نتابع: في نقض الرواية الصهيونية للنكبة الفلسطينية -4-
رابعًا، الجيوش العربية أنقذت ما تبقى من فلسطين:
ربما الفكرة السائدة هي أن الجيوش العربية هي سبب نكبتنا، وهنا تتقاطع روايتان: الفلسطينية التي رأت هزيمة نكراء وبالتالي يتحمل مسؤوليتها من قاد الجيوش وحارب، والرواية الصهيونية التي تقول أن الصهاينة كانوا يدافعون عن أنفسهم من اعتداء الجيوش العربية، ولولا هجوم العرب لما حصلت النكبة.
وكلتا الروايتين تجافي الحقيقة من حيث أنه قبل دخول الجيوش العربية كان الفلسطينيون يخوضون حربًا لا يملكون فيها ما يكفي من سلاح للصمود في وجه المجازر المنهجية، وكان الصهاينة يركتبون المجزرة تلو الأخرى بدون رادع.
وهنا يشهد للجيش العراقي قيامه بتحرير جنين وعدد كبير من القرى المجاورة والتي احتلها الصهاينة في أواخر أيار (شهر 5) عام 1948م، وذلك بعد أن خاض الجيش العراقي معركة طاحنة مع القوات الصهيونية، كما استطاع صد هجوم صهيوني على مدينة قلقيلية وحماها من الاحتلال الذي كان مصير القرى والبلدات المجاورة.
وخاض الجيش الأردني معارك عنيفة في اللطرون وباب الواد واستطاع الحفاظ عليها وحماية الشطر الشرقي من القدس من الاحتلال، وطرد الصهاينة من داخل البلدة القديمة ومن مستوطنة النبي يعقوب شمال القدس ومستوطنة عصيون غربي بيت لحم، بينما ساهم المتطوعون المصريون من الإخوان المسلمين بحماية قرية صور باهر جنوبي القدس.
طبعًا كل هذا لا ينفي وجود أخطاء وتقصير شديد في أكثر من موقع وموقف، لكن الهزيمة والنكبة جاءت نتيجة لمجموعة من الأسباب المركبة والمتداخلة: فهنالك أخطاء تكيتيكة واستراتيجية ارتكبت سواء في إدارة العمليات أو التصور العام لإدارة الحرب مع العصابات الصهيونية أو ثقة القيادات السياسية بالاستعمار البريطاني.
وفي المقابل هنالك حقيقة أنه كان هنالك فارق كبير في عدد القوات وتسليحها وخبرتها الميدانية والعسكرية، وهنا أستحضر شهادة المرحوم سعد الدين الشاذلي والذي شارك في الحرب، وأكد على هذه الحقيقة، وضرب مثلًا أنهم كجنود مصريين لم يتدربوا على استخدام قنابل يدوية ولم يروها قبل الحرب، وكل ما كانوا يعرفوه عنها هو محاضرة في الكلية العسكرية حيث قام المحاضر برسمها لهم على اللوح مبينًا لهم أجزاءها.
يتبع
رابعًا، الجيوش العربية أنقذت ما تبقى من فلسطين:
ربما الفكرة السائدة هي أن الجيوش العربية هي سبب نكبتنا، وهنا تتقاطع روايتان: الفلسطينية التي رأت هزيمة نكراء وبالتالي يتحمل مسؤوليتها من قاد الجيوش وحارب، والرواية الصهيونية التي تقول أن الصهاينة كانوا يدافعون عن أنفسهم من اعتداء الجيوش العربية، ولولا هجوم العرب لما حصلت النكبة.
وكلتا الروايتين تجافي الحقيقة من حيث أنه قبل دخول الجيوش العربية كان الفلسطينيون يخوضون حربًا لا يملكون فيها ما يكفي من سلاح للصمود في وجه المجازر المنهجية، وكان الصهاينة يركتبون المجزرة تلو الأخرى بدون رادع.
وهنا يشهد للجيش العراقي قيامه بتحرير جنين وعدد كبير من القرى المجاورة والتي احتلها الصهاينة في أواخر أيار (شهر 5) عام 1948م، وذلك بعد أن خاض الجيش العراقي معركة طاحنة مع القوات الصهيونية، كما استطاع صد هجوم صهيوني على مدينة قلقيلية وحماها من الاحتلال الذي كان مصير القرى والبلدات المجاورة.
وخاض الجيش الأردني معارك عنيفة في اللطرون وباب الواد واستطاع الحفاظ عليها وحماية الشطر الشرقي من القدس من الاحتلال، وطرد الصهاينة من داخل البلدة القديمة ومن مستوطنة النبي يعقوب شمال القدس ومستوطنة عصيون غربي بيت لحم، بينما ساهم المتطوعون المصريون من الإخوان المسلمين بحماية قرية صور باهر جنوبي القدس.
طبعًا كل هذا لا ينفي وجود أخطاء وتقصير شديد في أكثر من موقع وموقف، لكن الهزيمة والنكبة جاءت نتيجة لمجموعة من الأسباب المركبة والمتداخلة: فهنالك أخطاء تكيتيكة واستراتيجية ارتكبت سواء في إدارة العمليات أو التصور العام لإدارة الحرب مع العصابات الصهيونية أو ثقة القيادات السياسية بالاستعمار البريطاني.
وفي المقابل هنالك حقيقة أنه كان هنالك فارق كبير في عدد القوات وتسليحها وخبرتها الميدانية والعسكرية، وهنا أستحضر شهادة المرحوم سعد الدين الشاذلي والذي شارك في الحرب، وأكد على هذه الحقيقة، وضرب مثلًا أنهم كجنود مصريين لم يتدربوا على استخدام قنابل يدوية ولم يروها قبل الحرب، وكل ما كانوا يعرفوه عنها هو محاضرة في الكلية العسكرية حيث قام المحاضر برسمها لهم على اللوح مبينًا لهم أجزاءها.
يتبع