بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-09-04

أهم الأحداث فى تاريخ البشرية..

أهم الأحداث فى تاريخ البشرية.. عبد الوهاب المسيري.
(أهم الأحداث فى تاريخ البشرية عموماً، والأحداث التى تخص فلسطين والجماعات اليهودية فيها وفى العالم) .
يضم هذا الثبت التاريخي أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً، ويركز على المناطق والبلاد والتشكيلات الحضارية التي عاشت بعض الجماعات اليهودية فيها. وهناك علامة شرطة (ـ) قرين الأحداث التاريخية الإنسانية العامة، أما إذا كانت الأحداث تخص فلسطين أو  الجماعات اليهودية فإنها تُقرَن بنجمة (*). والتواريخ التي تسبق أحداثاً لها امتداد زماني (حكم أسرة ـ حضارة ـ موجات من الهجرة) تشير إلى بداية الحدث، أما التواريخ التي تلي أسماء الحكام والباباوات فهي فترات حكمهم وليست سنوات حياتهم، كما أن التواريخ التي تلي أسماء أنبياء العهد القديم هي تواريخ نبوَّتهم.

المساهمون في عمل الموسوعة:

ساهم السادة التالية أسماؤهم في الموسوعة (الأسماء مرتبة ألفبائياً، حسب اسم العائلة بدون أداة التعريف، ويرد بعد كل اسم عنوان المدخل الذي كتبه كلٌ): 
جلال أمين: الصهيونية كغزو ثقافي للمنطقة. 
نظام بركات: الإستراتيجية الصهيونية/الإسرائيلية. 
عزمي بشارة:  صهينة العناصر الدينية الأرثوذكسية بعد عام 1967. 
خالد الحسن: الصهيونية: القيم الأساسية. 
سعيد الحسن: الاستعمار الاستيطاني الصهيوني: أهدافه وآلياته وسماته الأساسية. 
عادل حسين: مشروع إسرائيل الاقتصادي للشرق الأوسط. 
جمال حمدان: نقاء اليهود عرْقياً. 
أحمد صدقي الدجاني: العقد الصامت: تاريخ. 
حامد ربيع: إستراتيجية إسرائيل المستقبلية 
يوسف زيدان: ابن كمونة. 
سمير فريد: السينما اليهودية والصهيونية واليديشية. 
فهمي هويدي: حق العودة الفلسطيني. 
الأستاذ محمد حسنين هيكل: أعراض نتنياهو: الإدراك الإسرائيلي للسلام في الوقت الحاضر ( الجزء الثالث من كتاب المفاوضات السرية ص 456 ـ 460). 
عبد القادر ياسين: المقاومة العربية اليهودية للصهيونية. 

كما ساهم السادة التالية أسماؤهم بعدة مداخل: 
د. هدى حجازي (الأستاذ المساعد بجامعة عين شمس): 
تربية يهودية وتربويون يهود ـ التربية والتعليم عند العبرانيين قبل التهجير إلى بابل ـ دراسة التوراة (تلمود تورا) ـ بيت الدراسة (بيت هامدراش)ـ المدرسة الأولية (بيت سيفر) ـ التربية والتعليم عند العبرانيين بعد العودة من بابل ـ سيمون بن شيتاه ـ يوشع بن جمالاه ـ التربية والتعليم عند يهود الإسكندرية في العصر الهيليني ـ التربية والتعليم عند يهود بابل قبل وبعد انتشار الإسلام ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية حتى نهاية القرن الثامن عشر: مقدمة ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في فرنسا وألمانيا وإيطاليا حتى نهاية القرن الثامن عشر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في بولندا حتى نهاية القرن الثامن عشر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في إسبانيا (الإسلامية والمسيحية) والدولة العثمانية ـ المدرسة الأولية الخاصة (حيدر) ـ الحيدر ـ المدرسة الأولية الخيرية (تلمود تورا) ـ تلمود تورا ـ الميلاميد ـ الحلقة التلمودية (يشيفا ـ أكاديمية) ـ مثبتاه ـ المدرسة التلمودية العليا (يشيفا) ـ اليشيفا ـ الأكاديمية ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية من القرن الثامن عشر إلى الحرب العالمية الأولى ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في العالم الغربي (ما عدا روسيا وبولندا) حتى الحرب العالمية الأولى ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في أوربا الشرقية (روسيا وبولندا) حتى الحرب العالمية الأولى ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في العالم الإسلامي والهند وإثيوبيا حتى الحرب العالمية الأولى ـ فرتايمر ـ ليلينتال ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا منذ الحرب العالمية الأولى حتى الوقت الحاضر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في أوربا الشرقية منذ الحرب العالمية الأولى حتى الوقت الحاضر ـ التربية والتعليم عند يهود الشرق منذ الحرب العالمية الأولى حتى الوقت الحاضر ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في أمريكا اللاتينية ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في كندا ـ التربية والتعليم عند الجماعات اليهودية في جنوب أفريقيا ـ كورساك ـ فلكسنر ـ بركسون ـ شيفلر ـ كرمين ـ جامعة يشيفا ـ جامعة برانديز ـ جامعة اليهودية ـ كلال (المركز القومي اليهودي للتعليم والقيادة) ـ معهد الشئون اليهودية ـ الأكاديمية الأمريكية للبحوث اليهودية ـ أهم مراكز ومعاهد البحوث والمكتبات المعنية بشئون أعضاء الجماعات اليهودية في الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا. 
د. أحمد حماد (الأستاذ بجامعة عين شمس): 
الأدب المكتوب بالعبرية منذ بداية العصر الحديث حتى عام 1960 ـ لوتساتو ـ فريشمان ـ مابو (بالاشتراك) ـ بيرل (بالاشتراك) ـ الأبجدية والنحو العبري. 
كما ساهم الدكتور حماد في كتابة الأجزاء الخاصة ببعض الأدباء الذين يكتبون بالعبرية ومراجعة المصطلحات العبرية. 
نادية رفعت (باحثة وكاتبة): 
قضية قناة بنما ـ محاكمة كلاوس باربي ـ حادثة فالدهايم ـ محاكمة ديمانجوك ـ جمعية تنمية الثقافة بين يهود روسيا ـ دور الجماعات اليهودية الاقتصادية في مصر في العصر الحديث ـ طعام الجماعات اليهودية ـ أزياء وملابس الجماعات اليهودية ـ موسيقى الجماعات اليهودية ـ رقصات الجماعات اليهودية ـ لجنة التوزيع المشتركة الأمريكية اليهودية ـ الأليانس إسرائيليتش ذو فين (التحالف الإسرائيلي في فيينا) ـ الأليانس إسرائيليت يونيفرسيل (التحالف الإسرائيلي العالمي) ـ أجرو /جوينت (المؤسسة الأمريكية اليهودية المشتركة للزراعة) ـ إميج ديركت (اللجنة المتحدة للهجرة اليهودية) ـ أورت (منظمة إعادة التأهيل والتدريب) ـ إيكا (جمعية الاستيطان اليهودي) ـ إيكور (الجمعية الأمريكية للتوطين اليهودي في الاتحاد السوفيتي) ـ جمعية غوث اليهود الألمان ـ الجمعية الأمريكية للمستوطنات الزراعية اليهودية في روسيا ـ كومزت (لجنة توطين اليهود الكادحين في الأرض) ـ هياس (خدمة هياس المتحدة) ـ هيسم ـ الهيكل التنظيمي للمنظمة الصهيونية العالمية ـ الوكالة اليهودية ـ المنظمة الصهيونية العالمية (القسم الأمـريكي) ـ اللجـنة التنفيذية العـالمية لحركة حـيروت (ها تسوهار) ـ الكونفدرالية العالمية للصهاينة المتحدين ـ حركة العمل الصهيونية العالمية ـ منظمة مزراحي العالمية (هابوعيل هامزراحي) ـ الاتحاد العالمي للصهيونيين العموميين ـ الاتحاد العالمي لحزب العمال المتحدين (مابام) ـ الاتحاد السفاردي العالمي ـ اتحاد مكابي العالمي ـ ويزو ـ إيموناه ـ المؤتمر اليهودي العالمي ـ الحركة الصهيونية الأمريكية ـ الاتحاد الصهيوني الأمريكي ـ المنظمة الصهيونية الأمريكية ـ هاداساه ـ رابطة الصهاينة الإصلاحيين في الولايات المتحدة ـ أرتسينو ـ مجلس الاتحادات اليهودية وصناديق الرفاه ـ المجلس الاستشاري القومي للعلاقات الطائفية اليهودية ـ اللجنة اليهودية الأمريكية ـ المؤتمر اليهودي الأمريكي ـ بناي بريت ـ عصبة مناهضة الافتراء التابعة لبناي بريت ـ نوادي هليل للطلبة (مؤسسات هليل) ـ مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى ـ اللجنة الإسرائيلية الأمريكية للشئون العامة (إيباك) ـ عصبة الصداقة الإسرائيلية الأمريكية ـ الصندوق القومي اليهودي (كيرين كايميت) ـ صندوق تأسيس فلسطين (كيرين هايسود) ـ النداء الإسرائيلي الموحَّد ـ النداء اليهودي الموحَّد ـ الشركة الاقتصادية الإسرائيلية ـ منظمة سندات دولة إسرائيل ـ الصندوق الإسرائيلي الجديد.

وقد قامت الأستاذة نادية رفعت بكتابة بعض المداخل الخاصة بالشخصيات (كبار الرأسماليين من أعضاء الجماعات اليهودية وبعض الشخصيات الأخرى)، وقامت بإعداد المادة البحثية لعديد من المداخل.

---------------

قبل الميلاد

---------------

بعد الميلاد
انتهى.........

2009-09-01

المؤرخ البريطاني توينبي شاهد على جريمة بريطانيا في فلسطين..

المؤرخ البريطاني توينبي شاهد على جريمة بريطانيا في فلسطين..
د.اسعد أبو شرخ/ كاتب وأكاديمي فلسطيني
لورد ارنولد توينبي المؤرخ البريطاني الأعظم والأشهر والأكثر موضوعية، والموسوعي الثقافة والذي كتب موسوعة قصة التاريخ، لم يملك سوى أن يجرم بلده بريطانيا على ما اقترفته بحق الشعب الفلسطيني وتسليم وطنهم لقمه سائغة للحركة الصهيونية، إذ يرى أن بريطانيا شاركت بالخديعة والدسيسة والوقيعة والمؤامرة بل والجريمة في تشريد الشعب الفلسطيني وضياع فلسطين وحصول النكبة الفلسطينية التي يرى أنها مأساة وجوهر هذه المأساة هو أن مليون ونصف من الفلسطينيين العرب (الآن أكثر من سبعة ملايين) أصبحوا لاجئين محرومين من وطنهم وديارهم وممتلكاتهم دون أن يسمح لهم بإبداء رأيهم في تقرير مصيرهم وأن هذه المأساة تمس العالم أجمع لأنها ظلم يهدد السلم العالمي.

والسبب في تجريم بريطانيا واتهامها بصراحة ووضوح وعلانية لأنها هي صاحبة وعد بلفور. الذي يتبرأ منه تماماً مما جعله يشعر كمواطن إنجليزي بالذنب وتبكيت الضمير على ما حل بالشعب الفلسطيني جراء هذا الوعد المشؤوم.

كمواطن إنجليزي أكره أن اتهم/ أجرم بلدي بيد أنني اعتقد أن بريطانيا تستحق الاتهام وهذا هو التعويض الشخصي الوحيد الذي في وسعي أن أقدمه.

ويقول أيضاً أن ذنب بريطانيا في هذه الجريمة لا يقلل منه الحقيقة المهينة وهي أن بريطانيا عاجزة الآن عن رفع الظلم الذي أوقعته بالشعب الفلسطيني.

ويقدم المؤرخ توينبي المسوغات والقرائن لتجريم بريطانيا على جريمتها الكبرى ضد الشعب الفلسطيني إذ يقول في تقديري أن النقطة الكارثية في لائحة الاتهام ضد بلدي هي أن فلسطين في ذلك الوقت كانت تحت الإدارة البريطانية لمدة ثلاثين عام 1918 – 1948 وأنها خلال تلك السنوات لم تقرر أو تعلن بأي شكل من الأشكال سياستها حول مستقبل فلسطين، والأكثر من ذلك أنها خلال السنوات الثلاثين كانت تسمح لليهود بالهجرة إلى فلسطين بنسب متفاوتة تختلف حسب الأوضاع والضغوط اليهودية أو العربية ولولا الدعم والحماية والسيطرة البريطانية، لما سمح لهذه الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ويضيف اللورد توينبي قائلاً لو بقيت فلسطين تحت الحكم العثماني التركي، أو لو أصبحت فلسطين دولة مستقلة منذ عام 1918 لما سمح لليهود بالقدوم إلى فلسطين بتلك الأعداد الكبيرة التي مكنتهم من التغلب على العرب الفلسطينيين في بلدهم العربي فلسطين.

أما السبب في وجود إسرائيل الآن، ووجود ملايين اللاجئين الفلسطينيين فهو أن الحكم العسكري البريطاني فرض الهجرة اليهودية على فلسطين لمدة ثلاثين عام على التوالي، حتى أزداد اليهود بأعداد ضخمة وتسلحوا تسليحاً كبيراً وبأفضل الأسلحة المتقدمة مكنتهم من فرض أنفسهم بالدبابات والطائرات.

ويقول توينبي إن وعد بلفور في الثاني من نوفمبر عام 1917 كان الورقة الرابحة في السباق المظلم بين فئتين من المحاربين في الحرب العالمية الأولى لكسب دعم اليهود في ألمانيا، والنمسا والمجر والأهم من ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

بيد أن بريطانيا استخدمت ما يسمى اليوم بازدواجية اللغة وسياسة المعايير المزدوجة، لأنها في وعدها لإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين استعملت لغة مضللة، ولهذا كمواطن من المملكة المتحدة أعلن عن شعوري بالعار والندامة من فعلة بريطانيا هذه، وتلك كانت هي الحقيقة لأنه خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها كانت الحكومة البريطانية تلعب لعبة مزدوجة، حيث كان هناك تناقض بين التعهدات التي قطعتها بريطانيا إلى العرب من جهة وإلى الصهاينة من جهة أخرى، كما كان هناك تناقض في إدخال وعد بلفور في نص الانتداب الذي أعطى لبريطانيا إدارة فلسطين. وبين تصنيف الانتداب من الفئة أ Class A التي بمقتضاها يتوجب على السلطة المنتدبة (بريطانيا) أن تلتزم بإعطاء الشعب الفلسطيني الواقع تحت الانتداب استقلاله في أسرع وقت ممكن ليتمكنوا من ترتيب أمورهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم ويواصل توينبي شهادته: يمكن القول، وبكل أسف، أن بريطانيا قطعت تعهدين متناقضين مع بعضهما البعض. للعرب واليهود، وحين صدر قرار الانتداب كان الفلسطينيون العرب يشكلون 90% من سكان فلسطين، وكان الانتداب على فلسطين انتداباً من الفئة الأولى Class A كما يفهم من مراسلات حسين - مكماهون والتي تنص على الاعتراف بالاستقلال العربي وتدعيمه! ولهذا كان من المنطقي أن يفترض الفلسطينيون بأن بريطانيا تعهدت بالعمل على إعداد فلسطين لأن تصبح دولة عربية مستقلة.إن المؤامرة، مؤامرة وعد بلفور هي جريمة مع سبق الإصرار والترصد pre-pence malice حسب القانون الدولي، ولهذا فإن القائد العسكري البريطاني الجنرال اللنبي لم يسمح بنشر القرار في فلسطين إلا بعد مرور ثلاث سنوات على صدوره، ومما يؤكد ذلك ما ذهب إليه رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل الذي كان يفتخر بأنه صهيوني حيث أعترف بالدوافع الحقيقية وراء القرار وذلك بقوله لا يجب النظر إلى وعد بلفور على أنه وعد أعطي بدوافع عاطفية، لقد كان خطوة عملية اتخذت في صالح قضية مشتركة في لحظة لم يكن في مقدور هذه القضية أن تهمل أي عنصر من عناصر المساعدة المادية والمعنوية، والمقصود هنا وقوف اليهود بأموالهم وإمكانياتهم وقوتهم المادية والمعنوية والمنظورة وغير المنظورة مع بريطانيا أثناء فترة الحرب ولهذا كانت مكافأة اليهود بوعد بلفور وهذا أغرب وأعجب وعد في التاريخ كما يرى الكاتب اليهودي آرثر كوستلر في كتابه الوعد والإيفاء promise and fulfillment الذي وصف الوعد بالعبارة البليغة والصريحة التالية إن أمة وعدت أمة ثانية بإعطائها وطن أمه ثالثة أي أن بريطانيا وعدت اليهود بإعطائهم فلسطين وطناً للشعب اليهودي.

وهكذا ضحت بريطانيا بفلسطين وشعبها من أجل مصالحها، بل أن اليهود الذين كانوا ضحية النازية أصبحوا هم الجاني المجرم ضد الشعب الفلسطيني، ولهذا يقول توينبي من الأشياء الأكثر مأساوية في التاريخ أن (اليهود) الذين عانوا على يد هتلر يقومون بفرض معاناتهم على شعب آخر هو (الشعب الفلسطيني).أي أن ضحية الأمس أصبح مجرم اليوم، وذلك بفعل الدعم اللامحدود الذي تقدمه دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، لهذا يقول توينبي إذا كانت بريطانيا تتحمل المسؤولية الأضخم حيال القضية الفلسطينية وما يجري في فلسطين، فإن للولايات المتحدة تقوم بالدعايات الأكثر تضليلاً في هذه المأساة، ويقول لو التزمت أمريكا برأي عام محايد حول فلسطين، لتغير الموقف في فلسطين إلى الأفضل!!! فهل يقوم أولو الأمر والرأي لدى الشعب الفلسطيني انطلاقاً من موقف توينبي هذا بالضغط على الحكومة البريطانية لتصحيح موقفها وسحب وعد بلفور وكل ما ترتب عليه من آثار وحيف وظلم ونتائج جلبت الكوارث على الشعب العربي الفلسطيني خاصة وأن هناك حملة بدأت الآن في نفس الاتجاه يقوم بها بعض المثقفين والنواب داخل بريطانيا من بريطانيين وغيرهم، هل هذا شيء خارج عن قدراتنا؟!
لماذا لا نبدأ الآن .....

ماذا يعني شرط الاعتراف بيهودية الدولة؟.

ماذا يعني شرط الاعتراف بيهودية الدولة؟..
د.أنيس فوزي قاسم/ محام فلسطيني مقيم في الأردن
منذ توقيع اتفاقيات اوسلو في 1993، وقادة إسرائيل، سياسيون ومفكرون، يشترطون أن أية تسوية سياسية مع الفلسطينيين يجب أن تتضمن اعترافاً منهم بأن إسرائيل هي دولة اليهود. هذا شرط ومطلب مستحدث وله مغزاه وأبعاده. ولكنه أصبح شرطاً خطيراً وسامّاً حين بدأ الرئيس الاميركي يردده، ولا نعلم إن كان الرئيس يتبنى هذا الشرط بإدراك ووعي، أم انه تورط فيه كما تورط في جرائم اخرى كجريمة غزو العراق. وقبل التعرض لمعنى هذا الاشتراط الجديد والآثار التي تترتب عليه، لا بدّ من التساؤل عما إذا أنشئت إسرائيل بمواصفات دولة اليهود حسب الفكر الصهيوني؟

بداية، لا بدّ من التفريق بين ما يسمى بـ "الدولة اليهودية" و "دولة اليهود" أو "دولة الشعب اليهودي". ان "الدولة اليهودية"، وكما وردت في التوصية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة في العام 1947، كان تعبيراً مستخدماً في مقابل تعبير "الدولة العربية" ولم يكن يرد في تلك الاثناء تعبير "الدولة الفلسطينية"، وهذا المفهوم مختلف جذرياً عما ورد، ولازال يرد، في التعابير الإسرائيلية والصهيونية عن تعبير "دولة اليهود" أو "دولة الشعب اليهودي"، ذلك ان هذا التعبير الاخير يؤكد على صهيونية الدولة بالمواصفات التي صاغها ثيودور هيرتزل. وقد كان المرحوم الدكتور فايز الصايغ يؤكد ان الترجمة الصحيحة لكتاب هيرتزل هو "دولة اليهود" وليس "الدولة اليهودية".

لا جدال في أن قادة الحركة الصهيونية ومنظّريها قد وضعوا تصوراتهم حول دولة اليهود ومواصفات هذه الدولة، واختصر حاييم وايزمن الأمر بمقولته المشهورة والواضحة لمؤتمر السلم في باريس في العام 1919 بأنه يريد فلسطين يهودية كما هي انجلترا انجليزية، وأن دولة اليهود يجب أن تضم أغلبية يهودية "حاسمة"، كما كان يطلب بن غوريون. وبعد قيام الدولة في العام 1948، أعلن قادة الدولة الجديدة أن دولتهم هذه هي دولة "الشعب اليهودي" وأن أبوابها مفتوحة لعودة اليهود الى وطنهم الأصلي، وتأكيداً لذلك وضعوا " قانون العودة" الذي منح كل يهودي الحق في الهجرة (أو العودة) الى أرض إسرائيل. وأكد القاضي براك، رئيس محكمة العدل العليا الإسرائيلية، في قضية حديثة على هذا المفهوم بقوله إن في دولة اليهود "يكون اليهود فيها الأكثرية وتكون اللغة العبرية هي اللغة الرسمية والمركزية وتكون أعيادها ورموزها تعبّر عن استعادة الصحوة القومية للشعب اليهودي، وأن الموروث الديني لشعب إسرائيل يشكل مركباً اساسياً للموروث الديني والثقافي في دولة إسرائيل".

فهل قبل المجتمع الدولي، بما فيها الدول الامبريالية الكبرى التي ساعدت على خلق إسرائيل، بهذه المواصفات الصهيونية لدولة اليهود؟
تحتوي وثيقة "الاستقلال" لإسرائيل على ثلاث وثائق قانونية تستند فيها إسرائيل على إنشائها، وهي: إعلان بلفور، وصك الانتداب والتوصية بتقسيم فلسطين الصادرة عن الأمم المتحدة في العام 1947. وسوف نتناول هذه الوثائق الثلاث بنفس الترتيب.

أما الوثيقة الاولى فهي اعلان بلفور. في البداية لا بدّ من تصحيح خطأين شاعا في أوساطنا لدرجة اليقين. الأول أننا نطلق على إعلان بلفور بأنه "وعد بلفور"، ولا ندري من أين أتت هذه الترجمة، وهي ترجمة خاطئة، لأن هذه الوثيقة لم تتضمن، لا في مسماها ولا في محتواها، على كلمة "وعد"، وكل ما ورد هو تعبير انجليزي غامض يقول إن بريطانيا "تنظر بعين العطف..."، وهي عبارة لا تنشئ التزاماً ولا وعداً بالتزام.

والخطأ الشائع الثاني هو اننا اعتبرنا هذا الاعلان انتصاراً للحركة الصهيونية، بينما كان نكوصاً لها. ويسجل لينورد شتاين، السكرتير القانوني والسياسي للحركة الصهيونية في كتابه الوثائقي "إعلان بلفور" مسيرة هذا الإعلان وتاريخه التشريعي. ويخبرنا شتاين ان الاعلان مرّ في ست مسودات، ويهمنا هنا ما طرحته الحركة الصهيونية التي قدمت مشروعاً ينص على " أن تقبل [الحكومة البريطانية] الاعتراف بمبدأ إعادة تأسيس فلسطين كوطن قومي للشعب اليهودي" والاعتراف بالمنظمة الصهيونية. ويلحظ من هذا النص الطلب – اولا- من الحكومة البريطانية "الاعتراف"، مما يشكل التزاماً على الدولة العظمى آنئذٍ، والاعتراف – ثانيا- باعادة تأسيس فلسطين، مما يعني الاقرار بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين، والاعتراف – ثالثا- بهذا الحق التاريخي في كل فلسطين، والاعتراف – رابعاً- بأن الدولة المطلوب انشاؤها ستكون دولة الشعب اليهودي.

وبرغم ان بلفور وافق من حيث المبدأ على هذه الصياغة الاّ انه كان يدرك ان رئيس الوزراء، لويد جورج، قد يعترض عليها، ولذا طلب صيغة مخففة من النص الأصلي. وحين عرضت الصيغة المخفّفة على مجلس الوزراء، تصدى لها الوزير اليهودي الوحيد، ادوين مونتاجيو، واتهم حكومته، باستعدادها لاصدار هذا الاعلان، بأنها حكومة معادية للسامية، وأثار مسألة الاشكاليات التي قد يسببها مثل هذا الاعلان لليهود من مواطني الدول الأخرى وما قد يحدثه مثل هذا الاعلان للسكان الأصليين في فلسطين. وتمخض النقاش الذي احتدم في مجلس الوزراء عن النص الذي نعرفه حالياً وهو ان بريطانيا "تنظر بعين العطف... لاقامة وطن قومي في فلسطين" ووضعت شرطين صريحين لهذا الأمر بأن ذلك سوف لا يؤثر على "الحقوق المدنية والدينية" للفلسطينيين، او على "الحقوق والوضع السياسي لليهود في الاقطار الاخرى". ويلحظ من مقارنة المشروع الصهيوني بالنص الأخير ان اياً من المطالب الأصلية لم تتحقق، بل ان الاعلان اضاف شرطين صريحين لهما مغزى بعيد الأثر، من حيث انه رفض سلطة المنظمة الصهيونية في تمثيل اليهود من مواطني الدول الاخرى. وقدم حماية واضحة للفلسطينيين من آثار هذا المشروع الصهيوني.

وليس أدل على هزيمة الحركة الصهيونية من اصدار اعلان بلفور بهذه الصيغة ما يسجله شتاين، ويؤكده حاييم وايزمن في مذكراته "التجربة والخطأ"، من ان وايزمن كان ينتظر في مكان قريب من قاعة مجلس الوزراء بانتظار اصدار الاعلان، حين خرج سكرتير المجلس ملوحاً بورقة بيده وينادي "د.وايزمن... انه ولد!!". ويقول وايزمن حين قرأت الصياغة النهائية لم أحب ذلك الولد!! ولكنه اضاف قائلاً: سنجعل منه ما نريده ان يكون.

اما الوثيقة الثانية التي ترتكز اليها إسرائيل في قيامها فهي صك الانتداب. من المسلم به ان اعلان بلفور أُعيد انتاجه في صك الانتداب، وبالضرورة أُعيد انتاج الشرطين المحددين معه مرة اخرى، الاّ انه يجب ان يُنظر اليه ضمن الاطار العام من ان الانتداب هو "عهدة مقدسة" وانه مسؤول عن مساعدة الشعوب الواقعة تحت الانتداب للوصول الى حق تقرير المصير والاستقلال. وتنص الماده (5) من صك الانتداب على ان دولة الانتداب ملزمة بالمحافظة على الوحدة الاقليمية لفلسطين، وانها، في الوقت الذي تسهل فيه الهجرة اليهودية الى فلسطين، ملزمة بالمحافظة على حقوق واوضاع السكان الفلسطينيين. وتنص الماده (15) على التزام سلطة الانتداب بعدم التمييز بين السكان على اساس العرق او الدين او اللغة. ومع هذه الضمانات الدولية التي ضمنها صك الانتداب للوحدة الاقليمية لفلسطين والمحافظة على المساواه بين اليهود وغير اليهود كيف لنا ان نقول ان صك الانتداب قد صادق على تأسيس دولة اليهود في فلسطين بالمواصفات الصهيونية؟

اما الوثيقة الثالثة، فهي التوصية الصادرة عن هيئة الامم المتحدة في العام 1947 بتقسيم فلسطين الى دولة عربية ودولة يهودية وجعل القدس في وضع دولي خاص. وبرغم ما اعتور تلك التوصية من مؤامرات ومطاعن على شرعيتها وقانونيتها (بما في ذلك احباط محاولة استدراج رأي استشاري من محكمة العدل الدولية)، الاّ انه تجدر الاشارة الى ان تلك التوصية حين حددت عدد السكان في كل دولة، كان عدد العرب الذين سوف يقطنون في اقليم الدولة اليهودية مساوياً تقريباً لعدد اليهود، والفارق لم يتجاوز 70.000 نسمه لصالح اليهود، وهذا لا يشكل أغلبية حاسمه لليهود. فكيف، بعد ذلك يمكن الادعاء، ان هيئة الامم قررت انشاء "دولة لليهود"، ونصف عدد السكان تقريباً كان من الفلسطينيين؟. يضاف الى ذلك، ان التوصية بتقسيم فلسطين وضعت مبادئ عامة وطلبت من كل من الدولة اليهودية والدولة العربية تضمينها في دساتيرها. ومن ضمن هذه المبادئ ان على كل دولة ان تضمن لجميع مواطنيها حقوقاً متساوية في جميع الامور المدنية والسياسية والاقتصادية والدينية وضمان حقوق الانسان والحريات الأساسية. ولو كانت الامم المتحده تقرّ بيهودية الدولة – كما صاغتها العقيده الصهيونية- لما نصت على مبادئ المساواة في جميع المجالات، لأنه ومن ابجديات انشاء دولة لليهود – ان اليهود في مثل هكذا دولة سوف يتمتعون بحقوق وامتيازات خاصة بهم، وان تساوت تلك الحقوق والامتيازات بما هو حق لمواطني الدولة من غير اليهود، فان دولة اليهود سوف تفقد مبرر وجودها.

ان الوثائق القانونية الرئيسية التي ترتكز اليها إسرائيل في قيامها لا تقرّ بيهودية الدولة كما تراها وصاغتها ووضعت مواصفاتها الحركه الصهيونية، ومن الواضح ان فكرة دولة يهودية، كما نظر اليها المجتمع الدولي الامبريالي، لم تكن متفقه مع المواصفات الصهيونية، في أي من مراحل تأسيس هذه الدولة. ولا أدلّ على ذلك من أن قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم ما هو الاّ تأكيد على ان المجتمع الدولي لم يكن موافقاً على صيغة الدولة اليهودية بالمفهوم الصهيوني، اذ ان القرار الدولي فرض عودة حوالي سبعمائة الف فلسطيني الى ديارهم التي هجّروا منها، ومعنى هذا ان دولة يهودية بأغلبية عربية يتعارض مع المبدأ الصهيوني الأول. وحيث ان الجمعية العمومية لازالت تؤكد على القرار 194، فان ذلك ينطوي على تقرير مبدأ دولي مؤداه ان لا دولة يهودية بالمعايير الصهيونية.

الان، وبعد قيام دولة يهودية، وبأغلبية يهودية حاسمة كيف نرى، ويرى العالم، مثل هذه الدولة في الممارسة العملية؟.

لو بدأنا بترتيب عكسي من الشواهد والاثباتات، لبدأنا بكتاب الرئيس جيمي كارتر الذي وصل الى نتيجه لخصها في عنوان كتابه من أن إسرائيل أصبحت دولة ابارتهايد بعد ان اندحر الابارتهايد في جنوب افريقيا. وينعى ابراهام بورغ، رئيس الكنيست السابق، على إسرائيل كونها مشروعاً فاشلاً وقد تحولت الى مسيرة متواصلة لمشروع هتلر. وهل بقي لدى منظمات حقوق الانسان الإسرائيلية والفلسطينية والدولية من صفات قبيحة الاّ وألصقتها بدولة اليهود؟ وهل يحتفظ الصليب الاحمر الدولي بأي كلمة اطراء لإسرائيل؟ وأوجه الدعوة لكل ذي نيّة حسنة ان يدلني على مبدأ من مبادئ القانون الدولي الانساني و/أو مبادئ حقوق الانسان لم تقم إسرائيل بخرقه عدة مرات، بل امتهنته امتهاناً شديداً ومقصوداً. وقالت محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري الصادر في 2004 ان إسرائيل أخلّت بالتزاماتها الدولية وذلك باقامة المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري في الاراضي المحتلة وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وقبل أيام شاهدنا على شاشات التلفزة الاسيرة الفلسطينية التي أُفرج عنها مؤخراً هي وطفلها الذي ولد في السجن، وروت لنا كيف وضعت طفلها وهي مكبلة اليدين والرجلين. هذه هي دولة اليهود، دولة في غاية التوحش وانعدام الحس الانساني.

ولو انتقلنا الى ممارسات دولة اليهود مع مواطنيها من الفلسطينيين لظهر أقبح شكل من اشكال التمييز العنصري يشهده التاريخ الحديث. ذلك انه في جنوب افريقيا كان الابارتهايد وسيلة لاستثناء السود من مناطق البيض وحشرهم في بانتوستانات خاصه بهم. أما في دولة اليهود، ليس المطلوب استثناء غير اليهود، بل اقتلاعهم وترحيلهم لافساح المجال لليهود القادمين (او العائدين بالتعبير الصهيوني)، اذ بدون الاقتلاع والترحيل لن تتحقق دولة اليهود.

وكمثال آخر على ان التمييز العنصري الذي يُمارس ضد غير اليهود في دولة اليهود كسابقة فريدة في تاريخ المجتمعات المصابة بعاهة التمييز العنصري، هو أن الفلسطيني الذي يتمتع بالجنسية الإسرائيلية له حق ان ينتخب ويُنتخب في الانتخابات التشريعية او البلدية، وله حق التقدم الى الوظائف العامة في الدولة، ولكن هذا المواطن نفسه يصبح في القانون الإسرائيلي "غائباً"، اي غير موجود في إسرائيل، اذا طالب باسترداد أرضه التي صُودرت منه. فهو "موجود" لممارسة حق سياسي ولكنه "غائب" اذا طالب بحقه في أرضه. ففي أي فقه او تشريع يمكن للانسان ان يتصور مثل هذه المعادلة البهلوانية؟

قال حاييم وايزمن في مذكراته، ان العالم سوف يحكم علينا من معاملتنا للفلسطينيين. وورد في وثيقة "استقلال إسرائيل" انها تلتزم بالمحافظة على المساواة بين مواطنيها بغض النظر عن الدين والعرق والجنس ولكن، وعلى ضوء معاملة إسرائيل لمواطنيها من غير اليهود، اصدر العالم، ممثلاّ بالجمعية العمومية للأمم المتحدة، قراراً شهيراً بتاريخ 10/11/1975 أعلن فيه ان الصهيونية شكل من أشكال التمييز العنصري. وقد ورد في محاضر تلك الجلسات دراسات ومناقشات في غاية الاهمية مؤداها ان الصهيونية ليست عنصرية بالصدفة او بسبب ظروف تاريخية رافقت نشوءها، بل ان العنصرية أصيلة في فلسفتها وتكوينها، وثبت ذلك بالتجربة العملية. ففي دستور الصندوق القومي اليهودي الذي انشئ في مطلع القرن الماضي، ولازال قائماً ونشطاً، ورد نص مؤداه ان الصندوق يمتلك الاراضي في فلسطين باسم "الشعب اليهودي"، أي ان الارض التي يتم الاستيلاء عليها شراءاً او استيطاناً هي ملكية مشتركة "للشعب اليهودي" وليس لشعب إسرائيل، مثلاً، او لليهود في إسرائيل، بل لكل من هو عضو في "الشعب اليهودي". وينص دستور الوكالة اليهودية، والتي مازالت قائمة وفاعلة، على ان اليد العاملة التي توظف في الزراعة يجب ان تكون قائمة على "اليد العاملة اليهودية". وتم استكمال دائرة التهويد بأن فرضت الوكالة اليهودية على اليهود شراء المنتجات اليهودية حصراً. أي ان المستوطنين اليهود خلقوا في فلسطين اقتصاداً يهودياً مغلقاً. واستفحل امر العنصرية في المجتمع الإسرائيلي بعد قيام الدولة ودلالة ذلك سلسلة القوانين اعتباراً من قانون العودة الى آخر تقليعة تشريعية والتي تحرم على أي "إسرائيلي" الزواج من فلسطيني او فلسطينية من المقيمين في الاراضي المحتلة.

ان الغاء هذا القرار من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 16/12/1991 لا يغيّر من عنصرية الصهيونية في شيء، لأنها هي ذاتها لم تتغير لا فلسفة ولا مؤسسات ولا ممارسة.

هذه هي الدولة اليهودية المطلوب من الفلسطيني الاعتراف بها كشرط مسبق للوصول الى تسوية سياسية معها.

أن مثل هذا الاعتراف – لو حصل- سوف يرتب سلسة من النتائج الضارة وطنياً ودولياً. النتيجة الاولى، وفي التطبيق العملي، سوف تبرر اقتلاع وترحيل من بقي من الفلسطينيين في داخل الخط الاخضر، أي سوف نشهد عملية تطهير عرقي بطرد الفلسطينيين مما سيخلق أعباءاً ثقيلة على الدول المجاورة ولاسيما الاردن وسوريا ولبنان والتي هي مثقلة أصلاً بالهم الفلسطيني. والنتيجة الثانية هي ان الاقتلاع والترحيل سوف يؤدي الى مصادرة ممتلكات هؤلاء المهجرين وتصبح ملكيتها ملكية مشتركه "للشعب اليهودي" دون حق لهم بالمطالبة بالتعويض. والنتيجة الثالثة هي ان اللاجئين الذين اقتلعوا في الاعوام 1947-1949 سوف يظلون في اماكنهم ويفقدون حق العودة وحق التعويض وتتحول كل القرارات الدولية التي أكدت على حقهم في ذلك حبراً كالحاً على ورق أصفر. أما النتيجة الرابعة فهي ان على الفلسطيني ان يقبل ويقرّ ويوافق على "الصهيونية" كعقيدة وفلسفة وممارسة، وذلك في الوقت الذي اصبحت فيه العنصرية والتمييز العنصري والابارتهايد جرائم يعاقب عليها القانون الدولي. أي ان على الفلسطيني ان يجري في اتجاه معاكس للتاريخ.

أما على المستوى الدولي، فان السؤال الذي يفرض نفسه هو ماذا سيكون عليه موقف الامم المتحدة من دولة عضو فيها تعلن وتصرّ على انها دولة اليهود؟ هل ينسجم ذلك مع ميثاق الامم المتحدة؟ تنص الماده (55) من الميثاق على التزام المنظمة الدولية بأن تشيع في العالم "احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية للجميع بلا تمييز بسبب الجنس او اللغة او الدين..." وتنص المادة (56) على أن "يتعهد جميع الاعضاء بأن يقوموا، منفردين ومجتمعين، بما يجب عليهم من عمل.. لادراك المقاصد المنصوص عليها في المادة 55." ومن هنا يتبين ان على المنظمة الدولية اتخاذ الاجراءات القانونية طبقاً للميثاق، وانسجاماً مع ممارساتها منذ العام 1947 لكي تفرض على إسرائيل الامتثال لاحكام المادة (55)، وتفرض على الدول الاخرى التقيّد بالمادة (56)، وليس من داع لاستدعاء الاتفاقيات الدولية الاخرى مثل معاهدة مكافحة جميع اشكال التمييز العنصري. وعلى الوفد الفلسطيني المفاوض التهديد باللجوء الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لاتخاذ ما يلزم لمنع إسرائيل من فرض شروط التمييز العنصري على الشعب الفلسطيني.

إن على الدول العربية، ولاسيما الدول الأقرب إلى فلسطين التاريخية، التصدّي لهذا الشرط، ليس للأسباب الواردة أعلاه وحسب، بل ايضاً لأسباب عملية وهي أنها هي المستهدفة بترحيل الفلسطينيين اليها، وحلّ مشاكل الصهيونية على حسابها ونفقتها ومسؤوليتها. إن شعار يهودية الدولة ليس شعاراً لاقتلاع الشعب الفلسطيني وترحيله وحسب، بل هو أداة جديده للتوسع الصهيوني في أراضيها كذلك.

ولا مناص من القول ان الاشتراط الإسرائيلي على الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة هو اشتراط تعجيزي، ذلك أن الإسرائيليين أنفسهم لم يحسموا أمرهم في تحديد هوية هذه الدولة، وليس سرّاً أن عدم تمكن الفقهاء الإسرائيليين من الوصول الى إجماع حول تعريف من هو اليهودي هو أحد الأسباب الرئيسية التي لا زالت تحول دون وضع دستور مكتوب في إسرائيل. وإخفاءاً لهذه المعضلة، اشترط التعديل الأخير لقانون الاساس – الكنيست في المادة 7/أ على أن كل مرشح في القوائم الحزبية ان يعترف بمبدأ يهودية الدولة وديمقراطيتها معاً، وكأنه يمكن الجمع بين الصفتين، وهو أمر مستحيل كاستحالة خلط الماء بالزيت.

لماذا يرفضون السلام ؟ دراسة حول التعنت اليهودي.

لماذا يرفضون السلام ؟ دراسة حول التعنت اليهودي.
محيط/ القدس: يشرح كتاب العيش مع الصراع تأليف الدكتور دانئيل بار طال المختص في علم النفس السياسي والمحاضر في جامعة تل أبيب، العوامل النفسية الإجتماعية التي تؤثر على مواقف المجتمع اليهودي الإسرائيلي في تبني مواقف متصلبة ومتطرفة تتناقض بصورة حادة مع الحد الأدنى لمتطلبات السلام مع العرب خاصة الفلسطينيين.
غلاف الكتاب
يصنف المؤلف في مقدمته - وفق محمود محارب بجريدة الاستقلال الفلسطينية - نظرية الصراع العربي الإسرائيلي ضمن الصراعات الأكثر خطورة وغير الخاضعة للسيطرة والتي تتميز بطولها وعنفها وشمولتها، ويضيف المؤلف أن الصراع يقود إلى بلورة معتقدات اجتماعية تدور حول: عدالة الأهداف، الأمن، الظهور بمظهر الضحية، صنع صورة إيجابية عن الذات الجماعية، تعزيز الشعور الوطني والانتماء القومي، الوحدة الوطنية، نزع شرعية العدو ومحو إنسانيته، تصوير السلام كهدف منشود، وهو ما قام به المجتمع اليهودي منذ بداية الصراع وحتى اليوم.
يؤكد المؤلف أن المجتمع الإسرائيلي طور ذاكرة جماعية تنقل باستمرار عبر العقود من خلال مختلف قنوات ومؤسسات الدولة والمجتمع الإسرائيلي.
فالعرب، وفق الذاكرة الجماعية اليهودية، متخلفون وينجرّون بسرعة وراء التحريض، وهم عنيفون وقتلة ولا يترددون في ارتكاب المجازر بحق اليهود، إنهم هم وحدهم المسئولون عن أعمال العنف.
أما اليهود فتظهرهم الذاكرة الجماعية اليهودية الإسرائيلية بصورة إيجابية للغاية وتصور أنهم صنعوا مجتمعا أخلاقيا ومحبا للسلام، وأنهم ضحية الصراع الذي يرفض العرب حلّه سلميا.
ويضيف المؤلف أن الذاكرة الجماعية اليهودية تخفي كليةً الأعمال غير الأخلاقية والعنيفة التي تتناقض مع القانون الدولي ومعاييره، والتي ارتكبها اليهود أثناء الصراع.
إنها تخفي جرائم قتل المدنيين وقتل الأسرى وعمليات الطرد الجماعي والعقوبات الجماعية الخطيرة والاستغلال والتمييز وغيرها من الأعمال المشينة التي ارتكبها اليهود بحق العرب.
كذلك لا تتعرض الذاكرة الجماعية اليهودية إلى معاناة العرب وخاصة الفلسطينيين. إنها مبسطة وانتقائية وتطرح الأمور بشكل أسود أبيض. وهي لا تهدف إلى البحث عن الحقيقة وإنما شغلها الشاغل دوما خدمة أهداف المجتمع اليهودي.
ويؤكد المؤلف أن وظيفتها تبرير قرارات قادة إسرائيل وأفعالهم التي ارتكبوها في الماضي وإحداث تضامن بين فئات المجتمع اليهودي وحشده وتعبئته لمواجهة التحديات التي يفرضها الصراع مع العرب.
يقول المؤلف - وفقا لنفس المصدر - أن قادة إسرائيل يقومون بعمليات نزع الشرعية التي تتكون بواسطة صنع صورة نمطية سلبية للغاية لمجموعة بشرية معينة بهدف تجريدها من صفاتها الإنسانية وإخراجها من المجتمع الإنساني الذي يعمل وفق قيم ومعايير إنسانية متعارف عليها.
ويعطي المؤلف مجموعة كبيرة من الاقتباسات لقادة إسرائيل ولقادة مؤسساتها المختلفة ولصانعي الرأي العام، والتي تنزع شرعية العرب وإنسانيتهم، أبرزها: ممنوع الثقة بالعرب حتى وإن كانوا في القبر أربعين عاما، عندهم هذا بالدم، أن قتل اليهود يتم بشكل طبيعي، وينبغي عدم إدارة الظهر للعربي لأنه سيطعنك بالظهر. (يحيئيل حزان عضو الكنيست عن الليكود 25/2/2004).
هناك فجوة واسعة بيننا وبين أعدائنا ليس فقط في القدرة وإنما في الأخلاق والثقافة وقدسية الحياة والضمير (رئيس الدولة السابق موشيه كتساف عام 2001). العرب هم نتاج ثقافة لا يسبب الكذب فيها أي حرج، فهم لا يعانون من المشكلة التي تنجم عن الكذب، تلك المشكلة الموجودة فقط في الثقافة اليهودية المسيحية (إيهود باراك عام 2002).
هناك مشكلة عميقة في الإسلام، يوجد هنا عالم قيمه مختلفة، عالم لا توجد فيه قيمة للحياة كتلك القيمة الموجودة في الغرب.. الآن هذا المجتمع هو مجتمع في حالة قاتل متسلسل، إنه مجتمع مريض نفسيا، ينبغي التعامل معه مثلما نتعامل مع أفراد قتلة متسلسلين (المؤرخ الجديد البروفيسور بيني موريس، عام 2004).
يتوجب ضربهم بالصواريخ على كيف كيفك، ينبغي إبادتهم.. لا يوجد حيوان أسوأ من العرب، العرب هم حيوانات. (الزعيم الروحي لحزب شاس الديني الحاخام عوفاديا يوسف).
والعرب وفق الصورة النمطية التي ترسم بمنهجية في الذهنية اليهودية، لصوص، مخربون، متخلفون، ناكرو الجميل، جبناء، غدّارون، عنيفون، قدريون، منشقون، قبليون، فقراء، غير منتجين، مريضون، قذرون، متلونون، متقلبون، يتكاثرون بسرعة، يحرقون، يقتلون، يدمرون، عديمو الأخلاق، رعاع، متعطشون للدماء، عصابات قتلة، متسللون، وعدائيون.
وفي النهاية يشرح المؤلف كيف تفعل هذه المعتقدات النفسية الاجتماعية فعلها في تعبئة وإنتاج الشخص اليهودي من المهد إلى اللحد بشحنه بهذه المعتقدات منذ نعومة أظفاره وهو طفل في المنزل واستمرار تعبئته وشحنه في رياض الأطفال ومقاعد الدراسة الابتدائية والثانوية وأثناء خدمته الإلزامية في الجيش ثلاث سنوات.

كتاب: اليهود الحاليون لا علاقة لهم بـ بني اسرائيل..

كتاب: اليهود الحاليون لا علاقة لهم بـ  بني اسرائيل
صدر كتاب القبيلة الثالثة عشرة: إمبراطورية الخزر أول مرة في لندن عام 1976 ثم ترجم وأعيدت طباعته عدة مرات، وهو من تأليف الكاتب والمؤرخ اليهودي المجري ارثركوستلر الذي عمل مع الحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة.. قبل أن يكتشف حقيقة هذه الحركة ومشروعها.
الغلاف
فهو ينقد مقولة أن اليهود الحاليين ساميون أو أنهم من نسل بني اسرائيل القدامى, ويثبت أنهم آريون عامة وقوقازيون من الخزر الأتراك, ازدهرت دولتهم في القرن السابع وتهودوا عندما وجدوا أنفسهم بين الامبراطورية الرومانية الشرقية في بيزنطه وبين الدولة الاسلامية, كما عزز خيار التهويد عندهم موقعهم التجاري وأعمالهم الربوية التي تنسجم مع الايديولوجيا اليهودية دون سواها.
كان الخزر - بحسب الكتاب - خاضعين لنفوذ امبراطورية الهون ثم خضعوا لنفوذ القبائل التركية القوية وكانت تجمعا كونفدراليا تحت قيادة حاكم واحد يدعى الكاجان.
ومع ضعف الدولة التركية - كما جاء بصحيفة العرب اليوم الأردنية - شغلت دولة الخزر الجديدة موقعا رئيسيا استراتيجيا على المعبر الحيوي بين البحر الاسود وبحز قزوين, وتحولت هذه الدولة إلى حارس يحمي بيزنطه من غارات الفايكنج الشرقيين الروس كما ساهمت في عرقلة التقدم الإسلامي نحو اوروبا الشرقية واتخذت من ايل عاصمة لها وتقع عند مصب نهر الفولغا.
ويرى الكتاب ان الخزر فقدوا امبراطوريتهم بعد أن هزمهم امراء كييف اللذين كانوا قد دخلوا المسيحية لتوهم وكان ذلك عام 965 لكن هذه الامبراطورية ظلت قائمة حتى منتصف القرن الثالث عشر عندما أجهز عليها جنكيز خان المغولي.
وقد برزت بعد ذلك اسئلة مهمة حول مصير الخزر المتهودين بعد انهيار دولتهم.. وقد تطرقت مصادر عديدة لحالات توطن واسعة لهم في القرم واوكرانيا والمجر وبولندا وليتوانيا ثم روسيا مما دعا مؤرخين كثيرين الى الاستنتاج بان غالبية من يعرفون باليهود الشرقيين بل ويهود العالم هم من الخزر, أي من أصل تركي لا من أصل سامي. ومما يعزز ذلك الملامح المشتركة للفولكلور والعادات والفنون التي تربط بين يهود اليوم والقبائل الخزريه التركية..
ويختم كوستلر, كتابه, بالتأكيد على أن نسبة غالبية يهود العالم الى الخزر الاتراك الذين تشتتوا بعد هزيمتهم في مختلف أنحاء اوروبا وبأن هؤلاء اليهود يفتقرون الى تراث حضاري خاص, اللهم الا عادات وانماط سلوكية لاحقة ورثوها من تجربة الجيتو ومنحوها وضعا قوميا زائفا لوطن زائف وارض موعودة زائفة حفظوها من الكتب اليهودية بعد تهودهم على ضفاف قزوين.

2009-08-30

هل هناك "إسرائيل" أخرى؟

هل هناك "إسرائيل" أخرى؟
تقرير عبير صراص - إذاعة هولندا العالمية
عُقدت في مدينة أمستردام ندوة بعنوان "إسرائيل الأخرى موجودة".تحت رعاية منظمة "صوت يهودي آخر" و "هيئة مساندة منظمات السلام وحقوق الإنسان الإسرائيلية" الهولنديتان. هدفت الندوة للتعريف بإسرائيل أخرى غير التي نعرفها من خلال احتلالها للأراضي الفلسطينية أكثر من أربعين عام. وشارك في الندوة عدد من المنظمات الإسرائيلية اليسارية للتعريف بنشاطاتهم في مجال التعليم والتوعية بتاريخ النكبة الذي تنكره ذاكرة الشعب الإسرائيلي ولا يُذكر عنه إلا القليل من الحقائق المحرفة فيب الكتب المدرسية الإسرائيلية.
تقول الإسرائيلية إستيرغولدينبيرغ أحد المشاركات في الندوة من منظمة "ذاكرات" الإسرائيلية والتي تعمل على نشر التوعية في المجتمع الإسرائيلي عن النكبة أن مصطلح النكبة غير معروف وغير متداول في إسرائيل بسبب إنكار اليهود بأحداث عام 1948. لكن بفضل المنشورات الجديدة لمؤرخين إسرائيليين من أمثال إيان بابه، وبيني موريسن فقد أصبح من الممكن الحصول على معلومات وأبحاث باللغة العبرية عن تاريخ الفلسطينيين في الدولة العبرية. لكن التعريف بالنكبة ليس كافيا كما ترى غولدينبيرغ:
"الاعتراف بما حل بالفلسطينيين هو الخطوة الأولى. على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية النكبة أيضا بما فيها البحث عن حلول لملايين اللاجئين الذين ينتظرون العودة إلى ديارهم". تعقد المنظمة الشهر القادم مؤتمرا في مدينة تل أبيب للبحث في حلول العودة، وما يترتب عنه من آثار على المجتمع الإسرائيلي.
برتقال يافا
لكن النكبة كما يراها معظم المشاركون في الندوة ما زالت مستمرة. ففي مدينة تل أبيب التي شيدت على أنقاض ثمان قرى فلسطينية، لا زالت البلدية تسعى إلى تهويد الأحياء العربية المتبقية مثل حي العجمي. فوجئت غولدينبيرغ في طريقها لهولندا بمنشور وزعته شركة الطيران الإسرائيلية إل عال، والذي تدعي فيه بأن برتقال يافا هو أحد الرموز الإسرائيلية. حملت غولدينبيرغ المنشور للمشاركين في الندوة: "أنظروا، منذ متى أصبح برتقال يافا رمز إسرائيلي؟"
تاريخ مشوه
تقوم نوريت بيليد المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس بدراسة المناهج الدراسية الإسرائيلية. فقدت بيليد ابنتها البالغة من العمر 13 عاما في عملية انتحارية قام بها فلسطيني في القدس في العام 1997.
خاطبت بيليد الحضور بكلمة شديدة اللهجة قائلة بأن سفك الدماء القائم في الأراضي الفلسطينية ينبع من سياسة تعليم عنصرية. تقوم بيليد بتحليل المناهج الإسرائيلية ودراسة المناهج التاريخية التي يتلقاها الطلاب الإسرائيليين في المدارس. وترى بأن التربية التي يتلقاها الإسرائيليون لمدة إثني عشر عاما هي تربية عنصرية قائمة على الترهيب و كره الفلسطينيين. تقول بيليد بأن المناهج الإسرائيلية لا تذكر كلمة "الإحتلال" على الإطلاق. تسمح وزارة التعبليم للمدارس العربية الاسرائيلية فقط بذكر أحداث عام 1948 لكن من وجة نظر إسرائيلية بحته. تلقي هذه المناهج اللوم على العرب وتدعي بأن تشردهم هو فعل أياديهم لأنهم رفضوا خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين. كما يُمنع المعلمون من شرح الأحداث باستخدام الخارطة الجغرافي والصور لتوضيح ما جرى. بهذا، تقول بيليد، ينشأ في المجتمع الإسرائيلي شباب وشابات لا يعرفون تاريخ بلادهم، ومن ثم تلقي بهم في أحضان وزارة الدفاع ليخدموا في الأراضي المحتلة مدة ثلاث أعوام.

جرأة
من هؤلاء الذين خدموا في صفوف الجيش الإسرائيلي ابن السيدة نوريت بيليد، إيليك الحنان، والذي يترأس جماعة من المقاتلين الإسرائيليين والفلسطينيين السابقين في منظمة "مقاتلون من أجل السلام". يقول إيليك أنه أدرك بسرعة بعد الانضمام للجيش أن الصورة التي ينقلها المجتمع عن الخدمة العسكرية لا تمت بصلة إلى الواقع الذي يواجهه المقاتل الإسرائيلي. وسرعان ما يدرك أن دعم الاحتلال لا يحمي النفوس الإسرائيلية وإنما يعرضها إلى الخطر. يعتقد إيليك أن الجرأة على رفض الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة غير كافية وإنما على الشباب الإسرائيلي العمل على إنهاء الإحتلال. أسس إيليك في العام 2006 مع زميله الفلسطيني سليمان الحمري من مدينة بيت لحم مجموعة "مقاتلون من أجل السلام" والتي تمكنت في فترة وجيزة أن تجذب اهتمام المئات من الفلسطينيين والإسرائيليين.
لم يتوقع إيليك ردود فعل ايجابية من المجتمع الإسرائيلي، لكنه يقول بأنه اندهش بالاهتمام التي لاقته المنظمة:
"ربما يأتي هذا الإهتمام بسبب أننا لا نحاضر في الناس ونربكهم بالإحصاءيات والمعلومات وإلقاء اللوم. نتحدث إليهم بشكل شخصي عن تجاربنا. نلاحظ أن هنالك اهتمام واحترام لما نقوله. الاحترام يقود للنقاِش ومن هنا نتمكن من أن نحدث التغيير".
لم تكن منظمات السلام وحقوق الإنسان الإسرائيلية هذه على قائمة المدعوين للاحتفال بالذكرى الستين لإنشاء دولة إسرائيل في حقل كبير عقدته فيدرالية الهولنديون الصهاينة (Federatie Nederlandse Zionisten). حاولت هذه المنظمات اليسارية أن تحصل على ترخيص لحضور حفل المنظمة الصهيونية بهدف توزيع المنشورات والتعريف بأهدافهم. لكن أصحاب الحفل رفضوا حضورهم بحجة أن أرائهم لا تتناسب والفكر اليهودي الهولندي. يقول ياب هامبرغر رئيس منظمة "صوت يهودي آخر أنه من المخزي ليهود هولندا أن يتغاضوا عن الأصوات اليهودية الأخرى التي تدعوا إلى إنهاء الاحتلال والتعايش الفلسطيني الإسرائيلي.

مؤشرات الصحة النفسية للفلسطينيين تحت الحصار.

مؤشرات الصحة النفسية للفلسطينيين تحت الحصار.
إعداد: د. تيسير دياب/ طبيب نفسي ومشرف إكلينيكي برنامج غزة للصحة النفسية.

الحصار والصحة النفسية:
تعريف الصحة النفسية: عرفت منظمة الصحة العالمية WHO على أنها حالة تشير إلى اكتمال الجوانب الجسمية والنفسية والاجتماعية وليس مجرد غياب المرض النفسي. فالصحة النفسية تتطلب جسد سليم يتمتع بجهاز نفسي خال من أي ضغوطات نفسية خارجية اوصراعات داخلية مع توفر نشاط اجتماعي وعلاقة جيدة مع العالم المحيط بالفرد.

وهي حالة لا يتوفر كثير من جوانبها في ظل الحصار، فالجسد لا يتوفر له الغذاء ولا الدواء والنفس يمثل لها الحصار أكبر مصدر للضغوط والصراعات النفسية ، والجانب الاجتماعي مصاب بالبطالة و الفقر وعدم المقدرة على القيام بالزيارات الاجتماعية و هناك خلل في كافة أشكال النشاط اليومي المعتاد للفرد.

كذلك فان مفهوم الصحة النفسية يرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم حقوق الإنسان, فثمة العديد من العلاقات العملية والاخلاقية والموضوعية بين الصحة النفسية وحقوق الانسان .

فموضوع الصحة النفسية بشكل جزءاً من مفهوم العيش بحياة كريمة، أي أن الشخص يجب أن يتمتع بمقدار كبير من مقومات السعادة والاستقلال الذاتي. ومن المفاتيح المهمة في مفهوم الاستقلال الذاتي هو أن يتحكم الفرد في إختياراته وقراراته على الرغم من أنها تكون ضمن منظومة المجتمع والثقافة والتي قد تحد من مكونات هذه الاختيارات والقرارات .
ولكننا في حالة الحصار الخانق الذي نعيشه لا نجد الحد الادنى من الامورسابقة الذكر، فأن يحرم الانسان من التحكم حتى في أبسط الأمور في حياته.. متي ينام ومتى يصحو... و أن يحرم من التنقل بحرية والسفر و العوده متي يشاء وأين ما شاء ، و ان تنعدم الخيارات أمامه فلا يبقى الا الحصار ومزيدا من الحصار,
فلن تجد إلا آثارا شديدة وحالة سيئة من الصحة النفسية.
وعليه فإن الاتجاهات المعرفية والظروف العاطفية التي تؤثر وتتعارض مع الوصول إلى مدى مقبول من الاستقلال الذاتي من الممكن أن تعد من الاضطرابات النفسية أو المشاكل النفسية ، وهذا الامر ينطبق على الحالات والظروف التي تتعارض مع شعور الفرد بالسعادة والحصول على الاهتمام والدعم من الآخرين .لذلك فإن مفهموم الصحة النفسية يتعدى الاستقلال الذاتي ليصل إلى خيارات الفرد و التي تعبرعن أو تدعم علاقات اجتماعية ايجابية ، أي أن السعادة تحتاج الى علاقات حب ، صداقة ، دعم ، تسامح ، وتعاون مع الآخرين. وقد لوحظ مدى تاثر هذه الامور في ظل هذا الحصار الظالم.
ان كلا من الاستقلال الذاتي وطبيعة العلاقات الاجتماعية بين الأفراد يرتبط ارتباطا وثيقا بمفهموم تقدير الذات ونظرة الفرد لنفسه، فكلما تمتع الفرد باستقلاليته و اتسمت علاقاته الاجتماعية بالايجابية, كلما تحسنت نظرته لذاته و ازدادت ثقته بنفسه و العكس صحيح. وهذا بيت القصيد لدى الاحتلال,فهو يسعى بهذا الحصار لخلق ظروفا صعبة تتعارض مع الاستقلال الذاتي للفرد والتمتع بمدي مقبول من الرعاية والدعم من قبل الآخرين, مما يزعزع ثقة الانسان الفلسطيني بنفسه و بالتالي تكسر ارادته التي لم تفلح الاسلحة المدمرة في كسرها, فالمستهدف هنا الانسان الفلسطيني بطاقاته و امكانياته و ارادته.

لو نظرنا للحصار وعلاقته بالمرض النفسي:
المرض النفسي: وهو عبارة عن " ظهور مجموعة من الاعراض والعلامات النفسية والسلوكية والتي تؤدي إلى خلل واضح في النشاطات اليومية للفرد".
و من المتعارف عليه فانه لا يوجد مسبب وحيد للمرض النفسي, بل عدة عوامل تتعلق بالجوانب البيولوجية – النفسية- الاجتماعية وهي نفس جوانب الصحة النفسية التي تحدثنا عنها سابقا والتي تأثرت في ظل حالة الحصار الخانق على غزة، مما أدى إلى ظهور حالات جديدة من الاضطرابات النفسية وحدوث انتكاسات لحالات قديمة.
مع ضرورة ملاحظة أننا لا ندعى بأن الشعب الفلسطيني أصبح في عداد المرضى النفسيين، ولكن هناك الاختلافات الفردية على المستوى الجسمي والنفسي وهناك عوامل الحماية مثل الدين والوطنية والعادات و التقاليد وهناك الدعم الاجتماعي، كل تلك العوامل وغيرها ساهم في حماية الأفراد من تطوير اضطرابات نفسية. ولكن على صعيد الأعراض النفسية, فإننا نكاد نجزم بأن الغالبية من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة يعانون من أعراض نفسية لا سيما بعد فرض هذا الحصار الخانق.

مؤشرات الصحة النفسية في قطاع غزه:
ملاحظة: تم جمع ورصد المعلومات أدناه من المراكز المجتمعية التابعة لبرنامج غزة للصحة النفسية وقواعد البيانات الإكلينيكية لديها.

أولاً الشكاوى :
لدى البالغين وكبار السن:
1.الخوف من الاجتياح ، عدم توفر الحاجات الاساسية من الطعام ، عدم توفر الدواء.
2.الخوف من الموت وخصوصاً لدى رجال الصحافة.
3.الشعور بعدم الأمان والذي يترتب عليها مشاعر العدوانية والغضب ، ولا سيما لدى الرجال ومشاعر الاستثارة الزائدة عند النساء و فد انعكست مجموعة المشاعر تلك على الأمهات والآباء على الطفل والذي نقل تلك المشاعر لأطفال آخرين فسجلت نسب عالية من العنف والعنف الأسري.
4.و قد ارتفعت أعراض الأمراض التحولية
5. الاحباطات وانخفاض تقدير الذات.
6.زيادة في أعراض الهلع.
7.انخفاض في التركيز وبذلك تأثرت الذاكرة لدى الأفراد و من ثم انخفضت مستويات التحصيل الدراسي للطلاب.
8.الاغتراب ، حيث يراود الفرد إحساس بأنه غريب عن دينه ووطنه و عروبته و أنه محاصر من أبناء جلدته و لا تتوفر له المساندة من قبلهم ....إلخ.
9. الشعور بتغير الواقع المحيط والذات.
10. عدم الثقة بالآخرين.
11. انخفاض الانتماء والدعم للآخرين.
12. ارتفاع في مشاعر فقدان الأمل واللامبالاة
13. شكاوي جسدية متعددة.
14. زيادة الرغبة في الانتقام وعدم التسامح .

لدى الأطفال :
1.تكرار توجيه الأسئلة و الاستفسارات من قبل الأطفال لذويهم حول اليهود و فتح و حماس.
2.ارتفاع مستوى العنف, فقد لاحظ المعالجين خلال برامج الوساطة المدرسية ميول شديدة للعنف أثناء جلسات التمثيل و لعب الأدوار داخل المدرسة و كذلك الحال في خارج المدرسة حيث سجلت حالات من العنف و الاشتباكات بالأيدي و الجنازير والعصي , كذلك استخدام الألفاظ النابية.
3.ظهور مشاعر التبلد وفقدان الاحساس بالخطر حيث أصبح الأطفال يتجهون ويتجمعون حول أماكن القصف مثلا و يذهبون لجمع قواعد وبقايا الصواريخ.
4.الخوف من الذهاب للمدرسة ومن الظلام, و هنا نسوق استفسار لأحد الأطفال كان سأله لأحد الأخصائيين " هل الجنة فيها كهرباء؟ وقد تبين أن وراء هذا السؤال خوف شديد من الظلام و خصوصا عند انقطاع التيار الكهربائي بصورة فجائية.
5.الميل للحزن, فقد لوحظ أثناء العمل في برنامج الوساطة مدى معاناة وميل الأطفال للحزن, فقد طلب من 26 تلميذ أثناء احد النشاطات أن يتخيلوا أحلى موقف ممكن لهم أن يتخيلوه... وفي نهاية التمرين تبين أنه لم يستطع أي منهم على الاطلاق تخيل شئ سعيد و انحصرت خيالاتهم في وجودهم في أماكن تميل للحزن و المعاناة كالمقبرة أو تخيل الأب بالسجن والابن يبكي لفراقه.
6.مشاعر عدم الإحساس بالأمان، حيث لوحظ أثناء تمرين الرسم تكرار رسم بيت واحد وصغير الحجم مما يعكس حالة من عدم الشعور بالأمان.
7.ضعف التركيز و الانتباه مما أدى إلى انخفاض مستوى التحصيل الدراسي.
8.صعوبة النوم و الأحلام المزعجة.
9.العناد وسرعة الاستثارة.
10.الالتصاق بالأهل.
11.قضم الأظافر ومص الإصبع.

ثانياً: الاضطرابات النفسية (التشخيصات):
لدى البالغين وكبار السن:
1. اضطرابات القلق:
سجلت الإحصائيات ارتفاع في حالات:
-اضطراب الهلع
-اضطراب الوسواس القهري
-اضطراب ما بعد الصدمة

2.اضطرابات المزاج:
ارتفاع في حالات الاكتئاب النفسي بنسبة 17.7%

3.الاضطرابات جسدية الشكل:
سجلت الإحصائيات انخفاضاً بسيطا في أعداد المترددين للعلاج على مراكز البرنامج, بينما سجلت الزيارات المجتمعية ارتفاعاً في هذا التشخيص من خلال عمل فريق التدخل بالأزمات حيث يتجه معظم هؤلاء الأفراد لمراكز الرعاية الصحية والمستشفيات العامة ويتجنبوا التوجه لمراكز الصحة النفسية بسبب صبغة الشكوى الجسدية و الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي.

لدى الأطفال:
سجلت الإحصاءات زيادة بسيطة في عدد الحالات الجديدة المترددة على المراكز المجتمعية من الأطفال وقد لوحظ خلال فترة ما بعد الحصار ازدياد في التشخيصات التالية:

1.التبول اللاإرادي.
2.التأتأة في الكلام .
3.صعوبات الاتصال.
4 الفزع الليلي.
5.آثار ما بعد الصدمة النفسية.

ثالثا: خدمة الإرشاد الهاتفي:
سجل البرنامج نسبة زيادة في الاتصال عبر خط الارشاد الهاتفي المجاني وصلت إلى 150% في النصف الثاني من عام 2007 مقارنة بالنصف الأول ، و قد لوحظ وجود عدد كبير من حملة الشهادات الجامعية العليا بين المتصلين الجدد, الأمر الغير معهود مسبقا.

رابعا: العمل الصيدلي:
فقد انخفض رصيد الادوية من جميع الأصناف وسجلت صيدليات البرنامج نفاذ عدد من الاصناف كما تم اعفاء 80-90% من المترددين من الرسوم وتقديم العلاج لهم بالمجان.

خامسا: نتائج الأبحاث:
1- دراسة د. سمير قوتة حول تأثير الحصار على جودة حياة المواطنين في غزة و التى نشرت في جريدة القدس في 28 كانون ثاني 2008 وأوضحت أن الحصار الاسرائيلي يدفع بنحو 84% من الأسر الفلسطينية لتغيير أنماط حياتهم فيما تنازل 93% منهم عن المتطلبات المعيشية اليومية فيما عبر 95% من أفراد الأسر تحديداً في غزة عن استيائهم البالغ لتحويل القطاع إلي سجن كبير يقيمون فيه على مدار الليل والنهار.

2- دراسة د. عبد العزيز ثابت حول تأثير الحصار على الصحة النفسية وجودة الحياة في قطاع غزة وهي عبارة عن نتائج أولية عن 100 عائلة و هي جزء من عينة الدراسة و التي ستبلغ عند نهاية الدراسة 400 عائلة.

المعلومات الديموغرافية:
بلغت نسبة الذكور 45% و الإناث 55%. وكانت العينة موزعة على إنحاء قطاع غزة فمن شمال غزة بلغت النسبة 10%, غزة 22%, المنطقة الوسطي 31%, خان يونس 26%, و من رفح 11%.

و كان الساكنين في المدينة 73%, و في القرية 13% , المخيمات 14%.
أما بالنسبة للمتزوجين فقد كانت النسبة 94%, و الأرامل 5%, و المطلقين 1%.

الحصار و تأثيراته:
و بالنسبة لتأثيرات الحصار على العائلات فقد كانت أعلي بنود هي أنهم يجدون أن الأسعار قد ارتفعت كثيرا بالمقارنة بالسابق (99%), احتجت بعض الأشياء الضرورية ولم أجدها في السوق (94%), تنازلت عن بعض متطلباتي الشرائية اليومية (94%), أشعر بأنني أعيش في سجن كبير (93%), و قلت زياراتي الاجتماعية للآخرين (87%). أما أقل التأثيرات فهي وفاة احد أفراد الأسرة نتيجة عدم القدرة على السفر للعلاج (12.1%), وقمت بإجراءات فعلية للهجرة للخارج (12.1%)

الأعراض النفسية:
كانت أكثر الأعراض النفسية شيوعا هي العصبية (23%), الاندفاع لتخريب وتكسير الأشياء(22%)
الشعور بسرعة المضايقة والاستثارة (17.2%) , أما أقل الإعراض شيوعا فقد كانت الشعور بأن ذهنك خالي من الأفكار(1%), الإحساس بدافع ملح لأن تضرب أو تجرح أو تؤذي شخصاً معيناً (3%),

القيم الأخلاقية:
و بالنسبة لمقياس القيم الأخلاقية يتضح لنا ما يلي: عندما أساعد الآخرين فإنني لا انتظر أي شيء في مقابل مساعدتي (35.1), إذا استعرت شيئاً ما ثم فقد منك فانه ينبغي عليك أن ترد غيره لصاحبه (34.3%) يجب أن تشعر بالذنب كثيراً إذا تسببت في إيذاء أي شخص آخر (33%), و أشعر أنني ينبغي أن أبذل قصارى جهدي في عملي بصرف النظر عن أي مكافأة ألقاها (33.3%), الولاء في الشخص أكثر قيمة من الثراء

الصلادة النفسية:
أما بالنسبة للصلادة النفسية فقد كانت أعلي بنود هي أتعلم من إصابتي بالمرض و المصائب على الصبر (87.6%), اشعر بأنني قريب من الآخرين و قادرا على عمل علاقات جيدة و سليمة (69.7%).

2009-08-17

الأغنية الشعبية الفلسطينية تؤرخ النكبة.

الأغنية الشعبية الفلسطينية تؤرخ النكبة.
الأغنية الشعبية أحد الجوانب الهامة من تراثنا الشعبي في مجال فنونه القولية, وهي في حقيقتها تعبر عن مشاعر وعواطف وانفعالات ناتجة عن تأثر بحدث أما أن يكون في السرور, أو يكون فيه الحزن والألم. كما وأن الأغنية الشعبية قد تؤثر في الحدث بمثل ما تتأثر به. فتأتي الأغنية الشعبية عفوية صادقة التعبير ترسم الحدث بدقة ثم الأثر الذي تركه الحدث على نفسية المبدع الشعبي سواء أكان زجالا أو بداعة.
وهذا يعني بوضوح أن الأغنية الشعبية تقسم من حيث جنس المغني أو المبدع إلى قسمين:
أغاني منقولة من أجيال سابقة ويرددها من يسمى بالقويلة.
أغاني النساء.
أغاني الرجال يمكن أن نقسمها إلى قسمين أيضا:
أ ـ أغاني منقولة من أجيال سابقة ويرددها من يسمى بالقويلة.
ب ـ أغاني من إبداع المغني وهي الأغاني التي تنسب لهذا المغني وأنه هو قاتلها ومغنيها.
وغالبا ما يسمى بالزجل وقائله زجال, والبعض يسميه بالقصيد وقائله الشاعر حيث يغني مع الربابة.
أغاني النساء: تتميز أغاني النساء بأن معظمها منقول من جيل إلى جيل وأحيانا من منطقة إلى أخرى.
وأفضل أغاني النساء ما جاء عفويا ونتيجة حدث كما أسلفنا وهذا الدور تقوم به امرأة ذات قدرة على التعبير والنظم وهي التي تسمى البداعة.
ويتساءل البعض عن ملامح الأغنية الشعبية الفلسطينية ومدى قدرتها على التعبير عن الحدث ورسمه بالكلمات البديعة لا بريشة الفنان.
ومن الذين يتساءلوا عن ذلك الأخت هالة مراد أحدى المذيعات في إذاعة لندن حين وجهت لي هذا السؤال ضمن برنامج البث المشترك لصوت فلسطين وإذاعة لندن, فأجبتها: إن من أهم الملامح للأغنية الشعبية الفلسطينية هو الصدق ومواكبة الحدث, ومن أراد أن يؤرخ للقضية الفلسطيني منذ مطلع هذا القرن وحتى الآن فما عليه إلا أن يعود إلى ملف الأغاني الشعبية ليجد فيها الوثيقة الصادقة والوصف الدقيق لمجريات الأحداث زمانا ومكانا وإنسانا.
ويعلم الجميع أن بلادنا مرت بمراحل سياسية كثيرة الاضطرابات منذ مطلع العشرينيات حتى عام 1948 وما بعد ذلك.
ولقد سجلت الأغنية الشعبية الفلسطينية هذه الأحداث منذ أوائل العشرينات مرورا بثورة البراق ثم ثورة القسام عام 1936 والإضراب العام عام 1936 وحرب عام 1948, ثم حرب 1967 وما تلاها من سنوات الاحتلال التي عانى فيها شعبنا أنواعا متعددة من المآسي وقدم العديد من التضحيات توجت بالانتفاضة وانتهاء بما نعيشه.
وقبل أن نتحدث عن الحدث التاريخ الهام الذي مرت به بلادنا وهو حرب 1948 وما نتج عنها من عمليات تهجير وطرد من عدد كبير من قرى ومدن فلسطين, لا بد من بيان المراحل التي مرت بها الأغنية الشعبية من اختفاء أو بروز.
ومما لاشك فيه أن الحدث يؤثر على الأغنية الشعبية فإما أن تبرز فيه أو أنه يوقفها وهذا ما حدث فعلا في مراحل رئيسية ثلاث في حياة شعبنا ففي عام 1948 توقف الغناء لأكثر من ثلاثة أعوام, حيث كانت تقام الأفراح دون غناء في معظمها, ثم بدأت العودة إلى الغناء وكان على رأسها الأغاني التي تذكر البلاد والهجرة فيها وما حل بالناس بعد ذلك.
وفي عام 1967 مر شعبنا بنفس الكارثة وعم الوجوم البلاد لأكثر من أربع سنوات ثم انطلق الغناء للبحث عن سبل مقاومة الاحتلال.
وفي عام 1987م كانت الانتفاضة حيث توقف الغناء للعريس وصار الغناء للشهداء لمدة تزيد عن عامين ونصف, وكانت هذه الأغاني تحثم على مواصلة الانتفاضة يرافقها مجموعة ضخمة من أغاني الفرق الفنية على الكاسيت.
واسمحوا لي الآن أن أقدم بعضا من الأغاني الشعبية التي أرخت للنضال الفلسطيني منذ أكثر من سبعين سنة ثم توقفت بعد عام 1948 لنرى مدى مساهمة الأغنية الشعبية في هذا الحدث المؤلم أو تأثرها به.
وهنا لا بد من عودة إلى عام 1936 وإلى ثورة شعبنا و إضرابه المشهور في هذه الحقبة ويحضرني مجموعة من الأزجال التي قيلت في بعض المناسبات لتؤرخ لتلك الأحداث بكل الدقة والصدق ولتكون هي وغيرها من المراجع التاريخية لهذه الحقبة:
نوح إبراهيم الصوت الإعلامي المشهور لثورة عام 1936 قال يمدح امرأة من عصيرة الشمال استشهد ابنها الوحيد في إحدى المعارك قرب نابلس:

اسمعو لي يا سادات وخصوصا يا سيداتي
قصة شاهدتها بالذات من امرأة قروية،

***
الثورة الأخيرة وبقرية إسمها عصيرة
بجمال نابلس الشهيرة جرت هالقصة التاريخية

1ـ شاعر الربابة محمد أبو شمسية أبن الخليل قال عن : اضراب عام 1936:
سنة 36 ياما جرى النا يا دولاب الدنيا علينا دار
يوم الاثنين كان أول اضرابنا اضراب في الدنيا وكل ابحار
ملكوها من الشام لساحل البحر ملكوا ميامن أرضننا واسار
زعماءنا كشفوا الحقيقة نبهوا والكل منهم قد غدا سهار
زعماء فلسطين ربي يجيرهم والكل منهم عالي المقدار

3ـ أما شاعر الربابة الفلسطيني المشهور محارب ذيب: فقد وصف معركة العرقوب عام 1936 ومعركة بني نعيم في رسالة باسم عبد القادر الحسيني أرسلها إلى عمه الحاج أمين الحسيني في دمشق:
التقينا خمس قواد في ساحة الوغى معانا شباب مسلحة ببارود
معانا أبو دية يا عز ما انتخا ما مثله بالملك ما صارش موجود
معانا إبراهيم خليف وهو عصابته بيده بارودة وشغل ابن داود
ومعانا أبو الوليد ويا طيب الثنا وسد على العسكر ثلاث سدود
وأنا عبد القادر بيك يا عمي ما بينهم يا ديمة للذكرى بالملك موجود
احرقنا لادبابات يا عمي جميعها اكسبنا ذخيرتهم مع البارود

*****
بعد سبع أيام ركبنا خيولنا انزلنا على أرض الخليل نرود
انزلنا على بني نعيم يا عمي جميعنا ألف مسلح كاملين عدود
ثمانين رجل يومها استشهدوا والجرحى يا عمي ما لهم عدود

والآن دعونا نستعدي الحدث المؤلم حدث التهجير والنكبة ومما لا شك فيه أن هذا الحدث هز شعبنا من الأعمال ليس في عدد الشهداء وفي عدد الجرحى فقد تعود شعبنا على تقديم قوافل الشهداء عبر سنوات نضاله ولكن ما هزه أن يطرد من داره وأرضه وأن يحرم منها ثم تهدم وتدمر, ليهيم في الخلاء مذعورا تحت قصف المدافع. هذه هي الكارثة والنكبة والمصيبة, تلك الكارثة التي اكتملت حلقاتها في عام 1967 حيث وقعت كل بلادنا في أيدي الاحتلال وأصبحنا ـ أو قسم منا ـ نعيش عليها كأننا غرباء.
يعلم الجميع أن عام 1948 هو عام البطولة والتضحية ولكنه كان من جانب آخر عام الذعر, وأنا على يقين أن أي إنسان عاقل لا يقبل أن يترك داره عن طيب خاطر, فالقتل كان شعار العدو مما أجبر العديد من أبناء شعبنا على ترك بيوتهم تحت أزير الرصاص وقصف المدافع.

أولا: أغاني النساء وهي قليلة ولكن على قلتها أرى فيها عمق الدلالة ومنها:
الصليب الأحمر كبوا طحيناته ظيع الوطن يفظح خواته
الصيب الأحمر كبوا سردينه ظيع الوطن الله يحرق دينه
وكما تعلم المتقدمون في السن من الأخوة اللاجئين أن أول مساعدة قدمت للاجئين في أواخر عام 48 وأوائل عام 1949 كانت مقدمة من قبل الصليب الأحمر حيث بادر بتقديم بعض الأغذية مثل الطحين والسردين وخلاف ذلك.
وكما نرى أن المقطعين السابقين حملا أمرين هما:
1ـ ذكر بعض المواد التموينية التي وزعها الصليب الأحمر.
2ـ بيان الموقف الفلسطيني الرافض لهذه العملية وأن هذه المؤن ما هي غلا لجعل الناس ينسون الوطن والدار والهجرة والهائم ببعض المؤن التي هم بحاجة ماسة إليها. ولكن المرأة الفلسطينية ترفع صوتها عاليا معارضة لذلك مفضلة الموت جوعا على هذه المؤن التي اعتبرتها ثمنا للوطن.

ونسمع بداعة أخرى تغني فتقول:
دشرنا بلاد العنب والتين وجينا على ريحا نشحد طحين
دشرنا بلاد العنب واللوز وجينا على ريحا نشحد كيكوز
وفي هذين المقطعين تبين لنا المغنية المعالم التالية:
1ـ أن بلادنا بلاد الشجر والخير.
2ـ أننا اضطررنا على ترك هذه البلاد.
3ـ بيان الموقف من المؤن التي توزع وأنها شحدة (شحادة) وفيها الذل والعار والمهانة
4ـ أن الأمور التي ورد فيها نص هنا هي كـ
أـ الطحين
ب ـ الكيكوز وهو نوع من الزيوت النباتية كان توزع على اللاجئين.

وأمامنا مقطعان من الدلعونات تغنيها النساء والرجال:
دشرنا بلاد العنب واللوز وجينا للهئية (الوكالة) نشحد كوكوزي
والله ياربي هذا ما يجوز بلادي يحكمها شعب صهيونا
دشرنا بلاد العنب والتين وجينا للهيئة (الوكالة) نشحد طحين
في أي شرع في أي دين بلادي يحكمها شعب صهيونا
وفي هذين المقطعين من الدلعونات الأمور التالية:
1ـ ذكر المؤسسة التي تقوم على التوزيع وهي هيئة الأمم (الوكالة).
2ـ ذكر المواد التي كانت توزع على اللاجئين وهي الطحين والكيكوز.
3ـ الحديث عن البلاد وأشجارها.
4ـ الاحتجاج وبوضوح على ما جرى وأنه ليس عدلا ولا يجوز في أي دين أن نطرد من بلادنا ليحكمها الصهيوني.

وفي المقاطع التالية نلمح معاناة اللاجئ عندما يقطع كوته:
وحامل كيسه راح على الخان قالوا الو اطلع من هان
كن جره من عرق الذان قالوا كروتك مقطوعين
****
يااللي قطعت لكروت ريتك على جهنم تفوت
ما معناه ولا سحتوت كل الخلق مفلسين
****
طلعت على الوكاله حتى أسجل عيالي
الناس زحمة دبوا اعقالي ورموني على الأرضيه
****
وحنا على دير عمار وبصف المؤن نحتار
أما فضيحة ومعيار ويا رب افرجها عليه

وقد أوحت لي هذه الذكريات المؤلمة أن أقول:
شو بدي أحكي وأقول والله راسي مصطول
واللي جرا مش معقول صفوا يا الله على الأدوار
****
في الصيف اجتنا امصيبة نكبة والله عجيبة
هالأحوال العصيبة ونمنا تحت هالأشجار
****
واجا الصليب الأحمر في السيارة يتقنبر
وصار فينا يتنفتر صفوا يالله على الأدوار
****
واجت بعده الوكالة تتغير هذي الحالة
أحوال كلها سفالة فيها التعب فيها العار
****
أعطونا بعض الخيام ودقدقناها بالتمام
فيها المطبخ والحمام فيها العقدة ليل نهار
****
قامت اجت هالثلجة بجت الخيمة بجة
وصابتنا والله رجة من الصقعة ومن قلة النار
****
ما بدنا خيام وبطاطين ولا كيكوز وسردين
ولا سمنة ولا طحين بدنا نرجع هالدار

كما يرفض الوجدان الشعبي النكبة التي لا تنسجم مع المنطق فيغني:
قال أحوال الدهر خلتنا عجيبا انتصار اليهود علينا عجيبا
وبهذا الدهر شفت الكم عجيبا سبع يا عرب في تم أرنبا
****
قال فساد العرب أكبر خسارة اسلى هاجمع ما هو خسارة
على اللد والرملة خسارة يدوسها العدو ونحن عرب
ونسمع البداعة تدخل إلى الساحة الإعلامية ووسائلها وأهم هذه الوسائل التي كانت دارجة ومعروفة في تلك الأيام هي الجريدة ولم تكن أجهزة الراديو منتشرة في ذلك الوقت, فها هي البداعة الفلسطينية تطلب الجريدة لتقرأها وما كتبت فيها الأفلام لتعرف من الذي استلم فلسطين وتولاها فتقول:
هاتوا الجريدة تنا نقرها ونشوف فلسطين مين تولاها
هاتوا الجريدة وهاتوا قلمها لنشوف فلسطين انو استلمها

كما أن هناك وسيلة إعلام أو بريد بين اللاجئ ومواطنه الأصلي نلاحظه فيما يلي:
يقول أ,د الزجالين وعلى وزن الدلعونا:
طالت الغربة وطال الفراق يالله يا طير اتبلغ اشواقي
للأرض الحبيبة أنا مشتاق وبعد ما الغربة صارت سنينا
****
يا شاطئ يافا قولي أخبارك بفتح في رملك تعرف أسراراك
يستني طيورك بسأل زوارك بعدك على العهد ولا أنسيتونا
****

وهذا شاعر شعبي يرسل رسالة إلى الدار التي طرد وحرم منها يحملها الطير وهو البريد الأمين:
ونقول أي الوقت تصفولنا الأقدار ونعيش في دار ما زالت انعيها
هذا كتابي مني الك يا دار وصفحات شوقي نظم الشعر أمليها
****
يا طير خذلي كتابي وسير بالتحويل و أوصل لدارنا وبلغها عن أصحابي
أوصلها وبين الها كل تفصيل قلها صاحبك على البعد ذاب
وهنا نلاحظ أن وسيلة البريد المتبادلة بين الوطن وأهله هي الطيور. وهذا ليس غريبا على تراثنا فإدخال الطير كوسيلة بريد من الأمور المألوفة والسبب في ذلك إمكانية تحرك الطيور دون الحاجة إلى تصاريح أو توقف عند الحاجز.
واسمحوا لي في هذا المجال وعند الحديث عن الطير أن أذكر شيئا حول ذلك: عندما كنت أزور قريتي المدمرة بعد عام 1967 كنت أسمع فوق أشجار القرية طيرا يغرد, وأنا أسمعه وأخال أنه يقول (يا جوختي) أي في هذا شيء من الندب.
وعند بيتي الحالي أسمع في الصباح طيروا تغرد وكأنها تقول: أذكروا ربكم.
فها هي الطيور تشاركنا اللم والندب والحزن ثم تبين لنا طريق الخلاص.

وإذا كانت الطيور تندب البيت والدار فدعونا نسمع ما يقوله الشعار: يقول موسى الحافظ:
يا بيتنا يا اللي كنت بالعالي مزيون بالجنبين على إقبالي
أصبحت مهدوم وصرت أطلال ما أدريت يا هالبيت في حالي
ومن أبيات الزجل التي تغني في السامر وتذكر فهيا الدار هذا البيت:
والله يا دار لن عدنا كما كنا لا طليك يا دار بعد الشيد بالحنا
و يتضح من ذلك تعلق اللاجئ ببيته وإنه يعد البيت بأن سيزينه أفضل زينة وهي الحنا إذا عاد الوضع كما كان قبل عملية التهجير.
ومما هو جدير بالذكر أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية على المطبوعات حذفت هذا البيت من مقال كتبه الدكتور عبد اللطيف البرغوثي في مجلة التراث والمجتمع التي تصدر عن مركز التراث الشعبي الفلسطيني في جمعية إنعاش الأسرة.

هذا وقد أرخ الأدب الشعبي بعض مراحل القتال في فلسطين منها:
من جبال القسطل لبان الواد هجمت علينا كل الأعادي
يا يوم القسطل يوم السواد يوم استشهد زعيم بلادي
حط أيدك على الزنادي تنحرر وطنا من هالصهيونا
****
سجل يا مسجل تاريخ القسطل رجال الثورة وهاجموا الجحفل
على مقابل لفتا نعسكر ما نرحل الفرشة نتشة, الغطا طيونا
****
أجانا الخبر في الإذاعات يا عبد القادر في القسطل مات
****
على القسطل بنات البيض حدين صبايا بتشبه الياقوت حدين
وشفنا ارجلنا مرت على العين بتحمل البارودة والطواب
الرملة واللد بتنادي ويافا لحكم الخصم ما بدنا استينافا
****
قمت من ديرتي وامسيت عكا حصاني لو نزل في البحر عكا
بلادي من النهر لحدود عكا وعلى طول العمر نبقى عرب
****
فوزي القاوجي يا للي مش مخفي يا اللي قواتك اتنعشر ألف
ولك طيارة حومي و اتخفي النصرة لفوزي صارت مفهوما
وهنا نلاحظ تاريخ الحدث بالاسم والمكان فمن الأبطال المرحوم عبد القادر الحسيني, وفوزي القاوقجي, ومن الأماكن, القسطل , باب الواد, ويافا واللد والرملة وعكا...

وهكذا يمكن أن نلمح في الأغنية الشعبية ما يلي:
1ـ تسجيل الحدث ومواكبته بالوصف الدقيق.
2ـ ذكر مكان وقوعه.
3ـ ذكر أبطاله.
4ـ بيان الموقف الفلسطيني من كل تلك الأحداث.

هنا أعيد القول بأن من يريد أن يؤرخ للقضية الفلسطينية بصدق فما عليه غلا أن يرجع على المصدر الدقيق والصادق غلا وهو الأغنية الشعبية الفلسطينية.
والتي علينا واجب جمعها وحفظها وأرشفتها ودراستها وتقديمها لأجيالنا القادمة حتى لا تنسى أرض الأجداد التي تغنوا بها, وغنوا لها وحزنوا عليها عندما اضطرهم العدو إلى مغارتها بداية في أعظم نكبة حلت بشعبنا الفلسطيني عام 1948.
المصدر:المركز الفلسطيني للتوثيق و المعلومات ( ملف ) اسم الكاتب غير موجود
http://www.malaf.info/?page=ShowDeta..._141&CatId=178