بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-12-08

الصديق وقت الضيق- وقود ومنح مجانية من فنزويلا لفلسطين

الصديق وقت الضيق- وقود ومنح مجانية من فنزويلا لفلسطين

بيت لحم - معا - "الصديق وقت الضيق" مثل طالما رددناه عن كل انسان مخلص لصديقه ويقف معه وقت الأزمات والشدائد، وهذا ما يمكن ان نقوله عن فنزويلا احدى أقرب الدول الى قلب الفلسطينيين والتي طالما عرفت بمواقفها الداعمة والمؤيدة للقضية الفلسطينية.

وتعدى الدور الذي تقوم به فنزويلا مرحلة الكلام والوعود كما تمارس العديد من الدول مع الشعب الفلسطيني بل ترجمت فنزويلا اقولها الى افعال سواء وقت العدوان على غزة او من موقفها الداعم في كافة المحافل الدولية الى جانب فلسطين وصولا للمنح الدراسية.

"تربط فلسطين بفنزويلا علاقات وطيدة منذ عهد الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو شافيز ومن خلفه الرئيس نيكولاس مادورو" تقول سفيرة فلسطين لدى فنزويلا د. ليندا صبح في لقاء شامل مع وكالة معا حول العلاقات بين البلدين وآخر تطورات الاتفاقيات الموقعة في مجال الاقتصاد وخاصة النفط، والصحة، والتعليم، والزراعة.

علاقة أخوة وانتماء
تقول سفير فلسطين ان الزعيم الراحل هوغو شافيز قبل وفاته أمر بان ان تكون قضية فلسطين قضية بوليفارية، وسار على دربه الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي تبنى القضية الفلسطينية كمبدأ من مبادئ الحزب الحاكم.

وتضيف ان الشعب الفنزويلي يحترم رسالة زعيمه الراحل بان فلسطين هي فنزويلا، وفنزويلا هي فلسطين.

الصديق الضيق- وقود ومنح مجانية

فنزويلا خلال العدوان على غزة
قالت سفيرة فلسطين ان فنزويلا تحركت حكومة ومنظمات وبرلمان وشعب لمناصرة الشعب الفلسطيني وخرجوا بأكبر المسيرات في العالم بحضور جميع الوزراء وأكثر من 100 برلماني وشخصيات دبلوماسية ونواب للرئيس دعما لغزة، كما ورفع العلم الفلسطيني على البرلمان الفنزويلي وفتحت أبواب وزارة الخارجية لمدة شهر كمقر لتجميع التبرعات والمواد الاغاثية من ملابس وأدوية لغزة، أرسلت على متن طائرات ضخمة للأردن ومن ثم للقطاع.

كما وقامت السفارة بجولة على الجالية الفلسطينية في فنزويلا وجمعت 10 ملايين دولار لشراء تجهيزات طبية ومواد اغاثية لقطاع غزة.

منح دراسية مجانية
وفي مجال التعليم، كشفت سفيرة فلسطين عن اتصالات بين الحكومة الفنزويلية والسفارة ووزارة التربية الفلسطينية لتبدأ الأخيرة منذ الأسبوع المقبل باستقبال طلبات التقدم للمنح الدراسية في فنزويلا.

"وقدم الرئيس الفنزويلي 1000 منحة للطلبة الفلسطينيين للدراسة مجانا في فنزويلا في تخصصات الهندسة المعمارية والكهربائية والمدنية والميكانيكية، والبترول والغذاء والطب" تقول السفيرة.

وتضيف ان أول دفعة من طلبة المنحة الجديدة في تخصصات الطب والهندسة وعددها 300 شخص من الضفة وغزة والشتات ستصل مطلع العام المقبل.

وكانت دفعة من الطلبة الفلسطينيين وصلت فنزويلا في منحة سابقة وصلت عبر طائرة فنزويلية الشهر الماضي والتحقوا بالجامعة الفنزويلية.

وحول الية اختيار الطلبة للمنحة، تقول ان التركيز يتم على الحالة الاجتماعية أكثر من المعدل، حيث يتقدم الطلبة للمنحة وتقوم الجهات المختصة بتقسيم راتب الأسرة على اعداد افرادها، وتابعت "الالة الحاسبة هي التي تختار الطلبة".

وقالت ان هناك جامعة للطب في فنزويلا يدرس فيها الطلبة اول عامين المواد الأساسية ثم يتم توزيعهم على جميع انهاء الدولة لإكمال تعليمهم.

وتضيف ان المنحة تشمل تذكرة ذهاب للدراسة وإياب عند الانتهاء، والسكن، والطعام اليومي، وتأمين صحي، ومصروف شهري، ومواصلات.

يشار الى ان هناك نحو 144 طالبا يدرسون في فنزويلا بمنح سابقة قدمتها فنزويلا للفلسطينيين، وتؤكد السفيرة انه مع نهاية 2015 سيكون عدد الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون بالمنح في فنزويلا 1144 طالبا.

الغاء التأشيرة لكل من يحمل الجواز الفلسطيني
وأكدت سفيرة فلسطين ان فنزويلا ألغت التأشيرة لكل مواطن يحمل الجواز الفلسطيني العادي والدبلوماسي، ويمكنه الدخول لفنزويلا فورا والعيش فيها لمدة ثلاثة اشهر فقط.

وتشير الى ان فنزويلا بلد جميلة وشعبها طيب كثيرا ويعشقون كل من يلبس الكوفية الفلسطينية.

مستشفى للراحل شافيز في غزة وآخر في رام الله
وأوضحت السفيرة ان تبرعات جمعت من الجاليات الفلسطينية واللبنانية بالتعاون مع الحكومة الفنزويلية بهدف بناء مستشفى يحمل اسم الزعيم الراحل شافيز في قطاع غزة بقيمة 8 ملايين دولار سيبدأ العمل على بنائه قريبا.

كما وأشارت السفيرة صبح الى ان فنزويلا تعهدت ببناء مستشفى آخر للعيون في رام الله مماثل لمستشفى موجود في كراكاس، وستتكفل فنزويلا بكافة المصاريف كما وستقوم بإرسال أطباء متخصصين لادارته لمدة من الوقت لحين يتمكن من العمل بشكل كامل.

وأوضحت ان
فنزويلا بانتظار المخططات النهائية من الحكومة الفلسطينية لبدء بناء المستشفى.

14 اتفاقية موقعة
وتقول السفيرة ان هناك 14 اتفاقية موقعة بين فلسطين وفنزويلا في قطاعات مختلفة وخاصة الاقتصادية والزراعية والصحة.

وأوضحت ان هناك اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي، والتبادل الاقتصادي والتجاري بين فنزويلا وفلسطين.

كما ان هناك اتفاقية لتبادل الخبرات في المجال الزراعي، مشيرة الى ان فنزويلا ستستقبل خلال العام القادم وفدا من الخبراء في المجال الزراعي من فلسطين لنقل خبراتهم في مجال البيوت البلاستيكية.

وسيقوم الخبراء في فنزويلا في تقديم كافة خبراتهم للفلسطينيين خلال الزيارة.

نفط فنزويلا في فلسطين خلال العام المقبل
وكشفت صبح لـ معا ان اتفاقية تزويد فلسطين بالبنزين والمازوت الفنزويلي ستدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابرم مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو قبل اشهر اتفاقا تقوم بموجبه فنزويلا بإرسال شحنات من البنزين والمازوت الى السلطة الفلسطينية.

وتقول السفيرة ان فنزويلا ستقوم بموجب الاتفاق ببيع السلطة البترول الخام بأسعار مخفضة جدا، تقوم حاليا السلطة وشركة البترول الفنزويلية بالأمور الفنية للبدء بإرسال الشاحنة النفطية الاولى الشهر المقبل.

وأوضحت ان كل شحنة تحتاج لتصل عبر البحر 30 يوما، ويتم حاليا مشاورات لإيجاد مصفاة لتكرار النفط الفنزويلي ومن ثم إدخاله لفلسطين.

وتؤكد السفيرة انه حسب اتفاقية باريس يحق للسلطة شراء النفط من أي دولة كانت على ان تكون ضمن المواصفات المطلوبة.

وقالت ان فنزويلا تعامل فلسطين في ملف النفط كالدول الصديقة مثل "جزر الكاريبي" أي بأسعار قليلة، حيث تعهدت فنزويلا بإرسال أربع شحنات سنويا، شحنة كل 3 اشهر.

اتفاقيات للتبادل الإعلامي
كشفت السفيرة عن اتفاقيات للتبادل الإعلامي بين فلسطين فنزويلا ، مشيرة الى ان الأخيرة ستستقبل مجموعة من الإعلاميين الفلسطينيين خلال العام المقبل لعمل جولات داخل فنزويلا والإطلاع على الاوضاع، ونقل الخبرات والتجارب.

كما ان هناك قناة فنزولية ستفتح مكاتب لها في فلسطين وتضع مراسلين لتغطية الاحداث اولا بأول.

فرق فلسطين في فنزويلا
وقالت ان فنزويلا رحبت بقدوم فرق ومنتخبات فلسطين للعب مع منتخباتها، مشيرة الى انها ستتواصل مع الجهات الرسمية في فلسطين لإرسال الوفود الرياضية لفنزويلا خلال العام المقبل اضافة الى توقيع اتفاقيات توأمة بين الطرفين.

جداريات حول فلسطين في فنزويلا
وتقول السفيرة ان العشرات من الجداريات واللوحات التي تتحدث عن معاناة الفلسطينيين مرسومة على مداخل الشوارع والمدن في فنزويلا.

كما ان العلم الفلسطيني مرفوع في العديد من المقار والمراكز الحكومية اضافة الى الكوفية الفلسطينية.

دعوة لحضور وفد من السيدات الفلسطينيات المناضلات
وأشارت سفيرة فلسطين الى ان وزارة المرأة في فنزويلا قدمت لها دعوة قبل ايام لحضور مجموعة من السيدات الفلسطينيات المناضلات لفنزويلا والتحدث عن خبراتهن ونجاحاتهن في ظل الاحتلال الاسرائيلي.

وأوضحت انها ستقوم بمتابعة الموضوع مع الحكومة الفلسطينية من أجل الزيارة.

مقر لسفارة فلسطين في فنزويلا
أوضحت السفيرة انها تعمل على انشاء مقر خاص ملك لسفارة دولة فلسطين في فنزويلا، اضافة الى بناء مركز ثقافي فلسطيني في فنزويلا. كما ستتواصل مع الجهات الرسمية في فنزويلا لبناء مركز ثقافي فنزويلي في فلسطين.

يشار الى ان فنزويلا تتربع على الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية وتقدر مساحتها بنحو 916445 كيلومتر مربع ويزيد عدد سكانها عن 29 مليون نسمة.

تقرير وجدي الجعفري

فقه السيرة مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة كتاب للشيخ العلامة شهيد المحراب محمد سعيد رمضان البوطي


فقه السيرة مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة
كتاب للشيخ العلامة شهيد المحراب
محمد سعيد رمضان البوطي

دراسة منهجية علمية لسيرة المصطفى وما تنطوي عليه من عظات ومبادئ وأحكام
يثبت هذا الكتاب أن الغرض من دراسة السيرة النبوية ليس لمجرد الوقوف على الوقائع التاريخية ولا سرد ما طرف أو جمل من القصص والأحداث، وإنما الغرض منها أن يتصور المسلم الحقيقة الإسلامية في مجموعها متجسدة في حياته صلى الله عليه وسلم بعد أن فهمها مبادئ وقواعد وأحكامًا مجردة في الذهن، فيتناول فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها، للتأكد من أن محمدًا عليه الصلاة والسلام لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه قبل ذلك رسول أيده الله بوحي من عنده وتوفيق من لدنه، ويؤكد على أهمية أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة كي يجعل منها دستورًا يتمسك به ويسير عليه ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من نواحي الحياة فإنه واجد كل ذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعظم ما يكون من الوضوح والكمال، ويؤكد أيضا على أن يجد الإنسان في دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم ما يعينه على فهم كتاب الله وتذوق روحه ومقاصده، إذ إن كثيرًا من آيات القرآن إنما تفسرها وتجليها الأحداث التي مرت برسول الله صلى الله عليه وسلم ومواقفه منها . ويؤكد كذلك على أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسته سيرته صلى الله عليه وسلم أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها متعلقًا بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق إذ لا ريب أن حياته عليه الصلاة والسلام إنما هي صورة مجسدة نيرة لمجموع مبادئ الإسلام وأحكامه . ويبرهن كذلك على أن حياته صلى الله عليه وسلم تقدم إلينا نماذج سامية للشاب المستقيم في سلوكه، الأمين مع قومه وأصحابه، كما تقدم النموذج الرائع للإنسان الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته .

لتحميل الكتاب (396 صفحة) بصيغة PDF اضغط هنا

2014-11-29

سعيد عقل مات وماتت معه التناقضات


سعيد عقل مات وماتت معه التناقضات
بين من غنى لمكة والقدس وبين من يعتبر جيش الإحتلال الصهيوني جيش الخلاص
بين من غنى لمكة والقدس وبين من يدعو الى قتل الفلسطينيين
اترككم مع هذا الفيديو بصوت سعيد عقل المتصهين اكثر من الصهاينة اليهود 

فيديو: الخيمة في مواجهة العاصفة - The tent confronts the storm


الخيمة في مواجهة العاصفة - The tent confronts the storm
شاهد هذا الفيديو تحت عنوان
الخيمة في مواجهة العاصفة - The tent confronts the storm
سبوت يوضح معاناة النازحين في قطاع غزة الذين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض بعد تدمير منازلهم.

- نزح 100.000 مواطن فلسطيني في قطاع غزة، إثر تدمير الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في العدوان الأخير.

- بلغ عدد البيوت المدمرة تدميراً كلياً وجزئياً 17.132 بيتاً، أما البيوت المتضررة فبلغ عددها 39.500 بيتاً، حسب الراصد الأورومتوسطي.

- عبد الله العجلة أحد سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يروي لنا تفاصيل معاناته وعائلته المكونة من 13 فرداً في فصل الشتاء، يقطن في خيمته التي غرز أوتادها أمام بيته المدمّر.

"ميديل إيست آي" تروى قصص المرابطات في باحات المسجد الأقصى

"ميديل إيست آي" تروى قصص المرابطات في باحات المسجد الأقصى

كتبت الصحفية البريطانية بيثان ستاتون تقريرًا من القدس المحتلة، عن النساء المرابطات لحماية المسجد الأقصى، في الوقت الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال الرجال من الدخول والرباط فيه.

وفي التقرير الذي نشره موقع "ميديل إيست آي" البريطاني تقدم ستاتون صورة مبهرة عن هؤلاء النساء اللواتي يجمعن بين القيام بواجباتهن المنزلية والعائلية والعملية، وبين الرباط في ساحات الأقصى لحمايته من اعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين المتطرفين.


’’ميديل إيست آي’’ تروى المرابطات

موقع مدينة القدس ينقل لكم النص الكامل للتقرير الذي ترجمه موقع "عربي 21" إلى اللغة العربية

القدس؛ في وقت الصباح، والجو ماطر، وتحت أحد الأقواس الحجرية للمسجد الأقصى تجمّع ما يقرب 20 من النساء جلوساً على كراسي بلاستيكية أو على قطع من السجاد؛ يحتمين من المطر الغزير الذي كوّن ما يشبه البحيرة. يتحدثن ويقرأن معا بصوت مرتفع من كتب دينية عكفن عليها. ثم تلتحق بهن نسوة أخريات، تحمل كل منهن سجادة صلاتها معها، جئن معا للاحتماء من العاصفة.


’’ميديل إيست آي’’ تروى المرابطات

هؤلاء النسوة، اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين أوائل العشرينات إلى ما يزيد عن السبعين عاماً، يأتين يومياً إلى أهم موقع إسلامي في القدس وثالث أقدس بقعة في الأرض حسب الدين الإسلامي. وتحت أقواس المسجد أو في الساحات المظللة لقبة الصخرة الذهبية يقمن الصلاة، ويجتمعن ويتدارسن معاً. المسنات منهن، ومعظمهن لا يقرأن ولا يكتبن، تنظَّمُ لهن حلقات لتحفيظ القرآن الكريم بينما تنهمك الشابات منهن في تناول القضايا الدينية الأكثر تعقيداً وفي تعلم تاريخ المسجد وتاريخ المدينة المقدسة.

ولكن، ليس هذا هو السبب الوحيد الذي من أجله تأتي هذه المجموعة لزيارة الأقصى. تعرف هؤلاء النسوة بأنهن "المرابطات"، أي اللواتي يأتين للدفاع عن الأقصى وحمايته من توغلات الإسرائيليين ومحاولاتهم فرض سيطرتهم عليه.
تقول النسوة إنهن يراقبن عن كثب مجموعات الإسرائيليين اليمينيين والمتدينين الذين يداهمون ساحة الأقصى من حين لآخر ويحاولون في بعض المناسبات إقامة شعائرهم داخل الأقصى – والذي يطلق عليه اليهود اسم جبل الهيكل.

وحينما تمر مجموعة من اليهود الإسرائيليين بالمسجد ترافقهم قوة من الشرطة، تهتف النسوة بأعلى أصواتهن "الله أكبر"، لتذكير المقتحمين بأن المسجد ما يزال في أيدي المسلمين، رغم التصعيد المستمر والاعتداءات المتزايدة.

تقول لطيفة عبد اللطيف (24 عامًا): "كلما انتابنا شعور بأن ضررا قد يصيبنا نهتف الله أكبر، وكذلك حينما يهددنا الإسرائيليون أو يؤذينا الجنود".

وتضيف: "أعيش في المدينة القديمة، وكنت من قبل آتي هنا في المساء للصلاة فقط. ولكن حينما رأيت المستوطنين يأتون كل يوم، ورأيت حرصهم الشديد على التواجد هنا، وأنهم يسعون لتدمير قبة الصخرة، أدركت أن لدي الحق في المجيء، بل أنه يتوجب علي أن أكون هنا. آتي إلى هنا لتوجيه رسالة وهي أننا لن نبرح هذا المكان أبداً، فهذا المكان لنا، ولن نغادره إلى أي مكان آخر".

يشارك لطيفة عبد اللطيف في إيمانها الكثير من الفلسطينيين الذين يعتقدون بأن وضع المسجد الأقصى يتعرض لتهديد خطير.

من الناحية الرسمية يسمح حاليا لليهود الإسرائيليين باقتحام المسجد الذي يشرف على إدارته الأوقاف الإسلامية، ولكن لا يسمح لهم بالصلاة داخله. إلا أن اليمينيين اليهود صاروا يتحدون هذه الترتيبات في السنوات والشهور الأخيرة مستعرضين قوتهم ومترددين على عليه بشكل متزايد.
وقد شهدت الفترة الأخيرة اقتحامات متتابعة للمسجد من قبل المستوطنين اليهود، بما في ذلك بعض الأسماء البارزة داخل الكنيست، والذين يقولون إنهم إنما يؤكدون على حقوقهم الدينية في الصلاة داخل المسجد.
إلا أن الفلسطينيين يعتقدون بأن هذه المجموعات اليهودية تطمح في الاستيلاء الكامل على المكان، وهي مخاوف تؤكدها سلوكيات بعض المنظمات مثل "حركة جبل الهيكل" التي تصرح جهاراً نهاراً بأن "المعابد الوثنية" في الأقصى وقبة الصخرة ينبغي أن تدمر ويقام على أنقاضها الهيكل اليهودي الثالث. ولعل هذا ما يفاقم التوتر الذي شهدته ساحات الأقصى مؤخراً وما جرى فيها من مواجهات عديدة بين نساء المسجد وقوات الشرطة.

بينما تجمّع بعض الجنود يستظلون بشجرة في الجوار، وقفت عايدة صيداوي، التي تبلغ من العمر 53 عاماً، ترمق عن بعد بعينيها من مكان يطل على حديقة المسجد الجدر الزرقاء لقبة الصخرة، وتقول: "تصوري لو أنك منعت من الذهاب إلى الكنيسة والصلاة فيها، سيضايقك ذلك، وسوف يغضبك أيضاً". وتضيف: "لست أبالي أن يدمر بيتي، وأن يصادر مالي، أما المسجد الأقصى فهو خط أحمر. إذا ما استولوا على الأقصى، فلن يكون شيء في القدس على ما يرام".

من الصور التي أصبحت معلماً من معالم التوتر الناجم عن زيارات اليمينيين الإسرائيليين إلى الأقصى، هي تلك الصور التي تظهر الرجال الممنوعين من دخول المسجد وهم يؤدون الصلاة في الشارع، ركعاً سجداً تشهد ظهورهم المحنية في أداء جماعي على إصرارهم على أداء الصلاة ولو في الشارع معتبرين ذلك في نفس الوقت تعبيراً عن الاحتجاج على منعهم. إلا أن ذلك جزء من الحكاية وليس الحكاية كاملة. فالنساء اللواتي يأتين إلى المسجد كل يوم يتعرضن هن أيضاً للاعتقال والضرب والمنع من الدخول. ومع ذلك، فكلهن إصرار على الاستمرار في العودة مراراً وتكراراً وكلهن على استعداد لدفع ثمن باهظ مقابل البقاء في جوار المسجد.

في كل أسبوع هناك تقارير عن تعرض النساء للاعتقال أو للأذى على أيدي سلطات الاحتلال، تقول لطيفة عبد اللطيف إنها احتجزت لمدة ساعتين في وقت مبكر من هذا الشهر، وجرى التحقيق معها وهددت بالطرد من المسجد.
وتقول نسوة أخريات إنهن منعن مراراً من دخول المسجد – وهي القضية التي أثارتها عضو الكنيست حنين الزعبي، ويوثقها مقطع فيلم تظهر فيها النساء وهن يطاردن من قبل ضباط الشرطة ويمنعن من عبور بوابات المسجد إلى الداخل.

إلا أن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد نفى أن يكون قد حصل أي اعتقال أو أن يكون قد فرض حظر على دخول النساء إلى المسجد.

ما من شك في أن التوتر شديد لدى الطرفين. وفي الشهر الماضي صرحت عضو الكنيست موعليم رافائيلي لصحيفة الجروزاليم بوست بأنها تعرضت للدفع من قبل نسوة فلسطينيات حينما كانت تحاول زيارة المسجد الأقصى.

إلا أن النساء في المسجد يقُلْن إن الانتهاكات الإسرائيلية مستمرة، ويحمّلن السلطات المسؤولية عن الاضطرابات التي تندلع من حين لآخر.

تقول عايدة صيداوي إنها تعرضت مؤخراً للضرب من قبل قوات الأمن، وتظهر صورة لحجابها وقد مزقه الجنود أثناء الواقعة.

هناك امرأة أخرى في السابعة والستين من عمرها اسمها زويا بدواني تقول إنها تعرضت للأذى ولكن هذه المرة من قبل المستوطنين اليهود. وهي الآن تربط بضمادة رسغها الذي تعرض للكسر أثناء المواجهة، وتصر زويا بدواني على أنه ما يزال يؤلمها، وتقول: "لقد كان الأربعاء الماضي يوماً سيئاً جداً. فقد جرى اعتقال وضرب أربعة من النسوة. لماذا يفعلون ذلك؟ هل لأننا نريد أن نصلي؟ هل لأننا نريد أن نهتف بعبارة الله أكبر؟ أم لأننا نساء. نحن مجرد نساء، وليس لدينا شيء، بينما هم جنود يحملون السلاح".

رغم هذه التحديات تقول هؤلاء النساء إنهن إنما ازددن قناعة بالحاجة إلى البقاء في جوار المسجد للدفاع عنه. ورغم جرحها، فقد جاءت زويا بدواني إلى الأقصى من داخل إسرائيل مثل كثيرات غيرها يأتين إلى المسجد تقريباً كل يوم من مناطق مثل يافا وعكا أو حتى الجليل.

تعتقد المرابطات بأنهن كنساء لديهن بشكل خاص دور في غاية الأهمية، وذلك أن الرجال المقدسيين أكثر عرضة للاعتقال في ساحات الأقصى المكشوفة وفي ظل التواجد الكثيف للشرطة، ويشعرن بأن النساء أقل عرضة للاعتقال من الرجال، كما أنهن أقل نزوعاً نحو فقدان السيطرة واللجوء إلى العنف.

وبالفعل، يعتبر نضال المرابطات كمجموعة متكاتفة من النساء أمراً مركزياً في هذه المقاربة، وترى كثيرات منهن أن مثل هذا النضال من أجل الأقصى قد شكل تحدياً وأحدث تحولاً في بعض الأفكار المتعلقة بالأدوار التقليدية للمرأة. تقول المشاركات في الحراك بأنه برز بشكل واضح خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية، نظراً لأن المستجدات السياسية التي فرضت نفسها شجعت المشاركات في هذا النشاط على تحدي بعض الأفكار المحافظة بشأن دور الأنثى في المجتمع.

تقول لطيفة عبد اللطيف، والتي تعتبر من أصغر أعضاء هذه المجموعة سناً: "في السابق لم تكن النساء يخرجن كثيراً إلى المسجد. ولكن منذ أن ازداد الصراع صعوبة وخرج عن الطور المعتاد تحررت النساء من فكرة أن على المرأة أن تلتزم بيتها، وبأنه لا ينبغي لها أن تقول شيئاً، ولا أن ترفع صوتها".

ومضت لطيفة تقول: "إن الثقافة السائدة هي التي تَحْمل الناس على التفكير بمثل هذا الشكل التقليدي الذي لا يقوم على أساس من الدين، على وجه التأكيد. منذ أن خرجت النساء إلى المسجد وأخذن يشاركن في مثل هذه النشاطات أصبحن أكثر انفتاحاً من الناحية الفكرية، وفهمْن أن الخروج بات واجباً عليهن، وأن بإمكانهم السفر، وأن بإمكانهن التعبير عما تكنه نفوسهن وما يجول في خاطرهن".

بالنسبة للكثير من النساء هنا، يعتبر الأقصى نقطة مركزية ليس فقط بالنسبة للقدس بل وأيضاً بالنسبة لحياة كل واحدة منهن، فهو مركز المجتمع في المدينة التي نشأن فيها، وهو المعلم الذي ما فتئن يترددن عليه منذ كن أطفالاً صغاراً. إلا أن الأمر فيه ما هو أكثر من ذلك أيضاً، فالمرابطات يقلن إنه طالما بقي الأقصى بقيت فلسطين. لقد دفعهن الاعتقاد بواجب الدفاع عنه إلى تحدي الأخطار المحدقة بهن من عنف واعتقال وقيود.

تقول لطيفة عبد اللطيف: "لقد اعتقلت قبل أسبوعين، واحتجزوني لست ساعات واستجوبوني. ثم قالوا لي إذا عدت إلى الأقصى فسوف يصدر حظر بحقك، وسوف نرسلك إلى السجن. ولكني عدت في اليوم التالي مباشرة".

وتضيف قائلة: "نعلم يقيناً أننا نجازف بحياتنا، ولكن لا يوجد أمامنا سبيل آخر. ماذا لدينا لنعبر به عما في نفوسنا؟ لا يحب أحد منا أن يعتقل، ولا يحب أحد منا أن يضرب، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة".

في ذكرى قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947


في ذكرى قرار تقسيم فلسطين، رقم 181 بتاريخ 29 نوفمبر 1947

تصادف هذه الأيام الذكرى السابعة والستون لصدور القرار 181 في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر 1947 القاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود الذي وافقت عليه الجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة بواقع 33 صوتا لصالح هذا القرار في مقابل 13 صوتا، وامتناع 10 دول عن التصويت

إن قرار تقسيم فلسطين هو الإسم الذي أطلق على قرار الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي صدر بتاريخ 29 نوفمبر 1947 بعد التصويت (33 مع، 13 ضد، 10 ممتنع) ويتبنّى خطة تقسيم فلسطين القاضية بإنهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، كالتالي:
1. دولة عربية: وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوبا حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
2. دولة يهودية: على السهل الساحلي من حيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلك أم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حاليا.
3. القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت وصاية دولية.

ذكرى قرار تقسيم فلسطين، بتاريخ

ومما جاء في هذا القرارإقامة دولة لكل من العرب واليهود في القسم الذي خصصته له، ولم يحظ ذلك القرار بموافقة أية دولة آسيوية أو أفريقية في حينه.

لم يكن
قرار التقسيم إبن ساعته وإنما جاء في سياق نشاط المنظمة الصهيونية الذي بدأ قبل نصف قرن من ذلك التاريخ، حيث أخذت هجرة اليهود تتنامى بعد المؤتمر الصهيوني الأول (مؤتمر بال 1897) الذي اختار فلسطين وطناً قومياً لليهود.

في حيثيات هذا القرار نقرأ ما يلي: ينص مشروع قرار تقسيم فلسطين الصادر في العام 1947:توصي المملكة المتحدة، بصفتها الدولة المنتدبة على فلسطين جميع أعضاء الأمم المتحدة بالموافقة وبتنفيذ مشروع التقسيم مع الإتحاد الإقتصادي لحكومة فلسطين على الصورة المبينة أدناه، وتطلب:
أ‌- أن يتخذ مجلس الأمن التدابير الضرورية المنوه عنها في المشروع لتنفيذه.
ب -أن يقرر مجلس الأمن إذا أوجبت الظروف ذلك أثناء المرحلة الانتقالية ما إذا كانت الحالة في فلسطين تشكل تهديدا للسلم. فان قرر مجلس الأمن أن مثل هذا التهديد قائم بالفعل فيجب عليه المحافظة على السلم والأمن الدوليين أن ينفذ تفويض الجمعية العامة وذلك باتخاذ التدابير وفقا للمادتين 39 و41 من الميثاق، لتخويل لجنة الأمم المتحدة سلطة في أن تمارس في فلسطين الأعمال التي يلقيها هذا القرار على عاتقها.
ج - أن يعتبر مجلس الأمن كل محاولة ترمي إلى تغيير التسوية التي يهدف إليها هذا القرار بالقوة تهديدا للسلم أو قطعا أو خرقا له أو عملا عدوانيا بموجب نص المادة 39 من الميثاق.
د - أن يبلغ مجلس الوصاية بالمسؤولية المترتبة عليه بموجب هذا المشروع.
وتدعو الجمعية العامة سكان فلسطين إلى اتخاذ جميع التدابيرالتي قد تكون ضرورية من ناحيتهم لوضع هذا المشروع موضع التنفيذ، وتناشد جميع الحكومات والشعوب الامتناع عن كل عمل قد يعرقل أو يؤخر تنفيذ هذه التوصيات.

في حينه رفض العرب ومعهم الفلسطينيون هذا المشروع مستندين إلى الحقائق التالية:

رفضت معظم الزعامات العربية خطة التقسيم ووصفتها بالمجحفة في حق الأكثرية العربية التي تمثّل 67% مقابل 33% من اليهود. فقد أعطى الإقتراح 56.5% من فلسطين لليهود الذين كانوا يملكون 7% فقط من التراب الفلسطيني.
والسبب الثاني لرفض العرب خطة التقسيم كان الخوف من المستقبل، إذ خشي العرب أن تكون خطة التقسيم نقطة البداية لاستيلاء اليهود على المزيد من الأراضي العربية. ولم تأت مخاوف العرب من فراغ، فقد أعلن بن غوريون في حزيران/يونيو 1938، في كلام أمام قيادة الوكالة اليهودية، بشأن اقتراح آخر لتقسيم فلسطين، عن نيّته في إزالة التقسيم العربي-اليهودي والاستيلاء على كلّ فلسطين بعد أن تقوى شوكة اليهود بتأسيس وطن لهم.في بث إذاعي في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، صرّح مناحيم بيغن،الذي كان في ذلك الحين أحد زعماء المعارضة في الحركة الصهيونية، عن بطلان شرعية التقسيم، وأن كل أرض فلسطين ملك لليهود وستبقى كذلك إلى الأبد.

من منطلق القوانين العالمية, قوانين الإحتلال وقوانين الأمم المتحدة كان لقرار تقسيم دولة فلسطين معارضة استمرت حتى هذه اللحظة لأن فلسطين هي دولة عربية كانت تحت الإنتداب البريطاني منذ سنة 1923 حتى سنة 1948 وبعد انتهاء الإنتداب البريطاني قررت بريطانيا تسليم فلسطين للصهاينة.

حسب القوانين العالمية للإحتلال (إتفاقيات جنيف) لا يجوز للأشخاص المحميين أنفسهم التنازل عن حقوقهم (المادة 8 من الإتفاقية الرابعة). وبحسب القوانين والتشريعات المتعارف عليها عالميا أنه وبعد انتهاء الإنتداب يجب إعادة تسليم البلاد إلى أصحابها الحقيقيين.

تنامت الضغوط السياسية على هيئة الأمم المتحدة لقبول خطة التقسيم، واستحسن معظم اليهود مشروع القرار وبخاصّة الوكالة اليهودية، إلا أن المتشددين اليهود من أمثال مناحيم بيغن رئيس منظمة الإرجون الصهيونية، وعضو منظمة الشتيرن، اسحاق شامير رفضوا هذا المشروع. وتشير سجلّات الأمم المتحدة إلى فرحة الفلسطينيين اليهود الذين حضروا جلسة الأمم المتحدة بقرار التقسيم. وإلى هذا اليوم، تشيد كتب التاريخ الإسرائيلية بأهمية الـ 29 من نوفمبر 1947.

إجتمعت الجامعة العربية الناشئة بعد هذا القرار وأخذت بعض القرارات كان أهمها:

1. أصدرت مذكرات شديدة اللهجة لأمريكا وإنجلترا

2.إقامت معسكرا لتدريب المتطوعين في قطنة بالقرب من دمشق بسوريا لتدريب الفلسطينيين على القتال، والذي تم لاحقا إغلاقه بسبب رفض بريطانيا له.

3. تكوين جيش عربي أطلق عليه جيش الإنقاذ وجعلت عليه فوزي القاوقجي

4. رصد مليون جنيه لأغراض الدفاع عن فلسطين، وهو مبلغ لم يصل للفلسطينيين منه إلا النذر اليسير.

واليوم وقد مرت 67 سنة على ذكرى قرار التقسيم، يمكن القول بما لا يدع مجالا للشك أن رفض العرب لهذا القرار لم يأت من فراغ، ذلك أن مخاوفهم من استيلاء اليهود على كامل التراب الفلسطيني كانت محقة، فها هو الإستيطان قد افترس معظم الأراضي الفلسطينية، وها هو التهويد جار على قدم وساق.
الكاتب: د. لطفي زغلول/ بتصرف

2014-11-24

الأسباب الحقيقية للحرب في الشرق الأوسط... خلف داعش وأخواته، نهر الدم.. والغاز

الأسباب الحقيقية للحرب في الشرق الأوسط... خلف داعش وأخواته، نهر الدم.. والغاز

ما هي الأسباب الحقيقية لمواقف دول المنطقة من الحرب ضد داعش وأخواته، وإلى ماذا يطمح الكرد في الشمالين العراقي والسوري، وكيف يمكن أن تنتهي الخلافات الأميركية-التركية حول ضرب "داعش"؟ وأي دورٍ لحرب أنابيب الغاز في تغذية نهر الدم في بلادنا؟
باتت مواقف الدول الكبرى، ودول المنطقة المحيطة بسوريا أكثر وضوحاً بعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة على الأزمة التي تعيشها المنطقة بدولها وشعوبها.

ومع تفجر الحرب الطاحنة في الأشهر الأخيرة في المناطق الوسطى من العراق، والشمالية من سوريا، وسيطرة داعش على هذه المناطق، لا بد من أن نستعرض بالتحليل والوقائع الأسباب الحقيقية لما يجري، واتجاهات الأمور مستقبلاً، فضلاً عن فك اللبس في مواقف دولٍ لا تزال توفر الدعم للمقاتلين المتطرفين بشكلٍ شبه علني، فيما تعلن في المقابل حرصها على نجاح التحالف الدولي في ضربهم.

لقد سيطر "داعش" على أراضٍ بين سوريا والعراق تكبر الأردن مساحةً، ولكن هذه السيطرة فجرت خلافات داخل التحالف الأميركي نفسه، بحيث ظهرت إلى العلن التباينات بين السياسات الأميركية والتركية وأولويات كل منها. وبين هذا وذاك، يواجه الكرد في شمال سوريا خطر إبادة وجودهم في مدينة عين العرب-كوباني، وغيرها من مناطق تواجدهم في مرمى نيران التنظيم المريب.

ما وراء الأكمة.. حرب أنابيب الغاز
لا شك بأن الفوضى التي أصابت الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية لها أسبابها الداخلية المهمة في كثير من المواضع، ولكن الذي بات حقيقة مؤكدة هو أن صراع السياسات الخارجية، وحروب الجيوبوليتيك بين القوى الإقليمية والدولية، كانت ولا تزال هي القوة الدافعة الرئيسة لاستمرار حرب الميدان في المنطقة، وخصوصاً في سوريا والعراق، وما معركة عين العرب-كوباني إلا محطةً منها، لها دلالاتها فائقة الأهمية.

في عام 2013، قال الخبير الاستراتيجي البرازيلي بيبي اسكوبار إن "من يسيطر على سوريا يتحكم بشريان الغاز"، مصدر الطاقة الرئيس للقرن الحالي، وقد كانت هذه المقولة مفتاح التحليلات التي تقول إن أساس كل أحداث المنطقة، حرب تدور رحاها في أروقة مواقع التخطيط الاستراتيجي في الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وقطر والسعودية وغيرها، فضلاً عن الدول المعنية مباشرةً بهذه الأحداث التي تجري على أراضيها، أي سوريا والعراق، ويضاف إليها لبنان بنتيجة تأثره العميق بما يجري في جواره، وأيضاً بسبب عامل مستجد هو اكتشاف مخزون من الغاز في مياهه.

في السياق عينه، وفي مقابلة له مع قناة الميادين في العام نفسه، تحدث رئيس مركز الدراسات والمعطيات الاستراتيجية الدكتور عماد فوزي الشعيبي عن الحرب التي تدور خلف الكواليس بين القوى المؤثرة (أو الطامحة إلى التأثير) في المنطقة، حول مشروعات كبرى لتمديد أنابيب الغاز عبر العالم، ومن أهم هذه الأنابيب ما خطط لمروره في الأراضي السورية والعراقية.

وفي المعلومات التي أوردها، قسمت الخطوط الكبرى لأنابيب الغاز إلى مشروعات تقع تحت نفوذ روسيا وحلفائها، ومشروعات أخرى تقع تحت تأثير الولايات المتحدة وحلفائها، بينما يتصارع المحوران على تمديد مشروعات جديدة عبر دول المنطقة، وقد كان هذا الصراع محركاً أساسياً لسياسات هذه الأطراف وتعاطيها مع أحداث السنوات الأخيرة.

ووفقاً لهذا المنطلق، كانت كل من تركيا والولايات المتحدة وقطر والسعودية تلتقي في بداية الأحداث على مشتركات ترتبط بمخططات كل منها لأنابيب الغاز التي سعت لتمريرها عبر سوريا والعراق إلى تركيا والمتوسط، وقد خاضت هذه الدول حربها جنباً إلى جنب على سوريا، ولاحقاً على العراق (مع اختلاف توزيع الأدوار والظروف والتوقيت). وبعد تبين عدم إمكانية تحقيق المشروع بالشكل الذي خطط له بسبب المقاومة الصلبة من قبل سوريا والمحور المقابل، وصلت كل دولة إلى محطة اضطرت معها إلى البحث عن مصلحتها الخاصة، الأمر الذي أفرز خلافات تبدو مستغربة لمن يغيب عنه البعد الاقتصادي للأحداث.

لقد رسمت الولايات المتحدة الأميركية مساراً كاملاً من العلاقات الاقتصادية والسياسية من القوقاز إلى البلقان وصولاً إلى أوروبا الشرقية، بهدف إضعاف قدرة الروس (تهيمن روسيا على 75% من الانتاج العالمي من الغاز) على الهيمنة على إمدادات الغاز إلى القارة العجوز، ولكن واشنطن أصيبت بخيبة كبيرة بعد تأخر انتهاء تنفيذ خط "نابوكو" من عام 2014 إلى العام 2017، وهو الخط الذي يمتد من أذربيجان عبر تركيا إلى بلغاريا، ثم إلى رومانيا فالنمسا بكلفة أولية قدرت بـ10.8 مليار دولار عادت وارتفعت إلى 30 ملياراً؛ فيما كانت روسيا تؤكد سيطرتها على السوق الأوروبي عبر تمديد خطوط أخرى تصل إلى النمسا وألمانيا، مستفيدةً من مساعدة إيران لها من خلال تحويلها وجهة الفرع الثاني من "نابوكو"، من تركيا إلى العراق وسوريا.

وشرح الشعيبي (عام 2013) كيف كان مرسوماً لخط سعودي أن يمر عبر العراق، ثم إلى منطقة حمص في سوريا، ومنها إلى مدينة طرابلس اللبنانية، وفي فرع آخر من منطقة حمص إلى ساحل مدينة بانياس السورية؛ إضافةً إلى خط غاز قطري يمر عبر الخليج ثم يأخد طريقاً عبر العراق وصولاً إلى تركيا التي تستورد من إيران معظم حاجتها من الغاز؛ وكيف أن إيران غيرت أيضاً وجهة خط "بارس" الذي ينقل الغاز من الحقل الواقع بين إيران وقطر (الجزء الإيراني من الحقل يحتوي على أكبر كمية من الغاز ومخزونات ضخمة جداً بحسب تقرير لشركة bp البريطانية عام 2012)، والذي كان من المفترض أن يمر من الخليج إلى تركيا، وحولته إلى وجهة العراق وسوريا، إضافة إلى اختيار اليونان كمصب بدلاً من تركيا، ما أدى إلى غضب الأتراك والقطريين، وذهابهم باتجاه التصعيد السياسي والعسكري عبر الأطراف التي يمولونها في الساحتين السورية والعراقية؛ فيما دعمت إسرائيل موقف أنقرة عبر الاتفاق على صب الغاز الاسرائيلي في تركيا.

لقد تركت هذه الأحداث أثرها على تطورات الميدان العسكري، وأدت إلى تسعير المواقف بين الدول المتنافسة، حتى وصلت إلى حد دعم تركيا وقطر تنظيمات إرهابية تقاتل على الأراضي السورية والعراقية، مخالفةً التصنيفات الأميركية المعلنة للحركات الإرهابية، بعد أن بدا أن الغاز القطري سيفقد قدرته التنافسية وبالتالي أهميته بالنسبة للمستوردين، وبعد أن فقدت تركيا فرصة أن تكون مركز الترانزيت لكل غاز الشرق نحو أوروبا.

إن معرفة هذه الوقائع، تفسر إلى حدٍ كبير موقف السياسية الخارجية الحالية لكل من تركيا وقطر بخصوص دعم تنظيم "داعش"، وتحفيزه على السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي في وسط العراق وشمال سوريا، ذلك أن المنطقتين المذكورتين تشكلان ممر خطوط الأنابيب التي تعيد إنعاش صادرات الغاز القطري، ومكانة الترانزيت التركي.

حجم الهدف يسقط الخطوط الحمراء التقليدية
قبل أربع سنوات، لم يكن أحد ليتوقع أن تسقط خطوط "سايكس-بيكو" على يد تنظيم إرهابي، أو أن تتجرأ الدول الأربع المتجاورة (تركيا، العراق/ إيران وسوريا) على لعب الورقة الكردية في صراعاتها؛ ولكن الحال تبدلت تبعاً لحجم الأهداف الكبرى التي ذكرنا بعضها، ووجد الكرد أخيراً فرصتهم لخلق قضية تمهد لإعلان الدولة التي يحلمون بها منذ زمن طويل.

يقدر الكاتب غنثر ديشنر (في كتابه الصادر هذا العام بعنوان: الكرد.. شعب بدون دولة..تاريخ وأمل) عدد الكرد وتوزعهم على الشكل التالي: حوالى 15 مليوناً في تركيا، و10 ملايين في إيران، وقرابة خمسة ملايين في العراق، وبين المليون والمليونين في سوريا. وهؤلاء لطالما سعوا إلى تحقيق دولتهم، وأقاموا صلاتاً وثيقة مع الأميركيين، ووثقوا بهم في كل مرة طلبت منهم هذه الثقة، وحاربوا نظام صدام، وتركيا؛ واليوم يبدو أن الكرد يميلون إلى إعطاء الولايات المتحدة وتحالفها الثقة مجدداً، فهم يحاربون لأجل دولتهم المنشودة أولاً وآخراً.

منذ بدء الأحداث في سوريا، سمحت الدولة السورية للكرد في شمال شرق البلاد بحماية مناطقهم بأنفسهم، وقد قامت بذلك من منطلق يختلف كثيراً عن ذلك الذي أعطوا بموجبه منطقة حكم ذاتي في العراق؛ ذلك أن دمشق اضطرت إلى ذلك بسبب ظروف الحرب ميدانياً، وبسبب فتح تركيا لحدودها أمام تدفق المقاتلين الأجانب إلى الأرض السورية، واصرارها على إسقاط النظام السوري بالقوة، وبالتالي فإن أي مجهودٍ عسكريٍ سوري في منطقة الكرد، أو في معظم المناطق الحدودية مع تركيا، هو هدر للجهود وللأرواح ما لم تغير تركيا سياستها حيال سوريا.

استفاد الكرد من هذا الواقع، ليبسطوا مع الوقت سيطرةً غير متنازع عليها مع أحد في مناطق تواجدهم، حتى أتاهم تنظيم "داعش"، مدعوماً بتركيا، ليهدد وجودهم في مدينة عين العرب-كوباني قرب الحدود مع تركيا. لقد تقاعست الولايات المتحدة وحلفاؤها عن مواجهة تمدد "داعش" بين سوريا والعراق منذ بدايته، لعلمهم أن استمرار تقدم الجيش السوري واستعادته مزيداً من أرضه، إلى جانب فوز تحالف المالكي في الانتخابات العراقية، كان ليحدث ارتدادات استراتيجية عميقة تصل إلى إسقاط مشروعهم في المنطقة بالضربة القاضية؛ وسمحوا لداعش بالتمركز في "منطقة الأنابيب" المفترضة، حتى وصلت سيطرة التنظيم إلى أبواب كركوك وأربيل في العراق، وعين العرب في سوريا.

وهنا، حان وقت الورقة الكردية التي لطالما أخرجها الأميركي من كمّه في معظم حروبه في المنطقة. أنشئ التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وروجت صور سينمائية للمقاتلات الكرديات في إطار درامي تظهر بسالة مواجهتهن لداعش، ونشرت قصص تفصّل مواقف البطولة في مواجهة النموذج الإسلامي الذي قالت هيلاري كلينتون يوماً إن بلادها هي من اخترعته.

في الأفق
من يتابع أحداث الأزمة السورية بدقة، يرى كيف سقطت أوراق "المعارضة المعتدلة" مرةً بعد الأخرى، وكيف انتهت تجربة الجيش الحر والائتلاف الوطني والمجلس الوطني والحكومات الانتقالية، من دون أن تتمكن الولايات المتحدة من أن تنعشها.

ومع تعذر هضم الإدارة الأميركية الحالية لذلك، ولخسارتها حرب السنوات الثلاث على سوريا، كان لا بد من اكتشاف طرف جديد قادر على لعب دور المعارضة المعتدلة المقبولة دولياً؛ وهي الشروط التي تتوافر في أكراد الشمال السوري، مع إضافة فائقة الأهمية، وهي أنهم شعب يملك قضية تاريخية في المنطقة، وقد تعرضوا لنكران بعض حقوقهم في الدول التي ينتشرون فيها، والأهم من ذلك أنهم معرضون لهولوكوست داعشي، وهم يحاربون بشراسة على الأرض تحت غطاء الطائرات الأميركية.

إن التعاطي الأميركي مع كرد سوريا يقلق تركيا التي تعتبر أن أي تسليح لهؤلاء سيرتد حكماً على أمنها القومي، وأن هؤلاء سيوجهون بنادقهم إلى صدر تركيا بعد انتهاء حربهم مع داعش، كما أن ملامح تآمر الأميركي في موضوع الدولة الكردية يقلق تركيا إلى حد أن يقول رئيسها رجب طيب أردوغان "إن مدينة عين العرب-كوباني السورية مدينة استراتيجية لتركيا، وليس للولايات المتحدة"، وانه سيتخذ تدابير ذات أهمية خاصة حيال ذلك"، منتقداً "سياسة الكيل بمكيالين التى تنتهجها" (الولايات المتحدة من دون ذكر اسمها صراحة)، وقال: "تشعرون بكل هذا القلق حيال عين العرب، لكن لماذا لا تشعرون بأي قلق حيال بقية المدن السورية التى تشهد أحداثا مماثلة".

تفضل الولايات المتحدة كياناً بين إيران والعراق وسوريا، يكون قادراً على ابتزاز الجميع، وفي الوقت نفسه يتقدم تحت غطاء طائرات التحالف لمحاربة النظام السوري، ليعيد تنشيط المناطق التي استعادها الجيش السوري؛ فيما تفضل تركيا أن تسيطر داعش على المنطقة الشمالية من سوريا بشكلٍ كامل، على أن يوكل إليها التدخل بغطاء من الغرب لتحتل المنطقة وتمرر مشروعاتها الاستراتيجية، وهي تقف خلف مقولة "لسنا بحاجة لإذن من أحد لحماية أمننا القومي"، وبطبيعة الحال فإن الغاز ملف أمن قومي أيضاً.

في المقابل، تدرك إيران خطورة اللحظة، فقد تدخلت بسرعة لتهدد باستعدادها للتدخل في عين العرب-كوباني في ما لو طلبت سوريا ذلك بحسب اتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين، ولا تغفل عن رسم الخط الأحمر عندها، وهو تعرض التحالف الأميركي لمواقع الدولة السورية.

من جانبها، تحاول سوريا الاستفادة مما تعلنه الولايات المتحدة في إطار مكافحة الإرهاب، وتركز على ناحية محددة من فكرة التحالف الدولي ضد "داعش"، وهي تثبيت حقيقة أن لغة السياسة الخارجية السورية وبالتالي تعامل الدولة الميداني مع هذه القوى كان محقاً منذ البداية، باعتبارها منظمات إرهابية تحتل أرضاً سورية، وتسعى إلى نشر الإرهاب في المنطقة؛ وتستعمل دمشق في سبيل ذلك لغة دبلوماسية ذكية حيال التحالف الدولي، من دون التنازل عن سيادتها على أرضها من خلال التشديد على ضرورة تنسيق الضربات معها.

وفي اليد الأخرى، يتابع الجيش السوري التقدم في مناطق تعتبر أكثر أهمية بالنسبة له في مسيرة استعادة الأرض والسيادة عليها من أيدي المجموعات الإرهابية الأخرى التي باتت أقل قوة من السابق، نظراً للاعتبار الذي سبق ذكره، وهو أن صرف الجهد العسكري في منطقة التماس مع تركيا هو هدر للجهود قبل تغير الموقف التركي، والذي لا بد أن يحصل تحت ضغط الواقع والوقت، وفي ظل إصرار حلفاء سوريا على محاصرة تركيا بوسائل القوة الناعمة. فيما يسود اعتقاد عند كثير من المراقبين بأن سوريا قادرة على القضاء على داعش في الشمال (في ظل موقف تركي متعاون)، كونها استطاعت استعادة مناطق في وسط البلاد كانت تشكل قاعدةً للمجموعات المسلحة وبيئة حاضنة لهم، الأمر الذي لا يتوافر في الرقة وحلب على سبيل المثال.

وعليه، فإن فرص نجاح السيناريو التركي الذي يحبذ مزيداً من التمدد لداعش آخذة بالانحسار، كما أن فرص نجاح السيناريو الأميركي الذي يحبذ خلق كيانٍ كردي يخلف داعش لا تبدو راجحة في ظل تحفز إيران والعراق لمواجهة ذلك بكل قوة؛ فضلاً عن وصول التوتر الروسي الأميركي إلى درجاته القصوى وعلى المستويات كافة، الأمر الذي يؤكده تصريح لافروف الأخير والذي هاجم فيه الولايات المتحدة بقسوة، متحدثاً عن ضرورة تبدل النظام الإقتصادي الدولي وإعادة توزع القوى، وبالتالي يكون قد أشار إلى الأبعاد الحقيقية للحرب الدائرة.

المصدر: الميادين نت

إحصاءات 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة

إحصاءات 30 يومًا من العدوان الإسرائيلي على غزة

نشرت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بالتعاون مع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء 5/8/2014،حصيلة مفصلة لـ30 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتشمل الإحصائية التفصيلية المدعمة برسوم توضيحية (إنفوغرافيك) أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين وتوزيعهم على أيام العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى أعداد القتلى الإسرائيليين بحسب اعتراف الاحتلال الإسرائيلي.

كما تحصر الإحصائية أعداد النازحين، والمنازل المدمرة، وأماكن العبادة التي هدمت أو تضررت، وتأتي على حجم الضرر الذي لحق بالمرافق الصحية والتعليمية، وأعداد مؤسسات الخدمات العامة التي تضررت، والمرافق الصناعية والتجارية، وقوارب الصيد.

وفي التفاصيل، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين بعد 30 يوم من العدوان الإسرائيلي بلغ 1875 من بينهم 426 طفلًا و255 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 9563 جريحًا منهم 2877 طفلًا و1927 امرأة.

وأحصت الإحصائية نزوح 475 ألف مواطن لجأ 254 ألفًا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا.

ودمّر العدوان بحسب الإحصائية التي أصدرتها "صفا" و"الأورومتوسطي" 10604 منزلًا و132 مسجدًا وكنيسة واحدة و11 مقبرة إسلامية ومسيحية بشكل كلي وجزئي.

وفي قطاع الصحة، تسبب العدوان بأضرار في 12 سيارة إسعاف، و10 مراكز رعاية أولية، و13 مستشفى، إضافة إلى إغلاق 34 مركزًا صحيًا، واستشهاد 16 عاملًا بالقطاع، وإصابة 38 آخرين.

أما قطاع التعليم، فتضررت 188 مدرسة كان عدد روادها نحو 152 ألف طالب، و6 جامعات يرتادها 100 ألف طالب.

وتضرر خلال العدوان 19 مرفقا لشركة الكهرباء و8 محطات مياه وصرف صحي، و315 مرفقًا صناعيًا وتجاريًا، ما أثر على 14 ألف عامل بشكل مباشر.

ودمر العدوان 22 جمعية خيرية، و19 مؤسسة مالية ومصرفية، و52 قارب صيد أثرت على مصدر رزق 3 آلاف عامل.

وقدّرت الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بنحو 2.4 مليار دولار، بشكل أولي.

وللإطلاع على جداول الإحصائيات اضغط على الرابط التالي:

http://www.howiyya.com/Portal/Article.aspx?Id=14084

العائلاتُ الفلسطينية في غزّة صمودٌ وشموخٌ في مواجهة المحرقة الصهيونية

العائلاتُ الفلسطينية في غزّة صمودٌ وشموخٌ في مواجهة المحرقة الصهيونية

عبرَ التاريخ الفلسطيني وفي صراعِ شعبِنا الصّامدِ مع المحتلِ الغاصب، قصصٌ للبطولة والمقاومة والفداء، وأسماءٌ وأحداثٌ سجّلت بأحرف من نور، وهي تسطّر ملحمةَ الصُّمود والتحدّي .. وفي معارك المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال والعدوان برزت في معالي المجد وسماء العزَّة والافتخار أسماءُ عائلاتٍ فلسطينيةٍ وهي تدفعُ بأبنائها شهداءَ على دربِ النَّصر والتَّحرير، وهي ترتقي وتَزُفُّ إلى جنّاتِ الخُلدِ بجميع أفرادِها، وهي تقفُ صامدةً صابرةً خلفَ المقاومة تغرسُ في أبنائها حبَّ الأرض وعِشقَ الشهادة ..

العائلاتُ الفلسطينية غزّة صمودٌ وشموخٌ

"رغم الألم صامدون .. رغم القصف صامدون.. رغمَ الإجرام الصهيوني صامدون .. صامدون .. صامدون .." .. تلك هي عباراتُ العائلات
الفلسطينية الآمنة الّتي تعرّضت للقصف والإرهاب الصهيوني الهمجي الذي استهدفهم في منازلهم ودورهم، ويفرح جنودُه وعصاباتُ جيشه ويتلذّذُون بقصفهم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ..

لقد أثار صمودُ المجتمع الفلسطيني وتماسُكه وثباتُه واحتضانُه العظيمُ للمقاومة جنونَ حكومةِ الإرهابِ الصهيونية، فلم تَجِدْ أمامَها غيرَ المدنيين العزَّل لتنتقم منهم.. تلك هي شريعة الاحتلال القائمة على القتل والإرهاب، فمن أحلامه إبادةُ العائلات الفلسطينية حتّى لا تُخرِّج جيلاً مقاوماً، وقد خَابت أحلامُهم وخَسِرَ فِعلُهم، فكلُّ عائلةٍ تُستَشْهَد ينبعثُ من روحها جيلٌ جديدٌ متمسّكٌ بتحرير أرضه ودحر الاحتلال.

خلالَ العدوانِ الصهيوني على قطاع غزّة، قدَّمت عائلات فلسطينية خيرةَ أبنائها، واستشهدت عائلاتٌ بأكملها .. عشراتُ العائلاتِ الفلسطينية قُتلت في منازلها، استهدفتها الطائرات الصهيونية بشكل متعمَّد؛ أثناء النوم، أو أثناء تناول طعام الإفطار والسحور في شهر رمضان المبارك.

هذه
العائلاتُ الفلسطينية التي قضى معظمُ أفرادها شهداءَ على دربِ التمسّك بأرض القطاع الغالية، واحتضانِ المقاومةِ الشجاعة التي أذلّت المحتل وهزمته، فدماءُ تلك العائلات في قطاع غزَّة من الشهداء والجرحى ساهمت في الصّمود النوعي للأهالي، وفي تلاحم أبناء القطاع وعموم أبناء شعبنا مع المقاومة .

- عائلة أبو جامع 26 شهيداً..

- عائلة النجار 20 شهيدًا..

- عائلة البطش 18 شهيداً..

- عائلة الأسطل 15 شهيداً ..

- عائلة الأغا 14 شهيداً..

- عائلة الحلو 11 شهيداً ..

- عائلة صيام 11 شهيداً ..

- عائلة الكيلاني 11 شهيداً ..

- عائلة صيام 11 شهيداً..

- عائلة عياد 10 شهداء..

- عائلة الغول 10 شهداء..

- عائلة زعرب 9 شهداء ..

- عائلة سكافي 9 شهداء..

- عائلة القصاص 9 شهداء ..

- عائلة أبو جراد 8 شهداء..

- عائلة الحاج 8 شهداء..

- عائلة كوارع 8 شهداء ..

- عائلة الشنباري 7 شهداء

- عائلة الحلاق 7 شهداء..

- عائلة أبو زيد 7 شهداء.

- عائلة حمد 6 شهداء..

- عائلة أبو معمر 6 شهداء

- عائلة الدلو 6 شهداء..

- عائلة الزويدي 5 شهداء..

- عائلة نجم 5 شهداء..

- عائلة اليازجي 5 شهداء..

- عائلة أبو دحروج 5 شهداء

- عائلة بكر 4 شهداء..

- عائلة المناصرة 4 شهداء..

- عائلة رضوان 4 شهداء..

- عائلة اسليم 4 شهداء..

- عائلة الشاعر 4 شهداء..

- عائلة صالحية 4 شهداء

- عائلة شعت 4 شهداء..

- عائلة الحية 4 شهداء..

- عائلة حمدية 4 شهداء..

- عائلة حجاج 4 شهداء..

- عائلة أبو عيطة 4 شهداء..

- عائلة أبو حسنين 4 شهداء..

- عائلة أبو شهلا 4 شهداء..

- عائلة أبو جزر 3 شهداء..

- عائلة انطيز 3 شهداء..

- عائلة أبو مسلم 3 شهداء..

- عائلة الضيف 3 شهداء..

- عائلة الصوالي 3 شهداء..

- عائلة الشيخ عيد 3 شهداء..

- عائلة أبو دقة 3 شهداء..

- عائلة شحيبر 3 شهداء..

- عائلة أبو سنينة 3 شهداء..

- عائلة زيادة 3 شهداء..

- عائلة بريعم 3 شهداء..

- عائلة الرضيع 3 شهداء..

- عائلة عبد النبي 3 شهداء

- عائلة عبد الغفور شهيدان..

- عائلة العرجا شهيدان..

- عائلة زعبوط شهيدان..

- عائلة الرحل شهيدان..

- عائلة حمودة شهيدان..

- عائلة المقاطعة شهيدان..

- عائلة الكجك شهيدان.

الأحد 28/شوال/1435هـ.. الموافق؛ 24/ أغسطس/2014م

المصدر:
Howiyya

أكثر من 400 بروفيسور أميركي يعلنون مقاطعة دولة الإحتلال الصهيوني

أكثر من 400 بروفيسور أميركي يعلنون مقاطعة دولة الإحتلال الصهيوني

وقع يوم الخميس الماضي، أكثر من 400 بروفيسورا في مجال الدراسات الإنسانية "الأنثروبولوجيا" معظمهم من جامعات أميركية مشهورة، مذكرة أدانوا فيها انتهاكات دولة الإحتلال الصهيوني لحقوق الانسان وطالبوا فيها بانسحاب "اسرائيل" من الأراضي الفلسطينية وانهاء الإحتلال "فورا" وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين.

وأعلن الموقعون ومعظمهم من الأسماء الأكاديمية المعروفة في الولايات المتحدة تأييدهم للحركة المتنامية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية "الإسرائيلية" احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية التي تمارسها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني. وتشمل هذه الانتهاكات وفقا للبيان تواطؤا العديد من المؤسسات التعليمية الإسرائيلية عبر حرمان الفلسطينيين من حقهم في التعليم والحرية الأكاديمية.

وقالت المذكرة "نحن، الموقعون أدناه علماء الأنثروبولوجيا، نعبر عن معارضتنا للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك الاحتلال العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة والضفة الغربية، والقدس الشرقية، وندعو لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المتواطئة في هذه الانتهاكات".

واعتبر الموقعون على المذكرة الهجوم العسكري الأخير على قطاع غزة من قبل "إسرائيل" بأنه أحدث تذكير بأن حكومات العالم وأجهزة الإعلام السائدة لا تعمل على محاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها للقانون الدولي.

واضافوا "اننا كتجمع علماء يدرسون مشاكل السلطة والقمع والهيمنة الثقافية، لدينا مسؤولية أخلاقية لاعتبار أسرائيل وحكوماتنا مسؤولة عن الجرائم وهو ما يدفعنا للتضامن مع المجتمع المدني الفلسطيني ليواصل النضالات المناهضة للاستعمار والمدافعة عن حقوق الإنسان وذلك للتعويض عن التواطؤ التاريخي للأنثروبولوجيا مع الاستعمار وفقا لما نص عليه قرار الجمعية الأمريكية للأنثروبولوجيا (aaa) "s 1999 ) "إعلان الانثروبولوجيا وحقوق الإنسان" باعتبار ان الأنثروبولوجيا مهنة تلتزم بتعزيز وحماية حق الناس والشعوب في كل مكان وأي ثقافة أو مجتمع وترفض ان تنفي او تسمح بحرمان هذه الحقوق لأي من أعضائها أو الآخرين، وان لديها مسؤولية أخلاقية للاحتجاج ومعارضة هذا الحرمان ".

واتهم الموقعون على المذكرة "إسرائيل" بالحصار غير القانوني لقطاع غزة لمدة سبع سنوات، وفرض قيود مشددة على حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع. كما تجري تجريد الفلسطينيين من أراضيهم وسبل العيش في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث يحد حاجز الفصل "الإسرائيلي" حرية الفلسطينيين في التنقل والتعليم عدا عن الانتهاكات الجارية الأخرى.

وأضافت المذكرة "كموظفين في مؤسسات التعليم العالي، لدينا مسؤولية خاصة لمعارضة انتهاكات إسرائيل واسعة النطاق للحق في التعليم العالي للفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر. في الأشهر الأخيرة مشيرة الى ان القوات الاسرائيلية داهمت جامعة القدس في القدس، الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وجامعة بيرزيت قرب رام الله فيما دمر القصف الجوي الإسرائيلي جزءا كبيرا من الجامعة الإسلامية في غزة".

وعبر الموقعون عن قلقهم من تاريخ "اسرائيلي" طويل من مصادرة المحفوظات الفلسطينية وتدمير المكتبات ومراكز البحوث، وقال الموقعون على المذكرة ان "عدة مؤسسات تعليمية بينها جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس، جامعة بار إيلان، جامعة حيفا، التخنيون، وجامعة بن غوريون عبرت علنا عن دعمها غير المشروط لجيش الدفاع الإسرائيلي. وعلاوة على ذلك، هناك اتصالات وثيقة بين المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية والجيش والأمن والمؤسسات السياسية في إسرائيل".

وقال الموقعون "لنأخذ مثالا واحدا: جامعة تل أبيب تورطت مباشرة من خلال معهدها لدراسات الأمن القومي (inss) في تطوير عقيدة الضاحية التي اعتمدت من قبل الجيش الإسرائيلي في هجماتها على لبنان عام 2006 وعلى غزة هذا الصيف وتدعو إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية وخلق معاناة شديدة" بين السكان المدنيين باعتبارها وسيلة"فعالة" لاخضاع أي مقاومة".

واضاف الموقعون على المذكرة "نحن علماء الأنثروبولوجيا نعلن الانضمام مع الأكاديميين في جميع أنحاء العالم الذين يؤيدون الدعوة الفلسطينية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية ودعوا المجتمع الفلسطيني لمقاطعة أكاديمية لإسرائيل باعتباره خطوة ضرورية لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الحق في التعليم".

وتعهد الموقعون بعدم التعاون في المشاريع والفعاليات التي تشمل المؤسسات الأكاديمية "الإسرائيلية" او التدريس في أو لحضور المؤتمرات وغيرها من الأحداث في هذه المؤسسات، وعدم النشر في المجلات الأكاديمية ومقرها في "اسرائيل" وسيستمر ذلك حتى تنهي المؤسسات "الإسرائيلية" تواطئها في انتهاك الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في القانون الدولي، واحترام الحقوق الكاملة للفلسطينيين من قبل "إسرائيل" وتنفيذ:

** إنهاء حصار قطاع غزة وانهاء الأحتلال والاستعمار "الاسرائيلي" لكل الأراضي العربية المحتلة في حزيران 1967، وتفكيك المستوطنات والجدر العازل.

** الاعتراف بالحقوق الأساسية للمواطنين العرب الفلسطينيين في "إسرائيل" وبدو النقب عديمي الجنسية في المساواة الكاملة.

** واحترام وحماية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم كما هو منصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 194.