بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات طوائف يهودية "الدونمة". إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طوائف يهودية "الدونمة". إظهار كافة الرسائل

2014-09-26

طوائف يهودية "الدونمة"

طوائف يهودية "الدونمة"

الدونمــة

القارئ لتاريخ هذه الطائفة اليهودية سيجد تشابه كبير بينهم وبين ظهور المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر الى المدينة المنورة، فالقصة تكاد تكون متطابقة، والهدف كاد ان يكون مرسوم من شخص واحد، فهم طائفتان باطنيتان، كان دخولهم في الاسلام تمويه وتورية، ظاهرهم الاسلام وباطنهم الكفر و الكيد للإسلام و المسلمين، فهم متشابهون في كثير من الخصال.

فالخداع سمة من سماتهم، وقد بين الله تعالى هذه الصفة الذميمة في كتابه حيث قال تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا) كذلك من صفاتهم الكذب قال تعالى(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) ، لذلك وعد الله المنافقين عذابا خالدين فيه بسبب تحاملهم على الاسلام و العمل على هدمه وقتل اتباعه فكان عذابهم من جنس العمل. قال تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).

التعريف:

ان من دهاء اليهود العمل للوصول الى البلاط الملكي او ديوان الحاكم، حتى يعملوا من خلاله على تحقيق اهدافهم الدنيئة والتي تخدم مصالحهم الشخصية سواء كانت تجارية او سياسية او دينية، بالإضافة الى خدمة مصالح نظرائهم اليهود في تلك الدولة.

تعني كلمة دونمة في اللغة التركية: الرجوع او العودة ( المرتد عن دينه ) واطلق اليهود هذا المصطلح على جماعة من اليهود الاتراك الذين دخلوا في الاسلام بعد دخول قائد هذه الجماعة واسمه ( بشتاي تسفي )، وهم ينحدرون من اليهود السفار ديم الذي طردوا من إسبانيا خلال محاكم التفتيش الإسبانية في القرن السادس والسابع عشر الميلادي، وذلك بعد تسوية مع الإمبراطورية العثمانية التي رحبت بهم كلاجئين.

وتعتقد هذه الطائفة ان بشتاي هو نفسه ( الماشيح ) او باللغة العربية المسيح المخلص، واعتقادهم بانه لم يدخل الاسلام ردة او كفر باليهودية بل بأمر من الله لهدف خفي، فما كان من هذه الطائفة الا تقليده والدخول في الاسلام معه.

كانوا وراء تكوين (جماعة الاتحاد والترقي) التي كان جل أعضائها منهم، ويعتقد ان رئيس تركيا الاول بعد اسقاط الخلافة العثمانية مصطفى اتاتورك يتبع هذه الطائفة وهو من سلالة مؤسس الطائفة ( تسفي ) والذي وصفت هذه الجماعة السلطان عبدالحميد بالحاكم العثماني الطاغية والمجرم، الا ان جريمته الحقيقية كانت عدم تلبية طلب الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل خلال زيارته للسلطان عام 1901 والذي رفض طلبه وطلب الدونمة وأموالهم المعروضة في مقابل منح الصهاينة فلسطين والسيطرة على القدس.

ومن هؤلاء كان توفيق روستو مستشار لأتاتورك وشغل منصب وزير الخارجية التركية 1925-1938، هذا بالإضافة لسيطرتها على الاقتصاد والاعلام وهذا الحقل الاخير كانت السيطرة عليه كبيرة جدا بداية بالصحف التركية ومن اهمها جريدة( حريت ) ووصولا الى اشهر واهم القنوات التركية، ولا زالت هذه الفئة تتحكم في حصة كبيرة من تركيا، ولن أتعجب ان كان لهم يد في المسلسلات التركية التي ظهرت في القنوات العربية منذ خمس سنوات!
(وليس غريبا أن يعيد التاريخ نفسه)

حقيقة الاعتقاد:

علما بانهم دخلوا الاسلام في الظاهر الا إنهم كانوا يزاولون ويمارسون طقوسهم وصلواتهم اليهودية في الخفاء، ولم يتنازلوا عن عقيدتهم الأم، وكما يعتقدون ان شبتاي هو المشيح، فانهم كذلك يعتقدون بانه ابطل الوصايا العشر في الدين اليهودي ( الوصايا العشر هي الأوامر والنواهي في النواحي الفقهية كالزواج والاكل والشرب والتجارة ...الخ ) فبالتالي افرغ التوراة من محتواها الديني. كما انهم يحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج.

طقوسهم وسريتهم:

كان يهود الدونمة يتمركزون في تركيا في منطقة أضنة الا انهم انتقلوا الى اليونان عندما كانت تحت الخلافة العثمانية في منطقة سالونيكا، وكان يهود الدونمة يتعمدون التسمي باسمين (اسم تركي مسلم واسم يهودي ) فيعرف في المجتمع العثماني باسمه المسلم، اما في مجتمعه السري فيعرف باسمه اليهودي، وكانوا يعتبرون انفسهم يهودا وليسوا بمسلمين، ويستفتون الحاخامات في مسائلهم العقائدية والفقهية، ويحتفلون بأعياد اليهود، واضافوا الى اعيادهم عيد ميلاد بشتاي تسفي واعتبروه اقدس الاعياد عندهم ( عندهم اكثر من 20 عيد)، ومن طقوس احد اعيادهم الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة، كما انهم يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط لإفساد شبابها.

ولتبنيهم السرية في تعاملاتهم كانوا يطبعون كتبهم بأحجام صغيرة حتى تسهل عليهم اخفائها واستخدامها في مناسباتهم، وكانوا يقيمون جميع الشعائر اليهودية الا عطلة السبت حتى لا يثيروا انتباه العثمانيون، ومن تعصبهم باليهودية كانوا يقيمون هذه الشعائر في اللغة العبرية وليست بالتركية.

الانحلال الخلقي:

انغمست هذه الطائفة بالانحلال الخلقي الشنيع، فبعد ان ألغى بشتاي الوصايا العشرة، اتجهت هذه الطائفة رويدا رويدا نحو الانحلال والشذوذ الاخلاقي والجنسي، فاحلوا الزيجات المحرمة في شريعتهم، وبسبب كثرة الحفلات والاعياد والمناسبات وصل الانحلال الخلقي عندهم إلى تبادل الزوجات في الاحتفالات حتى أصبح امرا شائعا لا يستنك ، فان الصيغة ( الخاصة بهم ) من الوصايا العشر، لا تحرم الزنى، فقد حولوا صيغة ( لا تزني ) في الوصايا الى التحفظ عن الزنى وليس الامتناع عنه. وقد اشتهر عنهم انهم يقيمون احتفالات تقرب الى الدعارة في احد اعيادهم المسمى بـ ( عيد الحمل ) في 22 مارس من كل عام.

فرق الدونمة:

بعد موت بشتاي أو ما يسمونه كما أسلفنا بالمشيح، افترقت هذه الطائفة إلى عدة فرق منها:

اليعقوبية: بعد موت بشتاي، قامت احدى زوجاته بالإعلان عن ان روح بشتاي احلت في أخيها يعقوب، وان بشتاي تجسد فيه. وحيث انهم يظهرون الاسلام، قام يعقوب مع جمع من طائفته بالحج الى مكة ومات في طريق العودة، كما يطلق عليهم بحليقي الرأس، وذلك لحلق رؤوسهم واطلاق لحاهم، وكان يطلق عليهم الاتراك ( الطربوشلوه ) أي لابسي الطربوش.

القنهيلية: ظهر رجل آخر اسمه الحاخام باروخيا ادعى ان بشتاي تجسد به وانه هو ربهم، وقد وضع المسائل الفقهية الى اوامر واجبة الطاعة منها العلاقات الجنسية والعلاقات المحرمة، وكانوا يطلقون لحاهم وشعورهم، ويقال ان جميع الحلاقين في سالونيكا هم من هذه الطائفة، وتعتبر هذه الطائفة من أكثر فرق الدونمة تطرفا بسبب انحلالها الاخلاقي.

وقد وصل احد اعضاء هذه الطائفة الى منصب وزيرا للمالية والمسمى ( بداود بك ) وهو من سلالة الحاخام باروخيا قبل سقوط الخلافة العثمانية بقليل، وهناك دلائل تشير الى ان هذه الطائفة لا تزال تنشط في تركيا وان قائدها كان استاذ في جامعة استانبول.

القبانجي: اي القدماء باللغة التركية، فقد قامت هذه الطائفة بالعودة الى تعاليم بشتاي السابقة ورفضوا الاعتراف بالطوائف التي ظهرت بعد موته، ويتبع هذه الطائفة المتعلمون واصحاب المهن الحرة والاثرياء.

انتقالهم الى تركيا:

بعد ان خسرت الخلافة العثمانية الحرب العالمية الاولى عام 1924 تم توقيع اتفاقية بين تركيا واليونان انتقال المسلمين من اليونان إلى تركيا، وبما أن الدونمة كانوا يعتبرون مسلمين فكانوا ممن انتقلوا من منطقة سالونيكا الى تركيا وخصوصا في استانبول، وقد حاول اليهود الانتقال الى فلسطين المحتلة الا ان الكيان الصهيوني ومن قبل السلطات الحاخامية اليهودية الرئيسية في العالم لأنها ضد معتقداتهم بعد أن خرجوا وتزاوجوا من خارج الطائفة، فرفض طلبهم باعتبارهم ابناء زنا او غير شرعيين( فضيعوا دينهم ودنياهم).

ومن عجائب الدهر ان السطان العثماني عبد الحميد بعد عزله بواسطة أتاتورك والدونمة سجنوه في موطنهم سالونيكا وتوفي فيها عام 1918، وبعد هذا التاريخ بثلاث سنوات ورث الصهاينة فلسطين واصبحت لليهود بعد وعد بلفور .

افتضاح امرهم:

داومت الحكومة التركية لعقود على اخفاء كل ما يتعلق من معلومات بالدولة التركية الحديثة بخصوص جذور أتاتورك اليهودية, الا أن بعض الكتاب من خارج تركيا كتبوا عن هذه الطائفة, ففي كتاب عام 1973، وفي كتاب " اليهود السريين" للحاخام يواكيم برنز يقول( أن أتاتورك ووزير المالية ديفيد بايفي تركيا هم من الدونمة الملتزمين وأنهم كانوا في شراكة جيدة فيما بينهم وأن العديد من الشباب الأتراك في مجلس الوزراء الثورية التي شكلت حديثاً تصلي لله ولكن رسولها الحقيقي شبتاي زيفي مسيح سميرنا).

وكتب هيلل هالكين في 28 يناير 1994 في صحيفة النيويورك صن( أن أتاتورك كان يتلو التلاوة اليهودية )المسماة بـ(شيما إسرائيل) "أسمع يا إسرائيل" وأنها ايضاً كانت من صلاته هو أيضاً.. ويقول هالكين: "

(أتاتورك يبدو أنه كان يخجل من خلفيته اليهودية. خبئ ذلك لأنه كان يمكن أن يكون انتحارا سياسيا له، والدولة العلمانية التركية تركته يخفي ذلك أيضا، ومعها مذكراته الشخصية، والذي لم تنشر أبدا وبنية مقصودة ظلت سرا من أسرار الدولة كل هذه السنوات).

ويقول الكاتب:( ليس هناك حاجة لإخفائه لفترة أطول فقد فازت الثورة المضادة الإسلامية اليوم في تركيا حتى من دون التعرض لها) وسرد هالكين ما نشره الصحفي اتمار بن ايفي من معلومات عن السيرة الذاتية لأتاتورك وأنه كان شاباً برتبة كابتن في الجيش التركي وأنه يهودي التحق بمدرسة سيمسي افندي ويقول هيلل(شيء واحد اكتشف، وكتب، أن أتاتورك سافر بالفعل في أواخر فصل الشتاء من عام 1911 إلى مصر قادما من دمشق في طريقه للانضمام الى القوات التركية التي تقاتل الجيش الإيطالي في ليبيا، وهو الطريق الذي كان قد اتخذ له من خلال القدس فقط عندما التقى به ايفي هناك. وعلاوة على ذلك، في عام 1911 كان في الواقع ضابط برتبة نقيب، مولع بالكحول، والتي عرفها آيفي عنه عندما كتب سيرته الذاتية، وهي موثقة جيدا.

ولا يوجد مثقال ذرة من شك أن عائلة ووالد أتاتورك كان في الواقع من مخزون اليهودية). يمكن الرجوع الى نص الكلمة في صحيفة The New York Sun.
(وليس غريبا أن يعيد التاريخ نفسه)
ياسر درويش أحمد