سرقة الحقوق والأسماء ... نهج يهودي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القرآن الكريم قد جلى لنا صورة اليهود تجلية واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وما ذلك إلا لأن الله الذي خلقهم هو أعلم بحالهم وطباعهم وصفاتهم .
وهذه الصفات ممتدة عبر التاريخ يتوارثونها جيلاً بعد جيل , وأمة بعد أمة , وهي صفات الغدر والخيانة والجبن والبخل والدساس والمؤامرات والعلو والاستكبار والكذب وغيرها من الصفات التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وقد تجلت في اليهود الذي آذوا موسى – عليه السلام – وخرجوا عن شريعته ، وهي صفات جبليه خلقيه ترسخت مع مرور الزمن وابتعادهم عن المنهج الصحيح ، حتى أصبحت جزءاً من دينهم المحرف وخصائصهم الثابته ، يربون عليها أبنائهم يشب عليها الصغير ويشيب عليها الكبير ، ولم يسلم من هذه الصفات إلا القليل منهم من آمنوا بموسى – عليه السلام – والتزموا بما جاء به وهم الذين أنصفهم القرآن في قوله سبحانه وتعالى "منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " فكثير سيئو قليل صالحوهم وسوف نتناول بمشيئة الله تعالى في هذا المقال صفتين من صفات اليهود رغم أن الذين عدوا صفاتهم أصلوها إلى مائة صفة سيئة وحقيرة .
وليعلم الجميع أن فقه هذه الحقائق والتعامل مع اليهود، والغفلة عن ذلك ستؤدي إلى خلل في التصور والاعتقاد والعمل ، مما يؤخر حسم المعركة ويطيل أمدها ؛ لأن ما بنى على خطأ فمآ له إلى بوار .
الصفة الأولى/ سرقة حقوق الغير:
وليس أدل على شناعة أمرهم هذا من سرقة الأرض المقدسة التي منحهم إياها "بلفور" البريطاني بوعده المشئوم وإقامة كيان عليها يبيح بهم طرد الآمنين من بيوتهم وديارهم وأرضهم ، فيهجر من الفلسطينين من يهجر ويطرد من يطرد ، ومن تبقى ضيق عليه الخناق لكي يضطر إلى الرحيل وتسليم الأرض بهم وقد افتروا الكذب زاعمين أن الفلسطينين يبيعون أرضهم وممتلكاتهم ، ولعل أبرز هذه الاعتداءات كان في مدينة القدس لأنهم يعلمون تماماً أن فلسطين تستمد قديبتها من وجود المسجد الأقصى شامخاً في قلبها كأنه ملك يجلس على عرشه فما برحوا يزيدون من مستوطناتهم في القدس الشرقية ويسلبون البيوت ويقيمون الطقوس التوراتية داخل أسوار المسجد الأقصى في محاولق لتقسيم الأقصى على غرار ما فعلوا في المسجد الإبراهيمي في الخليل إضافة إلى إنشاء الحدائق التوراتية والمسارات التلمودية بمساحات شاسعة ملاصقة لأسوار المسجد الأقصى . في محاولة تدريجية لإقامة هيكل مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى – لا قدر الله – بعد أن أفرغوا الأتربة بحفرياتهم تحت المسجد .
زد على ذلك ما تفرضه الحكومة على المقدسيين من ضرائب باهضة تتجاوز مستو معيشتهم بحيث لا يستطيعون أداءها ، وحينئذ تصادر القوات اليهودية أمتعتهم وأثاثهم ومنازلهم بالقوة ، ناهيك عن تقليص عدد الفلسطينين في القدس مما يضطر سكانها إلى الإجلاء عنها بسبب المضايقات عنهم أو منعهم من ترميم بيوتهم .
هذا كله يمثل سرقة في وضح النهار بدون رادع يردعهم ولا أحد من المسلمين يكفهم ويمنعهم .
الصفة الثانية/ تحريف الكلم وتغيير الأسماء:
لقد أخبرنا القرآن الكريم أن اليهود "يحرفون الكلم عن مواضعه" و"يحرفون الكلم عن بعد مواضعه" فالأولى في حق اليهود الأوائل والثانية فيمن كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي حرفوها بعد أن وضعها الله مواضعها وعرفوها وعملوا بها زماناً .
فهذه الصفة ثابتة وملازمة لهم لا تنفك عنهم ، فهم بالأمس يأمرهم أن يقولوا (راعنا) بمعنى المراعاة والانتظار إلا أنهم لووا ألسنتهم واستخدموا هذه الالكلمة بمثابة استهزاء وسخرية وإتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعونة وحاشاه ذلك، مما جعل القرآن بنهى المسلمين عن هذه اللفظة المحتملة لأكثر من معنى واستخدام غيرها في قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظروا واسمعوا....." وكذلك أمرهم الله تعالى أن يدخلوا بيت المقدس بخضوع وتواضع منحنين سجداً ويدعون الله تعالى بأن يحط عنهم خطاياهم . إلا أنهم دخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حنطة في شعيرة . قال تعالى "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً واخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون" وهم اليوم يتعاملون معنا من خلال هذه الصفة فيغيرون ويبدلون ويتلاعبون بالألفاظ حسبما يرون لهم ويتمشى مع طبائعهم الشريرة .
فعلى سبيل المثال لا الحصر يسمون أرض فلسطين لأرض الميعاد ترويجاً لا كذوبة أن الله قد أعطى لهم ولنسلهم هذه الأرض كما جاء في سفر التكوين (15/18) أن الإله قد قطع مع إبراهيم عهداً قائلاً "لنسلك أعطى هذه الأرض مع نهر مصر إلى نهر الفرات" وكذلك يسمون الحائط الذي ربط فيه البراق ليلة الإسراء والمعراج بحائط المبكى والذي هو جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى ويدعون كذباً أن الهيكل لما هدم لم يبق منه إلا هذا الحائط ويقيمون طقوسهم عنده وقد سيطروا على حارة المغاربة المغربية من الحائط بعد أن طردوا أهلها وهدموا بيوتهم وأسموها حارة اليهود .
هكذا إذا قامت حضارتهم الزائفة الزائلة على جبال من الأكاذيب والإفترائات وتحريف الكلم ولى أعناق النصوص وتغيير الأسماء وتبديلها وقد استحقوا الويل بذلك أكثر من مرة في قوله تعالى "فويل للذين يكتبون الكتاب يأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به بختا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" .
نسأل الله تعالى أن يعجل بتحرير الأقصى وأن نحصل على الأنس بزيارة القدس وننعم بالصلاة في المسجد الأقصى آمنين .
والحمد لله رب العلمين ،،،
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية- غزة
كتبه/ د.محمود المشهدي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن القرآن الكريم قد جلى لنا صورة اليهود تجلية واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وما ذلك إلا لأن الله الذي خلقهم هو أعلم بحالهم وطباعهم وصفاتهم .
وهذه الصفات ممتدة عبر التاريخ يتوارثونها جيلاً بعد جيل , وأمة بعد أمة , وهي صفات الغدر والخيانة والجبن والبخل والدساس والمؤامرات والعلو والاستكبار والكذب وغيرها من الصفات التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وقد تجلت في اليهود الذي آذوا موسى – عليه السلام – وخرجوا عن شريعته ، وهي صفات جبليه خلقيه ترسخت مع مرور الزمن وابتعادهم عن المنهج الصحيح ، حتى أصبحت جزءاً من دينهم المحرف وخصائصهم الثابته ، يربون عليها أبنائهم يشب عليها الصغير ويشيب عليها الكبير ، ولم يسلم من هذه الصفات إلا القليل منهم من آمنوا بموسى – عليه السلام – والتزموا بما جاء به وهم الذين أنصفهم القرآن في قوله سبحانه وتعالى "منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " فكثير سيئو قليل صالحوهم وسوف نتناول بمشيئة الله تعالى في هذا المقال صفتين من صفات اليهود رغم أن الذين عدوا صفاتهم أصلوها إلى مائة صفة سيئة وحقيرة .
وليعلم الجميع أن فقه هذه الحقائق والتعامل مع اليهود، والغفلة عن ذلك ستؤدي إلى خلل في التصور والاعتقاد والعمل ، مما يؤخر حسم المعركة ويطيل أمدها ؛ لأن ما بنى على خطأ فمآ له إلى بوار .
الصفة الأولى/ سرقة حقوق الغير:
وليس أدل على شناعة أمرهم هذا من سرقة الأرض المقدسة التي منحهم إياها "بلفور" البريطاني بوعده المشئوم وإقامة كيان عليها يبيح بهم طرد الآمنين من بيوتهم وديارهم وأرضهم ، فيهجر من الفلسطينين من يهجر ويطرد من يطرد ، ومن تبقى ضيق عليه الخناق لكي يضطر إلى الرحيل وتسليم الأرض بهم وقد افتروا الكذب زاعمين أن الفلسطينين يبيعون أرضهم وممتلكاتهم ، ولعل أبرز هذه الاعتداءات كان في مدينة القدس لأنهم يعلمون تماماً أن فلسطين تستمد قديبتها من وجود المسجد الأقصى شامخاً في قلبها كأنه ملك يجلس على عرشه فما برحوا يزيدون من مستوطناتهم في القدس الشرقية ويسلبون البيوت ويقيمون الطقوس التوراتية داخل أسوار المسجد الأقصى في محاولق لتقسيم الأقصى على غرار ما فعلوا في المسجد الإبراهيمي في الخليل إضافة إلى إنشاء الحدائق التوراتية والمسارات التلمودية بمساحات شاسعة ملاصقة لأسوار المسجد الأقصى . في محاولة تدريجية لإقامة هيكل مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى – لا قدر الله – بعد أن أفرغوا الأتربة بحفرياتهم تحت المسجد .
زد على ذلك ما تفرضه الحكومة على المقدسيين من ضرائب باهضة تتجاوز مستو معيشتهم بحيث لا يستطيعون أداءها ، وحينئذ تصادر القوات اليهودية أمتعتهم وأثاثهم ومنازلهم بالقوة ، ناهيك عن تقليص عدد الفلسطينين في القدس مما يضطر سكانها إلى الإجلاء عنها بسبب المضايقات عنهم أو منعهم من ترميم بيوتهم .
هذا كله يمثل سرقة في وضح النهار بدون رادع يردعهم ولا أحد من المسلمين يكفهم ويمنعهم .
الصفة الثانية/ تحريف الكلم وتغيير الأسماء:
لقد أخبرنا القرآن الكريم أن اليهود "يحرفون الكلم عن مواضعه" و"يحرفون الكلم عن بعد مواضعه" فالأولى في حق اليهود الأوائل والثانية فيمن كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي حرفوها بعد أن وضعها الله مواضعها وعرفوها وعملوا بها زماناً .
فهذه الصفة ثابتة وملازمة لهم لا تنفك عنهم ، فهم بالأمس يأمرهم أن يقولوا (راعنا) بمعنى المراعاة والانتظار إلا أنهم لووا ألسنتهم واستخدموا هذه الالكلمة بمثابة استهزاء وسخرية وإتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعونة وحاشاه ذلك، مما جعل القرآن بنهى المسلمين عن هذه اللفظة المحتملة لأكثر من معنى واستخدام غيرها في قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظروا واسمعوا....." وكذلك أمرهم الله تعالى أن يدخلوا بيت المقدس بخضوع وتواضع منحنين سجداً ويدعون الله تعالى بأن يحط عنهم خطاياهم . إلا أنهم دخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حنطة في شعيرة . قال تعالى "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً واخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون" وهم اليوم يتعاملون معنا من خلال هذه الصفة فيغيرون ويبدلون ويتلاعبون بالألفاظ حسبما يرون لهم ويتمشى مع طبائعهم الشريرة .
فعلى سبيل المثال لا الحصر يسمون أرض فلسطين لأرض الميعاد ترويجاً لا كذوبة أن الله قد أعطى لهم ولنسلهم هذه الأرض كما جاء في سفر التكوين (15/18) أن الإله قد قطع مع إبراهيم عهداً قائلاً "لنسلك أعطى هذه الأرض مع نهر مصر إلى نهر الفرات" وكذلك يسمون الحائط الذي ربط فيه البراق ليلة الإسراء والمعراج بحائط المبكى والذي هو جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى ويدعون كذباً أن الهيكل لما هدم لم يبق منه إلا هذا الحائط ويقيمون طقوسهم عنده وقد سيطروا على حارة المغاربة المغربية من الحائط بعد أن طردوا أهلها وهدموا بيوتهم وأسموها حارة اليهود .
هكذا إذا قامت حضارتهم الزائفة الزائلة على جبال من الأكاذيب والإفترائات وتحريف الكلم ولى أعناق النصوص وتغيير الأسماء وتبديلها وقد استحقوا الويل بذلك أكثر من مرة في قوله تعالى "فويل للذين يكتبون الكتاب يأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به بختا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" .
نسأل الله تعالى أن يعجل بتحرير الأقصى وأن نحصل على الأنس بزيارة القدس وننعم بالصلاة في المسجد الأقصى آمنين .
والحمد لله رب العلمين ،،،
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية- غزة
كتبه/ د.محمود المشهدي