تمتعت المدن الفينيقية بنوع من الاستقلال الذاتي، لكنها بدأت بالتأثر بالحضارة الهلينية وعلومها، وخاصة الهندسة. وبعد ذلك استمر حكم البطالمة حتى جاء السلوقيون عام 198ق.م فأصبحت المدن الفينيقية تابعة للسلوقيين، لكنها بدأت بالاستقلال تدريجياً حتى عام 64ق.م حينما أخضعها القائد بومبيوس للحكم الروماني.
عبد الفينيقيون عدداً كبيراً من الآلهة مثل بعلة جبيل، بعل رشف، أدونيس، أشمون أدورنيس، ملقارت وبعل إيم، لكن عشتاروت كانت تعبد في جميع المدن الفينيقية. وقد انتشرت الديانة المسيحية في مدن فينيقية منذ نشأتها.
اعتنى الفينيقيون بموتاهم، فقد كانوا يضعون المأكولات والمشروبات في أوان خزفية داخل القبر ويدفنون مع الميت أغلب ممتلكاته وبعض المسكوكات. تهلهلت معالم الشخصية الفينيقية بعد الفتح العربي لبلاد الشام واندمجت في الواقع الجديد.
23ـ الأخمينيون:
شعب آري هاجر إلى إيران في بداية القرن العاشر قبل الميلاد، واستقر في منطقة بارسوا التي حرّفت إلى فارس فيما بعد.
سنة 559ق.م تولى العرش كورش الثاني، فحوّل الدولة إلى إمبراطورية شاسعة ضمت فلسطين بين أطرافها.
ساعد كورش اليهود على العودة من بابل إلى فلسطين، وهذا سبب مدح المصادر اليهودية للأخمينيين والدعاية لهم، وسمح لهم بإعادة بناء هيكلهم الذي دمره نبوخذ نصّر.
برع الأخمينيون في التنظيمات الإدارية واقتبسوا من حضارات الشعوب الأخرى، فأخذوا الخط المسماري ثم الخط الهجائي الآرامي واستعملوا المسكوكات، وفي عهدهم انتشرت الديانة الزردشتية إلى جانب ديانتهم الوثنية الأصلية.
سقطت الدولة الأخمينية على يد الإسكندر المقدوني عام 330ق.م.
24ـ الأيدوميون:
هم من سكان فلسطين الأصليين استوطنوا جنوبي البحر الميت، وهم من أصول عبرانية وعربية. وأطلق على المنطقة اسم ايدوم ومنها أخذ القوم أسمهم، ويعتقد أنها سعير حالياً في قضاء الخليل. وحسب التوراة فإن هذه الجماعة تنسب إلى أيدوم أي الأحمر بالعبرية، كما يسمى الأيدوميون بالعماليق وأيدوم هو الاسم الثاني لعيسو بن اسحق والأيدوميون هم من نسل أيدوم.
يعتبر تاريخ الايدوميين السياسي من أغمض تواريخ الأقوام التي استوطنت فلسطين، وأول ما ورد عنهم كان قصة موسى حين أرسل وهو في طريقه من مصر إلى فلسطين رسولاً ليفاوض ملك الأيدوميين للسماح للعبرانيين بالمرور من أراضيه، ورفض الملك الأيدومي وهدد بقتالهم، فاضطر موسى لاتخاذ طريق أطول للوصول إلى أريحا.
وبعدما اشتد ساعد العبرانيين (1004 ق.م) أخضعوا الأيدوميين لسلطانهم، وفي أواخر حكم سليمان (923 ق.م) تحررت آدوم من السيطرة العبرانية.
ومع ذلك كان هناك علاقات حسنة بين الشعبين، حتى أن يهورام ملك إسرائيل استعان بالأيدوميين في حملته ضد المؤابيين (842ق.م). وفي عهود بعض ملوك يهوذا ساءت العلاقات، فثأر الأيدوميون من ملك يهوذا يورام بن يهوشافاط فقام خليفته أمصيا بن يؤاش (795-786ق.م) بحملة هزم فيها الايدوميين واستولى ابنه عزريا على مدينة أيلة (ايلات) على خليج العقبة.
انتقل الأيدميون إلى مرحلة صد العدوان عن أراضيهم فيما بعد، لكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من السيطرة طويلاً على فلسطين الجنوبية، فاضطروا لدفع الجزية للأشوريين. وخلال فترة سبي بابل قام الأيدوميون بالتوسع في فلسطين الجنوبية واستولوا على أقسام من يهودا.
خضع الأيدوميون للسيطرة اليهودية في القرن الثاني قبل الميلاد، وأخضعوا للديانة اليهودية بالسيف. عندما استولى الرومان على سورية في منتصف القرن الأول قبل الميلاد، سميت المنطقة الجنوبية من فلسطين "ايدومية". وتذكر المصادر أن الأيدوميين لم يخلفوا معالم حضارة وراءهم.
25ـ آشور:
ما يعنينا هنا من مملكة الأشوريين هو علاقتها بفلسطين، فأول ملك آشوري ذكر فلسطين كان الملك أداد نيراري الثالث "805-772ق.م".
قام تغلات بلاسر الثالث "747 ق.م" بغزو مدن فلسطين فانتصر على ملك غزة واحتل عمون وآدوم ومؤاب ويهودا، ودفع له مناحيم ملك إسرائيل ألف قنطار من الفضة كجزية.
أطلق تغلات بلاسر الثالث على إسرائيل اسم "بيت عومري"، وكان له نصيب من الأحداث في فلسطين، إذ استعان به أحاز ملك يهوذا لحمايته من (فقح) و(رصين) ملكي إسرائيل ودمشق، فحاربهما تغلات بلاسر الثالث وخلع فقح عن العرش ووضع هوشع ملكاً ولكن الثمن الذي دفعه أحاز كان سبباً لانهيار اقتصاد يهودا فيما بعد.
حوصرت السامرة في عهد شلمانصر الخامس "726-722ق.م" وسقطت على يد الملك صارغون الثاني 721-705 ق.م، فانهارت بسقوطها دولة إسرائيل.
حارب صارغون المدن الفلسطينية التي أعلنت العصيان عليه، وتجددت الاضطرابات في عهد ابنه سنحاريب 704-681ق.م، وثار نبلاء عكرة على ملكهم الموالي للأشوريين، وسلموه إلى حزقيا ملك يهودا الذي ثار اعتماداً على تأييد مصر له. فغزا سنحاريب المدن الفلسطينية وانتصر على الجيش المصري الذي ناصرها، وحاصر القدس، لكن أهلها أمطروه بالهدايا الثمينة ففك الحصار عنها.
ورأى الملك أسرحدون أن فلسطين لن تهدأ إلا إذا وضع حدا للتدخل المصري، فغزا مصر وأسقط الحكم الحبشي فيها (680-669ق.م). فتوقف التدخل المصري في فلسطين حتى نهاية الدولة الآشورية. وكان آشور بانيبال آخر ملك آشوري قوي غزا فلسطين وانتصر على يهودا وأدوم ومؤاب وغزة وعسقلان.
بدأت علاقة الآشوريين بفلسطين في القرن التاسع قبل الميلاد وانتهت عام 625ق.م، وخلال هذه الفترة أسقط الآشوريون دولة إسرائيل وتركوا يهودا ضعيفة لتسقط على يد نبوخذ نصر الكلداني.
26ـ الهكسوس:
حكام آسيويون حكموا مصر من [1730ـ1560ق.م]، وقد أطلق عليهم هذا الاسم المؤرخ المصري مانيثون في عهد البطالمة، وقد قال: "جاء الهكسوس من آسيا واستولوا على مصر دون قتال وأسروا زعماء البلاد وأحرقوا المدن وهدموا معابد الآلهة وقتلوا كثيرا من السكان واستعبدوا النساء والأطفال".
وكلمة هكسوس تعني الملوك الرعاة، وفي تفسير آخر ملوك البلاد الغربية. وتؤكد الشواهد التاريخية على أن الهكسوس كانوا خليطاً من عدة أقوام سامية وعربية وعمورية وكنعانية وقد بدأت المسألة بتسلل مجموعات صغيرة منهم إلى وادي النيل طلباً للرزق، وكانت مصر في حالة فوضى بعد انهيار الأسرة 12، فاستفاد الهكسوس واستولوا على الدلتا الشرقية وأعادوا بناء معبد سيت عام 1720ق.م، على عكس ما يدعيه ماثينون من تخريب.
تعاقب على حكم مصر عدة ملوك من الهكسوس اشتهر منهم الملك خيان الذي استمر في الحكم خمسين عاماً.
في عهد الهكسوس اتحدت مصر وفلسطين وسوريا، ونشأت علاقات تجارية وثقافية مع بلاد الشرق الأدنى، وفي عهدهم انتشراستخدام الخيول واستعمال البرونز والأقواس. كما أخذ المصريون عنهم طريقة السقاية بالشادوف وطرقاً جديدة في النسيج وبعض الآلات الموسيقية.
استطاع أحمس الأول (1570-1546ق.م) إخراج الهكسوس من مصر، وطاردهم حتى دخل تل الفارعة في فلسطين في وادي غزة بعد حصار دام 3 سنوات.
27ـ قبيلة قيدار:
قيدار هو الابن الثاني لإسماعيل ومعناه قدير أو أسود، وهو اسم قبيلة عربية استوطنت جنوبي الشام، وقد وصفتهم التوراة بأنهم رعاة يستوطنون قرى غير مسورة. عبدوا الأصنام نفسها التي عبدها العرب قبل الإسلام، وقد اشتهر محاربوها بالمهارة في رمي السهام، وقد أصبح لهم ملك ومركز مهم في الشرق القديم في فلسطين وجنوب سوريا. وقد حاول ملك من ملوكهم هو أمولاري مهاجمة النفوذ الأشوري في فلسطين وسوريا لكنه هزم أمام أشور بانيبال في القرن السابع ق.م، مما جعل القيداريين يتحالفون مع الأنباط، لكن نبوخذ نصر أخضعهم في القرن السادس ق.م، على أن أعظم ملوكهم على الاطلاق كان جشم العربي الذي استطاع في القرن الخامس قبل الميلاد بمد نفوذ هذه القبيلة من شرق مصر حتى الأردن بما في ذلك فلسطين ذاتها.
يتبع