تحميل كتاب يامسلمي العالم أفيقوا قبل أن يهدم المسجد الأقصى
الإهداء
- إلى الذين روت دماؤهم تراب فلسطين دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك.. إلى الأبرار الأوفياء: شهداء الأقصى..وإلى شهداء كلّ فلسطين.
- إلى الشيخ رائد صلاح المجاهد عن المسجد الأقصى بأفعاله وأقواله وقلمه، وفكره...في خطبه ودروسه، ومقالاته، في المسابقة العالمية (الأقصى في خطر) في المهرجانات، ووسائل الأعلام .. يصرخ بأعلى صوته في أذن مسلمي العالم: المستيقظ منهم والغافل والنائم: الأقصى في خطر.
- إلى مسلمي أرض الربا ط..أرض الإسراء والمعراج ، ومهبط الأنبياء ليزدادوا وعيًا بأبعاد المؤامرة التي تستهدف هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم حتى لا تمر المؤامرة، فالأقصى في خطر…..فالأقصى في خطر.
- إلى كل مسلم موحد يؤمن بسورة الإسراء، وقدسية مسرى النبي صلى الله عليه وسّلم، قبلة المسلين الأولى.
- إلى الحالمين– من أبناء فلسطين والعرب وكل أنحاء العالم - بسلام آمن مع اليهود الذين يتحينون الفرصة المواتية لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المهدد بالسقوط.
- إلى أمة قوامها مليار ومائتا مليون مسلم..ليعلموا، وليتيّقنوا: أن الأقصى في خطر.. إلى هؤلاء جميعًا أهدي هذا الكتيب..اللهم اشهد أّني بّلغت..اللهم اشهد أّني بّلغت (أن الأقصى في خطر).
مقدمة لابد منها:
إنّ قضية فلسطين هي من قضايا المسلمين الأولى، وإنّ المصيبة التي تعيشها فلسطين وقلبهـا القدس والمسجد الأقصـى هي مصيبة يعيشها كل المسلمين في أنحاء الأرض.
وإنّ الحديث عن المسجد الأقصى يثير الشجون والألم والحسرة في نفوس المسلمين الصادقين لما يعانيه من مكائد يهودية خطيرة تستهدف هدمه وإزالته من القدس وفلسطين، ومن قلوب المسلمين المتعلقين بالأرض المباركة.
يقول الباحث الأمريكي توماس ريكس من جامعة فيلانوفا مخاطبا الفلسطينيين:"هل تعرفون ما هي قوتكم كشعب؟ إنَّها القدس، لقد كنت في منطقة نائية في أقصى جنوب أفغانستان، نساء صغار، ورجال في مقتبل العمر، وكذلك شيوخ أوشكوا على الموت، ما كان يأتي ذكر اسم هذه المدينة المقدسة على لساني إلا وانهمرت دموعهم".
لقد أدرك أعداؤنا اليهود أثر العقيدة في حياة الشعوب، فجعلوا الدين ركيزة تنطلق منها السياسة، رفعوا في معركتهم مع المسلمين التوراة وجعلوا اسم دولتهم على اسم أحد الأنبياء:إسرائيل يعقوب عليه السلام واختاروا نجمة داود شعاراً مقدساً رسموه على علم دولتهم، وجعلوا غايتهم العودة إلى أرض الميعاد المعطاة لهم من الرب بوعد مقدّس، ورسمت أسفارهم حدود دولتهم وأخيراً جعلوا أهم أهدافهم التي يسعون لتحقيقها وهو بناء هيكل سليمان (الهيكل الثالث) على أنقاض المسجدين الأقصى وقبة الصخرة، ولم يملّ حاخاماتهم وأحبارهم وقادتهم السياسيون وكلّ زعمائهم من ترداد مقـولة: لا معنـى ل "إسرائيل" بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل.
وفي هـذه الأيـام أخذ قادة اليهود من السياسيين والدينيين يطلقون اسم جبل الهيكل على الحرم القدسي، وبين يدي مجموعة كبيرة من الوثائق والمعلومات الموثقة التي تتحدث عن المخططات والمكائد اليهودية التي تستهدف هدم المسجد الأقصى، ومن ثمّ بناء هيكلهم المقدّس المزعوم على أنقاضه.
وكلما قرأت مخططات يهود حول المسجد الأقصى شعرت بالحسرة والألم، وبوخز يسري في صدري، وبدم يتفجّر في شراييني، وينطلق لساني ويسأل: وأين أمّة المليار ومائتي مليون مسلم؟
لقد رأيت من واجبي أن أشارك بقلمي من يصرخ..ويقول لكل مسلمي العالم...أفيقوا الأقصى في خطر.
إنّه صرخة من أعماق القلب مدويّة عساها تصل أسماع قلوب مؤمنة واعية، وأذن مسلمة صاغية - وقبل فوات الأوان- قبل أن يهدم المسجد الأقصى..ومساهمة متواضعة في كشف أبعاد المؤامرة، التي يشارك فيها كل يهود:من السياسيين والعسكريين:الرسميين، والحزبيين..المتدينين، والعلمانيين..اليمين، والوسط..واليسار أدعياء السلام وأنصاره- أعداء السلام وتجار القتل والإرهاب- ضحكاً على بعض الزعامات اليعربية والفلسطينية. إنّها المؤامرة الصهيونية (المسيحية الصهيونية واليهودية) الكبرى، مؤامرة هدم المسجد الأقصى المبارك..وبناء يهود هيكلهم المقدس المزعوم على أنقاضه.
تعدُّ مدينة القدس من أعظم الأماكن المقدسة لدى اليهود، لذا أوجبت شعائرهم على كل يهودي ذكر بالغ أن يحجّ إلى القدس مرتين في العام، وأن يبقى فيها كلّ مرة أسبوع كامل، يمارس خلالها الطقوس والشعائر التعبدية بقيادة الكهنة واللاوين، ومن ذلك قراءة التوراة والصلاة أمام حائط المبكى الذي يعتبرونه من حيطان هيكلهم المقدس. ويعتقد اليهود بأنّ المعبد المقدس (الهيكل) بناه نبيّ الله سليمان عليه السلام بعد أن هيّأ له من الذهب والفضة والحجارة الكريمة ما مكنّه من تشييده، وجاءت قصة بنائه مطولة في سفر أخبار الأيام: الإصحاح التاسع والعشرين، وفي سفر الملوك الأول: الإصحاح السادس. فممّا جاء في الأول: "وقال داود الملك لكل المجمع:إن سليمان ابني الذي وحده اختاره الله إنّما هو صغير وغض. والعمل عظيم لأنّ الهيكل ليس لإنسان بل للربّ الإله، وأنا بكل قوّتي هيّأت لبيت إلهي الذهب لما هو من ذهب، والفضة لما هو من فضة والنحاس لما هو من نحاس، والحديد لما هو من حديد، والخشب لما هو من خشب، وحجارة الجزع، وحجارة للترصيع، وحجارة كحلاء ورقماء، وكل حجارة كريمة، وحجارة الرخام بكثرة، وأيضاً لأنّي قد سُررْت ببيت إلهي، لي خاصة من ذهب وفضة قد دفعتها لبيت إلهي فوق جميع ما هيأت لبيت القدس..".
ولإضفاء قدسية خاصة على الهيكل زعمت الأسفار اليهودية (سفر الملوك الأول: الإصحاح 8)أنّ الله اتخذ من الهيكل مسكناً له بعد أن كان مسكنه الضباب: "حينئذ تكلّم سليمان. قال الرب: إنّه يسكن في الضباب إنّي قد بنيت لك بيت سكني مكاناً لسكناك إلى الأبد". لقد أصبح الهيكل المكان المقدّس الوحيد الذي تقدم فيه القرابين للرب وفي الهيكل بهو مقدس أُعِد لاجتماع الناس من أجل أداء الطقوس والشعائر التعبدية.واليوم يسعى اليهود جادّين في بناء هذا الهيكل المقدّس.
هل سيهدم اليهود المسجد الأقصى قريباً؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذه الأيّام: هل سيهدم اليهود المسجد الأقصى قريباً؟ إنّ قراءة واعية للأحداث الجارية في القدس وتحت المسجد الأقصى ودراسة المخططات والمكائد اليهودية تجاه الأقصى، وللمقولات الصادرة عن زعماء اليهود من مختلف التنظيمات والأحزاب السياسة والدينية تحمل الإجابة الواضحة عن هذا السؤال هل سيهدم المسجد الأقصى؟؟؟.
إنّ اليهود مصممون جداً على تنفيذ مخطّط هدم الأقصى، وقد اشتّد هياجهم مع دخول زمان الهيمنة اليهودية على مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولن يكون لهذه الهيمنة أيّ صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود التي هدمت قبل ألفي عام - هيكل سليمان- الذي انطلقت منه دعوة كلّ أنبياء بني إسرائيل، والذي ستنطلق منه – كما يعتقدون – دعوة نبي اليهود المنتظر، الذي يعتقدون أنّ بناء الهيكل سيعجّل بخروجه، والهيكل ليس له مكان آخر يقام فيه-في نظر اليهود – إلا على أرض المسجدين: الأقصى والصخرة.
إنه تتزايد يوماً بعد يوم أنشطة المحافل اليهودية العاملة من أجل تحقيق هدف إعادة بناء الهيكل بعد هدم المسجد الأقصى، ومازال الكثير من المسلمين يجهل أبعاد هذه المخططات، ويستهين بها، ويشكك في استطاعة اليهود تنفيذ مثل تلك المخططات، والواقع أنّ اليهود ماضون بجد في مخطط هدم المسجد الأقصى وإزالته نهائياً من أرض القدس بغية تهويد المدينة، وبناء المعبد الذي يطلقون عليه الهيكل الثالث، فالمسجد الأقصى يشهد الآن أخطر مؤامرة يتعرّض لها في تاريخ الإسلام، فهذا التّخطيط الصهيوني العالمي الذي نجح وأخرج لنا قبل 53 عاماً ذلك الكيان اليهودي العنصري ليصبح دولة، هو نفسه الذي يهدف إلى إعادة بناء الهيكل الثالث مكان المسجدين الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشريف.
إنّ اليهود اليوم يجتمعون على هدف محدّد وغاية واحدة هي:هدم الأقصى، وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه بل إنّ العلامات والشواهد والاستعدادات تزداد على انتشار "سعار" الهيكل بينهم بكافة أصنافهم ومشاربهم السياسية والفكرية والعرقية وعلى المستوى الحكومي والحزبي..
للدكتور صالح الرقب/ غزة - فلسطين
الطبعة الثانية
50 صفحة
الإهداء
- إلى الذين روت دماؤهم تراب فلسطين دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك.. إلى الأبرار الأوفياء: شهداء الأقصى..وإلى شهداء كلّ فلسطين.
- إلى الشيخ رائد صلاح المجاهد عن المسجد الأقصى بأفعاله وأقواله وقلمه، وفكره...في خطبه ودروسه، ومقالاته، في المسابقة العالمية (الأقصى في خطر) في المهرجانات، ووسائل الأعلام .. يصرخ بأعلى صوته في أذن مسلمي العالم: المستيقظ منهم والغافل والنائم: الأقصى في خطر.
- إلى مسلمي أرض الربا ط..أرض الإسراء والمعراج ، ومهبط الأنبياء ليزدادوا وعيًا بأبعاد المؤامرة التي تستهدف هدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم حتى لا تمر المؤامرة، فالأقصى في خطر…..فالأقصى في خطر.
- إلى كل مسلم موحد يؤمن بسورة الإسراء، وقدسية مسرى النبي صلى الله عليه وسّلم، قبلة المسلين الأولى.
- إلى الحالمين– من أبناء فلسطين والعرب وكل أنحاء العالم - بسلام آمن مع اليهود الذين يتحينون الفرصة المواتية لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المهدد بالسقوط.
- إلى أمة قوامها مليار ومائتا مليون مسلم..ليعلموا، وليتيّقنوا: أن الأقصى في خطر.. إلى هؤلاء جميعًا أهدي هذا الكتيب..اللهم اشهد أّني بّلغت..اللهم اشهد أّني بّلغت (أن الأقصى في خطر).
مقدمة لابد منها:
إنّ قضية فلسطين هي من قضايا المسلمين الأولى، وإنّ المصيبة التي تعيشها فلسطين وقلبهـا القدس والمسجد الأقصـى هي مصيبة يعيشها كل المسلمين في أنحاء الأرض.
وإنّ الحديث عن المسجد الأقصى يثير الشجون والألم والحسرة في نفوس المسلمين الصادقين لما يعانيه من مكائد يهودية خطيرة تستهدف هدمه وإزالته من القدس وفلسطين، ومن قلوب المسلمين المتعلقين بالأرض المباركة.
يقول الباحث الأمريكي توماس ريكس من جامعة فيلانوفا مخاطبا الفلسطينيين:"هل تعرفون ما هي قوتكم كشعب؟ إنَّها القدس، لقد كنت في منطقة نائية في أقصى جنوب أفغانستان، نساء صغار، ورجال في مقتبل العمر، وكذلك شيوخ أوشكوا على الموت، ما كان يأتي ذكر اسم هذه المدينة المقدسة على لساني إلا وانهمرت دموعهم".
لقد أدرك أعداؤنا اليهود أثر العقيدة في حياة الشعوب، فجعلوا الدين ركيزة تنطلق منها السياسة، رفعوا في معركتهم مع المسلمين التوراة وجعلوا اسم دولتهم على اسم أحد الأنبياء:إسرائيل يعقوب عليه السلام واختاروا نجمة داود شعاراً مقدساً رسموه على علم دولتهم، وجعلوا غايتهم العودة إلى أرض الميعاد المعطاة لهم من الرب بوعد مقدّس، ورسمت أسفارهم حدود دولتهم وأخيراً جعلوا أهم أهدافهم التي يسعون لتحقيقها وهو بناء هيكل سليمان (الهيكل الثالث) على أنقاض المسجدين الأقصى وقبة الصخرة، ولم يملّ حاخاماتهم وأحبارهم وقادتهم السياسيون وكلّ زعمائهم من ترداد مقـولة: لا معنـى ل "إسرائيل" بدون أورشليم، ولا معنى لأورشليم بدون الهيكل.
وفي هـذه الأيـام أخذ قادة اليهود من السياسيين والدينيين يطلقون اسم جبل الهيكل على الحرم القدسي، وبين يدي مجموعة كبيرة من الوثائق والمعلومات الموثقة التي تتحدث عن المخططات والمكائد اليهودية التي تستهدف هدم المسجد الأقصى، ومن ثمّ بناء هيكلهم المقدّس المزعوم على أنقاضه.
وكلما قرأت مخططات يهود حول المسجد الأقصى شعرت بالحسرة والألم، وبوخز يسري في صدري، وبدم يتفجّر في شراييني، وينطلق لساني ويسأل: وأين أمّة المليار ومائتي مليون مسلم؟
لقد رأيت من واجبي أن أشارك بقلمي من يصرخ..ويقول لكل مسلمي العالم...أفيقوا الأقصى في خطر.
إنّه صرخة من أعماق القلب مدويّة عساها تصل أسماع قلوب مؤمنة واعية، وأذن مسلمة صاغية - وقبل فوات الأوان- قبل أن يهدم المسجد الأقصى..ومساهمة متواضعة في كشف أبعاد المؤامرة، التي يشارك فيها كل يهود:من السياسيين والعسكريين:الرسميين، والحزبيين..المتدينين، والعلمانيين..اليمين، والوسط..واليسار أدعياء السلام وأنصاره- أعداء السلام وتجار القتل والإرهاب- ضحكاً على بعض الزعامات اليعربية والفلسطينية. إنّها المؤامرة الصهيونية (المسيحية الصهيونية واليهودية) الكبرى، مؤامرة هدم المسجد الأقصى المبارك..وبناء يهود هيكلهم المقدس المزعوم على أنقاضه.
تعدُّ مدينة القدس من أعظم الأماكن المقدسة لدى اليهود، لذا أوجبت شعائرهم على كل يهودي ذكر بالغ أن يحجّ إلى القدس مرتين في العام، وأن يبقى فيها كلّ مرة أسبوع كامل، يمارس خلالها الطقوس والشعائر التعبدية بقيادة الكهنة واللاوين، ومن ذلك قراءة التوراة والصلاة أمام حائط المبكى الذي يعتبرونه من حيطان هيكلهم المقدس. ويعتقد اليهود بأنّ المعبد المقدس (الهيكل) بناه نبيّ الله سليمان عليه السلام بعد أن هيّأ له من الذهب والفضة والحجارة الكريمة ما مكنّه من تشييده، وجاءت قصة بنائه مطولة في سفر أخبار الأيام: الإصحاح التاسع والعشرين، وفي سفر الملوك الأول: الإصحاح السادس. فممّا جاء في الأول: "وقال داود الملك لكل المجمع:إن سليمان ابني الذي وحده اختاره الله إنّما هو صغير وغض. والعمل عظيم لأنّ الهيكل ليس لإنسان بل للربّ الإله، وأنا بكل قوّتي هيّأت لبيت إلهي الذهب لما هو من ذهب، والفضة لما هو من فضة والنحاس لما هو من نحاس، والحديد لما هو من حديد، والخشب لما هو من خشب، وحجارة الجزع، وحجارة للترصيع، وحجارة كحلاء ورقماء، وكل حجارة كريمة، وحجارة الرخام بكثرة، وأيضاً لأنّي قد سُررْت ببيت إلهي، لي خاصة من ذهب وفضة قد دفعتها لبيت إلهي فوق جميع ما هيأت لبيت القدس..".
ولإضفاء قدسية خاصة على الهيكل زعمت الأسفار اليهودية (سفر الملوك الأول: الإصحاح 8)أنّ الله اتخذ من الهيكل مسكناً له بعد أن كان مسكنه الضباب: "حينئذ تكلّم سليمان. قال الرب: إنّه يسكن في الضباب إنّي قد بنيت لك بيت سكني مكاناً لسكناك إلى الأبد". لقد أصبح الهيكل المكان المقدّس الوحيد الذي تقدم فيه القرابين للرب وفي الهيكل بهو مقدس أُعِد لاجتماع الناس من أجل أداء الطقوس والشعائر التعبدية.واليوم يسعى اليهود جادّين في بناء هذا الهيكل المقدّس.
هل سيهدم اليهود المسجد الأقصى قريباً؟
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة في هذه الأيّام: هل سيهدم اليهود المسجد الأقصى قريباً؟ إنّ قراءة واعية للأحداث الجارية في القدس وتحت المسجد الأقصى ودراسة المخططات والمكائد اليهودية تجاه الأقصى، وللمقولات الصادرة عن زعماء اليهود من مختلف التنظيمات والأحزاب السياسة والدينية تحمل الإجابة الواضحة عن هذا السؤال هل سيهدم المسجد الأقصى؟؟؟.
إنّ اليهود مصممون جداً على تنفيذ مخطّط هدم الأقصى، وقد اشتّد هياجهم مع دخول زمان الهيمنة اليهودية على مدينة القدس والمسجد الأقصى، ولن يكون لهذه الهيمنة أيّ صفة مع استمرار غياب قبلة اليهود التي هدمت قبل ألفي عام - هيكل سليمان- الذي انطلقت منه دعوة كلّ أنبياء بني إسرائيل، والذي ستنطلق منه – كما يعتقدون – دعوة نبي اليهود المنتظر، الذي يعتقدون أنّ بناء الهيكل سيعجّل بخروجه، والهيكل ليس له مكان آخر يقام فيه-في نظر اليهود – إلا على أرض المسجدين: الأقصى والصخرة.
إنه تتزايد يوماً بعد يوم أنشطة المحافل اليهودية العاملة من أجل تحقيق هدف إعادة بناء الهيكل بعد هدم المسجد الأقصى، ومازال الكثير من المسلمين يجهل أبعاد هذه المخططات، ويستهين بها، ويشكك في استطاعة اليهود تنفيذ مثل تلك المخططات، والواقع أنّ اليهود ماضون بجد في مخطط هدم المسجد الأقصى وإزالته نهائياً من أرض القدس بغية تهويد المدينة، وبناء المعبد الذي يطلقون عليه الهيكل الثالث، فالمسجد الأقصى يشهد الآن أخطر مؤامرة يتعرّض لها في تاريخ الإسلام، فهذا التّخطيط الصهيوني العالمي الذي نجح وأخرج لنا قبل 53 عاماً ذلك الكيان اليهودي العنصري ليصبح دولة، هو نفسه الذي يهدف إلى إعادة بناء الهيكل الثالث مكان المسجدين الأقصى وقبة الصخرة في القدس الشريف.
إنّ اليهود اليوم يجتمعون على هدف محدّد وغاية واحدة هي:هدم الأقصى، وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه بل إنّ العلامات والشواهد والاستعدادات تزداد على انتشار "سعار" الهيكل بينهم بكافة أصنافهم ومشاربهم السياسية والفكرية والعرقية وعلى المستوى الحكومي والحزبي..
للدكتور صالح الرقب/ غزة - فلسطين
الطبعة الثانية
50 صفحة