نتابع: الطوائف والمذاهب والجاليات في فلسطين، طائفة الموحدون، الدروز
- تاريخ الدروز
- الطائفة الدرزية في فلسطين
- الراية والشعار
- القرى والبلدات الدرزية
- المقامات الدرزية
- أعياد وفرائض وعادات
تاريخ الدروز
بدأ المذهب الدرزي يتمايز في إطار الديانة الإسلامية منذ بدايات القرن الحادي عشر، واستمر أتباعه بنشر تعاليم هذه العقيدة ما بين الأعوام 1017-1047 في عهد الخلفية الفاطمي السادس المنصور الملقب بالحاكم بأمر الله (996-1021).
وبدأت - برعاية الحاكم بأمر الله - التحضيرات لتأسيس الدعوة لديانة الموحِّدين (الدروز)، وعيّن الحاكم بأمر الله رُسلا لنشر تعاليمها، أبرزهم حمزة بن علي، الذي يعتبر الأب الروحي للديانة الدرزية، حيث وضع عدداً من المؤلفات لهذه الديانة الجديدة، كما عمل على نشرها. هناك رسول آخر يدعى نشتكين الدرزي، والذي سمي الدروز على اسمه إلى يومنا هذا، وقد لبى دعوته الكثيرون واتبعوا هذه الديانة الجديدة، وخاصة في الشرق الأوسط.
عام 1021 اختفى الخليفة الحاكم بأمر الله ولا يزال اختفاؤه يعتبر لغزاً غامضاً، ويؤمن الدروز بأنه سيظهر فيما بعد عند قيام الساعة.
في بدايات الدعوة للديانة الدرزية عانى الدروز من الاضطهاد، الأمر الذي دفعهم إلى الهجرة إلى مناطق مختلفة، وقد ساهم هذا الاضطهاد في تحويل الديانة الدرزية إلى ديانة سرية، كما تبنى الدروز مبدأ "التقية" الذي يتيح لهم التكيف مع محيطهم ليتمكنوا من البقاء.
في عهد الإمبراطورية العثمانية تولى أمراء الدروز الحكم في جبل لبنان، وأبرزهم الأمير فخر الدين المعني الثاني (1635-1572)، لكن هذا الحكم المستقل سرعان ما خبا عام 1840م بفعل النزاعات الطائفية التي نشبت في المنطقة.
مع مرور الوقت تحوّل مركز الثقل السياسي للدروز إلى جبل الدروز (جبل العرب) في سوريا، وبرز الدروز بوجه خاص في القرن العشرين إبان الانتداب الفرنسي على سوريا، بعد اندلاع الثورة ضد الفرنسيين، والتي قادها سلطان باشا الأطرش، الذي تولى قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين.
كما برزت في لبنان شخصية كمال جنبلاط (1917- 1977) والذي كان زعيماً وأديباً وشاعراً ومفكراً واشتراكياً على نطاق عالمي، وبرز في فلسطين الشيخ أمين طريف الذي انتُدب زعيماً روحياً للطائفة الدرزية وترأس المحاكم الدرزية حتى وفاته عام 1993م.
في الوقت الحاضر يتواجد الدروز في أربعة مناطق رئيسية: سوريا ولبنان وفلسطين بالإضافة إلى الأردن، ويتزعمهم في فلسطين الشيخ موفق طريف.
الطائفة الدرزية في فلسطين
معظم المصادر والروايات وكبار المؤرخين العرب يؤكدون على أن الموحدين "الدروز" هم في أصولهم قبائل عربية تنوخية، جاءت من اليمن على أثر تصدع سد مأرب قبيل الإسلام وسكنت سهول الحجاز والإحساء، ثم انتقلوا إلى الحيرة في العراق، ومنهم ملوك المناذرة أصحاب الحيرة. ثم انتقلوا إلى شمال العراق ومنها إلى حاضر حلب وقنسرين والمعرة وجبل السماق وصولاً إلى أنطاكية ثم إلى كسروان في جبل لبنان ومن هناك وصل عدد منهم إلى فلسطين.
يتركز وجود أبناء الطائفة الدرزية في مناطق شمال فلسطين التاريخية موزعين على ما يقارب 18 بلدة وقرية جبلية.
عاش الدروز في فلسطين كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني حتى عام 1948م عندما نشأت دولة إسرائيل حيث سعت حكومتها إلى عزل أبناء الطائفة الدرزية عن إطارهم العربي، وذلك بالضرب على وتر أن الدرزية هي قومية بحد ذاتها، ولتقريبهم منها اكثر استغلت إسرائيل رواية تزويج النبي شعيب ابنته لسيدنا موسى، لتدلل للدروز على أن ثمة علاقة مصاهرة تاريخية تربطهم باليهود تضاهي علاقتهم بالعرب.
في العام 1956م أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون قراراً يلزم بموجبه أبناء الطائفة الدرزية بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، وواجه قرار التجنيد الإجباري في حينه مقاومة شديدة من قبل أبناء الطائفة الدرزية. وعلى الرغم من تحقيق إسرائيل نجاحاً في فرض التجنيد على أبناء الطائفة الدرزية، وخاصة مع بداية الستينيات، إلا أنها ما زالت حتى الآن تواجه مطالبة دائمة من قبل عدة مؤسسات تمثل أبناء الطائفة الدرزية بإلغاء قانون التجنيد الإجباري، ومن هذه المؤسسات لجنة المبادرة العربية الدرزية، ولجنة المعروفيون الأحرار.
في عام 1959 فصلت السلطات الإسرائيلية المحاكم الدرزية عن المحاكم الشرعية الإسلامية، وذلك بغرض تعزيز عملية فصل الدروز عن وسطهم العربي الطبيعي. وإمعانا في تكريس الفصل خصصت الدولة لدروز فلسطين سلطات محلية خاصة ومدارس ومناهج خاصة ترمي إلى خلق شعور لدى الطالب الدرزي يقضي بأنه ينتمي إلى طائفة مستقلة ولا يربطها بالعرب والفلسطينيين أي رابط.
وبالرغم من انخراط الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي، إلا أن هذا الأمر لم يحميهم من سياسة التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد بقية الفلسطينيين داخل حدود 1948، ولم ترحم أراضيهم من المصادرة لإقامة التجمعات الاستيطانية اليهودية، وهذا ما تؤكده قيادة الطائفة الدرزية الروحية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
التطور السكاني:
في دراسة للباحث الأوروبي شوماخر أجراها عام 1886م عن واقع الدروز ذكر أن عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين آنذاك كان قد بلغ7360 نسمة، وفي إحصاء آخر أجراه الرحالة فيتال كونت سنة 1896 م ارتفع عدد الدروز في فلسطين ليصل 1075 نسمة، وفي سنة 1922 بلغ عددهم 6928 نسمة، أو 7028 حسب مصدرين مختلفين وذلك من أصل 757182 نسمة، هو مجموع سكان فلسطين في ذلك الوقت أي ما نسبته 0.92% . من سكان البلاد.
وفي سنة 1931 وصل عددهم 9148 نسمة من أصل 1،033،314 نسمة، هم عامة سكان فلسطين في ذلك الوقت، أي 0.88 %.من مجمل عدد السكان البلاد.
وفي سنة 1945 ارتفع عددهم، وفق إحصاء سلطات الانتداب إلى 14858 نسمة من أصل 1،810،037 مجمل عدد سكان فلسطين، أي 0.82%. من مجمل عدد السكان.
وفي سنة 1949 بلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين 13250 نسمة كانوا موزعين على القرى التالية:
يركا 1731 نسمة، بيت جن 1534 نسمة، دالية الكرمل 1461نسمة، عسفيا 1311 نسمة، المغار 1273 نسمة، جولس 875 نسمة، شفا عمرو 745 نسمة، حرفيش 701 نسمة، البقيعة 664 نسمة، الرامة 508 نسمة، أبو سنان497 نسمة، كسرى 446 نسمة، يانوح 444 نسمة، ساجور 384، كفر سميع 286 نسمة، جت 213 نسمة، عين الأسد 118 نسمة، كفر ياسيف 59 نسمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين مع نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 بلغ 120 ألف نسمة تقريبا، موزعين على مختلف البلدات والقرى الدرزية سالفة الذكر.
الراية والشعار
في عهد سلطان باشا الأطرش، المجاهد العربي السوري وأحد شيوخ الطائفة الدرزية، الذي قاد الثورة في جبل العرب جنوبي سورية ضد قوات الانتداب الفرنسي على سورية خلال أربعينيات القرن الماضي، صمم الدروز علماً خاصا بالطائفة يتألف من خمسة ألوان:
أولا: الأخضر، ويرمز إلى الطبيعة والأرض.
ثانياً: الأحمر، ويرمز إلى الشجاعة والبطولة.
ثالثاً: الأصفر، ويرمز إلى النور والثقافة.
رابعاً: الأزرق، ويرمز إلى الطهارة والحشمة.
خامساً: الأبيض، ويرمز إلى الأخوة والسلام.
شعار الدروز
شعار الدروز عبارة عن نجمة خماسية ملونة ترمز ألوانها إلى المبادئ الكونية الخمسة بالنسبة للطائفة الدرزية وهي:
أولا: العقل ويرمز له باللون الأخضر.
ثانياً: الروح ويرمز لها باللون الأحمر.
ثالثاً: الكلمة ويرمز لها باللون الأصفر.
رابعاً: القديم ويرمز له باللون الأزرق.
خامساً: الحلول أو التقمص ويرمز له باللون الأبيض.
هذه المثل تمثل الأرواح الخمسة التي تتقمص بشكل مستمر في الكون في أشخاص الأنبياء و الرسل والفلاسفة بما فيهم آدم وحواء، فيثاغورس، أخناتون وغيرهم.
القرى والبلدات الدرزية في فلسطين
يسكن أبناء الطائفة الدرزية في "18" بلدة وقرية تقع جميعها على رؤوس الجبال في شمال فلسطين التاريخية، وهذه القرى والبلدات هي:
دالية الكرمل:
تعتبر بلدة دالية الكرمل أكبر البلدات الدرزية في فلسطين. تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، وتبعد عنها 31 كم، وترتفع 420 م عن سطح البحر. وكلمة "دالية" تعني شجرة الكرم وجمعها دوالي.
تبلغ مساحة أراضي دالية الكرمل 31730 دونما، ويعود تاريخ تأسيسها إلى 400 سنة خلت، وتحيط بها أرضي قرى عسفيا، عين حوض، إجزم وأم الزينات. قدر عدد سكانها عام 1922 بحوالي 993 نسمة، وفي عام 1945 بحوالي 2060 نسمة. وفي عام 1948 بلغ عدد سكانها 2593 نسمة، وفي عام 2003 حوالي 13500 نسمة. تعود جذور سكانها التاريخية إلى المنطقة الجبلية المجاورة لمدينة حلب السورية، وأكبر عائلة في البلدة هي عائلة حلبي.
تضم دالية الكرمل موقعا أثريا يحتوي على أسس وصهاريج ومدافن وصخور ومعاصر منحوتة في الصخور.
عسفيا:
تقع بلدة عسفيا جنوب شرق مدينة حيفا، وتبعد عنها 14 كم، وترتفع 518 متراً عن سطح البحر.
تم إنشاؤها على أنقاض مستعمرة بيزنطية.
بلغ عدد سكان عسفيا عام 1922م 733 نسمة، وفي عام 1931م وصل إلى 1105 نسمات، وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 1790 نسمة، منهم 1310 من الدروز و180 من المسلمين و300 من المسيحيين. أما في سنة 1961 فبلغ عدد سكانها 2930 نسمة. أما الآن فيبلغ عدد سكان عسفيا نحو 9000 نسمة 70% منهم من الدروز والباقي من المسلمين والمسيحيين.
تحتوي بلدة عسفيا على عدة مواقع أثرية قديمة، مثل معصرة الزيتون الذي تشتهر البلدة بزراعته، ومدافن منقورة في الصخر، ويوجد بداخل القرية مقام أبو عبدا لله.
مشهد من محيط بلدة عسفيا
شفا عمرو:
تقع مدينة شفا عمرو شمال شرق مدينة حيفا، وعلى بعد 20كم عنها، وترتفع عن سطح البحر 100م. تقوم مدينة شفا عمرو على بقعة أثرية كنعانية.
في عام 1881 بلغ عدد سكان شفا عمرو 2500 نسمة، إلا أن هذا العدد انخفض إلى 2288 نسمة عام 1922م وذلك بسبب تداعيات الحرب العالمية الأولى. في عام 1931 ارتفع عدد سكان المدينة إلى 2824 نسمة، وفي عام 1945 بلغ عدد سكانها 3640 نسمة، ثم انخفض هذا العدد إلى 3412 نسمة عام 1948 بسبب احتلال إسرائيل للمدينة وهجرة عدد من سكانها.
في عام 1973 أصبح عدد سكان شفا عمرو 12500 نسمة، فيما ارتفع العدد إلى 35300 نسمة حسب إحصاء جرى عام 2009م.
تعتبر مدينة شفا عمرو مدينة مختلطة حيث يعيش فيها المسلمون (57.9%) والمسيحيون (27.5%) والدروز (14.6%).
من الآثار القديمة والأماكن المقدسة عند الدروز في شفاعمر القبة والخلوة وقبر الشيخ أبو عربية وقبر الشيخ محمد العنزي.
المغار:
تقع بلدة المغار على السفوح الجنوبية لجبل حزور الذي يرتفع بمقدار 584 متراً فوق سطح البحر في منطقة شديدة الانحدار. والمغار بلدة مختلطة يعيش فيها الدروز والمسلمون والمسيحيون.
يقدر عدد سكان المغار بحوالي 19000 نسمة بحسب إحصائيات جرت في شهر كانون الأول عام 2006م نسبة الدروز بينهم 58%.
كسرا:
تقع قرية كسرا على بعد 25 كم عن الحدود اللبنانية، وترتفع 750 متراً عن سطح البحر، وتبعد عن مدينة عكا 30 كم، وهي قرية قديمة عثر فيها على مغارات ومقابر محفورة في الصخر، كذلك وجد فيها العديد من معاصر العنب وأثار قلعة قديمة.
يبلغ عدد سكان قرية كسرا حوالي 3500 نسمة جميعهم من الدروز، وفيها خلوة تحتوي على قبة الست سارة وخروبة مقدسة وقبر الشيخ أبو صالح سلمان.
الرامة:
أسم الرامة مشتق من كلمة "رام" الكنعانية بمعنى العالي. تقع الرامة على السفوح الجنوبية لجبل حيدر، وإلى الشرق من مدينة عكا، وتبعد عنها 29 كم، وترتفع 600 متر عن سطح البحر. تحيط بالرامة قرى بيت جن وسجور ونحف وسخنين والمغار وكفر عان. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ748 نسمة، وفي عام 1945م 1960 نسمة، وفي عام 1948 بلغ عدد سكان الرامة 2307 نسمة، وفي عام 1949م "2329" نسمة، أما عدد سكان البلدة اليوم فيناهز 7000 نسمة من جميع الطوائف؛ 55 % مسيحيون، 30% دروز و15% مسلمون.
تحتوي القرية على بقايا معاصر ومدافن وفخار وأعمدة.
ساجور:
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا وتبعد عنها 29 كم وترتفع 375 عن سطح البحر، وتقوم في مكان قرية "شزور" في العهد الروماني، تبلغ مساحة أراضيها "8236" دونماً وتحيط بها قرى البقعية والرامة ونحف، قدر عدد سكانها عام 1922م "196" نسمة، وفي عام 1945م "350" نسمة ، وفي عام 1949م (423) نسمة، وفي عام 1961م (600) نسمة، ويبلغ عدد سكانها اليوم حوالي 9000 نسمة.
تعد القرية من المواقع الأثري، حيث تحتوي على بقايا حجارة وصهاريج قديمة.
يركا:
تقع بلدة يركا شمال شرق مدينة عكا، وترتفع 325 متراً عن سطح البحر، وهي من البلدات القديمة، وقد شهدت ظهور حركة الدعوة الموحدة في القرن الحادي عشر، وكانت مركزاً للدعوة في المنطقة. ولا يزال قبر الشيخ أبي سرايا غنايم، أحد نشيطي الدعوة قائماً فيها حتى اليوم، وفيها أيضا ضريح يوسف الصديق والخلوة وسط القرية وخلوات الرغب على بعد 2كم منها. يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي15000 نسمة، 98.5% منهم من الدروز.
مشهد عام لقرية يركا
دير الأسد:
سميت بلدة دير الأسد بهذا الاسم نسبة إلى شيخ دمشقي كان يلقب بالأسد هو " محمد عبد القادر الجيلاني" الذي ارتحل إليها في عهد السلطان سليمان القانوني أواسط القرن السادس عشر الميلادي.
تقع القرية إلى الشمال الشرقي من قرية مجد الكروم في الجليل، وتقوم في المكان الذي كانت تقوم عليه قرية "بيت عناة" الكنعانية. تبلغ مساحة أراضيها "8373" دونماً، وتحيط بها أراضي قرى البعنة وكسرا ونحف ويركا ومجد الكروم. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ749 نسمة، وفي عام 1945م بلغ عدد سكانها1100 نسمة، وفي عام 1948م 1168 نسمة، وفي عام 1949م ارتفع العدد إلى 1255 نسمة، وفي عام 1996م إلى 8000" نسمة، ليصل في عام 2009م إلى حوالي 10000 نسمة.
في القرية مواقع أثرية تحتوي على بقايا جدران ومعصرة وكنيسة وبرجين وحظائر ونواويس وبركة منقورة في الصخر.
مشهد من دير الأسد
عين الأسد:
تقع إلى الجنوب الشرقي من بيت جن وإلى الشرق من قرية الرامة، وترتفع 570 مترا عن سطح البحر. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ48 نسمة وفي عام 1948م بـ 129 نسمة. ووصل العدد في عام 1961م إلى 250 نسمة، ليبلغ خلال عام 2010م نحو700 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.
جولس:
تقع قرية جولس على بعد 14كم شرق مدينة عكا، على تلة ترتفع 150 مترا عن سطح البحر، وهي مسقط رأس الشيخ أمين طريف الزعيم الروحي الراحل للطائفة الدرزية.
لقرية جولس أهمية كبيرة بالنسبة للطائفة العربية الدرزية، ففيها تقيم، منذ مئات السنين، القيادة الروحية للطائفة الدرزية في فلسطين، ويعيش فيها اليوم الشيخ أبو حسن موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، كما يوجد في القرية قبر الشيخ علي فارس وضريح للنبي شعيب.
يبلغ عدد سكان جولس اليوم حوالي ستة ألاف نسمة جميعهم من الدروز.
أبو سنان:
تقع قرية أبو سنان في الشمال الشرقي من مدينة عكا، ترتفع 75 متراً عن سطح البحر، وتحيط بها قرى عمقا وخربة جدين وكويكات والغابسية والسميرية والمنشية وكفر ياسيف ويركا.
بلغ عدد سكان أبو سنان عام 1922م 618 نسمة، وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 820 نسمة بينهم 30 مسلماً و380 مسيحياً والباقي من الدروز.
وشهد عام 1948م ازديادا ملحوظا في عدد سكان القرية ليبلغ 1782 نسمة، لينخفض عام 1949 إلى 1448 شخصاً، وذلك بسبب هجرة بعض السكان على اثر نكبة عام 1948.
بلغ عدد سكان ابو سنان نهاية عام 2008م حوالي 11700 نسمة، 35% منهم ينتمون إلى الطائفة الدرزية والباقي من المسيحيين والمسلمين.
يوجد في أبو سنان موقع اثري يحتوي على صهاريج، معاصر، قبور وتجويفات محفورة في الصخر، على حجر طاحونة قدّ من الغرانيت. وفيها مقام النبي زكريا ومقام الشيخ الحنبلي.
البقيعة:
البقيعة قرية جبلية، تقع شمال شرق مدينة عكا وتبعد عنها نحو 29 كم. ترتفع القرية مقدار 620 متراً عن سطح البحر وتحيط بها أراضي قرى سحماتا وكفر سميع وكسرى وسجور وبيت جن وعين الأسد. سكانها من أبناء الطائفة الدرزية ومسلمون ومسيحيون ويهود.
قدر عدد سكانها عام 1922 بـ652 نسمة ، وفي عام 1945 بـ990 نسمة ، وفي عام 1948 وصل العدد إلى 1119 نسمة، لينخفض عام 1949 إلى 1036 نسمة. فيها خلوتان وحجرة الشيخ صالح أبو الملح.
بيت جن:
تقع قرية بيت جن في الجليل، شمال شرق مدينة عكا التي تبعد عنها 34 كم. أقيمت القرية على أنقاض البلدة والقلعة الكنعانية القديمة "بيت داجون"، إله الغذاء والحبوب عند الكنعانيين. وفي فترة الحروب الصليبية سميت "دير دجن"، وعندما استوطنها الدروز حرف الاسم إلى "بيت جن".
سكنها الدروز والمسيحيون وبلغ عدد سكانها عام 1961م حوالي 2500 نسمة، أما في عام 2009م فقد بلغ عددهم 10500نسمة منهم 99.7% من الدروز. في القرية ثلاث خلوات، ومقام النبي "بهاء الدين"، وهو أحد الأنبياء المقدسين عند الطائفة الدرزية، وفيها أيضا العديد من الخرب.
جت:
تقع قرية جت، التي يعني اسمها باللغة الكنعانية المعصرة، في الجليل الأعلى، إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا، وترتفع مقدار 350مترا عن سطح البحر. قدر عدد سكانها عام 1922 بـ137 نسمة، وفي عام 1945 بـ200 نسمة، وفي عام 1949 وصل العدد إلى 238 نسمة، واليوم يناهز عدد سكان قرية جت 8000 نسمة.
وفي القرية موقع أثري يحتوي على صهاريج وخزان مبني بالحجارة، ومدافن محفورة في الصخر.
حرفيش:
تقع قرية حرفيش في الجليل الأعلى وتبعد 2كم عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وترتفع عن سطح البحر 650 مترا. يشكل الدروز 97% من عدد سكانها البالغ 5000 نسمة حسب المصادر الدرزية عام 2010م . تحيط بالقرية أربعة جبال هي:جبل عدافر، جبل الطويل، جبل الجرمق وجبل النبي سبلان.
كفر سميع:
تقع قرية كفر سميع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا وترتفع 620 مترا عن سطح البحر. تحيط بها أراضي قرى سحماتا والبقعية وكسرا وترشيحا ويانوح.
قدر عدد سكانها عام 1922 بـ171 نسمة، وفي عام 1945 وصل العدد إلى 300 نسمة. وفي عام 1948 بلغ عدد سكان كفر سميع 399 نسمة، ليهبط في عام 1949 إلى 388 نسمة.
واليوم يبلغ عدد سكان كفر سميع حوالي 4000 نسمة، وهي قرية مختلطة يعيش فيها الدروز الذين ويمثلون 97% من سكانها إلى جانب إخوانهم المسيحيين والمسلمين.
تعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على أساسات وصهاريج ومدافن وقطع أرضية مرصوفة بالفسيفساء.
يانوح:
تقع قرية يانوح شمال شرق مدينة عكا على بعد4.5 كم إلى الجنوب الغربي من بلدة ترشيحا. ترتفع يانوح عن سطح البحر 600 مترا وتطل على مناطق عديدة لوقوعها على سلسلة جبال بارزة، وتشرف على منطقة السهل الساحلي بأكمله من رأس الناقورة حتى مدينة حيفا على سفوح جبل الكرمل.
أسسها الكنعانيون وعرفت يانوح منذ ألاف السنين بهذا الاسم الذي يعني باللغات السامية القديمة "يرتاح". يوجد في القرية مقام "سيدنا شمس عليه السلام"، وهو مقام مقدس بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، يؤمّه رجال الدين وبقية أبناء الطائفة للصلاة وللبركة وإيفاء النذور.
بلغ عدد سكان يانوح في العام 2009 حسب المصادر الدرزية 3000 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.
المقامات الدرزية
مقام النبي شعيب:
مقام النبي شعيب في منطقة حطين
يقع مقام النبي شعيب في منطقة حطين، وهو مطل على بحيرة طبريا، ويتمتع المقام بأهمية بالغة في حياة أبناء الطائفة الدرزية منذ سنوات طويلة، وقد تحوّل مع الزمن إلى رمز وشعار للدروز، وذلك للعوامل التالية حسب اعتقادهم:
1- المقام هو أقدم موقع ديني درزي في البلاد، فقد ذكرت المصادر الدرزية المتصلة بتاريخ الطائفة أن المقام بني في عهد صلاح الدين الأيوبي، أي بعد انتشار الدعوة الخاصة بالإيمان الدرزي بحوالي مائة سنة فقط، وهو قائم منذ ذلك الوقت. وكان في فترات مختلفة، بشكل أو بآخر هدفا دينياً مرموقاً ومقصداً للحجاج والزوار والمؤمنين. وكان الدروز يتوافدون على المقام في مراحل مختلفة من التاريخ، مما يثبت أنه المكان المركزي منذ القدم. وقد ازدادت أهمية المقام بعد أن تم ترميمه عام 1882 من قبل الرئاسة الروحية للطائفة آنذاك، وبمبادرة من الرئيس الروحي للطائفة الشيخ مهنا طريف، وبعد هذا التاريخ تحول المقام إلى موقع مركزي في حياة الدروز، ليس فقط في فلسطين، وإنما في كافة الأماكن التي يتواجد فيها أبناء الطائفة الدرزية.
2- النبي شعيب عليه السلام هو من أهم الشخصيات الدينية لدى الموحدين "الدروز"، حيث يحظى سيدنا شعيب عليه السلام بمكانة مرموقة لدى الطائفة الدرزية، فمكانته مرموقة عند رجال الدين الموحدين، وعند غير المتدينين من أبناء الطائفة. وفضلا عن كونه شخصية دينية مرموقة، فهو أيضا شخصية تاريخية، لعبت دوراً في حوادث الأيام، خاصة في الدور الكبير الذي قام به مع النبي موسى عليه السلام حسب رأيهم، حيث دعمه وأرشده وعلّمه أصول الإدارة، وتنظيم صفوف شعبه، كما انه كان معه حينما تسلم الوصايا العشر ونزلت عليه النبوءة. ويذكر التاريخ كذلك موقفه من شعب مديَن الذي خالف أصول المعاملات التجارية، ودعوته إلى الصدق والأمانة في البيع والشراء، ومواقفه الأخرى بين الشعوب التي عاصرته. ويحظى النبي شعيب عليه السلام، بقدسية عند كافة الطوائف والأديان، وبمكانة تاريخية هامة عند رجال التاريخ والفكر، وهذا المركز الرفيع يؤثر على تعلق الدروز به وبمكانته وبمنزلته وتهافتهم على زيارة المقام الشريف.
مقام النبي سبلان:
مقام النبي سبلان في قرية حرفيش
يقع مقام النبي سبلان (وهو أحد أنبياء الدروز في القرن الحادي عشر)
فوق قمة جبل في قرية حرفيش الدرزية، وهو أحد الأماكن المقدسة بالنسبة
لأبناء الطائفة التوحيدية، حيث يعتقدون بأن نبيهم سبلان سكن مغارة في
المكان، وتحمل المشاق والصعوبات كي يوصل رسالة التوحيد إلى الناس في هذه
المنطقة، فكان الملجأ والحاكم والقاضي بين الناس. وقد تحولت المغارة "مكان
سكنه" إلى محجّ يؤمها الناس في العاشر من شهر أيلول/ سبتمبر في كل سنة من
كل حدب وصوب لنيل البركة وترسيخ الإيمان في قلوبهم.
مقام النبي الخضر:
يقع مقام الخضر في قرية كفر ياسيف بالقرب من مدينة عكا على شاطئ المتوسط. ويعتبر مقام الخضر من أشهر المقامات لدى الطائفة الدرزية، وإليه يلوذون في ساعات الضيق طلباً للرحمة والفرج.
ويحتفل أبناء الطائفة الدرزية في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير من كل عام بعيد زيارة مقام الخضر، وقد تم التوافق على هذا التاريخ بين رجال الدين الدروز منذ الزمن البعيد.
مقام النبي زكريا:
مقام النبي زكريا في قرية أبو سنان
يقع مقام النبي زكريا في الجهة الشمالية من قرية أبو سنان المجاورة
لمدينة عكا، ويعود تاريخ تشييد المقام إلى سنة ألف ومائة وثلاثين هجرية
(1710م)، كما يشير النص المنقوش على الحجر المعلق فوق مدخل للمقام.
يتألف البناء الأساسي لمقام النبي زكريا من حجرة مربعة بمساحة قدرها خمسة وعشرين متراً مربعاً قائمة فوق الكهف الذي كان يأوي إليه النبي زكريا حسب رواية أبناء الطائفة.
وتبلغ مساحة حرم المقام حوالي أربع دونمات ونصف، وليس ثمة تاريخ محدد لعقد الاجتماعات العامة فيه من قبل أبناء الطائفة الدرزية.
مقام أبو إبراهيم:
مقام أبو إبراهيم في دالية الكرمل
يقع مقام أبو إبراهيم في قرية دالية الكرمل الدرزية الواقعة جنوب
مدينة حيفا. ويعتبر هذا المقام أقدم موقع في القرية التي بُنيت حوله
تدريجياً منذ حوالي أربعمائة سنة. يتكون المركز الرئيسي للمقام من غرفة
مربعة الشكل عليها قبة، وتغطي هذه الغرفة مغارة منحوتة بالصخر، ينزلون
إليها بواسطة درج حجري. ويُعتقد أن سيدنا إبراهيم كان يتعبّد في هذه
المغارة، ومن هنا جاءت قدسيتها وقدسية المكان. يتكون المقام اليوم من
الغرفة الرئيسية، وقد بُنيت بجوارها في اتجاه الشرق غرفة كبيرة لأداء
الصلاة. وأمام المقام، عبر الساحة أقيمت قاعة كبيرة للاجتماعات الشعبية،
فيما الطابق الأسفل مكرس لإيفاء النذور.
مقام سيدنا أبو عبد الله:
مقام سيدنا أبو عبد الله في قرية عسفيا
يقع مقام سيدنا أبو عبد الله في واد ٍ في قرية عسفيا يتجه إلى الجنوب نحو دالية الكرمل.
أقيم المقام مؤخراً بالقرب من عين ماء اعتُبرت مقدسة ونبتت أمامها شجرة قيل أن سيدنا أبو عبد الله كان يستظل بظلها ويشرب من العين المجاورة. وكان سكان عسفيا خلال عشرات السنين يحصلون على مياههم من هذه العين، وكانوا يشعرون دائما بهالة من القداسة حولها تميّزها عن باقي عيون الماء في المنطقة حسب رأيهم. وفي الستينيات من القرن العشرين بادر الشيخ فارس أبو فارس إلى إقامة المقام حيث بنيت مع الوقت قاعات وغرف كثيرة وأقيم ضريح يُزار وتوقد حوله الشموع. وفي التسعينيات من القرن العشرين عيّنت الرئاسة الروحية للطائفة زيارة رسمية للمقام في الخامس عشر من شهر تشرين ثاني/نوفمبر من كل سنة.
وسيدنا أبو عبد الله هو الجدّ الثالث وكان يتردد على المنطقة في طريقه من مصر لتفقد شؤون الدعوة في آسيا الصغرى.
مقام الست خضرة:
مقام جديد نسبياً تم افتتاحه والاعتراف به عام 2003م.
يقع بين الجبال في موقع جميل من الكرمل بين دالية الكرمل وقرية عسفيا. والست خضرة هي ولية صالحة عاشت في المنطقة في الماضي ولها ذكر طيب وأعمال صالحة وكانت مصدر وحي وإلهام لسكان المنطقة الدروز فحصلت على هذه المكانة الرفيعة.
مقام الست سارة:
شيد مقام الست سارة على حدود الأراضي الغربية لقرية دالية الكرمل بالقرب من عين أم الشقيف. ويقول أبناء الطائفة الدرزية بأن في المكان صخرة تحتوي على آثار دعسة الست سارة. وكان سكان القرية وخاصة النساء ينتبهون إليها ويتباركون بها كأثر مقدس له أهميته في تاريخهم وعقيدتهم.
مقام الست سارة بجوار دالية الكرمل
والست سارة هي صانعة سلام بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، حيث يقول
الدروز بأنها أوفدت من قبل مولانا بهاء الدين على رأس بعثة إلى وادي التيم
عقب الاضطرابات التي اثارها دعاة انحرفوا عن السبيل السوي، وهذه البعثة
ضمت رجالا أيضا، وقد نجحت في مهمتها، وحفظت أمن البلاد.
آداب زيارة الأماكن المقدسة
- يصل الزائر غرفه الضريح، يخلع حذائه ويتركه خارج الغرفة.
- يدخل الزائر صامتاً خاشعاً.
- لا ينام ولا يستلقي في غرفة الضريح.
- لا يدخن داخل الحجرة ولا بالقرب منها.
- يحافظ الزائر على الهدوء، فلا صوت يعلو ولا فوضى.
- لا يقدم الزائر على فعل محرم.
- لا يشرب الزائر المسكرات "الخمور" في المقام.
- حفر الأسماء والتواريخ والكتابة على الجدران، والأبواب والأشجار وغيرها ممنوع.
- النفايات والأوساخ توضع في الأماكن المخصصة لها للمحافظة على الصحة والنظافة.
- زيارة المقام هي للتبرك والأدعية، لا بغرض التنزه والتسلية وتضييع الوقت.
أعياد وفرائض وعادات
أعياد الطائفة الدرزية
عيد سيدنا سبلان:
تحتفل الطائفة الدرزية بعيد النبي سبلان في العاشر من أيلول/ سبتمبر. ففي هذا اليوم من كل عام يقوم أبناء الطائفة في فلسطين بزيارة مقام النبي سبلان في قرية حرفيش وعند المقام يتبادلون التهاني بعبارة "زيارة مقبولة".
عيد وزيارة سيدنا أبو عبد الله:
يزور عُقّال الدروز ومشايخهم في فلسطين في الخامس عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر من كل عام مقام سيدنا أبو عبد الله الواقع جنوب غرب قرية عسفيا، وذلك للمذاكرة والصلاة والبحث في شؤون الطائفة. وسيدنا أبو عبد الله هو الداعي محمد بن وهب القرشي، آمن بدعوة التوحيد واستمر في نشرها بين الناس منذ عام 393 هجرية ، واستمر في ذلك على مدى أربعة عشر عاما.
ويلبس أبناء الطائفة الدرزية في هذا العيد اللون الأصفر ويتبادلون فيه عبارتي "زيارة مقبولة" و"نذر مقبول".
عيد وزيارة سيدنا الخضر:
يحتفل الدروز في فلسطين كل عام في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير بعيد وزيارة مقام سيدنا الخضر في بلدة كفر ياسيف بالجليل، حيث يجتمع رجال الدين في المقام المقدس لأداء الفرائض الدينية. والخضر ولد في اليمن، وهو، كما يُعرّفه أبناء الطائفة، الخضر بن ملكان بن فالق بن عابر، ظهر متعبداً وكان يدعو الناس إلى شهادة أن "لا اله إلا الله" وينهى عن عبادة النار.
ويقول أبناء الطائفة الدرزية أن اسمه ورد في جميع الكتب السماوية وأمنت به جميع الأديان:
1- في التوراة – الياهو هنبي
2- في القران الكريم - أبو العباس
3- في الإنجيل – مار الياس
4- عند الدروز - الخضر
يقول الدروز أن الخضر سمي الخضر، لأن الأرض تخضرّ من حوله إذا صلى، وحسب الرواية الدرزية فإن أصل اسم الخضر هو خضرون، وقد حُرِّف مع الزمن إلى الخضر.
عيد النبي شعيب:
يحتفل أبناء الطائفة الدرزية من كل عام في الخامس والعشرين من نيسان/ ابريل بعيد النبي شعيب، وفي هذا اليوم يزدحم المقام الشريف بالزوار الذين يأتون لالتماس البركة أو لإيفاء النذور.
اعتاد الدروز أن يحتفلوا بعيد النبي شعيب منذ مئات السنين وأصبحت الزيارة مناسبة ينتظرها الدروز لما فيها من معانٍ دينية واجتماعية.
يقع مقام النبي شعيب في منطقة حطين قرب طبريا، وقد بُني المقام في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره على الصليبيين.
ذُكر النبي شعيب في الكتب المقدسة بعدة ألقاب وأسماء حسب رأي أبناء الطائفة الدرزية منها: المختار، صفي البار، رسول، وفي القرآن الكريم معلم الأنبياء، وفي التوراة ورد اسمه حسب المفسرين: يترو، رعوئيل، حوباب، حبر، يثرون. ويتصل نسبه ببريتا ابنة لوط وبمديَن بن إبراهيم الخليل-عليهم السلام-. والنبي شعيب بالعبرية هو "يثرون" وبالسريانية هو "ثابور".
ويتبادل أبناء الطائفة الدرزية في هذا العيد عبارة "زيارة مقبولة".
عيد الأضحى المبارك:
يعتبر هذا العيد من أهم الأعياد الدرزية, يحل في العاشر من ذي الحجة حسب التقويم الهجري القمري، وتسبق العيد ليالي العشر المباركة، الليلة التاسعة هي ليلة الوقفة الكبيرة، وهي أفضل أيام العشر قاطبة، فيها تقام الصلوات وتقرأ شروحات عن أحوال الآخرة وعِبَر مُستقاة من العيد، أما يوم الوقفة فهو يوم لتذكر وقفة البرايا أمام باريهم للحساب يوم القيامة.
الأضحى هو عيد ديني تقليدي وشعبي عند الدروز، وللعيد معنى خاص هو التضحية بشهوات النفس وتقييم للنفس والعمل.
ليالي العشر:
تعتبر الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة أياماً مباركة، ففيها تقام الصلوات في المجالس الدينية والخلوات التي تغص بالمصلّين بينهم "العاقلون" (من تجاوزوا سن الأربعين) الذين يواظبون على أداء الصلوات كل ليلة اثنين وجمعة، ومنهم "الجاهلون" (من هم دون سن الأربعين) الذين يأتون لسماع الوعظ والإرشاد فقط، ومنهم البنات والبنون الذين تجذبهم روعة الاحتفال وسماع كلام الخير.
الأضحية:
التضحية في المعتقد الديني للدروز هي التضحية بشهوات النفس في هذه الدنيا الفانية ابتغاء نعيم الآخرة.
الاستعدادات لعيد الأضحى:
في النهار تجري الاستعدادات للعيد من شراء للملابس وتجهيز البيوت وتحضير الكعك. ومن عادة رجال الدين الأتقياء أن يصوموا الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة ويستمر صومهم حتى مساء اليوم التاسع من ذي الحجة، يعيشون خلال هذه الفترة حياة تقشف ويكثرون من الصلوات والعبادة ويدعون الناس لقول الصدق وإتباع سياسة التسامح والمحبة بين الأهل والأقارب والجيران والقيام بأعمال الصدقة.
ويتبادل أبناء الطائفة الدرزية في عيد الأضحى العبارات التالية:
- كل عام وأنتم بألف خير.
- العيد عود والعود أحمد.
- كل سنه وأنتم سالمين.
- إن شاء الله مائة عيد.
- التوبة في ليالي العشر تمحي الحوبة.
- إن شاء الله ينعاد على الجميع بالخير.
- عيد الأضحى الرمز لما هو آتٍ.
- التضحية في العيد ترمز للتضحية بشهوات النفس.
- العيد ذكرى وتذكير.
- من أهم قيم العيد، لم الشمل والتسامح، وفتح القلوب، فالناس للناس.
قيم وفرائض الديانة الدرزية
الديانة الدرزية ليست ديانة شعائرية، إنما هي ديانة توحيدية تُعنى بالأمور الداخلية والاجتماعية بروح فلسفية، كما تؤمن بالقضاء والقدر وبتناسخ الأرواح.
وهي ديانة سرية، مبادئها غير معروفة إلا للخواص من أبناء الطائفة، والذين يسمون "العُقّال" وهم المتدينون ممن بلغو سن العقل الذي تحدده العقيدة الدرزية بسن الأربعين، أما البقية فيسمون "الجُهّال" وهذه التسمية تشمل جميع من لم يبلغوا سن العقل، علاوة على العلمانيين والملحدين واللادينيين مهما بلغت أعمارهم.
يتميز المتدينون من أبناء الطائفة الدرزية عن سواهم بملابسهم التقليدية، وبشكل خاص القبعة البيضاء المطرزة، وبحلق شعر الرأس كدليل على الخشوع، وإطلاق شعر اللحية والشارب، وهو فرض على العقّال وغير إلزامي لمن هم في سن الشباب.
يقوم التصور الاجتماعي لدى الدروز على المساواة الاجتماعية الراجعة إلى الاعتقاد الديني بتناسخ الأرواح، وبناء عليه فان لكل إنسان جسداً وروحاً، وعندما يموت فإن جسده يفنى، أما روحه فتبقى لأنها خالدة. وعندما يموت الإنسان تنتقل روحه من جسده لتحل في جسد طفل آخر، وتبقى الأرواح الخالدة تتناسخ إلى يوم القيامة، وتظهر في كل مرة بجسد ومكان مختلفين.
يؤمن الدروز بإله واحد يعجز الإنسان عن تعريفه أو إدراكه، لذلك تسمى الديانة الدرزية "دين التوحيد".
المكان الذي يصلي فيه الدروز يسمى "الخلوة" ولا يصلي فيه إلا المتدينون، وتقوم الديانة الدرزية على أسس اجتماعية أخلاقية وفرائض دينية أهمها:
1- التوحيد - الإيمان باله واحد.
2- عدم الشرك بالله.
3- الإيمان بالقضاء والقدر.
4- الصدق.
5- حفظ جوار الأخوة "يكفل بعضهم بعضا".
6- الامتناع عن ارتكاب الجرائم.
إضافة إلى ذلك هناك قيم يراعيها الدروز في حياتهم اليومية منها:
1- تحريم تعدد الزوجات.
2- تحريم العبودية، أو أية شعيرة وثنية.
3- تحريم إدخال مؤمنين جدد إلى الديانة.
4- تحريم أكل لحم الخنزير، اللحم غير الحلال، تعاطي المخدرات، الكحول والتدخين.
5- تحريم إعادة المطلقة إلى زوجها.
6- تحريم إكراه المرأة أو الرجل على الزواج.
7- تحريم القتل، والسرقة، والزنا.
الزواج والطلاق عند الطائفة الدرزية
يعتبر الزواج المختلط بين الإثنيات المختلفة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية سببا لخلط الأعراق والديانات والمذاهب والأنساب بين الناس. لهذا، ومن منطلق الحفاظ على نقاء الدم، تفرض أعراف الموحدين عليهم أن يتزوجوا من بعضهم البعض وتجنب الزواج من خارج الطائفة. والزواج في شريعة التوحيد يجب أن يكون مبني على المحبة، الائتلاف، الإنصاف، العدل والمساواة.
تمنع تقاليد الطائفة الدرزية تعدد الزوجات، لأن ذلك، حسب رأيهم يقضي على الإنصاف والعدل والمساواة، وهي من الأسس التي تقوم عليها المؤسسة الزوجية. ومن شروط الزواج أن يتعرف الزوجان على حقيقة بعضهم البعض، سواء من حيث الحالة الصحية أو الروحية أو العقلية، وإذا حصل الزواج وجب أن يعامل الزوجان كلاهما الآخر بالمساواة والعدل، وهذا يقتضي أن يساوي الزوج زوجته بنفسه وينصفها بما يملك، وعلى الزوجة أن تسير على الطريقة التي درج عليها الزوج وبمقتضى أسلوبه في الحياة، وأن تبني بيتها على المبادئ التي يمشي عليها زوجها، شرط أن تكون إرادة الزوج مبنية على الإنصاف والعدل، غير مناقضة لحقوق الزوجة وحريتها كإنسان. ولكلا الزوجين الحق في طلب الطلاق، وبعد الطلاق لا يحق لهما الزواج من بعضيهما البعض نهائياً، إذا طلب أحد الزوجين الطلاق من دون إبداء أسباب موجبة يحق للآخر أن يحصل أو تحصل على نصف ما يملكه أو تملكه طالب أو طالبة الطلاق.
مكانة المرأة عند الدروز
للمرأة الدرزية موقع هام في البيت، وتتمتع بمكانة محترمة في العائلة والمجتمع الدرزي بشكل عام. والديانة الدرزية تحرّم تعدد الزوجات، وبإمكان المرأة الدرزية أن تصبح زعيمة روحية وتؤدي جميع المهام الدينية.
يقول الدروز بأن أنبياء ورجال دين دروز مشهورون تطرقوا إلى مكانة المرأة في المجتمع الدرزي ومنهم حمزة بن علي وهو احد ناشري الديانة الدرزية، حيث قال: "على الدرزي أن يساوي زوجته بنفسه في كل ما يملك". كما أن الأمير السيد (وهو احد شارحي الديانة ويعتبر زعيماً روحياً هاماً (1479-1419)، وله عدة كتب دينية، ووضع شروحا لبعضها) حدد، بين أمور أخرى، ترتيبات تتعلق بقضايا الأحوال الشخصية كالزواج، الطلاق، الإرث والوصاية ورسّخها كأحكام دينية ما تزال سارية المفعول إلى يومنا هذا. وقد أكد السيد على الالتزام المتبادل في العلاقات بين المرأة والرجل.
بناء على أحكام الدين الدرزي يتم الزواج والطلاق بالتراضي وليس بالإكراه، كما أن للمرأة نصيباً في الإرث.
يؤمن الدروز بان المرأة هي جوهر المجتمع وان وظيفتها التقليدية هي تدبير شؤون المنزل، والعناية بالزوج والأطفال.
معظم الفتيات الدرزيات ينهين تعليمهن في نطاق قانون التعليم الإلزامي، وقسم كبير منهن ينهين الدراسة الثانوية ويواصلن دراستهن في دور المعلمين، الجامعات، كما يتلقين التأهيل المهني في مجالات مختلفة ويشغلن وظائف هامة في المجتمع.
- تاريخ الدروز
- الطائفة الدرزية في فلسطين
- الراية والشعار
- القرى والبلدات الدرزية
- المقامات الدرزية
- أعياد وفرائض وعادات
تاريخ الدروز
بدأ المذهب الدرزي يتمايز في إطار الديانة الإسلامية منذ بدايات القرن الحادي عشر، واستمر أتباعه بنشر تعاليم هذه العقيدة ما بين الأعوام 1017-1047 في عهد الخلفية الفاطمي السادس المنصور الملقب بالحاكم بأمر الله (996-1021).
وبدأت - برعاية الحاكم بأمر الله - التحضيرات لتأسيس الدعوة لديانة الموحِّدين (الدروز)، وعيّن الحاكم بأمر الله رُسلا لنشر تعاليمها، أبرزهم حمزة بن علي، الذي يعتبر الأب الروحي للديانة الدرزية، حيث وضع عدداً من المؤلفات لهذه الديانة الجديدة، كما عمل على نشرها. هناك رسول آخر يدعى نشتكين الدرزي، والذي سمي الدروز على اسمه إلى يومنا هذا، وقد لبى دعوته الكثيرون واتبعوا هذه الديانة الجديدة، وخاصة في الشرق الأوسط.
عام 1021 اختفى الخليفة الحاكم بأمر الله ولا يزال اختفاؤه يعتبر لغزاً غامضاً، ويؤمن الدروز بأنه سيظهر فيما بعد عند قيام الساعة.
في بدايات الدعوة للديانة الدرزية عانى الدروز من الاضطهاد، الأمر الذي دفعهم إلى الهجرة إلى مناطق مختلفة، وقد ساهم هذا الاضطهاد في تحويل الديانة الدرزية إلى ديانة سرية، كما تبنى الدروز مبدأ "التقية" الذي يتيح لهم التكيف مع محيطهم ليتمكنوا من البقاء.
في عهد الإمبراطورية العثمانية تولى أمراء الدروز الحكم في جبل لبنان، وأبرزهم الأمير فخر الدين المعني الثاني (1635-1572)، لكن هذا الحكم المستقل سرعان ما خبا عام 1840م بفعل النزاعات الطائفية التي نشبت في المنطقة.
مع مرور الوقت تحوّل مركز الثقل السياسي للدروز إلى جبل الدروز (جبل العرب) في سوريا، وبرز الدروز بوجه خاص في القرن العشرين إبان الانتداب الفرنسي على سوريا، بعد اندلاع الثورة ضد الفرنسيين، والتي قادها سلطان باشا الأطرش، الذي تولى قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين.
كما برزت في لبنان شخصية كمال جنبلاط (1917- 1977) والذي كان زعيماً وأديباً وشاعراً ومفكراً واشتراكياً على نطاق عالمي، وبرز في فلسطين الشيخ أمين طريف الذي انتُدب زعيماً روحياً للطائفة الدرزية وترأس المحاكم الدرزية حتى وفاته عام 1993م.
في الوقت الحاضر يتواجد الدروز في أربعة مناطق رئيسية: سوريا ولبنان وفلسطين بالإضافة إلى الأردن، ويتزعمهم في فلسطين الشيخ موفق طريف.
الطائفة الدرزية في فلسطين
معظم المصادر والروايات وكبار المؤرخين العرب يؤكدون على أن الموحدين "الدروز" هم في أصولهم قبائل عربية تنوخية، جاءت من اليمن على أثر تصدع سد مأرب قبيل الإسلام وسكنت سهول الحجاز والإحساء، ثم انتقلوا إلى الحيرة في العراق، ومنهم ملوك المناذرة أصحاب الحيرة. ثم انتقلوا إلى شمال العراق ومنها إلى حاضر حلب وقنسرين والمعرة وجبل السماق وصولاً إلى أنطاكية ثم إلى كسروان في جبل لبنان ومن هناك وصل عدد منهم إلى فلسطين.
يتركز وجود أبناء الطائفة الدرزية في مناطق شمال فلسطين التاريخية موزعين على ما يقارب 18 بلدة وقرية جبلية.
عاش الدروز في فلسطين كجزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني حتى عام 1948م عندما نشأت دولة إسرائيل حيث سعت حكومتها إلى عزل أبناء الطائفة الدرزية عن إطارهم العربي، وذلك بالضرب على وتر أن الدرزية هي قومية بحد ذاتها، ولتقريبهم منها اكثر استغلت إسرائيل رواية تزويج النبي شعيب ابنته لسيدنا موسى، لتدلل للدروز على أن ثمة علاقة مصاهرة تاريخية تربطهم باليهود تضاهي علاقتهم بالعرب.
في العام 1956م أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن غوريون قراراً يلزم بموجبه أبناء الطائفة الدرزية بالخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، وواجه قرار التجنيد الإجباري في حينه مقاومة شديدة من قبل أبناء الطائفة الدرزية. وعلى الرغم من تحقيق إسرائيل نجاحاً في فرض التجنيد على أبناء الطائفة الدرزية، وخاصة مع بداية الستينيات، إلا أنها ما زالت حتى الآن تواجه مطالبة دائمة من قبل عدة مؤسسات تمثل أبناء الطائفة الدرزية بإلغاء قانون التجنيد الإجباري، ومن هذه المؤسسات لجنة المبادرة العربية الدرزية، ولجنة المعروفيون الأحرار.
في عام 1959 فصلت السلطات الإسرائيلية المحاكم الدرزية عن المحاكم الشرعية الإسلامية، وذلك بغرض تعزيز عملية فصل الدروز عن وسطهم العربي الطبيعي. وإمعانا في تكريس الفصل خصصت الدولة لدروز فلسطين سلطات محلية خاصة ومدارس ومناهج خاصة ترمي إلى خلق شعور لدى الطالب الدرزي يقضي بأنه ينتمي إلى طائفة مستقلة ولا يربطها بالعرب والفلسطينيين أي رابط.
وبالرغم من انخراط الدروز في صفوف الجيش الإسرائيلي، إلا أن هذا الأمر لم يحميهم من سياسة التمييز العنصري التي تمارسها إسرائيل ضد بقية الفلسطينيين داخل حدود 1948، ولم ترحم أراضيهم من المصادرة لإقامة التجمعات الاستيطانية اليهودية، وهذا ما تؤكده قيادة الطائفة الدرزية الروحية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
التطور السكاني:
في دراسة للباحث الأوروبي شوماخر أجراها عام 1886م عن واقع الدروز ذكر أن عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين آنذاك كان قد بلغ7360 نسمة، وفي إحصاء آخر أجراه الرحالة فيتال كونت سنة 1896 م ارتفع عدد الدروز في فلسطين ليصل 1075 نسمة، وفي سنة 1922 بلغ عددهم 6928 نسمة، أو 7028 حسب مصدرين مختلفين وذلك من أصل 757182 نسمة، هو مجموع سكان فلسطين في ذلك الوقت أي ما نسبته 0.92% . من سكان البلاد.
وفي سنة 1931 وصل عددهم 9148 نسمة من أصل 1،033،314 نسمة، هم عامة سكان فلسطين في ذلك الوقت، أي 0.88 %.من مجمل عدد السكان البلاد.
وفي سنة 1945 ارتفع عددهم، وفق إحصاء سلطات الانتداب إلى 14858 نسمة من أصل 1،810،037 مجمل عدد سكان فلسطين، أي 0.82%. من مجمل عدد السكان.
وفي سنة 1949 بلغ عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين 13250 نسمة كانوا موزعين على القرى التالية:
يركا 1731 نسمة، بيت جن 1534 نسمة، دالية الكرمل 1461نسمة، عسفيا 1311 نسمة، المغار 1273 نسمة، جولس 875 نسمة، شفا عمرو 745 نسمة، حرفيش 701 نسمة، البقيعة 664 نسمة، الرامة 508 نسمة، أبو سنان497 نسمة، كسرى 446 نسمة، يانوح 444 نسمة، ساجور 384، كفر سميع 286 نسمة، جت 213 نسمة، عين الأسد 118 نسمة، كفر ياسيف 59 نسمة.
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد أبناء الطائفة الدرزية في فلسطين مع نهاية العام 2008 وبداية العام 2009 بلغ 120 ألف نسمة تقريبا، موزعين على مختلف البلدات والقرى الدرزية سالفة الذكر.
الراية والشعار
العلم الدرزي
في عهد سلطان باشا الأطرش، المجاهد العربي السوري وأحد شيوخ الطائفة الدرزية، الذي قاد الثورة في جبل العرب جنوبي سورية ضد قوات الانتداب الفرنسي على سورية خلال أربعينيات القرن الماضي، صمم الدروز علماً خاصا بالطائفة يتألف من خمسة ألوان:
أولا: الأخضر، ويرمز إلى الطبيعة والأرض.
ثانياً: الأحمر، ويرمز إلى الشجاعة والبطولة.
ثالثاً: الأصفر، ويرمز إلى النور والثقافة.
رابعاً: الأزرق، ويرمز إلى الطهارة والحشمة.
خامساً: الأبيض، ويرمز إلى الأخوة والسلام.
شعار الدروز
أولا: العقل ويرمز له باللون الأخضر.
ثانياً: الروح ويرمز لها باللون الأحمر.
ثالثاً: الكلمة ويرمز لها باللون الأصفر.
رابعاً: القديم ويرمز له باللون الأزرق.
خامساً: الحلول أو التقمص ويرمز له باللون الأبيض.
هذه المثل تمثل الأرواح الخمسة التي تتقمص بشكل مستمر في الكون في أشخاص الأنبياء و الرسل والفلاسفة بما فيهم آدم وحواء، فيثاغورس، أخناتون وغيرهم.
القرى والبلدات الدرزية في فلسطين
يسكن أبناء الطائفة الدرزية في "18" بلدة وقرية تقع جميعها على رؤوس الجبال في شمال فلسطين التاريخية، وهذه القرى والبلدات هي:
دالية الكرمل:
تعتبر بلدة دالية الكرمل أكبر البلدات الدرزية في فلسطين. تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، وتبعد عنها 31 كم، وترتفع 420 م عن سطح البحر. وكلمة "دالية" تعني شجرة الكرم وجمعها دوالي.
تبلغ مساحة أراضي دالية الكرمل 31730 دونما، ويعود تاريخ تأسيسها إلى 400 سنة خلت، وتحيط بها أرضي قرى عسفيا، عين حوض، إجزم وأم الزينات. قدر عدد سكانها عام 1922 بحوالي 993 نسمة، وفي عام 1945 بحوالي 2060 نسمة. وفي عام 1948 بلغ عدد سكانها 2593 نسمة، وفي عام 2003 حوالي 13500 نسمة. تعود جذور سكانها التاريخية إلى المنطقة الجبلية المجاورة لمدينة حلب السورية، وأكبر عائلة في البلدة هي عائلة حلبي.
تضم دالية الكرمل موقعا أثريا يحتوي على أسس وصهاريج ومدافن وصخور ومعاصر منحوتة في الصخور.
مشهد عام لمركز دالية الكرمل
عسفيا:
تقع بلدة عسفيا جنوب شرق مدينة حيفا، وتبعد عنها 14 كم، وترتفع 518 متراً عن سطح البحر.
تم إنشاؤها على أنقاض مستعمرة بيزنطية.
بلغ عدد سكان عسفيا عام 1922م 733 نسمة، وفي عام 1931م وصل إلى 1105 نسمات، وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 1790 نسمة، منهم 1310 من الدروز و180 من المسلمين و300 من المسيحيين. أما في سنة 1961 فبلغ عدد سكانها 2930 نسمة. أما الآن فيبلغ عدد سكان عسفيا نحو 9000 نسمة 70% منهم من الدروز والباقي من المسلمين والمسيحيين.
تحتوي بلدة عسفيا على عدة مواقع أثرية قديمة، مثل معصرة الزيتون الذي تشتهر البلدة بزراعته، ومدافن منقورة في الصخر، ويوجد بداخل القرية مقام أبو عبدا لله.
مشهد من محيط بلدة عسفيا
شفا عمرو:
تقع مدينة شفا عمرو شمال شرق مدينة حيفا، وعلى بعد 20كم عنها، وترتفع عن سطح البحر 100م. تقوم مدينة شفا عمرو على بقعة أثرية كنعانية.
في عام 1881 بلغ عدد سكان شفا عمرو 2500 نسمة، إلا أن هذا العدد انخفض إلى 2288 نسمة عام 1922م وذلك بسبب تداعيات الحرب العالمية الأولى. في عام 1931 ارتفع عدد سكان المدينة إلى 2824 نسمة، وفي عام 1945 بلغ عدد سكانها 3640 نسمة، ثم انخفض هذا العدد إلى 3412 نسمة عام 1948 بسبب احتلال إسرائيل للمدينة وهجرة عدد من سكانها.
في عام 1973 أصبح عدد سكان شفا عمرو 12500 نسمة، فيما ارتفع العدد إلى 35300 نسمة حسب إحصاء جرى عام 2009م.
تعتبر مدينة شفا عمرو مدينة مختلطة حيث يعيش فيها المسلمون (57.9%) والمسيحيون (27.5%) والدروز (14.6%).
من الآثار القديمة والأماكن المقدسة عند الدروز في شفاعمر القبة والخلوة وقبر الشيخ أبو عربية وقبر الشيخ محمد العنزي.
أحد أحياء شفا عمرو
المغار:
تقع بلدة المغار على السفوح الجنوبية لجبل حزور الذي يرتفع بمقدار 584 متراً فوق سطح البحر في منطقة شديدة الانحدار. والمغار بلدة مختلطة يعيش فيها الدروز والمسلمون والمسيحيون.
يقدر عدد سكان المغار بحوالي 19000 نسمة بحسب إحصائيات جرت في شهر كانون الأول عام 2006م نسبة الدروز بينهم 58%.
بلدة المغار، منظر عام
كسرا:
تقع قرية كسرا على بعد 25 كم عن الحدود اللبنانية، وترتفع 750 متراً عن سطح البحر، وتبعد عن مدينة عكا 30 كم، وهي قرية قديمة عثر فيها على مغارات ومقابر محفورة في الصخر، كذلك وجد فيها العديد من معاصر العنب وأثار قلعة قديمة.
يبلغ عدد سكان قرية كسرا حوالي 3500 نسمة جميعهم من الدروز، وفيها خلوة تحتوي على قبة الست سارة وخروبة مقدسة وقبر الشيخ أبو صالح سلمان.
الرامة:
أسم الرامة مشتق من كلمة "رام" الكنعانية بمعنى العالي. تقع الرامة على السفوح الجنوبية لجبل حيدر، وإلى الشرق من مدينة عكا، وتبعد عنها 29 كم، وترتفع 600 متر عن سطح البحر. تحيط بالرامة قرى بيت جن وسجور ونحف وسخنين والمغار وكفر عان. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ748 نسمة، وفي عام 1945م 1960 نسمة، وفي عام 1948 بلغ عدد سكان الرامة 2307 نسمة، وفي عام 1949م "2329" نسمة، أما عدد سكان البلدة اليوم فيناهز 7000 نسمة من جميع الطوائف؛ 55 % مسيحيون، 30% دروز و15% مسلمون.
تحتوي القرية على بقايا معاصر ومدافن وفخار وأعمدة.
بلدة الرامة
ساجور:
تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا وتبعد عنها 29 كم وترتفع 375 عن سطح البحر، وتقوم في مكان قرية "شزور" في العهد الروماني، تبلغ مساحة أراضيها "8236" دونماً وتحيط بها قرى البقعية والرامة ونحف، قدر عدد سكانها عام 1922م "196" نسمة، وفي عام 1945م "350" نسمة ، وفي عام 1949م (423) نسمة، وفي عام 1961م (600) نسمة، ويبلغ عدد سكانها اليوم حوالي 9000 نسمة.
تعد القرية من المواقع الأثري، حيث تحتوي على بقايا حجارة وصهاريج قديمة.
يركا:
تقع بلدة يركا شمال شرق مدينة عكا، وترتفع 325 متراً عن سطح البحر، وهي من البلدات القديمة، وقد شهدت ظهور حركة الدعوة الموحدة في القرن الحادي عشر، وكانت مركزاً للدعوة في المنطقة. ولا يزال قبر الشيخ أبي سرايا غنايم، أحد نشيطي الدعوة قائماً فيها حتى اليوم، وفيها أيضا ضريح يوسف الصديق والخلوة وسط القرية وخلوات الرغب على بعد 2كم منها. يبلغ عدد سكانها اليوم حوالي15000 نسمة، 98.5% منهم من الدروز.
مشهد عام لقرية يركا
دير الأسد:
سميت بلدة دير الأسد بهذا الاسم نسبة إلى شيخ دمشقي كان يلقب بالأسد هو " محمد عبد القادر الجيلاني" الذي ارتحل إليها في عهد السلطان سليمان القانوني أواسط القرن السادس عشر الميلادي.
تقع القرية إلى الشمال الشرقي من قرية مجد الكروم في الجليل، وتقوم في المكان الذي كانت تقوم عليه قرية "بيت عناة" الكنعانية. تبلغ مساحة أراضيها "8373" دونماً، وتحيط بها أراضي قرى البعنة وكسرا ونحف ويركا ومجد الكروم. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ749 نسمة، وفي عام 1945م بلغ عدد سكانها1100 نسمة، وفي عام 1948م 1168 نسمة، وفي عام 1949م ارتفع العدد إلى 1255 نسمة، وفي عام 1996م إلى 8000" نسمة، ليصل في عام 2009م إلى حوالي 10000 نسمة.
في القرية مواقع أثرية تحتوي على بقايا جدران ومعصرة وكنيسة وبرجين وحظائر ونواويس وبركة منقورة في الصخر.
مشهد من دير الأسد
عين الأسد:
تقع إلى الجنوب الشرقي من بيت جن وإلى الشرق من قرية الرامة، وترتفع 570 مترا عن سطح البحر. قدر عدد سكانها عام 1922م بـ48 نسمة وفي عام 1948م بـ 129 نسمة. ووصل العدد في عام 1961م إلى 250 نسمة، ليبلغ خلال عام 2010م نحو700 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.
جولس:
تقع قرية جولس على بعد 14كم شرق مدينة عكا، على تلة ترتفع 150 مترا عن سطح البحر، وهي مسقط رأس الشيخ أمين طريف الزعيم الروحي الراحل للطائفة الدرزية.
لقرية جولس أهمية كبيرة بالنسبة للطائفة العربية الدرزية، ففيها تقيم، منذ مئات السنين، القيادة الروحية للطائفة الدرزية في فلسطين، ويعيش فيها اليوم الشيخ أبو حسن موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، كما يوجد في القرية قبر الشيخ علي فارس وضريح للنبي شعيب.
يبلغ عدد سكان جولس اليوم حوالي ستة ألاف نسمة جميعهم من الدروز.
أبو سنان:
تقع قرية أبو سنان في الشمال الشرقي من مدينة عكا، ترتفع 75 متراً عن سطح البحر، وتحيط بها قرى عمقا وخربة جدين وكويكات والغابسية والسميرية والمنشية وكفر ياسيف ويركا.
بلغ عدد سكان أبو سنان عام 1922م 618 نسمة، وفي عام 1945م ارتفع العدد إلى 820 نسمة بينهم 30 مسلماً و380 مسيحياً والباقي من الدروز.
وشهد عام 1948م ازديادا ملحوظا في عدد سكان القرية ليبلغ 1782 نسمة، لينخفض عام 1949 إلى 1448 شخصاً، وذلك بسبب هجرة بعض السكان على اثر نكبة عام 1948.
بلغ عدد سكان ابو سنان نهاية عام 2008م حوالي 11700 نسمة، 35% منهم ينتمون إلى الطائفة الدرزية والباقي من المسيحيين والمسلمين.
يوجد في أبو سنان موقع اثري يحتوي على صهاريج، معاصر، قبور وتجويفات محفورة في الصخر، على حجر طاحونة قدّ من الغرانيت. وفيها مقام النبي زكريا ومقام الشيخ الحنبلي.
جانب من قرية أبو سنان
البقيعة:
البقيعة قرية جبلية، تقع شمال شرق مدينة عكا وتبعد عنها نحو 29 كم. ترتفع القرية مقدار 620 متراً عن سطح البحر وتحيط بها أراضي قرى سحماتا وكفر سميع وكسرى وسجور وبيت جن وعين الأسد. سكانها من أبناء الطائفة الدرزية ومسلمون ومسيحيون ويهود.
قدر عدد سكانها عام 1922 بـ652 نسمة ، وفي عام 1945 بـ990 نسمة ، وفي عام 1948 وصل العدد إلى 1119 نسمة، لينخفض عام 1949 إلى 1036 نسمة. فيها خلوتان وحجرة الشيخ صالح أبو الملح.
قرية البقيعة، مشهد عام
بيت جن:
تقع قرية بيت جن في الجليل، شمال شرق مدينة عكا التي تبعد عنها 34 كم. أقيمت القرية على أنقاض البلدة والقلعة الكنعانية القديمة "بيت داجون"، إله الغذاء والحبوب عند الكنعانيين. وفي فترة الحروب الصليبية سميت "دير دجن"، وعندما استوطنها الدروز حرف الاسم إلى "بيت جن".
سكنها الدروز والمسيحيون وبلغ عدد سكانها عام 1961م حوالي 2500 نسمة، أما في عام 2009م فقد بلغ عددهم 10500نسمة منهم 99.7% من الدروز. في القرية ثلاث خلوات، ومقام النبي "بهاء الدين"، وهو أحد الأنبياء المقدسين عند الطائفة الدرزية، وفيها أيضا العديد من الخرب.
قرية بيت جن
جت:
تقع قرية جت، التي يعني اسمها باللغة الكنعانية المعصرة، في الجليل الأعلى، إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا، وترتفع مقدار 350مترا عن سطح البحر. قدر عدد سكانها عام 1922 بـ137 نسمة، وفي عام 1945 بـ200 نسمة، وفي عام 1949 وصل العدد إلى 238 نسمة، واليوم يناهز عدد سكان قرية جت 8000 نسمة.
وفي القرية موقع أثري يحتوي على صهاريج وخزان مبني بالحجارة، ومدافن محفورة في الصخر.
حرفيش:
تقع قرية حرفيش في الجليل الأعلى وتبعد 2كم عن الحدود اللبنانية الجنوبية، وترتفع عن سطح البحر 650 مترا. يشكل الدروز 97% من عدد سكانها البالغ 5000 نسمة حسب المصادر الدرزية عام 2010م . تحيط بالقرية أربعة جبال هي:جبل عدافر، جبل الطويل، جبل الجرمق وجبل النبي سبلان.
قرية حرفيش، منظر عام
كفر سميع:
تقع قرية كفر سميع إلى الشمال الشرقي من مدينة عكا وترتفع 620 مترا عن سطح البحر. تحيط بها أراضي قرى سحماتا والبقعية وكسرا وترشيحا ويانوح.
قدر عدد سكانها عام 1922 بـ171 نسمة، وفي عام 1945 وصل العدد إلى 300 نسمة. وفي عام 1948 بلغ عدد سكان كفر سميع 399 نسمة، ليهبط في عام 1949 إلى 388 نسمة.
واليوم يبلغ عدد سكان كفر سميع حوالي 4000 نسمة، وهي قرية مختلطة يعيش فيها الدروز الذين ويمثلون 97% من سكانها إلى جانب إخوانهم المسيحيين والمسلمين.
تعد القرية ذات موقع أثري يحتوي على أساسات وصهاريج ومدافن وقطع أرضية مرصوفة بالفسيفساء.
يانوح:
تقع قرية يانوح شمال شرق مدينة عكا على بعد4.5 كم إلى الجنوب الغربي من بلدة ترشيحا. ترتفع يانوح عن سطح البحر 600 مترا وتطل على مناطق عديدة لوقوعها على سلسلة جبال بارزة، وتشرف على منطقة السهل الساحلي بأكمله من رأس الناقورة حتى مدينة حيفا على سفوح جبل الكرمل.
أسسها الكنعانيون وعرفت يانوح منذ ألاف السنين بهذا الاسم الذي يعني باللغات السامية القديمة "يرتاح". يوجد في القرية مقام "سيدنا شمس عليه السلام"، وهو مقام مقدس بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية، يؤمّه رجال الدين وبقية أبناء الطائفة للصلاة وللبركة وإيفاء النذور.
بلغ عدد سكان يانوح في العام 2009 حسب المصادر الدرزية 3000 نسمة جميعهم من أبناء الطائفة الدرزية.
مشهد من قرية يانوح
المقامات الدرزية
مقام النبي شعيب:
مقام النبي شعيب في منطقة حطين
يقع مقام النبي شعيب في منطقة حطين، وهو مطل على بحيرة طبريا، ويتمتع المقام بأهمية بالغة في حياة أبناء الطائفة الدرزية منذ سنوات طويلة، وقد تحوّل مع الزمن إلى رمز وشعار للدروز، وذلك للعوامل التالية حسب اعتقادهم:
1- المقام هو أقدم موقع ديني درزي في البلاد، فقد ذكرت المصادر الدرزية المتصلة بتاريخ الطائفة أن المقام بني في عهد صلاح الدين الأيوبي، أي بعد انتشار الدعوة الخاصة بالإيمان الدرزي بحوالي مائة سنة فقط، وهو قائم منذ ذلك الوقت. وكان في فترات مختلفة، بشكل أو بآخر هدفا دينياً مرموقاً ومقصداً للحجاج والزوار والمؤمنين. وكان الدروز يتوافدون على المقام في مراحل مختلفة من التاريخ، مما يثبت أنه المكان المركزي منذ القدم. وقد ازدادت أهمية المقام بعد أن تم ترميمه عام 1882 من قبل الرئاسة الروحية للطائفة آنذاك، وبمبادرة من الرئيس الروحي للطائفة الشيخ مهنا طريف، وبعد هذا التاريخ تحول المقام إلى موقع مركزي في حياة الدروز، ليس فقط في فلسطين، وإنما في كافة الأماكن التي يتواجد فيها أبناء الطائفة الدرزية.
2- النبي شعيب عليه السلام هو من أهم الشخصيات الدينية لدى الموحدين "الدروز"، حيث يحظى سيدنا شعيب عليه السلام بمكانة مرموقة لدى الطائفة الدرزية، فمكانته مرموقة عند رجال الدين الموحدين، وعند غير المتدينين من أبناء الطائفة. وفضلا عن كونه شخصية دينية مرموقة، فهو أيضا شخصية تاريخية، لعبت دوراً في حوادث الأيام، خاصة في الدور الكبير الذي قام به مع النبي موسى عليه السلام حسب رأيهم، حيث دعمه وأرشده وعلّمه أصول الإدارة، وتنظيم صفوف شعبه، كما انه كان معه حينما تسلم الوصايا العشر ونزلت عليه النبوءة. ويذكر التاريخ كذلك موقفه من شعب مديَن الذي خالف أصول المعاملات التجارية، ودعوته إلى الصدق والأمانة في البيع والشراء، ومواقفه الأخرى بين الشعوب التي عاصرته. ويحظى النبي شعيب عليه السلام، بقدسية عند كافة الطوائف والأديان، وبمكانة تاريخية هامة عند رجال التاريخ والفكر، وهذا المركز الرفيع يؤثر على تعلق الدروز به وبمكانته وبمنزلته وتهافتهم على زيارة المقام الشريف.
مقام النبي سبلان:
مقام النبي سبلان في قرية حرفيش
مقام النبي الخضر:
يقع مقام الخضر في قرية كفر ياسيف بالقرب من مدينة عكا على شاطئ المتوسط. ويعتبر مقام الخضر من أشهر المقامات لدى الطائفة الدرزية، وإليه يلوذون في ساعات الضيق طلباً للرحمة والفرج.
ويحتفل أبناء الطائفة الدرزية في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير من كل عام بعيد زيارة مقام الخضر، وقد تم التوافق على هذا التاريخ بين رجال الدين الدروز منذ الزمن البعيد.
مقام النبي زكريا:
مقام النبي زكريا في قرية أبو سنان
يتألف البناء الأساسي لمقام النبي زكريا من حجرة مربعة بمساحة قدرها خمسة وعشرين متراً مربعاً قائمة فوق الكهف الذي كان يأوي إليه النبي زكريا حسب رواية أبناء الطائفة.
وتبلغ مساحة حرم المقام حوالي أربع دونمات ونصف، وليس ثمة تاريخ محدد لعقد الاجتماعات العامة فيه من قبل أبناء الطائفة الدرزية.
مقام أبو إبراهيم:
مقام أبو إبراهيم في دالية الكرمل
مقام سيدنا أبو عبد الله:
مقام سيدنا أبو عبد الله في قرية عسفيا
أقيم المقام مؤخراً بالقرب من عين ماء اعتُبرت مقدسة ونبتت أمامها شجرة قيل أن سيدنا أبو عبد الله كان يستظل بظلها ويشرب من العين المجاورة. وكان سكان عسفيا خلال عشرات السنين يحصلون على مياههم من هذه العين، وكانوا يشعرون دائما بهالة من القداسة حولها تميّزها عن باقي عيون الماء في المنطقة حسب رأيهم. وفي الستينيات من القرن العشرين بادر الشيخ فارس أبو فارس إلى إقامة المقام حيث بنيت مع الوقت قاعات وغرف كثيرة وأقيم ضريح يُزار وتوقد حوله الشموع. وفي التسعينيات من القرن العشرين عيّنت الرئاسة الروحية للطائفة زيارة رسمية للمقام في الخامس عشر من شهر تشرين ثاني/نوفمبر من كل سنة.
وسيدنا أبو عبد الله هو الجدّ الثالث وكان يتردد على المنطقة في طريقه من مصر لتفقد شؤون الدعوة في آسيا الصغرى.
مقام الست خضرة:
مقام جديد نسبياً تم افتتاحه والاعتراف به عام 2003م.
يقع بين الجبال في موقع جميل من الكرمل بين دالية الكرمل وقرية عسفيا. والست خضرة هي ولية صالحة عاشت في المنطقة في الماضي ولها ذكر طيب وأعمال صالحة وكانت مصدر وحي وإلهام لسكان المنطقة الدروز فحصلت على هذه المكانة الرفيعة.
مقام الست سارة:
شيد مقام الست سارة على حدود الأراضي الغربية لقرية دالية الكرمل بالقرب من عين أم الشقيف. ويقول أبناء الطائفة الدرزية بأن في المكان صخرة تحتوي على آثار دعسة الست سارة. وكان سكان القرية وخاصة النساء ينتبهون إليها ويتباركون بها كأثر مقدس له أهميته في تاريخهم وعقيدتهم.
مقام الست سارة بجوار دالية الكرمل
آداب زيارة الأماكن المقدسة
- يصل الزائر غرفه الضريح، يخلع حذائه ويتركه خارج الغرفة.
- يدخل الزائر صامتاً خاشعاً.
- لا ينام ولا يستلقي في غرفة الضريح.
- لا يدخن داخل الحجرة ولا بالقرب منها.
- يحافظ الزائر على الهدوء، فلا صوت يعلو ولا فوضى.
- لا يقدم الزائر على فعل محرم.
- لا يشرب الزائر المسكرات "الخمور" في المقام.
- حفر الأسماء والتواريخ والكتابة على الجدران، والأبواب والأشجار وغيرها ممنوع.
- النفايات والأوساخ توضع في الأماكن المخصصة لها للمحافظة على الصحة والنظافة.
- زيارة المقام هي للتبرك والأدعية، لا بغرض التنزه والتسلية وتضييع الوقت.
أعياد وفرائض وعادات
أعياد الطائفة الدرزية
عيد سيدنا سبلان:
تحتفل الطائفة الدرزية بعيد النبي سبلان في العاشر من أيلول/ سبتمبر. ففي هذا اليوم من كل عام يقوم أبناء الطائفة في فلسطين بزيارة مقام النبي سبلان في قرية حرفيش وعند المقام يتبادلون التهاني بعبارة "زيارة مقبولة".
عيد وزيارة سيدنا أبو عبد الله:
يزور عُقّال الدروز ومشايخهم في فلسطين في الخامس عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر من كل عام مقام سيدنا أبو عبد الله الواقع جنوب غرب قرية عسفيا، وذلك للمذاكرة والصلاة والبحث في شؤون الطائفة. وسيدنا أبو عبد الله هو الداعي محمد بن وهب القرشي، آمن بدعوة التوحيد واستمر في نشرها بين الناس منذ عام 393 هجرية ، واستمر في ذلك على مدى أربعة عشر عاما.
ويلبس أبناء الطائفة الدرزية في هذا العيد اللون الأصفر ويتبادلون فيه عبارتي "زيارة مقبولة" و"نذر مقبول".
عيد وزيارة سيدنا الخضر:
يحتفل الدروز في فلسطين كل عام في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير بعيد وزيارة مقام سيدنا الخضر في بلدة كفر ياسيف بالجليل، حيث يجتمع رجال الدين في المقام المقدس لأداء الفرائض الدينية. والخضر ولد في اليمن، وهو، كما يُعرّفه أبناء الطائفة، الخضر بن ملكان بن فالق بن عابر، ظهر متعبداً وكان يدعو الناس إلى شهادة أن "لا اله إلا الله" وينهى عن عبادة النار.
ويقول أبناء الطائفة الدرزية أن اسمه ورد في جميع الكتب السماوية وأمنت به جميع الأديان:
1- في التوراة – الياهو هنبي
2- في القران الكريم - أبو العباس
3- في الإنجيل – مار الياس
4- عند الدروز - الخضر
يقول الدروز أن الخضر سمي الخضر، لأن الأرض تخضرّ من حوله إذا صلى، وحسب الرواية الدرزية فإن أصل اسم الخضر هو خضرون، وقد حُرِّف مع الزمن إلى الخضر.
عيد النبي شعيب:
يحتفل أبناء الطائفة الدرزية من كل عام في الخامس والعشرين من نيسان/ ابريل بعيد النبي شعيب، وفي هذا اليوم يزدحم المقام الشريف بالزوار الذين يأتون لالتماس البركة أو لإيفاء النذور.
اعتاد الدروز أن يحتفلوا بعيد النبي شعيب منذ مئات السنين وأصبحت الزيارة مناسبة ينتظرها الدروز لما فيها من معانٍ دينية واجتماعية.
يقع مقام النبي شعيب في منطقة حطين قرب طبريا، وقد بُني المقام في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره على الصليبيين.
ذُكر النبي شعيب في الكتب المقدسة بعدة ألقاب وأسماء حسب رأي أبناء الطائفة الدرزية منها: المختار، صفي البار، رسول، وفي القرآن الكريم معلم الأنبياء، وفي التوراة ورد اسمه حسب المفسرين: يترو، رعوئيل، حوباب، حبر، يثرون. ويتصل نسبه ببريتا ابنة لوط وبمديَن بن إبراهيم الخليل-عليهم السلام-. والنبي شعيب بالعبرية هو "يثرون" وبالسريانية هو "ثابور".
ويتبادل أبناء الطائفة الدرزية في هذا العيد عبارة "زيارة مقبولة".
عيد الأضحى المبارك:
يعتبر هذا العيد من أهم الأعياد الدرزية, يحل في العاشر من ذي الحجة حسب التقويم الهجري القمري، وتسبق العيد ليالي العشر المباركة، الليلة التاسعة هي ليلة الوقفة الكبيرة، وهي أفضل أيام العشر قاطبة، فيها تقام الصلوات وتقرأ شروحات عن أحوال الآخرة وعِبَر مُستقاة من العيد، أما يوم الوقفة فهو يوم لتذكر وقفة البرايا أمام باريهم للحساب يوم القيامة.
الأضحى هو عيد ديني تقليدي وشعبي عند الدروز، وللعيد معنى خاص هو التضحية بشهوات النفس وتقييم للنفس والعمل.
ليالي العشر:
تعتبر الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة أياماً مباركة، ففيها تقام الصلوات في المجالس الدينية والخلوات التي تغص بالمصلّين بينهم "العاقلون" (من تجاوزوا سن الأربعين) الذين يواظبون على أداء الصلوات كل ليلة اثنين وجمعة، ومنهم "الجاهلون" (من هم دون سن الأربعين) الذين يأتون لسماع الوعظ والإرشاد فقط، ومنهم البنات والبنون الذين تجذبهم روعة الاحتفال وسماع كلام الخير.
الأضحية:
التضحية في المعتقد الديني للدروز هي التضحية بشهوات النفس في هذه الدنيا الفانية ابتغاء نعيم الآخرة.
الاستعدادات لعيد الأضحى:
في النهار تجري الاستعدادات للعيد من شراء للملابس وتجهيز البيوت وتحضير الكعك. ومن عادة رجال الدين الأتقياء أن يصوموا الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة ويستمر صومهم حتى مساء اليوم التاسع من ذي الحجة، يعيشون خلال هذه الفترة حياة تقشف ويكثرون من الصلوات والعبادة ويدعون الناس لقول الصدق وإتباع سياسة التسامح والمحبة بين الأهل والأقارب والجيران والقيام بأعمال الصدقة.
ويتبادل أبناء الطائفة الدرزية في عيد الأضحى العبارات التالية:
- كل عام وأنتم بألف خير.
- العيد عود والعود أحمد.
- كل سنه وأنتم سالمين.
- إن شاء الله مائة عيد.
- التوبة في ليالي العشر تمحي الحوبة.
- إن شاء الله ينعاد على الجميع بالخير.
- عيد الأضحى الرمز لما هو آتٍ.
- التضحية في العيد ترمز للتضحية بشهوات النفس.
- العيد ذكرى وتذكير.
- من أهم قيم العيد، لم الشمل والتسامح، وفتح القلوب، فالناس للناس.
قيم وفرائض الديانة الدرزية
الديانة الدرزية ليست ديانة شعائرية، إنما هي ديانة توحيدية تُعنى بالأمور الداخلية والاجتماعية بروح فلسفية، كما تؤمن بالقضاء والقدر وبتناسخ الأرواح.
وهي ديانة سرية، مبادئها غير معروفة إلا للخواص من أبناء الطائفة، والذين يسمون "العُقّال" وهم المتدينون ممن بلغو سن العقل الذي تحدده العقيدة الدرزية بسن الأربعين، أما البقية فيسمون "الجُهّال" وهذه التسمية تشمل جميع من لم يبلغوا سن العقل، علاوة على العلمانيين والملحدين واللادينيين مهما بلغت أعمارهم.
يتميز المتدينون من أبناء الطائفة الدرزية عن سواهم بملابسهم التقليدية، وبشكل خاص القبعة البيضاء المطرزة، وبحلق شعر الرأس كدليل على الخشوع، وإطلاق شعر اللحية والشارب، وهو فرض على العقّال وغير إلزامي لمن هم في سن الشباب.
يقوم التصور الاجتماعي لدى الدروز على المساواة الاجتماعية الراجعة إلى الاعتقاد الديني بتناسخ الأرواح، وبناء عليه فان لكل إنسان جسداً وروحاً، وعندما يموت فإن جسده يفنى، أما روحه فتبقى لأنها خالدة. وعندما يموت الإنسان تنتقل روحه من جسده لتحل في جسد طفل آخر، وتبقى الأرواح الخالدة تتناسخ إلى يوم القيامة، وتظهر في كل مرة بجسد ومكان مختلفين.
يؤمن الدروز بإله واحد يعجز الإنسان عن تعريفه أو إدراكه، لذلك تسمى الديانة الدرزية "دين التوحيد".
المكان الذي يصلي فيه الدروز يسمى "الخلوة" ولا يصلي فيه إلا المتدينون، وتقوم الديانة الدرزية على أسس اجتماعية أخلاقية وفرائض دينية أهمها:
1- التوحيد - الإيمان باله واحد.
2- عدم الشرك بالله.
3- الإيمان بالقضاء والقدر.
4- الصدق.
5- حفظ جوار الأخوة "يكفل بعضهم بعضا".
6- الامتناع عن ارتكاب الجرائم.
إضافة إلى ذلك هناك قيم يراعيها الدروز في حياتهم اليومية منها:
1- تحريم تعدد الزوجات.
2- تحريم العبودية، أو أية شعيرة وثنية.
3- تحريم إدخال مؤمنين جدد إلى الديانة.
4- تحريم أكل لحم الخنزير، اللحم غير الحلال، تعاطي المخدرات، الكحول والتدخين.
5- تحريم إعادة المطلقة إلى زوجها.
6- تحريم إكراه المرأة أو الرجل على الزواج.
7- تحريم القتل، والسرقة، والزنا.
الزواج والطلاق عند الطائفة الدرزية
يعتبر الزواج المختلط بين الإثنيات المختلفة بالنسبة لأبناء الطائفة الدرزية سببا لخلط الأعراق والديانات والمذاهب والأنساب بين الناس. لهذا، ومن منطلق الحفاظ على نقاء الدم، تفرض أعراف الموحدين عليهم أن يتزوجوا من بعضهم البعض وتجنب الزواج من خارج الطائفة. والزواج في شريعة التوحيد يجب أن يكون مبني على المحبة، الائتلاف، الإنصاف، العدل والمساواة.
تمنع تقاليد الطائفة الدرزية تعدد الزوجات، لأن ذلك، حسب رأيهم يقضي على الإنصاف والعدل والمساواة، وهي من الأسس التي تقوم عليها المؤسسة الزوجية. ومن شروط الزواج أن يتعرف الزوجان على حقيقة بعضهم البعض، سواء من حيث الحالة الصحية أو الروحية أو العقلية، وإذا حصل الزواج وجب أن يعامل الزوجان كلاهما الآخر بالمساواة والعدل، وهذا يقتضي أن يساوي الزوج زوجته بنفسه وينصفها بما يملك، وعلى الزوجة أن تسير على الطريقة التي درج عليها الزوج وبمقتضى أسلوبه في الحياة، وأن تبني بيتها على المبادئ التي يمشي عليها زوجها، شرط أن تكون إرادة الزوج مبنية على الإنصاف والعدل، غير مناقضة لحقوق الزوجة وحريتها كإنسان. ولكلا الزوجين الحق في طلب الطلاق، وبعد الطلاق لا يحق لهما الزواج من بعضيهما البعض نهائياً، إذا طلب أحد الزوجين الطلاق من دون إبداء أسباب موجبة يحق للآخر أن يحصل أو تحصل على نصف ما يملكه أو تملكه طالب أو طالبة الطلاق.
مكانة المرأة عند الدروز
للمرأة الدرزية موقع هام في البيت، وتتمتع بمكانة محترمة في العائلة والمجتمع الدرزي بشكل عام. والديانة الدرزية تحرّم تعدد الزوجات، وبإمكان المرأة الدرزية أن تصبح زعيمة روحية وتؤدي جميع المهام الدينية.
يقول الدروز بأن أنبياء ورجال دين دروز مشهورون تطرقوا إلى مكانة المرأة في المجتمع الدرزي ومنهم حمزة بن علي وهو احد ناشري الديانة الدرزية، حيث قال: "على الدرزي أن يساوي زوجته بنفسه في كل ما يملك". كما أن الأمير السيد (وهو احد شارحي الديانة ويعتبر زعيماً روحياً هاماً (1479-1419)، وله عدة كتب دينية، ووضع شروحا لبعضها) حدد، بين أمور أخرى، ترتيبات تتعلق بقضايا الأحوال الشخصية كالزواج، الطلاق، الإرث والوصاية ورسّخها كأحكام دينية ما تزال سارية المفعول إلى يومنا هذا. وقد أكد السيد على الالتزام المتبادل في العلاقات بين المرأة والرجل.
بناء على أحكام الدين الدرزي يتم الزواج والطلاق بالتراضي وليس بالإكراه، كما أن للمرأة نصيباً في الإرث.
يؤمن الدروز بان المرأة هي جوهر المجتمع وان وظيفتها التقليدية هي تدبير شؤون المنزل، والعناية بالزوج والأطفال.
معظم الفتيات الدرزيات ينهين تعليمهن في نطاق قانون التعليم الإلزامي، وقسم كبير منهن ينهين الدراسة الثانوية ويواصلن دراستهن في دور المعلمين، الجامعات، كما يتلقين التأهيل المهني في مجالات مختلفة ويشغلن وظائف هامة في المجتمع.
يتبع