بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات النظام الاجتماعي في دولة الإحتلال الصهيوني. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات النظام الاجتماعي في دولة الإحتلال الصهيوني. إظهار كافة الرسائل

2014-11-04

النظام الاجتماعي في دولة الإحتلال الصهيوني

النظام الاجتماعي في دولة الإحتلال الصهيوني

المجتمع اليهودي: مكون من خليط مـتـنـافر من الجماعات ذات الاتجاهات الـمـتـنـافرة، والأصول المتباعدة ، والفروقات الثقافية والـعـنـصرية؛ لذا كان من الطبيعي أن يكون لكل جماعة منها تأثيرها على الواقع السياسي للعدو.

والهدف من هذه الدراسة هو تسليط الضوء على تـلـــك الفروقات والتناقضات التي تضرب أطنابها في تركيبة ذلك المجتمع.

ويمكن تقسيم المجتمع في دولة يهود إلى قسمين رئيسين:

1- الإشـكناز: وهم يهود استقروا في شمال أوروبا وشرقـهـــا، وقد تأثروا بنمط الـحـيـاة الـغـربية، ويختلفون عن غيرهم في بعض نصوص الصلاة وبـعـــض طقوس الأعياد، وهم أقطاب الصهيونية الحديثة.

2- السـفارديم (السفارد): وهم اليهود الذين استقروا في حـــوض البحر المتوسط وفي الوطن العربي وإيران، وكان للغة العربية تأثير قوي على لغتهم الأم.

ويمثل الإشكناز أقلية إلا أنهم هم المتنفذون في الكيان الصهيوني،فنظرة إلى أعضاء الكنيست (البرلمان) أو أعضاء الحكومة، أو حتى رؤسائها تجد هذا الأمر واضحاً:

* حكومات العدو حتى 1984م قد ضمت 6 وزراء شرقيين من بين 58 وزيراً، حيث شغلوا وزارتي البوليس والبريد غالباً.

* لم يرأس الحكومة قط يهودي من السفارديم.

* أما رؤساء الدولة فكانوا كلهم إشكناز ما عدا واحد من السفارديم، مع العلم أن منصب رئيس الدولة شرفي.

* لا يمثل السفارد سوى 9 % فقط من الوظائف القيادية في المجال الاقتصادي.

وعلى الرغم من أن اليهود الشرقيين يشكلون غالبية السكان، إلا أن الـيـهـــود الإشكناز يحاولون منذ زمن بعيد المحافظة على الوجه الغربي الحضاري للدولة.

يقول »إسحاق دويتشر«: "يوجد نوع من العداوة بين اليهود الشرقيين والغربيين، إلا أنني أعتقد شخصياً أن اليهود الغربيين سوف يصهرون في النهاية الشرقيين؛ لأنـهـم يمثلون الحضارة الأرقى التي تنتصر في العادة على الحضارة الأدنى".

ومع أن الهوة بين المجتمعين واسعة جداً، إلا أنها تزداد اتساعاً عند الحديث عن يهود »الفلاشا«، فإننا نجد معظمهم يعاني من العزلة والوحدة في المجتمع الصهيوني، ويتعمد اليهود الآخرون استخدام لفظ (كوشي) بمعنى (العبيد) في التعامل مع الفلاشـــا، مما يزيد من عمق الهوة الفاصلة بين هاتين الطبقتين.

ويصور بعض ما يعانيه يهود الفلاشا قول أحدهم: »لقد كُنا في أثيوبيا بشراً أما هنا فلسنا سوى حمير، وفي الجهة المقابلة يقول رئيس وزراء إسرائيل سابقاً (ليفي أشكول): »إن كل المهاجرين متساوون، إنما هنالك مهاجرون متساوون أكثر«.

أما الحديث عن الاختلافات المذهبية بين اليهود فهو حديث ذو شجون وسآخذ بطرف منه هنا مع الإشارة إلى أن بعض تلك المذاهب قد اندثر وفيما يلي أهم المذاهب اليهودية:

1- الغريزيون: وهم (الربانيون) يلقبون أنفسهم »الحسيديم« أي الأتقياء ويعتقدون بأن عيسى عليه السلام زنديق! وإن كانوا معتقدين بظهور مسيح منتظر ، كما أنهم يوجهون العامة إلى احتقار الأمم والأديان والأجناس الأخرى.

2- القناؤون: شعبة من الغريزيين إلا أنهم يمتازون بالـتـطـــرف والعنف ويتمسكون بفكرة الوطن اليهودي الحر المستقل، وهم يفضلون الموت على أن يـبـايعـوا حاكماً أجنبياً، ومع أنها اندثرت كجماعة إلا أن أفكارها تسربت إلى الفكر الصهيوني الحديث.

3- القراؤون: من أشد أعداء الغريزيين، ويرون أن الربانيين قد استولـــوا على مقدسات إسرائيل، ومن الملفت للنظر وجود التشابه بين المنحى الفلسفي لهذه الطائـفـة مع المنحى الفلسفي عند المعتزلة.

4- الإصلاحيون: يميلون إلى التساهل في أخذ الأحكام، وينكرون التوراة كمـصـدر، وقد صرفوا النظر عن إعادة بناء الهيكل المزعوم، كما أنهم أنكروا أن يكون الخلاص مـعـنــاه إقامة دولة في فلسطين، ومما يرونه أن اليهودية دين فقط، وليست جنسية.

5- المارانوس: يعتبرهم المتأخرون من علماء اليهود خارجين عن الدين اليهودي، وكانوا في أسبانيا مدة عيشهم يظهرون النصرانية، ويبطنون اليهودية.

6- الصـهـيـونية: هي حركة التحرر الوطني اليهودي، ومن مضامينها العودة إلى »أرض الميعاد« وإقامة الدولة اليهودية عليها، ويمكن اعتبارها حركة سياسية ترفع شعاراً دينياً مع تبني العلمانية في نظم الدولة، ومن أهم أهدافها:

* المحافظة على تميز العنصر اليهودي.

* العمل من أجل العودة إلى "أرض الميعاد".

* السيطرة على جميع شعوب الأرض وتسخيرها لخدمة الجنس اليهودي.

7 -الفلاشا: طائفة من اليهود على أساس مذهبي وعرقي، حيث إنهم يسكنون شرق القارة الإفريقية وفي الحبشة بخاصة، كـمـا أنهم لا يعرفــون اللغة العبرية ولا يؤمنون بالمشنا ولا بالتلمود، إلا أنهم يؤمنون برسالة مـوسـى عـلـيـه السلام ومن بعده وبالكتاب الـمـقـدس، والجدير بالذكر أنه لا يوجد أي دليل قوي يبين مـبـدأ نشأتهم، وسبب اعتناقهم للديــن اليهودي.