بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-04-11

رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!! 2/3

رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!!  2/3

رؤية أخرى إلى مصير "دولة إسرائيل"!!
(2 ـ 3)

يتدهور المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. الأسباب كثيرة، أولها، وأهمها المقاومة العربية الفلسطينية والمقاومة العربية الشاملة التي تواجهه. تأتي بعدها، طبيعة المشروع نفسه التي تنافي منطق التقدم، بحسبان أن بعض جذور المشروع الصهيوني تعود إلى المرحلة الكولونيالية، فيما بقية جذوره امتدت ونمت خلال المرحلة الإمبريالية من تطور النظام الرأسمالي الدولي. تدهور الصهيونية، بقدر ما يعني عجز "إسرائيل" عن البقاء، فإنه يطرح مصيرها على بساط البحث التاريخي. وبالتالي، بحث مصير اليهود في فلسطين المحتلة. الكاتب الأميركي نويل إيغناتييف NOEL IGNATIEV(1) يناقش في هذا المقال (2) أفكارا جديدة بشأن "الدولة الواحدة" غير الصهيونية في فلسطين.

التهود الصهيوني و"الدولة الدينية"

الإجحاف يولد العجرفة : في كانون الثاني/يناير 2004, دمر السفير الإسرائيلي في السويد مجسماً فنياً في متحف ستوكهولم لأنه اعتبره عدوانياً. العمل يحيي ذكرى امرأة فلسطينية شابة قتلت نفسها وتسعة عشر آخرين في هجوم في مدينة حيفا. (لا يليق بالأميركي, الذي يتعلم منذ نعومة أظفاره أن يحفظ عن ظهر قلب الكلمات الأخيرة من ناثان هيل، "أسفي الوحيد هو أني لا املك إلا حياة واحدة امنحها لبلادي،" أن يطلق على الوطنيين الفلسطينيين وصف "انتحاريين".) أشار مدير المتحف إلى أن السفير كان بإمكانه المغادرة إذا لم يعجبه المعرض. (وكالة الصحافة الفرنسية، 17 كانون الثاني / يناير 2004).

لدى الصهاينة حاجة ماسّة لزيادة عدد السكان الموالين للدولة لدرجة أنهم كانوا على استعداد لقبول مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من الاتحاد السوفياتي السابق، الذين لا ينطبق عليهم التعريف الرسمي لليهودي لأنه ليس لديهم سوى جد ذكر أو أنهم مجرد متزوجين من يهود. وبما انه لا يوجد شيء اسمه الجنسية الإسرائيلية في إسرائيل (لا يوجد حاليا سوى الجنسية اليهودية و"غير محدد")، فان هؤلاء الناس غير المؤهلين كيهود سُجلوا على أنهم "قيد النظر".

أولئك الذين تريد الآلهة تدميرهم، تصيبهم أولاً بالجنون. كتبت الصحافة الإسرائيلية مؤخرا تقريرًا عن مجموعة من هنود البيرو الذين اعتنقوا اليهودية وانتقلوا إلى إسرائيل، حيث تم توطينهم على ما كان أرضا فلسطينية. نخشون بن حاييم (سابقا بيدرو مندوسا) قال انه لا يوجد لدية أي مشكلة في ذلك. "لا يمكنك أن تقهر ما كان ينتمي إليك بحال من الأحوال منذ عهد الأب، ابراهام". بن حاييم قال انه يتطلع إلى الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي للدفاع عن البلاد. بن حاييم وجماعته المتهوّدون انتقلوا إلى إسرائيل بالاتفاق مع يهود البيرو، حيث لم يرغب هؤلاء الأخيرون في ضمّهم نظرًا لتدنّي مكانتهم الاقتصادية كهنود. "(هآرتس، 18 يوليو 2002.)

تشير هذه الحالة من بيرو إلى المعيار الثاني لتعريف اليهودي : التهوّد يتمّ عن طريق معتمد ديني رسمي هو الحاخامات الأرثوذكس فقط. في إسرائيل اليوم، الحاخامات المحافظون والإصلاحيون يحظر عليهم قيادة جماعاتهم، ليس هناك زواج مدني لليهود، وأيضًا ـ وهو إجراء من بقايا إسبانيا العصور الوسطى ـ جميع السكان تابعون للكنيسة الرسمية، وفي هذه الحالة الحاخامية [اليهودية] الأرثوذكسية.

التمسك الخانق بدين منظم في دولة أغلبية سكانها اليهود علمانيون، وحتى ملحدون، هو الثمن الذي يدفع من أجل المحافظة على التبرير التوراتي للاحتلال الصهيوني. تقول المزحة [الصهيونية الدارجة] : "الله غير موجود، وهو الذي منحنا هذه الأرض".

إسرائيل هي دولة عنصرية، تمنح فيها الحقوق على أساس النسب أو إثبات العنصر المتفوق. في هذا الصدد فإنها تشبه الجنوب الأميركي قبل تمرير الحقوق المدنية وحقوق التصويت، وايرلندا تحت سطوة البروتستانتية، و.. نعم.. ألمانيا الهتلرية. ولكن في الهياكل الأساسية فإنها اقرب إلى جنوب إفريقيا السابقة. ومن ثم ليس من المستغرب أن إسرائيل قد أقامت تحالفا وثيقا مع جنوب إفريقيا عندما كان هذا البلد لا يزال تحت وطأة نظام الفصل العنصري.

بعد المحادثات الأولى التي عقدت في عام 1970 بين شمعون بيريز وزير الدفاع في جنوب إفريقيا، بوتا، تطور التعاون الثقافي والتجاري والعسكري بين النظاميين العنصريين، واحتفل علنا بهذه العلاقات خلال الزيارة التي قام بها رئيس وزراء جنوب افريقيا فورستر إلى إسرائيل في عام 1976، [الجدير بالذكر أن] فورستر نفسه، كان يحمل رتبة جنرال في منظمة ossewabrandwag المؤيدة للنازية، أثناء الحرب العالمية الثانية.

اللوبي اليهودي الأميركي و"إسرائيل" : تجربة شخصية

بالطبع أعظم دعم لإسرائيل يأتي من الولايات المتحدة : 3 ـ 5 مليارات دولار سنويا. تدعم الولايات المتحدة إسرائيل أكثر من أي بلد آخر. وهذا الدعم يتجاوز إجمالي المنح الأميركية إلى بلدان إفريقيا ـ جنوب الصحراء الكبرى. كل قذيفة أطلقت على قرية فلسطينية، كل دبابة استخدمت في جرف منزل، كل طائرة هليكوبتر يدفع ثمنها من الدولارات الأميركية.

هل من المسموح لأحد أن يقول بصوت فوق مستوى الهمس أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه إسرائيل لها علاقة بالنفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية؟ ولعل الفائز بجائزة نوبل للسلام الأسقف ديسموند توتو من جنوب إفريقيا بإمكانه قول ذلك بدون تحمّل العواقب: "إن حكومة إسرائيل مثبّتة على ركيزة [في الولايات المتحدة]. الناس في هذا البلد يخشون أن يقولوا عن الخطأ إنه خطأ لأن اللوبي اليهودي قوي، بل قوي جدًا" (الغارديان 29 نيسان / ابريل 2002).

لا يقتصر الأمر على تشكيل الصهيونية للسياسة الأميركية، بل إنها تخنق مناقشة البدائل. ومن أجل ذلك أورد مثالاً شخصيًا : قبل عامين (2002) قابلتني مراسلة محطة "بي بي اس"، ونحن على أعتاب مؤتمر حول العنصرية برعاية الأمم المتحدة، كان من المقرر أن يعقد في جنوب إفريقيا. قدمت بعض الملاحظات حول إسرائيل، وبعد ذلك سألتُ المراسلة إن كانت ستنشر ما قلته. "طبعا لا" أجابت. "أنا اتفق معك، وكذلك يفعل جميع الصحفيين وأنا اعلم، لكن لا يمكننا توجيه أي نقد لإسرائيل دون إتباعه بما لا يقل عن عشرة تفنيدات".
البروفيسور دانيال بايبس من هارفرد، ومارتن كريمر من منتدى الشرق الأوسط، دشنا موقعًا على شبكة إنترنت، عنوانه : كامبُس واتش، [ومهمته مكرسة] "لشجب الأكاديميين الذين يُعتبر أنهم يظهرون كراهية إسرائيل"؛ وعلى الطلبة الإبلاغ عن الأساتذة.

استخدام "معاداة السامية"؟ !

أعظم الأسلحة الإيديولوجية في الترسانة الصهيونية هي تهمة "معاداة السامية". الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفرد يطلقون حملة لإجبار الجامعة على بيع أسهم لها في الشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل (على غرار الحملات السابقة لسحب الاستثمار من جنوب إفريقيا)، ورئيس جامعة هارفرد يشجب منظمي الحملة بوصفهم "معادين للسامية بالممارسة، وان لم يقصدوا ذلك".

إحدى اللجان في كلية الفنون في جامعة ماساتشوستس دعت الشاعر البارز أميري بركة لإلقاء محاضرة، فعمّم أعضاء كلية الدراسات النقدية عريضة، تطالب رئيس الكلية التنديد ببركة باعتباره معادياً للسامية، مقتبسين دليلهم الرئيسي من قول للشاعر في قصيدة عن القهر التاريخي للشعب [الأميركي ـ الإفريقي] أشار فيه إلى إجراءات قيل إن حكومة إسرائيلية اتخذتها قبيل الهجوم على مركز التجارة العالمي [يوم 11/9/2001].

وكما عبر المعلق الإسرائيلي هاكوهين على ذلك بقوله : عندما يهاجم الفلسطينيون جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في قريتهم فان ذلك معاداة للسامية. عندما تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ 133 صوتا مقابل 4 لإدانة قرار إسرائيل اغتيال الزعيم الفلسطيني المنتخب، فان ذلك يعني أن كل بلد على وجه الأرض باستثناء الولايات المتحدة، وميكرونيزيا وجزر مارشال هو معاد للسامية.

ويضيف هذا المعلق : إنها لمفارقة، بالنظر إلى الواقع الحالي، فباستثناء واضح ومكشوف (يقصد التمييز القائم في "إسرائيل" ضد اليهود المتدينين غير الأرثوذكس) يتمتع اليهود بالحرية الدينية الكاملة أينما كانوا. ولهم حق المواطنة الكاملة أينما كانوا، مع كامل الحقوق السياسية والمدنية وحقوق الإنسان شأنهم شأن كل مواطن آخر.

وفي الوقت الحاضر، يمكن ليهودي أرثوذكسي الترشح لأقوى المناصب على وجه الأرض، رئيس الولايات المتحدة، [مثلا]. أو يمكن ليهودي أن يكون عمدة امستردام في هولندا الـ"معاديه للسامية"، وزيرًا في بريطانيا الـ"معاديه للسامية"، مثقفا رائدًا في فرنسا الـ"معاديه للسامية"، رئيسًا لسويسرا الـ"معاديه للسامية"، رئيس تحرير صحيفة يومية رئيسية في الدانمرك الـ"معاديه للسامية"، تاجرًا أو صناعيًا في روسيا الـ"المعادية للسامية".

ألمانيا "المعادية للسامية" منحت إسرائيل ثلاث غواصات حربية [تعمل بالطاقة النووية]، وفرنسا "المعادية للسامية" أفشت لإسرائيل التكنولوجيا النووية لأسلحة الدمار الشامل، وإسرائيل هي الدولة غير الأوروبية الوحيدة التي ترحّب بها أوروبا "المعادية للسامية" في كل شيء، من بطولات كرة القدم وكرة السلة إلى مسابقات "يوروفيجن" الغنائية، كما منحت أوروبا الجامعات الإسرائيلية مكانة خاصة فيما يتعلق بالتمويل العلمي.

"استخدام معاداة السامية المزعومة هو مهين أخلاقيًا" يقول هاكوهين. [ويضيف] الناس الذين يستغلون هذا التابو من أجل دعم إسرائيل وسياسة الإبادة العرقية تجاه الفلسطينيين، لا يقومون بأي شيء اقل من تدنيس ذكرى أولئك الضحايا اليهود الذين كان معنى موتهم نذيرًا أبديًا للبشرية ضد جميع أنواع التمييز والعنصرية والإبادة العرقية" ("استغلال معاداة السامية"، 29 أيلول/سبتمبر، 2003؛ ويمكن الاطلاع على بعض كتابات هاكوهين على www.antiwar.com).

وإذا كنت لن أحقق من وراء هذا الكلام سوى أمر واحد، فإن أملي هو أن أخلق فضاءً لبعض الذين يرفضون الإجراءات الإسرائيلية ولكنهم يحجمون عن إدانة الصهيونية بسبب رغبتهم في أن لا يكونوا "معادين للسامية".

الموقع الإجتماعي لليهود و"العداء للسامية"

هل ما قلته للتو يعني أني استبعد إمكانيه إحياء "معاداة السامية"؟ لا، لا اعني ذلك. ويُظهر التاريخ أن معاداة السامية في مدّ وجزر، وانه يمكن أن تعود. لا يسمح لي الوقت باستكشاف ذلك التاريخ بعمق؛ ولكن دعوني أوصي بكتابين بهذا الخصوص : "المسألة اليهودية" لمؤلفه أبراهام ليون، و"أصول الحكم الشمولي" لمؤلفته حنة آرندت (ولا سيما في الجزء الأول "معاداة السامية").

والآن، سأكتفي بالقول إن معاداة السامية (أو على نحو أدق المشاعر المعادية لليهود) لا تكمن جذورها في الطبيعة البشرية أو في اللاهوت المسيحي، بل هي نتاج للعلاقات الاجتماعية، بما في ذلك التركيز التاريخي على اليهود بوصفهم ممثلين للتجارة في مجتمعات غير تجارية.

التوزيع المهني الغريب لليهود في أوروبا أدى بأبناء الطبقات المحرومة بين السكان من غير اليهود إلى توجيه عدائهم لليهود، بوصفهم وكلاء القهر الظاهرين للعيان. "معاداة السامية"، بكلمات الاشتراكي الألماني أوغست ببل في القرن التاسع عشر كانت بمثابة "اشتراكية الحمقى". إنها ليست فوق التفسير التاريخي (كما هو متضمَّن في مصطلح مثل "المحرقة" الذي ينزع معاداة السامية من التاريخ ويعيد موضعتها في مجال الظواهر الطبيعية).

ولكن، طبعًا، لا يمكن لليهود كيهود، أن يحدّدوا السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أكثر من قدرة الكوبيين في فلوريدا على تحديد السياسات الأميركية في منطقة البحر الكاريبي. لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون جميع الدعم المنظم لإسرائيل داخل الولايات المتحدة مصدره اليهود.

وإذا تركنا المصالح الإمبريالية جانبًا ـ وليس من الواضح في هذا الصدد ما إذا كانت إسرائيل هي مكسب أم خسارة ـ فقد حازت إسرائيل دعمًا مفاجئا للوهلة الأولى (عن الغارديان، فبراير 28 2002). المشهد مألوف جدًا، فهو يحدث دائمًا في واشنطن العاصمة وغيرها من المدن الرئيسية الأميركية. على المنصة، طالب إسرائيلي يحدّث آلاف المؤيدين عن أهوال السنة التي ما كانت إلاّ لتشدّ عزيمة شعبه، "رغمًا عن الهجمات الإرهابية، فهذه أبدًا لن تدفعنا بعيدًا عن الأرض التي وهبها الله لنا".

ويصاحب ذلك بالطبع هتاف وصراخ وتلويح بأعلام إسرائيل ونفير البوق، (الطقس اليهودي الذي يتم فيه النفخ ببوق من قرن الكبش). ثم يأتي [رئيس وزراء "إسرائيل الحالي] ايهود اولمرت [وكان لا يزال رئيس بلدية القدس]، فيُستقبل بانتشاء أكبر. "الله معنا. أنتم معنا". وعندها تتعالى الترحيبات والصرخات ويشتد التلويح بالعلم ويعلو نفير البوق.

ولكن شيئا غريبا جدا يحدث هنا. آلاف الأشخاص يهتفون لإسرائيل في مركز ضخم بواشنطن. ولكن لا أحد منهم يبدو يهوديًا، على الأقل ليس بالمعنى المتعارف عليه. إنه في الواقع اللقاء السنوي لمنظمة غير يهودية جداً : "التحالف المسيحي الأميركي".
---------------------

(1) نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في "عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة"؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.
(2) يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب نويل اغناتيف في آذار/مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ونشر في 17 حزيران/يونيو, 2004. وقد وزع النص العربي ونشره موقع أجراس العودة : ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري في 27/2/2008.

المصدر :
counterpunc.
Toward a Single State Solution - Zionism, Anti-Semitism and the People of Palestine
By NOEL IGNATIEV - June 17, 2004

رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!! 1/3


(1 ـ 3)

يتدهور المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. الأسباب كثيرة، أولها، وأهمها المقاومة العربية الفلسطينية والمقاومة العربية الشاملة التي تواجهه. تأتي بعدها، طبيعة المشروع نفسه التي تنافي منطق التقدم، بحسبان أن بعض جذور المشروع الصهيوني تعود إلى المرحلة الكولونيالية، فيما بقية جذوره امتدت ونمت خلال المرحلة الإمبريالية من تطور النظام الرأسمالي الدولي. تدهور الصهيونية، بقدر ما يعني عجز "إسرائيل" عن البقاء، فإنه يطرح مصيرها على بساط البحث التاريخي. وبالتالي، بحث مصير اليهود في فلسطين المحتلة. الكاتب الأميركي نويل إيغناتييف NOEL IGNATIEV 1 يناقش في هذا المقال (2) أفكارا جديدة بشأن "الدولة الواحدة" غير الصهيونية في فلسطين.

تطورت الصهيونية بوصفها حركة سياسية في أواخر القرن التاسع عشر، وقد تأثر مؤسسها تيودور هرتزل بظاهرتين هما: مدى المعاداة الفرنسية [لليهود] للسامية التي كشفت عنها محاكمه درايفوس، والمثل القومية التي راجت في حينه في أوروبا.

قرر هرتزل أن اليهود لا يمكن استيعابهم من قبل الأمم التي يعيشون بينها، وبأن الحل الوحيد لـ"المسألة اليهودية" هو إنشاء "دولة يهودية" يتجمع فيها اليهود. توخى الصهاينة الأوائل أن تكون دولة المستقبل الأرجنتين أو أوغندا، من بين مواقع أخرى.

هرتزل آثر فلسطين، لأنه، على الرغم من كونه ملحدًا، كان يرغب في الاستفادة من العرف المنتشر على نطاق واسع بين اليهود الصوفيين، الذهاب إلى الحج في [فلسطين :] "الأرض المقدسة"، وتأسيس طوائف دينية هناك.

في عام 1868 كان هناك 13 ألف يهودي في فلسطين، من أصل ما يقدر بـ400 ألف من السكان [العرب المسلمين والمسيحيين]. وكان أغلب أولئك اليهود حجّاجًا متديّنين تدعمهم مؤسسات خيرية في الخارج. لم يواجهوا أية معارضة من المسلمين، ولم يؤدّ وجودهم إلى أية مواجهات مع السكان العرب [الفلسطينيين]، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.

في عام 1882، بدأ البارون روتشيلد، جامعًا بين العمل الخيري والاستثمار، بإحضار المستوطنين اليهود من أوروبا الشرقية لبناء نظام زراعة على غرار النموذج الذي استخدمه [الإحتلال] الفرنسي في الجزائر. كان المستوطنون الذين جلبهم روتشيلد، يتحدثون اليديشية، العربية، الفارسية، والجورجية إلى حد كبير، والأهم أن العبرية لم تكن بين اللغات التي تحدثوا بها.

نتائج تجربة روتشيلد كان يمكن التنبؤ بها: أدار اليهود الأراضي، في حين عمل العرب فيها. لم تكن هذه هي النتيجة التي أرادها الصهاينة؛ فالمجتمع اليهودي لا يمكن أن يقوم على العمالة العربية، وبالتالي بدأت [الصهيونية] بتشجيع هجرة اليهود للعمل في الزراعة، والصناعة، والنقل.
احتلال الأرض والعملفي عام 1917 أصدر وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور، إعلانه المشهور الذي يعرب عن التعاطف مع الجهود الرامية إلى إنشاء وطن يهودي في فلسطين، وذلك، في إطار سعيه للحصول على دعم لجهود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. انتهز الصهاينة على الفور فرصة هذا البيان الذي فسّروه على أنه يعني دعم دولة يهودية. وفي وقت إعلان بلفور، كان اليهود يشكلون أقل من 10 في المئة من السكان، ولا يملكون سوى 2,5 في المئة من أرض فلسطين.

مشكلة بناء مجتمع يهودي بين أغلبيه عربية ساحقه عُرفت، فيما بعد باسم "احتلال الأرض والعمل". فالأرض، كان يجب أن تبقى في أيدي اليهود، بمجرد الحصول عليها. أما النصف الآخر من هذا المشروع، المعروف باسم "الصهيونية العاملة"، فقد دعا إلى الاقتصار على استعمال اليد العاملة اليهودية، في الأراضي التي حصل عليها اليهود في فلسطين.

لقد حافظ الصهاينة العمال على هذا الإقصاء المزدوج (أو الفصل العنصري، كما نسميه الآن) من أجل بناء مؤسسات يهودية بحتة.

من أجل تحقيق "احتلال الأرض"، اتخذ الصهاينة ترتيبات يتم بموجبها امتلاك الأرض بواسطة شركات وليس من قبل الأفراد، وهذه الشركات عُرفت فيما بعد باسم "الصندوق القومي اليهودي" (JNF). امتلك الصندوق القومي اليهودي الأرض ومنحها لليهود فقط، ولم يسمح لهم بإعادة تأجيرها أو بيعها. وهكذا فان الحصول على الأرض كان باسم "الشعب اليهودي" ولاستخداماته، من دون الخضوع لظروف السوق.

كانت فكرة الصندوق هي اكتساب اكبر قدر ممكن من الأراضي تدريجياً باعتبارها الأساس للدولة اليهودية المتوقعة. وبطبيعة الحال، من أجل أن تخدم الأرض هذه المهمة، كان لا بد من استبعاد العمالة العربية.

حُظر على المنتفعين من الصندوق على وجه التحديد استخدام غير اليهود في العمل. إحدى الطرق لتحقيق هذا الهدف كانت تأجير الأراضي فقط لليهود الذين يعتزمون العمل بأنفسهم. وفي بعض الحالات، عندما كانت الأراضي تشترى من الملاك العرب الغائبين، فانه كان يتم طرد الفلاحين الذين كانوا يقيمون ويعملون في الأرض. المستأجرون اليهود الذين رفضوا استبعاد العمالة العربية كان يمكن أن يفقدوا الإيجارات أو يواجهوا مقاطعة.

لم يقتصر "احتلال العمل" على الزراعة فقط ولكن أيضًا امتد إلى الصناعة. العمال الصهاينة شكلوا مؤسسة لتنظيم العمل واستبعاد اليهود العرب، هي : "الهستدروت".

كان "الهستدروت"، ولا زال الى حد كبير، تجمعًا يهوديًا للنقابات والجمعيات التعاونية، يزوّد أعضاءه بخدمات عديدة. ومنذ البداية، كان وسيلة لعزل العرب واليهود في العمل، وخلق قطاع اقتصادي يهودي بحت. حتى عندما كان العمال العرب يؤدّون ذات العمل، كان العمال اليهود يحصلون على رواتب أعلى إلى حد كبير.

هذه السياسات كانت إعلان وفاة لأية محاولة لتنظيم العمل على أساس غير عنصري. هذه "العمّالويّة" "laborism" التي انتهجتها العمالية الصهيونية، قتلت ولا تزال تقتل جهود بناء الحركة العمالية [المختلطة من العرب واليهود] في إسرائيل.
الإستيطان اليهودي : دعم أميركي و...نازي!
بالرغم من هذه السياسات، ومع تشجيع الحكومة البريطانية، على مدى ثلاثين عامًا من إعلان بلفور، لم يتمكن الصهاينة من زيادة الجزء المملوك لليهود من أرض فلسطين إلا بمقدار 7 في المئة فقط. علاوة على ذلك، فان غالبية يهود العالم لم يبدوا أي اهتمام في الاستقرار هناك. في السنوات ما بين 1920 و 1932 انتقل 118 ألف يهودي فقط إلى فلسطين، ونسبة هؤلاء تقل عن 1 في المئة من يهود العالم.

حتى بعد صعود هتلر لم تكن إسرائيل هي خيار يهود أوروبا : من أصل 2,5 مليون من اليهود الألمان الذين فروا خارج البلاد بين 1935 ـ 1943، بالكاد، ذهب نحو 8,5 في المئة منهم إلى فلسطين. بالمقابل، فقد فر نحو الولايات المتحدة 182 ألف يهودي ألماني، 67 ألفا إلى بريطانيا، وحوالي 2 مليون إلى الاتحاد السوفياتي [السابق].

عقب الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة بتشجيع الاستيطان اليهودي في فلسطين. نيورن بيفان، وزير الخارجية البريطاني في ما بعد الحرب، أفشى الأمر، عندما اندفع معلنًا إن السياسة الأميركية نشأت أساسًا من حقيقة "أنهم لا يريدون الكثير منهم ـ أي اليهود ـ في نيويورك".

كما عبّر عن هذه الملاحظة المندوب الباكستاني لدى الأمم المتحدة قائلاً، بسخرية : أستراليا، بلد صغير مكتظ بالسكان مع مناطق مزدحمة، يقول لا، لا، لا؛ كندا المزدحمة والمكتظة بنفس القدر تقول لا؛ والولايات المتحدة بلد الإنسانية العظيم بمساحته الصغيرة وموارده المحدودة تقول لا. هذا هو إسهامهم في المبدأ الإنساني. ولكنهم يقولون : فليذهبوا إلى فلسطين حيث المساحات الشاسعة والاقتصاد الضخم وقلة المشاكل؛ هناك يمكن استيعابهم بسهولة (weinstock، 226).

كانت القيود الأميركية المفروضة على عدد اليهود المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة، تستجيب للسياسات الصهيونية، كما وضح ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل: "لو كنت أعرف انه سيكون من الممكن إنقاذ كل الأطفال في ألمانيا بترحيلهم إلى انكلترا، أو نصفهم بنقلهم إلى أرض إسرائيل، لكنت انتقيت الخيار الثاني، لأننا يجب أن نضع في الميزان ليس فقط حياة أولئك الأطفال، وإنما أيضًا تاريخ شعب إسرائيل " (يواف غلبر، "السياسة الصهيونية ومصير يهود أوروبا بين 1932 ـ 1945" ـ Yad Vashem Studies، مجلد 12 ص199).

هذه السياسة التي أولت أهمية أكبر لإنشاء إسرائيل على حساب بقاء اليهود، أدّت إلى تعاون الصهاينة مع النازية وحتى إلى تصميم تلك السياسة من قبل حكومة هتلر. وأشهر حالة معروفة هي رودولف كاستنر، الذي فاوض على هجرة بعض أبرز زعماء يهود المجر إلى فلسطين لقاء مساعدته في الترحيل المنظم لبقية يهود هنغاريا إلى معسكرات [الإبادة النازية]. ونظرًا لجهوده فقد مُنح كاستنر لقب "مثالي" من قِبل أدولف آيخمان نفسه!.

(أفضل دراسة للعلاقات الصهيونية ـ النازية هي :
Lenni Brenner, Zionism in the Age of the Dictators
ليني برينر، الصهيونية في عصر الطغاة).

الصهيونية واستراتيجية التطهير العرقي

لقد عرف الصهاينة أن عليهم التخلص من الغالبية العربية لتكون هناك دولة يهودية تحديدًا. على الرغم من انتقال 75 ألف يهودي إلى إسرائيل بين 1945 ـ 1948، بقي اليهود أقلية في فلسطين. وقد وفرت حرب عام 1948 فرصة ممتازة للصهاينة لتصحيح هذا الوضع؛ إذ فرَّ نتيجة للحرب، أكثر من ثلاثة أرباع مليون من العرب من منازلهم.

من أوضح الأمثلة على كيفية إجبار الفلسطينيين على الفرار : مذبحة دير ياسين. قامت القوات شبه العسكرية الإسرائيلية حت قيادة رئيس الوزراء القادم مناحيم بيغن، بذبح أكثر من 250 مدنيًا [فلسطينيا]، موجهة بذلك رسالة إلى الفلسطينيين انه ينبغي عليهم الرحيل.
وقد فاخر بيغن في كتابه : "الثورة"، بأنه لولا دير ياسين ما كانت هناك إسرائيل. ويضيف، "بدأ العرب يفرّون في ذعر، صارخين : دير ياسين" (مقتبَس لدى menuhin، 120).

الكتابات الأخيرة لمؤرخين إسرائيليين تنقيحيين [للرواية الرسمية الصهيونية] (أو "المؤرخون الجدد" كما درجت تسميتهم) فندت إصرار المسؤولين الإسرائيليين المتواصل [على الإدعاء الكاذب] بأن مغادرة الفلسطينيين [عام 1948] كانت طوعية.

بعض اللاجئين الفلسطينيين فروا إلى الدول العربية المجاورة؛ آخرون أصبحوا لاجئين في وطنهم. أولئك الـ 750 ألف فلسطينية وفلسطيني الذين طردوا من ديارهم، يعدّون اليوم مع أبنائهم وأحفادهم 2,2 مليون نسمة، وهم يشكلون ما يسمى "مشكلة اللاجئين". ورغم مطالبة الأمم المتحدة المتكررة بضرورة السماح لهم بالعودة، رفضت الحكومة الإسرائيلية، ولازالت ترفض الموافقة على ذلك.

لقد انتهت الحرب [عام 1948] بسيطرة الصهاينة على 80 بالمئة من فلسطين. في السنة التالية [على إنشاء دولة "إسرائيل"] جرى تدمير نحو 400 قرية عربية تدميرًا كاملاً. لم يكن ذلك مصادفة بل سياسة متعمده، كما يبيّن التصرح التالي الذي أدلى به أحد أصحاب المناصب الأكثر رسمية في الدولة الصهيونية :

"يجب أن يكون واضحًا بيننا انه لا يوجد مكان في بلادنا لكلا الشعبين معًا. الحل الوحيد هو أرض اسرائيل، أو على الأقل، النصف الغربي من أرض إسرائيل دون العرب، وليس هناك طريقة أخرى سوى نقل العرب من هنا إلى الدول المجاورة، نقلهم جميعهم، لا قرية ولا قبيلة واحدة يجب أن تبقى". جوزف فايتز، نائب رئيس مجلس ادارة الصندوق القومي اليهودي ما بين 1951 ـ 1973، والرئيس السابق لسلطة أراضي إسرائيل (ديفيس، 5).

أما موشيه دايان، وزير الدفاع السابق، فقد ألقى خطابا شهيرا أمام طلاب المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا في عام 1969، قائلا : "القرى اليهودية بنيت في مكان القرى العربية. إنكم لا تعرفون حتى أسماء هذه القرى العربية، وأنا لا ألومكم لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة. وليس فقط الكتب غير موجودة، بل القرى العربية ليست موجودة أيضاً. نهلال قامت محلّ معلول؛ كيبوتس جبات في مكان جباتا؛ كيبوتس سريد في مكان خنيفس؛ وكفار يوشع في مكان تل الشومان. لا يوجد مكان واحد بني في هذا البلد لم يكن فيه سابقًا سكان عرب (هآرتس، 4 نيسان / ابريل، 1969، ونقلت في ديفيس، 21).

من الخطأ رسم خط أخلاقي بين إسرائيل والأراضي المحتلة [بعد حرب عام 1967]؛ إنها جميعها أرض محتلة. حرب عام 1967، التي كان نتيجتها أن غزت إسرائيل واحتلت القدس الشرقية، والضفة الغربية من نهر الأردن، وشبه جزيرة سيناء، [وهضبة الجولان السورية أيضا]، كانت استمرارا للعملية [أي للحرب العدوانية] التي بدأت في عام 1948. سيكون ذلك مألوفا بشكل موحش للذين يعرفون تاريخ تشريد الهنود من الأراضي التي كانوا يقيمون فيها في أميركا الشمالية. اليوم هذا ما يطلق عليه "التطهير العرقي".

العنصرية القانونية : دولة بلا حدود

في أول تعداد لدولة إسرائيل، أجري عام 1949 بلغ عدد اليهود 650 ألفا، وعدد العرب 15 ألف. تم تشييد الأساس القانوني لدولة عنصرية باثنان من القوانين التي صدرت في عام 1950.

الأول، قانون العودة، الذي يعطي لأي يهودي في أي مكان من العالم، الحق في "العودة" إلى إسرائيل. وهذا الحق لا ينطبق على غير اليهود، بما في ذلك العرب الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين بعد حرب عام 1948.

الثاني، قانون أملاك الغائبين الذي يسمح بمصادرة ممتلكات العرب "الغائبين" وتحويلها إلى حراسة أملاك الغائبين. اللاجئون العرب داخل بلدهم أطلق عليهم وصف : "الغائبون الحاضرون" (يا لها من عبارة!)، ولم يسمح لهم بالعودة إلى ممتلكاتهم. عدد من اللاجئين الذين حاولوا العودة، فعلا، نعتوا بالـ"متسللين" وأطلق الرصاص على بعضهم.

أصبحت الممتلكات [الفلسطينية] المصادرة تؤلف الغالبية العظمى من المستوطنات الجديدة. هذه الأراضي المصادرة، وفقا للإجراءات التي تم تأسيسها في فترة نشاط الصندوق القومي، أصبحت أراضي إسرائيل. وقد تولتها إدارة خاصة مسؤولة عن 92,6 في المئة من الأراضي في إسرائيل، ولا تؤجر تلك الأراضي إلا لليهود فقط.

خلافا للعديد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة، لا تمثل الدولة الإسرائيلية، حتى من حيث المبدأ، أولئك الذين يسكنون ضمن حدودها، بل تعرَّف بأنها دولة الشعب اليهودي، أينما كان. هذا التعريف الغريب هو أحد الأسباب التي تجعل هذه "الدولة" عاجزة، حتى يومنا هذا، عن وضع دستور مكتوب، وتعيين حدودها، أو حتى الإعلان عن وجود جنسية إسرائيلية.

ناهيك عن ذلك، فمن المحظور في "واحة الديمقراطية المتقدمة،" على أي حزب يعارض وجود الدولة اليهودية المشاركة في الانتخابات. وهذا الأمر، كما لو أن الولايات المتحدة كانت لتعلن نفسها دولة مسيحية، وتعرف "المسيحية" ليس كعقيدة دينية، وإنما كرابطة دم ونسب، وبعد ذلك تصدر قانون لكمّ الأفواه، وحظر إجراء نقاش عام حول المسألة.

الصهاينة وتعريف "اليهودي"

إذا كانت إحدى مراحل المشروع الصهيوني هي طرد السكان الأصليين، فان المرحلة الأخرى هي توسيع نطاق ما يسمى السكان اليهود. ولكن هنا تبرز المشكلة، التي أرّقت المسؤولين القانونين الإسرائيليين لخمسين عاما : من هو اليهودي؟ (طيلة قرن ونصف واجهت المحاكم الأميركية مشاكل مماثلة في تحديد من هو الأبيض).

وضع الصهاينة معيارين لتحديد من هو اليهودي، الأول هو العرق، الذي هو أسطورة عموما وبشكل خاص أسطوره في حالة اليهود. يشمل [تعريف] السكان "اليهود" في إسرائيل أناسًا من خمسين بلدا، من مختلف الأنواع العرقية (الطبيعية)، يتحدثون لغات مختلفة ويمارسون مختلف الأديان (أو بلا دين على الإطلاق)، لكنهم يعرّفون كشعب واحد على أساس حكاية خيالية تقول بأنهم ـ فقط هم ـ ينحدرون من صلب أبراهام التوراتي.
إن الكذبة واضحة إلى درجة أن الصهاينة والنازيين يتظاهرون تظاهرًا بأنهم يأخذونها مأخذ الجد. وفي الواقع، لو أخذنا بالاعتبار الاختلاط اليهودي مع الآخرين لألفي سنة، فالمرجح هو أن الفلسطينيين أنفسهم ـ اللذين هم نتيجة لاختلاط مختلف شعوب كنعان، بالإضافة إلى موجات من اليونانيين والعرب في وقت لاحق ـ هم الذين ينحدرون من السكان القدماء للأرض المقدسة بصورة مباشرة أكثر من [المستوطنين اليهود] الأوروبيين اللذين شرّدوهم.

الادعاء بأن لليهود حقا خاصا في فلسطين، ليس له صلاحية أكثر من الادعاء الايرلندي بالحق المقدس في إقامة دولة سلتيه على امتداد ألمانيا وفرنسا واسبانيا، على أساس أن القبائل السلتيه عاشت هناك يوما ما. ومع ذلك، وعلى أساس النسب، فان المسؤولين الصهاينة حددوا أولئك اللذين اختاروهم للمكانة المميزة داخل الدولة. وإذا كان هذا ليس عنصرية، فان مصطلح العنصرية ليس له معنى.

أنتج الالتزام الصهيوني بالنقاء العنصري عبارات التعصب على أعلى المستويات في المجتمع الإسرائيلي، وهي تبعث على الغضب في أوساط محترمه في الولايات المتحدة. لقد طالبت شركة إسرائيلية آلاف العمال الصينيين بتوقيع عقد، يحظر عليهم ممارسة الجنس مع الإسرائيليين. وقال ناطق باسم الشركة أن هذا مطلب قانوني، فالقانون الإسرائيلي يمنع زواج اليهودي مع غير اليهودي. (اسوشييتد برس، 23 كانون الأول / ديسمبر، 2003)
------------------

(1) نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في "عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة"؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.

(2) يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب نويل اغناتيف في آذار/مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ونشر في 17 حزيران/يونيو, 2004. وقد وزع النص العربي ونشره موقع أجراس العودة : ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري في 27/2/2008.

المصدر :
http://www.counterpunch.org/ignatiev06172004.html

Toward a Single State Solution - Zionism, Anti-Semitism and the People of Palestine
By NOEL IGNATIEV - June 17, 2004

الإستخبارات العسكرية ’’الإسرائيلية’’ تعترف : هكذا تخلينا عن عملائنا في لبنان.


الإستخبارات العسكرية ’’الإسرائيلية’’ تعترف : هكذا تخلينا عن عملائنا في لبنان.

يصدر، قريباً، كتاب اسرائيلي تحت عنوان «نافذة على الساحة الخلفية»، يوثّق لواقع تخلي تل ابيب عن عملائها في لبنان، خلال انسحاب الجيش الاسرائيلي عام 2000 وبعده.
الكاتب هو المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية (أمان)، يائير رابيتس، الذي عمل منذ عام 1968 ضابط استخبارات في الجبهة الشمالية (اللبنانية ــ الفلسطينية)، وقائداً لوحدة الاستخبارات البشرية، 504، في منتصف السبعينيات، وهي الوحدة المسؤولة عن تشغيل العملاء في الدول المجاورة لاسرائيل، ومن بينها لبنان.

وقد نشرت صحيفة «هآرتس» مقتطفات من الكتاب، تتضمن كثيراً من الوقائع والاحداث التي رافقت رابيتس طوال اربعين عاما خدم فيها في الاستخبارات العسكرية، ومنها ما كان بحسب تعبيره، «مليئا بالدم والاهانات» لمن عمل من اللبنانيين مع الاستخبارات الاسرائيلية.

يشير رابيتس، الى انه في منتصف السبعينيات، وعندما كان قائدا للمنطقة الشمالية في وحدة الاستخبارات المسؤولة عن تشغيل المصادر البشرية (504)، حرص على تطوير علاقة خاصة مع «القرى المسيحية» في جنوب لبنان. و«تطوّرت هذه العلاقة، ووصلت في ما بعد إلى إقامة ميليشيا مدعومة من إسرائيل، عرفت باسم جيش لبنان الجنوبي»، مشيرا الى انه عمل في موازاة ذلك، على «إقامة علاقات مع حزب الكتائب في لبنان، وتطورت العلاقة أكثر، بعدما عمل من عام 1982، وحتى عام 1985، رئيساً لبعثة الموساد، التي كان مقرها في شرق العاصمة اللبنانية».

يؤكد رابيتس انه «غير نادم على اي خطأ يتعلق بالعلاقة مع حزب الكتائب في لبنان»، بل يوجه انتقاداته إلى أصحاب القرار في تل ابيب، والى الخبراء «الذين زرعوا الوهم لدى (الرئيس السابق) بشير الجميل، ومجموعة القتلة التي كانت محيطة به»، ويقول في كتابه: «شاهدت رجال (الوزير السابق) إيلي حبيقة وهم يشحذون السكاكين، قبل انطلاقهم لتنفيذ المذبحة في صبرا وشاتيلا، وسمعت ما كانوا يقولونه بشأن نياتهم استخدام السلاح الأبيض فقط». مع ذلك، يؤكد انه لم يكن على علم مسبق بالمجزرة، ويقول: «لم اعلم بهدفهم، فهذا الامر لم تكن له علاقة بوظيفتي». ويتهم رابيتس في كتابه «ضباط وحدة العلاقات الخاصة في الموساد، الذين سمحوا ــــ بسبب قلة معرفتهم بالكتائب ــــ بجر الجيش الإسرائيلي الى تطهير لبنان من المنظمات الفلسطينية، ليتراجع الكتائبيون عن كل الاتفاقات المعقودة معهم»[1].

وعن خطوة الانسحاب من جنوب لبنان، يشير رابيتس الى انه «مقتنع بأن الهروب المتسرّع من لبنان، في ايار 2000، بناءً على قرار رئيس الحكومة آنذاك إيهود باراك، عزز من قوة حزب الله، وقدرته على توجيه ضربة قاتلة لقدرة الردع لدى الجيش الاسرائيلي، بل وايضا، تشجيع الفلسطينيين على إشعال الانتفاضة الثانية في العام نفسه». وشدد على ان «وصف (الأمين العام لحزب الله، السيد حسن) نصر الله لإسرائيل ببيت العنكبوت، لم يأت عبثا. ولو كنت صاحب القرار في حينه، لكنت امرت (قبل الانسحاب من جنوب لبنان)، بفرض حظر تجول على القرى الجنوبية، وجمع السلاح والعتاد، ودعوة عناصر ميليشيات لحد الى مراسم وداع محترمة، وهو الامر الذي لم يحصل».

وتحدث رابيتس عن»وعود فارغة» أغدقها الضباط الاسرائيليون على عناصر ميليشيا لحد، الذين «يعيشون الآن في اسرائيل في ضائقة كبيرة جدا». وأشار إلى أن «كل مسؤولي المؤسسة الامنية الاسرائيلية، الذين صنعوا مجدهم بفضل هؤلاء، اختفوا فجأة من الميدان، وتركوهم لمصيرهم». وأوضح: «اعلن الضباط الاسرائيليون امام مسامع عناصر لحد، طوال السنوات التي سبقت الانسحاب عام 2000، أن الجيش الاسرائيلي سيحرص على ان يعوض لهم بدل كل بيت يخسرونه بيتا آخر، وبدل كل شجرة شجرة اخرى، بل وبدل كل عنزة عنزة اخرى... ولولا المساعدات التي تؤمنها جمعية مساعدة عناصر الجنوبي الخيرية، لكانوا جميعا تلقوا فقط، مجموعة من الماعز، لا أكثر».

وكشف رابيتس ان «المؤسسة الامنية في اسرائيل، انتهجت سياسة التمييز بين الضباط الرفيعي المستوى في ميليشيات لحد، الذين حظوا باهتمامها، وبين العناصر الصغار، الذين اضطروا الى الاكتفاء بما تقدمه وزارة الاستيعاب الاسرائيلية من مساعدات متواضعة». وأشار إلى أن لديه «حسابا مليئا بالاعتراضات على الاصدقاء في الوحدة 504، الذين تعاملوا بشكل مهين مع عناصر لحد، وتخلوا عنهم واطلقوا امامهم جملة من الوعود الكاذبة، وهو الامر الذي ينعكس سلبا على عمل الوحدة، لان السلاح الاساسي لدى وحدة تشغيل العملاء، هي السمعة الحسنة وعدم التخلي عن عملائها»[2].

واشارت «هآرتس»، اضافة الى ما ورد في كتاب رابيتس، الى انه في اللحظة التي سيصدر فيها الكتاب، «قررت اسرائيل ايقاف دفع الرواتب وبدل الايواء السكني لعناصر ولاجئي الجيش الجنوبي، الامر الذي يعني ان اللاجئين الصغار من هؤلاء سيجدون انفسهم في الشوارع، الامر الذي يعد خيانة اخرى من انتاج المدرسة التي تتبعها اسرائيل».

يحيى دبوق

الأخبار، الاربعاء ٢٤ تشرين الأول ٢٠١٢

[1] تبين وثائق لبنانية/فرنسية وأميركية نشرت في مؤخرا، أن "إسرائيل" قد دبرت مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا، وأن "الإسرائيليين" قد أطلقوا حملة أكاذيب منذ انتشار أنباء المجازر وصورها، بهدف تضليل الرأي العام بأكاذيب صهيونية تريد إلصاق عار قتل المدنيين الفقراء ببعض القوى اللبنانية "المسيحية"، واتهامها بأنها هي التي قتلت اللاجئين الفلسطينيين في هذين المخيمين.

[2] هذه كذبة أخرى يطلقها مؤلف الكتاب الصهيوني وهو رجل الإستخبارات المحترف. فالسنوات الأخيرة جلبت مئات الأدلة على أن جهاز "موساد" وكل أجهزة الإستخبارات الصهيونية قد شغلت عملاء لبنانيين وفلسطينيين وعرب آخرين من خلال الإبتزاز و"الوعود الفارغة"، كما "أدارتهم" بنفسية "شيلوك اليهودي" البخيل واللئيم. وأن الإستخبارات "الإسرائيلية" ترمي الخونة إلى مصيرهم المحتوم.

ماهي القبة الحديدية -כיפת ברזל-؟



ماهي القبة الحديدية -כיפת ברזל-؟

تتناول أجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة عبارة القبة الحديدية فماهي القبة الحديدية -כיפת ברזל-؟
القبة الحديدية (بالعبرية:כיפת ברזל‎) نظام دفاع جوي متحرك طور من قبل شركة رافئيل لأنظمة الدفاع المتقدمة والهدف منه هو اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.

 
 في شهر فبراير من عام 2007 اختار وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتز نظام القبة الحديدية كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن دولة الاحتلال. منذ ذلك الحين بدأ تطور النظام الذي بلغت كلفته 210 مليون دولار بالتعاون مع جيش الدفاع الإسرائيلي وقد دخل الخدمة في منتصف عام 2011م.

ظهرت الحاجة الملحة لنظام دفاع يحمي دولة الاحتلال من الصواريخ قصيرة المدى بعد حرب تموز 2006 حيث أطلق حزب الله ما يزيد على 4000 صاروخ كاتيوشا قصير المدى سقطت في شمال دولة الاحتلال وأدت إلى مقتل 44 مدني إسرائيلي وأدى التخوف من هذه الصواريخ إلى لجوء حوالي مليون إسرائيلي إلى الملاجئ .كذلك أكد هذا الامر استمرار حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ حيث أطلق ما يزيد على 8000 صاروخ كان آخرها إطلاق صواريخ من عيار 122 ملم.

النظام مخصص لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 ملم والتي يصل مداها إلى 70 كم ويعمل في مختلف الظروف وتشمل المنظومة جهاز رادار ونظام تعقب وبطارية مكونة من 20 صاروخ اعتراضي تحت مسمى (TAMIR) وقد بدأت دولة الاحتلال نشر هذا النظام حول قطاع غزة و دخلت حيز التشغيل في النصف الثاني من عام 2010م.

كان لدى رئيس المشروع الكولونيل س. وفريقه في (إدارة تطوير أسلحة والبنية التحتية التكنولوجية) وقت قليل من اجل ابتكار اسم مناسب للمشروع, وفقاً للكولونيل س. "اول اسم خطر لي هو (مضاد القسام) ولكن عندما بدأنا بالمشروع ادركت بأنه اسم غير جيد, فجلست انا وزوجتي من اجل ابتكار اسم مناسب, فاقترحت اسم Tamir كأسم للصواريخ اختصاراً لـ טיל מיירט والتي تعني (الصوارخ الاعتراضية) واسم (القبة الذهبية) للمشروع ككل وفي الايام التالية تم الموافة على اسم Tamir, ولكن كان هناك مشكلة مع اسم القبة الذهبية فلقد كان مبالغ فيه وتم تغييره الى القبة الحديدية".

باختصار يعتبر نظام "القبة الحديدية" الأمني
وسيلة دفاعية ضد الصواريخ قريبة المدى وقذائف الهاون، ويقوم النظام بتحديد الصواريخ القادمة نحوها، وإطلاق صواريخ مضادة لتفجيرها في الجو قبل سقوطها.

- تحتوي كل من هذه الصواريخ على رادار يمكنه التحكم بإطلاقها، إضافة إلى قاذفة صواريخ متحركة، تسهل نقل النظام، ويتطلب تحريكها من موقعٍ لآخر عدة ساعاتٍ فقط.

- يبلغ طول وحدة هذا النظام ثلاثة أمتار، بقطر لا يتعدى ست بوصات وتزن 90 كيلوغراما.

- بحسب معلوماتٍ من مجموعة التحليلات الأمنية "آي إيتش إس جاين" فإن الرأس الحربي لكل صاروخ يطلقه هذا النظام، يحتوي على 11 كيلوغراماً من المواد عالية الانفجار، ويتراوح مدى صواريخه بين أربعة كيلومترات إلى سبعين كيلومتراً.

- بدأت دولة الاحتلال بتصنيع هذه الأجهزة الدفاعية عام 2007، وبعد سلسلة من الاختبارات في عامي 2008 و2009، قامت دولة الاحتلال بنقل أولى الوحدات إلى منطقة جنوب دولة الاحتلال في عام 2011، حيث أقرت القوات الجوية الإسرائيلية بأن الجهاز حقق نسبة نجاحٍ وصلت إلى 70 في المائة.

- تقوم فكرة هذه التكنولوجيا على أن الجهاز يرصد الصواريخ القادمة نحوه، ويقوم بتحديد موقعها وإرسال معلومات تتعلق بمسارها إلى مركز التحكم، الذي يقوم بدوره بحساب الموقع الذي يمكن أن يضرب به الصاروخ، فإذا ما كان الموقع المحدد يتيح أقل مقدارٍ من الضرر، يتم اعتراضه بصاروخٍ مضاد، وإلا فإنه يترك ليسقط.

- رغم أن التنشئة المبدئية لهذه التكنولوجيا بدأت في دولة الاحتلال، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تبنتها بشدة، ففي شهر مايو/أيار 2010، وافق مجلس النواب الأمريكي على خطة لتحديد ميزانية قدرت بـ 205 مليون دولار أمريكي للقبة الحديدية، وفي شهر يوليو/تموز حدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ميزانية قدرت بسبعين مليون دولار من خزينة الدولة لهذا البرنامج الذي "لطالما كان أساسياً في توفير الأمن والحماية للعائلات الإسرائيلية"، وفق تصريح لأوباما.

- تقدر قيمة كل وحدة من هذه التكنولوجيا بنحو خمسين مليون دولار أمريكي، بينما تصل قيمة الصاروخ الواحد إلى 62 ألف دولار.

دراسة ميدانية عن واقع المهندسين الفلسطينيين في لبنان.. ملخص تنفيذي


 
لتحميل الدراسة كاملة
http://www.pahrw.org/cms/assets/isda.../engineers.pdf

يشكل المهندسون الفلسطينيون في لبنان نموذجاً واضحاً عن مدى التهميش الذي يتعرض له الفلسطينيون في لبنان، ولا تزال القوانين اللبنانية تحول دون تمكين المهندس الفلسطيني من العمل بشكل رسمي ولائق.
مع بداية النقاش "الجاد" حول حقوق الفلسطينيين في لبنان خلال الفترة الماضية، وانتقاله من القمقم إلى قبة البرلمان، تفاءل المهندسون الفلسطينيون بإمكانية السماح لهم بالعمل بشكل قانوني يرعى حقوقهم ويحفظ كرامتهم، هذا التفاؤل سرعان ما تبدد عندما اشتد الجدال وبدا وكأن منح الفلسطينيين في حقوقهم المسجونة في أدراج لجان البرلمان اللبناني، سوف يشعل الحرب الأهلية من جديد أو يقسم لبنان سياسياً أكثر مما هو منقسم، قرع المعترضون على منح الفلسطينيين حقوقهم طبول القلق على مستقبل لبنان والسلم الأهلي. أمام هذا الجو الرهيب تراجعت الآمال، وبات الفلسطينيون مخيرين بين الحقوق واستقرار لبنان.
تم اختزال المشاريع الأربعة المقدمة من اللقاء الديموقراطي ومن ثم قوى 14 آذار، إلى تعديل فقرات في قانون العمل وقانون الضمان الإجتماعي تجيز للفلسطيني الحصول على إجازة عمل وتعويض نهاية الخدمة وتعويض طوارئ العمل. وثارت ضجة إعلامية كبيرة مهللة بالتحول النوعي الكبير في النظرة إلى الفلسطينيين في لبنان.
لم يكن ما رافق تعديل هذه الفقرات من صخب إعلامي صحيحاً فالأمور ظلت مبهمة وتحتاج إلى قوانين أخرى كي توضحها، أما المهندس والطبيب والصيدلي الفلسطيني فقد بقي حقه في العمل خارج النقاش. هذه المهن يتم العمل بها بموجب قانون خاص ينظمها، فالقانون الذي ينظم مهنة المهندس في لبنان لم يتم التطرق إليه مطلقاً. تبددت الآمال وضاعت في دهاليز السياسة اللبنانية الضيقة.
أمام هذا الواقع، بات المهندس الفلسطيني أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الهجرة إلى بلد غربي يحترم علمه وكفاءته، فيحصل على جنسية هذا البلد ثم يعود إلى لبنان أو إلى دول الخليج العربي، وإما أن يبقى وضعه على ما هو عليه، ظلم وغبن وتمييز.
والمجتمع الفلسطيني في لبنان بات يفتقد إلى العدد الكافي من الأطباء والمهندسين والصيادلة.. وباتت هذه المهن في المخيمات الفلسطينية وكأنها سلعة نادرة. أي مجتمع يمكن أن تقوم له قائمة من دون توفر النخب المثقفة والفاعلة والمنتجة؟
هناك عزوف عن دراسة هذه المهن الحرة ابتداء، بسبب التكاليف المالية الباهظة، وهناك هجرة واضحة لهذه النخب لأن الدول الأوروبية أو الأميركية ترحب بهجرة الأدمغة الفلسطينية. فأي حفاظ على حق العودة إذن؟ منع التوطين بالطريقة اللبنانية يعني بشكل تلقائي التهجير القسري، يعني تشتيت الفلسطينيين مرة ثانية وثالثة ورابعة، فكيف يمكن قبول أن إهانة المهندس الفلسطيني عبر حرمانه من ممارسة حقه في العمل ومساواته مع أخيه اللبناني، يمكن أن تمنع التوطين؟
الدراسة التي صدرت بالتعاون بين المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" ورابطة المهندسين الفلسطينيين في لبنان تحاول كشف واقع المهندس الفلسطيني بطريقة علمية موضوعية. والحقائق التي أوردتها الدراسة مذهلة بكل معنى الكلمة.
الدراسة انقسمت إلى ثلاثة أقسام، قسم يبحث في الإطار القانوني لواقع المهندسين الفلسطينيين في لبنان، وقسم يبحث في نتائج الدراسة، وقسم ثالث يعرض ملاحق هامة ذات صلة بالدراسة.
بالنسبة للقسم الأول وهو القسم القانوني، فإن الدراسة تناولت بالتفصيل الواقع القانوني للاجئين الفلسطينيين في لبنان بما فيه الإطار القانوني للمهندسين الفلسطينيين في لبنان مع عرض خيارات قانونية ومقترحات قوانين لتعديل هذا الإطار لكي يتلاءم مع حقوق المهندسين وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان ذات الصلة.
أما القسم الثاني فهو يختصر واقع المهندسين الفلسطينيين في لبنان من خلال دراسة اعتمدت على عينة عشوائية شملت 93 مهندساً فلسطينياً تمت مقابلتهم، وهم يمثلون 31% من إجمالي عدد المهندسين الفلسطينيين في لبنان والبالغ عددهم حوالي 300 مهندساً. كما اعتمدت الدراسة على مقابلات مع مهندسين لبنانيين. وبالنسبة للاستمارة، فقد تناولت جميع العوامل المؤثرة في واقع المهندس الفلسطيني، بدءاً من القرية التي انحدر منها، إلى التوزيع الجنسي والعمري للمهندسين وكذلك التوزيع السكني. كما شملت العينة أنواع الاختصاصات الهندسية، والدخل الشهري، وتكاليف الدراسة الهندسية، والجامعة التي تخرج منها المهندس، والبيئة الاجتماعية أو السياسية لتوجيه الطلاب الفلسطينيين لدراسة الهندسة.
كما تناولت الاستمارة أسئلة تتعلق بنوع العمل، ومكانه، وما إذا حصل الفلسطيني على وظيفة بسهولة. كما بحثت الاستمارة في وضع نقابة المهندسين في لبنان ومدى صعوبة انضمام الفلسطيني إليها. وتناولت الاستمارة أسئلة عن الواقع الاجتماعي للمهندس وطبيعة عقد العمل. كما ضمت أسئلة تتعلق بحقوق المهندسين الفلسطينيين داخل عملهم وما إذا كانوا يحصلون عليها أم لا. كما شملت الاستمارة أسئلة تتعلق بواقع الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان
تبين من خلال العينة أن نسبة 9.7% من المهندسين الفلسطينيين نالوا تقديراً ممتازاً عند تخرجهم، أما نسبة الذي نالوا تقدير جيد جداً فقد بلغت 22.9%، في حين بلغت نسبة الذي حصلوا على تقدير جيد 54.8% مقابل 10.6% لم يحصلوا على تقدير. إن التقدير الذي يناله الطلاب الفلسطينييون في لبنان، سواء كان ممتازاً أو جيداً جداً، يعتبر ميزة يتمتع بها الطلاب الفلسطينيون في لبنان، مع الإشارة إلى أن الميزة هذه بدأت تتراجع في الكم مع مرور السنين بسبب عوامل عديدة.
كما أظهرت الدراسة أن طبيعة العقد بين أرباب العمل والمهندسين الفلسطينيين غير ثابتة على حال واحد. فنسبة 29.16% يعملون بموجب عقد سنوي، ونسبة 29.16% يعملون بموجب عقد شهري، و12.5% يعملون بموجب عقد دائم، و2.08% يعملون بموجب عقد موسمي، في حين بلغت نسبة الذين يعملون من دون عقد 18.48%، أما الذين الذين لم تتوفر عنهم معلومات فقد بلغت نسبتهم 8.3%.
بينت الدراسة أن 47.3% من المهندسين درسوا في جامعات لبنان، أما نسبة 52.7% منهم فقد درسوا في دول عربية أو أجنبية. وقد يعود هذه الفرق إلى الفترة الذهبية التي عاشها الفلسطينيون في الفترات الماضية عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية تؤمن منحاً جامعية للدراسة في الخارج.
كما بينت الدراسة أن 50.54% من المهندسين الفلسطينيين يعملون في مجال تخصصهم، أما نسبة 48.39% فإنهم لا يعملون في مجال تخصصهم، وهي نسبة مرتفعة ومقلقة. إن الواقع القانوني للفلسطينيين في لبنان يحول دون تمكينهم من العمل في مهنة الهندسة.
ويؤكد المهندسون الفلسطينيون الذين شملتهم الدراسة أن التمييز يشمل المعاش، والامتيازات، والمستوى الوظيفي، والمعاملة الإدارية، والضمان الإجتماعي. هذا الشعور بالغبن والتمييز له ما يفسره لدى المهندسين الفلسطينيين الذين أكدوا أن المعاش الذي يتقاضونه لا يتناسب مع الجهد والعمل وهذا ما أكده 79.17% من المهندسين العاملين في مجال تخصصهم. وما يزيد الضغط على المهندسين تكاليف الحياة المرتفعة جداً في لبنان لدرجة أن 68.75% من المهندسين الفلسطينيين الذين شملتهم العينة قالوا بأن المعاش لا يكفي لمواجهة تكاليف الحياة في لبنان.
عندما سئل المهندسون الفلسطينيون الذين شملتهم العينة ما إذا كانوا يشعرون بالأمان الوظيفي، أجاب 75% منهم بالنفي، في حين أفاد 25% بأنهم يشعرون بالأمان الوظيفي. هذه النسبة المرتفعة بعدم الشعور بالأمان الوظيفي تجعل المهندس الفلسطيني في حالة قلق وترقب وانتظار لمستقبل مجهول قد يودي به خارج العمل. وعدم الشعور بالأمان الوظيفي جزء من منظومة عامة تجعل الفلسطينيين في لبنان في حالة قلق دائم وخوف على واقعهم ومستقبلهم.
تتعدد المسؤوليات بحسب المهندسين الذين أجرينا معهم مقابلات. فهناك مسؤولية تقع بشكل كبير على الدولة اللبنانية التي لم توفر الأرضية القانونية المناسبة للمهندس، وهناك مسؤولية على الأونروا التي لم تساعد الطالب الفلسطيني بمنح جامعية تخوله دراسة الهندسة إلا في إطار محدود، وهناك مسؤولية على الفصائل الفلسطينية التي لم توجد إطاراً مرجعياً موحداً يساعد المهندسين الفلسطينيين في تجاوز تحدياتهم أو يمنع الحكومات اللبنانية المتعاقبة من المساس بحقوق الإنسان الفلسطيني، وهناك مسؤولية على اتحاد المهندسين الفلسطينيين الذي لم يبلور برنامج عمل يجمع فيه هذه الشريحة الهامة من اللاجئين الفلسطينيين.
إذن هذا هو واقع المهندسين الفلسطينيين، فماذا يفعل الفلسطينيون في لبنان حيال واقعهم، وما هي الطرق التي ينبغي أن يسلكوها لتحصيل حقوقهم؟ ومتى يصحو صانع القرار اللبناني من هاجس الخوف والقلق من الوجود الفلسطيني في لبنان؟ وهل هذا القلق والخوف مشروع ومقبول ومنطقي؟
ثمة مسؤولية كبيرة على المرجعية الفلسطينية في لبنان، فضعفها شجّع الحكومات اللبنانية المتعاقبة على التعامل مع الفلسطينيين بهذه الطريقة. البعد الديمقراطي لهذه المرجعية يعتبر معياراً هاماً في فعاليتها، لا ينبغي أن يتحول الفلسطينيون في لبنان من شعب ثائر منتج إلى شعب يبحث عن فتات حقوق هنا وهناك. ينبغي على المرجعية الفلسطينية أن تحدد الأولويات ومن أولى الأوليات أن تسعى جاهدة كي يعيش الفلسطينيون في لبنان بكرامة تمكنهم من الصمود أمام كل التحديات التي تهدد حقهم في العودة إلى قراهم ومدنهم.
بيروت، المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)

الأسئلة المعتمدة المساعدة في مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية.



اسم الشاهد:
تاريخ وكان الولادة:
تاريخ إجراء المقابلة:
مكان إجراء المقابلة:
أجرى هذه المقابلة و أعد لها وأخرجها:(-----)

أسئلة هذه المقابلة تقسم الى قسمين :
القسم الأول: يهدف لتكوين صورة عن الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأهالي القرية قبل النكبة.
القسم الثاني: يهدف لتكوين صورة عن معاناة سكان القرية خلال فترة الإنتداب البريطاني ، و الصراع مع العصابات الصهيونية ، و معاناة اللاجئين الفلسطينيين خلال النكبة وفي منافي اللجوء و الشتات.

القسم الأول:
1. هل من الممكن ان تعرفنا باسمك الكامل؟
2. ما هو تاريخ ومكان ولادتك؟
3. ما هو الاسم الكامل للوالد والوالدة؟
4. ما هو اسم قريتك وهل تعلم لماذا سميت بهذا الاسم ؟
5. هل تذكر كم كان عدد سكان القرية عام النكبة ؟
6. إلى أي قضاء كانت قريتك أو بلدتك تابعة إداريا؟ وكم تبعد عنها وبأي اتجاه؟

طبوغرافيا القرية
7. هل كانت تقع القرية على تلة، على هضبة أو في السفح أم في وادي أم شاطئ بحيره أم على بحر أو نهر.

8. هل كان هناك أودية محيطة بقريتك؟ما أسماء هذه الأودية وأين اتجاهاتها؟ وكم تبعد عن القرية؟

9. اذكر لنا أسماء القرى والمدن المجاورة لقريتك أو بلدتك باستثناء القبانيات المستعمرات وكم تبعد عنها وبأي اتجاه، ولنبدأ مثلا من جهة الشمال..

10. ما ما معنى قبانية؟

11. اذكر لنا أسماء القباينات والمستعمرات الصهيونية المجاورة لبلدتكم وبعدها وفي أية جهة تقع من البلدة.
- هل تتذكر اسم المختار لكل مستوطنة؟
- كيف كانت العلاقات الاجتماعية مع هذه القبانيات قبل النكبة؟
- هل كانت ودية ولماذا؟
- هل كانوا يشاركون في الأفراح؟
- هل كانت عدائية؟ ولماذا؟
- هل كان بينكم تعاون في الزراعة أو التجارة؟
- هل كنت شخصيا تعرف أحدا من سكانها وكيف كانت علاقتك به؟

12. هل كانت هناك طرق رئيسية (معبدة) تربط قريتك مع القرى والمدن المجاورة.

13. ماذا عن الطرق غير المعبدة (الترابية) التي كانت تربط قريتكم مع القرى والقبانيات المجاورة؟ هل كانت السيارات تسلك هذه الطرق؟ أم أنها طرق للمشاة فقط؟

14. ما هي وسائل النقل التي كنتم تستخدمونها للتنقل بين قريتكم والقرى والمدن المجاورة؟
- كم كانت الأجرة ؟
- هل كان هناك خط لسكة الحديد؟
- هل تتذكر أسماء شركات الباصات أو إذا أمكن أسماء ملاكها؟

الحمائل والعائلات
15. هل يمكن أن تصف تقسيم حارات القرية؟ (مع ذكر كل حارة واتجاهها من مركز القرية)

16. هل تتذكر العائلات التي كانت تسكن هذه الحارات؟
- هل تستطيع أن تذكر لنا أسماء الحمايل التي كانت تسكن بلدتك؟ ومن مختار كل حمولة؟
- هل تذكر أسماء الأفخاذ والعائلات في هذه الحمايل؟ يجب أن نعتذر مسبقا أن تم نسيان بعض الأسماء.
- هل كان هناك ديوان(مضافات) لاهل البلد أم ديوان لكل عائلة؟
- من هو ناطور المضافة هل تذكر اسمه
- هل توصف لنا المضافة الرئيسية
- هل كان هناك مختار للبلد جميعها وهل كان هناك مختار لكل عشيرة
- هل كان هناك عائلات مصرية أذكرها
- هل كان هناك مكان معين يجلسون فيه تحت شجرة كبيرة وسط البلد أو الساحة مثلا؟

المعالم التاريخية
17. اذكر لنا المعالم التاريخية الموجودة في قريتك ـ الخرب القديمة مثلا؟
- اين تقع هذه المعالم؟
- إلى أي عصر تعود هذه المعالم؟ الروماني،الاسلامي، الصليبي؟
- هل حافظتم على هذه الآثار أم بقيت على حالها؟
- هل كان يحضر أجانب لفحص هذه الآثار؟

المدارس
18. هل كان في قريتك مدارس؟ وكم كان عددها؟
- هل تذكر مواقع هذه المدارس (اتجاهها وبعدها عن مركز القرية)؟
- هل كان هناك مدرسة أو مدارس للبنات؟
- هل تستطيع أن تصف هذه المدارس؟ مثلا الصفوف وعددها، الملعب، الحمامات، مياه الشرب.
- هل درست في أي من هذه المدارس؟ إلى أي صف؟
- هل تتذكر المعلمين؟ من كان مدير المدرسة؟
- هل كان أحد منهم من البلد أم من قرى أخرى؟
- هل كانت هذه المدرسة أو المدارس تتبع لدائرة المعارف؟
- من كان يمول المدرسة؟ هل كنتم تدفعون أقساط سنوية للمدارس؟
- هل كان هناك طابور صباحي؟
- هل كان هناك نشيد وطني ترددونه؟
- ما هي المواد التي كنتم تدرسونها؟
- هل تذكر الزملاء الذين درست معهم؟
- هل تتواصل مع أحدهم حتى يومنا هذا؟
- إلى أي صف كانت المدرسة تدرس؟
- أين كان طلاب القرية يكملون دراستهم في المراحل التالية؟ خاصة الثانوية وما بعدها؟
- هل تذكر أياً من هؤلاء الطلاب الذين واصلوا دراستهم؟
- إلى أي صف كانت بنات القرية تتابعن الدراسة؟
- هل كانت البنات تكمل دراستها العليا؟

المساجد و الكنائس
19. كم مسجد و/ أو (كنيسة) كان في قريتك؟
- إذا كان اكثر من مسجد أو كنيسة، هل تستطيع ذكر أسماء ومواقع هذه المساجد أو الكنائس؟
- هل تستطيع أن تصف لنا كل مسجد أو كنيسة؟ (مثلا المئذنة، الساحة داخل المسجد أو الكنيسة ـ هل كان هناك مكان مخصص للوضوء؟
- هل تذكر أسماء المؤذنين أو الأئمة؟ أو الخوري؟
- كم كانت سعة المسجد (العدد)؟
- هل كان في قريتك أو محيطها مقامات للأولياء أو لشيوخ صالحين؟
- ما اسم هذا المقام؟ وأين يقع بالنسبة لمركز القرية وكم كان يبعد عنها؟
- لأي طريقة يتبع؟
- هل كان يحضر أحد من القرى المجاورة؟
- أين كان موقعه في القرية؟ هل كان أهل البلد يعتنون بهذه المقامات؟
- هل كانوا يستخدموا الشمع اثناء زيارة المقامات؟
- هل كان في قريتك زوايا؟ وكم عددها؟
- هل تذكر لأي عائلة أو حمولة كانت تتبع؟
- هل تذكر لأي طريقة كانت تتبع هذه الزوايا؟
- أين كان موقعها في القرية؟
- هل تعلم ما كان لون البيارق؟ في أي مناسبات كانت تخرج العدة؟

الوضع الصحي
20. هل كانت عندكم عيادة صحية في القرية؟
- أين تقع هذه العيادة؟ هل كانت تفتح يوميا أو أسبوعيا؟
- هل تذكر اسم الطبيب او الممرضين والممرضات الذين كانوا يحضرون إلى القرية؟ من أي قرى ومدن كانوا يحضرون
- هل كنتم تذهبون للمستشفيات للعلاج في المدن المجاورة؟
- هل تتذكر أسماء هذه المستشفيات وفي أي مدن؟
- هل كان يذهب المرضى من القرية للعلاج في القبانيات او المستعمرات الصهيونية المجاورة؟ وكيف كانت المعاملة؟
- هل كان هناك أية بدائل للعلاج داخل القرية؟
- العلاج الطبيعي – الطهور – المجبر –الداية – العلاج بالقرآن ( التخريج )

المياه
21. هل كانت قريتك مرتبطة بشبكة المياه؟
- اذا كانت مربوطة من أين كانت تأتي المياه؟ أين موقع الخزان.
- إذا لم تكن كذلك، كيف كنتم تنقلون المياه وتخزنونها للاستعمال المنزلي والشخصي؟
- من كان يقوم بمهمة نقل المياه، الرجال أم النساء؟
- هل تستطيع ان تعدد عيون الماء الموجودة في القرية ومحيطها؟
- هل تستطيع أن تحدد مواقع هذه العيون في القرية؟
- هل كانت قوية أم ضعيفة؟
- هل كانت دائمة أم موسمية؟
- أي العيون كانت تستخدم للشرب وايها كان يستخدم للدواب (المواشي)؟
- هل كان هناك آبار للمياه في قريتك؟
- ما هي أسماء هذه الآبار؟
- هل كانت هذه الآبار من نبع/ أم آبار تجميع أمطار؟
- أية تقع وفي أي اتجاه من القرية (لكل بئر)؟
- هل كان بعضها يستخدم لري الدواب؟
- هل كان هناك آبار عامة؟ ما اسمها؟
- هل كان هناك برك لتجميع المياه في قريتك؟
- هل كانت هذه البرك قديمة أثرية أم أنتم حفرتموها؟
- هل يمكن ان تحدد لنا حجم تلك البرك؟ (الطول، العرض، العمق)
- هل كانت في الصخر أم في التراب؟
- هل كانت مياه هذه البرك تستخدم للشرب أم لسقي الدواب؟
- هل كانت لبعض العائلات أم للقرية كلها؟

الإنارة
22. هل كانت الكهرباء تصل للقرية؟ ومن أين؟
- هل قمتم بايصال الكهرباء (التمديدات، اسلاك، اعمدة) على نفقتكم أم قامت سلطة الانتداب بذلك؟
- هل كانت تتم الاضائة عن طريق الفوانيس (واللمبات)؟
- من أين كنتم تشترون الكاز؟
- أم كنتم تضيئون البيوت عن طريق السراج بالزيت؟
- ما هي وسائل التدفئة التي كانت معتمدة لديكم؟

الدكان، الملحمة والفرن
23. كم كان عدد الدكاكين في القرية؟ من أصحابها وأين موقعها؟
- ماذا كانوا يبيعون؟ (دخان، سكر... الخ)
- هل كان هناك ملحمة في القرية؟
- من صاحبها وأين تقع؟
- هل كان يبيع اللحم في البيت أم في الدكان؟
- هل كان يذبح العجول أم الخرفان؟
- هل كان يبيعها بالنقود؟ أم مقايضة؟ أم على الموسم؟
- اين كان يخزن اللحم الزائد وكيف كنتم تحتفظون باللحوم في المنازل؟
- هل كان هناك فرن في قريتك؟
- أين يقع هذا الفرن وما اسم صاحبه؟
- أم كنتم تعتمدون على الطابون لكل بيت؟
- هل كنتم تشترون الطحين أم من القمح الذي كنتم تزرعونه؟
- هل كنتم تخبزون طحين قمح فقط أم أيضا طحين ذرة؟
- هل كان هناك دكاكين أخرى في القرية؟ خياط، أقمشة ... الخ

المقاهي
24. هل كان هناك مقاهٍ في قريتك؟
- من أصحاب هذه المقاهي وأين كان موقعها في القرية؟
- هل كانت هذه المقاهي تستخدم للسمر أم فقط للتسلية وشرب الشاي؟ وما هي أشكال النشاطات التي كانت تمارس فيها؟
- هل كان فيها جهاز راديو؟
- هل كان هناك راديو في القرية؟ وعند من؟
- ما هي الإذاعات التي كنتم تستمعون لها؟
- هل تذكر أيأً من برامج هذه الإذاعات؟

الحلاق
25. هل كان هناك صالون للحلاقة في قريتك؟
- ما اسم صاحب الصالون وأين كان موقعه؟
- هل كان الحلاق من أبناء القرية أم من قرية أخرى؟
- اذا لم يوجد صالون أين كنتم تذهبون للحلاقة؟
- هل كان يمر حلاق على القرية كل فترة معينة؟ وما اسمه؟
- هل كان يحلق مقابل النقود أم على الموسم؟
- كم كنتم تدفعوا في الموسم

ورش العمل اليدوي
26. هل كان في قريتك دكاكين أو ورشات عمل يدوي :
- منجرة مثلا من صاحبها واين تقع في القرية؟
- محددة مثلا من صاحبها واين تقع في القرية؟
- من كان يصلح سكة الحراثة؟
- من كان يحذي الخيل ؟ و يجلخ السكاكين؟
- كسارات حجارة أو معمل طوب من صاحبها وأين كانت تقع في القرية أم خارج القرية (على الأطراف مثلا)؟
- من كان يبني الحجارة ؟
- من كان يصنع الفخار؟
- من اين كنتم تشترون الفخار؟
- مصلح بوابير كاز؟ من هو وأين موقعه في القرية؟
- مبيض الطناجر والصحون والأواني؟ من هو وأين موقعه في القرية؟ وأين كان يجلس؟
- هل استقر في قريتكم أحد جاء للعمل من خارج القرية؟

اللهو والرياضة
27. كيف كان أهل البلدة يمضون أوقات فراغهم؟
- أين كان الأطفال يمضون أوقات فراغهم وكيف؟
- ما هي الألعاب التي كانوا يلعبونها؟
- هل كان هناك لعبة مفضلة عند الكبار؟
- هل كان هناك حكواتي ليسلي أهل البلدة؟ وأين كان يجلس؟
- و هل كان الغجر أو النور يأتون لقريتكم؟
- هل كانوا يقومون بأي أعمال للتسلية؟ وهل كانوا يقومون بنشاطات أخرى مهنية مثلاً؟
- من اين كانوا يأتون؟ هل تتذكر بعضهم؟
- هل كانوا يعملون الشامة للنساء؟ يقرؤون البخت؟
- هل كان يوجد في قريتك ناد رياضي، ثقافي، أو اجتماعي؟
- أين يقع هذا النادي؟
- من كان المسؤول عنه؟
- أين كنتم تلعبون؟
- هل كان هناك ملعب في القرية أو بالقرب منها؟
- هل كان هناك المدرب؟
- هل كان عندكم فريق كرة القدم؟ هل تذكر اللاعبين؟
- ما هي الألعاب التي كنتم تمارسونها في النادي؟
- هل كنتم تلعبون مع نوادٍ مماثلة؟
- هل حققتم بعض الإنجازات وفي أية لعبة؟
- هل تتذكر بعض الأسماء ممن كانوا أعضاء يشاركون في هذه النوادي؟
- هل كنتم تقيمون أمسيات ثقافية، شعرية أو مسرحيات؟
- هل كنتم تزورون المناطق الأخرى من خلال الرحلات لتتعرفوا على بلدكم من خلال النوادي؟
- هل كان هناك فرق كشافة في القرية؟ ما سمه؟ ومن تذكر من المشاركين فيها؟

الثروة الزراعية والحيوانية
28. ما هي المنتوجات الزراعية والحيوانية التي كنتم تنتجونها؟
- ما هو الشيء الذي كانت قريتك أو بلدتك تشتهر به؟
- هل كنتم تزرعون الحبوب؟
- ما هي أنواع الحبوب (قمح، شعير، ذرة، عدس، سمسم، كرسنة)؟
- أين كانت تزرع؟
- أين تقع البيادر في القرية؟ وما مساحتها؟
- هل كانت هناك زراعة شتوية وأخرى صيفية؟ اذكرها.
- من اين كنتم تشترون الأعلاف؟
- هل كان يوجد في القرية بساتين أو بيارات للفواكه والحمضيات؟
- هل كان لهذه البساتين أسماء؟
- بماذا كانت تزرع؟ وأين مواقعها؟ ومن كان يملكها؟
- هل تعلم كيف كانت تروى هذه البساتين والبيارات؟
- هل كنتم تستخدمون أساليب الحراثة القديمة أم بالآلات (التراكتور)؟
- هل كان في القرية معصرة زيت اذا كان الجواب (نعم)؟
- من صاحبها؟
- اين كانت تقع في القرية وفي أي اتجاه؟
- اذا كان الجواب (لا)
- أين كنتم تعصرون زيتكم؟
- هل كنتم تنقلون الزيتون على الدواب أم في سيارات ؟
- كيف كنتم تدفعون لقاء عصر الزيتون بالمال أم بالحصة؟
- هل كانت هناك مطحنة في القرية (بابور) للطحين؟ أم خارج القرية؟
- أين كان موقعه في القرية وفي أي اتجاه؟ ومن كان يملك (البابور)؟
- هل كنتم تطحنون بالإيجار (بالمال) أم على الحصة؟
- اين كنتم تسوقون الفائض من الإنتاج الزراعي والحيواني؟
- هل كنتم تبيعون سلعكم (منتوجاتكم) بالمقايضة أم بالمال؟
- هل كان يحضر قرويون من قرى أخرى بفائض منتوجاتهم ويقايضونها عندكم؟ كيف كانت تتم هذه العملية؟
- هل يمكن ان تصف لنا العلاقات الاجتماعية التي كان متعارف عليها في موسم الزراعة والحصيد؟ على سبيل المثال كنتم تساعدون بعضكم بعض (العونة)؟
- هل كانت هناك اهازيج واغانٍ معينة؟
- هل كان هناك اهتمام بالنحل؟ أذكر طرق تربية النحل وهل كانت هذه التربية تجارية ام للبيت ؟
- هل كان يصلكم أية مساعدات من حكومة الانتداب البريطاني في أساليب الزراعة والري؟ مثل ماذا؟ أو قروض زراعية؟أم كانوا معيقين لكم؟

المهنة و العقارات والأملاك قبل النكبة
29. هل كنت تعمل قبل النكبة أم كنت طالباً؟
- ما هي المهنة التي كنت تعمل بها؟
- ما هي المهن الثابتة التي كانت موجودة عندكم؟
- ما هي المهن الموسمية التي كانت موجودة مثل العمل في الميناء أو في محطة القطار؟
- هل يمكن أن تعدد الأملاك التي كنتم تملكونها في قريتكم؟
- ولنبدأ مثلا :العقارات (البيوت والمحلات) والأراضي
- المواشي والدواب مثلا الجمال، الأبقار، الأغنام وكم كان عددها؟
- أين كانت تبيت هذه المواشي؟
- هل تستطيع ان تصف لنا الطراز المعماري للبيت الذي كنتم تعيشون فيه؟
- كم كان عمر هذا البيت؟ ومن كم طابق يتألف هذا البيت؟
- هل كان فيه أقواس وقناطر؟
- صف لنا الشبابيك على سبيل المثال؟
- كيف كان البيت معقوداً؟ على شكل قبة أم سطح؟ وهل كان من طين أم من خشب؟
- هل يوجد لديك أي أوراق تثبت ملكيتك أو لوالدك لأية أملاك في القرية؟ (عرض الوثائق وتصويرها على الكاميرا)
- هل تملك وثائق شخصية قبل النكبة؟ مثل شهادة ميلاد، هوية شخصية، جواز سفر أو أي أوراق رسمية ؟ أو إحصاء المواشي أو إيصالات دفع الضرائب؟

رموز القرية
30. هل كان هناك وجهاء معروفين في القرية يصلحون ذات البين أو يطلبون أيادي البنات في الزواج أو يتحدثون في المآتم؟
- اذكر اشهر الأشخاص في حمولتك.
- هل كان هناك أشخاص مشهورين في الشعر الشعبي والزجل؟
- هل كان هناك أشخاص مشهورين من قريتك؟ مثلا قائد عسكري،احد الثوار، شيخ أزهري، طبيب، كاتب، أستاذ مشهور بالعلم.

مراكز البوليس و السجون
31. هل هناك مخفر للشرطة في القرية؟
- هل كان المبنى كبيراً؟ هل تستطيع أن تحدد كم كان عدد الغرف فيه؟
- هل كان من طابق واحد أم أكثر؟
- كم كان عدد أفراد الشرطة فيه؟ هل كانوا عرباً أم انجليز أم مختلط؟
- هل تذكر اسم قائد المخفر؟
- هل كان هناك سجن؟ هل تستطيع أن تصفه؟
- هل كان المساجين من القرية أم من قرى أخرى؟
- أما إذا أجاب بـ(لا).. فما هو أقرب مخفر للشرطة كانت الناس يذهبون إليه لحل مشاكلهم؟

أسئلة عامة
32. هل قمت بزيارات للمدن الفلسطينية قبل النكبة؟
- ماذا تذكر عن محطة الباصات ، محطة القطار، الشواطئ، الجوامع، الأسواق؟ (تعديد أسماء الأسواق).
- لماذا كنتم تذهبون مع أهاليكم للمدن الفلسطينية؟ للتسوق، للمسرح، للعلاج، للسينما، أم لأسباب أخرى؟
- ما كانت الطرق التي كنتم تسلكونها؟
- وما هي وسيلة الركوب (دواب، سيارات، مشيا على الأقدام)؟

الأعياد الدينية والمناسبات الاجتماعية،الواج ،الوفاة ، الحج
33. كيف كنتم تستعدون لشهر رمضان؟
- على أي شيء كان الاعتماد على مائدة الافطار؟
- هل كانت تجتمع العائلة الكبيرة على الإفطار؟
- هل كانت ظاهرة المسحراتي موجودة في القرية؟ من كان يقوم بهذه المهمة؟
- ها كانت صلاة التراويح تقام في المسجد؟ وهل كانت النساء تذهب لأدائها في المسجد؟
- هل يمكن أن توجز لنا الصورة عن عيد الفطر: صلاة العيد، برنامج الرجال بعد الصلاة، الاطفال ولباسهم وألعابهم، العيديات، الحلويات ..
- ماذا عن عيد الأضحى وذبح الأضاحي وتوزيعها؟
- هل كان الأهالي يحتفلون بذكرى المولد النبوي؟ وكيف؟ (دق العدة وعدد الرجال المشاركين ) هل تذكر من كان مسؤول عن دق العدة
- خميس البيض، احتفالات النبي موسى، النبي روبين، النبي صالح: ( هل كانت تخرج عدة في هذه المناسبات )؟

طقوس الزواج
34. نرجو أن تعطينا وصف عام للعرس من طلب اليد الى ليلة الدخلة
- زيارة استكشاف العروس..
- الجاهة
- كيف كان يتم التحضير لهذه الزيارة؟
- ماذا كنتم تحضرون معكم؟
- من هو المأذون ومن اين كنتم تحضرونه ومن كان يدفع له
- ما هي كسوة العروس ومم كانت تتألف؟
- هل كان هناك صندوق للعروس؟
- هل كان هناك هِدَم للعم والخال؟
- كيف كنتم تخرجون العروس من بيتها؟
- حصان من كان يستخدم في العرس
- هل كانت العروس تركب فرس أم جمل؟
- كيف كان يتم تزينه؟
- صف لنا الموكب هل كانت هناك طريقة لسير الموكب؟
- من كان يقود الدابة التي تحمل العروس؟
- هل كان هناك استخدام للبخور اثناء الزفة
- إذا مرت العروس من قريتكم لقرية أخرى؟ كيف كنتم تستقبلونها؟
- هل كنتم تأخذون شاة الشباب؟
- كيف كان يتم النقوط للعريس والعروس؟
- هل كان النقوط عبارة عن مواشي (كود) أم نقود أم ذهب؟
- هل تستطيع أن تصف حلقات الدبكة والسامر؟ كم صف كانت؟
- هل كان هناك فرق موسيقية
- هل تتذكر اسماء الحداي
- هل تتذكر ما كان يقال في السامر؟
- هل تستطيع أن تضيف شيئا آخر؟

طقوس الوفاة
35. كم مقبرة كان يوجد في قريتك؟
- في أي اتجاه كانت هذه المقابر؟ وكم تبعد عن مركز القرية؟ ما اسمها؟
- هل كانت هذه المقابر تتبع للعائلات أم جماعية لاهل البلد؟
- هل كان هناك مقبرة رئيسية؟
- كيف كنتم تنظمون بيت العزاء؟
- كم يوماً كان يقام بيت العزاء؟
- هل كانت القرية كلها تشارك في المآتم؟
- هل كنتم تساعدون بعضكم في موضوع الطعام وضيافة المعزين؟
- في حالة استشهاد أحد الثوار هل كانت هناك طقوس مختلفة للدفن والجنازة وبيت العزاء؟

فريضة الحج
36. كيف كنتم تودعون الحجاج؟
- ما هي الطرق التي كانوا يسلكونها؟
- ما هي وسائل النقل التي كانوا يستخدمونها؟
- كم كانت تطول فترة غياب الحجاج؟
- كيف كنتم تستقبلونهم؟ هل كانت هناك أغانٍ معينة لذلك؟
- هل كانوا يحضرون الهدايا معهم وما هي ؟
- هل كنتم تذبحون وتعدون الولائم فرحا لعودتهم؟

القسم الثاني: ثورة 1936
1. صف لنا كيف شارك اهل قريتك او بلدتك او عائلتك في ثورة 1936.
- هل قاتلتم خارج القرية؟
- هل خرجتم في نجدات لمناطق اخرى؟
- ما كان تأثير هذه الثورة على عائلتك أو قريتك؟ مثلا: عمليات المداهمة والقمع الجماعي من قبل الاحتلال البريطاني؟
- هل تتذكر اسماء من هدمت بيوتهم او اعتقلوا وعذبوا؟ وهل تتذكر في أي أوقات حدث ذلك؟

2. ما كان تأثير الاضراب عليكم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية؟
- ما كان تأثير الاضراب على الوضع الزراعي؟
- ما كان تأثير الاحتلال على الانتاج الزراعي مثلا هل كان الاحتلال يضع عراقيل أو عقاب جماعي على أهل القرية لمساعدتهم للثوار؟
- ما تأثير الاحزاب على توفير المواد الأساسية؟
- صف لنا الترابط والتضامن الاجتماعي بين أطراف وعائلات القرية في تلك الفترة على سبيل المثال؟
- هل كانت العائلات المقتدرة تساعد العائلات الفقيرة والغير قادرة؟

3. كيف كنتم تساعدون الثوار والمجاهدين؟
- هل كنتم تقدمون الطعام والمأوى للثوار من المناطق الأخرى؟
- هل كنتم تقدمون معلومات للثوار عن أماكن تواجد قوات الاحتلال؟

4. هل تتذكر أسماء اشخاص بارزين شاركوا في هذه الثورة؟
- هل كان أحد منهم من قريتك أو عائلتك؟

5. هل تتذكر أشخاصا استشهدوا أوجرحوا أو أعتقلوا أو تم نفيهم؟
- هل تتذكر كيف حصل ذلك؟
- هل تتذكر أسماء وأماكن السجون التي كانت يعتقلون فيها؟

العصابات الصهيونية واعتداءاتهم
6. هل تعرضتم لهجمات من العصابات الصهيونية في ذلك الوقت؟ أو وقعت مناوشات بينكم؟
- من كان المبادر في هذه المناوشات؟
- أين كانت تحدث هذه المناوشات ومتى كانت تحدث؟
- هل تتذكر نتائج هذه المناوشات؟
- هل علمتم بالمخطط الصهيوني الهادف لإفراغ فلسطين من سكانها قبل النكبة؟
- هل علمتم بذلك عن طريق الاعلام (صحف، راديو) أم كان عن طريق الأحزاب ومنظمات الثوار؟

7. كيف علمتم بقرار التقسيم الذي صدر في شهر (11) تشرين من عام 1947؟
- كيف تقبلتم الخبر وما هي ردة الفعل التي حصلت؟

8. كيف كان الاحتلال البريطاني يتعامل مع الأشخاص الذين يتم ضبط مسدسات أو سكاكين معهم؟

مرحلة ما قبل احتلال القرية والدفاع عنها
9. كيف حصلتم على الأسلحة للدفاع عن القرية؟
- من أين كنتم تشترون الأسلحة؟
- هل كان هناك تنسيق في جمع الاموال وشراء الاسلحة؟
- هل ذهب بعضكم إلى مصر أو سوريا أو لبنان أو الأردن لشراء الأسلحة؟
- أم كان يحضر تجار أسلحة للقرية لبيع ما عندهم؟
- كيف وفرتم الأموال لشراء الأسلحة؟
- هل كان هناك ضرائب معينة على كل بيت؟ أم من تبرعات الناس وذهب الزوجات؟
- من كانت مهمتهم جمع الأموال؟ هل تذكر أسماءهم؟
- من كانت مهمته شراء وتأمين الأسلحة اللازمة للدفاع عن القرية هل تتذكر أسمائهم؟
- هل تتذكر ثمن البارودة ؟
- هل تتذكر متى وصلت هذه الأسلحة؟ هل وصلت قبل المناوشات ام بعدها؟
- كيف تم توزيعها على الثوار في القرية؟
- هل تم تدريب الأشخاص على استعمال هذه الاسلحة؟ من كان يدربهم؟ وأين؟
- هل اضطر الثوار للدخول في معارك قبل اتمام التدريب؟
- هل تتذكر نوعية وكمية هذه الأسلحة؟

10. من كان المسؤول عن تنظيم الدفاع عن القرية؟ هل تتذكر اسمه؟ او مساعديه؟
- هل كان من أبناء القرية أم من الثوار من خارج القرية؟
- هل تتذكر أي تفاصيل عن خطة الدفاع عن القرية وهل كان هناك خلافات بشأنها؟
- حول ماذا كانت هذه الخلافات؟
- هل تتذكر عدد المدافعين عن القرية؟
- هل كان هناك ثوار من خارج القرية ساعدوكم بالدفاع عن القرية؟
- هل تتذكر أسمائهم؟ من أي قرى؟
- كيف كنتم تؤمنون لهم المأوى والطعام؟
- هل وصل قريتكم أو جوارها جنود نظاميون من الدول العربية؟
- هل تم تنسيق الدفاع مع قرى اخرى؟

11. هل تم بناء استحكامات للدفاع عن القرية؟
- من كان مسؤولا عن هذه الاستحكامات؟
- من كان مسؤولا عن التخطيط لها؟
- كم كانت تبعد عن مركز القرية وبأي باتجاه؟
- هل تستطيع أن تصفها لنا وكيف تعاونتم على بنائها؟
- هل كانت على شكل حواجز أم خنادق أم متاريس؟
- كم كان طول وعرض الخندق؟
- في أي جهة كانت الخنادق؟
- هل كانت الخنادق على خط واحد؟
- هل كانت هناك مجموعة خطوط دفاعية؟
- هل كانت هناك كلمات سر أو اشارات اثناء الحراسة؟
- هل تذكر أحداً شارك في بناء هذه الاستحكامات؟
- هل تذكر المناوبين على حراسة هذه الاستحكامات؟
- هل تذكر كيف كنتم تنظمون المناوبات؟

12. هل ذهبت فزعة أو فزعات من قريتكم للدفاع او المساعدة الى قرى أخرى؟ كيف جاء الخبر؟
- ما هي أسماء هذه القرى التي قدمت لها هذه الفزعات؟
- هل تتذكر من استشهد او جرح في هذه الفزعات؟
- ما كانت النتيجة لكل فزعة؟
- هل تتذكر أن قرى اخرى قدمت لكم فزعات أو نجدات؟
- ما أسماء هذه القرى التي قدمت لكم هذه النجدات؟
- هل تتذكر اسماء الشهداء والجرحى وما هي الخسائر من الجانب الصهيوني ونتيجة المعركة؟
- هل تذكر قائد هذه الفزعات وكيف كان التنقل؟

13. هل استقبلتم لاجئين من قرى اخرى قبل أن تقع قريتكم تحت الاحتلال؟
- ما هي أسماء هذه القرى؟
- كم تبعد عن قريتكم ومن أي اتجاه؟
- كيف قدمتم لهم المساعدة بالنسبة للسكن والمأكل والمشرب؟
- هل طال بقائهم في القرية ام كانوا مارين فقط؟

14. هل غادر بعض أهل قريتك البلدة قبل احتلال العصابات الصهيونية لها؟
- ما هي أسباب ذلك؟ (الخوف على الحياة أو العرض أو شح المواد الغذائية)
- ما هي المدة التي سبقت الاحتلال وكيف حدث ذلك؟
- إلى أين تمت المغادرة؟
- ماذا كان رد فعل أهل القرية؟ هل لاموهم على ذلك أم عذروهم؟

15. ما كان تأثير المناوشات العسكرية مع العصابات الصهيونية على الأوضاع الاقتصادية والزراعية؟
- ما كان تأثير المناوشات والحصار على توفير المواد الأساسية وتسويق المنتوجات؟
- وكيف كان التأثير على شحن المؤن؟
- وكيف كان التأثير على زراعة الحبوب والخضار والحصيد؟
- هل قام الصهاينة بخلع الأشجار وتخريب آبار المياه؟
- هل تم احتلال بعض الحقول والبيارات التابعة للبلدة قبل أن يدخلوا الى القرية؟
- لمن كانت هذه الحقول والبيارات ومتى احتلت إذا أمكن؟

16. ماذا كان تأثير مجزرة دير ياسين (9/4/1948) أو حوادث أخرى حصلت على أهل القرية قبل الاحتلال؟
- كيف سمعتم عن هذه المجزرة أو الحوادث الاخرى التي تعرضت لها القرى والبلدات العربية؟
- هل كان ذلك عن طريق تناقل الاخبار بين الناس والتهويل الذي حصل عليها ام عن طريق الصحف والراديو؟ ما اسم هذه الاذاعة أو الصحف؟
- هل تستطيع ان تصف لنا ما سمعتموه؟
- كيف كنتم تتابعون أنباء الحرب بشكل عام قبل احتلال القرية؟

مرحلة احتلال القرية
17. أين كنت عند حدوث الهجوم الأخير على قريتك؟ هل تتذكر تاريخ هذا الهجوم؟
- هل شاهدت بداية الهجوم أم أعلمك به شخص آخر؟
- في أي وقت من اليوم تم هذا الهجوم؟ في الصباح، ظهرا، عصرا أم مساء؟
- هل تعرف نوعية الاسلحة التي استخدمت بالهجوم على قريتك؟(مثلا أسلحة خفيفة، رشاشات، مصفحات، طائرات؟)
- هل تتذكر من أي اتجاهات تم الهجوم على قريتك؟
- هل ترك العدو احدى جهات القرية مفتوحة لخروج الناس؟
- هل تستطيع ان تصف لنا دقائق الهجوم كما تتذكر أو كما رواه لك أهل القرية؟
- هل تذكر أسماء من استشهد من اهل القرية خلال الهجوم وأين تم دفنه أو دفنهم؟
- هل كان هناك جرحى وكيف تم علاجهم؟ هل كان هناك قتلى أو جرحى أو أسرى من العصابات الصهيونية؟ وماذا كان مصيرهم؟ وكذلك الأسرى؟ هل تذكر الأسماء؟

رحلة العذاب
هذا القسم في غاية الأهمية ويجب التدقيق في الإجابة والمحافظة على التسلسل الزمني والمكاني.

18. هل تذكر التاريخ والوقت الذي خرجت فيه من القرية ؟
- ما هو الدافع الأساسي الذي دفع بكم للخروج من القرية؟ هل قامت القوات والعصابات الصهيونية بالقصف المباشر على القرية وخفتم على أرواحكم أم لأسباب أخرى؟
- هل تذكر ماذا كنت تلبس في ذلك الوقت؟
- هل خرجتم جميعاً أم كل عائلة كانت تخرج على انفراد؟
- هل فقدتم أو نسيتم أحداً في القرية لدى خروجكم عنها؟
- هل بقي بعض الطاعنين في السن في القرية؟ من هم وماذا حل بهم؟

19. هل سكن أهل القرية بشكل مؤقت في محيط القرية؟
- ما هي الأماكن والوقت الزمني الذي قضيتموه في تلك المناطق؟
- ما هو السبب المباشر الذي دفعكم للرحيل عن محيط القرية؟
- قبل الرحيل من القرية، هل أغلقتم أبواب بيوتكم ومخازنكم؟
- هل تحتفظون بالمفاتيح لغاية الآن؟ مع من المفاتيح الآن؟
- هل كنتم تظنون أن هجرتكم من القرية ستكون مؤقتة أم لزمن طويل؟
- هل تستطيع ان تصف لنا مشهد القرية الأخير قبل خروجك منها؟

20. ماذا أخذتم معكم من القرية؟ مثلا: دواب، ماشية، طعام، فراش، عفش الدار، اواني للطبخ، طحين؟
- هل تتذكر كيف كان الطقس في ذلك الوقت، حارا، معتدلا، أم باردا؟
- هل خرجتم مشيا على الإقدام؟ أم في وسيلة مواصلات؟ أم على الدواب؟
- بطريق خروجكم من القرية ما هي الحارات التي مررتم بها؟
- ما هو الاتجاه الذي ذهبتم اليه؟
- هل تتذكر من هم الأقرباء والجيران الذين رحلوا معكم؟ وكيف ساعدتم بعضكم البعض؟

إذا لم يكن في القرية وقت الهجوم والخروج
- ماذا قال لك الناس عن كيفية الهجوم على القرية؟
- من الناس الذين قالوا لك.. أخوك... أبوك... عمك... خالك؟
- من أي طريق خرجوا من القرية (من أي جهة)؟

21. ما هو المكان الرئيسي الاول الذي مررتم به بعد خروجكم من القرية؟
- هل قدم لكم أهل هذا المكان أية مساعدة؟
- هل كنتم تنامون في العراء أم كنتم تنامون في المغاور وتحت الشجر؟
- هل كنتم تحتمون من حر الشمس في النهار؟ أم كنتم تسيرون ليلا وترتاحون نهارا؟
- ماذا عن توفر الماء والطعام خلال الرحلة؟
- هل تذكر حالات عطش، مرض، أو موت خلال رحلة (القهر) هذه؟

22. هل كان هناك حواجز على الطرق للعصابات الصهيونية في طريق هجرتكم؟
- ماذا كان يحدث على هذه الحواجز؟ هل كنتم تمرون بسلام أم كانوا ينهبون ما تحملون ويوجهون لكم الإهانات في محاولة للإذلال؟
- ما هو أول مخيم (وحتى لو كان مؤقتا) الذي سكنتموه بعد انتهاء رحلة العذاب؟
- كيف وأين كنتم تنامون؟ الطعام من أين كنتم تحصلون عليه؟ الصرف الصحي؟ وكل ما تتذكره في تلك المخيمات المؤقتة؟
- منذ خروجكم من القرية وحتى وصولكم لأول مخيم آمن بعيد عن المعارك والعصابات الصهيونية كم استغرقت هذه الرحلة؟

23. هل حاولت الرجوع لقريتك بعد هجرتكم عنها؟
(اذا كان الجواب نعم) لكل مرة تم الرجوع بها يجب السؤال:
- بعد كم يوم أو شهر من خروجكم حاولت الرجوع؟
- ما الذي دفعك للرجوع؟ ما سبب ذلك؟
- ماذا كانت وسيلة التنقل ـ مشيا على الاقدام أم بواسطة نقل أم على دابة؟
- هل رجعت لوحدك أم مع آخرين؟
- هل تذكر المناطق والقرى بالترتيب التي مررت بها؟
- هل كانت القرى التي مررت بها مهجورة أم مدمرة أم مسكونة؟
- هل تعرضت لمضايقات لدى رجوعك من العصابات الصهيونية؟
- كيف تصف لنا الحال في هذه الرحلة من حيث المأكل والمشرب في طريق عودتك للقرية؟
- صف لنا حالة القرية عند وصولك لها؟
- هل كانت البيوت مدمرة؟
- هل كان هناك جثث شهداء لم تكن قد دفنت بعد؟
- أم كانت على ماهية عليه ولم تدمر؟
- هل كان أحد من اليهود قد سكن في القرية؟
- ماذا حل ببيتكم؟
- ماذا أحضرت معك من القرية؟
- هل علمت برجوع لاجئين آخرين للقرية؟
- لماذا رجعوا للقرية؟ وماذا أحضروا معهم وماذا قالوا لك؟
- هل تعلم إذا جرحوا أو اسروا او استشهدوا؟

24. متى آخر مكان استقريتم فيه، اذكر لنا أسماء كل المخيمات التي سكنتم بها؟
(لكل مخيم يذكر يجب طرح الاسئلة التالية)
- كم سنة سكنتم المخيم؟
- هل كان المخيم في البداية من خيم؟ كم سنة عشتم في الخيم؟
- عائلة واحدة أم أكثر كانت تسكن في نفس الخيمة؟
- هل تستطيع ان تصف لنا المعيشة في هذه الخيم؟ (الاضاءة، البرد، الحر، المراحيض).
- ماذا عن المدارس، كيف كان طلاب المدرسة يدرسون؟ في خيمة أم في العراء؟
- من كان يوفر الكتب المدرسية؟
- من كان يوفر الخدمات؟ الصليب الاحمر، وكالة الغوث أم جهات أخرى؟
- كيف كان يتم ذلك؟ هل سجلوكم في سجلات خاصة وكانوا يقدمون لكم المواد التموينية والملابس؟
- هل كان هناك عيادة صحية؟
- هل كان هناك مستشفيات تذهبون إليها لتلقي العلاج؟
- هل كانت هناك طرق داخل المخيم؟ وهل كانت معبدة؟
- كيف كان حال الطرق وقت الشتاء؟
- ماذا عن الصرف الصحي؟
- كيف ومن أين كنتم تحضرون الماء للشرب والغسيل؟
- هل كان هناك عمل بالأجرة؟ وكم كانت الأجور؟
- أين كنتم تعملون؟
- وكيف كنتم تتنقلون من المخيم الى القرى والمدن المجاورة؟

25. اذكر لنا أسماء المدن والقرى الأخرى التي تجمعت معكم في المخيم؟
- هل اختلط أهالي القرى المختلفة مع بعضهم البعض في السكن أم أن أهالي كل قرية كانوا يأخذون جانباً منفصلاً؟
- هل أعطوكم أسماء أو أرقام لكل حارة للتميز عن بعض؟

26. هل زرت بلدتك بعد النكبة؟
اذا كانت الاجابة نعم:
- ماذا تبقى منها بعد كل هذه السنين؟ ماذا كان شعورك وقتها؟
اذا لم يزر البلدة:
- هل حدثك أحد بزيارتهم لقريتكم بعد النكبة؟ ماذا حدثوك عنها؟

27. هل تم تسجيلك في سجلات هيئة الامم المتحدة (وكالة الغوث)؟

28. هل يوجد لاهل قريتك جمعية او جمعيات خيرية او ديوان؟
- أين موقعه ومن يديره الآن؟
- ما هي الخدمات التي تقدم لأبناء البلد عن طريق هذه الجمعيات والدواوين؟
- هل يوجد نشاطات معينة تقام بها؟

29. قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والذي صدر بشهر 12 عام 1948أقر حقك بالعودة إلى ديارك واسترداد ممتلكاتك والتعويض عن المعاناة التي لحقت بك نتيجة النكبة وفي الشتات:
- ماهو موققك اذا ما توفرت لك فرصة العودة إلى ديارك واسترداد ممتلكاتك مع الحفاظ على حقوقك الاساسية وحقك في تقرير المصير؟
- هل هناك أي شيء ممكن أن يعوضك عن وطنك وأرضك وممتلكاتك؟
- بعد التشرد ومعاناة السنين الطويلة كيف تشعر بمسؤولية المجتمع الدولي حيال النكبة التي عاشها الشعب الفلسطيني؟
 
توثيق التاريخ الشفوي.. مهمة الأفراد كما المؤسسات

يحرص المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية على توثيق تاريخ وتراث شعبنا الفلسطيني على لسان أهلنا الذين عاشوا في فلسطين قبل النكبة عام 1948.. فلكل واحد منهم رواية وشهادة على جرائم العصابات الصهيونية، سواء ما تعلق منها بالقتل والاعتداءات الجسدية على الشعب الفلسطيني، أو ما طال الأرض والتراث وصولاً إلى اقتلاع شعب بكامله من أرضه وبيته.
مهمة التوثيق هذه ليست مهمة سهلة، لا تقدر عليها مؤسسة أو منظمة بعينها، فنحن نتحدث عن آلاف من الأشخاص موزعين داخل فلسطين وخارجها وهم يبلغون من العمر قرابة الـ 75 عاماً كحد أدنى، وهذا يقتضي تحركاً واسعاً وسريعاً من الجميع أفراداً ومؤسسات لتوثيق ما عند هذا الجيل، جيل النكبة، لأنه جزء بل هو صميم الهوية الفلسطينية.
وهنا نتوجه بالخطاب لفئة الشباب والمؤسسات الشبابية من طلاب وكشافة ورياضيين، بالاهتمام بهذا الجانب والعمل – ولو بجهد فردي - على التوثيق للأهل والأقارب الذين عاشوا على أرض فلسطين قبل 1948، بالصوت والصورة بما تيسر لهم من وسائل وتقنيات والعمل على نشرها أو التواصل مع المتخصصين للاستفادة منها.
ونور الأدب إذا يهمها أن تشجع هذه الفئة من ابناء الشعب الفلسطيني على هذا العمل، فهي تضع بين أيدي المهتمين الأسئلة المعتمدة المساعدة في مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية.، تحوي عدداً كبيراً من الأسئلة العامة والتفصيلية التي يمكن الاستفادة منها للتوثيق.. آملين من الجميع التعاون وبذل الجهد في هذه المهمة الوطنية الملقاة على عاتق الأفراد كما المؤسسات..

قد أدرجنا هنا الأسئلة المعتمدة المساعدة في مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية للإسترشاد بها.
الكراسة الأصلية حصلنا عليها من قسم الدراسات في تجمع العودة الفلسطيني – واجب / سوري.
 المصدر بتصرف: Howiyya

دراسة: اغتيالات نوعية بسموم صهيونية.

دراسة: اغتيالات نوعية بسموم صهيونية.
المجد - خاص

السموم في علم الأحياء:

عبارة عن مواد كيميائية لها المقدرة على إحداث الأذى والضرر، أو التوعك، أو الموت. ينشأ الأثر السمي عادة عن طريق تفاعل كيميائي يحدث إما عن طريق الاستقلاب (الأيض أو عملية التمثيل الغذائي( أو التلامس وذلك على المستوى الجزيئي.

جرائم الاغتيال:

عرفت الإنسانية جرائم الاغتيال منذ القدم والذي كانت تقف وراءه أطماع ومصالح وأهداف محددة، إلا أن المجتمعات القديمة لم تعرف ما عرفته المجتمعات الحديثة والمعاصرة من أدوات وأساليب وتقنيات الاغتيال. ولقد مارست التنظيمات السرية الصهيونية الاغتيال قبل إعلان قيام دولة الكيان لتحقيق أهداف ما، وبعد تأسيس الدولة الصهيونية عام 1948م اشتركت أجهزتها الأمنية مع المنظمات السرية في القيام بهذه المهمة.

مفهوم الاغتيال لدى الصهاينة:

اغتيال الشيء يعني القضاء عليه والتخلص منه، وهو من الغل.. (الكراهية الشديدة)؛ ويشير هذا المفهوم إلى دلالات عدة، حيث الاغتيال يكون بنية مبيتة، ويأتي على غفلة للشخص "المغتال". معنى ذلك أن عملية الاغتيال يسبقها تخطيط وتدبير محكم وتدريب قبل الشروع في عملية الاغتيال.

القانون الصهيوني يبارك الاغتيال:

تجدر الإشارة إلى أن القانون الصهيوني يبيح اغتيال أو قتل "أعداء دولة الكيان". ففي نهاية عام 1972م، وبعد قتل 11 رياضيا صهيونياً في أولمبيات ميونخ، صادق الكنيست بأغلبية ساحقة، باستثناء ممثلي الحزب الشيوعي وقتها، على قانون يسمح بمعاقبة واغتيال أي أجنبي متهم بالعمل ضد دولة الكيان، بغض النظر عن مكان وقوع هذا العمل.

أين تنتج دولة الكيان سم الاغتيالات الصامتة؟

معهد "نيس تسيونا" إنه المعهد البيولوجي في مدينة " ريشون ليتسيون "، جنوب شرق مدينة تل الربيع (تل أبيب)، أكثر المنشآت الأمنية سرية في دولة الكيان، يفرض الكيان الصهيوني رقابة عسكرية مشددة على كل مادة إعلامية تتعلق به، ويشغل هذا المعهد 300 من العلماء والفنيين، ويضم عدة أقسام، كل منها يتضمن خط إنتاج محدد لإنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية. ومعظم هذه الأقسام يتخصص في إنتاج المواد البيولوجية ذات الاستخدام الحربي، مثل السموم التي تستخدم في عمليات الاغتيال.

ضحايا هذا المعهد :

داخل هذا القسم أنتج السم الذي استخدمته وحدة الاغتيال في الموساد المعروفة بـ " كيدون " في المحاولة الفاشلة في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عام 1997م، لكن لا خلاف على إن أول استخدام لمنتجات هذا المعهد في عمليات الاغتيال كانت أواخر عام 1977م، حيث أجاز رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق مناحيم بيغن لجهاز الموساد تصفية وديع حداد، أحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عبر دس مادة بيولوجية سمية في الشوكولاته البلجيكية التي كان مولع بتناولها، غير أن هذه المادة البيولوجية أو السم قد تم إنتاجها لأول مرة في المعهد البيولوجي. وكانت آلية عمل السم تقوم على التأثير التدريجي على صحة الضحية، بحيث لا يموت فجأة، فيتم الكشف عن هوية العميل والآلية المستخدمة. وبالفعل حدث تدهورعلى صحة حداد، وتم نقله لإحدى مستشفيات ألمانيا الشرقية، حيث تم تشخيص مرضه كسرطان دم، وتوفي حداد في 28 مارس عام 1978م . لكن تبين بعد 32 عاماً إن سبب الوفاة هو السم، الذي أنتج في المعهد البيولوجي.

أيضا كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضحية لفيروس سام من قبل الموساد الصهيوني منتج من نفس المعهد في عملية كودية عرفت باسم "القتل اللذيذ" بعدها يرحل جمال عبد الناصر تاركا وراءه لغزا نكشفه بعد 41 عاماً من رحيله.

واليوم ينكشف سر موت الرئيس الراحل ياسر عرفات بعد ثمان أعوام من رحيله، فقد تبين ان سم البولونيوم المتهم الأول بقتل عرفات، هو عنصر كيميائي في الجدول الدوري يرمز له بـ Po وعدده الذري 84. يعد من أشباه الفلزات، وله نشاط إشعاعي نادر. والبولونيوم كذلك سام كيميائياً. وهو شديد الخطورة ويتطلب معدات خاصة وطرق صارمة للتعامل معه.

أجسام ألفا التي يشعها البولونيوم تدمر الأنسجة الحيوية بسهولة إذا ما ابتـُلع (بالتنفس أو الامتصاص) يتم إعداده داخل المفاعل النووي ويستخدم البولونيوم مصدرا للنيوترونات في عمليات الطاقة النووية والإشعاع، ويعتبر "البولونيوم 210" سما مثاليا في مجال الاغتيالات، فهو قاتل ولا يمكن تحديده إلا بعد فوات الأوان.إن جرعة من المسحوق الأبيض اقل من حبة الملح كان لها أن توضع في شراب بدون إن تغير الطعم كفيلة بإنهاء وتدمير أنسجة الجسم، وقد عقب احد المختصين الأردنيين أنه ربما لن يجد المحققون شيئا من مادة البولونيوم المفترض وجودها في جثمان عرفات لأن عمرها قصير 136يوما قبل ان تتلاشى نهائيا وحيث ان وفاة عرفات قد مضى عليها 8 سنوات.وقد كان أول ضحايا البولونيوم الجاسوس الروسي ألكساندر ليتفيننكو في 2006 أعلن أنه كان بسبب التسمم بالبولونيوم.

إن دولة الكيان لم تتوانى في قتل أعدائها أينما وجودوا وبكافة السبل فقد ضربت جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية عرض الحائط للوصول إلى مبتغاها من قتل أعدائها هذه هي الثقافة الصهيونية.

الكأس .. هل حقاً يمكنه حماية الدبابات الصهيونية ؟


الكأس .. هل حقاً يمكنه حماية الدبابات الصهيونية ؟

المجد- خاص
الكأس حقاً يمكنه حماية الدبابات

بعد الفشل الصهيوني الذريع في حرب لبنان الثانية على جميع الأصعدة، وسقوط المدرعات والدبابات الصهيونية فريسة لصواريخ حزب الله وفشلها في تحقيق أيا من الأهداف الموكلة إليها، كان ولابد من تطوير منظومة دفاعية لحماية المدرعات الصهيونية في حال قضت الظروف إقحامها في معارك مقبلة في جنوب لبنان أو في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فعلى مدار 10 أعوام من الأبحاث والتجارب خرجت منظومة الكأس "The trophy" كثمرة هذه التعاون بين مؤسسات جيش الإحتلال لإنتاج النظم الدفاعية.

فمنظومة الكأس "The trophy" أو كما يطلق عليها بداخل جيش الإحتلال السترة الواقية "wind breaker" هو سلاح مطور تم تطويره لتوفير الحماية للمركبات القتالية خفيفة وثقيلة التسليح حيث تعمل على كشف وتتبع وتدمير الصواريخ والقواذف المضادة للمدرعات، يتم تركيبها على كافة المدرعات والمركبات في جيش الإحتلال وخصوصا دبابات الميركافا حيث تعتبر "فخر جيش الإحتلال" والتي منيت بخسائر فادحة خلال حرب لبنان الثانية.

حيث تتكون هذه السترة الواقية من رادار بأربعة هوائيات يتم تثبيتهم على جوانب المركبة الأربعة حيث تمثل مجال رؤية بزاوية 360 درجة في جميع الإتجاهات، فعند إطلاق قذيفة بإتجاه المركبة يقوم الرادار بإلتقاط إشارات منبعثة من القذيفة وتحليها لحساب المسافة بين المركبة والقذيفة ومدى الضرر الذي ستلحقه القذيفة بالمركبة وبمجرد إنتهاء الردار من هذه العملية يتم حساب الوقت والزاوية المناسبين لإطلاق القذائف المضادة لهذه القذيفة حيث يتم إطلاق القذائف المضادة من منصتي إطلاق على جانبي المركبة. تقوم القذائف المضادة بتدمير الهدف بتكنولوجيا تعمل على تقليل حيز تدمير الهدف وبالتالي تعمل على تقليل خطر تعرض القوات القريبة من المركبة لشظايا القذائف.

تم تصميم هذه المنظومة لتكون قادرة على العمل ضد جميع الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات، بالإضافة إلى صواريخ الكتف أر بي جي "RPG". كما تستطيع هذه السترة الواقية على مواجهة أكثر من قذيفة في نفس الوقت ومن إتجاهات مختلفة كما أن هذه المنظومة قادرة على العمل في حالتي الحركة والثبات وعلى جميع القذائف طويلة أو قصيرة المدي.

في الوقت الذي تعد المهمة الأساسية لهذه المنظومة الدفاعية هي التصدي للهجمات الصاروخية إلا أن هذه المنظومة يراد لها ان تحدث فارقا كبيرا مع مركبات نقل الجنود الخفيفة والتي كانت هدفها سهلا للهجمات الصاروخية. فبإستخدام هذه المنظومة على المركبات "Stryker" يحتمل الإستغناء عن الدرع المضاد للصواريخ الملحق بها وبالتالي يسهل شحنها عبر طائرات الشحن " C-130 Hercules"، حيث يلزم لشحن هذه المركبات أن يتم فك الدرع الملحق بها وإعادة تركيبه عندما تصل إلى المكان المنشود وبذلك يأمل مطوروا المنظومة توفير ما يزيد عن 100 ساعة من الفك والتركيب مما قد يجعلها أكثر فاعلية وعملية وكفاءة أثناء العمليات الحربية كما يأملون.

و قد تم تطوير نسخة خفيفة من هذه المنظومة بواسطة "مؤسسات رافائيل للمنظومات الدفاعية" المسؤولة عن الصناعات العسكرية الصهيونية في عام 2007. فبينما تم تصميم النسخة الكاملة لدبابات الميركافا خصيصا، تم تصميم النسخة الخفيفة للمركبات متوسطة وخفيفة التسليح لحمايتها من الهجمات الصاروخية حيث تكون هذه النسخة أخف من حيث الوزن والحجم وأقل في التكلفة أيضا.

وكانت أول تجربة عملية على أرض الواقع لهذه المنظومة في الأول من مارس عام 2011 عندما كانت إحدى دبابات الميركافا "MK IV" المزودة بهذه السترة الواقية في موقعها بالقرب من الحدود مع قطاع غزة حيث إستطاعت هذه الدبابة إعتراض قذيفة صاروخية كانت موجهة إليها وتدميرها قبل إصابتها للدبابة.

وبرغم ذلك فما زال الأمر المؤكد أن تكاليف هذه الأسلحة المتطورة مثل نموذج الكأس وكذلك القبة الحديدية ما تزال تقف عائقاً كبيراً أمام جيش الإحتلال، ومما يفاقم مشكلة التمويل مقاومة جهات نافذة في الولايات المتحدة تزويد الجيش الأمريكي بها حيث ينافس هذا النظام نظاماً أمريكياً آخر يسمى (القتل السريع) أو Quick Kill تقوم بتطويره إحدى أكبر شركات السلاح الأمريكية الضخمة وهي شركة رايثيون Raytheon ذات النفوذ الواسع لدى البنتاغون، مما يقلص الإمكانيات الإقتصادية لتطوير المشروع.

كما أن النظام توجد به نقاط ضعف واضحة، حيث ما يزال عاجزاً عن حماية المدرعة في حال تم إطلاق قذيفتين أو أكثر في نفس الوقت تجاه الدبابة، وبذلك يكون (معطف الرياح) كما يطلق عليه ما يزال غير قادر على حماية الدبابات الصهيونية بشكل كامل، على الأقل في المدى القريب.