بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ...الشهيد البطل محمد صافي شــــــــــمّا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ...الشهيد البطل محمد صافي شــــــــــمّا. إظهار كافة الرسائل

2014-04-15

ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني، حياته الفنية، رحمك الله يا شاعر الثورة الفلسطينية


ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني.

أبو عرب من مواليد عام 1931 في قرية الشجرة المهجرة في الجليل والواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية. في عام النكبة، وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفركنا، وبعد تسليم الناصرة والمنطقة المحيطة بها، نزح إلى عرابة البطوف ومكث فيها مدة شهرين، توجه بعدها إلى لبنان، ثم إلى سورية.

وبدون أن يحاول استجداء ذاكرته، يتحدث أبو عرب بتدفق تسلسلي وتفصيلي دقيق عن هذه الفترة فيقول إنه بعد وصوله إلى عرابة البطوف، قادما من كفركنا التي لجأ إليها ليبقى قريبا من والده الذي يمكث في المستشفى الإنجليزي في الناصرة بعد إصابته بالرصاص في إحدى معارك الشجرة، بدأت قوات العصابات الصهيونية بالتحقيق بوجود شخصيات من الشجرة ولوبية وعرب الصبيح في القرية. وذلك بسبب القتال الشديد الذي دار في معركة لوبية حيث قتل من المنظمات الصهيونية 151 شخصا. ويشير في هذا السياق إلى مشاركة عدد كبير من المقاتلين من القرى المجاورة في معركة لوبية، من بينها لوبية نفسها والشجرة وعرب الصبيح، أساسا، بالإضافة إلى كفركنا والرينة وسخنين وعرابة والناصرة.

ويتابع أن مختار عرابة البطوف في حينه، فوزي السليم، دأب على إنكار وجودهم في القرية، بينما كان أبو عرب ومن معه يختبئون في مغارة "الواوية" في جبل يدعى مقلّس نهارا، ويخرجون ليلا. وفي هذه الأثناء علم أن والده قد استشهد في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة، وعندها عاد إلى كفركنا لوداعه، علاوة على وجود والدته هناك.

في اليوم الثالث لعودته إلى كفركنا جرى تطويق القرية، وقام "اليهود" بجمع الشبان في حاكورة واسعة أمام "القهاوي" قرب عين كفركنا، وأجبروهم على الوقوف في صفوف، في حين جلس أمامهم عدد من ضباط العصابات الصهيونية، وبدأوا باستدعائهم واحدا فواحدا للتحقيق معهم.

ويضيف أبو عرب أن أحد الشبان، وهو من عرب الصبيح، ويعتقد أنه يدعى محمد أسعد، قد تم اقتياده إلى البساتين المجاورة، وسمع الحضور صوت إطلاق النار عليه بعد أن علم الضباط الصهاينة أنه من عرب الصبيح. كما تم اقتياد شاب آخر يدعى عايد الشمالي إلى السجن، ولم يعرف مصيره.

ولدى التحقيق مع أبو عرب قال إنه من قرية كفركنا، مستعينا بشهادة شقيق مختار كفركنا في حينه، درويش سمارة، الذي أجاب بالإيجاب، وبذلك أنقذه من السجن والقتل.

وهنا يشير إلى أنه قبل هجوم لوبية، وبينما كان ضمن مجموعة تعمل على جلب المنتوجات الزراعية على الدواب إلى بيادر كفركنا في منتصف الليل، قامت العصابات الصهيونية بإطلاق النار على القافلة، ما أدى إلى إصابة أبو عرب برصاصة في كتفه، كما أصيبت الفرس التي كان يمتطيها. وعندها اضطر إلى الاختباء بين المزروعات. وبحسبه فإن إطلاق النار كان بهدف عدم الكشف عن الكمائن التي تنصبها العصابات الصهيونية ليلا في المنطقة. وعندما وصل إلى كفركنا تلقى العلاج من قبل الراهبات في القرية.

وفي الغداة، يتابع، تحركت المجموعة؛ أبو عرب وعمه ووالدته، في ساعات العصر لكي تقطع سهل البطوف ليلا، بسبب الدوريات الصهيونية. توجهوا إلى طرعان، ومنها إلى البعينة، ووصلوا سهل البطوف في ساعات المساء، وقطعوا السهل حتى وصلوا إلى خربة مسلخيت التابعة لعرابة البطوف.

ومع بدء التحقيق مع أهالي عرابة البطوف حول حقيقة وجود أناس من الشجرة فيها، يقول أبو عرب إن المجموعة لم تشأ تعريض أهالي القرية للخطر واحتمال وقوع مجزرة فيها، فقرروا الرحيل. وكانت المجموعة تضم أبو عرب وأعمامه ووالدته وقريبه، ابن عمته، الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، الذي كان يصغره بثلاثة أعوام.

ويضيف أنهم قاموا باستئجار مركبة شحن وتحركوا باتجاه بنت جبيل في لبنان. وهناك مكثوا شهرا ونصف في بيوت مستأجرة، وقدم لهم الصليب الأحمر الأطعمة قبل أن يصدر قرار بترحيلهم إلى صيدا، وفي حينه قاموا بنقل جميع اللاجئين إلى مخيم عين الحلوة. ويقول هنا إنه في الطريق تعطلت المركبة في صور، فقرروا المبيت فيها في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع كتيبة ليبية تابعة لجيش الإنقاذ. ويشير هنا إلى أن الطيران الأمريكي قام بقصف الكتيبة، وهم على بعد 150 مترا منها، فاضطروا إلى النزول من المركبة والاختباء.

وفي الغداة وصلت المجموعة إلى صيدا، ومكث هناك مع والدته مدة شهرين، قبل أن يقرر الالتحاق بإخوته وباقي أهله في حمص.


ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني

عن العودة يقول أبو عرب: "كنا على ثقة تامة بأننا سنعود إلى البيت في الشجرة خلال فترة قصيرة.. البيت كان مغلقا والمفتاح معنا.. كنا نتسلل ليلا إلى البيت لإحضار بعض الأغراض اللازمة.. بعد انطلاقة الثورة تجدد الأمل بالعودة.. إلا أن أوسلو صدمتنا أكثر من صدمة أنور السادات في كامب ديفيد"..

ويضيف: "ذات مرة صرح بورقيبة بوجوب العودة إلى قرار التقسيم، وعندها اندلعت المظاهرات من مراكش إلى بغداد.. أما اليوم، ومع الأسف، تجد أناسا من دمك ولحمك يقولون بالحرف الواحد إنه لا يمكن عودة جميع اللاجئين.. وهنا أؤكد أن الأمل بالعودة راسخ في ضمائرنا وقلوبنا.. إذا لم أعد أنا سيعود ابني، وإذا لم يعد ابني سيعود ابن ابني"..

أطلق عليه اسم "أبو عرب"، رغم أن ابنه البكر يدعى محمد، وهو من مواليد 1953، وذلك في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث كانت المد الجماهيري في أنحاء الوطن العربي في أوجه، والمظاهرات تعم سورية الحليف الأول لمصر في حينه، وكان بدوره يقود المظاهرات في حمص وحماة مطالبا بالوحدة العربية (قبل الوحدة بين مصر وسورية)، بعد أن انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي، ويخطب لساعات ارتجالا مناديا بالعروبة. وفي العام 1959 عمل في إذاعة "صوت العرب"، وكان يقدم الأغاني الوطنية في "صوت فلسطين"، ومنذ ذلك الحين والناس ينادونه بـ"أبو عرب". وفي العام 1967 رزق بمولود أسماه عرب، بعد محمد ومعن، ورزق بعده بـ مثنى ومهند.

بتاريخ 06/09/1982، استشهد ابنه الثاني معن، وهو خريج كلية الهندسة، وكان قد خدم في الجيش السوري برتبة مساعد ضابط، مع 6 آخرين، وذلك بعد أن انضم إلى صفوف المقاومة الفلسطينية وتطوع مع حركة "فتح" خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وعن ذلك يقول إن ابنه قد نال شرف الشهادة في عين عطا في جنوب لبنان، ودفن مع شهداء آخرين في قبر جماعي في عين عطا. وقام بدفنهم "أبو إلياس" من قرية عين حرشا، وهو من الحزب القومي السوري الاجتماعي، بعد أن قرأ عليهم "الفاتحة" و"أبانا الذي في السموات".

ويضيف أبو عرب: "لقد حز في نفسي أنني لم استلم جثة ابني، حيث كنت محاصرا في بيروت، ولم يرشدني أحد إلى ضريحه. كما علمت من الذين شاركوهم في القتال أن ذخيرتهم نفذت لأن قائدهم لم يزودهم بما يكفي للقتال.
 

الانشودة الاولى بعد الثورة

يا أختي دموع عينك كفكفيها
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
نداء الوطن حلفني يميني
بروحي أرض قدسي بفتديها
فلسطين الحبيبة ليش حزينة
امسحي لدموع عينك امسحيها
ونادي عا عروبتنا الدفينة
من الأجداث بلكي تنبيهيها
قولي لها: القدس يا قومي مهينة
"القيامة" تنوح و"الصخرة" تناجيها
وإذا ما جاوبك واحد ناديني
الفدائي أرض قومه يفتديها
أنا راجع يا أرض استقبليني
وين الموت نفسي وجهيها
بدخان القنابل لفعيني
وروحي بالمدافع إطربيها
أنا لو مت يا أختي اذكريني
وإياك دموعك تذرفيها
عروبة: بحق الله تطلقيني
افتحي الحدود حاجة.. افتحيها
أنا الأكواخ ما كانت عريني
بطن الأرض روحي تشتهيها
أمانة في عيونك كفنيني
وصورتنا بهدابك بروزيها
وامي إن سألت: وينه جنيني
بهدوء البال عني طمنيها
قولي لها راح فدوى فلسطيني
وروحه اشتاقت تقابل باريها
ويا امي ترك لك ذكرى ثمينة
صورة حتى تبقي تشاهديها
الصورة عبرة للذكرى الدفينة
أمانه فوق راسك علقيها
أمانة تكفكفي العبرة السخينة
بعد رجوعكم للوطن
جيبوا الصورة..
وفوق قبري وأغرزيها

بعد استشهاد ولده معن كتب أبو عــرب:

يا بني يا مقلة عيوني يا بني يا فلـذة كبادي
فيك ما خابت ظنوني وانت للهيجا جوادي
يا بني موتك وانت واقف تزأر بساح المـيدان
تسخر بريح العواصف تهزأ بشط الأمان
أحلى من عيشة ذليلة تشتكي جور الزمان
يا بني نحنا تعودنا نرد عكرات الزمان
والنذل ما كان منا والخنوع والجبان
*****

حياة ابو عرب الفنية

عن حياته الفنية يقول أبو عرب:
أول أغنية غناها في عام 1956 حيث كان نشيطا في صفوف حزب البعث، عندها غنى للبطل السوري الشهيد جول جمال الذي قام بتفجير المدمرة الفرنسية "جان دارك" وإغراقها قبالة السواحل المصرية في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، وجاء في مطلع القصيدة:

طوربيدك يا جول
بيّن قوة أمتنا...
مال الغرب علينا مال
ارتد بقوة ضربتنا...

في عام 1958 تم استدعاء أبو عرب إلى إذاعة "صوت العرب" مع القوّيل ( الحدّا) سعيد الحطيني من حطين وفرحان السلام من المجيدل وقد مكثا لمدة ثلاثة أشهر في مصر لإعداد الأهازيج والأشعار الوطنية بعد ذلك عادوا إلى حمص.

أول أغنية غناها أبو عرب بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية والمد الجماهيري المؤيد للثورة وانضمام الشباب الفلسطيني إلى صفوف الفدائيين كانت في عام 1966، والتي يتخيل فيها الشهيد سعيد الحوتري يودع أهله قبل تنفيذ عملية في تل أبيب، يقول فيها:

يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها

كما أعاد توزيع عدد من أغاني التراث الفلسطيني بعد تغيير مفرداتها لتتلاءم مع الواقع الجديد، مثل أغنية "يا ظريف الطول" وهي من أغاني الأعراس التي تحولت على يده لأنشودة تتغنى بالفدائي الفلسطيني وعملياته الجريئة فيقول:

"يا ظريف الطول ويا رفيق السلاح
اروي أرضك دم جسمك والجراح
ما بنكل وما بنمل من الكفاح
ما بنموت إلا وقوف بعزنا..."

ومن ثم تلتها أغنية شيلوا شهيد الوطن، وجاء في مطلعها:

شيلوا شهيد الوطن
شيلوا شهيد الوطن
جوا اللحد خبوه
فدائي يحمي الوطن يا عيني والله ما له أهل يبكوه

بدأ أبو عرب لأول مرة حياته الفنية بشكل مكثف ومنتظم عام 1978 ، وطلب منه العمل في إذاعة "صوت فلسطين" وتسجيل الأغاني والأهازيج الوطنية.
يقول أبو عرب إنه سجل في الإذاعة أكثر من 16 شريطا تحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.

أصبح أبو عرب مسؤولا عن الغناء الشعبي في إذاعة "صوت فلسطين"، وأسس عام 1980 فرقته الأولى التي عرفت باسم "فرقة فلسطين للتراث الشعبي". وفي حينه تألفت الفرقة من 14 عازفا.

يقول أبو عرب إنه غنى أكثر من 300 أغنية منذ سنوات السبعينيات وحتى يومنا هذا.

تأخر اللقاء مع أبو عرب كثيرا.. كان يمكن أن يحصل قبل أكثر من 20 عاما لولا أن يوما واحدا حال دون ذلك. لم أتصور بعدها أن ألتقيه مرة أخرى.. بل لم أكن أتخيل أن شام سوف يجلس ملتصقا به لينطلق صوته بكلمات لا تمر بدون أن تترك أثرا.. لا يمكن التنبؤ إلى أين ستقود.. ولكنها قادتنا أولا إلى لوبية. ففي لقائنا مع أبو عرب تكرر ذكر لوبية عدة مرات. وبعد عودتنا من اللقاء أصر شام على زيارة لوبية، التي يعرفها جيدا.. ولم يتوقف عن ترديد هذا صبر أبو عرب، وهذا زيتون أبو عرب، وهذه الشجرة زرعها أبو عرب، وهذه البئر حفرها أبو عرب.. هذه الأرض هي أرض أبو عرب..

المصدر: Howiyya 
 
رحمك الله يا شاعر الثورة الفلسطينية

أخي المناضل إبراهيم محمد صالح "أبو عــــــــــرب"
يثبت رحيلك أن الفلسطيني العاشق للقدس ولتراب الوطن مهما تغرب بعيدا عن الوطن فمشاعره وأفعاله وقناعاته وجهوده تبقى حاضرة في حياته حين رحيله وتسجل في تاريخه الخصب.
لقد خسرنا رجلا وطنيا صادقا في حبه وحنينه وأشواقه لتراب وطننا المقدس، ومحافظا على علاقات سليمة مع البلاد التي هاجر إليها.

أبو عرب شاعر المخيمات وصوت الثورة الفلسطينية ومواويل العودة لا يمكن أن يغادرنا هكذا، فالعظماء يبقون في الذاكرة، ولا تكفي كلمات الوداع ولا المشاعر الحزينة لوصف ما يمكن أن يقال في هذه اللحظات المؤثرة والمشحونة بكل ما تعلمنا منه في أغانية ومسيرة حياته كلها التي كانت صورة مشرفة ومشرقة ورسالة تحتاج إلى دراسة لكي تنقل للأجيال العاشقة لفلسطين والأرض والهوية .

ان رسالة فقيد فلسطين الكبير المناضل أبو عرب تحمل في طياتها ما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش حين قال : " سأصير يوماً فكرة, لا سيف يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب. كأنها مطر على جبل تصدع من تفتح عشبه. لا القوة انتصرت ولا العدل الشريد."

رحمك الله ياشاعر الشعب الفلسطيني .. ياشاعر المخيمات والشتات وأسأل الله عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جنانه ويلهم شعبنا الفلسطيني وذويك واحباؤك الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

2014-04-05

دير ياسين : الجريمة الصهيونية التي وثقتها بعثة الصليب الاحمر الدولي في فلسطين

دير ياسين : الجريمة الصهيونية التي وثقتها بعثة الصليب الاحمر الدولي في فلسطين

في اليوم التاسع من شهر نيسان / ابريل يصادف الذكرى الأليمة لمذبحة دير ياسين التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948 وراح ضحيتها 250 من الأطفال والرجال والنساء ، واعتبرت تلك المجزرة الحلقة الاهم في سلسلة المجازر التي استهدفت ترويع شعبنا وتحقيق الهدف الصهيوني باخلاء البلاد من اهلها واحلال الوجود الإستيطاني الصهيوني مكانه.


ففي فجر يوم السبت 10 أبريل عام 1948 دخلت قوات الإرجون من شرق القرية وجنوبها، ودخلت قوات شتيرن من الشمال ليحاصروا القرية من كل جانب ما عدا الطريق الغربي، حتى يفاجئوا السكان وهم نائمين. وقد قوبل الهجوم بالمقاومة في بادئ الأمر، وهو ما أدَّى إلى مصرع 4 وجرح 40 من المهاجمين الصهاينة.
جاك رينر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فلسطين في حينه أصدر بيانا حول الجريمة جاء فيه :
يوم السبت، 10 أبريل/نيسان، بعد الظهر، أستقبلت مكالمة هاتفية من العرب يستجدونني للذهاب حالا إلى دير ياسين حيث ذبح السكان المدنيين العرب في القرية بالكامل
علّمت بأنّ متطرّفين من عصابة الإرجون يحمون هذا القطاع، الواقع قرب القدس. الوكالة اليهودية ومقر عام الهاجانا العامّ قالوا بأنّهم لا يعرفون شيئا عن هذه المسألة وعلاوة على ذلك بإنّه يستحيل لأي احد إختراق منطقة الإرجون .في اليوم التالي التالي توجهت الى القرية .
واستمعت لروايات حول ما حدث في هذه القرية التي يسكنها حوالي 400 عربي، كانوا دائما غير مسلحين ، الإرجون وصلوا قبل 24 ساعة وأمروا بمكبرات الصوت كافة السكان للإخلاء كلّ المباني والإستسلام. بعد 15 دقيقة من الأنتظار قبل تنفيذ الأوامر. بعض من الناس الحزينين أستسلموا و تم أخذهم للأسر واطلاق الرصاص عليهم دون رحمة
كان هناك 400 شخص في القرية. حوالي 50 هربوا، ثلاثة ما زالوا أحياء، لكن البقية ذبحت بناء على الأوامر، من الملاحظ أن هذه القوّة مطيعة على نحو جدير بالإعجاب في تنفيذ الأوامر
هذه الحكاية أصابتني بقشعريرة. قررت أن أعود إلى القدس لإيجاد سيارة إسعاف وشاحنة. وبعدها وصلت بقافلتي الى القرية وقد توقف أطلاق النار من الجهة العربية. قوّات اليهود في لباس عسكري موحّدة الكلّ بما فيهم الصغار وحتى المراهقون من رجال ونساء، مسلّحين بشكل كثيف بالمسدّسات، الرشاشات، القنابل، والسكاكين الكبير أيضا وهي ما زالت دامية وهم يحملونها في أياديهم. شابة صغيرة لها عيون أجرامية، رأيت سلاحها وهو ما زال يقطّر بالدم وهى تحمل السكين كوسام بطولة. هذا هو فريق التطهّير الذي بالتأكيد أنجز المهمة بشكل مرضي جدا
حاولت دخول أحد المباني. كان هناك حوالي 10 جنود يحيطون بي موجهين لي أسلحتهم. الضابط منعني من دخول المكان. قال أنهم سوف يجلبون الجثث إلى هنا. لقد توترت أعصابي و عبرت لهؤلاء المجرمين عن مدى السوء الذي أشعر به من جراء تصرفاتهم و أنني لم أعد أحتمل و دفعت الذين يحيطون بي ودخلت البناية
كانت الغرفة الأولى مظلمة بالكامل والفوضى تعم المكان وكانت فارغة. في الثانّية وجدت بين الأغطية والأثاث المحطّم وباقي أنواع الحطام، بعض الجثث الباردة. كان قد تم رشهم بدفعات من الرشاشات و القنابل اليدوية و أجهز عليهم بالسكاكين
كان نفس الشيء في الغرفة التالية، لكن عندما كنت أترك الغرفة، سمعت شيء مثل التنهد. بحثت في كل مكان، بين الجثث الباردة كان هناك قدم صغيرة ما زالت دافئة. هي طفلة عمرها 10 سنوات، مصابة أصابة بالغة بقنبلة، لكن ما زالت حيّة. أردت أخذها معي لكن الضابط منعني و أغلق الباب. دفعتة جانبا وأخذت غنيمتي الثمينة تحت حماية الدليل
سيارات الإسعاف المحمّلة تركت المكان مع الطلب لها بالعودة في أقرب ما يمكن. ولأن هذه القوّات لم تتجاسر على مهاجمتي بشكل مباشرة، قررت أنة يجب الإستمرار
أعطيت الأوامر لتحميل الجثث من هذا البيت الى الشاحنة. ثمّ ذهبت إلى البيت المجاور وهكذا واصلت العمل. في كل مكان كان ذلك المشهد الفظيع يتكرر. وجدت شخصين فقط ما زالا أحيّاء، إمرأتان، واحد منهما جدة كبيرة السن، أختفت بدون حركة لمدة 24 ساعة على الأقل
رينير عاد إلى القدس حيث واجه الوكالة اليهودية ووبّخهم لعدم أستطاعتهم السيطرة على 150 رجل وإمرأة.

 الجريمة لم يتكتم عليها بل بالعكس إستعملها الصهاينة في الأخبار كأداة في حربهم النفسية.
بعد هذه المذبحة ترك الفلسطينيون طبريا يوم 19 أبريل وحيفا 21 أبريل ويافا 4 ماي .
مناحيم بيغين زعيم الإرجون وبعد ذلك الوزير الأول لدولة الإحتلال الصهيوني تجرأ أيضا وكتب مفتخرا في مذكراته :"
لو لم تكن هناك دير ياسين، لما كانت هناك دولة الإحتلال الصهيوني"" 

جاك رييني Jacques Reynier: مبعوث بلجيكي من الصليب الأحمر وصل إلى دير ياسين بعد إنتهاء المذبحة.










2009-12-17

إهداء ونداء إلى القائد والمعلم الشهيد، رمز ثورتنا.. ’’دعوة.. في سماء الأفق‘‘

إهداء ونداء إلى القائد والمعلم الشهيد، رمز ثورتنا.. ’’دعوة.. في سماء الأفق‘‘

الأوبريت الفلسطيني
((دعوة ٌفي سماء الأفق))
وتحت شعار القدس عاصمة الثقافة العربية لسنة 2009
تأليف
الكاتبة والصحافية
إكرام الزرو التميمي
بسم الله الرحمن الرحيم
أوبريت ..
دعوةٌ, في سماء الأفق..
***********************
بسم الله الرحمن الرحيم ""إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ًليغفر لك اللهُ ما تقدمَ من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا ًمستقيما ًوينصرك الله نصراً عزيزاً"". صدق الله العظيم
إهداء ونداء
إلى القائد والمعلم الشهيد , رمز ثورتنا , والفتح المجيد والباقي في قلوب الشعب الفلسطيني وقلوب أحرار العالم ؛؛
إلى الشهداء الأبرار وإلى أسرانا البواسل وإلى جرحانا الأبطال
وإلى كل القلوب التي تتوق إلى الحرية والعدل والسلام ..
إلى كل قلب يحمل الوفاء والصدق والخير بالقول والعمل من أجل فلسطين الحبيبة.
لتكون خاتمة للشقاق ودعوة ونداء لكل فكر نير أن يجود علينا ببث نداء للوحدة.
بسم الله وبالله المستعان
الأقصى تناديكم فلبوا النداء
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الرسول الأمين وعلى آله و صحبه وسلم أجمعين

تحية من أرض فلسطين المباركة رغم الجراح والمحتل المُعربد , ليبقى بنا وبكم الخير إلى يوم الدين , كقول رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" ودعوتنا لله سبحانه وتعالى أن يوحد كلمتنا كأمَّة مسلمة , من أجل إعلاء كلمة الله وحكمه وشرعه بالأرض , وأن يستتب العدل والسلام في كافة ربوع العالم قاطبة .. فنحن قد نختلف في الوسائل ولكننا جميعاً نتفق كفلسطينيين على هدف واحد ووحيد وهو تحرير أرضنا المباركة من نير الاحتلال؛ ولنعلم أيضا بأنه حقنا المشروع في السيادة على الأرض التي ولدنا بها؛ وقد تهون النفس ولا تهون حبَّة تراب من أرضها الطهور, وهذا هو مطلب كل حر في أمتنا الإسلامية والعربية؛ و كل محب للعدل والسلام على هذه الأرض.

ودعوني أيضا ً أعبر عن امتناني العظيم لكل منبر إعلامي أو قلم كاتب يوجه نداء بكلمة حق تدعو للمصالحة والوحدة وتنوء بعيدا ًعن الذم والقدح والتشهير والتخوين لأي كان, فحاجتنا اليوم هي إجماع القول والعمل, وإحقاق الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف عاصمة أبدية لفلسطين ولن نرضى بغير ذلك, قد تكون أمنيات وحلم ! ولكن بالوحدة والتصالح والحوار نصل لكل ما نطمح له ودعوني أناشد ضمائر الأمة العربية والمسلمة بل وضمير كل حر بالعالم بالمساعدة بنبذ الشقاق والعمل بتدعيم وحدتنا العربية القومية والإسلامية ليسود السلام والأمن للشعوب التي تريد النور وتنبذ الظلام.

لذلك وجدت الحاجة في نفسي ملحة لكتابة نص لأوبريت فلسطيني. والله الموفق ..

دعوةٌ, في سماء الأفق..
***********************
المشهد الأول
ودعوةٌ في سماء.الفضاء. .. ترتقي
والنجوم حيارى.. في حضرة القمر ْ..
وحزنُ الشمس من غمامات السحب
يبكي على البشرْ !
وينجلي الحزَن .. من بعد الغمام
وينهمر المطر ْ..
فانشدوا, و هللوا.. سينجلي الحزن ُ
والنجوم سهارى .. في حضرة القمر ْ..
أنشدوا , وهللوا .. لتبزغ َالشمس ُ
ولينهمر المطر ْ..
والنجوم الساهرة, والحائرة ؟
تسأل عن كينونة الشمس والقمر ..
وفضاءٌ واسع ٌ.. يدور حولها ؟
كي يدور الفلك .. لخدمة البشر ْ..
نجوم حائرة.. كواكب سائرة..
والجمع قد سأل :
ما الشمس ؟ وما القمر ؟؟
ما عادت مجدية؛
تكهنات ماض ٍ , أو حاضر ٍ..
و العلم بات مُسخـَّراً.. لخدمة البشر ْ..
حار الجميع في .. تسمية القمر ْ!!
أهي حورية حسناء ْ؟
أم خيال البشر ْ؟؟
أهو الجميل المُحيـَّا .. هلال , ثم بدر ْ؟؟
ومن ثم المحاق .. حقاً , لا مفر ْ..
أنشدوا جميعا..بهي الطلعة هلال
أنشدوا جميل القدْر .. صار بدر ْ..
أنشدوا محَاقاً .. محاقاً .. لا مفر ْ..
حزُنَ القمر ْ.. خسف القمرْ..
لا تندبوا؛؛ لا تحزنوا
وتخاصم الخصمان بحضرة البشر ْ
وكل تلك البدعة.. من خيال البشر ْ
وتخاصم الخصمان ..هابيل ُ, وقابيل ُ
وعصَفَ الندم ْ, بعصْفِ الألم ْ..
*************************
المشهد الثاني
احتار قابيل, وانتظر ...كيف يواري سوءة أخيه ِ؟؟
وعجز أن يكون, وكمثل الغراب ْ..
يواري من قتل.. ما بين التراب ْ..
واجتاحه الندم والحزن و العذاب..
وتاه البشر ْ..
بُعث الهادي الأمين
في الزمان والمكان
لهداية البشر ْ ..
والوحي من جبريل
اقرأ باسم ربك, الذي خلق
عدل ٌ , حكيمٌ , قضاءه ُ
سبحانه المنزه.. عن كل زلل ْ..
سبحانه الرحمن .. علَّم بالقلم ْ..
صلى الله على محمد ؛؛
صلى الله عليه وسلَّم ْ؛؛
دلالة العلم, من قبل ومن بعد
تجلـَّت واضحة ْ..
وآيات القرآن.. جليَّة ٌ, تفيضُ
بالنصح , وبالعِـبر ْ..
عودوا إلى الرحمن
بدعوة المغفرة..
وبعلم ٍنافع ٍ.. كي ترتقي الأمم ..
*************************
المشهد الثالث
دمية ٌ, أرجوحة ٌ , وسريرْ..
وبيتٌ, مُهدَّم ٌ.. عند البعيد ْ..
ونقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة انفرطت
بين يدي ناسك ٍ.. متعبد ٍ, وحيد ْ ..
أسقمته الجراح
من فرقة الشعب المجيد..
وهناك غير بعيد ْ..
الأقصى جريح
ومثلهُ, مسجد الخليل العتيد ْ..
وقبضة السجان البغيض
وأغلال, بيد كل ثائر.. وشهيد ..
يبطشون, يقتلون, يفتكون
بالكهل , والشيب ,والشاب , والوليد ْ..
والشعب مكبلٌ, بالقيد ْ..
و بالغضب الشديد ْ..
ونخوة الأحرار رغم الصمت تصرخ
والصدى يزلزل ,, بالعدو البغيض
ما هنت.. يا قدس الأقداس
ما هان جبل الكرمل ِ,, ولا جبال الخليل
هاهم الصغار.. في الكرْم يمرحون
ما همهم هدم البيوت ولا الضياع
ولا الأرجوحة , ولا السريرْ
ودمية ٌ , محشوة ٌ
بصوف ذلك الفداء, كالكبش الذبيح
أعدمها عدوٌّ متغطرسٌ
من غير وازع من ضمير
وبدعوى الإرهاب ٍ...!
يذبح الكبشٍ , البعيد والسعيد ْ..
ويمعن القتل, بدعوى القتل الرحيم
أعدموا كل ضمير قد تحدث بالسلام
واغتالوا الشهيد, تلو الشهيد ْ..
وبراءة الأطفال تصرخ ُ للرحمن ضارعة ً
متى سوف يحين, وعد النصر الأكيد ْ..
إلهي.. ندعوك لـِلمِّ الشمل ِ
ووحدة الشعب المجيد ْ..
يا سادة الفضة والدينار والذهب ْ
هيا لتزكيةٍ أموالكم .. من الدنس ْ..
هُبـُّوا بسخاءٍ .. لبناء صرح العلم
ليمحق الجهل ََ, والوهن ْ..
صغار ٌ, جياع ٌ ,, نساء ٌعرايا ..
خيام ٌ, وجوع ٌ , عيونٌ حيارى ..
هنا .. جريح بمشفى َ..
وهنا .. شهيد مسجَّى ..
وأسير.. في الأغلال مقيد؛
و عدو أحمق ٌ .. يمعن بالقتل؛ يهدد ؛
وشفاه ٌ, مُطبقة ٌ, ليلاً؛ ونهاراً؛ وجهارا ..
صامتة؛ دون إدانة ٍ؛ شجباً ,, واستنكارا ..
ودموع ثكلى.. تستغيث داعية ْ
بوهن ٍ؛ يسمع الصخر.. فيشعله نارا..
هل ماتت ضمائركم ؟
وأصبحتم من بعد نبيكم شيعا ؟؟
عودوا إلى رشدكم
فبالوحدة وحدها, يعود لأهله
الحق, والعز, والدار..
وننجو من فسق العدو ووساوس الشيطان
وتلك لكم.. دعوة جهارا
هيا بنا يا إخوتي
هيا بنا أحبتي
بالحب ننتصر.. ونكرم البشر ْ..
تلكم لكم .. دعوتي
فسارعوا قبل القدر ْ..
واتعظوا من العبر ْ!!!
بالحب سننتصرْ.. ويسعد البشرْ..
وعلموا الصغار, وعلموا الكبار.
لنعيش كالثوار, ونسود كالأحرار..
قبلة ٌللوطن ْ.. في سماء الأفق ْ
وبوعي الضمير؛ والحب الرفيق
نسموا إلى العلياء..
ويتسع الرجاء..
ويسود السلام, في ربوع القدسْ..
ويعود السلام, إلى رحاب القدس ْ..
وللقدس السلام
لفلسطين الحبيبة؛ وأمتها المجيدة؛
وعد, وأمل.. بالحب, وبالعمل..
ودعوة الأحرار, لقلوب ٍنيـِّرة
لفلسطين السلام..
ومنكم السلام, واليكم السلام,
وعليكم السلام؛ يا وطن السلام؛
إكرام الزرو التميمي
فلسطين /الخليل
Ekram_tameme@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف