التراث الفلسطيني بين نظرة المستشرقين والحقائق التاريخية
من المعروف أن الارتباط بين أهداف بعض المستشرقين الدارسين لتراث فلسطين المادي والروحي وبين أهداف الصهيونية كارتباط الخادم بسيده في عصور الرق والعبودية. ولو كان الاستعباد يتعدد بأشكاله فإن أهمها ذلك الاستعباد العقلي والنفسي، ولو تحرر الخادم لما وجد أي سبيل للعيش. لأن التخلص من العبودية التي جعلوها عادة منذ مئات السنين تحتاج لحرية نفسية كاملة تصبح فيها الروح منعتقة من أي ضغط خارجي وتصبح فيها النفسية حرة إرادية بكل معنى الكلمة ولذلك سيبقى العبد محباً للعبودية التي يخطط لها الاسياد دوما كي تبلقى الفوارق المصطنعة دائمة الوجود ومعنى هذا أيضا أن المستشرقين المنحازين يخضعون لتلك القويم العقلية والنفسية التي فرضها عليهم حسهم التعصبي وتعاطفهم الشديد مع الصهيونية. غسل الادمغة الذي قام ويقوم به اليهود تناول خبايا العقل الأوروبي ودخل ثناياه وتغلغل في تصوراته تغلغل السرطان في الدم، تارة يجعلها عمياء لا تبصر الحقائق وتارة يدفعها للدفاع عن تاريخ مزعوم وتراث متوهم. وثالثة يرميها في مستنقعات التعصب المغطى ببعوض الحقد اللاسع ودود العلق الذي لا يشبع مهما امتص من دماء. ما يثير التحفز نحو مثل هذا الحديث هو المطب الذي يقع في كتاب التراثيات العرب الذين راحوا يدرسون تراث فلسطين القديم وغيره من تراثيات الشعوب العربية القديمة معتمدين على نتف كلامية استشراقية وإرهاصات غربية بدأها علماء الغرب وهي تمتلئ بالسم والزيف وقلب الحقائق. إن البحث الاسشراقي منذ عدة قرون وحتى الآن يضع الخطوط العامة والتفصيلية والتي من خلالها يبحث ، وعلى ضوء فكرته المنحازة يدرس ،وإذا تساءلنا عن غايات حركة الاستشراق هذه وجدنا أن خليطاً من الإجابات والتصورات تكتنف آراءنا. إن ما وصلنا من النصبة الكبيرة من كتبهم وآرائهم يقوم على أساس واحد يقول : البحث في تراثيات فلسطين وآثارها هو من أجل تثبيت ما جاء في الكتاب المقدس (التوراة) . وبالتالي من أجل تدعيم وجهة النظر القائلة بأن فلسطين حق مشروع لأصحاب هذه التوراة. ومن هنا يمكن دراسة وجهة النظر هذه التي تشكل إحدى مشاكل هذه البحوث ونضع تصوراتنا حول دراسة تراث فلسطين وشعبها. أما المناهج المعتمدة في دراسة التراث حسب رأي المستشرقين . فهي: الاعتماد على دراسة النصوص الأثرية الكنعانية وغيرها لاثبات أن ما جاء فيها قد ورد في التوراة. وأن التوراة هو ، الأصل التدويني والنصوص الكنعانية وكشوفاتها هي فروع وتابعة. الاعتماد على دراسة التوراة ومن ثم دراسة النصوص الكنعانية ليقال إننا على ضوء الكتاب المقدس نستطيع حل رموز حضارة فلسطين وتراثها التي هي حق لليهود. الاعتماد على دراسة مكتشفات الآثار العربية، والآشورية. البابلية ـ إبله. أوغاريت ليقال إننا مع رأي التوراة القائل بأن اليهود يساهمون منذ أقدم العصور في بناء حضارة الشرق لا سيما في سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق ومصر. أي المنطقة التي يحددها حاخامات اليهود لتكون دولة إسرائيل الكبرى. وليقولوا بالتالي إن اليهود لعبوا الدور الأهم في بنائها وتثقيف شعوبها والحفاظ على مدوناتها ومن خلال المناهج الثلاثة تظره غاية حركة الاستشراق المنحازة. إنها غاية واحدة وقائلة: إن التوراة هو أقدم ما دون عن التاريخ التراثي للمنطقة وهو المرجع الاساسي لمعرفة كل ما يتعلق بماضي المنطقة . وأن اليهود هم أقدم المتحضرين والمؤثرين في مجرى أحداث الشرق وماعداهم شعوب متخلفة متوحشة تحتاج دائما لعبقرية اليهود وافكارهم! ولما كان اليهود يمدون أخطبوطهم إلى كل مكان وإلى كل عقل فإنهم استطاعوا التأثير على المستشرقين المسيحيين والذين أصبحوا بلا أدنى شك يؤمنون أن التوراة هو أساس الديانة المسيحية وهو المصدر الأساسي الوحيد لتدوين التراث التاريخي والديني والأسطوري والاجتماعي في العالم. ومن خلال يذلك يبدو الخطر واضحاً، أحادية في الرؤية. قدرة في التأثير، ومتابعتهم في دراسة تراث فلسطين كانت من جانب واحد وحسب رأي واحد هو رأي الجانب اليهودي الصهيوني والأستشراقي الذي ينضم إليه. وأمام ذلك فهو يحورها ويزورها حسب هواه ونحن غافلون أيادينا مشلولة عن الكتابة وعقولنا معطلة عن التفكير وحركتنا جامدة عن التفتيش. أمام عيوننا تعبث الأفكار والأيدي بأغلى ما يعزز وجودنا وهو التاريخ التراثي لشعبنا وأمتنا. ولا شك أننا بحاجة الآن لتفحص العلاقة بين حركة الاستشراق والصهيونية. نحن لا نتعدى بحثنا خطوط الغاية المقصودة من وراء هذه الغاية المقصودة من وراء هذه الغاية أما تاريخها فمجاله آخر يتصدى له مؤرخو العلاقات الانسانية والسياسية. إن علامات واضحة تدل على ربط بعضهم بين التوراة والانجيل. وهذا ما سعت إليه الصهيونية أصبحوا يرون في التوراة أساساً للانجيل. فيجمعون الاثنين تحت عنوان الكتاب المقدس وهذا الربط أدى في كثير من محافل الكنائس الأمريكية إلى القول إن اليهود هم أصل المسيحيين روحاً وديناً فيجب الدفاع عن هذا الرباط المقدس. غير ان بعض المسيحيين المنصفين فصلوا بين ذا وذاك حتى أنهم عرفوا الحقيقة القائلة إن التوراة واليهودية هما ضد النصرانية والاسلام وكثيرون نادوا بالفصل بين التوراة والانجيل لأن التوراة صنعت صنعاً ولم يبق من صحف موسى شئ. فهي تدعو للقتل والاستعمار وطرد الشعوب واستعبادها بينما الانجيل يدعو إلى التسامح. وعلى ذلك فالدين المسيحي دين عالمي بينما اليهودية دين عنصري تعصبي خاصة على ضوء ما كتب في التوراة من قبل أحبار اليهود. وعندما راحت أفكار المستشرقين تسيل لعابها لهذه الغايات أسست الجمعيات وأشرف عليها الزعماء والملوك وأخذت تبث أنفاسها المدنسة هنا وهناك. أ - ففي عام 1865 أسست جمعية اكتشاف فلسطين في لندن Palectene Explonation Found Society والغرض من الجمعية البحث وفق منهج دقيق ووثيق!! في آثار فلسطين وذلك من أجل إيضاح التوراة. ب- قام العالم البريطاني جلوك بالبحث في تراث فلسطين وتوصل إلى نتيجة قائلة: كلما ذهبت مستكشفا في وادي الأردن أو وادي عربة أو أي جزء من شرقي الأردن كنت استعمل التوراة كدليل!! للآثار وأثق بمعلوماتها وشواهدها. ج-ومن أهم المستشرقين الذين قاموا برحلات ودراسات تراثية وأثرية في فلسطين وكانت غايتهم تثبيت ما جاء في التوراة ـ الفرنسي لويس فيلسيان دو مولي ـ 1807 ـ 1880 وقد استخدم لدعم نظرته أسولبا ينم عن تحيز واضح للغايات اليهودية لاسيما في كتابة ـ رحلة إلى البحر الميت والأراضي المقدسة عام 1850. د ـ ومثله أيضاً العالم أرنست رينان الذي كتب تصوراته في كتابه «بعثة في فينيقيا». هـ ـ وكذلك الأب ماري جوزيف دو جبران. وـ وتشارلز موريه دون في كتابه Jouanald un Voyage Enorit. يقول: إن آباءنا الصليبيين تركوا على هذه الأرض ذكرى بطولاتهم وآثار دمائهم التي أريقت في سبيل تحرير الشعوب المسيحية وها نحن نقتفي اليوم أثرهم!! زـ ومن هؤلاء أيضا الكونت دو باري 1838-1894 والبارون لودفيك دوفو. وقد قام المستشرقون جون جار ستانج 1876-1956 بفحص الخطوط المتعلقة بدخول الاسرائيليين إلى أرض كنعان وهو الموضوعات التي تجذب اهتمام كثير من علماء التوراة. وهذا غيض من فيض من أسماء المستشرقين والمنقبين والتراثيين الذين استعبدتهم الدعاية اليهودية والتعصب الديني ليدعموا مقولات الحق المقدس للتوراة ويرفعوا قيمها فوق كل القيم بعد ذلك كله نرى أن دراسة التراث الفلسطيني العربي والتي جاءت على يد المستشرقين هؤلاء ليس إلا كمن يضع السم في الدسم. والذي يخيف أن هؤلاء صدروا كتبهم ودراساتهم لنا وضمن زمن بطيء وبأسلوب يقال عنه (علميا) حتى نصل بالنهاية إلى اقتناع أن لليهود الحق في أرض فلسطين . ولما لم تكن الدراسات الواقعية موجودة أو محاربة في العالم الغربي فإن ما يصلنا عن حقيقة تراث فلسطين يظل مشوشاً في الأذهان لا تدعمه النظرة الموضوعية ولا الوثائق الواقعية التي نستطيع من خلالها ـالصمود ـ تراثياً ـ أمام الاخطبوط الصهيوني. ومن هنا يأتي الرد الصحيح على كافة هذه الدراسات المستهدفة خلق الاقتناع بالقوة أن فلسطين حق لليهود وليس للعرب. وهنا أيضا لابد من الاشارة الى الأمور التالية: التدقيق الواعي بما يكتبه هؤلاء المستشرقون والباحثون عن تراث فلسطين. الكتابة الجادة والموثقة والمدعمة والداحضة لمزاعم أحقية اليهود في التراث الفلسطيني. تدعيم وجهات نظر الكتاب المنصفين في أوروبا وغيرها. تدوين المأثورات وحفظ الآثار والشفاهيات الكنعانية وغيرها والداعمة للبحث العلمي الذي يبرهن على صحة الواقع. ولعلنا هنا بحاجة لايضاح الموضوعاتالهامة التي يمكن التركيز عليها وهي مجال بحث وتدقيق حتى نصل إلى حقائق البحث في التراث الفلسطيني : على مستوى التصورات الاسطورية الكنعانية والمعتقدات وبعض العادات. على مستوى الصلات التاريخية بين الفلسطينيين وغيرهم من شعوب الحضارات القديمة. دور اليهود التخريبي اللصوصي. دور التوراة في التشويه والتزوير ومنافاة الواقع والحقائق العلمية التراثية. على مستوى اللغة والثقافة والفكر. يرى الباحث صموئيل هنري هوك ، ان الحضارة الكنعانية نظراً لاقتحامها المبكر للبحرين الأبيض والأحمر لعبت دور الوسيط في حمل تراثي بابل ومصر والابحار به ونشره على طول المتوسط وساحله. ويقول في مجال آخر والكنعانيون هم أول من سكن فلسطين قبل بدء العصر التاريخي أي قبل وجود العبرانيين بمئات السنين. ولعل أهم ما يكشف عن الأسطورة الفلسطينية ومعتقدات الكنعانيين اكتشافات رأس شمرا (أوغاريت). فهي التي توضح أساطير الخلق التي تدور حول الاله إيل والاله بعل وبقية الآلهة الكنعانية. وتوضح الصراع الذي دار على مدى زمن طويل بين آلهة الخير وقى الشر المتمثلة بالتنين ليوثان. ولسنا هنا بصدد إيراد الأسطورة الفلسطينية وحيثياتها فالأمر يحتاج لبحث آخر. أما ونحن نرد على هؤلاء المزيفين نورد بعض ما أكده الباحثون المنصفون حول تراث فلسطين وآثارها. إن كافة الاثريات والحفريات والكشوفات في البحر الميت وحوله وفي القدس والكرمل تدل دلالة قاطعة على الصلة الوثيقة بين الشعب العربي الكنعاني وبين الأرض وليس للعبريين أي دور في تاريخ هذه الأرض سوى دور الغزو والتخريب وتخلف الحضارة. ويرى هوك في كتابه منعطف المخيلة البشرية أن الكشوف السومرية اللاسامية في العراق توضح أصل التوراة ومنشأها إن تراث العبرانيين هو تراث السومريين وصل اليهود عن طريق الوساطة الكنعانية. إضافة إلى ذلك كله فإن العبرانيين أخذوا عن الكنعانيين أساطير الخلق ودونوها في التوراة حسب مقتضيات مصلحتهم. وحين نعلم أن تدوين التوراة قد تم قبل الميلاد بأقل من 600 سنة لعرفنا كم هو الزمن الفاصل بين وجود شعب كنعان وبين وجود العبرانيين. وتتوسع الاسطورة الكنعانيين وتراثها لتصل حدودها من جنوب فلسطين إلى رأس شمرا في اللاذقية ويبدو التأثر والتأثير في العلاقة الميثولوجية بين تصوراتهم وتصورات البابليين والمصريين. فقتل التنين ـ لوثان من قبل الاله الكنعاني بعل اسطورة وجدت في الاساطير الأكادية. حيث التنين تعاملت والبطل الاله مردوخ قتله وخلص البشرية من شره . كل ذلك سرقه العبرانيون لكنهم لم يحسنوا السرقة!! حيث تتخبط نصوص التوراة في الحديث عن الوحش الذي قتله ـ ياهوه. وتشابه أسطورة الطوفان عند الكنعانيين مع أسطورة الطوفان عند البابليين. غير أن التوراة سرقت كل ذلك ودونته وأكد ذلك ما كشفه الباحثون أثناء تصديهم لدراسة التراث البابلي والكنعاني. ويعلق هوك حول ذلك بقوله: إن أسفار التكوين الأحد عشر الأولى تنتمي بكاملها إلى الميثولوجيا الكنعانية. لقد أخذ اليهود فكرة التوحيد الالهي عن الكنعانيين الذين اعتبروا الاله إيل هو الخالق المحتجب الذي يملك صفات فريدة فهو خالق المخلوقات ، والأبدي وأبو البشر والآلهة.وهو لطيف وشفوق. إله المحبة والسلام. خالق الأرض وهذه الصفات هي التي وجدت مدونة في نصوص أوغاريت. فما أضفاه العبرانيون من صفات حميدة على دينهم وتصوراتهم الالهية هو للكنعانيين ولا يمتلكون هم لتصوراتهم الدينية سوى الغزو والدمار للأرض واستعباد الناس. فنرى على سبيل المثال تصورهم لياهوه ـ حيث يقول : إذا دخلتم قرية أو مدينة. فاطردوا أهلها أو استعبدوهم واحرثوا أرضها. وهذا ما يفعله اليهود الصهاينة اليوم. ولو عرجنا على اللغة التي هي وسيلة التدوين لوجدنا أن العبرانيين سرقوا الكثير الكثير من اللغات المتحضرة ودونوا بها ما سرقوه من تراث وكان المطب أكبر مما يتصورون: يقول هوك : (إنه أصبح ثابتا أن الميثولوجيا الكنعانية تركت علامات ملموسة في الشعر والميثيلوجيا العبريين). حوّر اليهود في مفاهيم وعبارات كنعانية كثيرة فنرى من ذلك مثلا . إشارة كنعانية في أسطورتها تقول . (لأن الله هذا هو إلهنا إلى الدهر والأبد وهو يهدينا حتى إلى الموت) يسرقها اليهود وتصاغ على النحو التاري: (إلهنا الباقي إلى الأبد دليلنا ضد الموت). عند اكتشاف المستشرقين الطبيان لحضارة إيبله قام اليهود وقعدوا وقالوا إن لفظة عبيروا وابرايم وغيرها هي من الكلمات العبرية. وهذا يعني أن حضارة إيبله أخذت عن العبرانيين. ورد عليهم علماء الآثار الطليان بقولهم إن الكشوف تثبت دون أدنى شك أن حضارة إيبله وحدت قبل وجود العبرانيين بأكثر من ألف سنة. ويتضح من خلال كافة الدراسات والأثريات أنه لا علاقة لليهود بالآراميين أو الأموريين الذين جاء منهم ابراهيم ومن المرح أن اليهود الأصليين ينحدرون من بقايا الشعب الحثي بعد سقوط مملكة الحثيين و انتشارهم في البلاد، ويطلق اسم عبرانيينأو يهودكما جاء في لوحات رأس شمرا (أوغاريت) على جماعة موسى. ويتضح مما تقدم أن لا علاقة لليهود بابراهيم الآرامي وليس لهم صلة بتراث المنطقة وعلاقتهم هي من خلال سرقة شعوب المنطقة وسرقة تراثها والزعم أنه تراثهم ونرى أن الصراع التراثي بيننا وبين الصهاينة لن يدوم طويلا لأن الكشوف والبحوث ستسقط كل ما تبقى من زعمهم حول أحقيتهم ملك تراث فلسطين. وقد قال الأستاذ كامل زهيري معلقاً: (إن اليهود جنس تراجيدي غريب واصل تطوافه المتصل الدائم من مجتمع لآخر ومن قارة لأرخى على طول تاريخهم القديم والحديث مما أكسبهم لفولكلور ومعتقدات تلك الشعوب التي عاشروها واتصلوا بها منذ نزولهم فلسطين واتصالاتهم وتعاملهم مع الكنعانيين والأموريين وامتصاصهم الدائم لتراث هذه الأقوام). أخيراً تقول: مهما زعم المستشرقون ومهما حاولوا فإن حقائق الكشوفات والدراسات التراثية تقف صلبة ثابتة إلى جانب الحق العربي الفلسطيني في امتلاك تراثه والدفاع عنه ودحض المزاعم الصهيونية وفضحها أمام العالم. ---------------------- مراجع: صموئيل هنري هوك. منعطف المخيلة البشرية . دار الحوار اللاذقية ـ ص1 /1983. اللآلئ نصوص من الكنعانية . ديل ميدكو . ترجمة مفيد عرنوق ، منشورات مجلة فكر ط1/1980 موسوعة الفولكلور والأساطير العربية ، شوقي عبد الحكيم ، دار العودة 1980. الكتاب المقدس ـ التوراة. مجلة عالم الفكر الكويتية ، المجلد السادس عشر العدد الاول 1985. آثار فلسطين . حسين عمر حمادة. دار قتيبة ، دمشق 1982. حسن الباش |
بحث هذه المدونة الإلكترونية
2014-03-29
2013-05-15
قراءة في كتاب تزوير التاريخ للدكتور فايز رشيد
قراءة في كتاب تزوير التاريخ للدكتور فايز رشيد
معن بشور
يُظلم كتاب "تزوير التاريخ" للمناضل والطبيب والروائي والكاتب الموسوعي فايز رشيد
حين تعرضه في عدد من الدقائق، فيما يستحق كل فصل فيه، بل كل فصل من فصول
الفصول إلى عرض خاص،
فأنت مع الدكتور فايز لا تقرأ كتاباً مستمتعاًً به فقط، بل تجد
نفسك تسبح في بحر من المعلومات والوقائع المتدفقة والجديدة فلا تعرف من
اين تغرف حاجتك، ولا تستطيع إلا ان تقف مبهوراً امامها، خصوصاً حين تكتشف
مدى جهلك فيما كنت تظن نفسك انك محيط من كل جانب، وأعني بشكل خاص القضية
الفلسطينية والحركة الصهيونية...
واذا كان الدكتور فايز رشيد قد
اختار كتاب نتنياهو "مكان تحت الشمس" للرد عليه بالتفصيل غير الممل ابداً،
فاننا نقرً لمجرم الحرب هذا بفضل استفزاز الدكتور رشيد ليعيد تعريفنا
بحقنا وبعدوان الاخرين علينا فشمس الحقائق التي اطلق نورها كاتبنا المميز
على اكاذيب رئيس وزراء العدو لم تترك لتزوير العدو مكاناً لدى أي دارس
حقيقي للتاريخ، وكأني به يستشرف ما كشف عنه بشفافية كبيرة شلومو سانرز،
وهو يهودي اسرائيلي، في كتابيه "اختراع الشعب اليهودي" و "اختراع الارض
اليهودية"، بل وكأنه يطوّر حقائق كشف عنها المؤرخون الجدد في الكيان
الصهيوني حول اكاذيب نشأة الكيان، قبل ان ينقلب ابرزهم بيللي موريس على
اكتشافاته العلمية في الثمانينات فيما بقي الآخر ايلان بابي متمسكاً
باستنتاجاته التي اثارت استياء العديد من الصهاينة.
اذن، وكما يكشف الدكتور فايز رشيد
في كتابه الشيق، فان المعركة حول التاريخ ليست معركة حول الماضي، كما يظن
كثيرون، بل هي معركة حول الحاضر وصولاً إلى المستقبل.. هي معركة قرر ان
يخوضها د. فايز رشيد بكل كفاءة وعلمية وموضوعية فأعطى بذلك نموذجاً لالتزام
يتحصن بالموضوعية، وبموضوعية لا تغادر الالتزام، لأن ما أصطلح عليه حقاً
بالمفهوم الاخلاقي أو الوطني أو الديني، هو حقيقة بالمفهوم العلمي
والموضوعي....
في المعركة حول التاريخ هذه، يشهر
الدكتور رشيد كل الاسلحة العلمية من وثائق وتقارير ودراسات يمكن لأي
مدافع عن القضية الفلسطينية ان يستند اليها لا سيّما امام المحافل
الدولية التي علينا ان نلاحظ ملامح تحول هام في بعض اوساطها مما أدى بأكثر
من مسؤول صهيوني إلى الاعلان عن مخاوفه من عزلة عالمية تلف الكيان
الصهيوني، ومن حركة عالمية لنزع الشرعية عنه، وهي الحركة التي باتت منتشرة
في جامعات الولايات المتحدة واوروبا تحت اسم المقاطعة أو حملات مناهضة
الابارتايد الصهيوني، ناهيك عن تعاظم التأييد للقضية الفلسطينية في آسيا
وافريقيا وامريكا اللاتينية وصولاً إلى استراليا نفسها، وهو تحوّل من شأنه
ان يفقد هذا الكيان اهم ركائزه....
هنا تبدو أهمية ترجمة كتاب د.
رشيد إلى العديد من اللغات الحية، لكي يكون المطلعون عليه بحجم الذين قرأوا
كتاب نتنياهو نفسه، واذا كانت المؤسسات العربية المعنية، لا سيّما الرسمية
منها، مقصرّة في اعداد كتاب – رد بمستوى كتاب "تزوير التاريخ" فان احداً
لن يعفيها من التقصير اذا لم تصله مترجماً إلى جهات الارض الأربع...
فنحن امام كتاب يعتبر وثيقة
تاريخية، أو بياناً علمياً، يفنّد ادعاءات الصهاينة، التي كشفها نتنياهو في
كتابه، وبالتالي امام كم من الحقائق والوقائع القادرة على دحض اكاذيب
العدو في كل محفل أو منبر...
ففي فصوله العشرة التي ارادها د.
فايز رشيد رداً على فصول نتنياهو العشرة نجد انفسنا امام موضوعات "كظهور
الحركة الصهيونية"، ثم "التخلي عن الصهيونية" فحقيقة القضية الفلسطينية،
ثم " قلب حقيقة السبب والمسبب"، ثم "حصان طروادة"، "فنوعان من السلام"
"فالجدار الواقي والمشكلة السكانية" و"سلام دائم" واخيراً "مسألة القوة
اليهودية"...
ولكل فصل من هذه الفصول عناوينه
الفرعية الغنية بالمعلومات الداحضة لمزاعم نتنياهو الواحدة تلو الاخرى،
بحيث تنتقل مع الكاتب في بستان من المعلومات المشوقة، والحكايات التاريخية
الموثقة، بحيث يكون من الصعب عليك اذا فتحت الصفحة الأولى من صفحاته
المئتين ونيف ان تتوقف عن الاستمرار في القراءة التي تدفعك كما يقول المثل
العامي ان تأكل اصابعك بعد ان تكون قد قلبت الصفحات امامك..
ولعل الشمولية والدقة التي ناقش
بها د. رشيد مزاعم نتنياهو تؤهل هذا الكتاب لأن يدّرس في مدارسنا وجامعاتنا
واحزابنا ومنظماتنا، لانه نجح ، ككتب مماثلة صدرت عن مؤرخين ومؤسسات
مختصة، في ان يجعل القضية الفلسطينية علماً، تتزود المقاومة من معينه
بالكثير من المعرفة بقوانين حركة التاريخ من حولها، كما تتزود منه
الديبلوماسية الفلسطينية والعربية بما يمكنها من محاصرة اعلام العدو
ودعايته في كل مكان....
ربما يسأل البعض هنا ألم تجد في
الكتاب ما يستحق النقد السلبي، فأجيب لقد حاولت فعلاً ان اجد سلبية في
الكتاب تسمح بأن اضفي طابع الموضوعية على هذه المداخلة، ولكنني بالفعل لم
أجد إلا رغبتي بأن يتوسع الكاتب في بعض الموضوعات والفصول لا سيما حين يشير
إلى وجود صهيونية غير يهودية قبل الصهيونية اليهودية، خصوصاً واننا هذه
الايام نواجه "صهيونية عربية" و "صهيونية مسيحية" وحتى "صهيونية
اسلامية"...
ما كنت اتمنى لو توسع به الدكتور
فايز هو العلاقة بين الصهيونية والنازية في ضوء ما كشف عنه البروفسور
السوفياتي غ.ل. بونداريفسكي في مؤتمر صحفي للجمعية المناهضة للصهيونية يوم
12/10/1948 حيث اشار إلى أهداف ثلاثة للصهاينة من تحالفهم مع النازية اولها
التحكم بيهود المانيا، ترحيل الرأسمال اليهودي الضخم إلى المؤسسات
الصهيونية في فلسطين، واستغلال عنصرية النازيين لاجبار اليهود على الهجرة
الجماعية إلى فلسطين.
ان هذه القضية تحتاج ربما إلى كتب
ومجلدات لفضح هذه اللعبة المزدوجة التي تلعبها الحركة الصهيونية فهي
تتحالف مع اعداء السامية من نازيين وغيرهم لدعم الهجرة اليهودية، ثم تستغل
اضطهادهم لليهود لتبتز دول الغرب وتحركها بموجب "عقد الذنب" تجاه الكيان
الصهيوني..
الأمر الآخر الذي كنت اتمنى ان
يتوسع الكتاب فيه هو نظرة نتنياهو للاقليات في العالم العربي، متحدثاً عن
تمييز عنصري مجرداً المسيحيين والاقباط من عروبتهم، بما يخدم فكرة التفتيت
المجتمعي والذي يتطور هذه الايام إلى ما يمكن تسميته بالفتنة بين المسلمين
انفسهم.
ان تسليط الاضواء على الدور
الصهيوني في تمزيق المجتمعات العربية والاسلامية، وهو ما نراه جلياً حولنا
هذه الايام، أمر بالغ الأهمية في تحصين هذه المجتمعات وفي تعطيل كل الافكار
والاتجاهات والممارسات التي تحرض جماعة على أخرى، واتباع ديانة على اتباع
ديانة أخرى، في امة كل ابنائها ينتمون إلى اكثريات فيها، فالعرب بمسلميهم
ومسيحييهم هم اكثرية، والمسلمون بعربهم وغير العرب هم ايضاً اكثرية،
والتكامل بين العروبة والاسلام هو الذي يضمن المواطنة الكاملة للجميع،
والتفاعل بين الهوية والعقيدة.
والأمر نفسه ينطبق على ما خصص له
الكتاب فقرة وهو "الدور الاسرائيلي التخريبي في البلاد العربية"، الذي
ينبغي التوسع فيه لا للتخفيف من مسؤوليتنا، كأنظمة واحزاب ومنظمات في خلق
تربة خصبة لهذا التخريب، بل لندرك طبيعتها والآليات وسبل المواجهة.
يقال ان التاريخ يكتبه المنتصرون،
ومشكلة نتنياهو انه ظن ان المشروع الصهيوني بعناوينه الأكثر تطرفاً
وعنصرية قد انتصر وبالتالي فمن حق نتنياهو ان يكتب تاريخ الصراع على
طريقته، ليأتي فايز رشيد لا ليفضح تزوير التاريخ كما اراده نتنياهو فحسب،
بل بشكل خاص ليقول له:
"رغم كل شي.. لستم منتصرين... فمقاومة شعبنا وأمتنا هي التي ستكتب التاريخ الحقيقي لهذه المنطقة".
2013-03-30
يوم الارض الفلسطيني
يوم الأرض الفلسطيني
يوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 آذار من كلّ سنة ذكرى يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل.(عرابة) على اثر هذا المخطّط قرّرت الجماهير العربيّة بالدّاخل الفلسطينيّ بإعلان الإضراب الشّامل، متحدّية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السّلطات الإسرائيليّة، وكان الرّدّ الإسرائيليّ عسكريّ شديد إذ دخلت قوّات معزّزة من الجيش الإسرائيليّ مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة(عرابة) وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
صادرت قوات الجيش الإسرائيلي (???) دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل الأوسط منها عرّابة وسخنين ودير حنا (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلّث يوم الأرض) وذلك في نطاق مخطّط تهويد الجليل. فقام فلسطينيو 1948 أو من يسمون فلسطينيو الداخل بإعلان إضراب عام وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الإسرائيلي فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة. ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الإسرائيلية بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التّام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
التاريخ
شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها. قبل أكثر من ثلاث عقود، في الحادي والثلاثين من آذار من العام 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها جماهيرنا بشكل جماعي ومنظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة البطوف ومثلث يوم الأرض، عرابة، دير حنا وسخنين، وفي المثلث والنقب ومحاولات اقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا اليوم، الذي يعتبر تحولا هاما في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض.
معركة الأرض لم تنتهي في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا.
فقضية الأرض هي أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، فلا يمكن الحديث عنها مدنيا وتغييب أبعادها الوطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الحديث عنها وطنيا وتغييب أبعادها المدنية.
ما ميّز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، لقد قادت الجماهير نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت جماهيرنا لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض.
أعلنت الجماهير العربية، ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية ان الإضراب الاحتجاجي على مصادرة الاراضي في منطقة المل وذلك في تاريخ 30.3.1976.
قرارات سبقت إعلان الإضراب:
1. صدور قرار بإغلاق منطقة المل (منطقة رقم 9) ومنع السكان العرب من دخول المنطقة في تاريخ 13.2.1976.
2. صدور وثيقة متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية (وثيقة كيننغ) في 1976/3/1 كاقتراح لتهويد الجليل واتخاذ إجراءات سياسية إزاء معاملة الاقلية العربية في إسرائيل.
بعد الدعوة لإعلان الإضراب، عمدت السلطة إلى منع حدوث هذا الإضراب وكسره عن طريق التهديد بقمع المظاهرات والعقاب الجماعي، ولم تحاول السلطة الالتفات إلى الموضوع بجدية أكثر، بل سعت إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. فقد عقدت الحكومة اجتماعا استمر أربع ساعات تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن العربية للرد على الإضراب والمظاهرات. وقامت قيادة الهستدروت بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب.
وثيقة كيننغ
في الأول من آذار عام 1976 أعد "متصرف لواء المنطقة الشمالية الإسرائيلي" (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها. وقدمت الوثيقة كتوصيات إلى الحكومة الإسرائيلية، وتم اختيار عنوان للوثيقة وهو: "مشروع مذكرة معاملة عرب إسرائيل". وقد حذر فيها من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء الشمالي، والذي أصبح مساو تقريبا لعدد اليهود في حينه، وأنه خلال سنوات قليلة سوف يصبح الفلسطينيون أكثرية سكانية، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني.
قدم كيننغ وثيقة عنصرية تضم عشرات الصفحات، دعا فيها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب. احياء يوم الأرض 2012 في يوم الجمعة 30/3/2012 خرج آلاف الفلسطينيون والمتضامنون من كافة أنحاء العالم متوجهين نحو الحدود الصهيونية واقرب نقطة من القدس الشريف واصيب في اشتباكات عشرات المتظاهرين واستشهد الشاب محمود محمد زقوت 20 عام من شمال قطاع غزة.
أهم بنود الوثيقة:
1. تكثيف الاستيطان اليهودي في الشمال (الجليل).
2. إقامة حزب عربي يعتبر "أخا" لحزب العمل ويركز على المساواة والسلام.
3. رفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الامور العربية.
4. إيجاد إجماع قومي يهودي داخل الاحزاب الصهيونية حول موضوع العرب في إسرائيل.
5. التضييق الاقتصادي على العائلة العربية عبر ملاحقتها بالضرائب وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ.
6. تسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها. أرض المل: منطقة رقم 9:
تقع هذه الأرض ضمن مساحات القرى، سخنين وعرابة ودير حنا، وتبلغ مساحتها 60 الف دونم. استخدمت هذه المنطقة بين السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لاصحاب الأرض.
بعد عام 1948 أبقت إسرائيل على نفس الوضع الذي كان سائدًا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة. في عام 1956 قامت السلطة بإغلاق المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستوطنات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
شهداء الأرض
قرار الدعوة إلى إضراب عام لفلسطينيي الـ 48، هو أول قرار من نوعه منذ النكبة وبدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم التاريخي، ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة، والعِصي والفؤوس، والمناجل، والسكاكين، وصفائح البنزين المشتعلة، ومحاولة الاستيلاء على أسلحة الجيش، واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات إسرائيل إفشال هذا اليوم وبأي ثمن.
ففي مساء 29/03/1976 داهمت قوات الشرطة، وحرس الحدود قرية عرَّابة وأخذت تستفز الفلسطينيين بالضرب وإطلاق النار، وقد اشتبكت مع الأهالي واستشهد نتيجة ذلك أحد الفلسطينيين ويُدعى خير أحمد ياسين وكان أول شهداء يوم الأرض.
وفي اليوم الثاني أي يوم 30/03/1976 أصدرت الشرطة أمراً بمنع التجوال لمدة 24 ساعة في قُرى الجليل والمثلث، وتفرقت سيارات الشرطة في القرية وأخذت تُنبه الأهالي، وتُهدد من يُحاول الخروج من منزله، ولكن التهديدات لم تُثنِ الفلسطينيين عن التعبير عن سخطهم وحقدهم، وخرج الشعب إلى الشوارع، واشتبك الجيش مع الأهالي في معركة لم يسبق لها مثيل.
لم تكن هذه المعركة هي الوحيدة في ذلك اليوم، فقد عمّت المظاهرات جميع قُرى ومدن الجليل، واشتبك الشعب مع قوات الشرطة والجيش التي حاولت تفريق المتطاهرين واستعملت في ذلك مختلف الأساليب.
ففي قرية سخنين، زعمت قوات الاحتلال الصهيونية أن الأهالي خرقوا نظام منع التجوال وهاجموا قوات الشرطة التي اضطرت بزعمها إلى استعمال القوة، وإطلاق النار الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من أهالي القرية هم الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد "رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة، وجُرح أثناء الاشتباك حوالي خمسين شخصاً، واعتُقل حوالي سبعين شخصاً آخرين.
أما في قرية كفر كنا، فقد حاولت الشرطة استفزاز المتظاهرين، بإطلاق النار عليهم، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، واستعمال الهراوات واقتحام البيوت والاعتداء على النساء والأطفال، واستُشهد شاب يدعى محسن طه وجُرح آخرون، واعتقلت الشرطة عشرات الشبان.
وفي قرية الطيبة، حاولت قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالهراوات والقنابل، وأخذت تطلق النار على الفلسطينيين بدون تمييز وسقط الشهيد "رأفت علي زهدي" والذي جاء من قرية نور الشمس ليُشارك في الإضراب في قرية الطيبة، وقامت الشرطة بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة. أما في الناصرة فقد شمل الإضراب حوالي 80بالمائة من المدينة، وانتهزت قوات الاحتلال الصهيونية فرصة الإضراب للاعتداء على رئيس بلديتها، فقامت بمداهمة منزله بحجة ملاحقة بعض الفتيان الذين رجموا قوات الأمن بالحجارة والزجاج وقنابل المولوتوف واعتدت بالضرب على زوجته وابنته.
وتدافع الشباب في المدينة على المستشفيات للتبرع بالدم لعشرات الجرحى، الذين نُقلوا من القُرى العربية إثر الاشتباكات.
وفي طمرة حوَّلت الشرطة ساحة البلدة إلى ساحة حرب استخدمت فيها المجنزرات والسيارات العسكرية، وقد تعرضت القرية لاعتداءين من قِبل رجال الشرطة، وشوهدت بعض السيارات المحترقة عند مدخل القرية واعتصم عدد من الفلسطينيين في المجلس المحلي احتجاجاً على تصرف رئيس المجلس الذي استدعى قوات الاحتلال لتفريق المتظاهرين.
وفي دير حنا استُشهد أحد الفلسطينيين، وأُصيب عدد آخر بجراح وأعلن العدو أن 38 جندياً صهيونياً قد أُصيبوا بجراح، وأن ست سيارات عسكرية قد أُحرقت.
وفي الطيرة حاول رئيس المجلس المحلي طارق عبد الحي تفريق المظاهرة فتصدى له الأهالي، واستدعى رجال الشرطة، التي هُرعت بالمئات وانهالت على الفلسطينيين بالضرب وأطلقت عليهم النار، مما أدى إلى إصابة بعض الشبان، واعتقال حوالي 40 شخصاً.
وفي باقة الغربية، خرج الأهالي إلى شوارع القرية في تظاهرة كبيرة متحدية قوات الشرطة، التي كانت تتجول في شوارع القرية منذ يوم 29/3 والتي قامت بدورها باعتقال عدد من الشبان.
وفي كسرى، تصدى الأهالي لجرافات الاحتلال التي كانت تحميها قوات من الشرطة بهدف مصادرة الأراضي، وقد منعوا الجرافات من دخول القرية، وأقسم الجميع على التمسك بالأرض ومقاومة أي مصادرة جديدة.
وفي كفر قاسم أضربت المتاجر والمدارس وتجمهر حوالي ألف شاب في ساحة المجلس المحلي، وهتفوا هتافات وطنية، ثم ساروا في مسيرة صاخبة إلى الأسلاك الشائكة التي أقامتها إدارة أراضي إسرائيل حول أراضيهم المصادرة واقتلعوها فاعتقلت الشرطة بعض الفلسطينيين، وفرقت المظاهر بالقوة.
وفي قلنسوة وضع المتظاهرون حواجز في الطرق، وأحرقوا إطارات السيارات وكان الإضراب عاماً، وتدخلت قوة من الشرطة وحرس الحدود لتفريق المظاهرة وإزالة الحواجز.
وأضربت قرية الرامة عن بكرة أبيها معلنة سخطها، وتجمعت الجماهير أمام كنيسة الأرثوذكس لتُعلن استنكارها لجرائم القتل الوحشية ومصادرة الأراضي.
وفي نحف داهمت قوات كبيرة من قوات الأمن القرية، وبدأت تضرب البيوت بالقنابل المسيلة للدموع، وتعتدي على الفلسطينيين وقامت بحملة تفتيش واسعة واعتقلت بعض الشباب.
وفي مجد الكروم وبالرغم من معارضة رئيس المجلس المحلي، سارت تظاهرة كبيرة اخترقت شوارع البلدة، وتوجهت إلى الجامع حيث قرأت الفاتحة على أرواح شهداء الأرض، ثم توجهوا إلى المجلس المحلي وطالبوا باستنكار المذابح الوحشية ومصادرة الأراضي؛ كما أضربت كل من قرى دير الأسد والبعنة وأبو سنان وكفر ياسيف وشفا عمرو وعبلين وكابول.
أسماء الشهداء
بدأت الأحداث يوم 3/29 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي. وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم:
خير ياسين من عرابة.
رجا أبو ريا من سخنين.
خضر خلايلة من سخنين.
رأفت الزهيري من نور شمس.
حسن طه من كفر كنا.
خديجة شواهنة من سخنين.
عقب ذلك إضراب عام، ومسيرات نظمت في المدن العربية في الجليل، ومنطقة المثلث والنقب ردا على إعلان الحكومة عن خطة لمصادرة لاف الدونمات من الأراضي في المناطق العربية والتي تقع في الشمال منها. أرسلت الحكومة الجيش الإسرائيلي والشرطة مع الدبابات والمدفعية الثقيلة. إثر المواجهات التي اندلعت هناك، قتل ستة مواطنين عرب وأصيب واعتقل المئات.
يوم الأرض الفلسطيني هو يوم يحييه الفلسطينيون في 30 آذار من كلّ سنة ذكرى يوم الأرض الخالد، والذي تعود أحداثه لآذار 1976 بعد أن قامت السّلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة مطلقة، وخاصّة في الجليل.(عرابة) على اثر هذا المخطّط قرّرت الجماهير العربيّة بالدّاخل الفلسطينيّ بإعلان الإضراب الشّامل، متحدّية ولأوّل مرّة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السّلطات الإسرائيليّة، وكان الرّدّ الإسرائيليّ عسكريّ شديد إذ دخلت قوّات معزّزة من الجيش الإسرائيليّ مدعومة بالدّبّابات والمجنزرات إلى القرى الفلسطينيّة(عرابة) وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيّين العزل.
صادرت قوات الجيش الإسرائيلي (???) دونم من أراضي عدد من القرى العربية في الجليل الأوسط منها عرّابة وسخنين ودير حنا (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلّث يوم الأرض) وذلك في نطاق مخطّط تهويد الجليل. فقام فلسطينيو 1948 أو من يسمون فلسطينيو الداخل بإعلان إضراب عام وقامت مظاهرات عديدة في القرى والمدن العربية وحدثت صدامات بين الجماهير المتظاهرة وقوى الشرطة والجيش الإسرائيلي فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة. ورغم مطالبة الجماهير العربية السلطات الإسرائيلية بإقامة لجنة للتحقيق في قيام الجيش والشرطة بقتل مواطنين عُزَّل يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة إلا أن مطالبهم قوبلت بالرفض التّام بادعاء أن الجيش واجه قوى معادية.
التاريخ
شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها. قبل أكثر من ثلاث عقود، في الحادي والثلاثين من آذار من العام 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها جماهيرنا بشكل جماعي ومنظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة البطوف ومثلث يوم الأرض، عرابة، دير حنا وسخنين، وفي المثلث والنقب ومحاولات اقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا اليوم، الذي يعتبر تحولا هاما في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض.
معركة الأرض لم تنتهي في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا.
فقضية الأرض هي أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، فلا يمكن الحديث عنها مدنيا وتغييب أبعادها الوطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الحديث عنها وطنيا وتغييب أبعادها المدنية.
ما ميّز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، لقد قادت الجماهير نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت جماهيرنا لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض.
أعلنت الجماهير العربية، ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية ان الإضراب الاحتجاجي على مصادرة الاراضي في منطقة المل وذلك في تاريخ 30.3.1976.
قرارات سبقت إعلان الإضراب:
1. صدور قرار بإغلاق منطقة المل (منطقة رقم 9) ومنع السكان العرب من دخول المنطقة في تاريخ 13.2.1976.
2. صدور وثيقة متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية (وثيقة كيننغ) في 1976/3/1 كاقتراح لتهويد الجليل واتخاذ إجراءات سياسية إزاء معاملة الاقلية العربية في إسرائيل.
بعد الدعوة لإعلان الإضراب، عمدت السلطة إلى منع حدوث هذا الإضراب وكسره عن طريق التهديد بقمع المظاهرات والعقاب الجماعي، ولم تحاول السلطة الالتفات إلى الموضوع بجدية أكثر، بل سعت إلى إفشال الإضراب لما يحمل من دلالات تتعلق بسلوك الأقلية العربية كأقلية قومية حيال قضية وطنية ومدنية من الدرجة الأولى، ألا وهي قضية الأرض. فقد عقدت الحكومة اجتماعا استمر أربع ساعات تقرر فيه تعزيز قوات الشرطة في القرى والمدن العربية للرد على الإضراب والمظاهرات. وقامت قيادة الهستدروت بتحذير العمال وتهديدهم باتخاذ إجراءات انتقامية ضدهم، وقرر أرباب العمل في اجتماع لهم في حيفا طرد العمال العرب من عملهم إذا ما شاركوا في الإضراب العام في يوم الأرض. كذلك بعث المدير العام لوزارة المعارف تهديدا إلى المدارس العربية لمنعها من المشاركة في الإضراب.
وثيقة كيننغ
في الأول من آذار عام 1976 أعد "متصرف لواء المنطقة الشمالية الإسرائيلي" (يسرائيل كيننغ) وثيقة سرية، سمّيت فيما بعد باسمه، تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها. وقدمت الوثيقة كتوصيات إلى الحكومة الإسرائيلية، وتم اختيار عنوان للوثيقة وهو: "مشروع مذكرة معاملة عرب إسرائيل". وقد حذر فيها من ازدياد تعداد الفلسطينيين في اللواء الشمالي، والذي أصبح مساو تقريبا لعدد اليهود في حينه، وأنه خلال سنوات قليلة سوف يصبح الفلسطينيون أكثرية سكانية، الأمر الذي يشكل خطراً جسيماً على الطابع اليهودي للكيان الصهيوني.
قدم كيننغ وثيقة عنصرية تضم عشرات الصفحات، دعا فيها إلى تقليل نسبة الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصادياً واجتماعياً، وبتوجيه المهاجرين اليهود الجدد للاستيطان في منطقتي الجليل والنقب. احياء يوم الأرض 2012 في يوم الجمعة 30/3/2012 خرج آلاف الفلسطينيون والمتضامنون من كافة أنحاء العالم متوجهين نحو الحدود الصهيونية واقرب نقطة من القدس الشريف واصيب في اشتباكات عشرات المتظاهرين واستشهد الشاب محمود محمد زقوت 20 عام من شمال قطاع غزة.
أهم بنود الوثيقة:
1. تكثيف الاستيطان اليهودي في الشمال (الجليل).
2. إقامة حزب عربي يعتبر "أخا" لحزب العمل ويركز على المساواة والسلام.
3. رفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الامور العربية.
4. إيجاد إجماع قومي يهودي داخل الاحزاب الصهيونية حول موضوع العرب في إسرائيل.
5. التضييق الاقتصادي على العائلة العربية عبر ملاحقتها بالضرائب وإعطاء الأولوية لليهود في فرص العمل، وكذلك تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ.
6. تسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها. أرض المل: منطقة رقم 9:
تقع هذه الأرض ضمن مساحات القرى، سخنين وعرابة ودير حنا، وتبلغ مساحتها 60 الف دونم. استخدمت هذه المنطقة بين السنوات 1942-1944 كمنطقة تدريبات عسكرية للجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية، مقابل دفع بدل استئجار لاصحاب الأرض.
بعد عام 1948 أبقت إسرائيل على نفس الوضع الذي كان سائدًا في عهد الانتداب البريطاني، إذ كان يسمح للمواطنين بالوصول إلى أراضيهم لفلاحتها بتصاريح خاصة. في عام 1956 قامت السلطة بإغلاق المنطقة بهدف إقامة مخططات بناء مستوطنات يهودية ضمن مشروع تهويد الجليل.
شهداء الأرض
قرار الدعوة إلى إضراب عام لفلسطينيي الـ 48، هو أول قرار من نوعه منذ النكبة وبدأت الجماهير تُحضر لذلك اليوم التاريخي، ولم تكن أسلحتهم إلا الحجارة، والعِصي والفؤوس، والمناجل، والسكاكين، وصفائح البنزين المشتعلة، ومحاولة الاستيلاء على أسلحة الجيش، واستجابت كل التجمعات العربية في الجليل للإضراب، رغم محاولات إسرائيل إفشال هذا اليوم وبأي ثمن.
ففي مساء 29/03/1976 داهمت قوات الشرطة، وحرس الحدود قرية عرَّابة وأخذت تستفز الفلسطينيين بالضرب وإطلاق النار، وقد اشتبكت مع الأهالي واستشهد نتيجة ذلك أحد الفلسطينيين ويُدعى خير أحمد ياسين وكان أول شهداء يوم الأرض.
وفي اليوم الثاني أي يوم 30/03/1976 أصدرت الشرطة أمراً بمنع التجوال لمدة 24 ساعة في قُرى الجليل والمثلث، وتفرقت سيارات الشرطة في القرية وأخذت تُنبه الأهالي، وتُهدد من يُحاول الخروج من منزله، ولكن التهديدات لم تُثنِ الفلسطينيين عن التعبير عن سخطهم وحقدهم، وخرج الشعب إلى الشوارع، واشتبك الجيش مع الأهالي في معركة لم يسبق لها مثيل.
لم تكن هذه المعركة هي الوحيدة في ذلك اليوم، فقد عمّت المظاهرات جميع قُرى ومدن الجليل، واشتبك الشعب مع قوات الشرطة والجيش التي حاولت تفريق المتطاهرين واستعملت في ذلك مختلف الأساليب.
ففي قرية سخنين، زعمت قوات الاحتلال الصهيونية أن الأهالي خرقوا نظام منع التجوال وهاجموا قوات الشرطة التي اضطرت بزعمها إلى استعمال القوة، وإطلاق النار الذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من أهالي القرية هم الشهيدة خديجة شواهنة، والشهيد "رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة، وجُرح أثناء الاشتباك حوالي خمسين شخصاً، واعتُقل حوالي سبعين شخصاً آخرين.
أما في قرية كفر كنا، فقد حاولت الشرطة استفزاز المتظاهرين، بإطلاق النار عليهم، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، واستعمال الهراوات واقتحام البيوت والاعتداء على النساء والأطفال، واستُشهد شاب يدعى محسن طه وجُرح آخرون، واعتقلت الشرطة عشرات الشبان.
وفي قرية الطيبة، حاولت قوات الشرطة تفريق المتظاهرين بالهراوات والقنابل، وأخذت تطلق النار على الفلسطينيين بدون تمييز وسقط الشهيد "رأفت علي زهدي" والذي جاء من قرية نور الشمس ليُشارك في الإضراب في قرية الطيبة، وقامت الشرطة بعد ذلك بحملة اعتقالات واسعة. أما في الناصرة فقد شمل الإضراب حوالي 80بالمائة من المدينة، وانتهزت قوات الاحتلال الصهيونية فرصة الإضراب للاعتداء على رئيس بلديتها، فقامت بمداهمة منزله بحجة ملاحقة بعض الفتيان الذين رجموا قوات الأمن بالحجارة والزجاج وقنابل المولوتوف واعتدت بالضرب على زوجته وابنته.
وتدافع الشباب في المدينة على المستشفيات للتبرع بالدم لعشرات الجرحى، الذين نُقلوا من القُرى العربية إثر الاشتباكات.
وفي طمرة حوَّلت الشرطة ساحة البلدة إلى ساحة حرب استخدمت فيها المجنزرات والسيارات العسكرية، وقد تعرضت القرية لاعتداءين من قِبل رجال الشرطة، وشوهدت بعض السيارات المحترقة عند مدخل القرية واعتصم عدد من الفلسطينيين في المجلس المحلي احتجاجاً على تصرف رئيس المجلس الذي استدعى قوات الاحتلال لتفريق المتظاهرين.
وفي دير حنا استُشهد أحد الفلسطينيين، وأُصيب عدد آخر بجراح وأعلن العدو أن 38 جندياً صهيونياً قد أُصيبوا بجراح، وأن ست سيارات عسكرية قد أُحرقت.
وفي الطيرة حاول رئيس المجلس المحلي طارق عبد الحي تفريق المظاهرة فتصدى له الأهالي، واستدعى رجال الشرطة، التي هُرعت بالمئات وانهالت على الفلسطينيين بالضرب وأطلقت عليهم النار، مما أدى إلى إصابة بعض الشبان، واعتقال حوالي 40 شخصاً.
وفي باقة الغربية، خرج الأهالي إلى شوارع القرية في تظاهرة كبيرة متحدية قوات الشرطة، التي كانت تتجول في شوارع القرية منذ يوم 29/3 والتي قامت بدورها باعتقال عدد من الشبان.
وفي كسرى، تصدى الأهالي لجرافات الاحتلال التي كانت تحميها قوات من الشرطة بهدف مصادرة الأراضي، وقد منعوا الجرافات من دخول القرية، وأقسم الجميع على التمسك بالأرض ومقاومة أي مصادرة جديدة.
وفي كفر قاسم أضربت المتاجر والمدارس وتجمهر حوالي ألف شاب في ساحة المجلس المحلي، وهتفوا هتافات وطنية، ثم ساروا في مسيرة صاخبة إلى الأسلاك الشائكة التي أقامتها إدارة أراضي إسرائيل حول أراضيهم المصادرة واقتلعوها فاعتقلت الشرطة بعض الفلسطينيين، وفرقت المظاهر بالقوة.
وفي قلنسوة وضع المتظاهرون حواجز في الطرق، وأحرقوا إطارات السيارات وكان الإضراب عاماً، وتدخلت قوة من الشرطة وحرس الحدود لتفريق المظاهرة وإزالة الحواجز.
وأضربت قرية الرامة عن بكرة أبيها معلنة سخطها، وتجمعت الجماهير أمام كنيسة الأرثوذكس لتُعلن استنكارها لجرائم القتل الوحشية ومصادرة الأراضي.
وفي نحف داهمت قوات كبيرة من قوات الأمن القرية، وبدأت تضرب البيوت بالقنابل المسيلة للدموع، وتعتدي على الفلسطينيين وقامت بحملة تفتيش واسعة واعتقلت بعض الشباب.
وفي مجد الكروم وبالرغم من معارضة رئيس المجلس المحلي، سارت تظاهرة كبيرة اخترقت شوارع البلدة، وتوجهت إلى الجامع حيث قرأت الفاتحة على أرواح شهداء الأرض، ثم توجهوا إلى المجلس المحلي وطالبوا باستنكار المذابح الوحشية ومصادرة الأراضي؛ كما أضربت كل من قرى دير الأسد والبعنة وأبو سنان وكفر ياسيف وشفا عمرو وعبلين وكابول.
أسماء الشهداء
بدأت الأحداث يوم 3/29 بمظاهرة شعبية في دير حنا، فقمعت هذه المظاهرات بالقوة، وعلى إثرها خرجت مظاهرة احتجاجية أخرى في عرابة، وكان الرد أقوى، حيث سقط خلالها الشهيد خير ياسين وعشرات الجرحى، وما لبث أن أدى خبر الاستشهاد إلى اتساع دائرة المظاهرات والاحتجاج في كافة المناطق العربية في اليوم التالي. وخلال المواجهات في اليوم الأول والثاني سقط ستة شهداء وهم:
خير ياسين من عرابة.
رجا أبو ريا من سخنين.
خضر خلايلة من سخنين.
رأفت الزهيري من نور شمس.
حسن طه من كفر كنا.
خديجة شواهنة من سخنين.
عقب ذلك إضراب عام، ومسيرات نظمت في المدن العربية في الجليل، ومنطقة المثلث والنقب ردا على إعلان الحكومة عن خطة لمصادرة لاف الدونمات من الأراضي في المناطق العربية والتي تقع في الشمال منها. أرسلت الحكومة الجيش الإسرائيلي والشرطة مع الدبابات والمدفعية الثقيلة. إثر المواجهات التي اندلعت هناك، قتل ستة مواطنين عرب وأصيب واعتقل المئات.
يوم الأرض
في يوم السبت الثلاثين من شهر آذار من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة والشهيد محسن طه من قرية كفركنا والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
فهبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام دولة إسرائيل
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967 م، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
خطة تهويد الجليل
احتفظت منطقة الجليل رغم كل المؤامرات الصهيونية بأغلبيتها العربية مع أنها المكان الذي أمعن فيه الصهاينة في تطبيق سياسة التهويد، فأعلنت السلطات الصهيونية في أوائل عام 1975 عن خطة لتهويد الجليل تحت عنوان: مشروع "تطوير الجليل"، وهي الخطة التي تعد من أخطر ما خططت له حكومة إسرائيل ؛ إذ اشتمل على تشييد ثمان مدن صناعية في الجليل. مما يتطلب مصادرة 20 ألف دونم من الأراضي العربية ذلك أن نظرية الاستيطان والتوسع توصي بألا تُقام مظاهر التطوير فوق الأراضي المطورة، وإنما فوق الأراضي البور والمهملة، وهي التسميات التي تُطلق على الأراضي التي يملكها العرب.
وقد شكّلت عملية تهويد الجليل ـ وما تزال ـ هدفاً من أهداف الحركة الصهيونية وهاجسها، فقد حدد بن غوريون هذا الهدف بقوله: "الاستيطان نفسه هو الذي يُقرر إذا كان علينا أن نُدافع عن الجليل أم لا".
وتطابقاً مع السياسة الصهيونية، تجاه الأرض، فقد احتلت إسرائيل عام 1948 أقساماً واسعة من الجليل، وأقام فيها العديد من المستوطنات، وبرر الصهاينة عملية الاستيلاء على الأراضي، بأنها أراضٍ للغائبين، ولكن الاستيلاء لم يقتصر على أراضي الغائبين، وإنما وضع يده على "أملاك" حكومة الانتداب البريطاني، وتقدر هذه الأراضي بحوالي 2-3 مليون دونم، لكن إسرائيل لم تكتفِ بتلك الأراضي، وإنما امتدت يده إلى أراضي الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم، وكان العرب يملكون حتى عام 1948 حوالي 13 مليون دونم من أصل 27 مليون دونم، بينما لم يكن للكيان الصهيوني سوى 5.1 مليون دونم، والباقي أراضٍ مشاع.
بدأ العدو الصهيوني منذ عام 1948 بسرقة الأراضي العربية وأخذ يُصدر القوانين المتعددة الأسماء والأشكال لتكون سرقتها "مبررة وشرعية" (!!) فمن قانون الأراضي البور إلى المناطق المغلقة، إلى قانون أملاك الغائبين إلى مناطق الأمن، إلى استملاك الأراضي. إلى إرغام العرب على رهن أراضيهم، حتى تمكنت من تجريد العرب من حوالي مليون دونم من أخصب وأطيب أراضيهم. ولم يتوقف إسرائيل عن استصدار "قوانينه"، وممارسة سياساته، التي تتمشى وفقا لنظريته القائلة: "ما أصبح في يدنا هو لنا، وما يزال في يد العرب هو المطلوب".
وكان آخر القوانين في هذا المجال، هو الذي صدر عن مجلس وزراء إسرائيل بشأن مصادرة الأراضي بحجة تطوير الجليل، وبعد أن زادت نسبة سكان العرب فيه عن 50 بالمائة.
الدفاع عن الأرض
تحرك فلسطينيو الجليل، بعد أن أدركوا هدف القرار ففي 29/7/1975 عُقد اجتماع للتشاور في حيفا، حضره عدد من المبادرين لحملة الاحتجاج على مصادرة الأراضي، وقد ضم هذا الاجتماع عدداً من رؤساء المجالس المحلية، ومحامين، وأطباء، ومثقفين وصحفيين، وأصحاب أرضي وتقرر في هذا الاجتماع، تأليف لجنة للدفاع عن الأرض سُميت باللجنة القُطرية للدفاع عن الأراضي.
بعد تشكيل هذه اللجنة، دعت إلى اجتماع في الناصرة يوم 15/08/1975، واتخذت عدداً من المقررات، كان من أبرزها: الدعوة لعقد مؤتمر شعبي للمطالبة بوقف المصادرة، وإصدار نداء إلى الرأي العام لحثه على مقاومة المصادرة.
ودعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي لاجتماع آخر في الناصرة يوم 06/03/1976 دعت إليه حوالي عشرين رئيساً من رؤساء المجالس المحلية، واتخذ المجتمعون قراراً بإعلان الإضراب العام يوم 30/03/1976 استنكاراً لمصادرة الأراضي.
كان تحديد ذلك اليوم ثمرة تصاعد النضال الوطني في الجليل وبلوغه مستوى كبير من التنظيم، فقبل ذلك ومنذ النكبة كانت مقاومة عرب 48 قاصرة على الدفاع "السلبي" بالتمسك بالأرض، والبقاء عليها، والتكافل فيما بينهم، ورفض محاولات التفرقة بين صفوفهم وانتظار الظروف المناسبة للهجوم، وإعداد الجيل الجديد من أبنائهم لتلك اللحظات.
الأهمية والإحياء
يعتبر يوم الأرض حدثًا مهمًا في تاريخ الفلسطينيين ذوي الجنسية الإسرائيلية، فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول الغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم وكان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي. يقوم الفلسطينيون (اينما كانوا) باحياء ذكرى يوم الأرض (في يوم التعبل عرب إسرائيل)، يتم الاحتفال باليوم أيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية ومخيمات اللاجئين وفلسطيني الشتات في جميع أنحاء العالم، ويعتبرونه رمزا من رمز الصمود الفلسطيني.
يشكل "يوم الأرض" معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت ـ وما زالت ـ تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه.
وتعتبر الأرض الفلسطينية الركيزة الأولى لإنجاح المشروع الصهيوني كما أشارت الأدبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897م.
في يوم السبت الثلاثين من شهر آذار من العام 1976، وبعد ثمانية وعشرين عاماً في ظل أحكام حظر التجول والتنقل، وإجراءات القمع والإرهاب والتمييز العنصري والإفقار وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى والحرمان من أي فرصة للتعبير أو التنظيم، هبّ الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، واتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال قتلاً وإرهاباً بالفلسطينيين، حيث فتحت النار على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة والشهيد محسن طه من قرية كفركنا والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 300 فلسطينيي.
كان السبب المباشر لهبّة يوم الأرض هو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة نحو 21 ألف دونم من أراضي عرّابة وسخنين ودير حنّا وعرب السواعد وغيرها لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطّط تهويد الجليل، ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948 ـ 1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية بعد سلسلة المجازر المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال وعمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948.
فهبّة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت وليدة مجمل الوضع الذي يعانيه الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة منذ قيام دولة إسرائيل
وقد شارك الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967 م، وأصبح يوم الأرض مناسبة وطنية فلسطينية وعربية ورمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني التي لم تنل منها كل عوامل القهر والتمزق، وذكرى للتلاحم البطولي للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده.
خطة تهويد الجليل
احتفظت منطقة الجليل رغم كل المؤامرات الصهيونية بأغلبيتها العربية مع أنها المكان الذي أمعن فيه الصهاينة في تطبيق سياسة التهويد، فأعلنت السلطات الصهيونية في أوائل عام 1975 عن خطة لتهويد الجليل تحت عنوان: مشروع "تطوير الجليل"، وهي الخطة التي تعد من أخطر ما خططت له حكومة إسرائيل ؛ إذ اشتمل على تشييد ثمان مدن صناعية في الجليل. مما يتطلب مصادرة 20 ألف دونم من الأراضي العربية ذلك أن نظرية الاستيطان والتوسع توصي بألا تُقام مظاهر التطوير فوق الأراضي المطورة، وإنما فوق الأراضي البور والمهملة، وهي التسميات التي تُطلق على الأراضي التي يملكها العرب.
وقد شكّلت عملية تهويد الجليل ـ وما تزال ـ هدفاً من أهداف الحركة الصهيونية وهاجسها، فقد حدد بن غوريون هذا الهدف بقوله: "الاستيطان نفسه هو الذي يُقرر إذا كان علينا أن نُدافع عن الجليل أم لا".
وتطابقاً مع السياسة الصهيونية، تجاه الأرض، فقد احتلت إسرائيل عام 1948 أقساماً واسعة من الجليل، وأقام فيها العديد من المستوطنات، وبرر الصهاينة عملية الاستيلاء على الأراضي، بأنها أراضٍ للغائبين، ولكن الاستيلاء لم يقتصر على أراضي الغائبين، وإنما وضع يده على "أملاك" حكومة الانتداب البريطاني، وتقدر هذه الأراضي بحوالي 2-3 مليون دونم، لكن إسرائيل لم تكتفِ بتلك الأراضي، وإنما امتدت يده إلى أراضي الفلسطينيين الذين بقوا في أراضيهم، وكان العرب يملكون حتى عام 1948 حوالي 13 مليون دونم من أصل 27 مليون دونم، بينما لم يكن للكيان الصهيوني سوى 5.1 مليون دونم، والباقي أراضٍ مشاع.
بدأ العدو الصهيوني منذ عام 1948 بسرقة الأراضي العربية وأخذ يُصدر القوانين المتعددة الأسماء والأشكال لتكون سرقتها "مبررة وشرعية" (!!) فمن قانون الأراضي البور إلى المناطق المغلقة، إلى قانون أملاك الغائبين إلى مناطق الأمن، إلى استملاك الأراضي. إلى إرغام العرب على رهن أراضيهم، حتى تمكنت من تجريد العرب من حوالي مليون دونم من أخصب وأطيب أراضيهم. ولم يتوقف إسرائيل عن استصدار "قوانينه"، وممارسة سياساته، التي تتمشى وفقا لنظريته القائلة: "ما أصبح في يدنا هو لنا، وما يزال في يد العرب هو المطلوب".
وكان آخر القوانين في هذا المجال، هو الذي صدر عن مجلس وزراء إسرائيل بشأن مصادرة الأراضي بحجة تطوير الجليل، وبعد أن زادت نسبة سكان العرب فيه عن 50 بالمائة.
الدفاع عن الأرض
تحرك فلسطينيو الجليل، بعد أن أدركوا هدف القرار ففي 29/7/1975 عُقد اجتماع للتشاور في حيفا، حضره عدد من المبادرين لحملة الاحتجاج على مصادرة الأراضي، وقد ضم هذا الاجتماع عدداً من رؤساء المجالس المحلية، ومحامين، وأطباء، ومثقفين وصحفيين، وأصحاب أرضي وتقرر في هذا الاجتماع، تأليف لجنة للدفاع عن الأرض سُميت باللجنة القُطرية للدفاع عن الأراضي.
بعد تشكيل هذه اللجنة، دعت إلى اجتماع في الناصرة يوم 15/08/1975، واتخذت عدداً من المقررات، كان من أبرزها: الدعوة لعقد مؤتمر شعبي للمطالبة بوقف المصادرة، وإصدار نداء إلى الرأي العام لحثه على مقاومة المصادرة.
ودعت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي لاجتماع آخر في الناصرة يوم 06/03/1976 دعت إليه حوالي عشرين رئيساً من رؤساء المجالس المحلية، واتخذ المجتمعون قراراً بإعلان الإضراب العام يوم 30/03/1976 استنكاراً لمصادرة الأراضي.
كان تحديد ذلك اليوم ثمرة تصاعد النضال الوطني في الجليل وبلوغه مستوى كبير من التنظيم، فقبل ذلك ومنذ النكبة كانت مقاومة عرب 48 قاصرة على الدفاع "السلبي" بالتمسك بالأرض، والبقاء عليها، والتكافل فيما بينهم، ورفض محاولات التفرقة بين صفوفهم وانتظار الظروف المناسبة للهجوم، وإعداد الجيل الجديد من أبنائهم لتلك اللحظات.
الأهمية والإحياء
يعتبر يوم الأرض حدثًا مهمًا في تاريخ الفلسطينيين ذوي الجنسية الإسرائيلية، فللمرة الأولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول الغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم وكان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي. يقوم الفلسطينيون (اينما كانوا) باحياء ذكرى يوم الأرض (في يوم التعبل عرب إسرائيل)، يتم الاحتفال باليوم أيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة، والقدس الشرقية ومخيمات اللاجئين وفلسطيني الشتات في جميع أنحاء العالم، ويعتبرونه رمزا من رمز الصمود الفلسطيني.
يشكل "يوم الأرض" معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت ـ وما زالت ـ تمارسها السلطات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه.
وتعتبر الأرض الفلسطينية الركيزة الأولى لإنجاح المشروع الصهيوني كما أشارت الأدبيات الصهيونية وخاصة الصادرة عن المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا عام 1897م.
2013-02-03
العنف في فلسطين من منظور باحثة اسرائيلية.
العنف في فلسطين من منظور باحثة اسرائيلية.
الباحثة الارجنتينية الاسرائيلية يولاندا غيمبل استاذة في التحليل النفسي.
استاذة التحليل النفسي في جامعة تل ابيب.
استاذة زائرة في جامعة السوربون في باريس.
وتشارك في مجموعة دولية للتحليل النفسي.
تعمل
ضمن فريق من علماء النفس الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف استكشاف الطريق
لإمكان التعايش بين المجتمعين المتجاورين الفلسطيني والاسرائيلي.
في
محاضرة ألقتها الباحثة غيمبل في جامعة كنت بمدينة كانتربري البريطانية
وصلت الى نتيجة " أن التوصل الى تسوية نضمن التعايش السلمي للجانبين
الفلسطيني والاسرائيلي يتم بدفع شعور الآمان الى المقدمة لدى الفلسطينيين
المؤيدين للسلطة الفلسطينية، ولدى الطرف الاسرائيلي المعتدل".
وتقول
غيمبل "أن عداء اليهود للنازيين تحول الى عداء للفلسطينيين، هنا تبرز
المفارقة التي تولد مأزقا نفسيا، في أن اليهود الذين كانوا يوما ضحايا؟؟؟
الارهاب النازي، أصبحوا اليوم يمارسونه ضد الفلسطينيين وهي مفارقة لابد من
حلها، لأن في ذلك إحقاق الحق لشعب بأكمله أي للشعب الفلسطيني، والخطوة
الاولى نحو الحل هي مساعدة اليهود على الاعتراف بوجود ذلك المأزق، بدل
انكار وجوده أو طرحه جانبا".
وتضيف
الباحثة غيمبل " لكن يبدو لنا أنه لسوء حظ الفلسطينيين أن الإنكار
والإهمال للمأزق هو بالضبط مايقوم به اليهود أفراداً وشعباً، إنهم أنكروا
منذ البداية ويستمرون في إنكار أن جوهر القضية هو ذلك النفي لحقيقة بلاد
بكاملها أي فلسطين وشعب بكامله أي شعب فلسطين الذين يناضلون من أجل
العدالة".
وقد قدم الباحث البريطاني غلين بومان استاذ التحليل النفسي في جامعة كنت بحثاً مكملاً ومؤيداً لبحث الباحثة غيمبل.
الوصية الشرعية
أخي في الله ، أقدم اليك هذه الوصية الشرعية لما تحمله من خير للمسلم بعد وفاته،
وننصح كل مسلم باقتناء هذه الوصية
وصيتى الشرعية لأهل بيتى
" وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَت وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ
"البقرة 281
وحث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الوصية المكتوبة فقال :
"ما حق امرىء مسلم يبيت ليلتين وله شىء يوصى فيه الا ووصيته مكتوبة عند رأسه". (البخارى ومسلم)
جزى الله خيرا كل من أعان على إعدادها ونشرها مجاناً ابتغاء مرضاة الله
الوصية منقولة من الموقع الشخصي للدكتور عمر عبد الكافي
ملاحظة :
هذه الصفحة تعمل على نظام -PDF - ويلزمه برنامج - أكروبات ريدر -
ويمكنك تحميله مجانا من موقع أدوب ريدر وذلك بالضغط على الرابط التالي :
http://www.adobe.com/products/acrobat/readstep2.htmlرابط باللغة العربية:
http://www.adobe.com/mena_ar/downloads.html
الاعمال الشعرية والأدبية للشاعر الكبير هارون هاشم رشيد
الاعمال الشعرية والأدبية للشاعر الكبير هارون هاشم رشيد مواليد (1927)"عزة"
أعماله الشعرية :
· مع الغرباء (رابطة الأدب الحديث، القاهرة، 1954م).
· عودة الغرباء (المكتب التجاري، بيوت، 1956م).
· غزة في خط النار (المكتب التجاري، بيروت، 1957م).
· أرض الثورات ملحمة شعرية (المكتب التجاري، بيروت، 1958م).
· حتى يعود شعبنا (دار الآداب، بيروت، 1965م).
· سفينة الغضب (مكتبة الأمل، الكويت، 1968م).
· رسالتان (اتحاد طلاب فلسطين، القاهرة، 1969م).
· رحلة العاصفة (اتحاد طلاب فلسطين، القاهرة، 1969م).
· فدائيون (مكتبة عمّان، عمّان، 1970م).
· مزامير الأرض والدم (المكتبة العصرية، بيروت، 1970م).
· السؤال / مسرحية شعرية (دار روزاليوسف، القاهرة، 1971م).
· الرجوع (دار الكرمل، بيروت، 1977م).
· مفكرة عاشق (دار سيراس، تونس، 1980م).
· المجموعة الشعرية الكاملة (دار العودة، بيروت، 1981م).
· يوميات الصمود والحزن (تونس، 1983م).
· النقش في الظلام (عمان، 1984م).
· المزّة - غزة (1988م).
· عصافير الشوك / مسرحية شعرية (القاهرة، 1990م).
· ثورة الحجارة (دار العهد الجديد، تونس، 1991م).
· طيور الجنة (دار الشروق، عمان، 1998م).
· وردة على جبين القدس (دار الشروق، القاهرة، 1998م).
· ديوان (قصائد فلسطينية) صدر في عام 2002
أعماله الروائية:
-
سنوات العذاب (القاهرة، 1970م).
الدراسات:
-
الشعر المقاتل في الأرض المحتلة (المكتبة العصرية، صيدا، 1970م).
-
مدينة وشاعر : حيفا والبحيري (مطابع دار الحياة، دمشق، 1975م).
-
الكلمة المقاتلة في فلسطين (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973م).
الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد.. المؤرخ الشعري للقضية الفلسطينية
المؤرخ الشعري للقضية الفلسطينية
ولد الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927م، وأمام أبوابها الكنعانية القديمة، وهو باب الزاروب، وبجوار جامع الشمعة الذي شهد تفجر روح المقاومة ضد الانتداب، وسقوط الأبطال مضرجين بدمائهم التي خضبت الأرض بلون أحمر، كان الشاعر منذ البداية شاهدا على الأحداث، ومؤرخا لها عبر التطورات المتتالية التي مرت على المأساة الفلسطينية، ورأى بأم عينيه الاطفال الذين يبتلعهم البحر الهائج حين كانت تنقلهم مراكب اللجوء إلى شاطئ غزة بعد ان اقتلعهم اليهود من مدنهم وقراهم وبياراتهم، رأى الأم الفلسطينية ترمي نفسها في البحر في محاولة يائسة لانقاذ ابنها الذي حملته الأمواج المتلاطمة الى الأعماق، فتغوص معه في رحلة منسية عبر الزمن الذي لم يرحم تلك المرأة الشجاعة التي ظنت ان البحر ربما يكون لديه بقايا من عطف وشفقة ورحمة، اما هارون هاشم رشيد فقد ابحر بشعره في رحلة لم تتوقف طيلة حياته، وعلى صفحة البحر الفلسطيني نسج عذابات اليتم والقهر والتشرد بكل جوارحه، لكنه ربان ماهر يسبح في قصائد الرقة والحنين حيث نجد النوارس البيضاء، ومفردات الأمل من المستقبل، وأناشيد الغضب والكفاح، حيث يعبر عن نبض الأجيال التي لم تنسها عواصف الغربة اشجار بلادها الخضراء التي يعد هارون هاشم رشيد احدى هذه الأشجار الوارفة الظلال، ورغم انه يعيش بعيدا عن الوطن، لكن بمثابة السنديانة التي تحط عليها النسور بجناحيها، قبل أن تحط الرحال في فلسطين.
اصدر هارون هاشم رشيد اكثر من 22 ديوانا شعريا بدأها عام 1954 ، وشعره مملوء بالرومانسية الوطنية التي تغنت بها الاجيال العربية من المحيط الى الخليج، لما فيها من قدرة رائعة على استنهاض المشاعر والهمم، ومقت للغزاة، وعشق للحرية والحياة بشرف وكرامة،اضافة الى عدد من المسرحيات الشعرية التي مزجت بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية الوطنية الملتزمة.
بدأ هارون هاشم رشيد كتابة الشعر مبكرا ، لكن ديوانه الأول (مع الغرباء) صدر عام 1954م .والذي تضمن قصيدة بعنوان (قصة) روى فيها مشاهداته هو وامه اخوته الصغار لنسف بيوت حدث في غزة حيث كان عمره أحد عشر عاما، هذ الحدث الذي اسس في توجهه الفكري والسياسي ، وقال في القصيدة:
ولد الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد في حارة الزيتون بمدينة غزة عام 1927م، وأمام أبوابها الكنعانية القديمة، وهو باب الزاروب، وبجوار جامع الشمعة الذي شهد تفجر روح المقاومة ضد الانتداب، وسقوط الأبطال مضرجين بدمائهم التي خضبت الأرض بلون أحمر، كان الشاعر منذ البداية شاهدا على الأحداث، ومؤرخا لها عبر التطورات المتتالية التي مرت على المأساة الفلسطينية، ورأى بأم عينيه الاطفال الذين يبتلعهم البحر الهائج حين كانت تنقلهم مراكب اللجوء إلى شاطئ غزة بعد ان اقتلعهم اليهود من مدنهم وقراهم وبياراتهم، رأى الأم الفلسطينية ترمي نفسها في البحر في محاولة يائسة لانقاذ ابنها الذي حملته الأمواج المتلاطمة الى الأعماق، فتغوص معه في رحلة منسية عبر الزمن الذي لم يرحم تلك المرأة الشجاعة التي ظنت ان البحر ربما يكون لديه بقايا من عطف وشفقة ورحمة، اما هارون هاشم رشيد فقد ابحر بشعره في رحلة لم تتوقف طيلة حياته، وعلى صفحة البحر الفلسطيني نسج عذابات اليتم والقهر والتشرد بكل جوارحه، لكنه ربان ماهر يسبح في قصائد الرقة والحنين حيث نجد النوارس البيضاء، ومفردات الأمل من المستقبل، وأناشيد الغضب والكفاح، حيث يعبر عن نبض الأجيال التي لم تنسها عواصف الغربة اشجار بلادها الخضراء التي يعد هارون هاشم رشيد احدى هذه الأشجار الوارفة الظلال، ورغم انه يعيش بعيدا عن الوطن، لكن بمثابة السنديانة التي تحط عليها النسور بجناحيها، قبل أن تحط الرحال في فلسطين.
اصدر هارون هاشم رشيد اكثر من 22 ديوانا شعريا بدأها عام 1954 ، وشعره مملوء بالرومانسية الوطنية التي تغنت بها الاجيال العربية من المحيط الى الخليج، لما فيها من قدرة رائعة على استنهاض المشاعر والهمم، ومقت للغزاة، وعشق للحرية والحياة بشرف وكرامة،اضافة الى عدد من المسرحيات الشعرية التي مزجت بين المتعة الفنية والقيمة الفكرية الوطنية الملتزمة.
بدأ هارون هاشم رشيد كتابة الشعر مبكرا ، لكن ديوانه الأول (مع الغرباء) صدر عام 1954م .والذي تضمن قصيدة بعنوان (قصة) روى فيها مشاهداته هو وامه اخوته الصغار لنسف بيوت حدث في غزة حيث كان عمره أحد عشر عاما، هذ الحدث الذي اسس في توجهه الفكري والسياسي ، وقال في القصيدة:
قصة قد حدثت بالامس
من عشرين عاما
حدثت في قريتي الخضراء
في ارض السلام
وآخر هذه القصيدة مقطع..
لن ينام الثأر في صدري
وان طال مداه
لا ولن يهدأ في قلبي
وفي روحي صداه
صوت امي لم يزل
في مسمع الدنيا صداه
وابي ما زال في قلبي
وفي روحي صداه
ان تقدم ثابت الخطو
الى الخير تقدم
وتعلم كيف تروي غلة الدم
بنيران ودم
هذه القصيدة التي تغنيها فادية كامل، وهذا هو شعاره الذي لم يتغير واحد ثوابته التي حافظ عليها طوال حياته .
هذا الديوان قدم له الدكتور عبدالمنعم خفاجي، وفيه شيء أساسي للأديب والشاعر والانسان والدبلوماسي الكويتي عبدالله الانصاري.
وآخر دواوينه الشعرية - ديوان (قصائد فلسطينية) صدر في عام 2002بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية.
ويلاحظ ان قصيدة الشاعر هارون هاشم رشيد بقيت في اطار القصيدة العمودية او شعر التفعيلة، ولم تلج القصيدة الحديثة؟
حيث أنه كان مرتبطا ارتباطا حميما بالتراث، ويعتبر ان القصيدة اذا لم تلتزم، او تقطع في اطار ما اخذه من هذا التراث فانما هي تنبت، وتصبح شيئا منبتا، لكنه كتب الشعر على نظام التفعيلة، اما الشيء الوحيد الذي ابتعد عنه في هذه المدارس الحديثة فهو محاولة الايغال في الرمز أو الألغاز بحيث انك تقرأ شيئا ولا تعرف ماذا تقرأ، انه شاعر احب ان يكون صادقا فيما يكتب، معبرا بصدق عن اللحظة التي يعيشها، حريصا كل الحرص على أن يكون ذلك الخيط الرفيع بينه وبين المتلقي موجودا، يعبر عن ذاته وهمه وهموم الآخرين.
وقد تأثر شاعرنا هارون هاشم رشيد بالشعراء الذين سبقوه على الساحة الشعرية في فلسطين منهم ابراهيم طوقان، عبدالرحيم محمود، عبدالخالق مطلق ، فمثلما أخذ او تشبع او دخل حسه الداخلي ابوتمام والمتنبي وامرؤ القيس كذلك كان ابراهيم طوقان وعبدالرحيم محمود، وحتى شعراء المهجر اللبنانيين وربطته علاقات حميمة مع عمر ابوريشة ونزار قباني ومحمود حسن اسماعيل واحمد رامي، كل هؤلاء كان بينه وبينهم علاقات وطيدة وحب كبير ، كان يتأثر ويؤثر بقدرما يستطيع، لم يكن يعيش في برج عاجي لا بالنسبة لقضيته ولا بالنسبة للشعر والشعراء الموجودين.
والملفت في شعر هارون هاشم رشيد انه شعر تاريخي تحريضي يرفع راية الكفاح والأمل منذ اللحظة الأولى لتفتح التجربة في ريعان الشباب وحتى اليوم، وقد أصيب بشيء من اليأس و تسربت الشكوك والهواجس الى نفسه فيما كان يدعو له. نعم ، يستطيع كل انسان يريد ان يؤرخ للقضية الفلسطينية ومراحلها ومآسيها ان يجد كل ذلك في قصائده، فهو انسان فلسطيني عاش بدايات الهجمة الصهيونية، وشاء الله أن يكون أحد المتطوعين لمساعدة اللاجئين الذين يأتون عبر المراكب، كان المركب يقف بعيدا وتذهب زوارق صغيرة لتأتي بالاطفال والنساء والرجال، ولسوء الحظ كان البحر هائجا فتنقلب الزوارق، ويذهب اليهم مع رفاقه ليحملونهم على أكتافهم الى أماكن اللجوء التي كانت في ذلك الوقت المساجد والمدارس، ثم في الخيم، لقد بدأ يحتك مباشرة بهؤلاء الناس ويرى المأساة بعينه كيف ان هذه الاسرة كانت تعيش في بيارتها وبيتها ومعاهدها ومدارسها وكرومها تتقلص حياتها لتكون في خيمة صغيرة، وكان من الأوائل الذين دقوا اول وتد من اوتاد هذه الخيام، وكانت اول قصيدة كتبها بعد عام 1948تتعلق بالخيمة:
أخي مهما ادلهم الليل
سوف نطالع الفجرا
ومهما هدنا الفقر
غدا سنحطم الفقرا
اخي والخيمة السوداء
قد أمست لنا قبرا
غداً سنحيلها روضا
ونبني فوقها قصرا
غدا يوم انطلاق الشعب
يوم الوثبة الكبرى
فلسطين التي ذهبت
سترجع مرة أخرى
وبدون مبالغة ان هذا البيت الأخير كان يكتب على لافتات كبيرة ويكتبه اللاجئون في مخيمهم، وكان في ذروة الهزيمة، واهله يتوافدون حفاة عراة لا أحد معهم، وكان يضعهم في الخيمة وكان يقول لهم من هذه الخيمة سيبزغ الأمل، ستشرق الشمس، وسيخرج العباقرة من المهندسين والاطباء والمفكرين والشعراء، هذه الخيمة التي اراد لها مَن صَنع مأساتها ان تكون قبرا للاجئين، لأن أول التصاريح التي صدرت في ذلك الزمان في الغرب قالت اتركوا هذه القضية للزمن، الصغار سينسون والكبار سيموتون وتموت القضية، لكن الذي حصل ان الكبار لم يموتوا، ولكنهم تركوا آثارا كبيرة من أجل العودة، والصغار اكثر تمسكا بالوطن من الاجيال التي سبقتهم، وهذا سر تفاؤله، انه لسان حال هؤلاء من أجل قضيتهم وحقهم في العودة.
لقد غنى له العديد من الفنانين، وقد قال حول ذلك :
- أحزاننا واحدة، وافراحنا واحدة سواء كنا شعراء او مطربين او اية فئة اجتماعية أخرى، لقد بلغت فيروز الذروة حين غنت لي قصيدة (الغرباء) التي كتبتها عن اللاجئين مخيم البريج والتي تقول فيها:
لماذا نحن ياابتي
لماذا نحن أغراب
أما لنا بهذا الكون
أحباب وأصحاب
هذه الصرخة، وهذا التساؤل هو الدعوة الى أن نخرج من هذه الغربة من أجل العودة الى الوطن، وفيروز تألقت صوتا ولحنا، هذه هي الدعوة التي كنت أنادي بها وهي العودة الى كل شبر من ارضنا. كذلك غنت لي فايدة كامل، محمد فوزي، محمد قنديل، وكل الأسماء الكبيرة التي كانت في ذلك الوقت.
وعن سؤاله عن هذه القصائد الشعرية الملتهبة بنار الكفاح والمقاومة ومساهمتها في تأجيج الانتفاضة في الداخل، ام ان فعل الجماهير يسبق الشعر، والخطابات الحماسية؟ فأجاب الشاعر وقال :
- ربما اكون اكثر من كتب عن الانتفاضة من الشعراء، كنت ابشر بولادتها على ايدي الاجيال الحديثة، واول ديوان اصدرته في تونس كان بعنوان (ثورة الحجارة) ثم اصدرت بعده مسرحية شعرية كاملة بعنوان (عصابة الشوق) وتتناول ثورة الحجارة والابطال والعودة.
وبسؤاله عن حفظ اشعاره عن ظهر قلب؟ أجاب :
- الشاعر لا يكبر ولا يشيخ لانه كلما التهبت مشاعر هذا الشاعر كلما ازداد حيوية وشبابا، وصار أكثر تدفقا وحماسا مما يكون في ريعان الشباب، والذي يزيد من هذا الحماس ما نجده على ارض الواقع من تضحيات لشعبي، الذي وهبت له حياتي، واوقفت عليه شعري ولم يخذلني، بل كان دائما فوق الكلمة وفوق الزعامة وفوق كل شيء.
وأطلق عليه تسميات كثيرة عبر مشواره الشعري، شاعر فلسطين القومي، شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثأر، فأين هو من كل هؤلاء؟ يجيب الشاعر بنفسه فيقول :
- أنا خليط من كل هؤلاء الشعراء، لقد شاء الله ان يكون هناك تحول خطير في حياتي، وان يصاب شعبي بنكبات متتالية، وتحتل غزة مرة كل عشر سنوات، لذا بقيت قريبا من اللاجئين وصوتا لهم، كانت تتبدد الآمال والاحلام حين يصاب الشعب بمثل هذه الضربات القاصمة، لكن سرعان ما ينهض كطائر الفينيق من تحت الرماد، حاولت ان اصور بكل ما اوتيت من صدق وقوة حياة اللاجئين ومأساتهم ومعاناتهم ولكنني كنت اشعل في نهاية الظلمة شمعة،اما في المرحلة الثانية فبدأت تتحول هذه الهواجس الى المناداة بالعودة فصدر ديوان (عودة الغرباء) وفيه قصيدة (عائدون) التي اصبحت نشيد الشعب الفلسطيني.
وقد تحدث الشاعر عن نقطة الخلاف بينه وبين نزار قباني في شعره السياسي، مع العلم ان كلاهما تغنى بالانتفاضة، لكن نزارا بدا متشائما بعد 1967، وكتب ما يمكن ان يسمى بالهجاء السياسي، وهي المرة الوحيدة التي اختلفت فيها مع نزار حتى وصل الأمر بيننا الى حد القطيعة فترة من الزمن ، لقد كتب (هوامش على دفتر النكبة) ووجه الى حد كبير التهمة الى عبدالناصر، هذا هزني جدا، فقمت بالرد عليه رافضا كل من يحاول ادخال اليأس الى الشعب العربي، ذلك ان الجندي العربي لم يهزم، الذي هزم فقط هو الفوضى، وحين اتيح لهذا الجندي ان يقاتل، فإنه قاتل واستشهد ببطولة.
وعن رأي الشاعر هارون هاشم رشيد بالشعراء الجدد قال :
- هناك شعراء واعدون، ربما تعيق بعض الأمور وصولهم الينا، وجدت في المغرب شعراء، الجزائر، في الخليج، لا بد ان تكون هناك مجلة عربية متخصصة ترعى وتهتم بهؤلاء الشباب حتى يتم التعريف بهم عربيا، والا تقتصر معرفتهم في حدود الاقليم الواحد.
وعن رأيه في ظاهرة المجلات المتخصصة في الشعر العربي قال :
- الشعر الشعبي هو جزء من التراث العربي، لكن ينبغي الا تكرس اللهجة اكثر من تكريس اللغة، هناك مهرجانات للشعر باللغة الشعبية اكثر من مهرجانات الشعر باللغة الفصحى، هذا يهدد الاقاليم أكثر من غيرها.
وعن رأيه في ظاهرة الانفتاح على الآخر قال :
- أنا ادعو الى الحوار مع الآخر اذا حددناه بالغرب والحضارة الغربية، أما بالنسبة للاسرائيليين فلابد من ان نتعرف على ما يكتبه شعراؤهم لنعرف من هو الدموي والمتطرف، ذلك اننا عندما نقرأ شعرهم نجد قمة الحقد على الانسانية بكاملها، اريد ان اعرف ما يكتبون، لكن لا أريد أن اضع كتفي الى كتفهم، اقرأ اشعارهم ولا اقبلها حتى يعطيني مفاتيح بيتي.
وعن رأيه في ان البعض اعتبر قصيدة النثرسيدة الساحة الشعرية العربية في الفترة الحالية قال :
من عشرين عاما
حدثت في قريتي الخضراء
في ارض السلام
وآخر هذه القصيدة مقطع..
لن ينام الثأر في صدري
وان طال مداه
لا ولن يهدأ في قلبي
وفي روحي صداه
صوت امي لم يزل
في مسمع الدنيا صداه
وابي ما زال في قلبي
وفي روحي صداه
ان تقدم ثابت الخطو
الى الخير تقدم
وتعلم كيف تروي غلة الدم
بنيران ودم
هذه القصيدة التي تغنيها فادية كامل، وهذا هو شعاره الذي لم يتغير واحد ثوابته التي حافظ عليها طوال حياته .
هذا الديوان قدم له الدكتور عبدالمنعم خفاجي، وفيه شيء أساسي للأديب والشاعر والانسان والدبلوماسي الكويتي عبدالله الانصاري.
وآخر دواوينه الشعرية - ديوان (قصائد فلسطينية) صدر في عام 2002بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية.
ويلاحظ ان قصيدة الشاعر هارون هاشم رشيد بقيت في اطار القصيدة العمودية او شعر التفعيلة، ولم تلج القصيدة الحديثة؟
حيث أنه كان مرتبطا ارتباطا حميما بالتراث، ويعتبر ان القصيدة اذا لم تلتزم، او تقطع في اطار ما اخذه من هذا التراث فانما هي تنبت، وتصبح شيئا منبتا، لكنه كتب الشعر على نظام التفعيلة، اما الشيء الوحيد الذي ابتعد عنه في هذه المدارس الحديثة فهو محاولة الايغال في الرمز أو الألغاز بحيث انك تقرأ شيئا ولا تعرف ماذا تقرأ، انه شاعر احب ان يكون صادقا فيما يكتب، معبرا بصدق عن اللحظة التي يعيشها، حريصا كل الحرص على أن يكون ذلك الخيط الرفيع بينه وبين المتلقي موجودا، يعبر عن ذاته وهمه وهموم الآخرين.
وقد تأثر شاعرنا هارون هاشم رشيد بالشعراء الذين سبقوه على الساحة الشعرية في فلسطين منهم ابراهيم طوقان، عبدالرحيم محمود، عبدالخالق مطلق ، فمثلما أخذ او تشبع او دخل حسه الداخلي ابوتمام والمتنبي وامرؤ القيس كذلك كان ابراهيم طوقان وعبدالرحيم محمود، وحتى شعراء المهجر اللبنانيين وربطته علاقات حميمة مع عمر ابوريشة ونزار قباني ومحمود حسن اسماعيل واحمد رامي، كل هؤلاء كان بينه وبينهم علاقات وطيدة وحب كبير ، كان يتأثر ويؤثر بقدرما يستطيع، لم يكن يعيش في برج عاجي لا بالنسبة لقضيته ولا بالنسبة للشعر والشعراء الموجودين.
والملفت في شعر هارون هاشم رشيد انه شعر تاريخي تحريضي يرفع راية الكفاح والأمل منذ اللحظة الأولى لتفتح التجربة في ريعان الشباب وحتى اليوم، وقد أصيب بشيء من اليأس و تسربت الشكوك والهواجس الى نفسه فيما كان يدعو له. نعم ، يستطيع كل انسان يريد ان يؤرخ للقضية الفلسطينية ومراحلها ومآسيها ان يجد كل ذلك في قصائده، فهو انسان فلسطيني عاش بدايات الهجمة الصهيونية، وشاء الله أن يكون أحد المتطوعين لمساعدة اللاجئين الذين يأتون عبر المراكب، كان المركب يقف بعيدا وتذهب زوارق صغيرة لتأتي بالاطفال والنساء والرجال، ولسوء الحظ كان البحر هائجا فتنقلب الزوارق، ويذهب اليهم مع رفاقه ليحملونهم على أكتافهم الى أماكن اللجوء التي كانت في ذلك الوقت المساجد والمدارس، ثم في الخيم، لقد بدأ يحتك مباشرة بهؤلاء الناس ويرى المأساة بعينه كيف ان هذه الاسرة كانت تعيش في بيارتها وبيتها ومعاهدها ومدارسها وكرومها تتقلص حياتها لتكون في خيمة صغيرة، وكان من الأوائل الذين دقوا اول وتد من اوتاد هذه الخيام، وكانت اول قصيدة كتبها بعد عام 1948تتعلق بالخيمة:
أخي مهما ادلهم الليل
سوف نطالع الفجرا
ومهما هدنا الفقر
غدا سنحطم الفقرا
اخي والخيمة السوداء
قد أمست لنا قبرا
غداً سنحيلها روضا
ونبني فوقها قصرا
غدا يوم انطلاق الشعب
يوم الوثبة الكبرى
فلسطين التي ذهبت
سترجع مرة أخرى
وبدون مبالغة ان هذا البيت الأخير كان يكتب على لافتات كبيرة ويكتبه اللاجئون في مخيمهم، وكان في ذروة الهزيمة، واهله يتوافدون حفاة عراة لا أحد معهم، وكان يضعهم في الخيمة وكان يقول لهم من هذه الخيمة سيبزغ الأمل، ستشرق الشمس، وسيخرج العباقرة من المهندسين والاطباء والمفكرين والشعراء، هذه الخيمة التي اراد لها مَن صَنع مأساتها ان تكون قبرا للاجئين، لأن أول التصاريح التي صدرت في ذلك الزمان في الغرب قالت اتركوا هذه القضية للزمن، الصغار سينسون والكبار سيموتون وتموت القضية، لكن الذي حصل ان الكبار لم يموتوا، ولكنهم تركوا آثارا كبيرة من أجل العودة، والصغار اكثر تمسكا بالوطن من الاجيال التي سبقتهم، وهذا سر تفاؤله، انه لسان حال هؤلاء من أجل قضيتهم وحقهم في العودة.
لقد غنى له العديد من الفنانين، وقد قال حول ذلك :
- أحزاننا واحدة، وافراحنا واحدة سواء كنا شعراء او مطربين او اية فئة اجتماعية أخرى، لقد بلغت فيروز الذروة حين غنت لي قصيدة (الغرباء) التي كتبتها عن اللاجئين مخيم البريج والتي تقول فيها:
لماذا نحن ياابتي
لماذا نحن أغراب
أما لنا بهذا الكون
أحباب وأصحاب
هذه الصرخة، وهذا التساؤل هو الدعوة الى أن نخرج من هذه الغربة من أجل العودة الى الوطن، وفيروز تألقت صوتا ولحنا، هذه هي الدعوة التي كنت أنادي بها وهي العودة الى كل شبر من ارضنا. كذلك غنت لي فايدة كامل، محمد فوزي، محمد قنديل، وكل الأسماء الكبيرة التي كانت في ذلك الوقت.
وعن سؤاله عن هذه القصائد الشعرية الملتهبة بنار الكفاح والمقاومة ومساهمتها في تأجيج الانتفاضة في الداخل، ام ان فعل الجماهير يسبق الشعر، والخطابات الحماسية؟ فأجاب الشاعر وقال :
- ربما اكون اكثر من كتب عن الانتفاضة من الشعراء، كنت ابشر بولادتها على ايدي الاجيال الحديثة، واول ديوان اصدرته في تونس كان بعنوان (ثورة الحجارة) ثم اصدرت بعده مسرحية شعرية كاملة بعنوان (عصابة الشوق) وتتناول ثورة الحجارة والابطال والعودة.
وبسؤاله عن حفظ اشعاره عن ظهر قلب؟ أجاب :
- الشاعر لا يكبر ولا يشيخ لانه كلما التهبت مشاعر هذا الشاعر كلما ازداد حيوية وشبابا، وصار أكثر تدفقا وحماسا مما يكون في ريعان الشباب، والذي يزيد من هذا الحماس ما نجده على ارض الواقع من تضحيات لشعبي، الذي وهبت له حياتي، واوقفت عليه شعري ولم يخذلني، بل كان دائما فوق الكلمة وفوق الزعامة وفوق كل شيء.
وأطلق عليه تسميات كثيرة عبر مشواره الشعري، شاعر فلسطين القومي، شاعر النكبة، شاعر العودة، شاعر الثأر، فأين هو من كل هؤلاء؟ يجيب الشاعر بنفسه فيقول :
- أنا خليط من كل هؤلاء الشعراء، لقد شاء الله ان يكون هناك تحول خطير في حياتي، وان يصاب شعبي بنكبات متتالية، وتحتل غزة مرة كل عشر سنوات، لذا بقيت قريبا من اللاجئين وصوتا لهم، كانت تتبدد الآمال والاحلام حين يصاب الشعب بمثل هذه الضربات القاصمة، لكن سرعان ما ينهض كطائر الفينيق من تحت الرماد، حاولت ان اصور بكل ما اوتيت من صدق وقوة حياة اللاجئين ومأساتهم ومعاناتهم ولكنني كنت اشعل في نهاية الظلمة شمعة،اما في المرحلة الثانية فبدأت تتحول هذه الهواجس الى المناداة بالعودة فصدر ديوان (عودة الغرباء) وفيه قصيدة (عائدون) التي اصبحت نشيد الشعب الفلسطيني.
وقد تحدث الشاعر عن نقطة الخلاف بينه وبين نزار قباني في شعره السياسي، مع العلم ان كلاهما تغنى بالانتفاضة، لكن نزارا بدا متشائما بعد 1967، وكتب ما يمكن ان يسمى بالهجاء السياسي، وهي المرة الوحيدة التي اختلفت فيها مع نزار حتى وصل الأمر بيننا الى حد القطيعة فترة من الزمن ، لقد كتب (هوامش على دفتر النكبة) ووجه الى حد كبير التهمة الى عبدالناصر، هذا هزني جدا، فقمت بالرد عليه رافضا كل من يحاول ادخال اليأس الى الشعب العربي، ذلك ان الجندي العربي لم يهزم، الذي هزم فقط هو الفوضى، وحين اتيح لهذا الجندي ان يقاتل، فإنه قاتل واستشهد ببطولة.
وعن رأي الشاعر هارون هاشم رشيد بالشعراء الجدد قال :
- هناك شعراء واعدون، ربما تعيق بعض الأمور وصولهم الينا، وجدت في المغرب شعراء، الجزائر، في الخليج، لا بد ان تكون هناك مجلة عربية متخصصة ترعى وتهتم بهؤلاء الشباب حتى يتم التعريف بهم عربيا، والا تقتصر معرفتهم في حدود الاقليم الواحد.
وعن رأيه في ظاهرة المجلات المتخصصة في الشعر العربي قال :
- الشعر الشعبي هو جزء من التراث العربي، لكن ينبغي الا تكرس اللهجة اكثر من تكريس اللغة، هناك مهرجانات للشعر باللغة الشعبية اكثر من مهرجانات الشعر باللغة الفصحى، هذا يهدد الاقاليم أكثر من غيرها.
وعن رأيه في ظاهرة الانفتاح على الآخر قال :
- أنا ادعو الى الحوار مع الآخر اذا حددناه بالغرب والحضارة الغربية، أما بالنسبة للاسرائيليين فلابد من ان نتعرف على ما يكتبه شعراؤهم لنعرف من هو الدموي والمتطرف، ذلك اننا عندما نقرأ شعرهم نجد قمة الحقد على الانسانية بكاملها، اريد ان اعرف ما يكتبون، لكن لا أريد أن اضع كتفي الى كتفهم، اقرأ اشعارهم ولا اقبلها حتى يعطيني مفاتيح بيتي.
وعن رأيه في ان البعض اعتبر قصيدة النثرسيدة الساحة الشعرية العربية في الفترة الحالية قال :
- كيف تتسيد ولا
يعترف بها أحد، انا اطالب هؤلاء ان يحصلوا على اعتراف جماهيري، ناسي، كتاب،
شعراء، ذلك ان الشعر له مقوماته وله ادواته، ولا يمكن أن يكون هناك شعر
منثور لأنه نثر في هذه الحالة، حين نقرأ الشعر المنثور يقال انه مليء
بالصور نحاول ان نفهم هذه الصور ولا نجد لها معنى او مدلول أو جذور، تحت اي
صفة من الصفات نضع هذا الشعر، ما العلاقة بينه وبين الشعر.
عندما جاءت التفعيلة فإنها لم تخرج عن الموسيٍقى الشعرية، وبقي لها مدلول وجرس، ولم يخرج بدر شاكر السياب والبياتي ونازك الملائكة عن الدائرة العربية، انا لا اعرف ان الشعر هو النثر.
عندما جاءت التفعيلة فإنها لم تخرج عن الموسيٍقى الشعرية، وبقي لها مدلول وجرس، ولم يخرج بدر شاكر السياب والبياتي ونازك الملائكة عن الدائرة العربية، انا لا اعرف ان الشعر هو النثر.
ومن يقرأ شعري يجد فيه نوعا من النفس المسرحي،
لم أكتب المسرح في غزة، اي قبل عام 1967لكن بعد الخروج الى القاهرة دعاني
صديقي عبدالرحمن الشرقاوي للكتابة في هذا المجال باعتباري ابن القضية،
فكتبت مسرحية (وطني عاد) ثم مسرحية (السؤال) وقدمها على المسرح كرم مطاوع،
وهي تتحدث عن عايدة سعد وهي أخت فلسطينية قامت بعملية بطولية حيث هاجمت
دبابة اسرائيلية مليئة بالعساكر وعمرها 16سنة وتقتل كل من فيها خرجت من كل
الاسر ضمن عملية تبادل الأسرى، والآن تعيش في الامارات وتحمل الجنسية
الاماراتية، ثم كتبت مسرحية "سقوط بارليف" وعرضت على التلفزيون المصري ليلة
العبور، واكدت فيها ان شهداء خط بارليف هم الخطوة الأولى للقدس.
و عن تجربته مع الرواية قال :
- كتبت الرواية الأولى في بداية الخمسينات وهي (دوامة الأعاصير) ودارت احداثها حول سقوط حيفا، وفي أواخر الخمسينات كتبت رواية (مولد عائد) التي تتحدث عن لحظات ميلاد امرأة لاجئة في معسكر المغازي، وكان من المفروض تمثيلها سينمائيا لكن ضاعت النسخة الأصلية مني ومن المخرج المصري توفيق صالح.
و عن تجربته مع الرواية قال :
- كتبت الرواية الأولى في بداية الخمسينات وهي (دوامة الأعاصير) ودارت احداثها حول سقوط حيفا، وفي أواخر الخمسينات كتبت رواية (مولد عائد) التي تتحدث عن لحظات ميلاد امرأة لاجئة في معسكر المغازي، وكان من المفروض تمثيلها سينمائيا لكن ضاعت النسخة الأصلية مني ومن المخرج المصري توفيق صالح.
أخي في الله… أخبرني متى تغضب؟
أخي في الله… أخبرني متى تغضب؟
صارحني بلا خجل. لأي أمة تنسب؟
رابط الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=WPcpkrtJDLE
أو
http://www.youtube.com/watch?v=WPcpkrtJDLE
أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ… لا مدامعَكُمْ
قصيده للشاعر الدكتور عبدالغني التميمي
** * **
كلمات القصيدة
أعيرونا مدافعَكُمْ ليومٍ… لا مدامعَكُمْ
أعيرونا وظلُّوا في مواقعكُمْ
بني الإسلام! ما زالت مواجعَنا مواجعُكُمْ
مصارعَنا مصارعُكُمْ
إذا ما أغرق الطوفان شارعنا
سيغرق منه شارعُكُمْ
يشق صراخنا الآفاق من وجعٍ
فأين تُرى مسامعُكُمْ؟!
** * **
ألسنا إخوةً في الدين قد كنا .. وما زلنا
فهل هُنتم ، وهل هُنّا
أنصرخ نحن من ألمٍ ويصرخ بعضكم: دعنا؟
أيُعجبكم إذا ضعنا؟
أيُسعدكم إذا جُعنا؟
وما معنى بأن «قلوبكم معنا»؟
لنا نسبٌ بكم ـ والله ـ فوق حدودِ
هذي الأرض يرفعنا
وإنّ لنا بكم رحماً
أنقطعها وتقطعنا؟!
معاذ الله! إن خلائق الإسلام
تمنعكم وتمنعنا
ألسنا يا بني الإسلام إخوتكم؟!
أليس مظلة التوحيد تجمعنا؟!
أعيرونا مدافعَكُمْ
رأينا الدمع لا يشفي لنا صدرا
ولا يُبري لنا جُرحا
أعيرونا رصاصاً يخرق الأجسام
لا نحتاج لا رزّاً ولا قمحا
تعيش خيامنا الأيام
لا تقتات إلا الخبز والملحا
فليس الجوع يرهبنا ألا مرحى له مرحى
بكفٍّ من عتيق التمر ندفعه
ونكبح شره كبحاً
أعيرونا وكفوا عن بغيض النصح بالتسليم
نمقت ذلك النصحا
أعيرونا ولو شبراً نمر عليه للأقصى
أتنتظرون أن يُمحى وجود المسجد الأقصى
وأن نُمحى
أعيرونا وخلوا الشجب واستحيوا
سئمنا الشجب و (الردحا)
** * **
أخي في الله أخبرني متى تغضبْ؟
إذا انتهكت محارمنا
إذا نُسفت معالمنا ولم تغضبْ
إذا قُتلت شهامتنا إذا ديست كرامتنا
إذا قامت قيامتنا ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
إذا نُهبت مواردنا إذا نكبت معاهدنا
إذا هُدمت مساجدنا وظل المسجد الأقصى
وظلت قدسنا تُغصبْ
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
عدوي أو عدوك يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعباً
وأنت تراقب الملعبْ
إذا لله، للحرمات، للإسلام لم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟!
رأيت هناك أهوالاً
رأيت الدم شلالاً
عجائز شيَّعت للموت أطفالاً
رأيت القهر ألواناً وأشكالاً
ولم تغضبْ
فأخبرني متى تغضبْ؟
وتجلس كالدمى الخرساء بطنك يملأ المكتبْ
تبيت تقدس الأرقام كالأصنام فوق ملفّها تنكبْ
رأيت الموت فوق رؤوسنا ينصب
ولم تغضبْ
فصارحني بلا خجلٍ لأية أمة تُنسبْ؟!
إذا لم يُحْيِ فيك الثأرَ ما نلقى
فلا تتعبْ
فلست لنا ولا منا ولست لعالم الإنسان منسوبا
فعش أرنبْ ومُت أرنبْ
ألم يحزنك ما تلقاه أمتنا من الذلِّ
ألم يخجلك ما تجنيه من مستنقع الحلِّ
وما تلقاه في دوامة الإرهاب والقتل ِ
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالهول ِ
وتغضب عند نقص الملح في الأكلِ!!
** * **
ألم تنظر إلى الأحجار في كفيَّ تنتفضُ
ألم تنظر إلى الأركان في الأقصى
بفأسِ القهر تُنتقضُ
ألست تتابع الأخبار؟ حيٌّ أنت!
أم يشتد في أعماقك المرضُ
أتخشى أن يقال يشجع الإرهاب
أو يشكو ويعترضُ
ومن تخشى؟!
هو الله الذي يُخشى
هو الله الذي يُحيي
هو الله الذي يحمي
وما ترمي إذا ترمي
هو الله الذي يرمي
وأهل الأرض كل الأرض لا والله
ما ضروا ولا نفعوا ، ولا رفعوا ولا خفضوا
فما لاقيته في الله لا تحفِل
إذا سخطوا له ورضوا
ألم تنظر إلى الأطفال في الأقصى
عمالقةً قد انتفضوا
تقول: أرى على مضضٍ
وماذا ينفع المضضُ؟!
أتنهض طفلة العامين غاضبة
وصُنَّاع القرار اليوم لا غضبوا ولا نهضوا؟!
** * **
ألم يهززك منظر طفلة ملأت
مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلعٍ
بظهر أبيه يستترُ
فما رحموا استغاثته
ولا اكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميْتاً
وخرّ أبوه يُحتضرُ
متى يُستل هذا الجبن من جنبَيْك والخورُ؟
متى التوحيد في جنبَيْك ينتصرُ؟
متى بركانك الغضبيُّ للإسلام ينفجرُ
فلا يُبقي ولا يذرُ؟
أتبقى دائماً من أجل لقمة عيشكَ
المغموسِ بالإذلال تعتذرُ؟
متى من هذه الأحداث تعتبرُ؟
وقالوا: الحرب كارثةٌ
تريد الحرب إعدادا
وأسلحةً وقواداً وأجنادا
وتأييد القوى العظمى
فتلك الحرب، أنتم تحسبون الحرب
أحجاراً وأولادا؟
نقول لهم: وما أعددْتُمُ للحرب من زمنٍ
أألحاناً وطبّالاً وعوّادا؟
سجوناً تأكل الأوطان في نهمٍ
جماعاتٍ وأفرادا؟
حدوداً تحرس المحتل توقد بيننا
الأحقاد إيقادا
وما أعددتم للحرب من زمنٍ
أما تدعونه فنّـا؟
أأفواجاً من اللاهين ممن غرّبوا عنّا؟
أأسلحة، ولا إذنا
بيانات مكررة بلا معنى؟
كأن الخمس والخمسين لا تكفي
لنصبر بعدها قرنا!
أخي في الله! تكفي هذه الكُرَبُ
رأيت براءة الأطفال كيف يهزها الغضبُ
وربات الخدور رأيتها بالدمّ تختضبُ
رأيت سواريَ الأقصى لكالأطفال تنتحبُ
وتُهتك حولك الأعراض في صلفٍ
وتجلس أنت ترتقبُ
ويزحف نحوك الطاعون والجربُ
أما يكفيك بل يخزيك هذا اللهو واللعبُ؟
وقالوا: كلنا عربٌ
سلام أيها العربُ!
شعارات مفرغة فأين دعاتها ذهبوا
وأين سيوفها الخَشَبُ؟
شعارات قد اتَّجروا بها دهراً
أما تعبوا؟
وكم رقصت حناجرهم
فما أغنت حناجرهم ولا الخطبُ
فلا تأبه بما خطبوا
ولا تأبه بما شجبوا
** * **
متى يا أيها الجنـديُّ تطلق نارك الحمما؟
متى يا أيها الجنديُّ تروي للصدور ظما؟
متى نلقاك في الأقصى لدين الله منتقما؟
متى يا أيها الإعـلام من غضب تبث دما؟
عقول الجيل قد سقمت
فلم تترك لها قيماً ولا همما
أتبقى هذه الأبواق يُحشى سمها دسما؟
دعونا من شعاراتٍ مصهينة
وأحجار من الشطرنج تمليها
لنا ودُمى
تترجمها حروف هواننا قمما
** * **
أخي في الله قد فتكت بنا علل
ولكن صرخة التكبير تشفي هذه العللا
فأصغ لها تجلجل في نواحي الأرض
ما تركت بها سهلاً ولا جبلا
تجوز حدودنا عجْلى
وتعبر عنوة دولا
تقضُّ مضاجع الغافين
تحرق أعين الجهلا
فلا نامت عيون الجُبْنِ
والدخلاءِ والعُمَلا
** * **
وقالوا: الموت يخطفكم وما عرفوا
بأن الموت أمنية بها مولودنا احتفلا
وأن الموت في شرف نطير له إذا نزلا
ونُتبعه دموع الشوق إن رحلا
فقل للخائف الرعديد إن الجبن
لن يمدد له أجلا
وذرنا نحن أهل الموت ما عرفت
لنا الأيام من أخطاره وجلا
«هلا» بالموت للإسلام في الأقصى
وألف هلا
** * **
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)