بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-08-11

دليل حق العودة.

1- دليل حق العودة

هذا الدليل يقدم معلومات في غاية الأهمية عن حق العودة بطريقة حوارية سلسة جداً. نرجوا من زوارنا الكرام إرسال هذه الصفحة لكافة الأصدقاء والأقارب. حق العودة الآن يتعرض لأشرس وأخطر الحملات لتصفيته منذ النكبة. فتوعية اللاجئين بحقوقهم الاساسية ستكون أفضل الطرق لحماية حقوقهم في العودة وتقرير المصير.

خارطة نكبة فلسطين
اعداد د. سلمان ابو ستة
http://www.rorcongress.com/map.htm
بالحجمين الكبير والصغير

  • تعريف حق العودة
هو حق الفلسطيني الذي طرد أو خرج من موطنه لأي سبب عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك، في العودة إلى الديار أو الأرض أو البيت الذي كان يعيش فيه حياة اعتيادية قبل 1948، وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني سواء كان رجلاً أو امرأة، وينطبق كذلك على ذرية أي منهما مهما بلغ عددها وأماكن تواجدها ومكان ولادتها وظروفها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
  • لماذا يعتبر الفلسطينيون حق العودة مقدساً؟
لأنه حق تاريخي ناتج عن وجودهم في فلسطين منذ الأزل وارتباطهم بالوطن، ولأنه حق شرعي لهم في أرض الرباط، ولأنه حق قانوني ثابت، وحق الفلسطينيين في وطنهم فلسطين ضارب في أعماق التاريخ، وجذوره أقدم من جذور البريطانيين في بريطانيا، وبالطبع أقدم من الأمريكان في أمريكا.
  • هل لهذا السبب تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة منذ نصف قرن وأكثر؟
نعم. رغم أكثر من نصف قرن من الحروب والغارات والاضطهاد والشتات والتجويع والحصار، تمسك الفلسطينيون بحقهم في العودة إلى الوطن، لأن كيان الإنسان وهويته مرتبطان بوطنه، مسقط رأسه ومدفن أجداده ومستودع تاريخه ومصدر رزقه ومنبع كرامته، ولذلك فإن حق العودة مقدس لكل فلسطيني، حتى الطفل الذي ولد في المنفى يقول إن موطني بلدة كذا في فلسطين. من خلال موقعنا نلاحظ حتى الكثيرون من هؤلاء الاطفال يختارون لبريدهم الالكتروني اسماء من ضمنها اسماء قراهم اتي هجروا منها.
  • لماذا يعتبر حق العودة قانونياً؟
حق العودة حق غير قابل للتصرف، مستمد من القانون الدولي المعترف به عالمياً. فحق العودة مكفول بمواد الميثاق العالمي لحقوق الإنسان الذي صدر في 10 كانون أول/ديسمبر 1948، إذ تنص الفقرة الثانية من المادة 13 على الآتي: ؟لكل فرد حق مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده وفي العودة إلى بلده؟ وقد تكرر هذا في المواثيق الإقليمية لحقوق الإنسان مثل الأوروبية والأمريكية والإفريقية والعربية، وفي اليوم التالي لصدور الميثاق العالمي لحقوق الإنسان أي في 11 كانون أول/ديسمبر 1948 صدر القرار الشهير رقم 194 من الجمعية العام للأمم المتحدة الذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض (وليس: أو التعويض) وأصر المجتمع الدولي على تأكيد قرار 194 منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة ولم تعارضه إلا (إسرائيل) وبعد اتفاقية أوسلو عارضته أمريكا.
وحق العودة أيضاً تابع من حرمة الملكية الخاصة التي لا تزول بالاحتلال أو بتغيير السيادة على البلاد.
  • لقد مرت مدة طويلة منذ صدور القرار 194 ولم يتم تحقيق العودة، هل هذا يسقط حق العودة؟

حق العودة لا يسقط بالتقادم، أي بمرور الزمن، مهما طالت المدة التي حرم فيها الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم، لأنه حق غير قابل للتصرف.

2- دليل حق العودة
  • ما معنى ؟حق العوده غير قابل للتصرف؟؟
الحق غير القابل للتصرف هو من الحقوق الثابتة الراسخة، مثل باقي حقوق الإنسان لا تنقضي بمرور الزمن، ولا تخضع للمفاوضة أو التنازل، ولا تسقط أو تعدل أو يتغيّر مفهومها في أي معاهدة أو اتفاق سياسي من أي نوع، حتى لو وقعت على ذلك جهات تمثل الفلسطينيين أو تدعى أنها تمثلهم.
  • لماذا لا يسقط حق العودة بتوقيع ممثلي الشعب على إسقاطه؟
لأنه حق شخصي، لا يسقط أبداً، إلا إذا وقع كل شخص بنفسه وبملء أرادته على إسقاط هذا الحق عن نفسه فقط. وهذا بالطبع جريمة وطنية، ولكن حق العودة حق جماعي أيضاً باجتماع الحقوق الشخصية الفردية وبالاعتماد على حق تقرير المصير الذي أكدته الأمم المتحدة لكل الشعوب عام 1946، وخصت به الفلسطينيين عام 1969 وجعلته حقاً غير قابل للتصرف للفلسطينيين في قرار 3236 عام 1974.
  • ولو وقعت جهة تمثل الفلسطينيين صدقاً أو زوراً على التخلي عن حق العودة، ما تأثر ذلك؟
كل اتفاق على إسقاط ؟حق غير قابل للتصرف؟ باطل قانوناً، كما أنه ساقط أخلاقياً في الضمير الفلسطيني والعالمي، وتنص المادة الثانية من معاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 على أن أي اتفاق بين القوة المحتلة والشعب المحتل أو ممثليه باطلة قانوناً، إذا أسقطت حقوقه.
  • إذا كان حق العودة نابع من حرمة الملكية الخاصة، هل معنى ذلك أن حق العودة لا ينطبق على من لا يملك أرضاً في فلسطين؟
ينطبق حق العودة على كل مواطن فلسطيني طبيعي سواء ملك أرضاً أم لم يملك لأن طرد اللاجئ أو مغادرته موطنه حرمته من جنسيته الفلسطينية وحقه في المواطنة، ولذلك فإن حقه في العودة مرتبط أيضاً بحقه في الهوية التي فقدها وانتمائه إلى الوطن الذي حرم منه.
  • يقولون إن العودة إلى أي مكان في فلسطين، إلى الضفة مثلاً، تعني تحقيق العودة للاجئي 1948 قانوناً. هل هذا صحيح؟
هذا خطأ. لأن عودة اللاجئ تتم فقط بعودته إلى نفس المكان الذي طرد منه أو غادره لأي سبب هو أو أبواه أو أجداده، وقد نصت المذكرة التفسيرية لقرار 194 على ذلك بوضوح. وبدون ذلك يبقى اللاجئ لاجئاً حسب القانون الدولي إلى أن يعود إلى بيته نفسه. ولذلك فإن اللاجئ من
الفالوجة لا يعتبر عائداً إذا سمح له بالاستقرار في الخليل، ولا اللاجئ من حيفا إذا عاد إلى نابلس، ولا اللاجئ من الناصرة إذا عاد إلى جنين، ومعلوم أن في فلسطين المحتلة عام 1948 حوالي ربع مليون لاجئ يحملون الجنسية (الإسرائيلية) وهم قانوناً لاجئون لهم الحق في العودة إلى ديارهم، رغم أن بعضهم يعيش اليوم على بعد 2كم من بيته الأصلي، إن مقدار المسافة بين اللاجئ المنفي ووطنه الأصلي لا يسقط حقه في العودة أبداً، سواء أكان لاجئاً في فلسطين 1948 أم في فلسطين التاريخية، أم في أحد البلاد العربية والأجنبية.
يمكنكم الضغط على اسماء المدن والمناطق للإطلاع على مزيد من المعلومات ، تاريخ وصور ووو..

3- دليل حق العودة


  • القرار 194
    • ماذا يقول القرار الشهير رقم 194؟
    • الفقرة الهامة رقم 11 من القرار 194 الصادر في الدورة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 11 كانون الأول (ديسمبر) 1948 تنص على الآتي:
    تقرر وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة.
    ما هي أهم فقرات القرار؟

يدعو القرار إلى تطبيق حق العودة كجزء أساسي وأصيل من القانون الدولي، ويؤكد على وجوب السماح للراغبين من اللاجئين في العودة إلى ديارهم الأصلية، والخيار هنا يعود إلى صاحب الحق في أن يعود وليس لغيره أن يقرر نيابة عنه أو يمنعه، وإذا منع من العودة بالقوة، فهذا يعتبر عملاً عدوانياً.
كذلك يدعو القرار إلى عودة اللاجئين في أول فرصة ممكنة، والمقصود بهذا: عند توقف القتال عام 1948، أي عند توقيع اتفاقيات الهدنة، أولاً مع مصر في شباط/شباط / فبراير 1949 ثم لبنان والأردن، وأخيراً مع سورية في تموز 1949. ومنع (إسرائيل) عودة اللاجئين من هذا التاريخ إلى يومنا هذا يعتبر خرقاً مستمراً للقانون الدولي يترتب عليه تعويض اللاجئين عن معاناتهم النفسية وخسائرهم المادية، وعن حقهم في دخل ممتلكاتهم طوال الفترة السابقة. وتصدر الأمم المتحدة قرارات سنوية تطالب (إسرائيل) بحق اللاجئين في استغلال ممتلكاتهم عن طريق الإيجار أو الزراعة أو الاستفادة بأي شكل.
  • هل يعني هذا أن للاجئ الخيار بين العودة أو التعويض؟
هذا غير صحيح. لكل لاجئ الحق في العودة بالإضافة إلى التعويض أيضاً. فهما حقان متلازمان، ولا يلغي أحدهما الآخر (انظر نص التعويض).
لماذا يعتبر قرار 194 هاماً جداً بالنسبة للاجئين؟


هذا القرار في غاية الأهمية لعدة أسباب:
أولاً: لأنه اعتبر الفلسطينيين شعباً طرد من أرضه، وله الحق في العودة كشعب وليس كمجموعة أفراد متضررين من الحروب مثل حالات كثيرة أخرى. وهذا الاعتبار فريد من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة، ولا يوجد له نظير في أي حالة أخرى، ولذلك يجب التمسك به.
ثانياً: أنه وضع آلية متكاملة لعودة اللاجئين من عدة عناصر:
العنصر الأول: أكد عل حقهم في العودة إذا اختاروا ذلك، في أول فرصة ممكنة، وكذلك تعويضهم عن جميع خسائرهم، كل حسب مقدار خسائره، سواء عاد أم لم يعد.
العنصر الثاني: إنشاء مؤسسة دولية لإغاثتهم من حيث الطعام والصحة والتعليم والمسكن إلى أن تتم عودتهم، وهذه المؤسسة أصبح اسمها فيما بعد وكالة الغوث (الأونروا).
العنصر الثالث: إنشاء ؟لجنة التوفيق الدولية؟ لتقوم بمهمة تسهيل عودتهم وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي.
لهذه الأسباب تعمل (إسرائيل) ومؤيدوها كل جهدها لإلغاء قرار 194 واستبداله بقرار آخر وحل وكالة الغوث، لأن قرار 194 وما نتج عنه مثل وكالة الغوث التي تمثل الدليل القانوني والمادي لحقوق اللاجئين وهنا لابد من الوقوف في مواجهة تلك الجهود والمحاولات من قبل التحالف الأمريكي - الصهيوني.
4- دليل حق العودة

الدولة الفلسطينية وحق العودة

    • يروج بعض (الإسرائيليين) ومشايعوهم من المستسلمين الفلسطينيين أن العودة تتم إذا عاد اللاجئ إلى مكان ما في دولة فلسطين المنتظرة في الضفة وغزة، أي إسقاط حق العودة مقابل قيام دولة فلسطينية في غزة والضفة يعود إليها اللاجئون.
    هذا خداع سياسي ومناورة مكشوفة، كما سبق القول، فإن عودة اللاجئ لا تتم قانوناً إلا بالعودة إلى بيته الأصلي، ولا تتم العودة بتغيير عنوان اللاجئ من معسكر إلى معسكر آخر حتى لو كان في فلسطين، ثم إن قيام دولة فلسطينية حق للفلسطينيين بموجب حق تقرير المصير لهم الذي أكدته الأمم المتحدة عامي 1969 و1974، وليس مقايضة عن حق العودة.
    • هل صحيح ما يقولون إن الحل السليم هو في قيام دولة فلسطينية لكل الفلسطينيين ودولة يهودية في (إسرائيل) لكل اليهود؟
    هذا مبدأ عنصري يرفضه القانون الدولي، لأن القبول بهذا يحرم الفلسطينيين من عودتهم إلى ديارهم، ويعطي إسرائيل ترخيصاً بطرد أو إبادة الفلسطينيين الباقين على أرضهم تحت حكمها، كما أنه يعطي يهود العالم حقاً تاريخياً في فلسطين، وليس اليهود (الإسرائيليون) فقط، كما أنه في واقع الأمر يعطي (إسرائيل) الحق في السيطرة على الدولة الفلسطينية الوليدة بحيث تقنن لنفسها حق السماح لأي فلسطيني بالإقامة في دولته كماً وكيفاً ومتى.
    وستحول (إسرائيل) تلك الدولة إلى أقفاص ومعتقلات للفلسطينيين وربما تسمح بل تشجع مغادرتهم ولكنها لن تسمح بعودتهم.
    • لكن (إسرائيل) تقول إن لها الحق في دولة حسب قرار التقسيم؟
    (إسرائيل) أعلنت عند ولادتها أن شرعيتها الدولية تنبع من قرار التقسيم رقم 181 الصادر في 29/11/1947، الذي يوصي (ولا يلزم) بأن تقسم فلسطين إلى دولة ذات حكومة عربية وأخرى يهودية.
    ولكن قرار 181 نفسه لم يدع أبداً إلى طرد الفلسطينيين من الدولة اليهودية المقترحة، بل على العكس ضمن لهم داخل تلك الدولة الحقوق المدنية والسياسية والدينية والاجتماعية، وأيضاً حق الانتخاب والترشيح، وجعل مثل هذا الحق لليهود في الدولة العربية المقترحة، إذن فقرار 181 لم ينشئ دولتين عنصريتين إحداهما عربية خالصة والأخرى يهودية خالصة.
    والقول بذلك هو خاطئ قانوناً وعنصرياً في الوقت نفسه.

    • ألهذا السبب كان قبول (إسرائيل) عضواً في الأمم المتحدة مشروطاً؟
    نعم (إسرائيل) هي الدولة الوحيدة في تاريخ الأمم المتحدة التي قُبلت عضويتها بشرطين:
    الأول هو قبول قرار التقسيم رقم 181 أي أنها تقبل بقيامها على جزء من فلسطين فقط (حوالي النصف) وتعترف بدولة فلسطينية على الجزء الباقي. وسكان كل من الدولتين مختلطون، ولا يجوز طرد أي منهم من إحدى الدولتين.
    والثاني هو قبول قرار رقم 194 الذي يقضي بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم حتى لو كانت تلك المناطق تحت سيادة (إسرائيل).
    ولا يمكن للأمم المتحدة أن توافق على، أو أن تدعو إلى، أو تقبل قيام دولة عنصرية، تمارس التنظيف العرفي ضد أصحاب الأرض.
    هذا دليل آخر على أن مقايضة الدولة الفلسطينية بحق العودة باطل قانوناً ومخادع سياسياً.

دليل حق العودة 5/12
ما هي النكبة؟



نعلم أن النكبة حلّت بفلسطين ما هي أبعادها؟


طردت (إسرائيل) عام 1948 أهالي 530 مدينة وقرية في فلسطين، بالإضافة إلى أهالي 662 ضيعة وقرية صغيرة، هذه كانت أكبر وأهم عملية تنظيف عرقي مخطط لها في التاريخ الحديث. (انظر الخريطة).
أهل هذه المدن والقرى هم اللاجئون الفلسطينيون اليوم. وصل عددهم في أواخر عام 2003 حوالي 6.100.000 نسمة، منهم 4.200.000 لاجئ مسجلين لدى وكالة الغوث والباقون غير مسجلين.
ويمثل اللاجئون ثلثي الشعب الفلسطيني البالغ عدده 9 ملايين نسمة، وهذه أكبر نسبة من اللاجئين بين أي شعب في العالم. كما أن اللاجئين الفلسطينيين هم أكبر وأقدم وأهم قضية لاجئين في العالم.
  • ما هي مساحة أراضيهم التي تركوها؟
مساحة فلسطين كلها 26.300.0000 دنم، لم يملك اليهود فيها عند نهاية الانتداب أكثر من 1.500.000 دنم، أي حوالي 5.7% من مساحة فلسطين، والباقي أرض فلسطينية، وهذا رغم تواطؤ الانتداب البريطاني مع الصهاينة احتلت (إسرائيل) بالقوة عام 1948/1949 ما مساحته 20,500,000 دنم، أي 78% من فلسطين أقامت عليها دولة (إسرائيل).
وهذا يعني أن 92% من مساحة (إسرائيل) هي أراضي اللاجئين الفلسطينيين.
  • يقال إن اللاجئين تركوا أراضيهم بمحض إرادتهم أو بتحريض من الدول العربية.
هذا غير صحيح. كل شهادات اللاجئين تكذب ذلك. حتى المؤرخون (الإسرائيليين) الجدد اعترفوا بأن 89% من القرى طرد أهلها بأعمال عسكرية صهيونية مباشرة وأن 10% من القرى طرد أهلها بسبب الحرب النفسية و1% من القرى فقط تركوا ديارهم طوعاً. اُنقر هنا لقرائة المزيد عن هذا الأدعاء.
ولهذا الغرض اقترفت الصهاينة أكثر من 35 مذبحة كبيرة، وأكثر من 100 حادثة قتل جماعي وفظائع واغتصاب في معظم القرى، وسمموا الآبار وأحرقوا المزروعات.( للمزيد بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود حقيقة أم خيال؟!)
  • يقال إن (إسرائيل) كانت تدافع عن نفسها ونتج عن ذلك خروج اللاجئين من ديارهم؟
هذا غير صحيح، إذن كيف طردت (إسرائيل) نصف اللاجئين من 200 قرية، أثناء وجود الانتداب البريطاني، الذي كان مفروضاً عليه حماية الأهالي المدنيين؟ ولماذا خرقت (إسرائيل) الهدنة (وقف إطلاق النار) الأولى والثانية وطردت أهالي باقي القرى؟ ولماذا احتلت 7000كم مربع، في جنوب فلسطين بعد توقيع اتفاقية الهدنة النهائية مع مصر والأردن؟ كل الوثائق التي ظهرت بعد النكبة أن (إسرائيل) كانت دائماً ولا تزال تخطط للاستيلاء على كل فلسطين والقضاء على الفلسطينيين بالقتل والطرد، حتى أثناء وجود الانتداب البريطاني وقبل الحرب العالمية الثانية. اُنقر هنا لقرائة المزيد عن هذا الأدعاء.

      • هل هذا هو ما يسمى بالتنظيف العرقي؟
      نعم، وهو حسب القانون الدولي جريمة حرب لا تسقط بالتقادم ويحاكم عليها كل شخص من أصغر جندي إلى أكبر رئيس قام بذلك، سواء بالأمر أو التنفيذ أو التحريض أو عدم منع وقوع الجريمة، وذلك حسب ميثاق روما عام 1998، الذي نشأت بموجبه محكمة الجرائم الدولية.
      إذن طرد الفلسطينيين من ديارهم هو جريمة حرب، ومنعهم من العودة بقتل العائدين أو تسميم آبارهم أو تدمير بيوتهم أو حرق محصولاتهم أو بأي وسيلة أخرى بالقول أو الفعل هو جريمة حرب أيضاً.
      وكل من ينفذ إحدى هذه الجرائم أو يدعو إليها أو يحرض على تنفيذها بالفعل أو القول أو يسكت عنها إذا كانت لديه سلطة، سواء بالترغيب أو الترهيب أو الإعلان أو الإغراء يكون قد اقترف جريمة حرب.
      وحسب ميثاق روما، فإن استيطان مواطني الدولة المحتلة في الأراضي المحتلة هو جريمة حرب أيضاً (أي استيطان اليهود الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو جريمة حرب}. ويتعرض للمساءلة في محكمة الجرائم الدولية المستوطنون أنفسهم وحكومة (إسرائيل) وجيشها: مؤسسات وأفراداً والذين مكنوهم من ذلك، وكذلك من موّل هذا الاستيطان أو نظمه أو دعا إليه من أي جهة أو منظمة رسمية أو شعبية داخل (إسرائيل) أو خارجها.
      • وكيف يمكن إزالة آثار التنظيف العرقي؟
      بالعودة، العودة إلى الديار هي الوجه الآخر لإزالة آثار جرائم التنظيف العرقي. لا يمكن أن تبقى هذه الجرائم قائمة، إذن لا بدَّ من العودة.


دليل حق العودة 6/12


التعويض
  • يقولون إن هناك مبالغ مرصودة لتعويض اللاجئين عن أراضيهم التي فقدوها عام 1948، هل هذا صحيح؟
إذا كان المقصود بيع أرض فلسطين للصهاينة فهذا مستحيل وحرام وباطل قانوناً. لقد عاقب الفلسطينيون قبل عام 1948 من باع بضعة دونمات، فكيف بمن يريد بيع الوطن كله، هذا لا يمكن أبداً.
  • إذن ليس للاجئين حق في التعويض، إذا أرادوا العودة إلى بلادهم؟
هذا غير صحيح. للاجئين الحق في التعويض حسب قانون التعويض العام وحسب قرار 194 لكل ما خسروه مادياً ومعنوياً منذ 1948.
لهم الحق في التعويض عن الخسائر المادية الفردية مثل تدمير بيوتهم واستغلال ممتلكاتهم لمدة نصف قرن أو يزيد، والخسائر المعنوية الفردية مثل المعاناة واللجوء وفقدان أفراد الأسرة، والخسائر المادية الجماعية مثل الطرق والمطارات والسكك الحديدية والموانئ والمياه والمعادن والأماكن المقدسة، والخسائر المعنوية الجماعية مثل فقدان الجنسية والهوية والشتات والاقتلاع والتمييز العنصري والسجلات الوطنية والآثار الحضارية. ولهم أيضاً الحق في التعويض عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والجرائم ضد السلام.
هل توجد قوانين وإجراءات واضحة لذلك؟
نعم. توجد لدى الأمم المتحدة قوانين محددة وإجراءات معروفة طبقت بنجاح بعد الحرب العالمية الثانية وفي حالات تعويض البوسنة والهرسك وكذلك في تعويض المتضررين من احتلال الكويت عام 1990.
  • يقولون أحياناً إن مبلغ 20 مليار دولار، وأحياناً مبلغ 40 مليار دولار قد رصدت لدفع تعويضات للاجئين ثم توطينهم في مكان آخر غير ديارهم؟
فيما يتعلق بالتعويض، لقد ذكرنا سابقاً
(س25) أن اللاجئين لن يبيعوا وطنهم، وفيما يتعلق بقيمة التعويض فالموضوع ليس صفقة تجارية، أو تسوية صلحة. التعويض حق لكل من تضرر لإعادة الشيء إلى أصله يقوم به أو يدفع ثمنه مسبب الضرر بقيمة الضرر نفسه. إن قيمة التعويض، التي قد تختلف من شخص إلى آخر، تُحسب بواسطة خبراء في هذا المجال وذلك حسب القواعد المحاسبية والقانون الدولي.
وقيمة التعويض المستحقة أكثر من هذه الأرقام المذكورة بكثير، كما هو واضح من حالات التعويض السابقة.
  • تطرح بعض المبادرات السياسية اقتراحاً بأن يتكون صندوق دولي لجمع مبالغ التعويض من الدول المتبرعة. فما صحة هذا الطرح؟
التعويض حق وليس منة ولا حسنة تجمع من الدول فاعلة الخير لتدفع للفلسطينيين لإسكاتهم. كل من سبب الضرر عليه إعادة الشيء إلى أصله، وإن لم يمكن عملياً، عليه دفع قيمة مثيله أو بديله اليوم. وقد حدد القرار 194 بوضوح من عليه مسؤولية هذا التعويض: وهو كما جاء في النص: ؟الحكومات والسلطات المسؤولة؟، وهذا يشمل حكومة (إسرائيل) والأرغون والشتيرن التي تسمى اليوم جيش الدفاع (الإسرائيلي)، والصندوق القومي اليهودي والمنظمة الصهيونية العالمية وغيرها وكل من أوقع الضرر أو استفاد من وقوعه.
  • تقول بعض المبادرات السياسية إن (إسرائيل) ستشارك في دفع التعويضات للصندوق الدولي، أليس هذا اعترافاً بمسئوليتها؟
خطة (إسرائيل) في هذا الموضوع واضحة، وقد سبق نشرها عدة مرات في المجالات المتخصصة. (إسرائيل) تقيم قيمة التعويضات بمقدار 2% من قيمتها الحقيقية وتريد من كل الدول دفع هذا المبلغ مع مساهمة رمزية منها. وتريد أن تكون صاحبة القرار فيمن يستحق التعويض. وعلى الفلسطيني المطالب بالتعويض تقديم كافة الإثباتات والمستندات للملكية ومقدار الضرر الذي وقع عليه مع إثبات أنه فلسطيني كان يعيش في هذا البيت. (وتوفر الوثائق غير ممكن في معظم الحالات بسبب نزوح الأهالي أثناء الهجوم (الإسرائيلي). ثم تصر إسرائيل على شطب اسم كل لاجئ، وهدم كل مخيّم، وإزالة كل مكتب لوكالة الغوث في المرحلة الأولى عند استلام أول دفعة من التعويض المقسط على مراحل عديدة، بحيث يدفع آخر دولار بعد شطب اسم آخر لاجئ. ثم تطلب (إسرائيل) بعد ذلك أن يصدر قرار من الأمم المتحدة يوافق عليه الفلسطينيون والدول العربية بالإضافة إلى كافة الدول بإلغاء قرار 194، وإسقاط جميع الحقوق الفلسطينية إلى الأبد.
  • وماذا تستفيد (إسرائيل) من ذلك؟
أولاً: تستفيد (إسرائيل) بالخلاص نهائياً من قضية اللاجئين، وتكون قد أنهت بذلك الصراع (الإسرائيلي)- الفلسطيني العربي الإسلامي العالمي.
ثانياً: تحصل (إسرائيل) على صك الملكية الخالصة لأرض فلسطين موقع عليه من أهلها أمام شهود، مجاناً أو بمبالغ تافهة يدفعها الآخرون، وتظفر بذلك بغنيمة تساوي 19 مليون دنم من أرض فلسطين وممتلكات أهالي 16 مدينة وأكثر من ألف قرية وضيعة، بالإضافة إلى 2000 مليون متر مكعب من المياه سنوياً بالإضافة إلى الثروات المعدنية، وكذلك الطرق والموانئ والمطارات وغير ذلك. هذا إلى جانب مسح التاريخ العربي الفلسطيني نهائياً من الوجود، إنها صفقة رابحة لو تمت ولكنها لن تتم.
  • يقول البعض أن منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية ستتسلم قيمة التعويض وتوزعها بمعرفتها، هل هذا ممكن؟
هذه غير قانوني، لكل لاجئ الحق في تعويضه بتسلمه شخصياً أو بوكالة منه شخصياً، ولا يجوز لأي جهة أخرى التصرف بالتعويض بأي شكل.
  • نقرأ في الصحف أنّ الدول المضيفة تطالب بتعويضات عن إيوائها اللاجئين، هل هذه المطالبات تخصم من تعويضات اللاجئين؟
مرة أخرى، تعويض اللاجئ حق شخصي، لا يجوز الاقتطاع منه. ولكن يجوز للدول المضيفة أن تقاضي (إسرائيل) لما سببته لها من أضرار وخسائر، بطرد اللاجئين وتدفقهم عليها، ولكن هذه مطالبة منفصلة لها قواعد أخرى.
  • من ناحية عملية هل هناك أمل في الحصول على تعويضات من (إسرائيل) في الوقت الحاضر؟
ليس هناك أمل من جهة (إسرائيل) لأن التعويض القانوني الصحيح هو فقط عن المعاناة والخسائر المادية والمعنوية للاجئين مع استرداد أرضهم، وليس عن ثمن بيع أرض فلسطين، لأن الوطن لا يباع. و(إسرائيل) تريد الأرض ولا تريد أصحابها، ولذلك فإن كل الأطروحات التي تعرضها (إسرائيل) أو مشايعوها عن التعويض كاذبة وغير قانونية، والحديث عنه في البيانات السياسية هو مجرد إغراء بالرشوة.


دليل حق العودة 7/12


التوطين
    • يكثر الحديث عن إجبار أو إغراء الدول العربية وغيرها بتوطين اللاجئين لديهم، ما هو الغرض من ذلك؟
    الغرض منه هو خدمة مصالح (إسرائيل) بالتخلص من اللاجئين أصحاب الأرض، واستيلاء (إسرائيل) على أراضيهم وممتلكاتهم بصورة شرعية، وهذا هو تكريس لعملية التنظيف العرقي الذي هو جريمة حرب. ولذلك فإن التوطين القسري أو عن طريق الترغيب والترهيب هو جريمة حرب.
    • ولكن المبادرات التي يروجون لها في الصحف والتلفزيون والمطبوعات تعطي اللاجئين خمسة خيارات، أليس هذا فرصة لهم لاختيار الأنسب؟
    هذا خداع. والتفسير واضح. أربعة من الخيارات الخمسة تطلب من اللاجئ اختيار عنوان منفاه الأبدي، أي إسقاط حقه في العودة نهائياً باختياره، وإعطاء الشرعية لعملية التنظيف العرقي التي عانى منها طوال نصف قرن، ليس من هذه الخيارات الأربعة العودة إلى بيته الذي طرد منه.
    • لكن الخيار الخامس هو العودة إلى الأرض والبيت الذي طرد اللاجئ منه، أليس هذا جيداً؟
    نعم هو جيد لو تم ولكنه مخادع أيضاً، لأنه مشروط وليس مطلقاً كحق العودة غير القابل للتصرف، وشروط (إسرائيل) هي أن يكون اللاجئ قد ولد في فلسطين أو له أقارب درجة أولى في فلسطين، وأنه لم يقم في حياته بفعل أو قول تعتبره (إسرائيل) معادياً لها، وأنه يعود بنفسه، ولا يعود معه أولاده وأحفاده، وعليه تقديم الأوراق الثبوتية أنه فلسطيني عام 1948، ويترك لـ (إسرائيل) حق ؟السيادة؟ في قبول طلبه بالعودة أو رفضه، وتحديد عدد العائدين المسموح به، ومن الأرقام المتداولة يبدو أن عدد العائدين لن يتجاوز نصف في المائة من اللاجئين، وهذا الاقتراح هو مشروع لم الشمل، القديم في لباس جديد، وليس له قيمة عملية أو قانونية.
    • يقولون إن الذين حصلوا على جنسيات في بلاد مختلفة ليس لهم حق العودة؟
    خطأ. كل لاجئ طرد من موطنه أو غادره لأي سبب كان أو منع من العودة إليه له حق العودة، ولا علاقة لذلك بكونه مواطناً في بلد آخر أو لا، سواء أكان هذا البلد عربياً أم أجنبياً، جواز السفر ليس بديلاً عن حق العودة، حتى (إسرائيل) لا تعامل اليهود المهاجرين إليها على هذا الأساس. (إسرائيل) تمنح اليهود المهاجرين إليها المواطنة الفورية فيها وجواز سفر، حسب ؟قانون العودة؟ الإسرائيلي لعام 1950، مع أن جميعهم يحملون جنسيات أخرى يستمرون في حملها بعد ذلك.
    • ولكن التوطين يعطي اللاجئين في البلاد المضيفة حقوقاً مدنية مثل العمل والسفر والتملك؟
    إن حرمان أي شخص من حقوقه المدنية في البلد المقيم فيه هو تعسف غير مبرر وغير مقبول، ويجب على هذا البلد منح المقيم، سواء أكان لاجئاً أم لا، هذه الحقوق. وتقوم لجان الأمم المتحدة كل عام بمراقبة التزام الدول بحقوق الإنسان ولفت نظرها إلى أي مخالفات، ولكن لو منحت الحقوق المدنية في البلد المضيف أو لم تمنح، فإن هذا لا يلغي حق العودة أبداً.
    • هناك اتجاه لتحويل رعاية اللاجئين الفلسطينيين من مسؤولية وكالة الغوث إلى مسؤولية المفوضية السامية للاجئين (UNHCR) من أجل حمايتهم، وهذا الاتجاه تدعمه بعض الجهات الأوروبية، هل هذا مفيد؟
    هذا أمر مرفوض من حيث المبدأ، لأنه يلغي دور وكالة الغوث المنصوص عليه في القرار 194، ويحول اللاجئين من شعب له حقوق معترف بها دولياً في وطنه إلى أفراد يحتاجون إلى طعام وعمل ومسكن في أي بلد، وليست لهم حقوق في وطنهم الأصلي ولا يرغبون فيها لو وجدت. ومهمة المفوضية السامية للاجئين هي مساعدة اللاجئين الفارين من بلادهم بسبب الفيضان أو النزاعات المحلية أو الحكومات الظالمة، وذلك بتوطينهم في بلاد أخرى وتأهيلهم لمعيشة مناسبة فيها، وحيث إن المفوضية قد أنشئت في تاريخ لاحق لقرار 194، لاحظ المشرعون الدوليون هذا الأمر، وخوفاً من الالتباس استثنوا اللاجئين الفلسطينيين من مسؤولية المفوضية بموجب المواد (أ-د) ولذلك فإن تحويل مسؤولية اللاجئين الفلسطينيين إلى المفوضية السامية للاجئين هو في الواقع عملية توطين لهم في البلاد المضيفة أو بلاد أخرى جديدة، وهو مرفوض تماماً.
    • هل توجد حماية كافية للاجئين بموجب قرار 194؟
    لا توجد. والسبب أن (إسرائيل) رفضت بتاتاً قبول حماية دولية للمواطنين واللاجئين على حد سواء في الضفة وغزة ما بعد عام 1967، أما اللاجئون أنفسهم قبل حرب 1967 وبعدها في فلسطين وخارجها فتقع مسؤولية حمايتهم على لجنة التوفيق الدولية، المعطلة عن العمل، والموجودة حتى الآن رسمياً في منظمات الأمم المتحدة، وعلى وكالة الغوث، المنظمة الوحيدة العاملة الآن، وقدرتها هلى حماية اللاجئين وحماية نفسها محدودة، والسبب أن الدول الكبرى في مجلس الأمن تقف إلى جانب (إسرائيل) ولا تقف إلى جانب القانون الدولي، والحل السليم هو دعم وتقوية لجنة التوفيق الدولية ووكالة الغوث، أما إلغائهما وتحويل اللاجئين إلى أفراد يحتاجون إلى توطين، فهو مرفوض، ولذلك يتوجب على اللاجئين عدم التفريط بقرار 194 وما نتج عنه من تكوين لجنة التوفيق الدولية ووكالة الغوث.


هل العودة ممكنة؟
  • تطالب بعض المبادرات التي يروجون لها هذه الأيام اللاجئين بالواقعية، أي القبول بالأمر الواقع، والتسليم بأن العودة إلى الديار الأصلية غير ممكنة، فهل هذا صحيح؟
الواقعية الحقيقية التي لا يذكرونها هي أن أكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني دافعوا عن حقهم في العودة ولا يزالون يصرون عليه رغم مرور أكثر من نصف قرن من الحروب والغارات والاضطهاد والحصار والتجويع والشتات. فهل يعقل أن يتخلوا فجأة عن حقهم التاريخي في موطنهم منذ آلاف السنين؟
  • ولكنهم يقولون أن البلاد (فلسطين المحتلة عام 1948) أصبحت ملآنة بالمهاجرين اليهود ولا مكان للعائدين. هل هذا صحيح؟
إن حقنا في أرضنا ليس مرتبطاً بأنها خالية أو ملآنة، وحقنا في أرضنا ثابت من يوم أن طردنا منها وقبل أن يصلها مهاجر واحد إلى يومنا الحاضر عندما أتى إليها المهاجرون الروس.
ومع ذلك، فإن هذا الإدعاء كاذب، إذ لا يزال 80% من يهود (إسرائيل) يعيشون في 15% من مساحة (إسرائيل) والعشرون في المائة الباقون 18% منهم يعيشون في مدن فلسطينية وأخرى صغيرة، بينما يعيش 2% فقط على أراضي اللاجئين التي تبلغ مساحتها 85% من مساحة (إسرائيل).
  • من هم هؤلاء الـ 2% من اليهود؟
هم سكان الكيبوتس والموشاف، الذين يسيطرون على هذه الأراضي الواسعة، وللمفارقة، فإن الكيبوتس الذي كان رمز الصهيوني العائد إلى الأرض، هو في طريق الزوال، ولم يعد يجذب متطوعين جدداً كما أنه أفلس اقتصادياً، حتى إن أراضي اللاجئين المؤجرة لهم تعرض الآن للبيع لأي يهودي في العالم يرغب في بناء عمارة عليها، لقد عاد اليهودي إلى صناعته القديمة في المال والتجارة، وترك الزراعة لأهلها.
  • ولكن قالوا: إن قُرانا قد دمرت ومسحت آثارها وبنيت فوقها مدن حديثة، فإلى أين نعود؟
صحيح أن حوالي 75% من قرانا قد دمرت (وبقيت المدن غالباً دون تدمير) ولكن الدراسات على الخرائط أثبتت أن 90% من مواقع القرى لا تزال خالية إلى اليوم، وأن معظم العمران الإسرائيلي قد قام على الأراضي اليهودية قبل عام 1948 أو حولها، وأن 7% من مواقع القرى الباقية يمكن البناء عليها مع بعض التعديلات، وأن 3% فقط من مواقع القرى قد بني عليه تماماً، وهذا في توسع تل أبيب والقدس.
ولو دمرت منازل القرى، فلا يعتبر هذا مشكلة قانونية أو فنية، وعلى سبيل المثال، لو كانت لدينا قرى فلسطينية عدد سكانها 1000 نسمة عام 1948، لأصبح عدد سكانها اليوم 6000 نسمة، وتوجب علينا بناء مساكن لـ 5000 نسمة جدد، وليس من المهم أن تكون مساكن الألف الأولين موجودة أو مهدمة، كل هذه الأعذار والحجج غير ذات قيمة.
  • تقول (إسرائيل) أن عودة اللاجئين ستغير الطابع اليهودي (لإسرائيل) وقال بعض الزعماء العرب أنهم ؟يتفهمون؟ هذه المخاوف ويأخذونها في الاعتبار. هل عودة اللاجئين مرهونة بطابع (إسرائيل) اليهودي؟
بالطبع عودة اللاجئين ليست مرهونة بأي شيء، فهي حق مطلق وليس على الفلسطينيين واجب قانوني أو أخلاقي أن يبقوا مشردين في المنفى لإرضاء (إسرائيل) أو إعطائها الطابع الذي تريده.
ولكن ما هو المقصود بالطابع اليهودي (لإسرائيل؟) إن كان الطابع دينياً، فاليهود عاشوا في بلاد الإسلام قروناً دون مشكلة، وإن كان الطابع اجتماعياً، فليس هناك طابع اجتماعي (لإسرائيل) لأن المهاجرين اليهود قدموا من أكثر من 100 بلد مختلف، وإن كان المقصود بالطابع اليهودي هو أن يكون اليهود أغلبية السكان، فهذا مستحيل على المدى المتوسط والبعيد، الفلسطينيون الآن حوالي نصف السكان في فلسطين التاريخية، وسيصل عددهم عام 2020 إلى حوالي 17 مليون، ولن يتجاوز عدد اليهود في إسرائيل في المستقبل تحت أي ظروف 7 أو 8 ملايين.
إذا وافقنا على هذا التفسير لمعنى الطابع اليهودي لإسرائيل، كما صرح بعض القادة العرب، فإن هذا معناه إعطاء تفويض رسمي لإسرائيل بطرد الفلسطينيين من فلسطين كلها أو (إسرائيل) نفسها، أو إبادتهم، في أي وقت ترى أنها مهددة ديموغرافياً وهذه جريمة حرب.
  • إذا كانت العودة ممكنة، فكيف تتم في خطوات عملية؟
يمكن إتمام العودة في 7 مراحل: (1) عودة قرى الجليل من سوريا ولبنان. (2) عودة قرى الجنوب من قطاع غزة والأردن. (3-4) عودة قرى الوسط من الضفة والأردن. (5-6-7) عودة أهالي مدن فلسطين الساحلية والداخلية، المسجلين وغير المسجلين، وتحتاج القرى المدمرة إلى بناء 600,000 وحدة سكنية يمكن بناؤها على أيدي عمال ومهندسين فلسطينيين خلال 6 سنوات. كما أنه لا توجد عقبات فنية أو لوجستية أو حتى اقتصادية تمنع العودة، ولدينا وثائق كاملة عن عدد اللاجئين وأسمائهم وقراهم الأصلية وأماكن تواجدهم في المخيمات والبلاد المختلفة، كما أن لدينا سجلات كاملة وخرائط للأراضي الفلسطينية وأملاك اللاجئين، ولذلك ليس لدينا مشكلة كبيرة في معرفة من هو اللاجئ وأين هو ما هي أملاكه في غالبية الحالات.
  • إذن ما هي العقبة في تنفيذ حق العودة، ولماذا لم نستطع العودة خلال 50 عاماً؟
العقبة هي أن (إسرائيل) دولة عنصرية تنفذ مبدأ التنظيف العرقي بالاستيلاء على الأرض وطرد أهلها ومحو وجودهم، وكل مؤسساتها تعمل بموجب قوانينها العنصرية، ولم نستطع العودة حتى الآن لأن أمريكا وبعض الدول الأوروبية تقف إلى جانب (إسرائيل) وتدعمها بالسلاح والمال، وتنقض جميع قرارات مجلس الأمن التي تجبر (إسرائيل) على احترام القانون الدولي.




ما العمل؟
  • إذن لا فائدة. لأن أمريكا اليوم أكبر قوة في العالم وستبقى إلى جانب (إسرائيل)؟
يجب أن نتذكر أنه في كل قضايا التحرر الوطني في التاريخ، كان الشعب المحتل أضعف عسكرياً من القوة المحتلة، وفي كل هذه الحالات انتصر الشعب بإصراره على التمسك بحقه، ومقاومته العنيدة رغم القوة العسكرية الهائلة لخصمه، لقد غادر الاستعمار كل بلاد آسيا وأفريقيا، وانهارت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وانهدم صرح الفصل العنصري (الابرتهايد) في جنوب أفريقيا بعد أن استمر نحو قرنين من الزمان. ورغم كل الصعوبات عاد اللاجئون تطبيقاً للقانون الدولي، في البوسنة وكوسوفا وتيمور الشرقية ورواندا وجواتيمالا وأبخازيا وجورجيا وقبرص (في دور الإعداد).
  • إذن ماذا يمكن أن نعمل بالفعل؟
أولاً يجب أن لا نفقد الأمل ولا نجعل اليأس والإحباط يتسلل إلى نفوسنا، فهذا هو الداء القاتل، بل يجب الإصرار على التمسك بحق العودة وعدم إسقاطه تحت أي ظرف من الظروف، حتى وبالرغم من الترهيب والترغيب والقهر والاضطهاد والمعاناة.
ثانياً: يجب أن نعلم أولادنا كل شيء عن وطنهم وقريتهم وأرضهم وتاريخهم وهويتهم بالعلم والمعرفة وليس بالعواطف فقط. وذلك عن طريق دراسة الكتب والخرائط ومعرفة القانون والتاريخ.
ثالثاً: وهو المهم تنظيم جمعيات ولجان أهلية في كل مخيم وكل تجمع وكل مدينة وقرية للدفاع عن حق العودة، ورفع صوت الشعب الحقيقي وإبلاغ مطالبته بحقوقه إلى كل المنابر المحلية والعالمية وعدم السماح للمارقين بالتحدث باسمه أو إسقاط حقوقه.
رابعاً: المعركة طويلة والأعداء شرسون. إن تحالف (إسرائيل) وأمريكا سيستمر في محاربة الحقوق الشرعية للفلسطينيين بكل الوسائل، وعلينا أيضاً الدفاع عن حقوقنا بكل الوسائل، على المدى القريب والمتوسط والبعيد، كل حسب حاجته، ستتغير الوجوه والمسميات والوسائل لأعدائنا وستبقى المعركة مستمرة فلنستعد لها دائماً.
ولنتذكر دائماً: ما ضاع حق وراءه مطالب.
لأن: حق العودة مقدس وقانوني وممكن بل وحتمي أيضاً مهما طال الزمن


10- دليل حق العودة


محاذير


إن تنازلك عن حق العودة إلى ديارك واسترداد ممتلكاتك هو قرار فردي ويترك عواقب عليك وعلى أولادك وأحفادك في المستقبل وأهمها:
  1. قبولك بالتعويض مقابل الأرض وتنازلك عن حقك في العودة يعني تنازلك الأبدي عن كامل حقوقك السياسية والوطنية في فلسطين.
  2. قبولك بالتعويض مقابل الأرض والتنازل عن حقك في العودة يسقط حقك وحق أبنائك وأحفادك بالمطالبة لاحقاً بأي حق في ديارك وممتلكاتك، وهذا جرم لا يغتفر نحو ذريتك وعائلتك.
  3. قبولك بالتعويض مقابل الأرض والتنازل عن حقك في العودة يعني أن أملاكك ستنقل لكل اليهود في العالم وليس لفرد أم شخص بعينه وبالتالي فإنه تنازل نهائي لكل يهود العالم.
  4. أفتى جميع علماء المسلمين أن قبول التعويض عن الأرض هو بيع للوطن المقدس وهو محرم تماماً.
تذكر
  1. أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق اللاحقة المرتبطة به والقانون الدولي ينص على أن حق العودة حق شخصي غير قابل للتصرف لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل أو التنازل عنه لأي سبب في أي اتفاق أو معاهدة..
  2. أن حق العودة نابع من حرمة الملكية الخاصة وعدم زوالها بالاحتلال أو السيادة..
  3. إن حق العودة لا ينتقص أو يتأثر بإقامة دولة فلسطينية بأي شكل..
  4. أن كل ما يتمخض عن أي مفاوضات يؤدي إلى أي تنازل عن أي جزء من حق اللاجئين والمهجّرين والنازحين بالعودة إلى أراضيهم وأملاكهم التي طردوا منها منذ عام 1948 هو باطل قانوناً وساقط أخلاقياً وخطير سياسياً، ولا نقبل التعويض بديلاً عن حق العودة..
  5. التعويض حق تابع لحق العودة وملازم له، وليس بديلاً عنه، ولا يجوز قبول التعويض ثمناً للوطن.
إعلان تأكيد
حق الشعب الفلسطيني بالعودة والتعويض
نحن الفلسطينيون الموقعون أدناه.
لقد تم طرد شعبنا الفلسطيني من دياره في فلسطين عام 1948 على يد القوات العسكرية الصهيونية والإسرائيلية وأجبر على النزوح من 531 مدينة وقرية، وصادرت إسرائيل أراضيه التي تبلغ 92% من مساحتها الحالية.
إن الشعب الفلسطيني تعرض خلال 59 عاماً من التشريد إلى ويلات الحرب والاضطهاد وإنكار الهوية الوطنية والتمييز العنصري والتنظيف العرقي، وعانى نفسياً ومادياً. وكان ضحية لعملية منظمة ومدبرة ومدعومة من الخارج لاقتلاعه من وطنه واستبداله بمهاجرين من جميع أنحاء العالم وفق أكثر القوانين ظلماً وعنصرية وهو قانون العودة (الإسرائيلي) كما أن هذا الشعب لا يزال يمثل حتى اليوم أكبر عدد من اللاجئين والمهجرين في العالم وأقدمهم في الشتات إذ يبلغ عددهم حوالي 6 ملايين تمثل ثلثي الشعب الفلسطيني بأكمله.
وبما أنه لم يتمكن حتى الآن من تحقيق حقه الطبيعي في العودة إلى وطنه وتعويضه عن خسائره رغم الإجماع الدولي المنقطع النظير والمتمثل في مئات القرارات الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
لذلك فإننا نؤكد ما يلي:
  • إن حق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم حق أساس من حقوق الإنسان، أكده الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والميثاق العالمي للحقوق المدنية والسياسية، والميثاق الدولي لإزالة كل أشكال التمييز العنصري، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والحريات الأساسية.
  • كما أن حق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بمرور الزمن، وهو حق أكدته الأمم المتحدة بموجب قرارها رقم 194 الصادر في ديسمبر 1948 وأعادت تأكيده 130 مرة منذ عام 1948 وحتى اليوم.
  • كما أن حق العودة نابع من حرمة الملكية الخاصة وعدم زوالها بالاحتلال أو استبدال السيادة، وهو الحق الذي طبق على اليهود الأوروبيين الذين استعادوا أملاكهم التي صودرت أثناء الحرب العالمية الثانية دون الرجوع إلى قرار دولي محدد.
  • كما أن حق العودة حق شخصي في أصله لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل عنه أو التنازل عنه لأي سبب في أي اتفاق أو معاهدة وهو حق جماعي أيضاً.
  • كما أن حق العودة لا ينتقص أو يتأثر بإقامة دولة فلسطينية بأي شكل.
وبموجب كل ما سبق فإننا نعلن:
  • عدم قبولنا لكل ما يتمخض عن أي مفاوضات أو تنازل عن أي جزء من حق اللاجئين والمهجرين والنازحين بالعودة إلى أراضيهم وأملاكهم التي طردوا منها منذ عام 1948، وتعويضهم ولا نقبل التعويض بديلاً عن حق العودة.
  • كما أننا نطالب بالتعويض المناسب عن المعاناة النفسية والأضرار المادية وجرائم الحرب التي لحقت باللاجئين خلال 59 عاماً استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة والسوابق القانونية.
  • ونحن إذ نوقع أدناه أفراداً من سائر فئات الشعب الفلسطيني ومنا اللاجئون الذين يعيش 29% منهم في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية والباقي خارجها، لنتوجه إلى المدافعين عن حقوق الإنسان والمواطنين الشرفاء والمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وحكومات العالم، خصوصاً الدول التي كان لها دور في مأساة الشعب الفلسطيني أن يدعموا بكل الوسائل الممكنة حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم بالإضافة إلى التعويض.
  • إن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لن يسود دون تنفيذ حق العودة لأكبر وأهم وأقدم قضية للاجئين في العالم.


11- دليل حق العودة

  • هل يمكن أن يعود اللاجئون إلى ديارهم؟
نعم - لأن حق العودة مقدس وقانوني وممكن وقادم-
  • * حق العودة مقدس.
لأنه في وجدان كل فلسطيني، وهو المطلب الأول لكل فلسطيني رغم 60 عاماً من التشريد.
  • * حق العودة قانوني
لأنه من حقوق الإنسان الأساسية أن يعود كل إنسان إلى وطنه.
لأن حق العودة وحق الملكية في الأرض والديار حق أبدي فردي وجماعي لا ينزعه احتلال أو سيادة دولة أو معاهدة أو اتفاق ولا يحق لأحد التنازل عنه بالنيابة.
لأن المجتمع الدولي يؤيد حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم بموجب قرار الجمعية العامة رقم 194 الذي أكدته الأمم المتحدة أكثر من 135 مرة.
لأن احتلال الأرض بالقوة غير مشروع وسيزول بزوال القوة.
  • * حق العودة ممكن؟
لأن 80% من اليهود يعيشون في 15% من (إسرائيل) و20% من اليهود يعيشون في 85% من (إسرائيل) وهي أرض فلسطينية ومعظم اليهود يعيشون في المدن، ولكن 2% فقط منهم يستغلون كل الأراضي الفلسطينية السليبة، ويعيشون في مجتمعات الكيبوتس التي أفلست الآن أخلاقياً واقتصادياً وهجرها الكثيرون.
أي أن 200,000 يهودي فقط يستغلون 17,325,000 دنم هي إرث وتراث 5,500,000 لاجئ فلسطيني، محرومين من العودة، ومكدسين في المخيمات..
عودة اللاجئ لا تتم قانوناً إلا بعودته إلى بيته الذي هُجّرت منه عائلته عام 1948 وليس إلى أي مكان آخر ولو في فلسطين.
لا يوجد معنى أخلاقي أو قانوني للمقايضة بين قيام الدولة الفلسطينية وهو عمل سياسي، وحق العودة وهو حق غير قابل للتصرف

اللاجئون لا يزالون يحتفظون بمفاتيح ديارهم عسى أن يعودوا إليها يوما

12- دليل حق العودة

حقائق وأرقام

  • الفلسطينيون الذين اقتلعوا من ديارهم، أين كانت مواطنهم؟
ان 85% من أهالي الأرض التي أقيمت عليها (إسرائيل) أصبحوا لاجئين.
  • كم هي أرضهم؟
الأرض اليهودية عام 1948 ........1,682,000 ............ (على أقصى تقدير)
أرض الفلسطينيين الذين بقوا....... 1,465,000 ............ (ثلثيها صادرته إسرائيل).
أرض الفلسطينيين الذين طردوا.... 17,178,000
المجموع ................................20,235,000
هذا يعني أن 92% من الأرض التي أقيمت عليها (إسرائيل) هي أرض فلسطينية.
  • لماذا نزحوا؟
حسب ملفات الارشيف الإسرائيلية: عدد القرى التي:
سبب الهجره ..............................عدد القرى
طردت على يد القوات اليهوديه........... 122
طردت نتيجة الهجوم العسكري اليهودي.. 270
هجرت نتيجة الخوف من هجوم يهودي... 38
هجرت نتيجة تأثيرسقوط مدينة قريبة..... 49
هجرت نتيجة الحرب النفسية.............. 12
هجرت نتيجة الخروج الاختياري........... 6
غير معروف................................. 34
المجموع..................................... 531
أي أن 90% من القرى نزحت بسبب هجوم عسكري يهودي..
  • أين ينتظر اللاجئون الفلسطينيون العودة إلى الوطن؟
ان ثلثي الفلسطينيين لاجئون محرمون من العودة إلى ديارهم لأنهم ليسوا يهوداً، بينما يتدفق آلاف المهاجرين من روسيا والحبشة وغيرهما ليعيشوا في بيوت اللاجئين.
انتهى بحث دليل العودة
يمكن تحميل الملف كاملا بالضغط على الرابط:
http://www.amin.org/look/amin/images/daleel200856.pdf
وإلى لقاء قريب مع بحث آخر

دعوة لزيارة فلسطين عبر القمر الصناعي..

منظر من القمر الصناعي لبلدة ديرياسين
- لتكبير وتصغير المنظر التالي إستخدم عجلة الماوس، او اُنقر إشارة + او - الموجودة في الزاوية العليا اليسرى.
- لنقل المنظر في كل الإتجاهات (شمال،جنوب، شرق وغرب) جرّ المنظر في الإتجاه المرغوب.
لرؤية البلدات الموجودة في محافظات أخرى، أنقر على إسم المحافظة الموجود في القائمة الموجودة في يمين هذه الصفحة.




أفضل طريقة لزيارة فلسطين تكون عبر برنامج جوجل إرث


وبعد ذلك اُنقر هنا لتحميل الفايل الذي يمكنك من رؤية فلسطين عبر البرنانج.


المصادر
  • اُحداثيات القرى المُدمرة والمُطهرة عرقياً تم توفيرهم من د. سلمان ابو ستة بناءً عن إحصاءات الإحتلال البريطاني لعام 1923
  • اُحداثيات القرى والمدن الفلسطينية والمغتصبات والمدن الإسرائيلية تم توفيرهم من الكثير من الكتب السياحية،
  • ومن خرائط وكالة الإستخبارات الأمريكية،
  • وموقع ورلد جازيتير (World Gazetteer
  • وكتاب طريق العودة.
  • كل المناطق العسكرية تم توفيرهم من خرائط وكالة الإستخبارات الأمريكية
  • وموقع جلوبل سكيوريتي (Global Security)
  • وبحث جريدة السفير اللبنانية.


فلسطين عبر التاريخ ..عبد الرحمن المزين‏

فلسطين عبر التاريخ

الجزء الثاني
ـــ عبد الرحمن المزين‏
كثيراً ما يتردد على الألسنة أن أصل أهل فلسطين من جزيرة كريت وقبرص أو بحر إيجة. ولذلك أردت قبل الحديث عن فلسطين خلال عصر الحديد. أن أبين هوية قبيلة البولستا التي أتت من كريت وهي قبيلة كنعانية الأصل عاشت في الاغتراب فترة من الزمن وعادت مع مطلع عصر الحديد، إلى أهلها ونستطيع أن نتبين ذلك من خلال العرض التاريخي التالي:
مع نهاية عصر البرونز وبداية العصر الحديدي بفلسطين.. تحركت شعوب هند وأوربية متجهة إلى آسيا الصغرى وسوريا وفلسطين ودلتا مصر ويشير بعض المؤرخين إلى عدم معرفتهم لسبب هذا التحرك البشري، ولكن بعضهم يفيدنا بأن ميسينا الإغريقية، وهي عاصمة الآخيين التي ازدهرت حضارتها خلال قرنين من الزمان (1400-1200ق. م) كان لها أسطول، وكانت بحق "سيدة البحر" ولكنها أهملت قوتها البرية، وقد حدث أن ميسينا لم تصمد في وجه القبائل البربرية وهي المعروفة باسم الدوريين، يمثلون الإغريقية الثانية الآتية من الشمال، وقد استطاعوا احتلال العاصمة ميسينا عن طريق البر، وبالتالي لم يستطع أسطول ميسينا الصمود أو الدفاع عن ميسينا، وبذلك انتهت سيطرة الإغريق الأولين المعروفين باسم الأخيون.‏

وتبعاً لذلك أصبح الأسطول الآخي القومي في عرض البحر بلا وطن، وكان هذا الأسطول يضم بجانب الآخيين الذين يشكلون الأغلبية عناصر أخرى من آسيا ومنهم ما عرف بـ "الآريين" وكذلك عناصر من جزيرة كريت ومن جزر بحر إيجه.‏

فاتجهوا إلى المملكة الحيثية في آسيا الصغرى، وسقطت تحت ضرباتهم مدن عدة، ثم ساروا عبر سوريا براً وبحراً، ويبدو أن سيرهم كان بمحاذاة المدن الساحلية، حيث خربوا أوجاريت ودمروها.‏

ومنذ ذلك الحين لم تقم لها قائمة كما دمروا مدناً كنعانية أخرى ومنها صور ثم ساروا عبر فلسطين إلى دلتا النيل عن طريق البر والبحر، وفي هذه الفترة كانت الإمبراطورية المصرية في حالة لا تحسد عليها، حيث كانت تعاني من حركة قومية عنيفة ذات طابع ديني.‏

وقد علم ملك مصر بهجوم قبائل البحر، فخرج لملاقاتهم رعمسيس الثالث عام (1191ق. م) وقد شتت قوتهم البحرية والبرية، وبعد هزيمتهم اتجهت "عناصر منهم إلى شواطئ سوريا الشمالية وآسيا الصغرى وجزر البحر الإيجي وسردينيا وإيطاليا"(1).‏

أي أن كل جماعة اتجهت إلى موطنها الأصلي. أما قبيلة البولاستي فقد اتجهت إلى جزء من ساحل الكنعانيين بفلسطين وهو موطنها الأصلي.‏

ويذكر بعض المؤرخين أن المدن التي انضموا إلى أهلها الكنعانيين هي غزة –عسقلان –أشدود- عقرون- جت. وبعضهم يشير إلى أنهم أتوا بنسائهم معهم.‏

وقد تبنوا عبادات الكنعانيين المواطنين ولغتهم(2). وهؤلاء ذابوا في الكنعانيين أبناء جنسهم. والدليل على أن جماعة البولستا كنعانية، هو ما أوردته في رسالة الماجستير (الفن التشكيلي في فلسطين عبر التاريخ) وهو ما يلي:‏

1-في المرحلة التي استقر خلالها الفينيقيون في فينيقيا(3). خرجت منهم شعبة على الأرجح لتستقر في قبرص التي لا تبعد عن الساحل الفينيقي بأكثر من رحلة لا تعدو سفرة يوم واحد، وإنا لنعجز في كثير من المواقع عن أن نفرق بين أهل قبرص وسلالة المهاجرين الجدد من الفينيقيين وإنا لنلاحظ كذلك أن الظروف السياسية في جزيرة قبرص اتخذت نفس الصورة التي كانت لفينيقيا وفلسطين الكنعانية حتى لنرى قيام دويلات صغيرة المساحة بقدر عدد المدن القائمة.. ويشير في موضع آخر إلى أن الفينيقيين استقروا في قبرص عام 1500 ق. م وقد بقي الفينيقيون في قبرص حتى أخرجهم منها الدوريون (وهذا نفس التاريخ الذي حدثت فيه هجرة قبائل البحر)، كما يشير أيضاً إلى أن هناك شعبة سامية كبيرة جاءت إلى مصر، من عصر الحضارة الأولى، وقد جاء أصحابها من جزر البحر أو الشواطئ الشمالية الشرقية وهي الشواطئ السورية ومن ورائها، وقد كانوا من التجار وأصحاب الحرف(4).‏

وهكذا نرى أن الهجرات العربية الكنعانية أو الفينيقية وصلت إلى جزر البحر، قبرص، كريت منذ عصر الحضارة الأولى، أي قبل مجيء جماعة البولستا إلى فلسطين بحوالي 1800 عام. أي أن العرب الكنعانيون استقروا في جزر البحر وقبرص وكريت منذ 3000 سنة ق. م.‏

2-عندما تعرضت سوريا وفلسطين لهجمات الحيثيين والكاشيين والحوريين، والميتانيين، التي تدفقت إلى العراق وسوريا الشمالية، فقد دفعت بالسكان العرب إلى هجرات متتالية نحو مصر ولكن ملوك الدولة الوسطى منعوها، فاتجه معظمها إلى جزر البحر ومنها جزيرة كريت(5). وهذا يفيد أن هناك قبائل عربية كنعانية هاجرت إلى جزر البحر وهي كريت وقبرص وغيرها خلال فترة عصر البرونز المتوسط، أي قبل مجيء جماعة البولستا إلى فلسطين وهذه القبائل حافظت على عاداتها وتقاليدها الكنعانية، كما كانت في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن قبل هجرتها إلى جزر البحر.‏

3-إن قبائل البحر عندما أتت إلى سوريا وفلسطين خلال نهاية عصر البرونز المتأخر عادت جميعها بما كسبت من غنائم، وبقي منها في فلسطين قبيلة البولاستي، ويبدو أن بقاءها وعدم مهاجمة سكان فلسطين من الكنعانيين لها، راجع إلى أن هذه القبيلة من أصل عربي كنعاني، ولنبذها داخل جزر البحر فقد فضلت البقاء بين سكان فلسطين الكنعانيين القريبين منها في العبادات والتقاليد والأصل.‏

ويؤكد ذلك أن جماعة البولستا أو قبيلة البولستا قد مارس أهلها عبادة الآلهة الكنعانية "داجون-حورون- عنات-عشتر" دون أي ضغط يمارس عليها من سكان فلسطين الذين يشكلون الأغلبية.‏

وقد كانوا يعبدون الآلهة الكنعانية داخل جزر البحر كما سبق القول منذ فترة زمنية قديمة ولذلك لم يكن العرب الكنعانيون من سكان فلسطين بالنسبة لهذه القبيلة الكنعانية غرباء ولذلك نلاحظ عدم قيام حروب بينهما(6).‏

4-نلاحظ أن أسماء المدن الكنعانية التي توزعت عليها قبيلة البولستا لم تتغير أسماؤها الكنعانية بل بقيت كما هي. كذلك لم تتغير الديانة واللغة والعادات والتقاليد الكنعانية. وهذا دليل على هوية قبيلة البولستا الكنعانية وإن كان الأمر غير ذلك وكانت البولاستي من سكان جزر البحر...‏

فإن هذا الأمر لا يغير شعب فلسطين، فالأقلية تذوب في الأكثرية. ولكن الحقيقة واضحة وقد أوضحت ذلك أن هذه القبيلة من الكنعانيين الذين هاجروا إلى جزر البحر على فترات متقطعة خلال عصر البرونز المبكر والمتوسط والمتأخر وقد عادوا من الغربة إلى وطنهم الأصلي فلسطين، وانضموا لأهلها الكنعانيين.‏

أهم المراجع:‏

(1)جواد بولس- لبنان والبلدان المجاورة –ص108-.‏

(2) المصدر السابق.‏

(3)فينيقيا اسم مرادف لكنعان، وهو آخر اسم أطلق على الساحل السوري، وهو أتى من اللفظة اليونانية فينوكس وتعني تاجر أو صاحب الصبغة الحمراء.‏

(4)نجيب ميخائيل إبراهيم-مصر والشرق الأدنى القديم رقم (3)- ص93، 94.‏

(5)نفس المرجع السابق- ص101.‏

(6)عبد الرحمن المزين- رسالة الماجستير- الفن التشكيلي في فلسطين عبر التاريخ- ص 163، 164.‏

"الباب التاسع"‏

فلسطين‏

خلال عصر الحديد الأول‏

يمتد هذا العصر من أوائل القرن الثاني عشر إلى آخر القرن العاشر، قبل الميلاد.‏

ومع بداية هذا العصر شهدت الأرض الفلسطينية تسلل جماعة من اليهود بغرض الاحتلال والاستيطان.‏

وقد دامت رحلة هذه الجماعة من مصر وتتكون هذه الجماعة من قوم موسى، ومن المصريين الذين آمنوا بديانة التوحيد، ثم جاء سيدنا موسى إلى سيناء حيث المدينيين الكنعانيين، فتزوج ابنة شيخ كبير فيهم، وهو ما يطلق عليه اسم "شعيب" وقد آمن بديانته جزء كبير من المدينيين، وسار هذا الخليط الذي يجمعه ديانة واحدة إلى فلسطين، وكان سكانها من العرب الكنعانيين يعيشون داخل مدن محصنة ذات أسوار عالية منيعة، وخنادق وأبراج دفاعية، ولذلك لم يستطيعوا دخولها، وقد مات سيدنا موسى على جبل نبو (شيحان) غربي مادبا، وقد تولى قيادة هذا الخليط شخص متعطش للدماء، واغتصاب أملاك الغير وهو يوشع بن نون، فعبر نهر الأردن وحاصر مدينة أريحا، وقد صادف قيام زلزال فهاجم المدينة وأهلها تحت الأنقاض، فذبح كل من فيها من الإنسان والحيوان، وهدم وأحرق أقدم مدينة في التاريخ القديم، وبعد ذلك تسلل اليهود إلى المدن الجبلية الفلسطينية، وكانوا يقيمون وسط الحقول، ويتحاشون الاشتباك بالحصون ثم ما لبثوا أن استولوا على لخيش (تل الدوير) وعاى، ومما ساعدهم على ذلك هو نظام المدن الفلسطينية، حيث كانت كل مدينة عبارة عن مملكة مستقلة بذاتها وتدافع عن نفسها فقط، مما ساعد على سقوط بعض مدنها الجبلية، ولكنهم لم يستطيعوا أن يهاجموا المدن المحصنة ذات الأسوار العالية والقلاع المنيعة مثل –بيت شان- مجدود- بيت زور- عكو- يافي- أشدود-عسقلان – غزة- بئر السبع-تل جاز- سدوم. وكل مسرح الحوادث بين أهل فلسطين والغزاة اليهود، كان في المنطقة الجبلية، وخلال هذا الصراع طلب اليهود من أحد أنبيائهم، وهو صموئيل أن يجعل لهم ملكاً عليهم مثل ملوك مدن فلسطين فاختار لهم أقوى وأطول رجل فيهم، وهو شاؤل ومسحه بالزيت وذلك عام 1020 ق. م من كتفه فما فوق كان أطول من كل الشعب(1). واتخذ مكانه في جعبة "تل الفول" على بعد أربعة أميال شمالي أورشالم، وكانت مملكة صغيرة وخاضعة للكنعانيين سكان فلسطين. وقد قتله أهل فلسطين في معركة "جلبوع" بالقرب من بيت شان هو وأولاده الثلاثة، وقد قطعوا رأسه وسمر جسده وأولاده الثلاثة على سور المدينة في بيت شان، وأما سلاحه فقد أرسل كغنيمة إلى معبد عشتاروت(2).‏

وبموت شاؤل تولى الحكم بعده داوود زوج ابنته وذلك حوالي عام 1000 ق. م "وقد بدأ حكمه تحت سيادة الفلسطينيين".‏

وقد أراد أن يوسع حدود مملكته، فاختار حصن أورشليم اليبوسي، ومن ثم انتزاعه منهم، وبعد داوود تولى ابنه سليمان وذلك حوالي عام –963-923 ق. م وقد بنى قصراً له بواسطة "معماريون فينيقيون كنعانيون". كما بنى هيكلاً، وقد أصبح معبداً لليهود بعد ذلك. ويجب أن يعرف بأن البنائين والمعماريين والنجارين هم –كنعانيون عرب، وأن زخارف الهيكل وعبيده وطقوسه الخاصة والذبائح أخذت من الكنعانيين، حتى كلمة هيكل. وما تسمى باللغة العبرية هي لهجة كنعانية، استعاروها لتدوين كتابهم الديني بأول فصلين من سفر الملوك، حتى أن موسيقى الهيكل وأدواته الموسيقية والعازفين كانوا كنعانيين.‏

في تلك الفترة كان الكنعانيون، يقيمون في ممالكهم المحصنة في (عكو-يافي-أشدود-عسقلان-غزة-بئر السبع- عقرون-تل بيت مرسيم- عقرون-جت- مجدو- بيت شان- تل جازر- سدوم).‏

والأماكن التي احتلها اليهود وأطلقوا عليها مملكة داوود وسليمان في أورشليم، كان أهلها الكنعانيون العرب يشاركونهم في الأرض وخاصة اليبوسيين "وأما اليبوسيون الساكنون في أورشليم، فلم يقدر بنو يهوذا على طردهم فسكن اليبوسيون مع بني يهوذا في أورشليم حتى هذا اليوم"(3).‏

وهناك في الداخل حصون الكنعانيين التي لم تطأها أقدام اليهود مثل حصن "جزر الكنعاني" والذي قاوم أهله بعناد احتلال اليهود لأراضيهم. وبموت سليمان انقسموا: إلى قسمين قسم في أورشليم واسم مملكته يهوذا، وقسم في شكيم أو السامرة واسم مملكته إسرائيل، أي أن احتلالهم ونفوذهم كما تشير كتبهم لم يتعد، مدينة نابلس والقدس وأن أهلها، الكنعانيون كانوا يعيشون معهم تحت الاحتلال.‏

ويجب أن يفهم أن وجود اليهود بفلسطين خلال عصر الحديد الأول لم يكن له أي أثر قومي على سكان فلسطين من العرب الكنعانيين، سوى احتلال بعض المدن الجبلية، كما أن حكم داوود وسليمان الذي يرد في كتب التاريخ وكأنه حكم إمبراطورية واسعة الأرجاء هذا الحكم القصير الاحتلالي، لا يتجاوز عمر الرجل، وكان محصوراً في منطقة صغيرة من فلسطين.‏

وقد ترك الكنعانيون العرب أعمالاً تدل على استمرارية وجودهم ومنها الفخار وأهمه التوابيت الفخارية والتي عثر على عدد منها في مقابر تل الفرعة في النقب، ومقابر بيت شان وتعود إلى القرنين الثاني عشر والحادي عشر قبل الميلاد(4). والتوابيت الفخارية قديمة حيث ظهرت بفلسطين منذ 4500 ق. م في الغسولية والخضيرة وبيسان.‏

كذلك ظهر فخار برتقالي مصغر عثر عليه في مناطق متعددة من فلسطين منها بيت زور وتل النصبة- بيت إيل ومجدو وتل الفارعة، وتتميز هذه الأواني بأنها لا تختلف عن أشكال، الأواني التي ظهرت بفلسطين خلال فترات عصر البرونز المبكر وعصر البرونز المتوسط والمتأخر، وهي الأباريق، ولا تختلف عن أشكال الأباريق الفخارية المعاصرة التي يصنعها أهلنا في خانيونس وغزة والخليل ونابلس، ويشتريها الصهاينة منهم ويرسلوها إلى أوروبا مدعين، أنها فن صهيوني.‏

كما ظهر فخار مجدو الملون وهو لا يختلف عن الأواني التي ظهرت في عصور سابقة بفلسطين وعن الأواني المعاصرة التي يشكلها أهلها في أرضنا المحتلة.‏

وقد مارسوا فن النقش والتطعيم على العاج وتركوا أعمالاً عديدة عثر على معظمها في مجدو. كما أنهم نقشوا على سطح الطين حيث تركوا لوحات طينية عثر عليها في تل بيت مرسيم وقد نقش الفنان عليها صوراً تمثل الآلهة عناة وعشيرة مما يدل على استمرار العبادة الكنعانية. واستمرت الطرز المعمارية الكنعانية في العمارة الدنيونية والتحصينية والدينية والجنائزية، وعثر على آثار متعددة منها في مجدو، في الطبقات 7، 5،6 وفي بيت شان في الطبقات 6، 5، ومدينة جبلية أخرى.‏

ولم تنقب الهيئات الأثرية في مدن الساحل وذلك لوجود الهوية الكنعانية.‏

ففي بيت دجن، معبد الإله الكنعاني داجون. وقد كان موجوداً ضمن أراضي مختار بيت دجن وهو من عائلة "حبش". وقد بقي المعبد حتى احتلال فلسطين عام 1948.‏

هذا وقد اهتم أهل فلسطين خلال عصر الحديد الأول بتشكيل الدروع والعربات الحربية والحراب والأسرة الجميلة والكراسي المزدانة بالملائكة، كذلك الأقمشة المطرزة.‏

وقد مهروا إلى حد كبير بتشكيل الحديد خلال عصر الحديد الأول، وهذا هو الذي ساعدهم على السيطرة على الغزاة اليهود. وهكذا يتضح لنا من العرض السابق عروبة فلسطين خلال عصر الحديد الأول، والاحتلال اليهودي الذي استمر 69 عاماً لبعض مدننا وهي أورشالم، شكيم، أريحو مع وجود أهلنا فيها.‏

أهم المراجع:‏

(1)صموئيل الأول 9: 2.‏

(2) صموئيل الأول 31: 1-10.‏

(3) يوشع اصحاح 15 آية 63.‏

(4)د. وليم ف.. أولبرايت- آثار فلسطين-مترجم- ص 118.‏

الباب العاشر‏

فلسطين‏

خلال عصر الحديد الثاني والثالث‏

سكن فلسطين أهلها العرب الكنعانيون وتوزعوا في عدة مدن سميت بالممالك، وكانت مدنهم محصنة ذات أسوار عالية وأبراج مراقبة، وبوابات بعدة ممرات قائمة على أعمدة حجرية لدخول العربات الحربية.‏

وأشهر الممالك (عكو-يافي- أشدود-عسقلان-غزة-بئر سبع- أدوم-عقرون-تل الدوير-بيت شان- مجدو) وكل سكانها عرب كنعانيون. أما اليهود الذين دخلوا إلى فلسطين خلال عصر الحديد الأول فقد انقسموا بعد موت سليمان في مدينتين.‏

الأولى شكيم وسموها مملكة إسرائيل والثانية أورشليم وسموها مملكة يهوذا. وكان يعيش بينهم العرب الكنعانيون الذين احتلت مدينتهم.‏

وتشير نصوص رأس شمرا أو أجاريت إلى وجود العرب الكنعانيين في القرن السابع قبل الميلاد في مدنهم وخاصة النقب والساحل كذلك في كتبهم المقدسة ورد على لسان النبي اليهودي صفينا في الاصحاح الثاني من سفرة الآيات (2-1).‏

ويشير إلى أن غزة وممالك ساحلية كان يسكنها أهلها من الفلسطينيين أو العرب الكنعانيين(1). وإذا ما تتبعنا الحالة السياسية لممالك فلسطين، فإننا نجد أنها كانت في منطقة وقعت بين إمبراطوريتين كبيرتين الإمبراطورية الآشورية والإمبراطورية المصرية وكانوا يتنافسون في فرض السيادة على هذه الممالك الصغيرة، وفرض الأتاوة عليها، ولذلك نجد سرجون وخلفه سنحاريب يقومون بعدة حملات لتأديب كل مملكة أو مدينة كنعانية لم تدفع الجزية وتدخل تحت سيطرة أشور.‏

وقد حدث في عهد سرجون أن تمردت بعض الممالك بفلسطين، ولم تدفع الجزية، وحابت مصر فقام شلمناصر الخامس وحاصر السامرة ثلاث سنوات ومن ثم سقطت في عام 722 ق. م في يد خلفه سرجون الثاني "الذي سبى أحسن رجال إسرائيل وعددهم (27280) شخصاً إلى ميديا"(2) ومن ثم تلاشت مملكتهم من الوجود إلى الأبد.‏

ويعتقد بأن الآشوريين "قد أتوا بقبائل من بلاد بابل وعيلام وسورية وبلاد العرب عامة لتحل محل اليهود المسبيين من مدينة السامرة وأسكنوها السامرة ومنطقتها. وقد امتزج المستوطنون الجدد بمن تبقى من اليهود في المدينة ليشكلوا السامريين، واتحدت معتقداتهم الدينية أيضاً مع عبادة يهوه(3) وقد استولى سرجون على صيدا وعكو، فقام ملوك عمون ومؤاب وأدوم وأشدود بإرسال وفود للتفاوض ودخلوا في النهاية تحت سيطرة آشور. ولكن ملوك يافا وغزة وبئر سبع ولاخيش وعسقلان وعقرون وأورشالم رفضوا الرضوخ، فاستولى جيش آشور على مملكة يافا، عسقلان، غزة، بئر سبع، لاخيش، ولكن عقرون قاومت وتم الاستيلاء عليها.‏

وأثناء سيطرة جيش آشور على ممالك أهل فلسطين من العرب الكنعانيين، تحرك الجيشان المصري والحبشي ضد جيش آشور فرأى ملك آشور عدم ترك أحد الحصون أو الممالك وراءه دون فتحها وهي "أرشالم" أو حصن يهوذا. فأرسل فرقة آشورية لتأديب الحصن أما باقي الجيش فقد تقدم والتقى مع الجيشان المصري والحبشي عند خربة المقنع "التقية". وقد حال دون تقدمهما، ولكن ملك آشور أمر جيشه بالتراجع لأن مرض الطاعون قد فتك بأعداد كبيرة من جنوده.‏

بعد سقوط نينوى في يد الإمبراطورية الجديدة البابلية "الكلدانية" وذلك حوالي عام 612 ق. م. تجد مصر ترجع لتوسيع حدودها الإمبراطورية وبسط سيطرتها مرة ثانية على الساحل الكنعاني (السوري-اللبناني- الفلسطيني). فزحف ملك مصر المعروف في ذلك الوقت باسم "نيخو" وتحالف معه ملك يهوذا وهو يهوياقيم ولكن والده قاتلهم، وقد اتبع ملك أورشالم سياسة مصر وخالف سياسة بابل وبذلك تحدى نبوخذ نصر-قائد جيش بابل وهزم جيش مصر في قرقميش عام 605ق. م، واستولى على "جميع الممالك الخاصة لمصر في ذلك الوقت" ومنها ممالك فلسطين إلا أن مملكة أرشالم أو يهوذا خالف ملكها سياسة بابل عام 597ق. م. فقام جيشها بتأديبه حيث كبل ملكها بالسلاسل(3) ولكنه مات فألقوا بجثته خارج أسوار أورشالم أو أورشليم، ومن ثم تولى ابنه يهويا قيم ملك المدينة لمدة قصيرة وسبى الملك مع نسائه، وأمه وموظفيه وسبعة آلاف من جنوده، وأخذ ألفاً من الصناع المهرة إلى بابل حيث نصب عم الملك المسبي ملكاً على يهوذا واسمه صدقيا (597-586ق.م) فأطاع وأظهر الولاء لنبوخذ نصر لعدة سنين كبقية ممالك فلسطين، ولكنه عاد و تمرد معتمداً على مساندة مصر له، فقام نبوخذ نصر بإرسال جيش بابلي وأرسلت مصر جيشها بقيادة "هفرغ" فرجع الجيش البابلي إلا أن البابليين عادوا مرة ثانية عام 586ق. م وحاصروا أورشليم، فهرب ملكها تحت جنح الظلام، ولكن جند ببال أمسكوا به في سهل أريحا وأحضروه إلى معسكر نبوخذ نصر في "ربله" حيث قتل أولاده أمامه ومن ثم سملت عيناه وقيد بالسلاسل وحمل إلى بابل وقام البابليون بهدم أورشليم والهيكل وسبوا معهم خمسون ألفاً، ولم يبق إلا جماعة من البائسين.‏

أما باقي ممالك كنعان بفلسطين فقد خضعت لحكم بابل ودفعوا الجزية، ومن هذه الممالك "عكو-مجدو-يافي-أشدود-بيت شان-غزة- بئر السبع- عقرون-عسقلان-باستثناء صور التي قاومت حتى عام 752ق. م.‏

وبانتهاء أورشليم عام 586 انتهى نفوذهم السياسي في هذه المدينة الكنعانية وبقي فيها أهلها الكنعانيون.‏

بقيت الممالك الكنعانية بفلسطين خاضعة لبابل منذ (605-525ق. م). وبعد أن تحطمت الإمبراطورية البابلية على أيدي الإمبراطورية الفارسية دخلت فلسطين تحت حكم الإمبراطورية الجديدة منذ (525 ق. م- 331ق. م). فقام الفرس بإعادة بعض اليهود من بابل إلى القدس "أورشليم" بحجة بناء الهيكل، وذلك مقابل مساعدة اليهود لكورش في انتصاره على بابل حيث كانوا جواسيسه على الإمبراطورية البابلية، ولكي يكونوا أيضاً جواسيس لقورش على أهل فلسطين تمنعهم من الاتصال بمصر(2).‏

خلال عصر الحديد الثاني والثالث بقي نظام العمارة التحصينية والمعابد والمباني الدنيوية والجنائزية كما هو، واهتموا بالصناعات التطبيقية وخاصة الصناعات المعدنية والفخار الذي صدروه إلى جزر إيجة والمنسوجات الأرجوانية والأقمشة المطرزة التي اشتهروا فيها منذ القدم وبرعوا بزخرفتها إلى حد كبير، كذلك صدروا الزجاج، وظهرت عملة "أتيكا" اليونانية وأصبحت العملة الرسمية بين التجار، كذلك ظهرت عملة بفلسطين نقش أهلها أحد آلهتهم الكنعانية عليها وهو الآلهة داجون وذلك في القرن الرابع قبل الميلاد.‏

وهكذا يتضح لنا من عرضنا السابق لفلسطين خلال عصر الحديد الأول والثاني أن وجود اليهود في فلسطين قد انحصر في مدينتين شكيم- وفي "أورشليم": القدس وقد كان الكنعانيون العرب يسكنون معهم تحت الاحتلال اليهودي، وأما باقي مدن فلسطين فلم تطأها أقدام اليهود.‏

أهم المراجع:‏

(1)د. حسن ظاظا- الساميون ولغاتهم ص 57-58.‏

(2)سفر الملوك الثاني 17: 16.‏

(3)سفر الملوك الثاني 17: 25-33 د. فيليب حتي –تاريخ سورية ولبنان وفلسطين الجزء الأول- مترجم- ص 214.‏

(4)عبد الرحمن المزين- رسالة الماجستير- الفن التشكيلي في فلسطين عبر التاريخ- ص 237.‏

الباب الحادي عشر‏

فلسطين خلال العصر‏

اليوناني-الروماني‏

في عام 332 ق. م حاصر الاسكندر مدينة غزة مدة شهرين، وقد دافع عنها أهلها ببسالة إلى جانب حامية الفرس، حيث أصيب الاسكندر بجراح ومن ثم سقطت المدينة بيد الاسكندر ودخلت فلسطين تحت حكم الإمبراطورية اليونانية.‏

وبعد وفاة الاسكندر في حزيران من عام 323 ق. م ببابل على إثر إصابته بالحمى تقاسم الإمبراطورية قادته الأربعة فيما بينهم.‏

ففي مصر بطليموس، وسوريا وأرض الرافدين سلوقس، وآسيا الصغرى انتيفوس، واليونان "مقدونيا" انيتباتر، وكانت فلسطين من نصيب أسرة لاغوس المعروفين في التاريخ بالبطالة، وذلك منذ عام 323 ق. م وحتى عام 198ق. م.‏

ولكن أنطيوخس حاول في عام 217 ق. م ضم فلسطين، ولكنه فشل حيث هزم بالقرب من رفح "رافيا القديمة". إلا أنه عاد واستطاع ضمها إلى سوريا عام 198 ق. م. وقد اعتبر أنطيوخس نفسه آلهاً، أو الإله الظاهر (تيوس ابيفانس) وقرن نفسه بزفس أوليمبيوس، وأعطى أهل سوريا أنفسهم امتياز عبادة الملك، واستولى على كنوز معابد الكنعانيين بفلسطين.‏

واعتبر الإله زفس معادلاً للإله بعل ولم يعترض سكان فلسطين. ولكن اليهود الذين أعادهم الفرس لبناء المعبد اليهودي تمردوا، عندما وضع ايطوخس في معبدهم مذبحاً للإله اليوناني وكان الإله زفس يعبد بصفات كنعانية ويمثل بلبلس نصف كنعاني.‏

إلا أن اليهود الموجودين في القدس لم يقبلوا بذلك فقاموا بمعارضة الاعتداء على الهيكل عام 168ق. م، وتزعم المعارضين ابن كاهن يهودي اسمه يهوذا، واتخذ اسمه "المكابي" وتعني المطرقة، ولكن السلوقي ديمتريوس الثاني نيكابور قام بإعطائهم الحرية الدينية وعين منهم كاهناً اسمه سمعان، ومن ثم عينه حاكماً على فلسطين عام 141 ق. م وهذه سنة المستعمرين حيث يعطى الحكم والنفوذ للأقليات ليكونوا جواسيس للسلطة على أهل البلاد.‏

وهكذا كان دور اليهود بفلسطين خلال فترة الإغريق، ولكن نزعتهم الدينية تحولت إلى نزعة قومية فقاموا بالضغط والإجبار على الكنعانيين العرب كي يدينوا باليهودية وكذلك الختان. ومن القبائل التي مورس الضغط عليها الأدوميين عام 26 ق. م(1).‏

كما تطاولوا في عهد خلف سمعان، أرسطو بولس (105-103م) حيث ضغطوا على الأريتوريين العرب، سكان الجليل وهم كنعانيون، وخيروهم أيضاً بالختان والدخول في اليهودية. وقد دخل كثير منهم في الديانة اليهودية ولذا نجد أن كثيراً ممن عمل السيد المسيح (عليه السلام) بينهم واتخذ منهم أكثر تلاميذه هم من أصل عربي. وكان اليهود ينظرون إليهم وكأنهم أدنى من اليهود وغير أهل لظهور نبي فيهم(2).‏

سقطت فلسطين في يد روما عام 63 ق. م وأصبحت تحكم من قبل نائب قنصل روماني. ومن ثم أعطت روما خلال القرن الأول قبل الميلاد هيرودس حكم أجزاء من فلسطين (37-4ق. م) وهو أدومي كنعاني عربي. ولكن اليهود الموجودين في القدس عادوا وتمردوا ضد بيت المقدس 70 م بأمر من تيتوس الروماني وأنهى وجودهم ولم يبق إلا النذر البسيط، عاشوا في فلسطين بالقدس بين أهلها الكنعانيين الذين كانوا يرزحون تحت نير الاحتلال الروماني. واستمر الاحتلال حتى عام 323م. حيث انتصرت المسيحية في أوائل القرن الرابع الميلادي على يد قسطنطين.‏

وخلال الفترة من عام 332 ق. م إلى عام 323 م خضعت فلسطين إلى حكم الإمبراطوريتين اليونانية والرومانية وتركت الهيلينية(3) بصماتها واضحة على مظاهر الحياة أيام اليونانيين وذلك نتيجة لأن الاسكندر قام بإنشاء (70) مدينة ضخمة على الطراز الإغريقي، استخدمها كمراكز ثقافية لنشر الحضارة الهيلينية في البلاد الشرقية وكذلك لتأمين طرق المواصلات.‏

سكنها المسرحون من الجيش، وقد جمعت المدن الكثير من العسكريين والتجار والعلماء والفنانين والعبيد ومن المدن الثقافية التي أنشئت في العهد اليوناني، بيلاوديون "تل الأشعري"، وهيبوس "قلعة الحصن" ويقعان شرقي طبريا "فيلوتير" في الطرف الجنوبي من بحيرة طبريا، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى فيلوتير شقيقة بطليموس الثاني فيلادلفوس مدينة جيرازا، وقد حول الإغريق الكثير من أسماء المدن العربية، فأعطوها أسماء إغريقية ورومانية، منها عكا، حيث سميت بتولما في عهد بطليموس الثاني وبيسان سميت سكيثوبوليس، وبيت جبرين أطلق عليها اليوثيروبولس.‏

بعد العصر الإغريقي الروماني أعاد العرب إلى مدنهم أسماءها الكنعانية العربية القديمة باستثناء نابلس التي كانت تسمى شكيم وسماها الإغريق نابلوليس حرفت وأصبحت حالياً نابلس. وهذه المدن أو المراكز الثقافية اتبع في تخطيطها النظام المعماري اليوناني، وأصبحت معظم المدن وخاصة يافا وعسقلان وغزة ورافا ذات صبغة هيلنستية خلال الحكم اليوناني الروماني، وخلال فترة الرومان أقيم اتحاد مدن عرف باسم اتحاد الديكابوليس(4).‏

ومن المدن التي اشتهرت في هذه الفترة مدينة الأنباط البتراء عاصمة مملكتهم وسكانها من القبائل العربية. وهم الذين يعرفون اليوم باسم الحويطات ويعيش جزء منهم في الأردن، حول البتراء، وجزء آخر في النقب وسيناء وجزء في السعودية ثم تغير اسمهم عبر التاريخ فيوماً كان اسمهم المدينيين ثم الأنباط ثم الحويطات إلا أنهم في الأصل عرب كنعانيون.‏

وخلال العصر اليوناني بفلسطين تغير نظام الحياة، حيث خضعت المدن إلى حكم الإمبراطور مباشرة، وأصبحت المدن تشتمل على رقعة واسعة من الأراضي تحيط بها الأسوار ولها بوابات ضخمة ورهيبة وذات جلال، وبداخل الأسوار يقع القصر الملكي أو قصر الحاكم، وكذلك الساحة العامة والمدرج الضخم والمسرح وبرك السباحة، والمعابد الضخمة المتعددة بينما خلت الحياة في الريف الفلسطيني من الصبغة اليونانية الرومانية، ولم تختلف الحياة عن صورة الأجداد الكنعانيين، حيث لم يتدخل الرومان واليونان في حياة الفلاحين، ولذلك بقي الفلاحون يعيشون حياتهم العادية. فتأثرهم بالحضارة الإغريقية والرومانية غير واضح، ولذلك استمروا يمارسون حياتهم وفق عاداتهم وتقاليدهم القديمة، فخلت فنونهم من التأثير: العمارة الدنيوية والدينية والجنائزية، فن التطريز، الخزف، الزجاج والمنحوتات الخشبية(5).‏

أهم المراجع:‏

(1)سفر المكابيين الأول 4: 29.‏

(2)أنجيل مرقس 14: 70، أعمال الرسل 2: 7، لوقا 22، 59، يوحنا 1: 46.‏

(3)الهيلينية: هي الحضارة اليونانية في بلاد اليونان وتسمى داخل اليونان باسم الهيلينية أما حضارة اليونان التي ظهرت خارج اليونان، وهي مزيج من اليونانية والشرقية وتسمى الهيلنستية.‏

(4) هو اتحاد يضم عشرة مدن إغريقية كان منها بيسان، جداراً، جراسا فيلادلفيا دمشق.‏

(5)عبد الرحمن المزين- الفن التشكيلي في فلسطين عبر التاريخ ص 253 إلى 256.‏

الباب الثاني عشر‏

فلسطين‏

خلال العصر المسيحي‏

يمكن القول إن العصر المسيحي بفلسطين يمتد منذ ميلاد السيد المسيح حتى ظهور الإسلام. وقد لاقت المسيحية بفلسطين صعوبات كبيرة من الإمبراطور والديانات الوثنية الكنعانية والديانة اليهودية ثم زالت هذه الصعوبات بعد أن اعترف قسطنطين بالمسيحية عام 312 ودخلت فلسطين تحت الحكم البيزنطي، ومن ثم أصبحت فلسطين كلها مسيحية.‏

ونستطيع أن نقسم الفترة منذ ميلاد السيد المسيح حتى الفتح الإسلامي إلى قسمين:‏

1-فترة الحكم الروماني- اضطهاد المسيحية.‏

2-فترة الحكم البيزنطي- فترة الاعتراف بالمسيحية.‏

أولاً- فترة اضطهاد المسيحية:‏

ولد النبي عيسى بن مريم (عليه السلام) حوالي عام 6 ق. م وفي ذلك الوقت كانت فلسطين جزءاً من سوريا وتخضع للإمبراطورية الرومانية ولم تمت دعوته حيث قام أتباعه بتسجيل تعاليمه وأعماله في كتب تعرف اليوم باسم الأناجيل، وهي التي تبين لنا حياة سيدنا عيسى. وقد اعتنق الديانة المسيحية الكثير من الفلسطينيين وكذلك بعض اليهود، الذين كانوا يقيمون بين أهل فلسطين في القدس كأية جالية أجنبية.‏

واستطاع الآباء المسيحيون، الأوائل وخاصة "بولس" أن يوصلوا هذه الديانة إلى سكان الإمبراطورية الرومانية. وذلك بأن أعطوها الصبغة الهيلينية، والذي ساعدهم على ذلك هو معرفتهم باللغة اللاتينية، فأهل فلسطين كانوا يعرفون الآرامية واليونانية خلال العصر المسيحي وخاصة أيام الرومان. وهذا أدى إلى سرعة انتشار الديانة المسيحية خاصة في اليونان وروما. وتبعاً لذلك ظهرت جماعات مسيحية في اليونان وروما لم تؤد واجباتها للآلهة الوثنية، فبدأ ما يعرف في التاريخ "الاضطهاد المسيحي"(1).‏

والمعروف أن اليونان والرومان كانوا يؤمنون بآلهة متعددة، وكانوا متسامحين مع أصحاب الديانات الأخرى الوثنية، لأنهم كانوا يحترمون آلهتهم، ولكن أصحاب الديانة المسيحية لم يشاركوا في الأعياد الدينية الوثنية، وأعياد الإمبراطورية فبدأ الاضطهاد.‏

وكان أول اضطهاد هو محاولة قتل المسيح عليه السلام على يد اليهود عام 27-29م، ثم إبادة المسيحيين بعد حريق روما الشهير في عهد نيرون عام 64 م، ثم بعد ذلك حكم على بولس بالموت صلباً في روما عام 67 م في عهد نيرون أيضاً، ثم أصبح المسيحيون في جميع أرجاء الإمبراطورية يقتلون ويضطهدون، وخاصة عندما تحل كارثة أو وباء أو مجاعة أو قحط في أي بلد من أنحاء الإمبراطورية الرومانية، حيث كانوا يعزون ذلك إلى المسيحيين.‏

واستمر الاضطهاد، ففي عام 303م أصدر ديوكليتان أمراً بإزالة الكنائس المسيحية وحرق جميع كتبها الدينية. وطرد كل مسيحي من وظيفته وحرمانه من العمل في أي وظيفة، وأصبحوا يعاملون كخونة، إذا لم يقدموا مراسم الاحترام للآلهة. وقد تفننوا في قتل المسيحيين، من أجل ذلك فإن كثيراً من المسيحيين تعرضوا للهلاك والتعذيب وخاصة عرب فلسطين ولهذا فإن كثيراً منهم اضطروا لترك الديانة المسيحية والعودة لديانة الأجداد الكنعانية، ومن بقي منهم مسيحياً فقد كتم أمره عن أقرب الناس إليه، ولذلك كانوا يجتمعون في أماكن بعيدة عن الرؤيا مثل الكهوف والمغارات، وأي منزل عادي بعيد عن أنظار الناس.‏

من هنا لم تقم لهم أماكن عبادة علنية خاصة بالدين المسيحي الأمر الذي جعل فنونهم لا تختلف عن فنون الأجداد الكنعانيين، فالكنيسة في فترة الاضطهاد كانت عبارة عن منزل أو معبد كنعاني، ولهذا فإن طراز الكنيسة الأول بفلسطين هو طراز المعابد الكنعانية والتي يعود تاريخ ظهورها إلى 6800ق.م.‏

وكان أقدم بيت بفلسطين حول إلى كنيسة عام 200 م وعثر عليه في مدينة دورا على الشاطئ الشمالي الفلسطيني، وعثر في نفس المدينة على كنيسة تعود إلى منتصف القرن الثالث وبه باب خاص بالنساء، وكذلك مقاعد خاصة بهن، وعثر أيضاً على بقايا كنيسة في دورا يعود إلى 232م، وهي أقدم كنيسة عرفت بفلسطين، بل وتعتبر "أقدم كنيسة مسيحية عثر عليها"(3).‏

ثانياً: فترة الاعتراف بالمسيحية:‏

عندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، قسم يحكم في روما ويعرف بالإمبراطورية الرومانية الغربية، وقسم يحكم في القسطنطينية، ويعرف بالإمبراطورية الشرقية البيزنطية، ويذكر المؤرخ فيليب حتي: إن سوريا الجنوبية "فلسطين قد أصبحت تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وقد قسمت إلى ثلاثة أجزاء: فلسطين الأولى وكانت قيصرية مدينتها الرئيسية، ضمت أورشالم، نيابوليس- جوبا "يافا" عسقلان-غزة، وغيرها من المدن. وفلسطين الثانية ومركزها سكيثو بوليس "بيسان" ومدنها الرئيسية جدرة- طبرية. ثم فلسطين الثالثة وكانت البتراء مدينتها الرئيسية وتضم جنوب فلسطين وشمال الجزيرة العربية والبتراء وما حولها" ويذكر أيضاً أن البلاد أصبحت كلها مسيحية، وسيطر على العصر بوجه عام الروح الدينية، وأصبحت الكنيسة مكان المعابد القديمة الكنعانية، وأصبح للقديسين شأن كبير واحتلوا مكان كهنة المعابد. وقد نالوا احترام الناس واهتموا ببناء مراكز ثقافية تنشر تعاليم المسيح، ففي مدينة غزة في الجنوب برز منها المؤرخ الكنسي اليوناني "سوزمين، سوزمينوس" في القرن الخامس الميلادي. وفي شمال فلسطين قيصرية التي ينتسب إليها يوسيبيوس وهو أول مؤرخ كنسي عظيم، كذلك المؤرخ بروكوبيوس والكثير من القديسين ومنهم (جيروم) وهو من قرية بالقرب من غزة(4).‏

بعد الاعتراف أصبحت فلسطين تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وبنيت كنائس كبيرة على طراز الباسيليكا، وهي عبارة عن مبنى ضخم مستطيل كان يستخدم زمن الرومان كمحاكم قضائية أو مكان للأعمال التجارية، وكان يوجد به ثلاث قبلات ولا تقل في الغالب عن قبلة واحدة كبيرة وعظيمة والقبلة فسحة دائرية(5). والواقع أن نظام القبلات الثلاث، قد ظهر بفلسطين في معبد أريحا منذ 6800 ق. م. إذن فالرومان قد نقلوه عنا وأسقف الكنائس كانت عبارة عن جمالونات خشبية تغطي بالقرميد، وأسلوب الجمالون قديم كنعاني ظهر بفلسطين في بيسان مجدو منذ 4500 ق. م.‏

وهناك كنائس كثيرة منتشرة في ربوع فلسطين والأردن وسوريا وخاصة في طبريا وبيت لحم والقدس والناصرة، وهي تزخر بمختلف أنواع الفنون.‏

وقد أدى انتشار المسيحية إلى زيادة الطلب على الأقمشة الأرجوانية والمطرزة، حيث أصبح رجال الكهنوت يرتدونها، ومن هنا زاد الطلب على هذه الأقمشة المطرزة، كما جاء الحجاج المسيحيون إلى فلسطين وأخذوا معهم ملابس أرجوانية وملابس مطرزة تبركاً بها وهدايا. ولهذا انتشرت الأزياء الفلسطينية في ربوع العالم المسيحي، حتى الموسيقى وأزياء الرهبان الخاصة بالكنائس هي من تراث أجدادنا الكنعانيين.‏

وما أن حل ظهور الإسلام ودخلت جيوش المسلمين فلسطين رغم تغيير أسماء المدن الرئيسية بأسماء يونانية ورومانية وبيزنطية ابتداء من 331 ق. م وحتى 631م، فقد حفظ الأقدمون الأسماء العربية وأورثوها لأجيالهم قرابة ألف عام وعندما ظهر الإسلام وذهب الاحتلال، أعادوا إلى مدنهم أسماءها الكنعانية العربية ومنها: -أسدود- يافا- غزة- عسقلان- بيت جبرين- عقرون وغيرها الكثير وهكذا يتضح لنا عروبة فلسطين عبر التاريخ.‏

أهم المراجع:‏

(1)عبد الرحمن المزين- الفن التشكيلي في فلسطين عبر التاريخ- ص 261،262.‏

(2)نفس المرجع السابق-ص 263.‏

(3) د. فيليب حتي- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين- الجزء الأول- مترجم- ص 386 إلى 398.‏

(4)نفس المرجع السابق- ص403، 404.‏

(5)محمد خليل نايل ومحمد أمين عبد القادر –تاريخ العمارة- الجزء الأول ص 544، 245.‏

الباب الثالث عشر‏

فلسطين‏

خلال العصر الإسلامي‏

عادت فلسطين إلى عروبتها بعد أن طرد منها المحتلون البيزنطيون إثر ثلاثة أحداث هامة وهي:‏

أولاً- أجنادين:‏

وهي معركة قامت بين العرب المسلمين والروم والبيزنطيين بالقرب من الرملة، سنة 13 هجرية – 634 ميلادية، بقيادة عمرو بن العاص، وتم النصر فيها للعرب المسلمين.‏

ثانياً- معركة اليرموك:‏

جرت سنة 15 هجرية –636 ميلادية، وتم النصر فيها للعرب بقيادة خالد بن الوليد وهو انتصار حاسم.‏

ثالثاً- فتح القدس:‏

في سنة 17 هجرية- 638 ميلادية، فتحت القدس بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وتم فتحها سلماً على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.‏

ومنذ تحرير الشام (ومنها فلسطين)، بدأ المجتمع الشامي عامة أو المجتمع السوري يدخل في حياة جديدة يسودها طابع جديد.‏

فالفاتحون الجدد يتفقون مع سكان الشام في أنهم جميعاً عرب وكانت الشام ومنها فلسطين قبل قدوم الإسلام وثنية مسيحية كما كانت تخضع لنفوذ إمبراطوريات من جنس غير عربي، بينما ظهر بعد ظهور الإسلام فاتح جديد يحمل عقيدة الإسلام ومن جنس عربي، ولهذا تجاوب عرب فلسطين مع إخوانهم العرب الفاتحين، ولم يعترضوا على دخولهم بل استقبلوهم في مدينة القدس بالترحاب وأسلم غالبيتهم.‏

والملفت للنظر: إن اليونانيين والرومان والبيزنطيين، منذ عام 332 ق. م. وحتى عام 638م قد غيروا أسماء المدن الكنعانية العربية ولكن عرب فلسطين حافظوا على الأسماء الكنعانية العربية وأورثوها لأبنائهم جيلاً بعد جيل، وعندما ذهب المحتلون البيزنطيون عام 638م. وحل محلهم عرب، نجدهم وقد أعادوا إلى مدنهم أسماءها الكنعانية بعد غيابها 1000 عام. ومن هذه الأسماء: (عكا-أسدود- يافا- غزة- بئر سبع- بيت شمس-بيت جبرين- عقرون- بيت دجن- بيسان- أريحا- وغيرها الكثير).‏

ومنذ عام 638م توالت الخلافة الإسلامية على فلسطين: خلال عهود الأمويين- العباسيين- الفاطميين- الأيوبيين- المماليك- والعثمانيين. وخلال هذه الفترة الممتدة منذ عام 638م إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، تعرضت فلسطين لأطماع وغزوات المحتلين الأجانب ومنهم الصليبيون حيث سقطت القدس في أيديهم عام 1099م، ولكنهم طردوا منها على يد صلاح الدين الأيوبي عام 1173م، ثم تعرضت فلسطين لغزو التتار عام 1260م، ثم المغول عام 1400م ولكنهم طردوا منها. وأخيراً بعد الحرب العالمية الأولى احتلت فلسطين بواسطة البريطانيين حتى 15 أيار / أيار / مايو عام 1948م وخلال الانتداب البريطاني قامت في فلسطين عدة ثورات لطرد المحتلين البريطانيين والصهاينة الذين ساعدتهم وسمحت لهم بريطانيا بإقامة مستعمرات في وطننا فلسطين.‏

في 15 أيار / أيار / مايو عام 1948 ذهبت بريطانيا وحل محلها استعمار استيطاني وهو الاستعمار الذي ما زال جاثماً على أرضنا فلسطين حتى الآن ويذيق أهلنا في الأرض المحتلة شتى أنواع القهر والاستعباد، ولكن شعبنا منذ الفاتح من كانون الثاني / كانون الثاني / يناير عام 1965م وحتى الآن يناضل داخل فلسطين المحتلة وخارجها. لإقامة دولته العربية الفلسطينية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا العربي الفلسطيني، وأن القدس هي عاصمة فلسطين.‏

القدس:‏

أهلها كنعانيون عرب ظهروا بشكل واضح منذ العصر الحجري المتوسط وكانوا في بادئ الأمر يسكنون في وادي النطوف شمالي غربي القدس حيث عثر على بيوتهم الدائرية والمسقفة بالقصب المخلوط مع التبن. كما وجدت (مواقد مربعة في وسط كل بيت، وقد أحيطت بأحجار طليت بمادة بيضاء قوية جداً وهي الجبس)(1).‏

وقد عرفوا الزراعة حيث عثرت على أدوات حصاد وهي مناجل شكلت من حجارة الصوان ومن النوع المعروف باسم "الشفرات الصوانية" ثبت في قبضة خشبية ذات شكل منحني مثل المنجل ويعتقد أنها كانت تستخدم لحصاد القمح(2) ويعود تاريخها إلى 12000 سنة قبل الميلاد.‏

وانتشروا بعد ذلك ليغطوا مرتفعات القدس وما جاورها منذ العصر الحجري الحديث، وقد دلت الحفريات الأخيرة التي قامت في "إيبلة" شمال سوريا وتعود إلى 3500 سنة قبل الميلاد أن أورشالم إحدى مدن الكنعانيين وطبيعي أن هذه الحفريات التي ظهرت فيها أسماء مدن كنعانية لم توجد فجأة، بل إن هذه المدن قد وجدت قبل ذلك التاريخ.‏

وتظهر فسيفساء من إمبراطورية حمورابي البابلية (2003-1950ق. م) وهم أمراء محليون كانوا يتقاسمون بلاد كنعان "فلسطين وأمور وسوريا" وكان أهم أولئك الملوك الكنعانيين ملك يبوس أو "أورشليمو" وكانت مملكته تمتد حتى الكرمل وهكذا تبدو أورشليمو، معروفة منذ العهد البابلي.‏

عثر في مدينة اليبوسيين "القدس أو أورشالم" على سور ضخم عرضه تسعة أقدام، وهو يمتد في أحد جوانب المدينة لمسافة 49 متراً، وأمامه خندق عرضه 11 متراً يعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد، استخدمه اليهود عندما احتلوا مدينة اليبوسيين في القرن العاشر قبل الميلاد(3).‏

والاسم الكنعاني لمدينة القدس هو "أورشالم" وهو مشتق من اسم إله الشفاء الكنعاني حيث كانوا يعتقدون أن مكانه في القدس. وقد ورد اسم شالم في نصوص رأس شمرا "أوجاريت" الكنعانية.‏

وكما كانت مقدسة لدى أجدادنا الكنعانيين العرب، فقد قدست أيضاً خلال العصر الإسلامي، وقد شيد فيها العرب المسلمون كبرى العمائر الإسلامية الدينية وأهمها:‏

قبـة الصـخرة، والمسـجد الأقصى.‏
1- قبـة الصـخرة:‏
تعتبر هذه القبة من أقدم نماذج الفن المعماري الإسلامي، وقد أمر ببنائها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 72هـ- 691-692م. بقي في الصندوق الذي توجد به الأموال الخاصة ببناء القبة بعد الانتهاء من بنائها ما يعادل 100.000 دينار.‏

وقد أمر الخليفة بإعطاء هذا المبلغ مكافأة للرجلين اللذين أشرفا على عملية البناء، ولكن الرجلين اعتذرا عن أخذ المبلغ، فأمر الخليفة عبد الملك بن مروان بأن تسبك المائة ألف دينار وتوضع على القبة والأبواب.‏

وهذان الرجلان هما يزيد بن سلام وهو فلسطيني من مدينة القدس وكان من موالي الخليفة، والآخر رجاء بن حيوه الكندي، وكان من العلماء المعروفين في تلك الأيام.‏

وقد اعتمدوا في الغالب على بنائين ومعماريين محليين، كما أن العمال الذين ساهموا يف بناء هذه القبة هم عرب فلسطينيون من مدينة القدس ومن بينهم كثرة من النبطيين(4) وهم عرب كنعانيون.‏

تم بناء قبـة الصخرة في مدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات، هذا وقد روى الكثير عن سبب بناء قبـة الصخرة، فقد كتب اليعقوبي الذي توفي في عام 284هـ، عن سبب بناء هذه القبة فقال: (إن عبد الملك منع أهل الشام من الحج، وذلك أن عبد الله ابن الزبير كان يأخذهم إذا حجوا بالبيعة، فلما رأى عبد الملك ذلك منعهم من الخروج إلى مكة، فضج الناس وقالوا، تمنعنا من حج بيت الله الحرام وهو فرض من الله علينا!‏

فقال: هذا ابن شهاب الزهري يحدثكم أن رسول الله قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسـجد الحرام وي ومسـجد بيت المقدس- وهو يقوم لكم مقام المسـجد" وهو الصخرة وضع قدمه عليها رسول الله لما صعد إلى السماء تقوم لكم مقام الكعبة. فبنى على الصخرة قبة وعلق عليها ستور الديباج وأقام لها سدنة وأخذ الناس يطوفون حول القبة(5).‏

ويتكون التخطيط المعماري لقبـة الصـخرة من بناء حجري مثمن يتكون من مثمن خارجي يتكون من ثمانية جدران طول كل منها حوالي عشرين متراً ونصف متر، وارتفاعه حوالي تسعة أمتار ونصف متر، وفي أعلى كل جدار من هذه الجدران توجد نوافذ يدخل منها النور إلى داخل المسـجد. وفي الجدران المقابلة للجهات الأربع الأصلية من المثمن توجد أربعة أبواب. ويقسم كل جدار من هذه الجدران إلى قسمين، علوي مبلط بالقاشاني الصغير الحجم نسبياً وسفلي وهو مغطى بالرخام.‏

ويلي المثمن الخارجي دائرة تتكون من أربعة أكتاف واثني عشر عموداً تحمل فوقها ستة عشر عقداً مدبباً. ويلي العقود رقبة أسطوانية بها ست عشرة نافذة وفوقها قبة. وهي القسم العلوي المذهب من قبـة الصـخرة، ويبلغ قطرها حوالي عشرين متراً وأربعة وأربعين سنتمتراً. وقد شكلها الفنان من طبقتين من الخشب الداخلية تغطيها طبقة من الجص المزخرف بمجموعة من الفصوص الذهبية الخارجية مغطاة بطبقة من الرصاص المطلي بالذهب(6).‏
جعل الفنان المعماري بين طبقتي الخشب فراغ حتى يسهل الترميم، وكذلك العزل الحراري. وتتراوح سعة هذا الفراغ من عند العنق حوالي 75 سم، ثم يزداد هذا الفراغ تدريجياً ويصل إلى 118 سم ثم إلى مترين في وسط القبة، ولقد استبدلت أخيراً الطبقة الخارجية الرصاصية المذهبة، بطبقة من معدن الألومنيوم المذهب.‏

وسط هذا البناء وأسفل القبة مباشرة تقع الصخرة المقدسة وقد وصفها كريزول:‏

"إن طولها 18 متراً من الشمال إلى الجنوب وعرضها 13 متراً من الشرق إلى الغرب وأن أقصى ارتفاع لها حوالي متر ونصف المتر".‏

وتحت الصخرة المقدسة مغارة يوصل إليها سلم ضيق عدد درجاته 11 درجة.. وهي مربعة طول ضلعها حوالي أربعة ونصف متر، وهذه الصخرة زارها الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما فتح أبو عبيدة الجراح فلسطين، وقد كانت مغطاة بالقاذورات فأمر الخليفة واحداً من أهل المدينة بأن ينظفها وكان من الأنباط العرب وقد نظفها، واتفق أن هطلت الأمطار بعد ذلك وقد أذن عمر بعد ذلك للصلاة فوقها(7) وقد أقام عمر مصلى من الخشب بعد ذلك قبل أن يقيم عبد الملك بن مروان على أنقاض البناء الحالي وهو قبـة الصـخرة.‏

يشاهد الناظر للقبة من الداخل أن الأقواس الداخلية نصف دائرية، وكذلك أقواس النوافذ، أما الأعمدة فهي من مباني قديمة دمرتها جيوش كسرى عام 614م ومعظمها من الكنائس وعددها داخل المسـجد حوالي 12 عموداً، وهي تختلف من حيث طرزها المعمارية وقد استخدمت روابط خشبية لربط التيجان.‏

تعتبر قبة الصخرة من أبدع العمائر الإسلامية وأقدمها، كذلك من أقدم نماذج القباب الإسلامية. وقد بني مسـجد قبـة الصـخرة في وسط قطعة من أرض القدس منبسطة ومرتفعة نوعاً عما حولها، وتبلغ مساحة الأرض المقدسة التي تضم قبة الصخرة والمنطقة المحيطة بها، والتي تعرف بفناء الصخرة وكذلك المسـجد الأقصى حوالي 260.000متر مربع. ويوجد في فناء الصخرة ثمانية قناطر تكلل الأدراج أو المراقي التي يصعد عليها المرء إذا ما أراد الانتقال من أرض الحرم الشريف إلى فناء الصخرة.‏

وقد انتقل تأثير قبة الصخرة إلى الطرز المعمارية الإسلامية ففي العصر العباسي اتبع الأسلوب المثمن المتبع في تخطيط مبنى مسـجد قبة الصخرة وخاصة في بناء الأضرحة.‏

فضريح قبة المنتصر والتي تعرف باسم قبة الصليبيين في سامرا، كان تخطيطه مثمناً وفي وسطه حجرة الدفن وتعلوها قبة، وفي العصر المملوكي اتبع نظام تشكيل مسـجد قبة الصخرة، وذلك في تشكيل قبة مسـجد السلطان حسن حيث كانت القبة من الخشب ومغلفة بالرصاص.. كما استخدم تخطيط قبة الصخرة في العصر المملوكي وخاصة في قبة قلاوون من فناء مكشوف تحيط به أروقة معقودة بقبوات وهي تحيط به على تخطيط مثمن مثل تخطيط مسـجد قبـة الصـخرة"(8).‏

1-خلاصة القول أن مبنى مسـجد قبة الصخرة الذي يعتبر من أبدع وأقدم العمائر الإسلامية هو من عمل فنانين عرب من فلسطين وقد أشرف على بنائه رجلان عربيان هما يزيد بن سلام وكان من المقدسيين ومن موالي عبد الملك بن مروان، ورجاء بن حيوه الكندي، وكان من العلماء المعروفين في تلك الأيام وقد اعتمدا في الغالب على بنائين ومعماريين محليين، كما أن أكثر الذين ساهموا في بناء مسـجد الصخرة كانوا كما ذكر المؤرخون من أهل القدس. "لقد كان جل اعتماد المسلمين في البداية على الصناع والفنيين من المسيحيين السوريين وكلمة سوري تعني شامي والمقصود بها سكان (سورية-لبنان-فلسطين- الأردن).‏
كما يرد أيضاً أنهم "كانوا أساتذة المسلمين في هذا الميدان". ونشأ على يد الجميع الطراز الأموي في الفنون الإسلامية، ونقل القواد والولاة وأتباعهم أصول هذا الطراز من الشام إلى سائر الأقاليم الإسلامية فتأثرت بها الأساليب الفنية القديمة في تلك الأقاليم"(9).‏
2-كما أن الشكل الثماني قديم بفلسطين وقد عبد منذ 4500 سنة ق. م.‏
3-كذلك القبة التي ظهرت في البناء في فلسطين منذ 12000 سنة ق. م.‏
وبهذا نستطيع أن نرفض الآراء المغلوطة والتي يقولون فيها بأن قبة الصخرة متأثرة بالفن البيزنطي والساساني. إذ إن النظام المعماري لقبة الصخرة قديم بفلسطين وكذلك الشكل المثمن وأن العمال والبنائين والمشرفين على عملية البناء هم عرب من فلسطين وسوريا.‏

2-المسـجد الأقصى:‏

ويقع جنوب مسـجد الصخرة على بعد 500 متر من رقعة الحرم الشريف، وقد أنشئ أول الأمر في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك سنة 17هـ- 638م، وقد زاره أركولف وهو سائح أوروبي حوالي عام 670م، وقد وصفه بأنه بسيط للغاية، وقد شكله الفنان من الخشب واللبن، وهو مستطيل الشكل ويتسع لحوالي 3000 من المصلين. وقد أمر بإعادة بنائه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. وكان قوامه الأروقة موازية للقبلة يعترضها رواق عريض.‏

وقد أتم بناؤه ابنه الوليد بن عبد الملك سنة 86هـ- 705م(10)، يبلغ طول المسـجد الأقصى حوالي 80 متراً وعرضه 55 متراً وارتفاعه 15 متراً، ويقوم الآن على مساحة تبلغ نحو 4500 متر مربع. وبه ثلاثة وخمسون عموداً من الرخام، وتسع وأربعون سارية مربعة الشكل. وبه مائة وسبع وثلاثون نافذة. وكانت أبوابه الإحدى عشرة زمن الأمويين ملبسة بصفائح الذهب والفضة، ولكن أبا جعفر المنصور أمر بقلعها وتسييجها إلى دنانير تنفق على المسـجد وفي أوائل القرن الحادي عشر في زمن الفاطميين أصلحت بعض أجزائه، كما تشكلت قبته وأبوابه الشمالية وعندما احتل الصليبيون بيت المقدس عام 1099م حولوا قسماً كبيراً من المسـجد إلى كنيسة، كما جعلوا القسم الآخر إلى الكنيسة مسكناً لفرسان الهيكل ومستودعاً لذخائرهم. ولكن عندما استعاد صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين بيت المقدس، أمر بأن يصلح المسـجد الأقصى، وبتجديد المحراب، كما أمر بأن تكسى القبة بالفسيفساء، وقد وضع فيه منبراً خشبياً وعرف باسمه، وقد عني بعد ذلك سلاطين المماليك، وسلاطين بني عثمان بالمسـجد.‏

هذا ويوجد داخل الأقصى جامع يعرف باسم جامع عمر، وهو مستطيل الشكل وإيوان كبير يعرف بمقام عزيز وإيوان صغير يعرف بمحراب زكريا، ويوجد رواق كبير أمام المسـجد من الشمال، وقد أمر بإنشائه أحد ملوك الأيوبيين وذلك سنة 1217م.‏

ويتألف هذا الرواق من سبع قناطر مقصورة كل واحدة تقابل باباً من أبواب المسـجد كما يوجد تحت الأقصى القديم أو الإسطبل وقوامه سلسلة عقود تقوم على أعمدة ضخمة(11).‏

تعرض المسـجد المقدس (الأقصى) والتحفة الفنية التي تجمع مدارس الفن الإسلامي (الأموي-العباسي-الفاطمي-الأيوبي- المملوكي-العثماني) للحريق في 21-8-1969م على يد السلطات الصهيونية وألصقت التهمة بشاب أسترالي.‏

"وقد ثبت من خلال التصريح الذي أعلنه سماحة الشيخ حلمي المحتسب رئيس الهيئة الإسلامية بالقدس في مؤتمره الصحفي الذي عقده بعد الحريق ونشرته جريدة "القدس" بتاريخ 22-8-1969م.‏

ومن خلال التقارير التي وضعها المهندسون العرب، الذين انتدبتهم الهيئة الإسلامية في القدس للكشف عن الحريق، كذلك الصور التي أخذت للمسـجد من الداخل والخارج بعد الحريق.. إنه حريق مفتعل وغير طبيعي، وليس من جراء خلل في شبكة الكهرباء، ومما يثبت تعمد الحريق أن مياه البلدية لدى سلطات الاحتلال قد قطعت عن منطقة الحرم الشريف فور ظهور الحريق، كما أن سيارات الإطفائية التابعة لبلدية سلطات الاحتلال تأخر وصولها ومباشرتها لعملية الإطفاء كي يتم الحريق. كما أن الذي ساهم وساعد على إطفاء وإخماد الحريق هو وصول سيارات إطفاء بلديتي رام الله والخليل ولكن بعد أن أتى الحريق على منبر صلاح الدين والسطح الشرقي الجنوبي للمسـجد، حيث أتى على سقف ثلاثة أروقة، وعلى جزء كبير من هذا القسم(12). كما يبين أمين القدس روحي الخطيب، أن الحريق كان معتمداً من سلطات الاحتلال الصهيوني من خلال صور الحريق، والتي يبدو فيها أن حريق المنبر لم يلتق مع حريق الأروقة.‏

فيقول: "أما الصور التي أخذت للموقع بعد الحريق مباشرة، فإنها تكشف عن الحريق الأول الذي أتى على المنبر، لم ترتفع إلى السقف الذي فوق المنبر، وبناء عليه فإن هذا الجزء من السقف لم يتأثر، هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى، فإن ألسنة نيران الحريق الثاني لم تمس جدران وأعمدة الأروقة التي تحتها، ولم تمس حتى السجاد المفروش في هذا الجزء... و بالإضافة إلى ذلك، فإنه لم يحصل أي لقاء بين الحريقين الأول والثاني.‏

ولما كان ارتفاع السقف عن أرض المسـجد يبلغ 15 متراً. وحيث إنه لم يكن هناك أي اتصال قريب بين موقع المنبر والسطح الشمالي الشرقي، ولما لم يكن هناك أية دلائل تشير إلى اتصال بين الحريقين، فإنه لمن المؤكد أن حريقين منفصلين قد حصلا في وقت واحد"(13).‏

والنظام المعماري للمسـجد الأقصى هو نظام محلي كنعاني عربي ظهر بفلسطين في العصر الحجري النحاسي وذلك منذ 4500 سنة ق. م وكانت تمتاز به العمارة الدنيوية في مدينة (بيت شان) بيسان. كذلك ظهر في تشكيل التوابيت الفخارية وخاصة توابيت الخضيرة منذ 4500 ق. م.‏

أما بالنسبة لبناء المآذن، فالمعروف أن أقدمها في الشام مئذنة المسـجد الأموي بدمشق، ومئذنة بيت المقدس في القدس، ومئذنة المسـجد الجامع في غزة.‏

والمعروف أن المساجد الأولى في الإسلام كانت بغير مآذن كما أن الرسول والصحابة كانوا يصلون في البداية من غير آذان وعندما أذن بلال بأمر من الرسول الكريم (صلعم) فقد كان يؤذن من أعلى سطح يجاور المسـجد.‏

أما المآذن فقد استخدمت كما ورد لأول مرة في الشام في مدينة دمشق حيث أذن للصلاة من أبراج المعبد الوثني القديم الذي أقيم مكانه المسـجد الأموي.‏

وقد كانت الأبراج مربعة الشكل واستخدم هذا الطراز في دمشق، والقدس وغزة. كما عم استخدام هذه المآذن في المغرب العربي.‏

ومن هنا نرى أن المآذن الأولى ظهرت في الشام في سوريا وفلسطين، وكانت أبراجها مربعة ومنها انتقل إلى أنحاء العالم الإسلامي، خاصة في الجزيرة العربية ومصر وبلاد المغرب والأندلس.‏

بقي هذا النظام المعماري حتى الآن في غربي العالم الإسلامي كذلك يظهر بكثرة في الشام وفي بعض أجزاء العالم الإسلامي.‏

ومن أمثلة هذا الطراز وأقدمها في بلاد المغرب، مئذنة جامع سيدي عقبة في القيروان. وقد شيدت في عصر هشام بن عبد الملك وهي تقليد لمآذن سوريا وفلسطين "فهي برج مربع ضخم يضيق كلما ارتفع وتعلوه شرفات وطابقان"، ومن الأمثلة الأخرى التي تأثرت بطراز سوريا وفلسطين منارة "مئذنة" الكتيبة في مراكش، ومئذنة المسـجد الجامع في إشبيلية بالأندلس وتعرف الآن باسم برج الكاتدرائية.‏

كذلك مئذنة حسن في الرباط وتاريخها يرجع إلى القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي(14).‏

وقد شاع بفلسطين استخدام نوعين من المآذن:‏
1-المآذن المربعة: ومن أمثلتها مئذنة في بيت المقدس وهي منتشرة في معظم مدن فلسطين والقدس والرملة وعكا وحيفا ويافا وغزة والخليل ونابلس.‏
2-المآذن المثمنة: تقوم على قاعدة مربعة وبدنها مثمن الأضلاع، وما زال يستخدم حتى الآن.‏
وكلا الطرازين مستمد من الطراز العربي الكنعاني القديم الذي ظهر في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.‏

وبهذا نستطيع أن نقول أن أولى العمائر الإسلامية بفلسطين تعتبر من أول النماذج المعمارية الإسلامية وهي ابتكار عربي محلي وامتداد لطراز أجدادنا الكنعانيين.‏

أهم المراجع:‏
(1)د. وليد الجادر- دراسة في حضارة العراق والشرقين الأوسط والأدنى القديمة –مترجمة 65 مجلة الأقلام- العدد السادس- وزارة الإعلام- بغداد- 1972م.‏
(2) د. فيليب حتي- تاريخ لبنان- مترجم- ص 62، 65، 1972م.‏
(3) Kenyon: Biblical Archaeologist, Vol. XXVII May 1964, No. 2, p. 40.‏
(4)مجلة العربي العدد – 161 مارس 1972م- ص 95.‏
(5) د. زكي محمد حسن- فنون الإسلام ص 37-38.‏
(6)أبو صالح الألفي –الفن الإسلامي- (145، 146، 147، 132) د. زكي محمد حسن، فنون الإسلام – ص 36، 37.‏
(7)الدليل السياحي الأردني- وزارة السياحة والآثار- عمان ص 97، مجلة العربي، العدد 160 مارس 1972م-ص50.‏
(8)راجع: أبو صالح الألفي- الفن الإسلامي ص (195 إلى 198).‏
(9)د. زكي محمد حسن- فنون الإسلام من (44 إلى 150).
(10)أبو صالح الألفي ص 150.‏
(11)الدليل السياحي الأردني- وزارة السياحة والآثار – ص 97، 98، مجلة العربي- العدد 160 – ص 64.‏
(12) أمين القدس: روحي الخطيب- تهويد القدس- الجزء الأول ص 38 إلى 43.‏
(13) نفس المرجع السابق: ص 43، 89، 93.‏
(14)د. زكي محمد حسن- فنون الإسلام- ص 144 إلى 150.‏
الباب الرابع عشر‏
الخاتمة‏

ومن خلال عرضنا السابق لتاريخ فلسطين القديم، يتضح لنا الحقائق التاريخية التالية:‏

-أقدم ظهور لإنسان فلسطين كان في العصر الحجري القديم، وأماكن تواجده الأولى في كهف أم قطفة، ومغارة الزطية، والسخوم، والطابون، والوادي، وكهف الأميرة وعلى جانبي مجرى نهر الأردن.‏

-أقدم أدوات حجرية استخدمها إنسان فلسطين تعود إلى العصر الحجري القديم منذ 280.000 سنة على الأقل، وتتكون من الفؤوس اليدوية والبلطات اليدوية والمطارق والسواطير والسكاكين، وأدوات التخريم، ثم تطورت إلى أدوات دقيقة وهي الأسلحة النصلية السهلة الحمل والتنقل.‏

-عرف إنسان فلسطين النار منذ 150000 سنة في مغارة الطابون، وتتكون من أخشاب السنديان والطرفاء والكرمة والزيتون.‏

-أقدم هياكل عظمية متحجرة بشرية في منطقة الشرق الأدنى القديم، عثر عليها في مغارتي الطابون والسخول، وكذلك في جبل القفزة في كهف يقع جنوب الناصرة وتاريخها يعود إلى 100.000 سنة على الأقل.‏

-في العصر الحجري المتوسط، عرف إنسان فلسطين استئناس الحيوانات وتربيتها منذ 15.000 سنة، وعرف الزراعة وبناء القرى منذ 12.000 سنة قبل الميلاد.‏
-عرف إنسان فلسطين العمارة الدنيوية والجنائزية منذ 12.000 سنة قبل الميلاد.‏
والعمارة التحصينية والدينية منذ 7800-7000 سنة قبل الميلاد، هم عرب كنعانيون كما تشير إلى ذلك الدلالات الأثرية المادية الملموسة وأهمها:‏
1-النظام الدائري للقبة الذي ظهر في قرى عين ملاحة، وعينات، وأريحا، ووادي النطوف. هذا النظام المعماري من أهم مميزات العمارة الكنعانية وخاصة منذ بداية عصر البرونز المبكر، كذلك أصبح من أهم مميزات العمارة الإسلامية.‏
2-النحت الذي عثر عليه في مغارة الوادي، ويمثل عضو التزكير، هذا النحت كان يستخدم لدى الكنعانيين، وخاصة منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وتعرف باحتفالات عيد آلهة الخصب، وهذه الدلالات تشير إلى أن أهل فلسطين خلال العصر الحجري المتوسط كانوا عرباً كنعانيين.‏

-في العصر الحجري الحديث عرف أول استقرار كامل بفلسطين، وذلك في مدينة أريحا منذ (8000-7000 سنة قبل الميلاد).‏
كما عرفوا نظام العمارة التحصينية التي تتكون من خندق وبرج وأسوار عالية، وعرفوا المعابد وفن النحت والفخار والنسيج منذ 6800 سنة قبل الميلاد. وهناك دلالات على عروبة فلسطين في هذه المرحلة وهي:‏
1-وجد مبنى غريب الشكل وقد عثر على جماجم للأطفال تحت أساسات المبنى وهذه، عادة كنعانية.‏
2-عثر على شواهد أثرية عبارة عن أعمدة حجرية على جانبي نهر الأردن، وداخل معبد أريحا، وهذه رموز لآلهة كنعانية ظهرت بشكل واضح خلال عصر البرونز المبكر.‏
3-التماثيل الثلاثية التي عثر عليها في معبد أريحا، تذكرنا بالثالوث في العبادة الكنعانية، إله الخصب، آلهة الخصب، وعدو إله الخصب.‏
4-تمثال آلهة الخصب الذي عثر عليه في أريحا هو تمثال للآلهة عناة التي عرفت في نصوص أوجاريت، حيث تمسك بثدييها لتعطي الخصب والحياة لأرض الكنعانيين –سوريا-لبنان-فلسطين-الأردن.‏
5-النحت الصوري الذي عثر عليه في أريحا، وهو الجماجم المغطاة بالجبس، يظهر على إحدى هذه الجماجم غطاء للرأس، وهو يشبه تماماً غطاء الرأس المعاصر الذي تلبسه النساء الفلسطينيات ويعرف باسمه الشعبي "الوقاية" أو "الصمادة" أو "العصبة". وهذه هي العصبة الكنعانية، كذلك فإن هناك جماجم ظهرت حليقة، وهي عادة كنعانية، حيث يظهر الكهنة الكنعانيون على جدران مقابر المصريين في طيبة حليقي الرؤوس.‏
6-المباني التي تلتف حول باحة تتوسطها ذات الأبواب الواسعة والأقواس، هي مبان ذات نظام معماري كنعاني ما زال متبعاً حتى الآن في الأرياف الفلسطينية والمدن.‏
7-المحراب الذي ظهر في معبد أريحا، هو المحراب الذي ظهر في المعابد الكنعانية خلال العصور التاريخية، وقد نقله "اليهود" إلى الكنيس ثم نقل إلى الكنيسة المسيحية، ثم ظهر في المساجد الإسلامية وهو في الأصل نظام معماري عربي كنعاني ظهر في فلسطين منذ 6800 سنة قبل الميلاد.‏
8-فخار أريحا الذي يعود إلى 5500 سنة قبل الميلاد تقريباً، فيه أشكال الإبريق والزبدية وصحن أبو عشرة "اللقان" وهي من أهم الأواني الكنعانية وخاصة الإبريق والزبدية. وهذه الأدوات ما زالت تشكل حتى الآن بين أبناء شعبنا العربي في غزة والخليل، وخان يونس ونابلس.‏
-في العصر الحجري النحاسي- عرف إنسان فلسطين العمارة الدنيوية والدينية والجنائزية وعرف الزراعة المعتمدة على الري، وزادت علاقته مع جيرانه، وأهم مواقعه الأثرية أريحا-وادي غزة- بئر السبع-الغسولية- مجدو- بيت شان- الخضيرة- تل الفارعة- تل جازر. وأهل هذه الحضارة هم عرب كنعانيون ويدل على ذلك:‏

1-عثر على أطفال تحت أساسات المباني داخل جرار فخارية وهي عادة كنعانية
2-زخارف التوابيت الفخارية هي نفس الزخارف التي توجد على الأزياء المعاصرة الفلسطينية.‏
3-عرفوا فن التطريز في هذه المرحلة 4500 سنة قبل الميلاد.‏
4-أوانيهم الفخارية كلها كنعانية وما زالت حتى الآن وخاصة الزبدية والبوشة.‏
-في عصر البرونز 3000-1200 سنة قبل الميلاد، انضم لأهل فلسطين من العرب الكنعانيين عرب جدد جاؤوا من شمال سوريا والبعض من أرض الرافدين ومن جنوب بلاد العرب وسبقهم أيضاً عرب انضموا لأهل فلسطين منذ 3500 قبل الميلاد. وتطورت حياتهم وظهر نظام المدن أو الممالك المستقلة بشكل واضح.‏

فكل مدينة يطلق عليها مملكة وهي ذات تحصينات تتكون من الأبراج البوابات الضخمة. واشتهروا بصناعة الأرجوان التي اكتسبوا اسمهم منها. كذلك اشتهروا بالأسلحة الحربية وخاصة العربات الحربية، والصناعات العاجية، وقد ظهرت لهم قوة عرفت في التاريخ باسم الهكسوس، وهم عرب كنعانيون وعموريون من سكان سوريا ولبنان وفلسطين والأردن.‏
وفي هذه الفترة أيضاً حدثت هجرات عربية كنعانية إلى جزر بحر إيجه، وقد عادت بعض هذه القبائل، ومنها قبيلة البولستا إلى فلسطين وهي كنعانية عربية.‏
-وفي عصر الحديد- حدث غزو لبعض المدن الجبلية الكنعانية وخاصة شكيم "نابلس" وأورشالم "القدس". واحتلت من قبل مجموعة خليطة يدينون باليهودية، ولكنهم انتهوا من شكيم "السامرة" عام 722 سنة قبل الميلاد، ومن أورشالم القدس عام 586 قبل الميلاد. كما خضع أهل فلسطين لحكم الإمبراطوريات الكبيرة، وهي آشور وبابل ثم الفرس، ثم اليونانيين عام 331 قبل الميلاد ثم الرومان والبيزنطيين منذ عام 64 قبل الميلاد، لتعود إلى فلسطين حريتها وعروبتها.‏
وتوالت بعد ذلك الخلافة الإسلامية وظهر الأمويون والعباسيون والفاطميون والأيوبيون والمماليك والعثمانيون. وخلال هذه الفترة تعرضت فلسطين لغزوات متعددة: هم الصليبيون والمغول والتتار. وبعد الحرب العالمية الأولى الإنكليز، وفي عام 1948 تعرضت فلسطين لأطماع الاحتلال الاستيطاني الصهيوني حتى الآن. وهذه الأرض التي سكنها أجدادنا العرب الكنعانيون منذ العصر الحجري القديم وأنشأوا أول قرى بفلسطين عربية منذ 12000 سنة قبل الميلاد، هذه الأرض ستبقى عربية رغم الاحتلال الصهيوني لها. وسيستمر النضال بفضل سواعد ثوارنا المقاتلة داخل أرضنا المحتلة وخارجها، حتى تقوم الدولة العربية الفلسطينية المستقلة، بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وسيرتفع علم فلسطين فوق عاصمتها القدس... مدينة أجدادنا الكنعانيين التي ظهرت منذ سنة آلاف سنة على الأقل.