بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ، اعرف عدوك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ، اعرف عدوك. إظهار كافة الرسائل

2015-04-17

(خنجر إسرائيل )...!

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/139/139651.gif
(خنجر إسرائيل )...!
الاثنين, 23 أبريل 2012

نواف الزرو*
مرة أخرى تستدعي التطورات الراهنة في المشهد العربي الممتد من فلسطين الى العراق الى مصر فالسودان, الى ليبيا, فسورية وغيرها, استحضار ما جاء في كتاب"خنجر اسرائيل" للنبش والتذكير, كي لا ننسى تلك المشاريع والمخططات الاستعمارية المتصلة التي تستهدف تفكيك وتدمير الامة...!

ففي عام 1957أصدر الكاتب الهندي"ر.ك.كارانجيا"-صاحب مجلة"بليتز"الهندية- كتابه الذي اطلق عليه "خنجرإسرائيل"الذي شبه فيه اسرائيل بخنجر أجنبي مسدد الى رقبة العالم العربي, وقد تضمن الكتاب الذي حمل مقدمة بتوقيع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, من ضمن ما تضمنه, حوارا اجراه الصحفي الهندي كارانجيا مع الجنرال الابرز في الكيان الصهيوني موشى ديان, الذي كشف النقاب عن وثيقة سرية أعدتها هيئة الأركان العامة الإسرائيلية جاء فيها:"لتقويض الوحدة العربية وبث الخلافات الدينية بين العرب, يجب اتخاذ الإجراءات منذ اللحظة الأولى من الحرب لإنشاء دول جديدة في اراضي الأقطار العربية, ومما جاء على لسان قادة الجيش الإسرائيلي فيها ايضا " لذا يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي يرسمها الهدف المزدوج التالي:

1- الاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى.

2- الاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى - ر.ك. كرانجيا / خنجر إسرائيل, الطبعة الأولى 1958 ص45".

وأوضحت الوثيقة / الخطة"أن الهدف الاقليمي الأدنى لإسرائيل هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية - المصدر السابق نفسه ص 81".

وتقضي الخطة الاسرائيلية بتقسيم العراق
الى 3 دويلات: كردية في الشمال, ينضم اليها الاكراد من الدول المحيطة, وعربية ذات اغلبية سنية في الوسط, وشيعية تلحق بايران دينيا وسياسيا في الجنوب, وتقسيم سورية الى 3 دول ايضا: درزية وعلوية وسنية, وتحويل لبنان الى دويلتين شيعية في الجنوب ومارونية في الشمال, وعندما سأل الصحفي الهندي الجنرال ديان عن كشفه لمثل هذه الخطط كان رده: لا تخف فالعرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يطبقون، وإذا طبقوا لا يتقنون)...!

ولم تكن تلك الاهداف والاطماع الصهيونية الموثقة في "خنجر اسرائيل" بلا مقدمات ومشاريع صهيونية مبيتة, فقد أشار دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الاستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى حيث قال:

"ان الدولة اليهودية المعروضة علينا بالحدود الحالية ( على يد اللجنة الملكية البريطانية ) لا يمكن أبداً أن تكون الحل المنشود لمسألة اليهود, ولا هدف الصهيونية الذي سعت إليه طويلاً, حتى لو أجريت على هذه الحدود بعض التعديلات الممكنة واللازمة لصالحنا.. إلا أنه يمكن قبولها بوصفها المرحلة الأولى والأساسية التي تنطلق منها تتمة مراحل تحقيق الوطن الصهيوني الأكبر, وذلك عن طريق بناء قوة يهودية جبارة فيها, وبأقصر وقت ممكن, ثم احتلال باقي مناطق مطامحنا التاريخية كلها - عن كتاب الصهيونية فكراً وعملاً – ص81 - ".

وكان بن غوريون"من أكثر المؤيدين لإسرائيل الكبرى على مدى سنوات عديدة وذلك في منتصف الخمسينيات, حيث كان يحلم في شبابه بدولة إسرائيلية تمتد على جانبي نهر الأردن - ميخائيل بارزوهر - صحيفة الجروزلم بوست".

وكان يوسف طرومبلدور أحد كبار الزعماء التاريخيين للطلائع الاستعمارية الصهيونية في فلسطين قد أدلى بقول تبناه كبار المنظرين الصهيونيين من بعده أكد فيه"حدودنا تكون في كل مكان يصل إليه محراث عبري - طرومبلدور في نشرة أصدرتها نقابة المعلمين الصهيونيين لصالح الكيرن كييمت - ".

وقد وثق الشاعر الصهيوني المتشدد حاييم حيفر تلك النزعة الصهيونية التوسعية العدوانية في نشيد الطلائع الصهيوني حيث قال:"نحن نمهر حدودنا بوطء أقدامنا.., ونتجاوز بخطانا بعض ما ليس لنا.. ونقتحم - حاييم حيفر من رجال البلماخ وله زاوية دائمة في صحيفة يديعوت أحرنوت".

وفي الإطار ذاته جاء في كتاب:"إسرائيل استراتيجية توسعية مغلفة بالسلام"لمؤلفه البروفسور الإسرائيلي المعروف يسرائيل شاحك :"أن رغبة إسرائيل الحقيقية هي السيطرة والنفوذ, وهدفها الحقيقي هو بسط نفوذها وسيطرتها على الشرق الأوسط برمته من المغرب حتى باكستان, وأطماعها أطماع إقليمية بالأساس إلا أنها لا تخلو من أطماع عالمية - صحيفة الأيام الفلسطينية 18/4/1998 ".

وفي الاستراتيجية والأطماع الصهيونية أيضاً كشفت وثيقة إسرائيلية أخرى وضعها ثلاثة باحثين إسرائيليين ترأسهم مهندس المياه اليشع كالي, بتكليف من إدارات حكومية رسمية, النقاب عن الأطماع الصهيونية في الأقطار العربية حيث أكدت:"أن هدف إسرائيل هو السيطرة على مصادر المياه, وجر النيل إلى النقب, والليطاني إلى طبريا.. وشق قنوات مائية تربط البحر الابيض او الاحمر بالبحر الميت، وشق واصلاح وانشاء الخطوط الحديدية والطرق المعبدة لربط الكيان الصهيوني بالدول العربية المجاورة.. والأهداف والدوافع اقتصادية وسياسية واستراتيجية - صحيفة دافار العبرية 4/6/1983 ".

وجاء في تقرير إسرائيلي آخر: لقد اعتبر الصهيونيون أرض إسرائيل المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء, ومن الجولان حتى البحر - عن نشرة كيفونيم العبرية -"

وما بين ذلك الزمن الصهيوني في الخمسينيات, والراهن العربي اليوم, نتابع كيف يوغل الخنجر الصهيوني في الجسم العربي, سواء بايد امريكية او عربية.

يتابع العدو ما يجري في البلاد العربية, ويحرص على بقاء خنجره في الجسم العربي, وما كان اطلقه الجنرال الصهيوني موشيه يعلون في صحيفة يديعوت احرونوت يشرح خطورة ذلك الخنجر اذ قال: "انه لم يعد هناك عالم عربي, ولم نعد نتكلم عن عالم عربي, ولا يوجد شيء اسمه تحالف وتضامن عربي, بل هناك لاعبون عرب لكل منهم مصلحته الخاصة, والذي يريد مصلحته عليه ان يكون مرتبطا بالولايات المتحدة القطب الاوحد الذي يتحكم بالعالم".

فهل يتعظ العرب يا ترى...?! وهل ستصبح أمة إقرأ... ؟؟


نواف الزرو*
كاتب فلسطيني وصحافي وباحث في الشؤون الفلسطينية والاسرائيلية
''متقن'' للغة العبرية قراءة وكتابة ومحادثة بعد ان قضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال، واظب لاحقاً، بعد ان خرج الى الحرية في اطار صفقة تبادل الأسرى عام 1979، على متابعة كل صغيرة وكبيرة في شأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الممتد والمتواصل والمفتوح على كل الاحتمالات والسيناريوهات، من مؤلفاته موسوعة ( الهولوكوست ) الفلسطيني المفتوح...

2015-04-15

تحميل كتاب حكومة العالم الخفية . لـ [شيريب سبيريدوفيتش].


تحميل كتاب حكومة العالم الخفية . لـ [شيريب سبيريدوفيتش].
 ترجمة مَأموُن سَعيد
تحرير وتقديم أحمَد رَاتب عَرموش
صدر من دار النفائس
إضغط على الكتاب لتحميله:

كتاب حكومة العالم الخفية [شيريب

مقدمة
{... وَيـَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64]

المؤلف والكتاب
مؤلف هذا الكتاب ، كما قدمه ناشر الطبعة الإنكليزية، هو شيريب سبيريدوفيتش Cherep Spiridovich، سليل أسرة نبيلة تتحدر من أصل اسكندنافي، وجدُّه الأعلى هو الأمير رورك Rurik الذي استدعاه السلافيون عام 862م إلى نوفجورود Novgorod حيث أسس أسرة حاكمة أعطت لروسيا اسمها.
وقد اتصف سبيريدوفيتش (بغيرة روحية دافقة هي نتاج التقاليد الإسكندنافية التي ورثها، والتعليم الخاص الذي لُقِّنه والتدريب الذي نشأ عليه. وامتاز بموهبة عجيبة في التأليف، وقدرة خارقة على الحفظ، الأمر الذي يسّر له جمع معلومات وافرة عن مواضيع مختلفة. وتضافرت هذه العوامل كلها على خلق فهمه لمتطلبات الحاضر من خلال قدرة معجزة على التنبؤ بالمستقبل) بحسب قول ناشر الطبعة الإنكليزية.
أما ما يقوله مؤلف الكتاب في كتابه، بعدما ذكر أنه لم يُضع الوقت في تحسين أسلوبه الإنكليزي، واعترف بقصور عباراته (ص 29 من الطبعة الإنكليزية) فهو الآتي : ’’وربما كان ممكنـًا تدارك كثير من عيوب هذا الكتاب لولا فقدان الشجاعة والوطنية بين الناشرين الأميركيين، وضعف مواردي الخاصة، مما اضطرني إلى اختصار المادة، وترتيبها لا في أفضل صورة، وإنما في أكثرها اقتصادًا. ومن هنا جاءت الطريقة (التلغرافية) في الكتابة، وفقدان الترابط المنطقي المتسلسل للفقرات، والأسلوب المتكلف والمصطنع. وكان هدفي الرئيس تجميع الحقائق وعرضها على الناس بسرعة قصوى ما وجدت إلى ذلك سبيلاً‘‘.
وهذا الكلام من أفضل ما يوصف به الكتاب، فهو معين لا ينضب من المعلومات عن أهم حوادث التاريخ الحديث، وأشهر القادة والرؤساء العالميين، جمعها المؤلف وحشرها في 195 صفحة باللغة الإنكليزية من دون تبويب أو ترتيب، فقد وضع لكل صفحة عنوانـًا وذكر فيها ما سمحت له الظروف أن يذكره، فنراه يتكلم في صفحة ما على (الحكومة العالمية) ثم ينتقل إلى الحديث في الصفحة ذاتها، أو في التي تليها، عن دور الروتشيلديين في فرنسا، ثم يقفز مباشرة إلى الحرب الأهلية الأميركية، كل ذلك لا يجمعه أي رابطة منطقية أو تصنيف معين، فلا الأحداث متسلسلة تاريخيًا، ولاهي مرتبة بحسب الدول أو المواضيع، وقد يعيد في صفحة ما، تحت عنوان معين، ما ذكره في صفحة أخرى تحت عنوان آخر.
ونظرًا لأهمية المعلومات التي وردت في الكتاب والتي تعطي فكرة واضحة عن خلفية الأحداث الغامضة، والقوى المحركة وراء كل حدث عجز الناس عن إيجاد تفسير منطقي له، وكي تغدو هذه المعلومات سهلة التناول، فقد عمدنا إلى ترجمة الكتاب ثم تصنيف المعلومات المهمة التي وردت فيه بحسب مواضيعها، بعدما اختصرنا ما وجدنا ضرورة لاختصاره، وأغَفلنا ما لا علاقة له بالموضوع أو كان مكررًا.
ولئن كان الكتاب ’’جلُّه عن اليهود فهو لم يوضع في الأساس ضدهم‘‘، كما ذكر ناشر الطبعة الإنكليزية في بداية مقدمته، لكن كتابته ’’بوحي من الضمير‘‘ على حد قول المؤلف، جعلت الكتاب بمجمله يأتي ضد اليهود، ويجعل الحل الوحيد لمشاكل العالم في القضاء عليهم {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: الآيـة 118].
وقد اختار المؤلف لكتابه العنوان الآتي : (حكومة العالم السرية) أو (اليد الخفية) [The Secret World Government] or [The Hidden Hand] وكتب على الغلاف (اقرأ هذا الكتاب فيتغير العالم في نظرك) و (توضيح مائة حدث تاريخي غامض).
وينطلق المؤلف في كتابه من قناعة كاملة بوجود هيئة يهودية لها صفة عالمية، قدَّر عدد أفرادها في أوائل القرن العشرين بثلاثمائة رجل يهودي يرأسهم أحدهم، نظامهم ديكتاتوري استبدادي، ويعملون وفق خطة قديمة مرسومة للسيطرة على العالم، فهم عبارة عن حكومة خفية تحكم الشعوب بوساطة عملائها، ولا تتوانى عن قتل كلِّ مسؤول أو تحطيمه إذ يحاول الخروج عن طاعتها أو يقف حجر عثرة في سبيل تنفيذ مخططاتها. ولها من النفوذ والقدرة – في نظره – ما يجعلها قادرة على إيصال أيِّ (حقير) إلى الزعامة وقمة المسؤولية وتحطيم أيِّ قائد حينما تشاء. ويشرح في كتابه دور هذه الحكومة في الأحداث والثورات والحروب العالمية لغاية سنة 1928.

المنظمة السرية
وما يسنده المؤلف إلى (حكومة العالم الخفية) شبيه بما يسنده (وليام غاي كار) في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج) إلى (النورانيين)، بينما يؤكد كتَّاب آخرون أن قيادة الماسونية العالمية – ويعطونها أسماء مختلفة – هي عبارة عن حكومة سرِّية عالمية تتحكم في شعوب العالم، من وراء ستار، حتى إن شيريب سبيريدوفيتش نفسه يقول في الصفحة 56 من الطبعة الإنكليزية، لهذا الكتاب : ’’يؤكد م.كوبند ألبنسلي M. Copind Albancelli أن القوة الخفية التي تتحرك من خلف الماسونية هي الحكومة السرية للشعب اليهودي...‘‘.
وهكذا نلاحظ أن الجميع يدورون حول فكرة وجود منظمة سرية عالمية، يختلفون في أسمائها، لكنهم ينسبون إليها الأعمال نفسها. ونرى بعضهم موضوعيّـًا في بحثه، يورد الحوادث ويستنتج منها أمورًا يقبلها العقل، بينما يظهر (الهَوس) في كتابات آخرين، فيعزون كل حدث عالمي لا يجدون له تفسيرًا إلى تلك (القوة الخفية) حسبما يسميها كل منهم.
وكي لا ننجرف نحن أيضًا وراء هؤلاء (الآخرين)، ونضيع في متاهات الاستنتاجات والمعلومات التي يقدمونها لنا، يجدر بنا أن نقف قليلا لنحدد، ولو بشكل استنتاجي، ماهيّة ودور هذه (القوة) التي لا نستطيع أن نعطيها اسمًا معينًا حتى الآن:
1- فمما لا شك فيه، وهذا أمر ثابت تاريخيًّا، أنه ظهر، خلال حقب التاريخ المختلفة، جمعيات سرية كانت تغرق في السرية (والرمزية) كلما ازداد أعداؤها في اضطهاد عناصرها وظلمهم.
2- وكثيرًا ما تعرضت هذه الجمعيات لافتضاح أمرها واعتقال أفرادها، ومن ثم شيوع طرائق تنظيمها وإفشاء أسرارها.
3- ومن الطبيعي أن التنظيمات اللاحقة تستفيد من أخطاء التنظيمات السابقة وتتأثر بها وتتحاشى هنّاتها ولو تغيرت الغايات والأهداف، فإذا ما تشابهت الأهداف فمن الطبيعي أن تتشابه (الرموز) و(الطقوس) وربما التسميات.
4- ومن المعروف تاريخيًّا أنه كان لليهود دولة بمعنى الدولة، في زمن النبي سليمان عليه السلام فقط([1])، ومنذ سنة 587 قبل الميلاد، حينما أغار بختنصر على مملكة يهوذا وساق أهلها أسرى إلى بابل، لم يستطع اليهود إقامة دولة على الرغم من محاولاتهم المتكررة التي كان يعقب كلا منها تشتت جديد وتشرُّد في مختلف أنحاء العالم، وهناك في بابل (في الأسر) اخترع زعماؤهم فكرة (الوعد) ورسَّخوا في أذهانهم خرافة (شعب الله المختار) ليحافظوا على وحدة الشعب وصفائه العنصري ويعيدوا إليه ثقته بنفسه([2]).
5- لذا لا يستبعد عقليًّا أن يعمد اليهود إلى تأسيس جمعية سرية تعمل على تحقيق أهدافهم، بل أكثر من ذلك، لا يستبعد تشكيلهم لحكومة عالمية سرية، تتألف من قادتهم ذوي الأطماع الكبيرة في السيطرة على شعوب العالم، التي يسمونها (غوييم)، وهم الذين يعتقدون أن اليهود (شعب الله المختار)، وهذا ما يجعلنا لا نستغرب، بل نميل، إلى الاعتقاد بأنه يوجد لليهود (حكومة عالمية سرية) لا وطن لها ولا أرض ولا سلطات، وهم الذين قضت عليهم طبيعتهم أن لا تكون لهم حكومة فعلية أو وطن أو أرض ودولة.
6- لكن يجدر بنا أن نتساءل، ما هو مدى سيطرة هذه المنظمة السرية أو (الحكومة الخفية) على الحكومات الحقيقية، وعلى التنظيمات العالمية، وبخاصة تلك التي ارتبط اسمها بالصهيونية العالمية، وأخص بالذكر (الماسونية).

الماسونية
هنا نترك الجواب لأحد كبار الماسون العرب في معرض دفاعه عن الماسونية. يقول الأستاذ فؤاد فضول، في كتابه (الماسونية خلاصة الحضارة الكنعانية) [ص37] ، نقلا عن جان أبي نعوم وهو من كبار الماسون أيضًا: ’’من هنا ساد الاعتقاد أن البنَّاء الحرَّ الأول كان كنعانيًّا، وأن البنَّائية( [3] ) هي بنت الحضارة الكنعانية، وهي قديمة قدم الإنسان، والصهيونية دخيلة عليها ومتجنية فكريًّا وعمليًّا ودينيًّا‘‘، ثم يفرد الأستاذ فضول فصلا مستقلا تحت عنوان (تسلل الصهيونية) – إلى الماسونية طبعًا – ومما يقول فيه : ’’ورب قائل لا يهمنا الماضي بل يهمنا الحاضر. وحاضر البنائية يظهر علاقة البنائية بالصهيونية. لمثل هذا نقول : إن التنكر للماضي هو تنكر للمستقبل ونحن نرفض بشدة قبول الأمر الواقع، ونعمل لتصحيح الحاضر‘‘.
إذًا، فالحد الأدنى من علاقة الماسونية بالصهيونية، الذي لا يختلف عليه الماسون مع غيرهم، هو تسلل الصهيونية إلى الماسونية واستغلالها. وحتى يصحح الحاضر فليس هنالك اختلاف في علاقة الماسونية بالصهيونية.
لكن فئة كبيرة من الناس تجزم بأن الماسونية بجميع محافلها تدار عن طريق التسلسل من قبل قيادة يهودية لا يدخلها غير اليهود، ومن هؤلاء مؤلف كتابنا هذا. أما الأستاذ عبد الرحمن سامي عصمت([4]) فيقسم الماسونية إلى ثلاث فرق:
الفرقة الأولى : هي الماسونية الرمزية العامَّة ذات الدرجة (33)، وهي الشائعة في جميع الأقطار، وسميت عامة لأنها للناس كافة على اختلاف أديانهم. ولها ثلاث درجات أعلاها الدرجة (33) ويسمى حاملها (أستاذًا أعظم).
الفرقة الثانية : هي الماسونية الملوكية (العقد الملوكي)، وهي متمّمة للفرقة الأولى، ويُقبل فيها الأساتذة الأعاظم الحائزين على الدرجة (33) ممن أدَّوْا خدمات جلي لتحقيق أهداف الماسونية، لكن لا يجوز لهؤلاء أن يتعدَّوا المرتبة الأولى فيها، وهي مرتبة الرفيق، إذا كانوا من غير اليهود.
الفرقة الثالثة : هي الماسونية الكونية ، وهذه لا يعرف رئيسها ولا مقرّها أحد، سوى أعضائها من رؤساء محافل (العقد الملوكي) وكلهم من بني يهودا. ولهذه الماسونية محفل واحد لا يتعدد.
وهذه الفرقة تصدر تعليماتها إلى محافل العقد الملوكي، وعن طريق هؤلاء تصل الأوامر إلى محافل الماسونية الرمزية. (انتهى ما اقتبسناه من كتاب الصهيونية و الماسونية).
ويؤكد الرأي الأخير ما كتبته مجلة القوات المسلحة بالقاهرة في العدد رقم 421 سنة 1964 :
’’ احتفل في فلسطين المحتلة بوضع حجر الأساس لأكبر محفل ماسوني في العالم، وقد تحدث في هذه المناسبة الحاخام الإسرائيلي فقال بالحرف الواحد:
أيها الأخوة الماسون من كل بلاد العالم، نحتفل اليوم بوضع الحجر الأساس لأكبر محفل ماسوني في العالم، وسيضيء الطريق أمام الماسونية لتحقيق أهدافها. إننا جميعًا نعمل من أجل هدف واحد، هو العودة بكل الشعوب إلى أول دين محترم أنزله الله على هذه الأرض، وما عدا ذلك فهي أديان باطلة(!) أديان أوجدت الفُرْقة بين أهل البلد الواحد وبين أيِّ شعب وآخر ... ونتيجة لمجهوداتكم سيأتي يوم يتحطم فيه الدين المسيحي والدين الإسلامي ويتخلص المسلمون والمسيحيون من معتقداتهم الباطلة المتعفنة، ويصل جميع البشر إلى نور الحق والحقيقة.
أيها الأخوة الماسون:
فلتجعلوا من هذا المحفل قبلة لمحافلكم. قبلة تتجهون في صلواتكم إليها إذا أردتم الخير لهذا العالم وإذا أردتم الخير لأنفسكم ...‘‘
كذلك فقد نشرت الصحف بعد الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1967 خبرًا يفيد بأن المحفل الماسوني البريطاني تقدم بطلب إلى بلدية القدس يطلب فيه شراء المسجد الأقصى لإقامة هيكل سليمان مكانه.
لكن يجب أن لا ننسى، إنصافـًا للناس، أن نشير إلى أن معظم ماسونيي بلادنا، إن لم نقل كلهم، لا يعرفون هذه الحقائق، فهم جميعهم مهما ارتفعت درجاتهم، يعتبرون في الدرجات الماسونية الدنيا، وبذلك يبقون خارج المخططات العالمية. ومنهم من يترك الماسونية عندما يسمع هذا الكلام عنها، ومنهم من يكابر على أمل يختلف بين واحد وآخر...
أما مدى نفوذ هذه المنظمة السرية، أو (حكومة العالم الخفية)، كما يريد مؤلفنا أن يسميها، على الحكومات الفعلية فهذا ما يختلف بين حكومة وأخرى، فقد يصادف أن يكون رئيس دولة ما عضوًا في بعض هذه المنظمات، بينما يمكن أن يكون رئيس آخر عدوًا لدودًا لها. كذلك فإن قوتها الفعلية أمر فيه نظر. والذي نعتقده أن ما يكتب ويذاع فيه الكثير من التهويل والمبالغة. وذلك مما يرضي قادة تلك المنظمات ويجعلهم يضحكون في سرهم مما يكتب ويذاع، وهم أعرف بأنفسهم، بل ربما ساعدوا على زيادة التهويل والتشويش ضمن مخطط مدروس لحرب نفسية مركزة.
لكننا في الوقت عَينِه يجب أن لا نقلل من أهمية دور هذه المنظمات وما قدمته وتقدمه للصهيونية العالمية، ف "إسرائيل" ليست وليدة المصادفة بل هي نتيجة تاريخ طويل من العمل الدؤوب المركز، ومخطط رهيب تمَّ تنفيذه على مراحل، ودفع اليهود ثمنه من أموالهم ودمائهم ورجالهم.

اليهود
وهذا يقودنا إلى الحديث عن أصل اليهود والتاريخ اليهودي، والأسلوب الذي اتبعوه حتى وصلوا إلى فلسطين وأقاموا دولة (مؤقتة) فيها، سنبيّن فيما بعد لماذا (مؤقتة).
فاليهود حاليًا يقسمون إلى قسمين: ساميين وأشكيناز (غير ساميين). واليهود الساميون أصلهم مختلف فيه، من المؤرخين من يجعلهم ساميين وينسبهم إلى إبراهيم الذي خرج مع والده (أور) في جنوبي العراق، وتوجهوا إلى حرَّان شمالي سورية. وهناك توفي والد إبراهيم الذي يختلفون في اسمه كذلك، ثم هاجر إبراهيم إلى أرض كنعان حوالي سنة 2000ق.م. ومن نسله جاء يعقوب (إسرائيل) ثم يوسف الذي توصل إلى مركز كبير في مِصر يشبه منصب وزير الزراعة في عصرنا الحاضر... وبقي بنو إسرائيل لاجئين في مصر حتى أخرجهم موسى عليه السلام، وهذه الرواية هي التي يميل معظم علماء اليهود إلى تأكيدها. بينما يذهب مؤرخون آخرون إلى أن اليهود خليط متنوع من الناس جمعهم الحرمان وسوء السلوك؛ فهم كالصعاليك في العصر الجاهلي أو العيارين والشطار في العصر العباسي، كانوا يغيرون على المدن الكنعانية فيعملون بها سرقة ونهبًا وحرقًا، ومع الأيام شكلوا فرقة من الناس وأصبحت لهم لغة هي خليط من اللغات القديمة، لغات الآشوريين والكنعانيين والفينيقيين([5]).
ولئن كان تاريخ اليهود الساميين مشوهًا، وأصلهم مختلف فيه، فمن الثابت أن اليهودية دين مغلق في وجه أي منتسب جديد، والمبادئ التي تحكم السلوك اليهودي (التلمود) سرّية لا يجوز الاطلاع عليها لغير اليهودي([6]) مما طور اليهودية من دين سماوي إلى ما يشبه (المنظمة السرية). فإذا أخذنا تاريخ اليهود الساميين بدءًا بالنبي موسى عليه السلام معتمدين على روايات الكتب المقدسة نجد أن موسى كان يعيش في مصر مع قومه بني إسرائيل لاجئين هناك. ثم خرج على رأس قومه هاربين من فرعون وجنوده باتجاه فلسطين. ومات موسى وقومُه تائهون في الصحراء ولم يستطيعوا أن يدخلوا فلسطين، ثم في زمن داوود، حوالي سنة ألف قبل الميلاد، دخلوا القدس، لكنهم لم يسيطروا على كل فلسطين، ولم يلبثوا بعد ابنه سليمان أن انقسموا إلى دول وممالك ... وممالكهم التي يتغنون بها في فلسطين لم تكن لتتجاوز الواحدة منها مدينة وعدّة قرى([7]). أي إنهم كانوا يطلقون على شيخ القبيلة لقب ملك. ومن أشهر ممالكهم مملكة السامرة ومملكة يهودا. وقد أغار سرجوس الإغريقي على السامرة سنة 721ق.م واحتلها. وفي سنة 586ق.م أغار بختنصر على مملكة يهودا التي كانت عاصمتها أورشليم (القدس) وحطَّم الهيكل واقتاد اليهود أسرى إلى بابل. أمَّة بكاملها، إذا صحَّت التسمية، تكون لاجئة في مصر قبل بضعة قرون، ثم تنقل بمجموعها أسيرة مسبية إلى بابل.
وهناك في بابل أرْسَخَ زعماء اليهود في أذهانهم كما ذكرنا قصة (الوعد) و(أرض الميعاد).. وكانوا يحاولون دائمًا العودة إلى فلسطين، لكن فلسطين ألحقت سنة 550ق.م بدولة الفرس، وفي سنة 160م احتلها الرومان، وبقيت كغيرها من بلاد الشام عربية محتلّة من قبل الرومان وتابعة لهم حتى فتحها المسلمون ودخل سكانها في دين الإسلام، وما زالوا أكثرية حتى هذا التاريخ (إذا استثنينا المهاجرين الجدد الذين غدوا أكثرية في الكيان الإسرائيلي بعد تهجير السكان الأصليين).
هذا هو أصل اليهود الساميين، أما الصهيونيون الذين يشكلون غالبية سكان إسرائيل الآن فهم بنسبة 82% أشكناز، أي يهود غير ساميين، حسبما تقرير المصادر الصهيونية ذاتها([8]). فقد توافدت في القرن الميلادي الأول مجموعات من العروق التركية المغولية والفنلندية إلى أوروبا قادمة من آسيا عبر الأراضي الواقعة شِمَال بحر قزوين والبحر الأسود وشكلوا في المنطقة الواقعة إلى شرقي أوروبا، وما بين بحر قزوين والبحر الأسود، مملكة عرفت باسم (مملكة الخزر) ولذلك كان بحر قزوين يسمى (بحر الخزر)، وكان الخزر وثنيين متساهلين دينيًّا([9]) ففضلوا اليهودية، بعد تحريفها على أيدي الحاخامات، على المسيحية أو الإسلام، ودخلوا كلهم في الدين اليهودي الجديد (المحرف). أما كيف انتقلت اليهودية إليهم، أو بالأحرى كيف قبلوا في الدين اليهودي، فهذا ما لا يوجد فيه رأي تاريخي مقنع([10])، وهم في نظر بعض اليهود ليسوا يهودًا لأسباب كثيرة لا مجال لتعدادها في هذه الصفحات.
وقد عاشت دولة الْخَزَر ما يقارب الخمسمائة سنة، وسيطرت على بلاد واسعة، وبلغت ذروة قوتها في القرن التاسع الميلادي، حيث تمكن السلاف بعد حروب طويلة من القضاء عليها سنة 965م. وقد تفرق الخزر اليهود إلى جماعات صغيرة حاقدة عاشت داخل المجتمع الروسي، وكانوا وراء معظم عمليات الشغب والاغتيالات السياسية في روسيا. وانتشر قسم كبير منهم في دول أوروبا الشرقية ومنها انطلقوا إلى كثير من دول العالم بخاصة الولايات المتحدة. هؤلاء هم اليهود الذين يتوافدون إلى فلسطين ويدَّعون فيها حقًّا تاريخيًّا مكتسبًا.
نستخلص مما سبق أن اليهود الساميين لم يحكموا فلسطين كلها في يوم من الأيام، والفترة التي أقاموا فيها (مملكة) كانت قصيرة جدًا، أقصِد مملكة داوود وسليمان، وماعدا تلك المملكة لم تكن الواحدة من ممالكهم لتتجاوز المدينة أو القرية وضواحيها. فهي ليست ممالك بمعنى الكلمة إنما هي أشبه بالقبائل المستوطنة، ولم يشكلوا في يوم من الأيام أكثرية في فلسطين، وليسوا هم سكانها الأصليِّين، إنما كان وضعهم الطارئ فيها دائمًا محتلين كوضعهم اليوم، وإن اليهود الذين قدموا ويقدمون إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة مهاجرين من دول أوروبا الشرقية وروسيا وغيرها، لا يمتُّون إلى العرق السامي أو اليهودية بصلة.
والنتيجة الطبيعية لعقيدة اليهود ولشعورهم بالنقص من التشرد والحرمان، مع اعتقادهم بأنهم مميزون (شعب مختار)، أنهم تحولوا إلى عناصر شغب وتخريب في كل البلاد التي حلوا فيها، واشتهروا بتنظيم الحركات السرية وكانوا وراء كل فتنة في التاريخ. لذلك نجدهم يحقدون على كل أمة، وحكومة قوية ظهرت في التاريخ. فعندما كان الإسلام قويًّا انتشر اليهود في البلاد يزرعون الفتنة، ويبذرون الفرقة، حتى غدوا وراء معظم الحركات السرية والفئات المذهبية التي شذت عن الإسلام. وبعدما دخل المسلمون في دور الانحطاط وأصبحت قيادة العالم بيد الأمم المسيحية، نقلوا نشاطهم إلى تلك البلاد. فهم على الرغم من انحطاط المسلمين لم يستطيعوا حتى شراء فلسطين بأموالهم. وحتى السلطان عبد الحميد الذي تنسب إليه كتب التاريخ كل نقيصة كان موقفه من هرتزل (قاد هرتزل الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، وقد رفض السلطان استقباله وأرسل إليه الكلام المذكور فيما بعد عن طريق رفيقه نيولنسكي) كما ورد في (يوميات هرتزل ص35، منشورات مركز الأبحاث – التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) كما يأتي:
قال السلطان لي:
’’ إذا كان هرتزل صديقك بقدر ما أن صديقي فانصحه أن لا يسير أبدًا في هذا الأمر. لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدًا من البلاد، لأنها ليست لي بل لشعبي. لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم وقد غذوها فيما بعد بدمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا. لقد حاربت كتيبتان من جيشنا في سورية وفلسطين، وقتل رجالنا الواحد بعد الآخر في (بلفنة) لأن أحدًا منهم لم يرض بالتسليم وفضلوا أن يموتوا في ساحة القتال. والإمبراطورية العثمانية ليست لي وإنما للشعب التركي، لا أستطيع أبدًا أن أعطي أحدًا أيَّ جزءٍ منها. ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسِّمت الإمبراطورية فقد يحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا جثثـًا ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان‘‘ (ص 378 النص الأصلي).
ما الذي حصل بعدما يئس اليهود من السلطان؟ استطاعوا بوساطة يهود الدونما القيام بانقلاب عليه، وحمل له كتاب التنازل يهودي منهم (قره صو)، ولم يكن عبد الحميد جاهلا للأسباب الرئيسَة التي أدت إلى خلعه.
وقد ظهر ذلك جليًّا في رسالة([11]) وجهها السلطان بعد خلعه إلى الشيخ محمود أبي الشامات في دمشق، يذكر له فيها ما عرض عليه زعماء جمعية الاتحاد (جون تورك) مقابل السماح لليهود بتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد رسول الله رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين.
أرفع عريضتي هذه إلى شيخ الطريقة العليَّة الشاذلية، إلى مفيض الروح والحياة. إلى شيخ أهل عصره الشيخ محمود أفندي أبي الشامات وأقبل يديه المباركتين راجيًا دعواته الصالحة.
بعد تقديم احترامي، أعرض أنني تلقيت كتابكم المؤرخ في 22 مايس من السنة الحالية، وحمدت المولى وشكرته أنكم بصحة وسلامة دائمتين.
سيدي: إنني بتوفيق الله تعالى مداوم على قراءة الأوراد الشاذلية ليلا ونهارًا، وأعرض أنني ما زلت محتاجًا إلى دعواتكم القلبية بصورة دائمة.
بعد هذه المقدمة أعرض لرشادتكم ، وإلى أمثالكم أصحاب السماحة والعقول السليمة، المسألة المهمة الآتية كأمانة في ذمة التاريخ:
إنني لم أتخلَّ عن الخلافة الإسلامية لسبب ما، سوى أنني بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم اضطررت وأجبرت على ترك الخلافة.
إن هؤلاء الاتحاديين قد أصروا وأصروا علي بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدسة (فلسطين)، ورغم إصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف.
وأخيرًا وعدوا بتقديم (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهبًا، فرفضت التكليف بصورة قطعية أيضًا. وأجبتهم بالجواب القطعي الآتي:
(إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبًا – فضلا عن (150) مائة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهبًا – فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي. لقد خدمت المِلَّة الإسلامية، والأمة المحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة فلن أسِّود صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانيين. لهذا لن أقبل بتكليفكم بوجه قطعي أيضًا).
وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى سيلانيك. فقبلت بهذا التكليف الأخير.
هذا وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطَّخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة ، فلسطين..
وقد كان بعد ذلك ما كان. ولذا فإنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعالي. وأعتقد أن ما عرضته كافٍ في هذا الموضوع المهم، وبه أختم رسالتي هذه.
ألثم يديكم المباركتين، وأرجو وأسترحم أن تتفضلوا بقبول احترامي.
سلامي إلى جميع الإخوان والأصدقاء.
يا أستاذي المعظم
لقد أطلت عليكم البحث. ولكن دفعني إلى هذه الإطالة أن نحيط سماحتكم علمًا.ونحيط جماعتكم بذلك علمًا أيضًا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خادم المسلمين
عبد الحميد بن عبد المجيد

كتاب حكومة العالم الخفية [شيريب

كتاب حكومة العالم الخفية [شيريب

اليهود والعالم المسيحي
وقد استطاع اليهود أن ينعزلوا عن المجتمعات التي عاشوا معها، وحافظوا على لغتهم ومعتقداتهم، وأقاموا فيما بينهم تعاونـًا وثيقـًا رغم انتشارهم في معظم بلدان العالم. والأسس العامة التي اتبعوها للسيطرة على العالم المسيحي وتحطيمه، قد لا تخرج كلها عما ورد في رسالة نشرتها سنة 1880 مجلة البحوث اليهودية الفرنسية قالت : (في 13/1/1489 كتب شامور حاخام مدينة إرل من أعمال مقاطعة بروفانس إلى المجمع اليهودي القائم في الآستانة يستشيره في بعض الحالات الحرجة. ومما جاء في الكتاب (إن الفرنسيين في اكس وإرل ومرسيليا يهددون معابدنا ، فماذا نعمل؟ ... فجاءه الجواب الآتي([12]):
أيها الأخوة الأعزاء،
بأسى تلقينا كتابكم. وفيه تطلعوننا على ما تقاسونه من الهموم والبلايا. فكان وقع هذا الخبر شديد الوطأة علينا. وإليكم رأي المرازبة والحاخامات:
- بمقتضى قولكم: إن ملك فرنسا يجبركم أن تعتنقوا الدين المسيحي.
اعتنقوه، لأنه لا يسعكم أن تقاوموا، غير أنه يجب أن تبقوا شريعة موسى راسخة في قلوبكم.
- بمقتضى قولكم: إنهم يأمرونكم بالتجرد من أملاككم.
فاجعلوا أولادكم تجارًا ليتمكنوا رويدًا رويدًا من تجريد المسيحيين من أملاكهم.
- بمقتضى قولكم : إنهم يعتدون على حياتكم.
فاجعلوا أولادكم أطباء وصيادلة ليعدموا المسيحيين حياتهم.
- بمقتضى قولكم : إنهم يهدمون معابدكم.
فاجعلوا أولادكم كهنة وإكليريكيّين ليهدموا كنائسهم.
- بمقتضى قولكم : إنهم يسومونكم تعدِّيات أخرى كثيرة.
فاجعلوا أولادكم وكلاء دعاوى، وكتبة عدل، وليتداخلوا دائمًا في مسائل الحكومة، ليخضعوا المسيحيين لنيركم. فتستولوا على زمام السلطة العالمية. وبذلك يتسنى لكم الانتقام.
سيروا بموجب أمرنا هذا، فتتعلموا بالاختبار أنكم بهذا الذل وهذه الضعة التي أنتم فيها ستصلون إلى ذروة القوة والسلطة الحقيقية.

في 13 كاسلو (ت2) 1489

التوقيع
أمير يهود القسطنطينية

كتاب حكومة العالم الخفية [شيريب

وكان زعماؤهم يعقدون الاجتماعات السرية ليضعوا أسس التعاون فيما بينهم، ويرسخوا الخطط التي توصلهم إلى أهدافهم، ولعل أهم اجتماع كشف أمره وذاع سره هو مؤتمر بال في سويسرا سنة 1897، الذي خصص لوضع خطة تنفيذية لإقامة وطن قومي يهودي، ومتابعة تنفيذ ما جاء في (بروتوكولات حكماء صهيون). وقد جاء في البروتوكول الأول حول الموضوع الذي نحن بصدده: ’’إن الشعب لدى المسيحية أضحى متبلد الذهن تحت تأثير الخمر، كما أن الشباب قد انتابه العته لانغماسه في الفسق المبكر الذي دفعه إليه أعواننا من المدرسين والخدم والمربيات والنساء اللواتي يعملن في أماكن اللهو، ونساء المجتمع المزعومات اللواتي يقلدنهن في الفسق والترف‘‘.
’’ لقد كنا أول من صاح في الشعب فيما مضى بالحرية والمساواة والإخاء، تلك الكلمات التي راح الجهلة في أنحاء العالم يرددونها بعد ذلك بلا تفكير أو وعي ... وإنهم لفرط ترديد هذه الكلمات حرموا العالم من الإخاء كما حرموا الأفراد من حريتهم الشخصية الحقيقية‘‘.
وكانوا ينقلون مراكز قياداتهم السرية ونقاط تركيز نشاطهم من فرنسا إلى إنكلترا ثم أمريكا، بحسب تطور تلك القوى وقدرتها على التأثير في الأحداث الدولية، هكذا كان محطُّ رحالهم الأخير في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي القوة العالمية الناهضة التي ستكون أكثر القوى فاعلية في الأحداث الدولية. جاء في الصفحة 13 من الطبعة الإنكليزية لهذا الكتاب([13]) ’’ إن السيد برسبين يؤكد بأننا لا نقبل جماهير الآسيويين، غير أن الواقع يكذب ما ذهب إليه، إذ أن أسوأ أنواع اليهود المغول الآسيويين تتدفق على الولايات المتحدة ليل نهار في كتل بشرية متتابعة، وكثير من المكاتب اليهودية تزوِّر جوازات سفر لليهود، فالمهاجرون إلى نيويورك قلما يكونون من غير اليهود، وهم يتظاهرون بأنهم بولنديون أو روس أو أيرلنديون‘‘.
ولم يكن زعماء الولايات المتحدة الأميركيون غير مدركين للخطر. فقد جاء في خطاب لأحد زعماء الاستقلال بنجامين فرانكلين([14]) عند وضع دستور الولايات المتحدة سنة 1789:
’’ هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود‘‘.
’’ أيها السادة في كل أرض حلَّ بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون في غيرهم، وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليًّا، كما هي الحال في البرتغال وأسبانيا‘‘...
’’ منذ أكثر من /1700/ سنة واليهود يندبون حظهم العاثر، ويعنون بذلك أنهم قد طردوا من ديار آبائهم(!)، ولكنهم أيها السادة، لن يلبثوا إذا أعطتهم الدول المتحضرة اليوم فلسطين أن يجدوا أسبابًا تحملهم على ألا يعودوا إليه. لماذا؟ لأنهم طفيليات، لا يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين المسيحيين وغيرهم ممن لا ينتمون إلى عرقهم‘‘.
’’إذا لم يبعد هؤلاء من الولايات المتحدة بنص دستورها، فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة سنة إلى حد يقدرون معه على أن يحكموا شعبنا ويدمروه، ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوتات المالية، يفركون أيديهم مغتبطين‘‘.
’’ إنني أحذركم أيها السادة: إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيًا، فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم. إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط‘‘.
’’ إن اليهود خطر على هذه البلاد إذا ما سمح لهم بحرية الدخول. إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لا بد من أن يستبعدوا بنص الدستور‘‘([15]).


ولكن على الرغم من كل ذلك فقد استطاع اليهود، بإتباعهم جميع الطرق الملتوية أن يسيطروا على الولايات المتحدة ومعها هيئة الأمم التي يشغلون فيها أهم المناصب. إن المرشحين لرئاسة الجمهورية في أميركا يتبارون لكسب ودِّ أصغر يهودي. وقد لا نغالي إذا قلنا إن الولايات المتحدة (ربيبة إسرائيل) وليس العكس، وإن رئيس وزراء إسرائيل هو الذي يرجح كفة المرشح ليغدوا رئيسًا، والرئيس الأميركي ما هو إلا أفضل قارئ لما يكتبه مستشاره اليهودي. هذا مع أن معظم الأميركيين يكرهون اليهود كراهتهم للزنوج وأكثر. لكن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العام عن طريق الإذاعة والتلفزيون والصحف ودور النشر والسينما .. وما زالوا يجهدون للإجهاز على المجتمع الأميركي بترويج الشذوذ الجنسي والحشيش والأفيون، وجميع (الصرعات) التي تظهر متلاحقة في المجتمع الغربي.

الشيوعية والصهيونية
أما الشيوعية، وهي القوة العالمية الثانية في العالم، وهي (فكرة يهودية) وضعها كارل ماركس (اليهودي)، فيكفينا أن نذكر عدد اليهود في اللجنة المركزية اليهودية أيام لينين وستالين لندرك العلاقة بين الشيوعية والصهيونية. ويجب أن لا يفوتنا أن روسيا هي ثاني دولة اعترفت بإسرائيل وأبدت استعدادها للتدخل عسكريًا لحمايتها.
في زمن لينين سنة 1918 تألفت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وهي أعلى سلطة في الاتحاد السوفيتي، على الشكل الآتي([16]):
(برونشتاين [تروتسكي] ، ابفلبوم [زينوفييف] ، لوري [لارين] ، أوريتسكي ، فولودارسكي ، روزبنفيلدت [كامينيف] ، سفيردلوف [يانكل] ، ناخامكي [ستيكلوف])، ويقول ويلتون (المؤلف) إن هؤلاء التسعة هم يهود جميعًا. ومعروف أن اللجنة المركزية كانت مؤلفة من 12 عضوًا. وغني عن البيان أن لينين كان متزوجًا يهودية وأمه يهودية أيضًا.
أما في أيام ستالين فقد تألفت اللجنة المركزية، كما ورد في كتاب (حكام روسيا) للكاهن دانيس فاهي : ’’إن اللجنة المركزية الشيوعية (سنة 1936) تألفت من 59 عضوًا، منهم 56 عضوًا يهوديًا، والثلاثة الآخرون كانوا متزوجين بيهوديات، ومنهم ستالين نفسه ..‘‘ (وعدَّد الأسماء).
وعلى الرغم من التبدل الأخير في سياسة روسيا تجاه إسرائيل، فما زالت تصرُّ على أن إسرائيل خُلقت لتبقى وترفض بحث أية فكرة تتناول الكيان الإسرائيلي. وتكتفي بتنفيذ دورها في لعبة ما يسمونه بـ(التوازن في المنطقة).
ويجب أن لا يغرب عن بالنا أيضًا أن اليهودي يكون شيوعيًا أو رأسماليًا أميركيًا أو يوغسلافيًا أو ...، ولكنه يبقى فوق كل ذلك، وقبل كل ذلك، يهوديًا (فقد بقي اليهود بسبب التلمود، بينما بقي التلمود في اليهودي) كما يقول إسرائيل أبراهامز([17]).

"إسرائيل"
.... واليوم قطعت الصهيونية العالمية شوطًا كبيرًا من مخططاتها ... وجاءت إسرائيل مولودًا غير شرعي للتآمر الدولي على الحق العربي، لكن أحلام (الشعب المختار) أكبر من إسرائيل وأكبر من فلسطين. يقول الدكتور ناحوم غولدمان([18]) :
’’ لم يختر اليهود فلسطين لمعناها التوراتي بالنسبة إليهم، ولا لأن مياه البحر الميت تعطي سنويًا، بفضل التبخر، ما قيمته ثلاثة آلاف مليار دولار من المعادن وأشباه المعادن، وليس أيضًا لأن مخزون أرض فلسطين من البترول يعادل عشرين مرة مخزون الأميركيتين مجتمعتين، بل لأن فلسطين هي ملتقى طرق أوروبا وآسيا وأفريقيا، ولأن فلسطين تشكل بالواقع نقطة الارتكاز الحقيقية لكل قوى العالم، ولأنها المركز الإستراتيجي العسكري للسيطرة على العالم‘‘.
لن نطيل الكلام على أحلام اليهود ومعتقداتهم، باختصار هم يعتقدون أنهم فوق البشر. وأفراد جميع الشعوب ، ويسمونها (غوييم)([19])، إنما خُلقوا ليكونوا عبيدًا وخدمًا لبني إسرائيل. ومعتقداتهم تبيح لهم إتباع أقذر الوسائل لتحقيق أهدافهم مما لا يقرُّه أيُّ دين سماوي أو مبدأ أخلاقي.
لكن نظرة سريعة إلى التاريخ ترينا أن الخذلان والفشل كان حليفهم في كل محاولاتهم منذ السبي إلى بابل، وذلك لأنهم كلما قامت لهم قائمة ظهر سلوكهم على حقيقته .. فيتحول إشفاق العالم إلى نقمة ويتذكر الناس مخازيهم عبر التاريخ.
لقد خُلقت "إسرائيل" في ظروف معينة جعلت الدول الكبرى، التي لا تتفق على قضية، تتفق على إيجاد إسرائيل. ومع كثيرًا من الزعماء كانت لهم مصلحة مع الصهيونية العالمية، فإن كثيرًا منهم أيضًا كانت تسيطر عليه فكرة (الشفقة)، وهذا ما كان يسيطر على الشعوب أيضًا، نتيجة لما فعله النازيون باليهود. ولذلك ما زالت المساعدات الألمانية تتدفق على إسرائيل تعويضات عن جرائم النازيين بحق اليهود!
وعلى الرغم من كل مظاهر القوة لدى دول إسرائيل، فإنها ما زالت تعيش على المساعدات الخارجية، ولو انقطعت تلك المساعدات لانهارت الدولة الهجين تلقائيًّا وفقدت جميع مقومات وجودها.
إن إسرائيل تحمل في ذاتها أسباب دمارها، وقد بدأ يظهر سريعًا سلوكها ومعتقداتها وأطماعها. ومثال بسيط يكشف القناع عن وجهها. فعندما قام شباب من الفدائيين باحتجاز الفريق الرياضي الإسرائيلي للألعاب الأولمبية لعام 1972 في ميونيخ، وطالبوا بالإفراج عن زملاء لهم معتقلين في "إسرائيل" مقابل تركهم أعضاء الفريق الرياضي، دبَّرت إسرائيل مذبحة مروعة لرياضييها وللفدائيين، وذلك كي تجد مبررًا لإراقة الدماء. وقام جيشها يوم السبت الذي يسبق يوم عيد الغفران([20])، سنة 1972 بالهجوم على لبنان، وقتلَ مئات الأطفال والأبرياء، مع أنه يحرم العمل يوم السبت، لكن قتل غير اليهودي فيه قربى لله، بحسب معتقداتهم، أعظم من التعطيل عن العمل في يوم عيدهم.
إن العقائد التلمودية اليهودية، وعدم أحقية إسرائيل في أرض العرب، وقلة عدد اليهود في العالم، ولو اجتمعوا، وكون الدولة اليهودية إنما قامت وما زالت على المساعدات الخارجية وشفقة العالم، كل ذلك وغيره من عوامل كافية لانهيار الكيان الدخيل على المنطقة.
لكن يجب أن ندرك أن الانهيار لن يحدث تلقائيًا، وبخاصة أن الدول الكبرى ما زالت تصرُّ على موقفها من الكيان الإسرائيلي. ولكي لا نغالي في التفاؤل نسارع إلى القول بأن إسرائيل لو استطاعت أن تتدارك بعض هذه النواحي السلبية، مثلا لو استطاعت أن تستغني عن المساعدات الخارجية لـَصَعُبَ إنهاؤها.
إن إسرائيل تحمل شعار (عليَّ وعلى أعدائي يا رب) ولا مانع لديها من جرِّ العالم كله إلى حرب عالمية لا تُبقي ولا تذَر، لكنها قد لا تستطيع توريط الشعوب في حرب فيها دمارها، والتوازن الدولي يمكن أن يسمح للعرب بتصفية حساباتهم مع إسرائيل منفردين، لو أنهم استطاعوا الاستفادة من اللعبة الدولية، اللعبة التي تغيّرت قواعدها مع انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرُّد الولايات المتحدة بقيادة العالم.
ولا يخفى على ذي بصيرة أن الولايات المتحدة تعدُّ إسرائيل ربيبتها، وولاية من ولاياتها، أو حاملة طائرات من طائراتها، في حين (يتمتع رئيس الوزراء الإسرائيلي بسلطة على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تفوق تلك التي يملكها في بلاده نفسها)([21]).
حدثني رئيس إحدى البعثات العربية إلى الأمم المتحدة قال : استقليت سيارة أجرة من مبنى الأمم المتحدة إلى منزلي، وفي الطريق تبادلنا الحديث، فإذا به يهودي، قال : ’’نحن اليهود قليلو العدد لا نستطيع أن نحكم العالم ، ورأينا الولايات المتحدة تحكم العالم، فعملنا على أن نحكم الولايات المتحدة، وبذلك نتحكم بالعالم‘‘. هذا حديث سائق سيارة أجرة يهودي، فأين زعماؤنا ومفكرونا وأهل الرأي فينا من هذا؟
لا شك أننا بحاجة إلى تفكير يتماشى مع العصر، وعمل لا يتحدُّه حدود، وإلا غدونا من الأمم البائدة، لا يتوافر من يقرأ الفاتحة على أرواحنا.

نهاية إسرائيل
إن قوة العرب الذاتية أكبر من كل تصور، على الرغم من جميع مظاهر الضياع السائدة، ما يجعل التفوق إلى جانبهم فور استغلالهم طاقاتهم المبعثرة، لدى العرب من العلماء والمهندسين والأطباء والمخترعين والضباط والمتخصصين و... أضعاف ما عند اليهود. والعرب عاطفيون، والعاطفة سلاح ذو حدَّين، فكما يتصف أصحابها بالتسرع وطيب القلب وربما السطحية في مناقشة الأمور .. فهم يجودون بأرواحهم رخيصة في سبيل ما يؤمنون به، وثأرًا لكرامتهم إذا ما ثلمت.
إن اتحاد العرب، وتوحيد جيوشهم وتقديم الكفاءة في كل بلد عربي على الولاء، وتوظيف طاقات الأمة العربية في المعركة، يحوِّل واقع الهزيمة إلى نصر، واستجداء السلاح إلى تصنيعه، والندب على حائط مبكى العموم في هيئة الأمم إلى فرض الشروط على مجلس الأمن.
كل هذا ممكن، وغيره كثير، لا نريد أن نسترسل فيه، فهو كالحلم اللذيذ، لكن هذا الحلم يمكن أن يصبح حقيقة، وعندها سيحمد العالم الذين أوجدوا إسرائيل أن جمعوا اليهود في فلسطين، وستطل روح مؤلف كتابنا هذا من السماء ضاحكة من كل جهد بذله الصهيونيون وأضاع هو الوقت في تسطيره في كتاب.

أحمد راتب عرموش
____________________________________________

الهوامش
[1] توفي النبي سليمان عليه السلام حوالَي سنة 922ق.م، ويصعب الجزم بوجود أيِّ علاقة نسبية بين سليمان وشعبه من جهة ويهود أوروبا، وهم الطبقة الحاكمة والمميزة في إسرائيل اليوم من جهة أخرى. ذلك أن بعض المؤرخين يؤكدون أن معظم يهود أوروبا هم من الخزر الذين كانوا يقطنون جَنوبَ البحر الأسود، كما سنوضح فيما بعد.
[2] لمزيد من الإيضاح حول هذه الفكرة راجع : (( التوراة : تاريخها وغاياتها)) و ((تاريخ فلسطين القديم)) للأستاذ ظفر الإسلام خان، وكلاهما من منشورات ((دار النفائس)).
[3] ((البنَّائية)) هو الاسم الذي يطلقه الماسون على الماسونية.
[4] كتاب ((الصهيونية و الماسونية)) ، عبد الرحمن سامي عصمت.
[5] للمزيد من التوسع في هذا الموضوع راجع كتاب الأستاذ أديب العامري وحديثه إلى مجلة ((الحوادث)) عدد814 سنة 1972، و((العرب واليهود في التاريخ)) للدكتور أحمد سوسة.
[6] راجع ((التلمود)) للأستاذ ظفر الإسلام خان، منشورات دار النفائس.
[7] راجع ((تاريخ فلسطين القديم)) للأستاذ ظفر الإسلام خان، منشورات دار النفائس.
[8] راجع (( الموسوعة اليهودية)) The Jewish Encyclopedia و ((موسوعة بيرز)) وكتاب ((أحجار على رقعة الشطرنج)) لـ وليام غاي كار.
[9] راجع موسوعة ((فانك أند واغنلز)) Funk and Wagnalls.
[10] اليهود لا يعترفون بيهودية إنسان ما لم يكن من أم يهودية، وقد اعترض الحاخام الأكبر في حيفا على زواج واحدٍ من ضباط المظلات من غاليا بن غوريون ((حفيدة بن غوريون)) لأنها من أم مسيحية، والحجة التي قدمها الحاخام ((ليس هناك أيُّ إثبات على أنها يهودية)) (جريدة لوموند،24 شباط 1968).
[11] كنت قد حصلت على صورة هذه الوثيقة منذ فترة من الزمن، وقبل نشر هذا الكتاب، وفي وقت كنت أقوم فيه بالتحقق من صحتها وكيفية وصولها إلى أبي الشامات، نشرت مجلة العربي، في عددها رقم 69 (ديسمبر) 1972، مقالا قيمًا للأستاذ سعيد الأفغاني تحدث فيه عن هذه الوثيقة وقصتها، وقد جاء فيه : ’’كان الشيخ محمود أبو الشامات شيخ الطريقة الشاذلية اليشرطية، وأول خليفة لصاحب الطريقة الشيخ علي اليشرطي المشهور ... وكان راغب رضا بك ، مدير القصر السلطاني أيام السلطان عبد الحميد، من مريدي الشيخ، وكلما زار الشيخ (إستانبول) نزل عند مريده مدير القصر. والظاهر أن السلطان الذي لا تخفى عليه خافية من شؤون حاشيته، اطلع على الأمر، فسأل مدير قصره عمَّن يكون ضيفه، فأخبره أنه شيخه في (الطريق) ووصف له حاله ما ملأ سمع السلطان وهاجَهُ لاستزارته. فلما اجتمع به ملأ عينه وقلبه، وطلب منه (الطريق) فلباه، وأصبح السلطان من تلاميذ الشيخ في الشاذلية وأورادها وأذكارها، وقد عرفت أن الشيخ حسن الحاضرة، تتقبله القلوب، فتعلق به السلطان. كما أخذ عنه (الطريق) جملة من وجهاء إستانبول وموظفي القصر السلطاني وجنوده وحراسه. فلما خلع السلطان ووضع في قصر (سيلانيك) كان من الحراس الذين أقيموا عليه، أحد تلاميذ الشيخ أبي الشامات، وعن طريقه كانت تتم المواصلة السريَة الكتابية بين الشيخ والسلطان المخلوع، وحفظ الزمان لنا هذه الرسالة التي أرسلها السلطان إلى الشيخ‘‘. وقد احتفظ الشيخ بهذه الرسالة سرًا طوال عهد الاتحاديين ثم أطلع عليها بعض خلصائه، وبعد وفاته حافظ عليها أولاده أيضًا، وهذه أول مرة تنشر في كتاب.
[12] وردت الرسالة مع بعض الاختلاف في النص في كتاب ((اليهود))، إعداد زهدي الفاتح ص114، مأخوذة عن كتاب صدر سنة 1608 بعنوان ((((La Silva Curiosa.
[13] مؤلف الكتاب عن Plain English , August, 13 , 1921.
[14] عن مجلة المسلمون العدد 7 سنة 1955 ، عن وثيقة معهد بنجامين فرانكلين في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.
[15] للقارئ أن يقرر ما تحقق من نبوءة فرانكلين ... لقد أصبح رئيس الولايات المتحدة من الصهيونيين المسيحيين، وغدا ألعوبة بأيدي مستشاريه اليهود. وصار أحفاد بنجامين فرانكلين وزملاؤه، من أبطال الاستقلال الأميركي، يقاتلون في أفغانستان والعراق وغيرهما من بلاد العالم نيابة عن اليهود، ولتحقيق مصالح اليهود والمرابين من المتصهينين وتجار الحروب.
[16] كتاب ((أيام رومانوف الأخيرة)) مؤلفه ((روبير ويلتون)) مراسل التايمز اللندنية في روسيا. (الصفحة 136
- 138 من الطبعة الفرنسية الأصلية).
[17] ((التلمود: تاريخه وتعاليمه)) ص34.
[18] من محاضرة له في مونتريال في كندا عام 1947، نشرتها جريدة (الاتحاد الوطني) في مونتريال عدد12/53 عام 1953.
[19] للتوسع في المعنى (الغوييم) راجع (التوراة: تاريخها وغاياتها) منشورات (دار النفائس).
[20] هو العيد الذي يصادف العاشر من تشرين (العبري) ويتميز بالصيام الكامل والصلاة المستمرة والاعتراف بالذنوب والخطايا. ((والاعتراف بالخطايا، الذي يكرر مرات متعددة في أثناء النهار، يعدد فقط الخطايا الشكلية ولا يشمل الجرائم ضد باقي البشرية)) (عن روفائيل باتاي رئيس قسم الأبحاث في معهد تيودور هرتزل، وناشر موسوعة الصهيونية وإسرائيل). وهكذا لم يكن على اليهود أن يعترفوا بقتلهم الضحايا أثناء عدوانهم على لبنان، فهي ليست أخطاء شكلية!
[21] بول فندلي Paul Findley، ويجرؤون على الكلام ص92.

تحميل كتاب حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم سري في العالم


كتاب حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم سري في العالم
حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم سري في العالم

منصور عبد الحكيم
الماسونية - أسم يثير حوله الكثير من الغموض والريبة..بل لا يكاد يثير سواهما فليس من السهل معرفة أشياء تعبر عن حقيقتها وأهدافها دون التستر خلف أفكار ومعانى أخرى. وفي هذا الكتاب الذى ما هو إلا حلقة من سلسلة يتناول "الماسونية" قام المؤلف بدراسة لنشأتها وحقيقة فكرها فتعرض لهذا الفكر من الزوايا التى اختارها ( الماسون) أنفسهم. ليس هذا فحسب وإنما توغل في تفاصيلها المختلفة من رموز ودرجات ومحافل ومراسم إنضمام وصلوات واناشيد.

يستعرض المؤلف في كتابه أيضاً الماسونية القديمة و الحديثة ومدى تنوع طقوسها بين دول العالم. يقوم المؤلف يعرض لكل هذه المعلومات الموثقة والخطيرة لجمعها في خيط واحد يستدل منه على أهداف الماسونية الحقيقة فتلخص في ( السيطرة على العالم لصالح الصهيونية) وهو هدف يتخفى خلف ستار ( الحرية والمساواة والإخاء) وهو ستار ينخدع به الكثيرون ممن يأتى ذكرهم في الكتاب كماسونين سابقين.. فهو - الكتاب - دراسة حافلة بالعديد من المعلومات القيمة حول أقدم تنظيم سرى حول العالم.

كتاب حكومة العالم الخفية-اقدم تنظيم

مجموعة من 15 جزء، تطرح حقيقة ما يجري بالعالم من خفايا الأحداث ومؤامرات وحقائق، وتكشف السلسلة اموراً غامضة سيتفاجئ منها البعض عن طبيعة ما يجري خلف الكواليس:
لتحميل الكتب إضغط على العنوان:

1- النشأة.الاهداف.الطقوس

2- العالم رقعة شطرنج منظمات سرية تحرك العالم.

3- من يحكم العالم اصابع خفية تقود العالم.

4- الاسرار الكبري للماسونية واهم الشخصيات الماسونية.

5- اوراق ماسونية سرية للغاية المخطط السري للسيطرة.

6- مؤامرات وحروب صنعتها الماسونية للسيطرة علي العالم.

7- حكومة الدجال الماسونية الخفية.

8- دولة فرسان مالطا وغزو العراق.

9- سلالات وعائلات و منظمات تحكم العالم.

10- بروتوكولات حكماء صهيون-المخططات .الماسونية

2014-11-23

أكاذيب أشاعها اليهود

أكاذيب أشاعها اليهود

أسامة شحادة
كعادته دوماً أهداني الصديق العزيز د. عيسى القدومي كتابه الأخير "أكاذيب أشاعها اليهود" وهو في الأصل جزء من رسالته للدكتوراه، والكتاب صدر عن مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية مطلع عام 2014، ويقع في 420 صفحة.

ويقوم الكتاب على حصر الشبهات والأكاذيب التي يروجها اليهود حول أحقيّتهم في القدس وفلسطين، وشبهاتهم حول تدني مكانة القدس في الإسلام، ومزاعمهم أن المسجد الأقصى ليس في القدس.

لكنه قبل سرد الشبهات وتفنيدها قدم بمقدمات مهمة أُلخّصها في قضيتين:

أولاً: كشف منهج التزييف الذي يمارسه اليهود والذي كان من نتائجه هذه المزاعم والأكاذيب التي فندها الكتاب، ومنهج اليهود في التزييف يقوم على طريقتين: قلب الحقائق باختراع الأكاذيب وترويجها، والسكوت وإهمال الحقائق المتعارضة مع مصالحهم.

وقد بين الله عز وجل لنا في القرآن الكريم جريمة اليهود بتحريف التوراة فقال تعالى: (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) [آل عمران، 78]، ومن تجرأ على كلام الله تعالى بالتحريف والتزوير فجرأته على تزوير التاريخ والواقع ستكون أكثر وأكبر.

وبخلاف الشبهات والأكاذيب التي زوروا بها التاريخ فإنهم عمدوا للواقع فزوّره من خلال هدم مئات القرى الفلسطينية وتسويتها بالتراب، والبناء على أنقاضها مستعمرات ومستوطنات بأسماء عبرية، ومبالغة في التزوير يقومون ببنائها بأحجار بيوت الفلسطينيين بدون استخدام الإسمنت لخلق وهم وانطباع بقِدم هذه المستوطنات لدى العابرين من أمم الأرض لزيارة فلسطين!!

ثانياً: استعرض د. القدومي كتابات وجهود المشككين بمكانة المسجد الأقصى عند المسلمين، وهم أربعة أصناف:

1-المستشرقون اليهود، وهذا جانب يغفل عنه كثير من الناس، فاليهود كان لهم منذ نشأة الإسلام جهود خبيثة لضرب الإسلام وتشويهه، سواء بشكل مباشر، كما يتضح ذلك حين سأل كفار قريش كعباً بن الأشرف اليهودي: من أفضل نحن أم محمد؟ فأجابهم: إنكم يا كفار قريش أفضل من محمد وأصحابه، فأنزل الله تعالى قوله: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) [النساء، 51]، أو بشكل غير مباشر كما قال تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمِنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) [آل عمران، 72]، ثم رأينا دور عبدالله بن سبأ اليهودي وأمثاله في الاندساس بين صفوف المسلمين وتأليب الناس في مصر والعراق على الخليفة الثالث عثمان بن عفان، حتى قتلوه، ثم بدأ ابن سبأ بنشر بعض العقائد اليهودية بين المسلمين لكنه كساها حلة إسلامية، فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بن أبى طالب بالخلافة من بعده كما أوصى موسى بن عمران ليوشع، ومن هنا نشأت وبدأت مسيرة فرقة الشيعة.

ولا يزال اليهود لليوم يمارسون هذا الدور المعادي للإسلام عبر جحافل المستشرقين اليهود، الذين يتخصصون في التراث والتاريخ الإسلامي ويمارسون دورهم الخبيث عبر جامعات إسرائيل العبرية أو الجامعات الغربية، ولهم تحقيقات لبعض كتب التراث الإسلامي، ودراسات ومقالات ومواقع إنترنت.

ومن أمثلة هؤلاء اليهود المستشرقين:

* د. بوهل المتخصص في النحو العربي وتاريخ اللغة، وهو يهودي يحمل الجنسية الدنماركية، وله كتاب عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وترجمة معاني بعض أجزاء من القرآن الكريم للغة الدنماركية.

* د. إسحاق حسون، وهو محقق كتاب "فضائل بيت المقدس" لأبي بكر الواسطي سنة 1969، وقد حصل على درجة الدكتوراه بهذا التحقيق من الجامعة العبرية.

* الباحثة حوا لاتسروس يافه، تعمل في الجامعة العبرية وهي متخصصة في الدراسات الإسلامية، اهتمت بدراسة الخليفة الفاروق منذ الثمانينات، ولها أبحاث وكتب عدة حول الإسلام وتاريخ القدس، وقد أورد د. عيسى أسماء أخرى للمستشرقين اليهود لا يسع المقام استعراضهم.

وأغلب أبحاث هؤلاء اليهود وغيرهم تدور حول القدس فلهم اهتمام كبير بدراسة التراث الإسلامي حولها، لكنه يتقصدون إخراج منتج يزعم أن المسجد الأقصى لا قيمة له في الإسلام وأن الأمويين هم من جعل للقدس هذه المكانة لتكون بديلاً عن مكة!!

وهؤلاء الباحثون لا يقتصر عملهم على الجانب الأكاديمي بل كثير منهم ينخرط في مؤسسات الدولة السياسية والأمنية، فالمستشرق يتسحاق أورون والباحث تسفي لنير ترأس كل منهما مركز البحوث السياسية بوزارة الخارجية، أما المستشرق تسفي البيلغ أصبح حاكماً عسكرياً خمس مرات، وشغل كل من يهوشفاط هو كابي و شلومو غازيت منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وهكذا.

وقد وضعت الدولة الإسرائيلية تحت تصرفهم إمكانات غير محدودة، مما جعلهم ينتجون دراسات وأبحاث كثيرة لصالح إسرائيل، وهي على نوعين: نوع لاستخدام إسرائيل وتحتوي على حقائق وتوصيات لكيفية التعامل مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين بمختلف شرائحهم.

والنوع الثاني للدعاية لإسرائيل في الداخل والخارج، وهذه تحشى بالأكاذيب والافتراءات بحرفية وإتقان عاليين.

2- من المشكّكين في مكانة القدس والمسجد الأقصى، عدد من العلمانيين سماهم المؤلف "العلمانيين الجدد"، وقد كشف العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014 عددا كبيرا من هؤلاء العلمانيين. وهم في الحقيقة يرددون شبهات ومزاعم اليهود، ولعل المنطلق لهم في ذلك هو كرههم للتيار الإسلامي، بل كرههم للإسلام نفسه بدافع من منطلقاتهم الإلحادية وخاصة الماركسيين منهم، وهؤلاء موجودون دوما لكن حين تضعف الأمة يمكنهم المجاهرة بوقاحتهم، ويكفي أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تحتفي بمقالاتهم وتعيد نشرها على موقعها الإلكتروني، وهم عابرون لكل الجنسيات العربية بل منهم فلسطينيون عملاء مثل شاكر النابلسي، الذي فسر الغاية من استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس في الصلاة بزعزعة مكانة مكة الاقتصادية بتحويل العرب عنها!! في استخفاف بمكانة بيت المقدس الدينية عبر تاريخ البشرية كله من لدن آدم مرورا بعشرات الأنبياء عليهم السلام جميعاً.

3- ومن المشككين بمكانة الأقصى والقدس عند المسلمين الماسونية والماسونيون، وقد صرح أمين القدس الأسبق السيد روحي الخطيب أنه تلقى من بعض الماسونيين الأمريكان رسالة في ستينيات القرن الماضي يقترحون فيها شراء أرض المسجد الأقصى أو بعضه لإقامة الهيكل المزعوم، ولا تزال هناك جهود ماسونية محمومة لإعادة بناء الهيكل منها إنشاء "غرفة القدس الماسونية" سنة 1995 في جوار الأقصى لهذه الغاية.

4-من المشككين في مكانة الأقصى بعض الفرق الباطنية المنسوبة للإسلام، ففرقة القاديانية أو الجماعة الأحمدية – التي أصدر المؤتمر الإسلامي قرارا بخروجها عن ملة الإسلام والتي تجعل من مؤسسها ميرزا غلام أحمد نبياً بعد النبي محمد عليه الصلاة والسلام وتكفّر من لم يؤمن به-، تزعم أن المسجد الأقصى ليس في القدس بل هو مسجد الميرزا في بلدة قاديان في الهند!!

أما البهائية والتي تفوقت على القاديانية حيث لم تكتفِ بنسبة النبوة لمؤسسها بل تجاوزت ذلك فجعلته الإله المعبود! وجعلوا من قبره في مدينة عكا القبلة والمسجد الأقصى!

ولذلك يحظى القاديانيون والبهائيون بدعم ورعاية دولة إسرائيل على أعلى المستويات.

أما الدروز فمشاركتهم في الجيش اليهودي قضية معروفة بل تعد الكتيبة الدرزية من أشرس كتائب الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وقد كان مرافقو شارون في اقتحام الأقصى من الدروز كما كان قائد اقتحام حي الشجاعية في غزة قبل أسابيع درزيا أيضاً، لكن هناك من الدروز من يدعو لرفض الدخول في الجيش الإسرائيلي.

ويبقى عندنا الشيعة الذين يجعلون المسجد الأقصى في السماء وليس في القدس في الأرض، بناء على روايات شيعية في كتبهم، ولا تزال هذه الروايات متداولة في كتبهم الحديثة، بل إن أحد هذه الكتب نال جائزة الدولة الإيرانية التقديرية، وسلم الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد بنفسه المؤلف الجائزة!!

أما الشبهات التي رصدها د. عيسى في أطروحته والتي استغرقت نصف الكتاب تقريبا، فقد قسمها لثلاثة أقسام:

1-شبهات ومزاعم اليهود الدينية في القدس والمسجد الأقصى، وتتمثل في الزعم أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى على أنقاض الهيكل المزعوم، وأن حائط المبكى هو الجزء الباقي من الهيكل، وأن لليهود حقا دينيا في القدس والأقصى وأن القرآن يؤكد حق اليهود بالقدس، وأن تحويل القبلة من بيت المقدس لمكة أنهى ارتباط الإسلام والمسلمين بالقدس.

2-شبهات ومزاعم اليهود التاريخية في القدس والمسجد الأقصى، وتتمثل في زعمهم أن لهم حقا تاريخيا في القدس والأقصى، وأن لليهود تاريخا عريقا هناك، وأن فلسطين كانت أرضا بلا شعب، وأن فلسطين والقدس باعهما الفلسطينيون والعرب واشتراهما اليهود.

3- شبهات ومزاعم اليهود حول مكانة القدس والمسجد الأقصى عند المسلمين، وتتمثل في زعمهم أن علماء المسلمين أنكروا قداسة القدس وحذروا من الأحاديث المكذوبة في فضل الأقصى، وأنهما لم يكن لهما دور حضاري ثقافي في التاريخ الإسلامي، وأن الأمويين هم الذين أسبغوا القداسة على القدس، وأن المسجد الأقصى مسجد في السماء وليس في الأرض.

وقد أطال المؤلف النفس في الرد على هذه الشبهات والمزاعم، ويجب على كل دارس ومهتم أن يطالع الكتاب ويدرس الردود العلمية والموضوعية على هذه المزاعم اليهودية، خاصة في هذه المرحلة التي اشتعل فيها الصراع مجدداً مع اليهود، مما يلزم معه حشد كل الطاقات الشعبية خلف المقاومة، وذلك بعد سنوات طويلة استطاعت إسرائيل فيها حجب الوعي بحقيقة القضية الفلسطينية عن عقول كثير من الشعوب والأجيال العربية بمن فيهم الفلسطينيون، وذلك عبر خيارات سياسية سلمية أسقطت كل البدائل الأخرى، وعبر سياسات تعليمية وإعلامية أعلت من شأن الترفيه والمتعة والجري خلف المظاهر الاستهلاكية والعادات الوافدة، فأفرزت جيلا فقد بوصلة الوعي بقضية فلسطين، ولكن والحمد لله لم يفقد كليا العاطفة تجاه فلسطين.

ومن هنا يجب على كل المخلصين والشرفاء العمل على رفع وتوجيه العواطف الجياشة من الشباب العربي والمسلم نحو فلسطين لتصبح حالة وعي وإدراك وانتماء ومشاركة إيجابية، خاصة وأنها الحالة العاطفية التي تجمع بين عواطف التضامن مع الشهداء والجرحى والمهجرين وبين عواطف العزة والانتصار والبطولة والشرف

قراءة في كتاب: مصطلحات يهودية... احذروها. مع رابط تحميل الكتاب

قراءة في كتاب: مصطلحات يهودية... احذروها. مع رابط تحميل الكتاب

هذا عنوان كتاب يقع في 75 صفحة، ألّفه عيسى القدومي وصدر عن مركز بيت المقدس، نابلس للدراسات التوثيقية، جاء في مقدمة الناشر وهو المركز، هذا القول: في هذه الرسالة حصر لطائفة مهمّة، من تلك المصطلحات الدخيلة - وأورد المؤلف منها 30 مصطلحاً التي سعى اليهود في نشرها عالمياً، ليبدو الاحتلال اليهودي لفلسطين، وما نتج عنه أمراً طبيعياً، وذكر البديل والصواب لها، وبين المغزى اليهودي في نشرها وعولمتها، كما حوت عدداً من أسرار إشاعة تلك المسميات والمصطلحات التي تهدف إلى زعزعة ثوابت الأمة الإسلامية.

أما المؤلف فقد ذكر في مقدمته التي بلغت 3 صفحات أن الشعب الفلسطيني، ومعه المسلمون والعرب، يعيشون ظاهرة خطيرة، متمثلة باستبدال عدد من المصطلحات، خلال الصراع مع اليهود، وتلك ثمرة الحرب الإعلامية اليهودية، إذ انتشرت عدد من المراكز والمؤسسات اليهودية، والصهيونية المتخصصة، بنشر تلك المصطلحات التي لا تألو جهداً في نشر المصطلحات اليهودية وتعميمها من خلال عدد من وسائلها وبرامجها وإعلامها الذي يعد من أكثر أنواع الإعلام دهاءً، ومكراً وخبثاً، فسوقت المصطلحات التوراتية، والألفاظ اليهودية - المكذوبة - ذات المعاني والمضامين الدينية والسياسية التي يراد لها أن تسود ثقافة العالم لتقبل ولا ترفض، وتصدّق ولا تكذّب (ص7).

وأردف يقول: ولهذا تنبه المراقبون الدوليون، لعملية تشويه الحقائق، فقال: (كال فون هورن) في كتابه العنصرية اليهودية (3-586) لقد أدهشتنا براعة الكذب التي زيفت الصورة الصحيحة، منذ اجتمعت وسائل الإعلام الماهرة، ولم يسبق لي في حياتي، أن اعتقدت أنّ في الوسع تحريف الحقيقة، يمثل هذه السخرية والبراعة (ص9).

يقع هذا الكتاب في طبعته الثانية عام 1423هـ، في 75 صفحة مع المقدمة والخاتمة والفهارس من القطع المتوسط، علماً أنّ طبعته الأولى في نفس عام 1423هـ، ما يدل على رواجه، وسرعة نفاده، وهو الإصدار الرابع من سلسلة هذا المركز في دراسته التوثيقية، كما يحمل في صفحة الغلاف الأخيرة عبارة إهداء لجنة العالم العربي، جمعية إحياء التراث بالكويت، فيورد مع كلّ مصطلح بعنوان بارز، المصطلح الصواب، ثم يكتب تحته المصطلح اليهودي، ثم يشرح الفرق بين الاصطلاحيين، وهدف اليهود من مصطلحهم، في صفحة ونصف في الأعمّ الأغلب، وقد ينقص أو يزيد، بحسب الحاجة للشرح والتوضيح.. ولم يرقّم هذه المصطلحات، ولعل ذلك عائد إلى قلة المصطلحات، وبروزها بعناوينها، في أوائل الصفحات.

كما حرص الناشر على الإكثار من النجمة السداسية باعتبارها رمز اليهود، ويسمونها نجمة داود في أعلى كل صفحة وأسفلها، حتى يكون هذا الشعار حاضراً في ذهن القارئ، مع قراءة الكتاب، وكبّر وجسّم في الصفحة الأولى للغلاف، بين قبتي مسجد الصخرة، والمسجد الأقصى بالقدس.. لتحريك المسلمين بذلك.

- جاء المصطلح الأول كما يأتي: المصطلح الصواب: المشرق الإسلامي، المصطلح اليهودي، الشرق الأوسط، وقال: جاء هذا المصطلح كمقدمة ضرورية للتعايش مع اليهود، ولإفساح مكان للكيان اليهودي في المنطقة العربية الإسلامية، للإقرار والاعتراف في أن يكون اليهود عضواً في جسم الدول العربية، والأمة الإسلامية، ما يعطي اليهود صفة الجوار والوحدة، والصواب كما ذكرنا: كما سماه أهل التاريخ الإسلامي، أو نسميه العالم العربي أو المنطقة العربية الإسلامية. (ص10 - 11).

- وفي المصطلح الثاني: الصواب: الكيان اليهودي، والمصطلح اليهودي: دولة إسرائيل، ويرى أن إطلاق مصطلح (دولة إسرائيل)، على الكيان الغاصب: اعتراف بدولتهم وسيادتهم على أرض فلسطين، وحقهم في الوجود، وهذا يحقق حلم اليهود في إطلاق (دولة إسرائيل) على أرض فلسطين المباركة، ذلك أن الكيان اليهودي، منذ نشأته وحتى يزول، وضع غير شرعي، بأي خطوات اتخذت لإيجاده، أو لإثباته، أو لإضفاء الشرعية عليه، وينبه على الخطأ الشائع في إطلاق اسم إسرائيل على الكيان اليهودي، لأن نبيّ الله برئ منهم ديناً ونسباً.

- وفي المصطلح الثالث: الصواب: الاستسلام بدل التطبيع الذي أطلقه اليهود، والتطبيع ما هو إلا مصطلح وإستراتيجية لتذويب العداء مع اليهود واغتصابهم فلسطين، وهذه المصطلحات يحاولون التأثير بها علينا، وعلى أدمغتنا بجعلها أمراً واقعاً، حتى نسلم بالكيان اليهودي، كحقيقة قائمة، والاستسلام لإرادة العدو ومخططاته (ص14 - 15).

- وفي المصطلح الرابع: يرى الصواب الحقوق الفلسطينية، بدل المطالب الفلسطينية، إذ يرى بذلك أن قضية المستوطنات حقاً يهودياً، وأصبحت عودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم مطلباً فلسطينياً، وأصبحت القدس كعاصمة أبدية حقاً أبدياً، وحقنا في القدس مطلباً فيه نظر، ومثل هذا عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم مطلباً، بينما هو حقّ لا تنازل فيه، وهكذا بمصطلحهم أصبحت حقوق الفلسطينيين ما هي إلا مطالب يسهل سلبها وعدم الاستجابة لها (ص16).

- وفي المصطلح الخامس: يرى الصواب: فلسطينيو مناطق الـ48، بدل ما يراه اليهود باسم: عرب إسرائيل، فقد أغفل العدو الغاصب ذكر عقيدة وهوية هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، بقصد تأكيد أكذوبته الكبرى، (أرض بلا شعب) التي توحي أن فلسطين بقيت خالية بعد طرد اليهود منها على يد الرومان، طامساً تاريخ الإسلام، وتاريخ العرب الأزكى في فلسطين (ص17 - 18).

- وفي المصطلح السادس: يرى أن الصواب أرض فلسطين، بدل ما أطلقه اليهود: أرض الميعاد، والأرض الموعودة هي إحدى الحجج التي استخدمها اليهود الصهاينة، لدفع اليهود في شتات الأرض للانتقال لفلسطين واستعمارها، ولم يعطِ اليهود تحديداً رسمياً لأرض الميعاد، ولكنهم كذبوا فقالوا: إنها من نهر مصر إلى نهر الفرات (ص19 - 20).

- في المصطلح السابع، الصواب: حائط البراق، بخلاف ما يسميه اليهود: حائط المبكي.. فرغم أن عُصْبة الأمم المتحدة في عام 1929م أقرّتْ بعد الخلاف على ملكيته: على أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي، وهو جزء لا يتجزأ من ساحة المسجد الأقصى المبارك، التي هي من أملاك الوقف الإسلامي، وقد وثق هذا بمصادره، إلا أن اليهود بعد احتلالهم عام 1967م مدينة القدس، استولوا على حائط البراق، ودمروا حارة المغاربة، وهي أوقاف إسلامية، وضموا حارة الشرف، لتكون ساحة لعبادتهم عند ذلك الحائط (ص21 - 22).

- أما المصطلح الثامن: الذي سماه اليهود: يهودا والسامرة والجليل، فيرى أن الصواب:
فلسطين المحتلة، وما ذلك إلا أنهم يريدون تسويغ عملية الضم، لإيجاد تاريخ وثقافة وحضارة لهم على أرض فلسطين، وطمس المسميات الإسلامية، والتاريخية والحضارية والثقافية والعربية لمدن ومناطق فلسطين، بادعاء أن فلسطين يهودية الأصل، وأن المسلمين دخلاء على أرضها، و لذا جاء تقسيم فلسطين إلى ثلاث مناطق من صنعهم الضفة الغربية، والقطاع ومناطق 48 ليسهل عليهم سياسة التهويد والاستيلاء، والتفريق والتشتيت (ص23 - 24).

- والمصطلح التاسع سماه اليهود: المهاجرون اليهود، ويرى المؤلف أن الصواب: المحتلون اليهود، والحقيقة أن ما يرونه هجرة، إنما هو استعمار بمعنى: انتقال كتلة بشرية من مكانها إلى مكان آخر، وطرد السكان والمواطنين الأصليين.. ثم يقول: فالإرهاب اليهودي هو الآلية، التي تم بها تفريغ جزء كبير من سكان فلسطين، وفرض ما يسمون بالمهاجرين على شعب فلسطين وأرضها.. وفي إطلاق مسمى مهاجرون على اليهود الغاصبين إبعاداً لصفة الاغتصاب والاحتلال لأرض فلسطين، وإعطاءهم شرعية الهجرة والمجيء لفلسطين وإقامة المستعمرات، ثم توجيه السلاح لحماية ممتلكاتهم، والأرض المزعومة، وطرد أو قتل أهلها الأصليين العرب والمسلمين (ص25 - 26).

- وأكثر ما أطال وفند في المصطلح العاشر الذي فرّق فيه بين مصطلح اليهود باسم: الإسرائيليون، والبديل الصواب، وهو اليهود، حيث أورد خمس صفحات ونصف من (ص27 - 32).

- أما المصطلح الحادي عشر، والذي سماه اليهود: الإرهاب والعنف الفلسطيني، حيث اعتبره غلطاً وانقاد له من يلتقط إعلامهم، ويرى الصواب في: الجهاد ومقاومة الاحتلال، إذ يرى أن المصطلحات الإسلامية والمسميات الجهادية، تزعج اليهود، بحيث يرون تنحية الإسلام في الصراع على فلسطين، وإخماد كل صوت ينادى باسم الجهاد حتى لا ترتفع رايته.. وأصبح كل شيء يمت لمقاومة هذا الكيان الغاصب، يصنف تحت مسمى الإرهاب والتطرف، وكل جهاد ضد اليهود يعتبر عنفا، وبهذا نجح الإعلام اليهودي: في جعل مصطلح إرهابي ملازماً ومرافقاً لصورة المدافع عن دينه وأرضه، بل تعدى الأمر حتى أصبح الإرهاب ملازماً لصورة العرب والمسلمين في بلدانهم (ص32 - 33).

- والمصطلح الخامس عشر الذي يسميه اليهود: العمليات الانتحارية، يرى أن الصواب: العمليات الجهادية. ولم يرد المؤلف مناقشة شرعية أو عدم شرعية تلك العمليات حسب ما صدر من فتوى بالقبول أو بالرفض، لكنه تعرض لمنطلق اصطلاح اليهود، لأنهم يعلمون أن الانتحار محرّم في الإسلام، لذلك ركزوا على هذا المصطلح ويسمونها أيضا بالجبانة، حتى يسوغ لهم مطاردة وتصفية المخططين والمساعدين لتنفيذها، ثم قال: والغريب أن تلفزيون العدو اليهودي، يعقد ندوات حول مشروعية تلك العمليات في شريعة الإسلام، وينشر بعض الفتاوى التي تمنع تلك العمليات، وكأنه حريص على التزام المسلمين بتلك الفتاوى، وعلى مصيرهم بعد الموت (ص40-41).

- ويأتي المصطلح التاسع عشر الذي يطلق عليه اليهود: جَبَلْ الهيكل، ليوضّح الصواب بأنه: جبل بيت المقدس, ويرى أن من خبث ومكر اليهود، عملهم لنزع الصفة الإسلامية عن أرض فلسطين، بادعاء أن كل المقدسات الإسلامية، هي مقدسات يهودية الأصل، وأن المسلمين دخلاء على تلك الأرض، وهذا ما أكده المجرم شارون حين سئل هل زيارته للمسجد الأقصى، هي السبب في انتفاضة الأقصى؟ أجاب بأنه زار جبل الهيكل، ولم يزر المسجد الأقصى (ص46 - 47).

- وفي المصطلح 23 الذي يطلق عليه اليهود: قُدْس الأقْداس، يرى أن هذا من أخطائهم وأن الصواب: صخرة بيت المقدس، لأن إطلاق (قُدْس الأقداس) على تلك البقعة يهدف لربط تلك الصخرة الموجودة داخل أسوار المسجد الأقصى، والتي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى- بالهيكل المزعوم وبالمصطلحات اليهودية، ولعل الإعلام اليهودي والغربي يسلط الضوء على قبة الصخرة، وكأنها هي فقط المسجد الأقصى (54 - 55).



- لهذا نرى المؤلف يناقش ما يرمز إليه اليهود في مصطلحاتهم التي أورد في كتابه وعددها كما ذكرنا من قبل (30) مصطلحاً، ويبين ما تعنيه من دلالة عند اليهود: في قلب الحقائق التاريخية، وتفسير الأمور على غير وضعها في تلبيس إعلامي، يراد منها تثبيت أقدام اليهود بجذور مزورة، في فلسطين، وتبرير لإبادة وطْرد سكانها الأصليين منها..

وهو كتاب مع صغر حجمه جدير بالاهتمام، وخاصة لدى أبناء فلسطين، ليدركوا الحقائق، والتشبُّع بأهمية عودتها إلى نصابها الحقيقي، لأهلها الأصليين العرب المسلمين.

ثم يختم كتابه هذا بخاتمة (ص69 - 71)، ومن ثم: ختم هذه المقولة التي جاءت في 3 صفحات بقوله: وهذه الرسالة أقدمها كجزء من دفاعنا عن أرضنا ومقدساتنا، وثوابتنا الشرعية، تجاه عدو بانت لنا أهدافه، وخططه وممارساته، يعمل جاهداً لإفقاد أمتنا مسمياتنا وذاكرتنا وتاريخنا، بعد أن فقدنا فلسطين الأرض والمقدسات، ونأمل من كل من يودّ إضافة مصطلح جديد، لقائمة المصطلحات اليهودية، أو له تعليق أو تعقيب على مصطلح من المصطلحات، مراسلتنا على البريد الإلكتروني التالي (aqsaonline@aqsaonline.info).

وفي الختام.. فإننا ندعو الله أن يمنَّ على أمتنا بالعزة والكرامة. ثم أنهى الكتاب بقائمة المراجع (ص72 - 73)، وفهرس بقائمة المصطلحات (ص74 - 75).

يمكن نسخ الرابط المباشر وفتحه في صفحة مستقلة:

http://www.4shared.com/download/%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AA%20%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D8%AD%D8%B0%D8%B1%D9%88%D9%87%D8%A7.rar

او




ما وراء المصطلحات الصهيونية.. الماشيح و المشيحانية


ما وراء المصطلحات الصهيونية.. الماشيح و المشيحانية

ورد في مشاركة سابقة ان مفسروا الشريعة اليهودية دائما ما يقومون بتحريف و تغيير المصطلحات و المسميات اليهودية الشرعية كي تخدم نزواتهم ومصالحهم الدنيوية وان كانت هذه المصطلحات لها علاقة في امور غيبية وعقائدية فلا يترددون في استغلال المصطلحات كي تخدم فكرتهم وان كانت عن طريق الكذب وتأليف الاساطير و التمادي في الافتراءات على الله فلا تجدهم الا افاكين محترفين في قول الباطل وتزوير الحقائق.

ان من عقائد اليهود التي أُلفوا حولها الأساطير و صيغة لها عشرات الكتب والمواضيع ، وجيش لها المئات ( في الحد الأدنى) من مفكرين وادباء في التاريخ المعاصر كي يطوروا مصطلح الماشيح ، وقد استغلت الصهيونية المعاصرة هذا المصطلح لتخدم فكرتها في احتلال فلسطين وجيَرتها وتبنتها حتى تكون من الركائز التي تقوم عليها الفكرة الصهيونية وهي إقامة الدولة الصهيونية أو الدولة اليهودية في فلسطين، وكي تكون الإطار الذي يتيح لليهود أن يحققوا من خلاله هويتهم الدينية والإثنية في هذه البقعة من العالم . ولذلك عملوا على ان تكون الصهيونية هي الهوية العالمية التي تضم كل اليهود، في كل زمان ومكان.

وانطلاقاً من هذا التصور، ما فتأت الدولة الصهيونية تطلب من اليهود العودة إلى فلسطين و الاستقرار فيها على أحسن تقدير، أو إلى الالتفاف حولها ودعمها في أسوء الأحوال. وباسم هذه الهوية اليهودية المزعومة تقوم الدولة الصهيونية بضم الأراضي وطرد أصحابها الأصليين ( الفلسطينيين).

الماشيح:
تعتبر من عقائد اليهود التي يرتبطون بها بشكل وثيق ، وينتظرون حصولها منذ زمن بعيد قد تصل الى عهد المسيح عليه السلام وما قبله، ويبذل لها اليهود آحادا وجماعات الغالي والنفيس للتعجيل في تحقيق هذه النبوءة.

وكلمة ماشيح تعني ( المسيح ) وعقيدتهم تسمى بالمشيحانية ، ويرجع اصل الكلمة الى (مشح) وتعني باللغة العربية ( مسح) ، ويرجع هذا المسمى في اصله الى عادات الشعوب الغابرة التي كانت تمسح وتخضب راس الملك الجديد عند تنصيبه على ملكه بالزيت كناية عن مباركة الآلهة له ولملكه ، او كناية عن حلول روح الاله في جسد الملك ( الحلولية ) فيحصل على القدسية التي يدين له شعبه فيها ، فيصل الى تقديس شعبه له.

المشيحانية:
يعتقد اليهود بان هذا المسيح هو مرسل من عند الله وهو حاليا موجود في السماء ينتظر الاذن من الله للنزول ، ويعتقد اليهود بانه من نسل نبي الله داو عليه السلام، (غير انهم لا يرون في نبوة داود ولا ابنه سليمان بل يعتقدون انهم فقط ملوك ، وهي مخالفة صريحة لنص القران ، قال تعالى( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وعيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) فكان عليه السلام من الانبياء الذين ملكوا الارض كما قال تعالى (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ).

اعتقادهم:
ويعتقدون ان هذا المسيح سيأتي ليغير مجرى حياتهم من الضلال والشتات الى الطريق القويم، فهو من سينهي شقائهم وشتاتهم، وهو من سيقضي على اعدائهم ، ويعود بهم الى صهيون ( فلسطين ) و عاصمتهم القدس ، وسيعيد بناء الهيكل ( كما في زعمهم) ويحكم بشريعتهم ، فينشر العدل ويمتد حكمه إلى1000 عام ، تزدهر فيه الارض وتخرج خيراتها، ويطلق اليهود على هذه الفترة بالفردوس الارضي، او (العقيدة الاسترجاعية).ولقد استهوت العقيدة المشيحانية ( بكل ما تحتويه من خرافات و احلام وردية ) كل من اليهود المتدينون واليهود العلمانيون ( الصهاينة ) ، وليس من المستغرب ان يرى (هرتزل) وهو احد مؤسسي الكيان الصهيوني انه يرى في الهجرة وبناء هذا الكيان المغتصب في فلسطين ما هو الا اداة لتعجيل ظهور الماشيح المخلص.

عقيدة عدم الانتماء:
رسخت هذه العقيدة عدم الانتماء لأي وطن أو هوية أو شعب أو مجتمع بعينه ، وكانت رافدا جديدا خدمت الاثنية الدينية و الصهيونية لتحويل انظار يهود العالم الى ارض فلسطين، فهي الارض التي سينزل بها الماشيح ، وهي الفردوس ، وهي ارض الانتقام من الاعداء وارض العدل والرخاء.

لذلك لن تجد لأي يهودي انتماء لأرضه التي ولد بها ، او للوطن الذي تكفل به ، أو للجيش الذي سهر على حمايته ، أو حتى للعقار الذي تاجر به أو للأرض التي زرعها ، او لتاريخ اجداده في تلك البقعة. فهي ترسخ في عقولهم عدم الانتماء لمجتمعاتهم التي يعيشون بها وانفصالهم عن الأغيار ، ففي اعتقادهم أن هذه مرحلة لا بد منها ثم مرده إلى فلسطين ليعيش في كنف الماشيح، ولهذا فان الصهيونية عندما اختارت هذه الفكرة أو العقيدة لتبنيها ، ما اختارتها إلا لأنها لم ولن تجد أفضل منها كفرة كي تسيطر بها على عقول ووجدان اليهود في العالم، وتجعلهم مطواعين تخضعهم لها في تنفيذ أوامرها ومتطلباتها التي تخدم قضية الانتقال واحتلال دولة فلسطين. وفي كتابات هرتزل ألمح الى هذه العقيدة.

المتدينين و الملحدين:
ان الغريب في الامر ان هذه العقيدة استطاعت ان توحد طرفين متناقضين في الاعتقاد و الايمان ، فقد اتفق على هذه العقيدة كل من اليهود المتدينين واليهود الملحدين ، فبعد ان طال زمن الماشيح ولم يظهر بدا الكثير استهجان هذه الفكرة خاصة الملحدين واصحاب الثروات و المثقفين ، على عكس المتدينين فقد تبعهم في هذه العقيدة فقراء اليهود حيث تعلقت عقولهم ووجدانهم في هذه العقيدة علها تكون لهم خلاص مما هم فيه من الفقر ، ولذلك قامت الصهيونية بالعمل على الاتحاد بين عقيدة المتدينين والملحدين فخرجت بفكرة جديدة تقول ان هذا العصر الذي نحن فيه هو عصر الماشيح و ان لم يكن حاضرا معهم ، فهم سكنوا فلسطين وجاوروا قدس الاقداس ، ويعيشون في رغد ، وخضعت الارض لهم سواء في خيراتها أو فيما وصلوا له من تقدم علمي وتكنولوجي، وبالتالي اصبح وجود الماشيح أو عدمه لا يؤثر، في هدف الصهيونية وهو هجرة اليهود الى فلسطين والاستيطان بها.

وفي النهاية لم تستطع في تاريخ اليهود كله اي حركة مشيحانية ان تتمكن من السيطرة على يهود العالم بجميع طوائفهم و انتماءاتهم و اعراقهم ، كما حدث في عصرنا هذا مع الحركة الصهيونية التي استطاعت ان تسيطر على يهود من خلال هذه الفكرة ، والتي كانت على حساب احتلال دولة فلسطين وتقتيل أو تشريد شعبها .

آخر الزمان ...
فان اسم المسيح عند اليهود هو مشابه للاسم الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في احاديث اخر الزمان و احداث الساعة ، وقد ذكر بان اول من يتبعه يهود اصفهان، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب .. ألا إنّه أعور ، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه : " ك . ف . ر" متفق عليه.

بهذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه عن المسيح الدجال .فقال له أصحابه : يا رسول الله ؛ أكثرْتَ الحديث عنه ، فخفنا ، حتى ظنناه قريباً منا ، وكأنه سيطلع علينا بعد قليل من ناحية هذا النخيل . قال صلى الله عليه وسلم : غيرَ الدجال أخوفني عليكم ، إذا خرج فيكم فأنا حجيجه دونكم – أكفيكم مؤونته - ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤٌ حجيجُ نفسه – فكل منكم مسؤول عن نفسه - ، والله خليفتي على كل مسلم ... حتى سؤل عليه الصلاة و السلام، فمن يتبعه؛ يا رسول الله ؟ .

قال : يتبع الدجالَ - من يهود أصفهان – سبعون ألفاً عليهم الطيالسة " ثياب اليهود المزركش بالأخضر " . رواه مسلم

فالدجال اذا هو نفسه المشيح الذي ينتظره اليـهود حول العالم ، وسيجول في الأرض، الا انه لن يستطيع دخول اربعة اماكن منها المدينة المنورة كما ورد في الحديث ( وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا أربع مساجد : مكة و المدينة والطور ومسجد الأقصى ) ، إلا أن بعض الأحداث ستدور حولها ، وهذا احد اهم الاسباب التي تدغدغ مشاعر اليهود وإيمانهم به ، وذلك لجوار المدينة المنورة من منجم سليمان " مهد الذهب " اذ يعتبرونه داخل إطـار حدود مملكة إسرائيل كما يعلنون ذلك ويذكرونه في تاريخ القبائل اليهودية كبني قريظة وبني قينقاع وغيرهم، وبالإشارة الى الحديث فلن يدخلها ،كما انه لن يدخل المسجد الأقصى ( المكان الذي يحلمون في بناء هيكلهم المزعوم ).

سراب وليس حقيقة:
وهذا الحلم سيكون كابوسا على اليهود حين يقتل الدجال في فلسطين على يد عيسى بن مريم ، فينطبق عليهم قول الله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) فكأن أحلامهم أصبحت سراب ليس لها من الحقيقة شيء إلافي وجدانهم ، فخسروا الدنيا و الاخرة.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " يخرج الدجال في خفقة من الدين و إدبار من العلم ...... ":
( فذكر الحديث و فيه ) :" ثم ينزل عيسى بن مريم فينادي من السحر ، فيقول : أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث ؟فيقولون: هذا ( رجل ) جني . فينطلقون ، فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله عليه و سلم ، فتقام الصلاة ، فيقال له : تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم ، فيصلي بكم ، فإذا صلى صلاة الصبح خرجوا إليه. قال : فحين يرى الكذاب ينماث - أي يذوب - كما ينماث الملح في الماء ، فيمشي إليه فيقتله ، حتى إن الشجر و الحجر ينادي : يا روح الله هذا يهودي ، فلا يترك ممن كان يتبعه أحدا إلا قتله ".رواه أحمد
كتبه: ياسردرويش احمد

سرقة الحقوق والأسماء ... نهج يهودي


سرقة الحقوق والأسماء ... نهج يهودي

بسم الله الرحمن الرحيم
إن القرآن الكريم قد جلى لنا صورة اليهود تجلية واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار وما ذلك إلا لأن الله الذي خلقهم هو أعلم بحالهم وطباعهم وصفاتهم .

وهذه الصفات ممتدة عبر التاريخ يتوارثونها جيلاً بعد جيل , وأمة بعد أمة , وهي صفات الغدر والخيانة والجبن والبخل والدساس والمؤامرات والعلو والاستكبار والكذب وغيرها من الصفات التي بينها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وقد تجلت في اليهود الذي آذوا موسى – عليه السلام – وخرجوا عن شريعته ، وهي صفات جبليه خلقيه ترسخت مع مرور الزمن وابتعادهم عن المنهج الصحيح ، حتى أصبحت جزءاً من دينهم المحرف وخصائصهم الثابته ، يربون عليها أبنائهم يشب عليها الصغير ويشيب عليها الكبير ، ولم يسلم من هذه الصفات إلا القليل منهم من آمنوا بموسى – عليه السلام – والتزموا بما جاء به وهم الذين أنصفهم القرآن في قوله سبحانه وتعالى "منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " فكثير سيئو قليل صالحوهم وسوف نتناول بمشيئة الله تعالى في هذا المقال صفتين من صفات اليهود رغم أن الذين عدوا صفاتهم أصلوها إلى مائة صفة سيئة وحقيرة .

وليعلم الجميع أن فقه هذه الحقائق والتعامل مع اليهود، والغفلة عن ذلك ستؤدي إلى خلل في التصور والاعتقاد والعمل ، مما يؤخر حسم المعركة ويطيل أمدها ؛ لأن ما بنى على خطأ فمآ له إلى بوار .

الصفة الأولى/ سرقة حقوق الغير:

وليس أدل على شناعة أمرهم هذا من سرقة الأرض المقدسة التي منحهم إياها "بلفور" البريطاني بوعده المشئوم وإقامة كيان عليها يبيح بهم طرد الآمنين من بيوتهم وديارهم وأرضهم ، فيهجر من الفلسطينين من يهجر ويطرد من يطرد ، ومن تبقى ضيق عليه الخناق لكي يضطر إلى الرحيل وتسليم الأرض بهم وقد افتروا الكذب زاعمين أن الفلسطينين يبيعون أرضهم وممتلكاتهم ، ولعل أبرز هذه الاعتداءات كان في مدينة القدس لأنهم يعلمون تماماً أن فلسطين تستمد قديبتها من وجود المسجد الأقصى شامخاً في قلبها كأنه ملك يجلس على عرشه فما برحوا يزيدون من مستوطناتهم في القدس الشرقية ويسلبون البيوت ويقيمون الطقوس التوراتية داخل أسوار المسجد الأقصى في محاولق لتقسيم الأقصى على غرار ما فعلوا في المسجد الإبراهيمي في الخليل إضافة إلى إنشاء الحدائق التوراتية والمسارات التلمودية بمساحات شاسعة ملاصقة لأسوار المسجد الأقصى . في محاولة تدريجية لإقامة هيكل مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى – لا قدر الله – بعد أن أفرغوا الأتربة بحفرياتهم تحت المسجد .

زد على ذلك ما تفرضه الحكومة على المقدسيين من ضرائب باهضة تتجاوز مستو معيشتهم بحيث لا يستطيعون أداءها ، وحينئذ تصادر القوات اليهودية أمتعتهم وأثاثهم ومنازلهم بالقوة ، ناهيك عن تقليص عدد الفلسطينين في القدس مما يضطر سكانها إلى الإجلاء عنها بسبب المضايقات عنهم أو منعهم من ترميم بيوتهم .

هذا كله يمثل سرقة في وضح النهار بدون رادع يردعهم ولا أحد من المسلمين يكفهم ويمنعهم .

الصفة الثانية/ تحريف الكلم وتغيير الأسماء:

لقد أخبرنا القرآن الكريم أن اليهود "يحرفون الكلم عن مواضعه" و"يحرفون الكلم عن بعد مواضعه" فالأولى في حق اليهود الأوائل والثانية فيمن كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي حرفوها بعد أن وضعها الله مواضعها وعرفوها وعملوا بها زماناً .

فهذه الصفة ثابتة وملازمة لهم لا تنفك عنهم ، فهم بالأمس يأمرهم أن يقولوا (راعنا) بمعنى المراعاة والانتظار إلا أنهم لووا ألسنتهم واستخدموا هذه الالكلمة بمثابة استهزاء وسخرية وإتهام لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعونة وحاشاه ذلك، مما جعل القرآن بنهى المسلمين عن هذه اللفظة المحتملة لأكثر من معنى واستخدام غيرها في قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظروا واسمعوا....." وكذلك أمرهم الله تعالى أن يدخلوا بيت المقدس بخضوع وتواضع منحنين سجداً ويدعون الله تعالى بأن يحط عنهم خطاياهم . إلا أنهم دخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حنطة في شعيرة . قال تعالى "وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً واخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون" وهم اليوم يتعاملون معنا من خلال هذه الصفة فيغيرون ويبدلون ويتلاعبون بالألفاظ حسبما يرون لهم ويتمشى مع طبائعهم الشريرة .

فعلى سبيل المثال لا الحصر يسمون أرض فلسطين لأرض الميعاد ترويجاً لا كذوبة أن الله قد أعطى لهم ولنسلهم هذه الأرض كما جاء في سفر التكوين (15/18) أن الإله قد قطع مع إبراهيم عهداً قائلاً "لنسلك أعطى هذه الأرض مع نهر مصر إلى نهر الفرات" وكذلك يسمون الحائط الذي ربط فيه البراق ليلة الإسراء والمعراج بحائط المبكى والذي هو جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى ويدعون كذباً أن الهيكل لما هدم لم يبق منه إلا هذا الحائط ويقيمون طقوسهم عنده وقد سيطروا على حارة المغاربة المغربية من الحائط بعد أن طردوا أهلها وهدموا بيوتهم وأسموها حارة اليهود .

هكذا إذا قامت حضارتهم الزائفة الزائلة على جبال من الأكاذيب والإفترائات وتحريف الكلم ولى أعناق النصوص وتغيير الأسماء وتبديلها وقد استحقوا الويل بذلك أكثر من مرة في قوله تعالى "فويل للذين يكتبون الكتاب يأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به بختا قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" .

نسأل الله تعالى أن يعجل بتحرير الأقصى وأن نحصل على الأنس بزيارة القدس وننعم بالصلاة في المسجد الأقصى آمنين .

والحمد لله رب العلمين ،،،
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية- غزة
كتبه/ د.محمود المشهدي

ما الذي لا يخشاه قادة اليهود؟!،


ما الذي لا يخشاه قادة اليهود؟!
عيسى القدومي

"إسرائيل لا تزال تخاف الرواية الفلسطينية"
هو عنوان مقال للكاتب اليهودي "جدعون ليفي" في صحيفة هآرتس العبرية (1)، الذي وثق فيه أن أكذوبة "شعب بلا أرض أتى أرضاً بلا شعب" مؤكداً بأنه وبعد أكثر من 100 سنة من الصهيونية وأكثر من 60 سنة من وجود الدولة لا تزال إسرائيل تحتاج إلى الإخفاء، والتنكر، والطمس على الحقائق والتغطية عليها، من أجل تسويغ وجودها؛ لا يوجد برهان أكبر من ذلك على عدم ثقتها بعدلها.

ويرى"جدعون ليفي"أن دولة غطت بخراج "الكيرن كيميت" 416 (2) قرية ضائعة وجدت في البلاد مئات السنين، ولا تترك علامة تدل عليها، ولا حتى لافتة، يجب في آخر الأمر أن تعطي لمواطنيها التاريخ كله لا فصولاً مختارة فقط منه". ويؤكد الكاتب بأن الحل لهذا التزوير بعد أن يستجمع – الكيان اليهودي – الشجاعة: "أن تقترح خطة تراث حقيقية - الحقيقة الكاملة- لا محو فصول تاريخية كاملة، ولا سحق تراث أبناء البلاد من العرب، القدماء الضاربة جذورهم فيها أكثر من أكثر مواطنيها اليهود. ويتساءل "جدعون ليفي" : إذا كان كل شيء عدلاً في العام 1948، فلماذا نخفي ونهمل الحقائق؟ أيستطيع تراث دعائي أن يغير وجه التاريخ؟ وإذا كان الماضي مشكلاً إلى هذا الحد، فربما ندعه إلى أن نستجمع الشجاعة لروايته كاملاً ؟!

والواقع أن الحركة الصهيونية والكيان الغاصب نجحا في "عَبْرَنة" أكثر من 7000 اسم لمواقع فلسطينية ، منها أكثر من 5000 موقع جغرافي ، وعدة مئات من الأسماء التاريخية ، وأكثر من 1000 اسم لمغتصبة يهودية.

فالذي يجري إذن هو اغتصاب للتاريخ والرواية والحقوق بعد أن اغتصبت الأرض والمقدسات، وهذا مثال حي لتعي الأمة حجم المؤامرة والتي ما زالت مستمرة لسلب فلسطين والقدس من أصحابها تاريخاً وتراثاً مثلما سلبت منهم حساً وواقعاً ..... فاللص المغتصب كعادته يسيئه التذكير بما سلبه وتنعم به ، يعمل جاهداً على طمس كل الحقائق حول ما تم اغتصابه والكيفية التي سلكها في عملية السرقة !!

وفي اتجاه آخر ومنذ بداية مشروع الحركة الصهيونية في إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين حرصت الحركة على الربط بين الدين اليهودي واللغة العبرية لترسيخ الحياة والهوية اليهودية ، لذلك انتشرت ظاهرة إطلاق أسماء يهودية على المواليد انطلاقاً من المقولة الصهيونية "الشعب اليهودي الواحد ، وللتأكيد على تواصل الجيل الجديد مع الجيل القديم من اليهود ، وفي اتجاه آخر وظّفوا كذلك أسماء الأعياد الدينية والمناسبات التاريخية اليهودية وأطلقوها على مسميات مواليدهم الجدد .

وتسرد د. سناء صبري في كتابها "الهوية اليهودية وأسماء الأعلام العبرية" مسيرة عبرنة المسميات في الكيان الصهيوني الغاصب للتأكيد على الهوية اليهودية منذ قيام ما تسمى "دولة إسرائيل" على أرض فلسطين في 15 مايو 1948، حيث تم الإعلان بأن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدولة، وبناء على ذلك بذلت السلطات جهوداً كبيرة للغاية من أجل تغير نمط الأسماء التي كان اليهود يتسمون بها في أثناء شتاتهم، لكي يتماشى مع البعد الثقافي للأيديولوجية الصهيونية واستخدام اللغة العبرية باعتبارها عاملاً مساعداً على الوحدة الثقافية للجماعات اليهودية التي تجمعت على أرض فلسطين بهدف تكوين الدولة العبرية المنشودة (3).

وتضيف د. سناء صبري بأن : هناك العديد من الشخصيات السياسية والأدبية الهامة قامت بتغيير اسمها لكي تتماشى مع الثقافة العبرية الجديدة بعد إنشاء الدولة نذكر منها مثلاً : "دافيد جرين" الذي غير اسمه إلى "دافيد بن جوريون" ، ومن أشهر الأدباء نذكر مثلاً : "آحاد هاعام" الذي كان اسمه :"آشر تفي جينزبرج" و"بن جوريون" الاسم الأدبي المستعار الذي اتخذه "ميخا جوزيف بيرد يشفسكي"، و "أفنير كرميلي" الاسم المستعار للكاتب "شراغاغفني".

مما سبق، يتضح أن عملية عبرنة الأسماء الأجنبية تعتبر عنصراً من عناصر الثقافة القومية، وأن هذا الاتجاه يأتي في إطار تحقيق الهوية القومية اليهودية (4).

وقد نشرت دراسة على شبكة الانترنت كتبها "جدعون طوري" ، بعنوان "عبرنة أسماء الأعلام في إسرائيل كترجمة ثقافية". ركزت هذه الدراسة على أهمية تسمية المواليد بأسماء عبرية وضرورة عبرنة أسماء الآباء والأجداد، وتغيير ألقاب العائلات التي جلبها معهم المهاجرون إلى إسرائيل ، واستبدالها بأسماء جديدة، تكون عبرية الأصل. ووصف جدعون طوري هذه العملية بأنها تحتوى إحدى الظواهر البارزة لبلورة الثقافة العبرية الجديدة في إسرائيل " (5).

فبالرغم من مسارات العلمنة التي تجتاح المجتمع الإسرائيلي، وتؤثر على فكر اليهود، فإننا نجد أن الاتجاه العلماني نفسه ينادي بضرورة الارتباط بالتراث الثقافي للشعب اليهودي ، خاصة أن الرؤية العلمانية "للتناخ" تتركز في أنه نوع من أنواع إبداعات الأدب الشعبي والتراث اليهودي (6).

وتواصلت حملات التهويد والعبرنة والصهينة على جبهة التعليم أيضاً، إذ أصدر وزير التعليم الإسرائيلي "جدعون ساعر" قراراً بإلزام طلاب المؤسسات الأكاديمية العليا، بزيارة ما أسماها الأماكن التراثية اليهودية في القدس وأنحاء الضفة لتعرفها وفهمها.

وكانت وزيرة التعليم الصهيونية السابقة "ليمور لبنات" أطلقت هجوماً على الرواية العربية باسم" خطة المائة مصطلح لتعليم الصهيونية"، وكان ذلك في مطلع العام الحالي 2005م، ومضمون تلك الخطة التربوية التعليمية كما زعموا أنها تهدف إلى "تعميق الصهيونية والديموقراطية والتراث اليهودي داخل المدارس في "إسرائيل"، واشتملت الخطة التي جرى تعميمها على المدارس اليهودية بما فيها المدارس العربية هناك على مئة مصطلح تتحدث عن وتشرح أهم وأبرز الاحداث المتعلقة بالصراع عبر مصطلحات مركزة موجهة ومعسكرة صهيونياً مثل :"إعلان قيام إسرائيل" و "أنواع الاستيطان" و"ايلي كوهين" و "بنيامين زئيف هرتسل" و "جيش الدفاع" و "حروب إسرائيل" و "حوماه ومجدال - أي السور والبرج" و "زئيف جابوتنسكي" و"محاكمة ايخمان" وكذلك عن "المنظمات العسكرية الصهيونية قبل قيام الكيان الغاصب" وعن "الهجرات اليهودية قبل قيام الدولة" و "وعد بلفور" و"يد فشيم - الكارثة أو المحرقة"، كما كانت اتخذت حكومة الاحتلال قبلها قراراً بتعليم"تراث زئيفي" أيضاً في المدارس العربية إضافة إلى اليهودية.

ومع كل تلك المؤسسات العاملة على تزوير التاريخ، وتغيير المسميات ، واختراع التراث والمقدسات، وسك المصطلحات، حتى أسماءهم الشخصية لم تسلم من التبديل والتحسين، لتتوافق مع مشروع العبرنة الذي انتهجوه، ليصنعوا رابطاً بهذه الأرض، إلا أن الناظر لحالهم وجهدهم يتعجب من مستوى الخداع الذي يمارسوه، ونتساءل: ما مصير شتات اليهود في فلسطين حينما ينالهم - تسونامي - يقتلع وجودهم من تلك الأرض المباركة، هل يبقى لهم تراث وتاريخ ومسميات، أم يعودوا لثقافتهم وارتباطاتهم الأصلية. وهذا ما أكده ( شلومو ساند) في كتابه اختراع الشعب اليهودي بأن أبناء الشعب اليهودي في أنحاء العالم لا يتحدثون ولا يقرؤون أو يكتبون العبرية، ولا يهضمون المشهد الحضري أو الريفي للمكان، كما أنهم لا يعيشون مباشرة انقسامات وهموم وأفراح وأتراح المجتمع الإسرائيلي (7).
----------------------------------

1 - صحيفة هآرتس العبرية في 28/2/2010م

2 - دائرة أراضي إسرائيل.

3 - الهوية اليهودية وأسماء الأعلام العبرية ،د. سناء صبري ، الطبعة الأولى: 2008 - مكتبة مدبولي ، ص 32.

4 - الهوية اليهودية وأسماء الأعلام العبرية ً 35 نقلا عن : الأدب الشعبي وثقافة المجتمع ، أحمد على مرسي ، مكتبة الأسرة القاهرة 1999، ص 200.

5 -الهوية اليهودية وأسماء الأعلام العبرية ،د. سناء صبري ، الطبعة الأولى: 2008 - مكتبة مدبولي ، ص 32.

6 - الهوية اليهودية وأسماء الأعلام العبرية ، ص 48 .

7 - اختراع الشعب اليهودي، ص 363.

الماسونية والمسجد الأقصى

الماسونية والمسجد الأقصى

عيسى القدومي

الماسونية حركة سرية ، وتُعرّف نفسها على أنها حركة روحية تدعو إلى "تقدم البشرية" (1)، كتب عنها الكثير ، ونشر من وثائقها وخفاياها ما جعلها في مقدمة أخطر المنظمات والحركات السرية المتنفذة في العالم أجمع ، نشأت في بريطانيا خلال القرن السادس عشر، وأنشئ أول محفل (2) لها عام 1717م .

والجماعة الماسونية (3) يطلق عليها بالعربية "البناؤون الأحرار" ، والمشتهرة أيضًا بتسمية "القوة الخفية" و"البناة الصادقون" أو "البناؤون الصادقون" ، وهناك الكثير من الأقوال حول تسمية الماسونية فهي تعني هندسة باللغة الإنجليزية، ويعتقد البعض أن في هذا رمزاً إلى مهندس الكون الأعظم ، ومنهم من ينسبهم إلى حيرام أبي المعماري الذي يزعمون أنه أشرف على بناء هيكل سليمان، ومنهم من ينسبهم إلى فرسان حراس المعبد الذين شاركوا الحروب الصليبية. وهناك نظريات تربطهم بحكماء صهيون.

وهناك الكثير من الغموض حول رموز وطقوس وتعاملات الماسونية ، وفي السنوات الأخيرة أدرك قادة الماسونية أن كل هذا الغموض ليس في صالح الماسونية, فقامت الحركة بدعوة الصحافة والتلفزيون إلى الاطلاع على بعض الأمور المُتخفية، وتصوير بعض الجلسات، ولكن لم يسمح لوسائل الإعلام بتصوير أو مشاهدة جلسات اعتماد الأعضاء، ولا شك أنهم لن يسمحوا إلا بما هو قابل للنشر.

واستناداً إلى الماسونيين، فالطقوس المستعملة والتي يصفها البعض بالمرعبة ما هي إلا رموز استعملها البناؤون الأوائل في القرون الوسطى، ولها علاقة بفن العمارة والهندسة، ويعتبر الزاوية القائمة والفرجار من أهم رموز الماسونية، وهذا الرمز موجود في جميع مقرات الماسونية إلى جانب الكتاب المقدس الذي يتبعه ذلك المقر. وعند اعتماد عضو جديد يعطى له الحق باختيار أي كتاب سماوي يعتبره ذلك الشخص مقدساً. ويستخدم الماسونيون بعض الإشارات السرية ليتعرف بواسطتها عضو في المنظمة على عضو آخر وتختلف هذه الإشارات من مقر إلى آخر.

وظهرت بعد ذلك "الروتارية الدولية" وهي منظمة ماسونية تضم وجوهاً اجتماعية من مختلف الاختصاصات والمجالات التجارية، ولها أندية في أنحاء العالم المختلفة، وأول من أسس نادٍ للروتاري هو المحامي (بول هاريس) في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1905م ؛ وبعد ثلاث سنوات انضم إليه رجل يدعى (شيرلي بري) الذي وسَّع الحركة بسرعة هائلة، وظل سكرتيراً للمنظمة إلى أن استقال منها في سنة 1942م ، وتوفي بول هاريس (المؤسس) سنة 1947م بعد أن امتدت الحركة إلى أكثر من 150 دولة، وأصبح لها 22 ألف ناد تضم أكثر من مليون عضو.

انتقلت الحركة إلى دبلن بأيرلندا سنة 1911م ثم انتشرت في بريطانيا بفضل نشاط شخص اسمه (مستر مورو) الذي كان يتقاضى عمولة عن كل عضو جديد. وقد تأسس نادٍ في فلسطين سنة 1921م (4) عندما كانت دولة اليهود حلمًا صهيونيًا، وكان هذا الفرع أسبق الفروع في المنطقة العربية (5) وتم إنشاء أول محفل ماسوني في القدس عام 1868 .

ثم ظهرت أندية الليونز الدولية (6)، وتُعَدُّ أكبر منظمة لأندية الخدمات في العالم، حيث يندرج تحتها أكثر من 39 ألف نادٍ بها أكثر من 15 مليون عضو في حوالي 165 دولة وإقليم. وتأسست في شيكاغو عام 1917م ، وتصدر مجلة الليونز باللغة الإنجليزية و18 لغةً أخرى، وتعقد مؤتمرًا دوليًا مرةً كل عام.

الماسونية واليهودية :

علاقة الماسونية باليهودية علاقة متداخلة إلى حد كبير في العقائد والسياسات والمخططات ، فأدبيات وطقوس ورموز الماسونية تتوافق والدعوة لإحياء كل ما يمت إلى اليهودية بصلة استناداً لما في العهد القديم من دعاوى ووصايا.

ويعترف الماسونيون بأن اليهود هم شعب الله المختار ، وتتطابق مساعيهم لبناء هيكل سُليمان، ويدعمون اليهود والصهاينة للوصول إلى جبل صهيون ، وإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين باعتبارها – بزعمهم - أرض الميعاد .

ويقر الماسوني اللبناني (حنا أبو راشد) صاحب كتاب "دائرة معارف ماسونية" في جزئها الأول بعلاقة الماسونية باليهودية بقوله: "أما أن الماسونية يهودية فذلك مما لا شك فيه". وعن مركزية الهيكل في الفكر الماسوني كتب أيضاً الآتي: "بدأت الفكرة الماسونية، كالفكر منذ البدء، أسطورة من أساطير الحقيقة، والحقيقة بعثت الفكرة في هيكل سليمان، فاقترنت بالعمل، مهما كابر أرباب التاريخ" (7).

وهذا واقع ملموس اليهود والماسون يعتبرون أنفسهم الأبناء الروحيين لبُناة هيكل سُليمان ، وتفحص دساتير الماسون ونظمهم ورموزهم يدلك بما لا يرقى إليه الشك على يهودية الحركة الماسونية ، بدءاً من وصف بناء هيكل سليمان، الذي تسعى الماسونية لربط نشأتها به، ويؤسس الماسون محافلهم اليوم تذكيراً لأتباعهم بضرورة العمل على إعادة بناء هذا الهيكل الذي يقوم مقامه المسجد الأقصى في القدس ، هذا بالإضافة لاستخدامهم النجمة السداسية والكثير من الرموز مشتركة بينهم وبين اليهود ، فالترابط ليس سراً يخفى بل هو واضح جلي.

الماسونية والهيكل المزعوم :

خطورة نشاط الماسونيين " البناؤون الأحرار" تتمثل بأنهم يتخذون من النبي سليمان عليه السلام (8)، مثلاً أعلى ويرون في الهيكل – الذين يزعمون أن المسجد الأقصى بناه المسلمون على أنقاضه - نموذجاً يحتذي به لكل بناء لذا يؤيد أعضاء المحفل الماسوني إقامة الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى، ويعد دعم الماسونيين للكيان الغاصب لأرض فلسطين كبيرٌ، بل إن شعار دولة اليهود (ما يسمى بنجمة داوود) (9) مشتق من شعار الماسونيين. ومن ضمن الاكتشافات الأثرية للماسونيين اكتشاف مغارة سليمان التي ادعوا أن حجارة الهيكل المزعوم قد قطعت من داخلها، هذا وقد قام الماسونيون الأوائل بعقد اجتماعاتهم في هذه المغارة.

ولهذا كتب الكثير من المختصين في مدى علاقة اليهودية بالماسونية ، وخلصوا أن التنظيم والتعاليم اليهودية هي التي أُتخذت أساساً لإنشاء المحفل الأكبر 1717م ووضع رسومه ورموزه ، ولا تزال اليهودية العالمية هي القوة المحركة الكامنة وراء الماسونية ، والأساتذة الكبار الحقيقيون في المحافل الماسونية هم الممثلون للجمعيات اليهودية السرية ، وإن التعاضد الواضح بين الماسونيين في العالم يرجعه المطلعون إلى كثرة عدد اليهود في الصفوف المتقدمة من الماسونية" (10).

والماسونية ربطت الهيكل بنبي الله (سليمان بن داود عليهما السلام) - وهو عندهم كما عند اليهود ملكاً وليس نبياً - لخداع اليهود وغير اليهود بسمو أهداف الماسونية.

وقد كشفت وترجمت العديد من الوثائق والرسائل من ملفات الماسونية ، ومن أخطر الرسائل التي كشفت وترجمت ، رسالة وجّهها الماسونيان ( غرايدي تيري ) وزميله ( اودي مورفي )، العضوان في محفل " قدماء الماسونية الأحرار " إلى السيد ( روحي الخطيب ) أمين القدس (11)، وقد عرضوا باسم الماسونية شراء الأرض التي يقوم عليها المسجد الأقصى (12). جاء فيها: ".. أنتم تدركون أن هيكل سليمان كان المحفل الماسوني الأصلي ، والملك سليمان كان رئيس هذا المحفل ، لكن الهيكل دمر عام 70 بعد المسيح . إنني أعرف أن مسجدكم هو صاحب الهيكل ومالكه القانوني وأنه أقيم في المكان ذاته إلى جانب الصخرة التي قدم عليها أبونا إبراهيم ابنه إسحاق قرباناً للرب وإنني أعرف أيضاً أنكم ، أنتم العرب ، أبناء إسماعيل قد حميتم هذه الصخرة عبر القرون ، فلنقدم الشكر إلى الرب" .

"وإنني كمسيحي وكعضو في الحركة الماسونية ، أرأس جماعة في أمريكا يحبون أن يعيدوا بناء هيكل سليمان من جديد . هذا هو اقتراحنا ، إذا أعطى جامع عمر الإذن لمؤسستي فسوف نجمع 200 مليون دولار في أمريكا لهذه الغاية أو المبلغ اللازم لإعادة بناء الهيكل . إن مسجدكم لن يفقد السيطرة على الهيكل أبداً ، وعندما ينتهي بناء الهيكل سيكرّس للرب ، للملك سليمان ، وللحركة الماسونية في العالم وسيعطى لكم مجاناً . وإلى ذلك ، وبإذن من مؤسستكم سيمنح كل أخ ماسوني أسهَمَ في إعادة البناء عضوية في المحفل الماسوني الأول لهيكل سليمان في مدينة القدس ، وأستطيع أن أؤكد لكم أن مؤسستكم إذا تعاونت معنا في إعادة بناء الهيكل فسوف تصبح أغنى مؤسسة دينية على الأرض ".

"إذا أبديتم اهتماماً بهذا العرض ، سنزودكم بالمال لتصرفوه في بناء الهيكل .. وسأقوم بتصوير فيلم سينمائي خلال إقامتي في الأرض المقدسة ، ليعرض في المحافل الماسونية ( فيلم ديني عن الأب إبراهيم وإسماعيل ويعقوب ، يصل حتى بناء المعبد ) مع قصة ولادة المسيح حتى موته على الصليب" .

"سادتي ، آمل أن تأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار وتبحثوها مع أعضاء مجلس إدارتكم قبل أن أصل إلى المدينة المقدسة ، وآمل أن يمنحني أعضاء مجلس إدارة مجلس عمر الشرف العظيم لأخاطبهم شخصياً أثناء إقامتي القصيرة في المدينة . وليبارككم الله جميعاً أيها الأخوة" (13).

بإخلاص غرايدي تيري، 514 ، إيست هاردفورد رود ، بيدبانك ، كاليفورنيا ، القطاع 91501 .

محتوى الرسالة السابقة تدل على الالتقاء الكامل بين اليهودية والصهيونية والماسونية ، وتؤكد أن بناء الهكيل - المزعوم - على أنقاض المسجد الأقصى كان وما زال في مقدمة أهداف الماسونية .

النشاط الماسوني في القدس :

فلسطين والقدس كانت وما زالت هدف ماسوني ،وكان أول محفل ماسوني في العالم المحفل الإنجليزي ، والذي كان اسمه محفل "أورشليم" (14) ثم قلبوه بعد ذلك إلى المحفل الإنجليزي (15).

ومما تكشف مؤخراً وجود نشاط للماسونية العالمية في مجمع مسجد النبي داوود الذي تحول الطابق السفلي منه إلى كنيس والطابق العلوي إلى كنيسة ،حيث تحول المجمع الذي يضم المسجد والعديد من الغرف الملاصقة ، وتكشف الأمر عندما لاحظ أعضاء من الهيئة الشعبية المقدسية وجود شعار الماسونية مكرراً على الجدران والسلالم (16)، الأمر الذي أقره أحد العاملين اليهود في المكان قائلاً بأن الماسونيين كانوا في المكان قبل 400 سنة في عهد الأتراك على حد زعمه.

وتأكيدا لنشاطهم في فلسطين والقدس على وجه الخصوص ، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" (17) الأمريكية عن مصادر أمريكية قولها إن الجماعات اليهودية الماسونية المتطرفة، والتي تعمل بشكل سري داخل الولايات المتحدة، تدفع بشدة نحو الإسراع في هدم المسجد الأقصى، وقد تعرضت هذه الجماعات مؤخراً لاختراق من قبل أمريكيين. وأدى هذا الاختراق، بحسب الصحيفة، إلى تسريب ما زعموا أنها أسرار "ختم سليمان" وفك شفرات رموزهم الدينية من قبل الروائي الأمريكي (دان براونز) في روايته الجديدة التي أطلق عليها تسمية "الرمز المفقود" .

وفي سبتمبر عام 1995م تم إنشاء "غرفة القدس الماسونية" في جوار المسجد الأقصى ، وهي منظمة يهودية ماسونية ، وقد أمر بإنشائها رئيس المحفل الماسوني الإيطالي "جيوليا دي بيرنادو" لتنفيذ مشروع ما أسموه "جبل المعبد" ، وخلال حفل الافتتاح أعلن " دي بيرناردو" أن إعادة بناء الهيكل هو جوهر دراستنا ، وفي كتابه "بناء المعبد" الذي كتبه "بيرناردو" وأصدره في يونيو 1996م ركز على العلاقة بين الكابالا اليهودية وإعادة بناء الهيكل!

لله در المسجد الأقصى ، فلا أظن أن هناك مسجداً أو معبداً أو مبنى على وجه الأرض اجتمعت على هدمه والكيد لتاريخه ومكانته كل تلك الحركات السرية والفرق الباطنية والملل الأخرى كما هو المسجد الأقصى في القدس ؛ ففرقة تزعم أن المسجد الأقصى ليس هو مسجد القدس بل هو مسجد في السماء!! وأخرى تدعي أن المسجد الأقصى هو مسجد قاديان في الهند!! وبهائية تقول أن المعبد الأقصى هو الموجود في جبل الكرمل في مدينة عكا القديمة !! وماسونية تعمل على هدمه ، ويهود يحفرون تحته ، ويشيدون الكنس فيه وما حوله ، وصهيونية تجند عشرات الجماعات والجمعيات للعمل على تشييد الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ؛ ونصاري بروتستانت ( النصرانية المتصهينة ) لن تتحقق نبوءاتهم وآمالهم بخروج مخلصهم إلا بهدم المسجد الأقصى وإقامة معبد اليهود. ودخل على خط ذلك الحقد الدفين على المسجد الأقصى "العلمانيون الجدد: الذين سوقوا للمحتل الصهيوني وبرروا له كل ممارساته وجعلوا الحفريات وإقامة الكنس أسفل وحول المسجد الأقصى شأناً داخلياً لا ينبغي أن تلفت إليه الأنظار !!

وما ذاك إلا لمكانته في الشريعة الإسلامية وعند المسلمين (18) الذين دافعوا عنه وأحيوه بحلقات العلم والعلماء، ومهما بذل كل هؤلاء من جهد سيبقى المسجد الأقصى مسجد من المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا لها.

-------------------------------------

1- الماسونية منظمة سياسية واقتصادية واسعة الانتشار هدفها الرئيسي هو الهيمنة على العالم عن طريق السيطرة على وسائل الإعلام والاقتصاد العالمي ، ومن أكبر الحركات التي تحارب العقائد الدينية وتحض على الفكر العلماني؛ ولهذا السبب تم حظرها في العالم الإسلامي، وأصدرت مجامع الفتوى ومنها جامعة الأزهر في مصر فتوى بتحريمها.

2- المحفل، بالتعريف الماسوني، هو:"مكان يجتمع إليه البناؤون الأحرار للعمل ليعلّموا ويهذّبوا أنفسهم بأسرار الفنون القديمة، وبعبارة أعم يطلق على الأشخاص أو المكان، فكل اجتماع قانوني أو جلسة منتظمة للبنائين الأحرار يدعى محفلاً، فيجب على كل أخ (ماسوني) أن يكون تابعاً لمحفل من المحافل وخاضعاً لقانونه الداخلي ولقانون العشيرة العام " انظر الانتساب والرموز عند الماسونية ،بقلم الدكتور أسعد السحمراني ،نقلاً عن : القانون العمومي للشرق الأسكوتلاندي السامي، ص 160، 161.

3- يصف الماسونيون حركتهم بمجموعة من العقائد الأخلاقية مثل "الحب الأخوي والحقيقة والحرية والمساواة", وتطبيق هذه المبادئ يتم على شكل طقوس يتدرج العضو فيها من مرتبة مبتدأ إلى مرتبة خبير ويتم التدرج في المراتب اعتماداً على قدرة العضو على إدراك حقيقة نفسه والعالم المحيط به وعلاقته بالخالق الأعظم الذي يؤمن به بغض النظر عن الدين الذي يؤمن به العضو.

4 - خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين منذ 1918- 1948م .

5 - أنظر للاستزادة : الماسونية.. ماضيها وحاضرها لغاية عام 2000م؛ سعيد الجزائري، الطبعة الثالثة 1996م. وموسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ؛ رابطة العالم الإسلامي.

6 - أندية الليَوُنْز جمعيات مكونة من رجال ونساء أعمال، وأصحاب مهن. ومن بين نشاطات هذه النوادي القيام ببعض العمليات التنصيرية من خلال استعدادها التام وحرصها على تقديم كافة الخدمات الصحية الوقائية للحفاظ على السمع والبصر وتقديم طرق علاج مشكلاتهما، وما شابه ذلك من تقديم الخدمات المتعلقة بالمواطنين، كالخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية.

7 - حنا أبي راشد، ، دائرة معارف ماسونية، ج 1، بيروت، مكتبة الفكر العربي، ط 1، سنة 1961، ص 20.

8 - الماسونيون واليهود متفقون على أن سليمان بن داود ملك وليس بنبي ، ولهذا يسمونه الملك سليمان .

9 - النجمة السداسية ذات الرؤوس الستة لمثلثان متداخلان ، والتي يطلق عليها اليهود ( نجمة داود ) والتي هي ترجمة حرفية للعبارة العبرية (ماجن ديفيد ) ، ليست لها جذور يهودية أو عبرية ، ولكنها وجدت على جدران المعابد القديمة مع عدد من النجوم الخماسية والصلبان المعقوفة وكذلك في النقوش المصرية القديمة والصينية وفي الفلكلور الألماني وعلى بعض الكنائس الألمانية وغيرها .وتبنت الصهيونية النجمة السداسية رمزاً لها ، واختيرت رمزاً للمؤتمر الصهيوني الأول ولعلم المنظمة الصهيونية ، وهي إحدى شارات الماسونيين الأحرار !!. ومن الخطأ إطلاق مسمى " نجمة داود " على " النجمة السداسية "، لأن نسبتها إلى نبي الله داود عليه السلام ليس له أصل في المصادر التاريخية ولا اليهودية ، فتلك النجمة التي تذكرنا بالحرب والدمار والقتل والشر نتنزه أن تنسب إلى نبي من أنبياء الله تعالى ، الذي أقام الدين والعدل والأمان . أنظر : مصطلحات يهودية احذروها ، إصدار مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية .

10 - الماسونية والمنظمات السرية ماذا فعلت ؟ ومن خدمت ، عبد المجيد همو ، ط3/2005م ، الأوائل للنشر والتوزيع – دمشق .

11 - كان أمينا للقدس في فترة امتدت لخمس وثلاثين عاما منذ 1959 إلى أن توفاه الله سنة 1994م .

12 - ذكر ذلك أمين القدس السيد روحي الخطيب في كلمته أمام المؤتمر الأول لمنظمة المدن العربية الذي عقد في بيروت، بعضاً من المطامع الصهيونية في القدس وادّعاءاتهم حولها، وفي هذا الصدد قال إن السلطات الإسلامية في القدس تلقت عرضاً من الحركة الماسونية الصهيونية لشراء قطعة أرض من المسجد الأقصى بتاريخ 30/5/1968م لقاء "مبلغ مغر" بغية إعادة بناء هيكل سليمان عليها، وقال إن جواب السلطات الإسلامية كان رفضاً قاطعاً.

13 - المصدر: مجلة حضارة الإسلام 1969.ونشرة اللجنة الملكية لشؤون القدس رقم 67 بتاريخ 1/10/1979م

14 - وهو نفس المسمى الذي يطلقه اليهود والصهاينة على القدس .

15 - الماسونية والمنظمات السرية ماذا فعلت ؟ ومن خدمت ؟ عبد المجيد همو ، ص 232 .

16 - أكد مرشد سياحي بأن في ساعات مبكرة من الصباح قبل عده شهور حضر وفد يحمل هذه الإشارة (إشارة الماسونية وهي الفرجار فوق الزاوية القائمة ) وأدوا طقوسا خاصة قرب المقام ثم دخل الوفد إلى أحد الحجرات الملاصقة ودار اجتماع مغلق وذلك تحت حراسة مشددة. وبعد أن غادر الوفد سأل المرشد أحد الموظفين اليهود داخل المجمع عن هوية هذا الوفد فقال له إنهم اسكتلنديون يزورون المجمع ويتبرعون للكنيس كل عام.

17 - الصادرة في 15 سبتمبر/أيلول 2009 .

18 - وهذا ما ضاعف الحسد في قلوبهم ، ولن ينزعوا حبه من قلوبنا ، لأن حبه راسخ وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق بأن قلوب العباد ستتعلق بحبه حتى يتمنى المسلم لأن يكون له موضع صغير يرى منه بيت المقدس وتكون تلك الرؤية خير له من الدنيا جميعاً .