بحث هذه المدونة الإلكترونية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات ، اعرف عدوك. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ، اعرف عدوك. إظهار كافة الرسائل

2014-11-23

صفات اليهود في الكتاب والسنة

صفات اليهود في الكتاب والسنة

إن من دواعي الإيمان أن تتعرف على صفات اشد الناس عداوة للذين امنوا ...اليهود. فهذه بعض الصفات لتحذروها وتأمنوا مكرهم .

الصفة الأولى ..الإشراك بالله ..

(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) (سورة التوبة.31)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد..متفق عليه ..

الصفة الثانية ..نقض العهود ..

(أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون) (سورة البقرة.100)

عن ابن عمر رضي الله عنه أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير واقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك..رواه مسلم

الصفة الثالثة..مخالفة القول والعمل ..

(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) (سورة البقرة.44)

عن طارق بن شهاب رضي الله عنه قال جاء رجل من اليهود إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا نزلت هذه الآية علينا على معشر اليهود لاتخذنا هذا اليوم عيدا قال وأي آية قال (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) رواه مسلم..

الصفة الرابعة..الكذب على الله..

(ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الامّين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (سورة آل عمران.75)

عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنه أن اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون فقال عبدالله ابن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع احدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبدالله ابن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما . رواه البخاري.

الصفة الخامسة..المكر والخداع..

(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) (سورة الأنفال .30)

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كان اليهود يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم يرحمكم الله فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم. رواه الترمذي وصححه الألباني..

الصفة السادسة..السحر..

(وأتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما وما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعملون) (سورة البقرة.102)

عن زيد ابن أرقم قال سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل يهودي فاشتكى لذلك أياما. رواه النسائي وصححه الترمذي..

الصفة السابعة ..تكذيب الأنبياء..

(فأن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير) (سورة آل عمران. 148)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أمن بي عشرة من اليهود لأمن بي اليهود. رواه البخاري..

الصفة الثامنة..الغيظ والحقد..

(يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) (سورة آل عمران .118)

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءت اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا نأكل مما قتلنا ولا نأكل مما قتل الله فأنزل الله تبارك وتعالى (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ) (سورة الأنعام .121). رواه الترمذي وصححه الألباني..

الصفة التاسعة..الغواية..

(سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين) (سورة الأعراف.146)

عن انس ابن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتبع الدجال من يهود اصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة. رواه مسلم..

الصفة العاشرة..الاستكبار..

(ولقد أتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) (سورة البقرة.87)

عن انس ابن مالك رضي الله عنه إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن المرأة التي حاضت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنعوا إي شيء إلى النكاح فبلغ الأمر ذلك لليهود فقالوا ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيء إلى خالفنا فيه. رواه مسلم.

الصفة الحادية عشر..الجبن..

(لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) (سورة الحشر.14)

عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :تقاتلون اليهود حتى يختبئ احدهم وراء الحجر فيقول يا عبدالله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله.رواه البخاري.

الصفة الثانية عشر..تحريف القول وتبديل الفعل..

(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين 58فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) (سورة البقرة.59.58)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل لبني إسرائيل: (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم) فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم وقالوا حبة في شعرة . رواه مسلم.

الصفة الثالثة عشر..الإصرار على المعاصي..

(لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) (سورة المائدة.78)

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وانه لا نبي بعدي. رواه البخاري.

الصفة الرابعة عشر..التحايل على المحرمات..

(ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) (سورة البقرة.65)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها. متفق عليه.

الصفة الخامسة عشر..السفاهة..

(سيقول السفهاء من الناس ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (سورة البقرة.142)

عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فانزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء)فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود.(ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) رواه البخاري.

الصفة السادسة عشر..عداوة المؤمنين..

(لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وإنهم لا يستكبرون) (سورة المائدة.82)

عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود إي رجل فيكم عبدالله ابن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا واخيرنا وابن اخيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افر أيتم أن اسلم عبدالله ابن سلام ؟ قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبدالله ابن سلام فقال اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله فقالوا انه شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه قال يعني ابن سلام هذا الذي كنت أخاف منه يا رسول الله .رواه البخاري.

الصفة السابعة عشر..الكذب واكل السحت..

(سمّاعون للكذب أكالون للسحت فأن جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فأحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ) (سورة المائدة.42)

عن جابر رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله إنا كنا نعزل فزعمت اليهود إنها الموءودة الصغرى فقال صلى الله عليه وسلم كذبت اليهود إن الله إذا أراد أن يخلقه لم يمنعه .رواه الترمذي وصححه الألباني.

الصفة الثامنة عشر..إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم..

(يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنتنه فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (سورة المائدة.42)

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لكعب ابن الاشرف فانه أذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقام محمد بن مسلمة فقال يا رسول الله أتحب أن تقتله قال صلى الله عليه وسلم نعم.متفق عليه.

الصفة التاسعة عشر..المداهنة..

(كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) (سورة المائدة.79)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه .رواه البخاري.

الصفة العشرين..اجتناب الطريق السوي..

(سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ) (سورة الأعراف.146)

عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود مغضوب عليهم..متفق عليه.

الصفة الواحد والعشرين ..سوء الأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم..

(وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا والقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) (سورة المائدة.64)

عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السأم عليك .أي الموت والهلاك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك.متفق عليه.

الصفة الثانية والعشرين..قتل الأنبياء..

(وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فأن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) (سورة البقرة.61)

عن انس ابن مالك رضي الله عنه إن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أردت لأقتلك فقال ما كان الله ليسلط على ذلك . رواه أبي داود وصححه الألباني.

الصفة الثالثة والعشرين ..محاربة دين الله ..

(يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) (سورة التوبة.32)

روي بالسند إلى صفية بنت حيي بن اخطب رضي الله عنها قال سمعت عمي أبو ياسر وهو يقول لأبي أبو حيي بن اخطب اهو هو ؟قال نعم والله قال أتعرفه وتثنيه ؟قال نعم قال فما نفسك منه؟قال عداوته والله ما بقيت . متفق عليه

الصفة الرابعة والعشرين..الحسد..

(أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد أتينا أل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما) (سورة النساء.54)

عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين . رواه ابن ماجة وصححه الألباني .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله .إلا الغرقد فأنه من شجر اليهود..رواه مسلم..

فيا إخوتي علينا أن نستفيد من هذه الصفات التي وصفها الله تبارك وتعالى لأخس الناس الموجودين على سطح الأرض فعلينا التمسك بديننا الذي وصانا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وان نحدث أنفسنا بقتال اليهود على ارض بيت المقدس من اجل أن نحرر المسجد الأقصى من أيدي اليهود الكافرين الغاصبين لبلادنا وأرضنا وارض المسلمين جميعا. قال النبي صلى الله عليه وسلم تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم .رواه مسلم.

وأنا أودعكم عبر هذه الصفات التي قدرني الله على كتابتها التي تخص اليهود لا يسعني إلا وداعكم حقيقة . فاحرصوا من مكرهم إخوتي في الله وأسال الله الزيادة من فضله ببعض ما قلته وكتبته لكم وما التوفيق إلا من عند الله انه نعم المولى ونعم النصير.

نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وان يثبتنا على الدين الإسلامي اللهم اجعلنا من يتبعون القول فيتبعون أحسنه والحمد لله رب العالمين .

عز الدين الأسعد

كيف ينظر اليهود للمرأة أخلاقياً؟ قراءة في الأبعاد الفكرية اليهوديَّة في إفساد المرأة

كيف ينظر اليهود للمرأة أخلاقياً؟   قراءة في الأبعاد الفكرية اليهوديَّة في إفساد المرأة

بقلم: خباب مروان الحمد/ باحث وداعية فلسطيني.

يغفل أو يتغافل بعض المسلمين عن المخططات الصهيونيَّة الآثمة تجاه المرأة عموماً، وخصوصاً إن كانت مسلمة، وأكثر خصوصيَّة من ذلك حينما تكون فتاة فلسطينيَّة ، وهي تعيش بجانبهم أو قريباً من الأراضي التي اغتصبها الصهاينة، بل تعيش أحيانا وسط المدن التي اغتصبوها من الأراضي الفلسطينيَّة ...

وقد يظن بعض الغافلين أنَّ حديث بعض علماء الإسلام أو المثقفين والمفكرين المسلمين عن مؤامرة الصهاينة والعدو اليهودي تجاه المرأة ضرباً من الخيال، أو من قبيل نظريَّة المؤامرة، أو أنَّه من باب المبالغات !

لكنَّ المتصفِّح للكثير من الآراء التي يكتبها بعض القادة أو المحللين السياسيين اليهود أو حاخاماتهم كذلك، سيجد عياناً بياناً صحَّة ما يمكن قوله بأنَّ الدولة العبرية اليهوديَّة تكرِّس خطَّة قذرة وتحاول إيجادها في واقع المجتمعات النسويَّة، بغية إفسادها ، ونشر ثقافة الرذيلة والتبرج والسفور وبالأخض فيما بين المجتمعات النسوية المسلمة!

والسر في ذلك أن هؤلاء فطنوا لمكانة المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة ، وتأثيرها على المجتمع ، لذا أيقنوا أنهم متى أفسدوا المرأة ونجحوا في تغريبها وتضليلها ، فحين ذلك تهون عليهم حصون الإسلام بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة .

نماذج من الأقوال والممارسات اليهودية تجاه المرأة المسلمة

وحتَّى لا يكون حديثنا دون البيِّنة والبرهان، فإني سأضع بين يدي القارئ الكريم شيئاً من أقوال يهود من محللين سياسيين وخبراء ، ورجال دين عندهم ، يبيِّن مدى الحقد الدفين على جيل الأمَّة المسلمة وإفساده، من خلال إفساد المرأة المسلمة.

فلقد قال أحد اليهود قديماً وهو من الذين تخصصوا وتفننوا في إفساد الشعوب الإسلامية:ـ (إن مكسبنا في الشرق لا يمكن أن يتحقق إلا إذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها، فإذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها كسبنا القضية واستطعنا أن نستولي على الشرق).

وجاء في بروتوكلات حكماء صهيون: (علينا أن نكسب المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية)، وفي هذه البروتوكلات المنسوبة لبني صهيون، نجد أنَّ فيها حثَّاً كبيراً للنساء اليهوديات على نشر الفساد الأخلاقي، وأن تتصرَّف في جسدها كما تشاء!

إنَّ من أولى أولويات اليهود إفساد المرأة المسلمة؛ وذلك لأنَّ المرأة المسلمة في الأصل ملتزمة بحجابها وعفيفة وطاهرة، وعامَّة النساء الأخريات قد انزلقن في مهاوى الردى والفساد إلا قلَّة قليلة منهنَّ، فاستهداف المرأة المسلمة هو من ضمن استهداف المرأة عموما، وهو ما حصل وللأسف حيث تأثَّرت كثير من النساء المسلمات بدعايات الغرب والتبرج والسفور، بسبب ضعف الوزاع الديني، والانبهار بالمرأة المتحرِّرة والانصهار في الموضة التي تراها من أمم الشرق والغرب.

فاليهود يفسدون المرأة، وإزاء ذلك لهم خطَّة موازية لإفساد الرجل؛ ليكون الرجل المسلم بين امرأتين: مسلمة أفسدوها، وعير مسلمة منحلة!

ومن يعيش من الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، والذين يُطلق عليهم:(عرب الداخل) يذكرون أنَّ السلطات الصهيونية تدعو الشباب العربي بحملات منظمة وهادئة إلى الاختلاط باليهوديات وخصوصاً على شاطئ البحر وتتعمد اليهوديات دعوة هؤلاء الشباب إلى الزنا بهن، وتقوم السلطات اليهودية بملاحقة جميع الشباب الذين يرفضون هذه العروض، وتحاول إغرائهم بتلك الفتيات الساقطات؛ لكي يكون شباب فلسطين معول هدم في بلادهم المسلمة، ولكي لا يكون لديهم ارتباط بأي حركة مسلمة تريد الخير والدفاع عن كرامة فلسطين، بل إنَّ السلطات الصهيونيَّة لا تُدخل إلى الضفة الغربية إلا الأفلام الجنسية الخليعة جداً، وكذلك تفتح على مقربة من المدن والقرى الفلسطينية الكثير من المصانع الكبيرة التي يعمل فيها العمال العرب الفلسطينيون، والذين يرون من النساء والفتيات اليهوديات من أساليب الإغراء والإثارة، حتَّى يقوموا بما حرَّم الله، ثمَّ يُسقط هؤلاء على ممارسة الرذيلة ويكونوا شوكة وحربة بيد اليهود ضد بني جلدتهم من الفلسطينيين.

لقد قال أحد قادة الماسون: (كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة فأغرقوها، أي أمة محمد أغرقوها في حب المادة والشهوات).

ولم تخل جرائمهم حتَّى في الدول العربيَّة، فلقد جاء في موقع :(أمان/ المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضدَّ المرأة) أنَّ في الجزائر جمعيَّة يموِّلها اليهود تشجِّع نساء القبائل على الطلاق وفساد الأخلاق، وخصوصاً أنَّ هذه الجمعية مدعومة من طرف شركة يهودية سوكوداك إسبانية!

وهدفها إفساد المجتمع القبائلي وتشتيت العائلات بتشجيع النساء على الانفصال عن أزواجهن ونسج علاقات غير شرعية.

حيث أنَّ أصل الخبر شكوى تقدَّم بها شخص بصفته زوجاً لتلك المرأة التي شجَّعتها الجمعيَّة اليهوديَّة على أن تُطُلَّق منه ، براتب مغرٍ، وبعد ذلك لاحظ زوجها أنَّ زوجته بدأت تنحرف عن الأخلاق من خلال ممارسات سيئة (1)

ولهذا نجد الترويج للفساد الأخلاقي شائع عندهم، بل يفتاوى حاخاماتهم، فنجد مثلاً الحاخام (ريتشورون) يقول: ( شعبنا محافظ مؤمن ولكن علينا أن نشجع الانحلال في المجتمعات غير اليهودية فيعم الكفر والفساد وتضعف الروابط المتينة التي تعتبر أهم مقومات الشعوب فيسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيفما نريد) (2)

وفي الحقيقة فإنَّه يخدع الآخرين بقوله (شعبنا محافظ مؤمن) فإنَّ أقل الشعوب حفاظاً على القيم والأخلاق هو الشعب اليهودي، بل تعيش المرأة فيه حالة من الفساد والانحلال والانحطاط، وعملا بمقولة (( و شهد شاهد من أهله )) فإنَّه يمكن لمن يقرأ كتاب ( وجه المرآة) للمؤلفة الصهيونية ـ (ياعيل دايان) ابنة الإرهابي موشي دايان الذي كان زعيماً لعصابات الهاجاناه والذي تقلَّب في مناصب عدَّة وآخرها وزير خارجيَّة في حكومة بيجن.

فتتحدَّث هذه الفتاة عن المجتمع الإسرائيلي اللاأخلاقي, حيث أسهبت في وصف التجمع الإسرائيلي الاستيطاني وحقيقة المرأة والشباب في هذا المجتمع المنحل وقد شبهت حياة المرأة الإسرائيلية بحياة الغانيات والجواري..‏ وتشير إلى أطفال المستعمرات وهم الأطفال اللقطاء الذين يترعرعون في بيوت خاصة على نفقة الحكومة بعد أن تخلى آباؤهم وأمهاتهم عنهم..‏ حتَّى إنَّها قالت في كتابها :(فالفتاة الإسرائليَّة تستطيع أن تعيش مع أربعة وأن تعاشر عشرين, ولايجوز أن يتشاجر اثنان من أجلها.. نحن نعيش اشتراكية كاملة مطلقة).

بل نراها تتحدَّث بوقاحة عن مدينة القدس بعد أن أصبحت تحت سيطرة ما يسمى بـ "إسرائيل" حيث قالت: لقد أصبحت القدس مسرحاً للفجور وغصت ببيوت الخطيئة التي تدار تحت سمع حكومة "إسرائيل" وبصرها!

لقد أكدت تقارير إعلامية عبرية أن إسرائيل تعد أكبر راع لممارسة البغاء والدعارة في جميع أنحاء العالم، وأن الحكومة الإسرائيلية تتلكأ في استصدار القوانين والتشريعات التي تحد من هذه الظاهرة.

وقال موقع "نيوز وان" الإخباري العبري في سياق تقرير له عن تفشي ظاهرة البغاء داخل الكيان الصهيوني: إن عدد العاملين في مجال الدعارة والبغاء في "إسرائيل" يبلغ نحو 20 ألف شخص! (3)

كل هذا يعطي انطباعاً سيئاً عن المجتمع الصهيوني المتفكك والمنحل، فقول ذلك الحاخام كذب وزور وبهتان، وهو من باب ترويج القيم الخاطئة بين من قد ينخدع بزخرف كلامه!

وممَّا يشهد بخطط الصهاينة تجاه الفتاة المسلمة، وبتشجيع الفساد الأخلاقي؛ ما نقلته وكالات الأنباء أنَّ الحاخام اليهودي 'مردخاي فرومار' أكَّد للمستمعين في أحد المعابد اليهودية أنه يمتلك حلاً سحريًا للصراع العربي الصهيوني، معتبرًا أن هذا الحل سيؤدي في حال تنفيذه إلى إنهاء الصراع الصهيوني مع الإسلام تمامًا.

وأعلن الحاخام لوسائل الإعلام التي لاحقته، أن لديه في الواقع ثلاثة حلول لإنهاء الصراع 'الإسرائيلي' مع المسلمين, ولكن الحل الأقرب إلى قلبه وعقله هو: أن تبذل الدوائر الصهيونية في 'إسرائيل' والعالم كله قصارى جهدها من أجل علمنة المجتمع الإسلامي كله بحيث يتم القضاء نهائيًا على كل أسس وتعاليم وتاريخ الإسلام على أن يتم ذلك عن طريق نشر فنون الجنس والإباحية ونشر ثقافة الدعارة في أوساط المسلمين.

وأشار إلى أن جميع هذه الوسائل ستؤدي إلي نزع الإسلام من صدور المسلمين وتحويلهم إلى مجتمعات علمانية بحته لن تبحث أبدًا خلف مقدساتها الإسلامية.

وأضاف أنهم سيسارعون حينذاك إلى بناء علاقات قوية مع 'إسرائيل' وأمريكا والغرب من أجل الحصول على أحدث التقنيات الجنسية, وعلينا حينذاك أن نستخدم الإنترنت بشكل أكبر من أجل ترويج الأفلام والفنون الجنسية التي تسيطر على حماس شباب المسلمين حتى يصبحوا أكثر اقترابًا من الغرب ويبتعدوا تمامًا عن ثقافتهم الإسلامية.

وأنهى حله السحري بقوله 'وعلينا شحذ حماسة المرأة المسلمة نحو تجميل نفسها وارتداء أقل الملابس حتى تكون أكثر فتنة للرجال.. وعلينا أن نضع في ذهن كل امرأة مسلمة أن إنجاب أكثر من طفل أو طفلين يذهب بجمالها.. وأن على المرأة المسلمة أن تعمل على الاهتمام بإظهار جمالها وليس ارتداء الحجاب الذي يغطي ذلك الجمال, ولنعمل على أن تسير كل امرأة مسلمة وهي عارية البطن' (4)

فهذا إذاً ما يريده أعداء الإسلام من الصهاينة والغربيين والمستغربين لإفساد المرأة المسلمة، حسداً وغيظاً من عند أنفسهم، ولكي تكون الفتاة المسلمة كحال الفتاة الصهيونيَّة في التعري والانحلال، ولكي تكون وسيلة لإفساد المجتمعات الإسلامية.

الفتاة اليهودية وسيلة إغراء للمسلمين لإفسادهم!

العبارة الصهيونية الشهيرة تقول: (أتحالف مع الشيطان لأجل إسرائيل الكبرى!)، لأنَّ (الغاية تبرِّر الوسيلة) عندهم، ولأجل ذلك تستخدم المرأة اليهودية كسلعة للإغراء لدى الآخرين لكي يفسدوا من خلالها شباب المسلمين، ولكي تتأثر المرأة الفلسطينيَّة بطريقة لباس الفتاة اليهودية، وهو ما أثَّر بالفعل في كثير من النساء الفلسطينيات اللواتي يسكنَّ في ما يسمَّى:(عرب الداخل) أو (الخط الأخضر).

هذه المرأة اليهودية في سبيل نشأة إسرائيل؛ فإنَّها تقوم بالمتاجرة بعفتها وكرامتها من أجل إسرائيل الكبرى، ولذلك يعتبر استخدام المرأة كوسيلة للإغراء من الأعمدة الأساسية في الحياة الاجتماعية الإسرائيلية.

لقد أكدت مقرراتهم الماسونية السرية التي نشرتها جريدة (التايمز) اللندنية عام 1920 على الدور الهام للمرأة اليهودية في صراعهم مع بني البشر، فجاء في المقرر التاسع ما يلي: (... ليس من بأس بأن نضحي بالفتيات في سبيل الوطن القومي، وأن تكون هذه التضحية قاسية ومستنكرة، لأنها في الوقت نفسه كفيلة بأن توصل إلى أحسن النتائج، وماذا عسى أن نفعل مع شعب يؤثر البنات ويتهافت عليهن وينقاد لهن).

وفي كتاب للباحثة باسمة محمد حامد بعنوان (المرأة في اسرائيل بين السياسة والدين) فقد تحدَّثت فيه أنَّ الموساد يرى أن النساء هن أفضل وسيلة للإيقاع بمن يراد الإيقاع به، وقد تم الاعتماد على أجسادهن لتنفيذ المهام الاستخباراتية التجسسية القذرة، حيث تم إسقاط العملاء من خلال تصويرهم في أوضاع فاضحة مع (العاهرات الصهاينة) ثم جرى تهديدهم بتلك الصور إذا رفضوا تنفيذ الأوامر.

والمثير في الأمر أن (حاخامات) صهيون المتشددين يعتبرون أن الرذيلة نوع من خدمة الوطن! ومن هذا المنطلق فقد قامت الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة وفي سابقة فريدة من نوعها بتعيين (عيلزا ماجين) في منصب نائب رئيس الموساد وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ إنشاء هذا الجهاز، ومنذ توليها ذلك المنصب أطلقت (ماجين) العديد من التصريحات الاستفزازية تجاه العرب ومما قالته: (إن الموساد يستخدم النساء لإغراء الرجال العرب) إذ لا يمانع المتدينون اليهود من السماح للمجندات بعملية الإغراء من أجل إسقاط الأعداء، بل يعتبرونه نوعاً من الشجاعة المقدسة!

زد على ذلك ما جاء في صحيفة (معاريف) الإسرائيلية بتاريخ 11 أغسطس من السنة الماضية، أن المشروع الإسرائيلي الأهم هو استقطاب شباب عربي ومسلم في لعبة الحرب، وأن العرب يقعون بسهولة في فخاخ الإسرائيليات، وكان موقع جهاز الموساد عبر الانترنت قد نشر عرضاً للعمل يريد من خلاله توظيف يهوديات جميلات، لمهمات (إنسانية) وجاء في صحيفة (يديعوت أحرينوت) الإسرائيلية المتطرفة أن توظيف اليهوديات الجميلات سيكون واجبا قوميا لصالح إسرائيل، خاصة في حروبها القادمة ضد العرب!

ولن تنسى الذاكرة الإسلامية تلك الحادثة المشهورة في نشرالصهاينة لمرض الإيدز بين شباب المسلمين، حيث كشفت صحيفة الشعب المصرية في 26/7/1988م أن «ما يزيد على ألف فتاة يهودية مصابة بفيروس الإيدز تم قذفهن في مصر، تحت إشراف الموساد الإسرائيلي، بعد إقناعهن بأنهن يقمن بعمل «قومي نبيل» ـ يهودياً ـ يتساوى في أهميته مع خوض معركة عسكرية كبرى مع العرب، وأنها مهمة مقدسة، وضرورة لا بد منها لسحق العرب نهائياً في أية معركة قادمة)

وفي لقاء صحفي أجري مع وزيرة الخارجية الصهيونيَّة سابقاً:(تسيبي ليفني) ففي لقاء صحفي أجري معها، قالت بنص الكلمة:(نعم للقتل والجنس من أجل إسرائيل) (5) ولدى سؤالها عن استعدادها وقتذاك للانخراط بعلاقة جنسية مع شخص آخر كجزء من عملها، تقول ليفني: "لو تسألني إن كان قد طُلب مني أن أنام مع شخص ما في سبيل بلادي، فسوف يكون الجواب لا. لكن لو كان قد طُلب مني أن أفعل ذلك، فلا أعلم ما الذي كنت سأقوله فبدت وكأنها تقول: نعم، من أجل بلادي!."

وهذا ما يؤكِّد ما قلناه سابقاً بأنَّ الفتاة الصهيونيَّة ليست إلا وسيلة إغراء لدفعها إلى إسقاط الآخرين، فامرأة بحجم وزيرة الخارجيَّة الصهيونية تقول هذا الكلام؛ ما يعني أنَّهم بالفعل يعتقدون ذلك عقيدة أصوليَّة من خلال الجنس والفساد والعهر الأخلاقي لتحقيق ما يريدون !

حتَّى إنَّ هذا الإفساد يسري فيمن كانت لديهم علاقة وثيقة بهم، كالعلاقة المتينة بين أمريكا وإسرائيل، فلقد دسُّ الموساد الصهيوني إحدى اليهوديات المتدربات العاملات في البيت الأبيض (مونيكا لوينسكي) حيث قامت بعلاقة هابطة ومتحلِّلة مع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون مع اليهودية المتدربة في البيت الأبيض، وحينما رفض الرئيس الأمريكي الانصياع لمطالب اللوبي الصهيوني في أمريكا، أظهروا فضيحته مع تلك الفتاة الساقطة؛ وحينها لن يستطيع مواصلة رئاسته للشعب الأمريكي الذي يرى أنَّ رئيسه قد أقدم على فضيحة تسيء لسمعة بلاده!

وفي إحدى الوثائق الصهيونية السرية التي كتبها المدعو (صلامون إسرائيل) وهو أحد اليهود الذين أشهروا إسلامهم نفاقاً عام 1906، تأكيد على هذه الحقيقة بالأدلة الدامغة، وقد أدلى ببعض النصائح لأبناء جلدته الصهاينة حرفيا: (... أيها الإسرائيليون، أيها الصهاينة، لا تحجبوا بناتكم وأخواتكم وزوجاتكم عن ضباط أعدائنا غير اليهود، لأن كل واحدة منهن تستطيع أن تهزم جيوشا جرارة، بفضل جمال أنوثتها، ومكرها الفريد، أدخلوا بناتكم ونساءكم قصور وبيوت زعماء ورؤساء أعدائكم ونظموا شبكات جاسوسيتنا في جميع أجهزة الدول ولا تنسوا أيها الإخوان أن إفساد أخلاق وعقائد الأمة هو مفتاح فريد سيفتح لنا نحن الصهاينة جميع مؤسسات الأمم، شجعوا الإباحية والانحلال وجميع الفواحش بين الشباب، وأفسِدُوا إيمانهم وأخلاقهم، لكي لا تبقى عندهم ذرة من القيم الروحية، وهذه العملية ستجعل العرب في درجة الهمجيين، بل سيضيعون جميع شيمهم وشهامتهم، وبعد هذا سنفرق شملهم نهائيا) (6)

وهذا في الحقيقة حال اليهود المجرمين من بداية إشراق وسطوع شمس الرسالة حينما بعث الله تعالى محمداً بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم ودعا إلى الإسلام في مكة، ثمَّ انتقل للمدينة وصالح اليهود وأمَّنهم ومع هذا كلِّه، فقد ظهر فساد اليهود جلياً بالقصة التي كانت سبباً رئيسياً في غزوة بني قينقاع ، حيث أنَّ امرأة مسلمة ذهبت لتبيع بعض حليها في سوق يهود بني قينقاع بالمدينة المنورة، وجلست عند صائغ منهم ، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت ، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها ، فلما قامت انكشفت سوأتها فضحكوا منها ، فصاحت ، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله ، فتبع اليهود المسلم فقتلوه ، فغضب لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم، فحاصرهم خمسة عشر يوماً ، حتى أجلاهم عن المدينة تاركين وراءهم السلاح و أدوات الذهب الذي كانوا يصوغونه ....

هكذا أنبأتنا كتب التاريخ الإسلامي والمتحدِّثة عن سيرة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأمَّا كتب اليهود فلهم في ذلك أحاديث أخرى تبيِّن أنَّ أمر إجلاء الرسول عليه الصلاة والسلام لليهود إنَّما حصل ذلك لمجرَّد شجار بين اليهود والمسلمين دون التطرق للجريمة النكراء التي قام بها اليهود ضدَّ تلك المرأة المسلمة، فلقد أوردت "دائرة المعارف اليهودية" قصة هذه الغزوة، وأبدوا وجهة نظرهم فيها بقولهم في "المجلد 22" الصفحة "1013" الفقرة الأخيرة أنّ:"سبب إجلاء اليهود من المدينة ومحاربتهم بقسوة كان شجارًا بين مسلمين ويهود بسوق المدينة، وهو ذاته سبب محاربة اليهود بقسوة"! قاتلهم الله أنَّى يؤفكون!

ولربما يطرأ سؤال: وما علاقة الفتاة الإسرائيلية الفاتنة لغيرها بالموضوع الذي نتحدث فيه؟

والجواب على ذلك أنَّ الفتاة الصهيونية التي يريد اليهود إظهارها بهذا الشكل والطريقة، يهدفون من وراء ذلك لتحقيق أمرين:

الأول: إفساد فتيات المسلمين، فحينما ترى الفتاة المسلمة وخصوصا من تعيش في داخل ما يسمَّى بـ(إسرائيل) أوبالقرب منهم، فقد تتأثَّر بطريقة لبسها وتبرجها وسفورها، وهذا وللأسف ما قد حصل، وهي حقيقة لا نرغب الاعتراف بها ، فقد نجحت اليهوديات بالتأثير السلبي على بعض المسلمات في لباسهن شعرن أو لم يشعرن.

الثاني: إفساد شباب المسلمين وأسقاطهم في وحل العمالة والخيانة والجاسوسيَّة لليهود من خلال هذه المناظر التي يرونها ومن ثمَّ الارتباط ببعض النسوة اليهوديات التي تحقق لإسرائيل من خلال الفساد الجنسي مع ذلك الشاب ما لا تحمد عقباه.

ما واجبنا إذا؟

إذا علمنا أنَّ اليهود قوم خداع ومكر، وأنَّهم كما قال الله تعالى يسعون في الأرض فسادا، وأنَّهم يريدون بنساء المسلمين الشر والرذيلة وأسقاطهم وشباب الإسلام فيما حرَّم الله، فما الواجب علينا تجاه ذلك؟

يمكن تلخيص ذلك بعدَّة نقاط وهي على سبيل الإجمال:

1) فضح الممارسات الصهيونية والأقوال اليهوديَّة والخطط التي تهدف لإفساد المرأة المسلمة عموماً والفلسطينيَّة خصوصا.

2) بيان طرق الوقاية من الوقوع في براثن الإفساد الصهيوني، بشتَّى الصور والأساليب، وتغليب مجال العقل على العاطفة، وظن السوء بأعداء الإسلام على وجه الإطلاق.

3) الحذر، والتحذير من بعض المناهج الدراسيَّة التي يدرسها بعض شباب وفتيات الإسلام، وفي بعض الجامعات الإسلاميَّة وللأسف، حيث إنَّنا نجد انتشاراً كبيراً للنظريات التي قال بها اليهود ، وممَّا يمكن التمثيل عليه في ذلك: (ماركس في الاقتصاد، وفرويد في علم النفس، ودوركايم في علم الاجتماع، ونيتشه في علم القومية والوطنيَّة والسياسة) فالكثير من المسلمين درسوا كثيراً من نظرياتهم وتأثَّر بهذه النطريات كثير من طلبة الجامعات، خصوصاً إن كان الدكتور كذلك متوافقاً مع نظريات أولئك الكفرة ، فهو يعطي للطلبة السم، والطلبة في عموم مجتمعاتنا العربية والإٍسلاميَّة ضئيلو الحظ من العلم والاطِّلاع، فلا يلبث الواحد منهم حتَّى ينادي بتلك النظريات التي درسها ويظن صوابيتها، والمصيبة أنَّ الكثير من أبحاثهم تركِّز على إفساد الأخلاق والدين، بل تُصَرِّح كتاباتهم بأنَّ القيم ليس لها وجود ذاتي إنَّما هي انعكاس للأوضاع الاقتصاديَّة وليس لها ثبات، وعليه فيجب الانتباه لهذه النظريات، والحذر منها، وبناء الحصانة الشرعية والفكريَّة التي تمنع من الانزلاق أو التأثر بها، ويكفينا عمقاً سلوكيا وسياسياً واجتماعيا واقتصاديا ونفسياً، ما في كتاب الله، وسنَّة رسول الله، ولقد قال تعالى:(أولم يكفهم أنَّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) (سورة العنكبوت:15) ويقول صلَّى الله عليهم وسلَّم:ـ (تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن تمسَّكتم به: كتاب الله) (أخرجه مسلم:1218) ويقول صلَّى الله عليه وسلَّم :ـ(فإنَّه من يعش منكم يرَ اختلافاً كثيرا، وإيَّاكم ومحدثات الأمور، فإنَّها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء المهديين عَضُّوا عليها بالنواجذ) (أخرجه الترمذي من حديث العرباض بن سارية، برقم: 2676، وقال الترمذي: حسن صحيح)، ومع الاعتماد على الكتاب والسنة فإنَّه يمكن الاستفادة من النظريات الإسلامية من كل العلوم والمعارف التي انتشرت لمدة ألفٍ وأربعمائة عام، وكانت حضارة حقيقية حسدتنا عليها الأمم.

4) حثّ المرأة المسلمة على لبس الحجاب الشرعي الكامل، وستر جسدها، حتَّى لا تكون عاصية لربِّها أولا، وفاتنة لبني قومها ثانياً، ومطبِّقة لخطط أعداء الإسلام فيها ثالثاً، والله تعالى يقول وهو أصدق القائلين:(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتَّبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيما) ويقول تعالى:(ولا تبرَّجن تبرج الجاهلية الأولى) ويقول تعالى:(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنَّ ويحفظن فروجهنَّ ذلك أزكى لهنَّ).

ما كان ربكِ جائراً في شرعه *** فاستمسكي بعراه حتى تسلمي

ودعي هراء القائلين سفاهةً *** إن التقدم في السفـور الأعجمِ

إن الذين تبـرأوا عن دينهم *** فهـمُ يبيعـون العفاف بدرهمِ

حلل التبرج إن أردتِ رخيصةً *** أما العفاف فدونه سفك الدمِ

5) على المرأة المسلمة واجب كبير في نصح رفيقاتها وأقاربها والقيام بواجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكي يكون المجتمع النسوي المسلم باقية فيه روح العفَّة والطهارة والحياء، بعيداً عن الأخلاق البهيميَّة والوسائل القذرة التي يستخدمها المتحرِّرون من ربقة الإسلام، وصدق الله تعالى:(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتَّى تتبع ملَّتهم) وقوله تعالى:(لتجدنَّ أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا).

6) نشر ثقافة العزة والتميز الإسلامي وعدم تقليد الصهانية والدخول في مخططاتهم، وفضح ممارساتهم وأقوالهم على ملأ من الناس؛ لكي يعرفوا كيد ومكر شرَّ أمَّة على وجه البسيطة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

ـــــــــــــــــــــــــ

1) موقع أمان:

2) نقلا عن كتاب: المراة في إسرائيل بين السياسة والدين. تأليف: باسمة محمد علي.

3) موقع أمان:

4) موقع مفكرة الإسلام:

5) شبكة محيط الإعلام العربية:

5) نقلا عن كتاب: المراة في إسرائيل بين السياسة والدين. تأليف: باسمة محمد علي.

اليهود الأرثوذكس مابين التكفير والذوبان


اليهود الأرثوذكس مابين التكفير والذوبان

عيسى القدومي

لا شك أننا نسمع الكثير من الفتاوى الحاخامية المحرضة على المزيد من القتل والجرف والتدمير ، ونقرأ كماً من البذاءات التي تنطق بها القيادات الدينية اليهودية التي تبارك وترعى قتل الأطفال والنساء قبل الشباب والشيوخ في غزة والقطاع !!

ونسمع صوتاً آخر من بعض الحاخامات الأرثوذكس الذين كشفوا حقيقة هذا الكيان الغاصب الذي أسمى نفسه "إسرائيل"!! وكيف أن قيام هذا الكيان مخالف للعقيدة اليهودية التي ترى أن اليهود منفيون في الأرض بأمر من الله بسبب مخالفتهم لتعاليم اليهودية ؟!! وأنه يجب أن لا تكون لهم دولة !! لأن قيام الكيان الصهيوني يعارض أوامر التوراة !!

وأصبح الكثيرون في حيرة من هؤلاء ، فكيف أنهم جميعاً ينتسبون إلى اليهودية الأرثوذكسية ، ولكن منهم من يكفر الكيان اليهودي لأنه أنشأ خلاف إرادة الله تعالى ، حسب معتقدهم !! وآخرون في فلسطين المحتلة باركوا هذا الاحتلال وشاركوا في الحكومة وأصدروا العديد من البيانات والفتاوى التي تجيز وتبارك قتل الرضع والأجنة في بطون الأمهات !! ولإلقاء الضوء على اليهودية الأرثوذكسية وفتاواهم لا بد أن نمهد بالتالي :

اليهودية الأرثوذكسية :

تيار اليهود الأرثوذكس هو الأكبر بين التيارات اليهودية في العالم والأوسع انتشاراً ، ويضم في صفوفه الجماعات المتدينة الوطنية اليهودية والجماعات الأكثر تزمتاً وتشدداً بما له علاقة بأصول الديانة اليهودية وفي مقدمة هؤلاء "الحريديم" - أي المتشددون دينياً واجتماعياً وسلوكيا - وينادون بالتمسك الشديد بكافة أصول الديانة اليهودية وشرائعها كما هو وارد في التوراة منذ بداية اليهودية وحتى أيامنا المعاصرة، وفي مقدمة ذلك الشرائع والتعليمات والأنظمة التي يتوجب على اليهودي، خاصة المتدين، السير بموجبها. ويعتقدون بكل ما جاء في التوراة والتلمود ؛ والأرثوذكسية ذاتها مكونة من عدّة تيارات ولكن المشترك فيما بينها موافقتها وتوافقها على أن الشريعة اليهودية هي مركز حياة الشعب اليهودي كجماعة وأفراد .

من أوجه الخلاف بين في اليهودية الأرثوذكسية أن منهم متشددين مثل أتباع حركة "نتوري كارتا" الذين لا يعترفون ولا يوافقون على وجود دولة تجمع اليهود وفق أسس غير دينية أو وفق أسس سياسية لا تتناسب والرؤية الدينية السياسية للتيارات الدينية الأرثوذكسية المتشددة والمتزمتة ؛ وهناك عدة فئات في اليهودية الأرثوذكسية تؤمن أن هذا التيار الذي تنتمي إليه يسير وفق كافة الأسس الموضوعة منذ تأسيس أو ظهور اليهودية كديانة ونهج حياة !! فالأرثوذكسية تتهرب من الاعتراف بواقع حصول تغييرات على مسارها التاريخي !!

وبالرغم من تمسك اليهودية الأرثوذكسية بأسس وأصول الدين اليهودي وشرائعه وعاداته وتقاليده إلا أنها الأكثر تأثيراً على عدد كبير من مناهج حياة المجتمعات اليهودية سواء المتدينة منها أو نصف المتدينة أو العلمانية والتي تحتاج إلى بعض الخدمات الدينية على مراحل حياتها الأساسية . فاليهودية الأرثوذكسية تعتمد في عقيدتها وفكرها على التوراة بشكل عام وعلى التلمود بشكل خاص، وتعتمد على أقوال وفتاوى حاخامات الأرثوذكس في تسيير الحياة الدينية لليهود. وتتحكم بشكل مطلق في الحياة الدينية في الكيان اليهودي في فلسطين المحتلة في الوقت الحاضر، فهي صاحبة الدور الفاعل والمؤثر في تسيير الحياة الدينية، وعندما يقال "يهودي متدين" فهذا يعني أنه في الغالب أرثوذكسي.

وتحولت اليهودية الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة إلى حركات وأحزاب ؛ أولها الحركات والأحزاب الأرثوذكسية الصهيونية ، وثانيها حركات وأحزاب أرثوذكسية حريدية (غير الصهيونية) ، وثالثها حركات وأحزاب أرثوذكسية حريدية حسيدية.

وسأبدأ بسرد ونقل أراء ومعتقدات وفتاوى الفئة التي ترى أن الكيان اليهودي قام خلاف إرادة الله ، وأن تجميع اليهود وإقامة دولة لهم هو تعجيل لنهايتهم ، وسأقتصر ذلك على ثلاثة شهادات :

الشهادة الأولى:

أجرى "نيل كافوتو" من محطة التليفزيون الأمريكية‏ "فوكس نيوز‏" مقابلة تحت عنوان‏ "‏وشهد شاهد من أهلها‏" ‏مع الحاخام اليهودي "يسرول ويس" وهو من جماعة اليهود المتحدين ضد الصهيونية ، وقد حظيت باهتمام عالمي غير مسبوق حتى وصفت بأنها أهم مقابله تليفزيونية في التاريخ‏,‏ كما أثارت جدلا وسجالا غير مسبوق خاصة وأنها سفهت بشكل واضح وبعبارات صريحة تلك الكذبة الشيطانية التي خدعت ذوي النيات الحسنة حول العالم وأقنعتهم بدعم هذا الشيء الشرير والبغيض الذي يسمي الدولة اليهودية‏.‏

يقول الحاخام اليهودي يسرول ويس‏:‏ " أن إسرائيل أفسدت كل شيء علي الناس جميعا اليهود منهم وغير اليهود‏,‏ هذه وجهة نظر متفق عليها عبر المائة سنة الماضية أي منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلي شيء مادي ذي هدف قومي للحصول علي قطعة أرض‏,‏ وجميع المراجع قالت إن هذا الأمر يتناقض مع ما تدعو إليه اليهودية وهو أمر محرم قطعا في التوراة لأننا منفيون بأمر من الله"‏ حسب قوله.‏

وعندما سئل الحاخام‏:‏ وما المانع في أن يكون لكم بلد تنتمون إليه؟ وما المانع في أن تكون لكم حكومة؟ أجاب قاطعا‏:‏ "يجب ألا تكون لنا دولة‏,‏ يجب أن نعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفي عام كمواطنين يعبدون الله"‏.‏

وتابع الحاخام علي العكس مما يعتقد الناس‏,‏ هذه الحرب الدائرة مع الفلسطينيين خاصة أو مع العرب عامة ليست دينية فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك أي مشاكل ودون حاجة إلي رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان‏.‏

ورداً على سؤال آخر عما إذا كانت حياة اليهود أفضل قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية؟ قال الحاخام‏:‏ نعم كانت أفضل بنسبة‏100%,‏ ففي فلسطين لدينا شهادة الجالية اليهودية التي كانت تقيم هناك وغيرها من الجاليات في أماكن أخري من العالم بأنهم كانوا يعيشون في توافق وأكدوا ذلك بشهادات موثقة قدموها إلي الأمم المتحدة من بينها وثيقة يقول فيها كبير حاخامات اليهود في القدس نحن لا نريد دولة يهودية غير أن الأمم المتحدة تجاهلت مطلبنا عندما اتخذت قرار قيام إسرائيل‏.‏

ورداً على سؤال عن رأي اليهود التقليديين في مسألة الدولة ؛ قال الحاخام اليهودي الأرثوذكسي " إن الرأي الغالب لدي اليهود هو أنه لا يجب أن تكون لدينا دولة‏".

الشهادة الثانية :

نشرتها فلسطين اليوم في 17/10/2007م ، وهي مقابلة أجرتها وكالة "اليونايتد برس" الأمريكية مع الحاخام آرون كوهين من منظمة "نتوري كارتا" اليهودية المناهضة للصهيونية والتي تدعو إلى تفكيك الدولة العبرية لأنها تعتبرها كياناً مصطنعاً.

قال فيها " إن الرسالة التي نوجهها إلى الفلسطينيين هي لا تتخلوا عن حقكم ولا تيأسوا وتستسلموا لأن الدولة الصهيونية كيان مصطنع وزائف ومتصدع لا يمكن أن يستمر وسيأتي وقت زواله قريباً".

وأردف: "أنا أقارن دائماً بين "إسرائيل" وبين ما حدث للإتحاد السوفييتي ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وأتوقع أن يحدث الشيء نفسه للدولة الصهيونية".وأضاف:" أن رسالتنا إلي إسرائيل هي التراجع وعزل نفسها عن السياسات العمياء والخاصة بالعصر الحجري والنظر بعقلانية إلى الأمور والتفكير بالبشر وليس بالدولة لأن دولة إسرائيل برمتها لا تستحق حياة شخص واحد ونحن نريد أن نرى وضعاً يعم فيه السلام ولا يفقد أي شعب أرضه أكثر من وجود إسرائيل".

وعن إمكانية قيام منظمته "نتوري كارتا" بتوجيه تهم ارتكاب جرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني ضد المسئولين الصهاينة ، أجاب:" نحن مستعدون لتقديم شهادات أمام أي محكمة إذا ما جري استدعاؤنا ولا اعتقد أننا سنتخذ مثل هذه الإجراء لأننا لسنا حركة سياسية بل دينية تركز نشاطها في مجال التفريق بين اليهودية والصهيونية ونترك مثل هذا النشاط والعمل من أجل إحداث التغيير للسياسيين".

وعارض الحاخام كوهين تصنيف إسرائيل والدول الغربية المتحالفة معها لحركة حماس كمنظمة إرهابية، وقال نحن نتفهم حماس ونعرف أنها تضم أناساً صادقين وندرك السبب الذي تكافح من أجله ونصلي كي لا يقع المزيد من أعمال العنف " .

وأضاف:" هناك فارق بين النشاطات التي تقوم بها حماس وبين نشاطات الحكومتين البريطانية والأمريكية في الحرب العالمية الثانية حين قصف البريطانيون مدينة درسدن ما أدي إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص من بينهم نساء وأطفال وألقى الأمريكيون القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي ولم يقل أحد إنهم إرهابيون ".

وقال الحاخام كوهين :"إن دعوتنا لتفكيك إسرائيل تمثل الحل لمشكلة الشرق الأوسط بدلاً من حل الدولة الواحدة الذي ظلت القيادات الإسرائيلية متمسكة به على أن يقرر سكانها اليهود البقاء في فلسطين إن أرادوا أو العودة إلي دول الأصل" .

وفي مقابلة سابقة أكد كوهين في حديث لوكالة "فارس" أن الصهيونية لن تمت لليهودية بأية صلة وذلك لأنها لم تلتزم بأبسط القيم الانسانية ؛ وأشار إلي أن الله يأمر اليهود في التوراة بأنه لا يحق لهم امتلاك حكومة وبلد مستقل بسبب تعاملهم السيء موضحا أن قيام دولة الاحتلال الصهيوني قام علي أساس غير مشروع ويعارض الأوامر الصريحة للتوراة .

الشهادة الثالثة :

وثالث الشهادات ما صرح بها الحاخام دوفيد وايس، رئيس حركة "ناطوري كارتا"، في حوار لـ "الشروق اليومي والتي نشرت في 07/01/2008 حيث أكد أن أكذوبة إسرائيل ستزول بأقرب الآجال، وأن هذه "الدولة الكافرة"أسست على أنقاض اليهود في العالم الذين وعدوا بالجنة ولم يجدوا إلا الرعب والخوف والمذلة في هذه الدولة. وأن "أكذوبة إسرائيل" تعيش ظاهرة جديدة هي الهجرة من إسرائيل إلى خارجها، وهذا ما يدل على تفككها ".

وأضاف الحاخام دوفيد "يجب علينا أن نعيد فلسطين لأهلها ونعتذر لهم"و" إسرائيل دولة كافرة وستزول بمشيئة الله" ...و"الصهاينة سرقوا الأرض العربية الفلسطينية، وقتلوا ونهبوا... والدولة التي أنشأوها مبنية على الكفر والنفاق والإجرام، ويكفي قراءة مذكرات أقطاب الصهاينة لمعرفة أنهم جاؤوا ليغتصبوا اليهودية... وليظللوا اليهود في العالم... وحسب التوراة، فإن تجمع اليهود في أرض واحدة يعني نهايتهم... وقد عاقبنا الله بالعيش في الشتات ومحرم علينا أن نكون في أرض واحدة... وحتى إن تجمّعنا في أرض خالية من السكان وغير تابعة لأي دولة فهذا حرام.. فما بالكم باغتصاب أرض الآخرين وقتلهم وتشريدهم".

وحين سأل لماذا اختار الصهاينة "فلسطين" بالضبط؟ أجاب :"هناك دعاء نقول فيه" يجب أن نعود لإسرائيل" وتفسيره ليست إسرائيل الأرض، بل إسرائيل الديانة، وقد فسروه الصهاينة حسب أهوائهم.. في كل تاريخنا، عشنا مع العرب في سلام ومحبة وأمن، فلماذا نحن بحاجة إلى دولة؟... ما يفعله الصهاينة يوميا بالفلسطينيين عار على كل اليهود ونحن معقدون من ذلك، لأن هذه الجرائم ترتكب باسمنا!!فالصهاينة الذين ارتكبوا أبشع المجازر ضد الفلسطينيين العزل ، و" يجب علينا أن لا نقدم للفلسطينيين قطع أرض وكأنها هدايا، بل يجب علينا أن نعتذر لهم وأن ننسحب من أرضهم.

وحين سأل لماذا نجد أحزابا دينية أرثودوكسية داخل إسرائيل مثل حزب "شاس" أو "اليوسيف" التي تدعم الكيان الصهيوني؟ أجاب : " هذه الأحزاب الدينية باعت ذمتها بأبخس الأثمان عندما دخلت اللعبة السياسية، وأنا أتذكر جيدا، والوثائق التاريخية تثبت أنهم كانوا ضد الكيان الصهيوني، ودخلوا الحكومة والبرلمان من منطلق المشاركة فسقطوا في فخ السياسة...!!

وأضاف حين سأل : ما هو تقييمكم لستين سنة من قيام دولة إسرائيل؟ أن ستين سنة من "أكذوبة إسرائيل" وليست "دولة إسرائيل"، أظن أن المعجزة لم ولن تتحقق ، وحلم "الوطن اليهودي" قد مات، واليهود في هذه الأرض الفلسطينية المغتصبة لم يجدوا سلاماً ولا أمناً، فأصبحنا نشهد حاليا ظاهرة الهجرة ليس إلى إسرائيل، بل من إسرائيل، ويوميا يهرب الآلاف من اليهود من هذه الدولة الكافرة، هدفهم البحث عن عيش أفضل في أمريكا وفي دول أخرى...

وعندما ذكر له القول الدارج أن : " حركتكم غير حاضرة في وسائل الإعلام الأمريكية الثقيلة، لماذا ذلك؟ أجاب : " هناك تعتيم إعلامي كبير على أنشطتنا، رغم أننا كل سنة ننظم مسيرة في شوارع نيويورك تضم عشرات الآلاف من اليهود نندد فيها بالدولة الصهيونية ونحرق علمهم.. والمعروف أن أغلب وسائل الإعلام الأمريكية يسيطر عليها الصهاينة، وكل السياسيين الأمريكيين يخافون المنظمة الصهيونية aipac ويعرضون خدماتهم عليها، ومن لا ترضى عنه هذه المنظمة الصهيونية فستكون نهايته !!

من التكفير إلى المباركة !!

اليهود الأرثوذكس الذين يتبنون هذا المعتقد أصبحوا قلة ، وقليل منهم من يفصح عن آراءه ... وأفسدتهم الصهيونية !! وأصبح الكثير منهم بوقاً للاحتلال !! بل أن الكثير من قياداتهم الدينية الأرثوذكسية قبلوا التعاون مع الكيان الغاصب والمؤسسة الصهيونية في داخل فلسطين ... وأصبحت فتاواهم تجيز بل وتدفع للقتل والدمار على الأرض التي باركها الله للعالمين ، فقد جندوا أنفسهم ليخدموا هذا الكيان واستمرار وجوده على أرض المسلمين ؛ وغدا أتباع التيار الديني الأرثوذكسي الأكثر اندفاعاً لإقامة المغتصبات في الضفة الغربية وقد شاركت حركة شاس الأرثوذكسية في حكومة اولمرت ، وتنقل وسائل الإعلام العبرية أن الحاخام ايلي اتياس وزير الاتصالات ، اصغر الوزراء سناً في حكومة اولمرت سناً لا يتورع عن دفع مكتب اولمرت بقدمه وينذره بأن يوافق على كل مخططات البناء في المغتصبات الأرثوذكسية ، وإلا فإن حركة شاس ستغادر الحكومة !! وبذلك انتقل الكثير من حاخامات " الأرثوذكس من " تكفير " الدولة العبرية " إلى الذوبان فيها ، رافداً من روافد اليمين المتطرف في الكيان الغاصب .

ولا شك أن لليهودية الأرثوذكسية تمثيل كبير في البرلمان اليهودي ؛ وهذا يعني أن لها دوراً مهماً في رسم السياسات اليهودية، وفضلاً عن ذلك فإنها تشكل لسان الميزان في أي حكومة إحتلال، فلها دور كبير في إنجاح وإسقاط الحكومات، وبالتالي يكون لها القدرة على فرض رؤيتها وسياستها على الكيان العبري.

وبمشيئة الله تعالى سنركز في الجزء الثاني من هذا المقال على الجانب الآخر من اليهود الأرثوذكس وحاخاماتهم الذين أفتوا بإباحة قتل النساء والأطفال المسلمين، وتذرعوا بأن "التوراة" التي حرفتها أيديهم تجيز لهم ذلك باعتبار الأطفال والنساء موالين للعدو!! ولذا يجوز قتلهم وتنفيذ أعمال الإرهاب والمذابح البشرية ضد الأبرياء !!

اليهودية الأرثوذكسية وفتاوى حاخاماتهم تكشف حجم الخلافات والتناقضات في تفسيرهم لنصوص التوراة – التي حرفتها أيديهم – وفهمهم لما خُط من شروح في التلمود ؛ البعض منهم يُكفر الدولة لأنها قامت خلاف مشيئة الله تعالى !! - ألقينا الضوء عليها في الحلقة السابقة من هذا المقال - وآخرون مباركون ومساهمون في استمرار دولة الاحتلال ، وسنذكر فتاواهم وبذاءاتهم ودورهم الديني والسياسي في الكيان اليهودي الغاصب لأرض فلسطين المباركة .

فقد تحولت اليهودية الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة إلى حركات وأحزاب ؛ أولها الحركات والأحزاب الأرثوذكسية الصهيونية ، وثانيها حركات وأحزاب أرثوذكسية حريدية (غير الصهيونية) ويطلق عليها اللتوانية ، وثالثها حركات وأحزاب أرثوذكسية حريدية حسيدية (الصوفية) .

سأسطر في هذا المقال دور هذه الفئة من اليهود الأرثوذكس وفتاوى حاخاماتهم التي ترى أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد التي يجب أن يحارب الجميع من أجل امتلاكها ، وإقامة التعاليم اليهودية على أرضها ، بل تشريد أهلها ، وتهويد حجرها ، وتغيير معالمها ، وقتل أطفالها !!

ترسيخ الاحتلال والاستيلاء على أراضي فلسطين :
ساهمت تصريحات وفتاوى وأقوال حاخامات اليهود في ترسيخ الاحتلال والاستيلاء على أراضي فلسطين، حيث يرى حاخامات اليهود الأرثوذكس - في فلسطين المحتلة - وجوب تحرير أرض " إسرائيل" من الغاصبين!! ، ويعتبرون الجيش الذي يقوم بذلك مقدساً ، كما قال الحاخام " تسفي يهودا كوك - الزعيم الروحي لجماعة غوش أمونيم -: "إن الجيش الإسرائيلي كله مقدس ، لأنه يمثل حكم شعب الله على أرضه" .

وفور نكسة سنة 1967م صرح " الحاخام تسفي يهودا كوك" أن: " كل هذه الأراضي هي لنا، قطعاً ، تخصنا جميعاً ، لا يمكن أن تنقل للآخرين حتى لو قسم منها … من الواضح والأكيد أنه لا " مناطق عربية " أو " أراضي عربية " هنا إنما أراضي إسرائيلية فقط ، الإرث الدائم لأسلافنا ، وإليها جاء الآخرون " العرب " وعليها بنوا من دون إذن منا وفي غيابنا " !!.

وجعل قادة اليهود من الحاخامات الحرب أساساً من الأسس لاستمرار هذا الكيان المغتصب، فقد أعلن الحاخام العسكري للكيان اليهودي - موشيه جورن - أن : "الحروب الثلاث التي جرت بين " إسرائيل " والعرب خلال السنوات 1948م ، 1956 م، 1967م هي في منزلة الحرب المقدسة ، فأولها لتحرير أرض إسرائيل ، والثانية لاستمرار دولة إسرائيل ، أما الثالثة فقد كانت لتحقيق نبوءات إسرائيل"

وبعد يومين من سقوط مناطق بعد حرب 1967م كان الطلاب يتجمهرون أمام مبنى البرلمان اليهودي مرددين الشعار التالي: " إياكم وإرجاع المناطق المحتلة ".

وأفتى الحاخام الأكبر بعد احتلال فلسطين في 1967م : "بتكفير كل من يتخلى عن شبر واحد أو ذرة واحدة من " أرضنا الموعودة " !! ، وصرح وزير الشئون الدينية في الكيان اليهودي زراخ فارها فتيغ بقوله " ها قد عدنا إلى أرضنا ، ومن الآن إلى الأبد " .

وأعلن حاخام إسرائيل الأكبر ، إسحق نسيم غداة الخامس من يونيو 1967 م بأن : " أرض إسرائيل هي ميراثٌ مُقدسٌ لدى كل يهودي " .

وقال الحاخام زالمان ميلاميد ، رئيس لجنة حاخامات يهودا والسامرة وغزة : " ليس هناك أي خلاف بين الحاخامات على أنه من الطبيعي أن يسكن أرض إسرائيل اليهود فقط ".

وفي رسالة لمؤتمر شبابي يهودي عقد في " بروكلين " في الولايات المتحدة، قال الحاخام إبراهام شابير الذي كان الحاخام الأكبر للكيان اليهودي: " نريد شباباً يهودياً قوياً أو شديداً ، نريد شباباً يهودياً يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد ، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض ، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم " .

ودعت لجنة حاخامات المستعمرات الجنود إلى عدم الانصياع لأوامر إخلاء المواقع الاستيطانية ، وأصدرت اللجنة بياناً يعتبر أن : "كل موقع استيطاني في أرض إسرائيل جزء من فرائض إعمار البلاد ويمنع إخلاؤه منعاً باتاً"

مباركة قتل المدنيين الفلسطينيين :

أكد " إسرائيل شاحاك " في كتابه تاريخ اليهود أنه جاء في كتيب نشرته قيادة المنطقة الوسطى في الجيش اليهودي عام 1973 وهي المنطقة التي تشمل الضفة الغربية وقد كتب الكاهن الرئيسي لهذه القيادة في الكتيب يقول : "عندما تصادف قواتنا مدنيين خلال الحرب أو أثناء مطاردة أو في غارة من الغارات ، وما دام هناك عدم يقين حول ما إذا كان هؤلاء المدنيون غير قادرين على إيذاء قواتنا ، فيمكن قتلهم بحسب الهالاخاه- هي النظام القانوني لليهودية الحاخامية - المستمدة من التلمود البابلي والمصنفة حسب الشرائع التلمودية تصنيفاً يسهل قراءتها والرجوع إليها - لا بل ينبغي قتلهم إذ ينبغي عدم الثقة بالعربي في أي ظرف من الظروف ، حتى وإن أعطى انطباعاً بأنه متمدن ففي الحرب يسمح لقواتنا وهي تهاجم العدو بل إنها مأمورة بالهالاخاه بقتل حتى المدنيين الطيبين أي المدنيين الذين يدون طيبين في الظاهر " .

وحقيقة القانون اليهودي ( الجنائي ) لا يعاقب اليهود المتسببين بقتل مدنيين فلسطينيين معاقبة حقيقية بل تكون شكلية فقط ، وهذا مبني على تعاليم تلمودية والتي نصها في الموسوعة التلمودية :" أن اليهودي الذي يقتل - أحد الأغيار - يكون قد ارتكب معصية غير قابلة لعقوبة صادرة عن محكمة "

ويؤكد هذه الحقيقية الصحفي والكاتب اليهودي إسرائيل شاحاك حيث يقول : "والواقع هو أنه في كل الحالات التي أقدم فيها يهود على قتل عرب غير محاربين ، في سياق عسكري أو شبه عسكري - بما فيها حالات القتل الجماعي ، كما في كفر قاسم عام 1956م فإن القتلة - إن لم يكن قد أطلق سراحهم جميعاً - تلقوا أحكاماً خفيفة إلى أقصى الحدود أو نالوا إعفاءات خففت عقوباتهم إلى حد باتت معه في حكم اللاشيء "

ويحث حاخامات اليهود أتباعهم علناً على ارتكاب مجازر وأعمال قتل على غرار ما فعله بروخ غولد شتاين منفذ عملية المسجد الإبراهيمي . وصرح بذلك الحاخام اليتسور سيغال في مقالة له نشرت في نشرة تصدر باسم "معهد الفكرة اليهودية" الذي يدرس فيه ، ووزعت على نطاق واسع بين المتدينين اليهود حيث قال : " إن الانتحار محرم حسب تعاليم الدين اليهودي ولكن في أوقات الحرب ليس هناك أحياناً شيء اسمه انتحار " ويسمح بتنفيذ عمل يؤدي للموت كما فعل البطل المقدس!! دكتور باروخ غولد شتاين في الخليل !!"

بذاءات حاخامات اليهود :

وحاخامات اليهود يواصلون مسلسل بذاءاتهم ضد العرب والمسلمين والدعوة إلى قتلهم وأنهم كالحشرات والحيوانات حيث وصف الحاخام " عوفاديا يوسف " الزعيم الروحي لحزب شاس اليهودي الشرقي الفلسطينيين بأنهم " أسوأ من الثعابين ، أنهم أفاعي سامة" . (رويترز 7/10/2000 م) وقال : هؤلاء الأشرار العرب تقول النصوص الدينية أن الله ندم على خلقه أبناء إسماعيل هؤلاء . وإن العرب يتكاثرون كالنمل تباً لهم فليذهبوا إلى الجحيم "

سر على خطى أبيك :

صحيفة السبيل الأردنية نقلت في عددها 156 بتاريخ 19/11/1996 م خطاب الحاخام " دوف ليؤر " حاخام مغتصبة كريات أربع في الخليل ابن المجرم غولد شتاين منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي في حفل ديني أقيم ليعقوب غولد شتاين بمناسبة بلوغه سن 13 عاماً وهو سن الرشد حسب التقاليد اليهودية : " سر على خطى أبيك لقد كان بطلاً عادلاً " !!

الدعوة لمحو بيت حانون عن الأرض :

نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الحاخام شموئيل إلياهو، قوله 21/2/2008: "إن إسرائيل إذا ما أرادت حماية "سديروت" وعدم تدميرها، فإنها يجب أن تدمر بيت حانون". وأضاف : "يصعب عليّ فهم إصرار الحكومة الإسرائيلية على التعامل وفق التعاليم المسيحية، وتواصل إدارة الخد الآخر"، مشيراً إلى ما نص عليه الإنجيل بهذا الصدد. وطالب حكومة أولمرت إلى الأخذ بما ورد في التوراة "إذا حاول شخص أن يقتلك، كن أسرع منه واقتله أولاً"- حسب تعبيره –

مباركة مجزرة غزة !!

أيد عدد من كبار الحاخامات في الكيان الغاصب الفتوى التي أصدرها الحاخام يسرائيل روزين خلال أحداث غزة المؤلمة ، ونشر رفاقه من الحاخامات تأييد لتلك الفتوى بأنه يتوجب على اليهود تطبيق حكم التوراة الذي نزل في قوم "عملاق" ، على الفلسطينيين. هذا ما تناقلته وسائل الإعلام والمواقع في الشبكة العالمية عن الحاخام يسرائيل روزين رئيس معهد "تسوميت" وأحد أهم مرجعيات الإفتاء اليهود، أنه يتوجب تطبيق حكم "عملاق"، " على كل من تعتمل كراهية إسرائيل في نفسه" ، إذ ينص الحكم على قتل الرجال والأطفال وحتى الرضع والنساء والعجائز، وسحق حتى البهائم.

وحسب التراث الديني اليهودي فإن قوم "عملاق" كانوا يعيشون في أرض فلسطين وكانت تحركاتهم تصل حتى حدود مصر الشمالية. وحسب هذا التراث فقد شن العماليق هجمات على مؤخرة قوافل بني إسرائيل بقيادة النبي موسى عليه السلام عندما خرجوا من مصر واتجهوا نحو فلسطين. ويضيف التراث أن "الرب" كلف بني إسرائيل بعد ذلك بشن حرب لا هوادة فيها ضد العماليق. وتلا روزين الحكم الذي يقول: "اقضوا على العماليق من البداية حتى النهاية.. اقتلوهم وجردوهم من ممتلكاتهم، لا تأخذكم بهم رأفة، فليكن القتل متواصلا شخصا يتبعه شخص، لا تتركوا طفلا، لا تتركوا زرعاً أو شجراً، اقتلوا بهائمهم من الجمل حتى الحمار". وحسب التراث اليهودي فقد كان يوشع بن نون هو أول من طبق هذا الحكم عندما انتصر على العماليق، فدمر مدينتهم أريحا على من فيها.

الدعوة لنشر الإباحية بين المسلمين :

أكد الحاخام اليهودي " مردخاي فرومار" للمستمعين في أحد المعابد اليهودية أنه يمتلك حلاً سحريًا للصراع العربي الصهيوني، معتبرًا أن هذا الحل سيؤدي في حال تنفيذه إلى إنهاء الصراع الصهيوني مع الإسلام تمامًا.

ولخص الحل بالآتي : "لا بد أن تبذل الدوائر الصهيونية في "إسرائيل" والعالم كله قصارى جهدها من أجل علمنة المجتمع الإسلامي كله بحيث يتم القضاء نهائيًا على كل أسس وتعاليم وتاريخ الإسلام على أن يتم ذلك عن طريق نشر فنون الجنس والإباحية ونشر ثقافة الدعارة في أوساط المسلمين".

وأضاف : " علينا استخدام الإنترنت بشكل أكبر من أجل ترويج الأفلام والفنون الجنسية التي تسيطر على حماس شباب المسلمين حتى يصبحوا أكثر اقترابًا من الغرب ويبتعدوا تمامًا عن ثقافتهم الإسلامية ". و"على إسرائيل أن تنسى تمامًا أية محاولة للتخلص من المسلمين عسكريًا فلن تبلغ ذلك أبدًا طالما تبقت بداخلهم أدنى علاقة بهويتهم الإسلامية.. ولكن "إسرائيل" تستطيع عقب علمنتهم التخلص منهم بسهولة منقطعة النظير هذا إذا احتاج الأمر لذلك علينا فقط من اليوم دفع العاهرات إلى المجتمعات الإسلامية وعلينا أيضًا ترويج الأفلام ومواقع الإنترنت الجنسية" !!.

وختم حله السحري بقوله : " علينا شحذ حماسة المرأة المسلمة نحو تجميل نفسها وارتداء أقل الملابس حتى تكون أكثر فتنة للرجال.. وعلينا أن نضع في ذهن كل امرأة مسلمة أن إنجاب أكثر من طفل أو طفلين يذهب بجمالها.. وأن على المرأة المسلمة أن تعمل على الاهتمام بإظهار جمالها وليس ارتداء الحجاب الذي يغطي ذلك الجمال, ولنعمل على أن تسير كل امرأة مسلمة وهي عارية البطن".

الدافع والمرجع لهذه الفتاوى :

وهذه الفتاوى ليست جديدة بل هي قديمة جدًا منذ أن وجد اليهود على أرض فلسطين وحاخاماتهم يصدرون إليهم الفتاوى بذبح الفلسطينيين وقتلهم ، وتعود إلى الثقافة العنصرية التوراتية التي أوجدت العدوانية والإرهاب لدى الشخصية اليهودية تجاه الآخر وخاصة الفلسطينيين.

اليهود يتلقون من التلمود والتوراة الروح العدوانية التي تدعوهم لارتكاب المجازر البشعة بحق الفلسطينيين وتدعو حاخاماتهم إلى إصدار مثل هذه الفتاوى الإرهابية. كذلك العقلية الصهيونية تقوم على عقيدة شعب الله المختار – افتراءً على الله – تلك العقيدة التي تعزز الحقد على الآخرين واعتبار كل ما غيرهم نعاجًا وعبيدًا لليهود بناءً على نصوص توراتية على لسان الرب والرب منها براء.

فالثقافة التوراتية العنصرية وعقيدة شعب الله المختار مترسخة في العقلية الصهيونية وتدرس في المدارس الدينية الصهيونية من خلال الحاخامات الصهاينة والأحبار اليهود ثم تأتي تطبيقاتها من خلال الجنود الصهاينة والمؤسسة العسكرية الصهيونية.

فلا شك أن التوراة المحرفة بين أيدي الحاخامات الصهاينة هي مصدر هذه الفتاوى الشيطانية جاء في سفر التثنية بالنص: "وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة غنيمتها فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك، هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدًا التي ليست في مدن هؤلاء الأمم هنا، أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا - مثل فلسطين ومن حولها من دول - فلا تستبق منهم نسمة بل تُحرِّمها تحريمًا.

والجدير بالذكر أن عدة إحصاءات واستطلاعات قامت بها ( مؤسسات يهودية ) كشفت بيانات وأرقام توضح العداء وطبيعة الشارع اليهودي ومواقفه من المسلمين وتأثير فتاوى الحاخامات وذلك قبل الحرب على غزة الأخيرة :

80 % لمغادرة العرب من ( أرض إسرائيل ) .

66% مع الحركات اليهودية المتطرفة .

65% برروا استخدام العنف ضد المسلمين .

وبعد الحرب على غزة جاءت نتيجة الاستطلاعات حسب صحيفة يدعوت أحرونوت في 29/1/2009 والتي تهدف إلى فحص الشعور الوطني لليهود في فلسطين المحتلة عقب الحرب على غزة :

88% يفخرون بقوة بوطنيتهم بعد الحرب على غزة، في مقابل 81% في العام الماضي .

72% يرون في إسرائيل أفضل الأوطان في مقابل 61% في العام الماضي

88% لديهم استعداد لرفع علم إسرائيل والوقوف دقيقة صمت في ذكرى البطولة والكارثة، في مقابل 81% في العام الماضي.

81% يفضلون تربية أبنائهم في الدولة العبرية .

95% يرغبون بالتضحية بأنفسهم في سبيل الدولة العبرية بعد الهجوم على غزة ، وكانت النسبة 84% في العام الماضي .

71% قالوا إن العملية على غزة سوف تقوِّي أواصر المجتمع اليهودي .

2% فقط قالوا بأن للعملية العسكرية على غزة آثارا سلبية .

أرقام تكشف الواقع وتأثير الحاخامات والدفع للحروب والتي تمثل للعلاج الدائم لاستمرار هذا الكيان الغاصب والذي أضحت آراء الحاخامات وحركاتهم ومشاركتهم السياسية أبلغ التأثير على سياسة الاحتلال !

"إسرائيل " جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد - الجزء الرابع.

نتابع: "إسرائيل " جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد -الجزء الرابع. والأخير

الصهيونية والصهاينة والحركة الصهيونية

مفهوم الصهيونية


جاء في الموسوعة الفلسطينية تعريف الصهيونية بأنها: كلمة أخذها المفكر اليهودي "ناثان برنباوم" من كلمة "صهيون" لتدل على الحركة الهادفة إلى تجميع "الشعب اليهودي" في أرض فلسطين، ويعتقد اليهود أن المسيح المخلص سيأتي في آخر الأيام ليعود بشعبه إلى أرض الميعاد، ويحكم العالم من جبل صهيون.

وقد حول الصهيونيون هذا المعتقد الديني إلى برنامج سياسي، كما حولوا الشعارات والرموز الدينية إلى شعارات ورموز دنيوية سياسية، ورغم تنوع الاتجاهات الصهيونية (يمينية ويسارية، ومتدينة وملحدة، واشتراكية ورأسمالية) ظلت المقولة الأساسية التي تستند إليها كل من التيارات الصهيونية هي مقولة "الشعب اليهودي"، أي الإيمان بأن الأقليات اليهودية في العالم لا تشكل أقليات دينية ذات انتماءات عرقية وقومية مختلفة، إنما تشكل أمة متكاملة توجد في الشتات أو المنفى بعيدة عن وطنها الحقيقي: "أرض الميعاد أو صهيون، أي فلسطين".

ويعتقد الصهيونيون أنه لما كان الشعب اليهودي لا يوجد في وطنه، بل هو مشتت في الخارج، فإنه يعاني من صنوف التفرقة العنصرية، ويمارس إحساساً عميقاً بالاغتراب عن الذات اليهودية الحقيقية، وبالتالي لا يمكن حل المسألة اليهودية ببعديها الاجتماعي والنفسي، إلا عن طريق الاستيطان في فلسطين.

كما يرى الصهيونيون أن جذور الحركة الصهيونية ـ أو القومية اليهودية كما يسمونها ـ تعود إلى الدين اليهودي ذاته، وأن التاريخ اليهودي بعد تحطيم الهيكل على يد الرومان، هو تاريخ شعب مختار منفي، مرتبط بأرضه، ينتظر دائماً لخطة الخلاص والنجاة.

والارتباط اليهودي بالعودة إلى الأرض المقدسة هو ارتباط توراتي مشروط، إذ أن الدين اليهودي يحرم العودة إلى أرض الميعاد، ويعتبر أن مثل هذه المحاولة هي من قبيل التجديف والهرطقة، لأن عودة اليهود حسب المعتقد الديني ـ لا يمكنها أن تتم إلا على يد مبعوث من الله، هو المسيح المخلص، وليس على يد حركة سياسية مثل المنظمة الصهيونية العالمية، ولذا حينما ظهرت الحركة الصهيونية عارضتها المنظمات اليهودية في العالم، وما تزال أقلية من هذه الجماعات تنادي بهذا المفهوم مثل جماعة "ناطوري كارتا" اليهودية المتدينة والتي تتمركز في الولايات المتحدة.

الصهيونيون

الصهيونيون ، جمع صهيوني : نسبة إلى " صهيون" اسم عبري معناه " الحصن " ، فأطلق على إحدى روابي القدس، التي كان عليها حصنٌ يدعى "حصن يبوسي" ، و قد جاء في العهد القديم عند أهل الكتاب أن داود احتل هذا الحصن وسماه "مدينة داود" ، ونقل إليها التابوت المقدس، فمنذ ذلك الحين صارت تلك الرابية مقدسة، وصار اسم " صهيون" رمزاً لمدينة داود تلك.

وفي "المعجم الوسيط" :"الصهيونية: حركة تدعو إلى إقامة مجتمع يهوديٍّ مستقلٍّ في فلسطين، وهي نسبةٌ إلى جبل قربَ أورشليم يسمَّى صهيون".

وقد ورد ذكر جبل صهيون في العهد القديم في مواضع كثيرة منها: "وذهب الملك ورجاله إلى أورشليم إلى اليبوسيين سكان الأرض. . . وأخذ داود حصن صهيون، هي مدينة داود. وأقام داود في الحصن وسماه مدينة داود ، وكان داود يتزايد متعظماً والرب إله الجنود معه". وفيه: "أم أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي". وفيه: "على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة أورشليم".

غير أن "صهيون لم يعد اسماً لرابية أو مرتفع بل صار عند اليهود علماً على القدس بكاملها بما تمثله وما تحتويه: "مدينة داود" و "هيكل سليمان" .. فهي في نظرهم أقدس المقدسات، لذلك هم يسمونها: "المدينة الذهبية". وفي التراث الديني اليهودي لم تعد تشير كلمة "صهيونية" إلى جبل صهيون والقدس، بل إلى الأرض المقدسة ككل.

المنظمة الصهيونية العالمية

عملت المنظمة الصهيونية العالمية بجد منذ صدر قرار تأسيسها في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 على إقامة وطن لليهود, وهو ما تحقق على أرض فلسطين عام 1948، بعد أن نجح "ثيودور هرتزل" في الترويج لفكرة العودة إلى فلسطين وإقامة وطن لليهود، وعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل بسويسرا، والذي كان من أهم نتائجه إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على أن "هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام".

الفكر الصهيوني ما قبل"هرتزل"

سبق عدد من مفكري اليهود "هرتزل" في بلورة الفكر الصهيوني أهمهم خمسة: كاليشير (1795-1874) وموزيس هس (1812-1875) وينسكر (1821-1891) وموهيليفير (1824-1898) وغينزبرغ (1856-1927).

تحدى الحاخام كاليشير الروسي المولد الإجماع الديني السائد بأن أفتى أن العمل الميداني الاستيطاني في فلسطين يجب أن يسبق ظهور المسيح المنتظر وأن المعجزة الربانية في خلاص اليهود ستلي حتماً مثل هذا العمل فزرع بهذه الفتوى "المارقة" بنور التوليف اللاحق بين الصهيونية والفكر الديني اليهودي.

وجزم موزيس هس الألماني المولد والاشتراكي العلماني باستحالة النهوض باليهودية في الشتات الأوروبي المسيحي وبوجوب إقامة دولة يهودية في فلسطين كشرط مسبق لإعادة إحياء اليهودية سياسياً.

وصب فكر الحاخام موهيليفر الروسي المولد في مصب فكر سلفه كاليشير إذ دعا إلى دراسة علوم الزراعة إضافة إلى الدراسات الدينية وذهب في حثه على الاستيطان إلى القول "بان الله يفضل أن يعيش مع أبنائه في أرضهم (فلسطين) حتى ولو لم يتقيدوا بتعاليم التوراة على أن يظلوا في الشتات متقيدين بها".

وشدد كذلك "غنزبرغ" الروسي المولد على أن الدولة اليهودية المرتجاة لا يجوز أن تكون ملجأ فحسب للشعب اليهودي وأنه لا بد من فترة انتقال طويلة قبل إنشائها يتم فيها عن طريق تثقيف الذات قومياً وروحياً التخلص من أدران الشتات البغيضة لذلك وقف موقف الناقد لحركة الاستيطان الصهيونية الجارية قبل المؤتمر الصهيوني الأول وبعده.

من أبرز الاتجاهات الصهيونية

الصهيونية الدينية: والتي تقوم على أربعة أسس رئيسة: الإيمان بالإله الواحد ـ الإيمان بأن اليهود هم شعبه المختار ـ الإيمان بأن المسيح سوف يرسله الرب لتخليص شعبه والإنسانية ـ الإيمان بعودة اليهود إلى وطنهم الأصلي. والصهيونية الدينية تختلف عن الصهيونية السياسية التي قرر رجالها في مؤتمر بازل سنة 1897 العودة إلى الأرض المقدسة، ولم ينتظروا المعجزة الإلهية، فالعودة بنظرهم إن لم تقترن بالإرادة الإلهية، أي بقدوم المسيح الجديد، هي عودة باطلة.

الصهيونية الثقافية ـ الروحية: الصهيونية الثقافية، أو الصهيونية الروحية، ، تنبع فلسفتها من أولوية التراث الثقافي والخلقي واللغة العبرية، فهي ترى أن أعظم تهديد لبقاء اليهود في العقد الأخير من القرن التاسع عشر خاصة، يكمن في الضعف الداخلي للمجتمعات اليهودية، وفي فقدانها أي إحساس بوحدتها، وفي تداعي إمساكها بالقيم التقليدية والمثاليات والآمال.

وكان الفضل في تطوير مضامين الصهيونية الثقافية، فكراً وتوجيهاً، يعود إلى "أحاد هاعام" الذي كان يشدد على اللغة العبرية والقيم اليهودية التاريخية. ومن مقولاته المشهورة أن: "لا أمل بنجاح حركة الاستيطان، ما لم توقف وسائلها بإغراء القادمين عن طريق الخداع والأوهام بطرح المكاسب الذاتية، وتتوجه عوضاً من ذلك إلى إيقاظ وطنيتهم اليهودية الخفية، وحبهم لصهيون، لأنهم هكذا فقط يستمدون قوة معنوية لمواجهة صعوبات الحياة التي تجابههم في أرض الأجداد".

الصهيونية العملية ـ البراغماتية: اشتهرت الصهيونية العملية كمصطلح بعد صعود "هيرتزل" وصعود برنامجه السياسي معه، فالصهاينة العمليون كانوا يرون في النشاط الدبلوماسي اللاهث وراء وعود وضمانات دولية مضيعة للوقت، لذلك عارضوا هيرتزل، وحصروا جهودهم في تنمية المستعمرات داخل فلسطين، والعمل على زيادة الهجرة إليها، حتى تفرض سياسة الأمر الواقع نفسها.

الصهيونية السياسية: اصطلاح يستخدم للتمييز بين البدايات الصهيونية مع جمعية "أحباء صهيون" التي كانت شبه ارتجالية تعتمد على صدقات أغنياء اليهود وبين صهيونية هيرتزل التي حولت المسألة اليهودية إلى مشكلة سياسية، وأسست حركة منظمة محددة الأهداف والوسائل. وتعتبر الدعوات الفكرية التي أطلقها رواد الصهيونية، ولاسيما بنسكر، حجر الأساس في قيام الصهيونية السياسية التي أطلقها هيرتزل سنة 1897، وبمعنى آخر، فالصهيونية السياسية كانت قائمة، لكن في عالم النظريات، حتى جاء هيرتزل وحولها إلى حركة سياسية.

الصهيونية العمالية (الاشتراكية): يركز الصهاينة العماليون أو الاشتراكيون على الجانب الاقتصادي والاجتماعي في وضع اليهود الناتج عن فقدان القدرة على الاندماج، لا على الجانب الديني من المسألة اليهودية. ولعل أهم تيارات المدرسة الصهيونية العمالية هي مدرسة "غوردون" التي ركزت على فكرة اقتحام الأرض والعمل كوسيلة من وسائل التخلص من عقد المنفى ووسيلة عملية لغزو الأرض وصهر القومية اليهودية الجديدة.

وقد بادر رواد "الهجرة اليهودية الثانية" إلى إنشاء منظمات عمالية عديدة مثل عمال صهيون والعامل الفتي والحارس الفتي والتي تحولت في فترة لاحقة إلى أحزاب عمالية رئيسية من المستوطنين الصهيونيين تمخضت عنها منظمات اقتصادية سياسية مثل الهستدروت والكيبوتز والهاغاناة والبالماخ والتي شكلت بمجموعها الأدوات الرئيسية لعملية الغزو الصهيوني لفلسطين.

اتجاهات صهيونية أخرى: وهناك اتجاهات صهيونية أخرى لم يكن لها انتشار بين اليهود لأسباب كثيرة، منها هيمنة الصهيونية السياسية على تطور الفكر الصهيوني الذي حقق الهدف الأساسي للصهيونية في إقامة (دولة إسرائيل) ومن هذه الاتجاهات الصهيونية: "الصهيونية الإقليمية" و"الصهيونية التنقيحية" و"الصهيونية التوفيقية" و"صهيونية الدياسبورا" و"الصهيونية الراديكالية" و"الصهيونية العمومية" و"الصهيونية الكولونيالية". وللاستزادة في معرفة أبرر الاتجاهات الصهيونية يراجع كتاب فلسطين القضية الشعب الحضارة لـ : بيان نويهض الحوت ، وموسوعة اليهود واليهودية للدكتور عبد الوهاب المسيري .

ما بعد الصهيونية

يرى المؤرخون اليهود الجدد – الذين عملوا على إعادة النظر في الروايات التي ترادفت مع قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، من خلال مراجعة الصيغة التاريخية الرسمية، وتنقيتها من الأكاذيب ومن حيل الحرب النفسية التي تحولت إلى مسلمات في الطرح الصهيوني!! - : أن ولاة الحركة الصهيونية كانت ردة فعل على الاضطهاد الذي تعرض له اليهود، وجاءت "إسرائيل" لتكون حلاً ولو جزئياً لمشكلة يهود الشتات.

لهذا عمل هؤلاء المؤرخون على تبرئة اليهودية من الصهيونية التي لم تعد مؤامراتها وأساطيرها قادرة على الصمود طويلاً مع ظهور وثائق ومستندات جديدة تدينها بصورة مستمرة ولذلك كان ميل الحركة لتبني شعار "ما بعد الصهيونية"، وذلك لتأمين استمرارية الكيان اليهودي، وإزالة قسم بسيط من العداء المتراكم ضدهم نتيجة لخضوعهم لإيحاءات الإرهاب الصهيوني ومشاركتهم فيه.

ما بعد الصهيونية : معاداة أم امتداد للصهيونية ؟

ويرى البعض أن ما بعد الصهيونية معادية للصهيونية وأنها تعيد النظر في كل المقولات الصهيونية الأساسية ، بينما يؤكد البعض الآخر أن ما بعد الصهيونية إنما هي امتداد للصهيونية. ويصف بعض دعاة "ما بعد الصهيونية" أنفسهم مثل (موريس) أنه صهيوني يقوم بعمل يخدم به "إسرائيل" من خلال البحث عن الحقيقة التاريخية، بل يرى بعض هؤلاء أن ما بعد الصهيونية هي تحقيق للصهيونية، وأن السلام مع العرب هو الثمرة الطبيعية للإنجاز الصهيوني.

وكما يقول "بني موريس": " إن الكشف عن أعمال الطرد ومجازر ضد العرب في سنة 1948م ، وأعمال إسرائيل على امتداد الحدود في الخمسينيات، وعدم استعداد إسرائيل للقيام بتنازلات من أجل السلام مع دول عربية (الأردن وسوريا) بعد سنة 1948، ليس "دعاية معادية للصهيونية" ، وإنما هو إضاءة لجانب من مسارات تاريخية مهمة، عتمت عليه عمداً طوال عشر سنوات من الأعوام "المؤسسة الإسرائيلية" بمن في ذلك الباحثون والصحافة – خدمة للحكومة وللأيديولوجيا السائدة".

بل إن بن جوريون نفسه – في السابق - طالب بحل المنظمة الصهيونية بعد تأسيس الدولة، فقد وصفها بأنها "التي تفقد وظيفتها بعد الانتهاء من البناء، وأن مهمة يهود العالم هي الهجرة إليها وحسب، وبإمكان الدولة الصهيونية الوصول إليهم مباشرة، دون وساطة المنظمة الصهيونية.

فتحدي "الرواية اليهودية" للأحداث أمر قام به بعض الباحثين من أمثال "إسرائيل شاحاك " من قبل بشكل منهجي شامل، أما "يوري افينيري" فقد أكد في أكثر من مناسبة أن الصهيونية انتهى دورها، وهناك من قال إن الصهيونية إن هي إلا حركة إنقاذ ليهود أوربا - من الكارثة المحيطة بهم - انتهى دورها مع إعلان الدولة الصهيونية.

ثلاث صهيونيات!!

يرى "إيلان پابيه" أن الصهيونية تقسم الآن إلى "ثلاث صهيونيات" تتعارض فيما بينها: فهناك الصهيونية التقليدية التي يمثِّلها حزبا العمل وليكود، وتمثِّل التيار السائد؛ وهناك "الصهيونية الجديدة" التي تُعتبَر تفسيرًا متطرفًا للصهيونية، وتمثِّل التحالف بين الحاخامات الأرثوذكس والمستوطنين القوميين المتطرفين؛ أما "ما بعد الصهيونية" فظاهرة يهودية تمثل مرحلة انتقالية للـ"خروج" من الصهيونية، ولكن من غير الواضح إلى أين، ومن الضروري لها أن ترسم المستقبل في نقاش مشترك مع الفلسطينيين !!.

علاقة الصهيونية باليهودية

يرى البعض أن الصهيونية هي اليهودية، فما قام به اليهود من تقسيم أنفسهم إلى فريقين:

الأول: صهاينة يعملون على الاستقرار في فلسطين وإنشاء كيان غاصب أسموه "دولة إسرائيل".

الثاني: يهود خارج فلسطين يتظاهرون بأنهم لا يكترثون لما يحدث وأنهم لا ينظرون لليهود على أنهم قومية بل هي دين فقط.

فهم في الواقع يمثلون وحدة إلا قليلاً من أصوات احتجاج أو استنكار وخطط الصهيونية نسمعها بين حين وآخر لا تمثل إلا جزءاً يسيراً جداً من مجموع اليهود في العالم، بقيت فكرة العودة إلى أرض الميعاد، حاضرة في العقل الجمعي ليهود الشتات إلى أن جاءت الحركة الصهيونية المعاصرة وأعادت صياغة ذلك المفهوم، بشكل سياسي معاصر أدت ترجمته إلى قيام الكيان اليهودي الحالي.

لذا لا شك أن مصطلح "الصهيونية" يحمل في طياته إشكالية التعريف حيث يصعب تعريفه بشكل مباشر، ففي الواقع نحن أمام صهيونيات لا صهيونية واحدة، حتى في قرارات الأمم المتحدة تجد الإشكالية من حيث أن الصهيونية حركة عنصرية حسب أحد قرارات الأمم المتحدة، وأنها ليست كذلك حسب قرارات أخرى!!

وفي ختام الحلقات الأربع أرجو أن أكون قد وفقت في إلقاء الضوء علي مسميات اليهود وتاريخها واتجاهاتها وأيدلوجيتها، واجتهدت أن أتجنب الإطالة المملة، لأن معرفة تلك المسميات وخلفياتها وأبعادها ضرورة لفهم الصراع مع اليهود الغاصبين!!
عيسى القدومي


2014-11-22

"إسرائيل " جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد - الجزء الثالث.

نتابع: "إسرائيل جذور التسمية ... وخديعة المؤرخين الجدد-الجزء الثالث.

أسماء تعددت وتنوعت تلك التي تطلق على اليهود اليوم، والتي من أشهرها مسمى "يهود" و "إسرائيليين" و "عبريين" و "صهاينة" ... ورغم بساطة تلك الأسماء إلا أنها تحمل إشكالية معقدة ومختلطة في تفسير معانيها لتعدد إشارتها واستخداماتها، وكثير من الناس لا يعرف حقيقة هذه التسميات، فتجد البعضُ لا يطلقُ عليهم غير التسميةِ الأولى، و بعضٌ آخرُ يجمعُ معها الثانية، وثالثٌ: الثالثةَ، والرابعة ...

ولدفع هذا اللبس والإيهام جمعت شتات ما قيل عن تلك الأسماء ومعانيها وخلفياتها، حتى نعي الفرق بينها، وأبعاد تلك المسميات، ولماذا اختار اليهود المغتصبين لأرض فلسطين مسمى "إسرائيل" ؟! وما هي الأسماء الأخرى التي تم طرحها ؟ ولماذا استبعدت ؟ وكيف وقع الاختيار على مسمى "إسرائيل" دون غيره ؟ وما الأسماء التي يحاول اليهود تجاوزها واستبعاد نطقها ؟

وبعد أن أفردنا مقالاً مستقلاً حول كلمة اليهود وسبب تسميتهم بهذا الاسم، وعرفنا من هو اليهودي في عُرف يهود اليوم، وإشكالية مدلول كلمة اليهود واليهودية عند طوائف اليهود، ولماذا يفضلون تسميتهم "بالشعب اليهودي" ؟!! ... وتبعه مقال ثان جمعنا به ما جاء في مدلول كلمة إسرائيل وإسرائيلي وإسرائيليون، والخلاف الحاصل بين قادة اليهود وحاخاماتهم في تعريف من هو اليهودي ؟ وما المسمى الأصح اليهود أم الإسرائيليون ؟ ولماذا اختار قادة اليهود مسمى إسرائيل لكيانهم الغاصب ولماذا استبعدوا المسميات المقترحة الأخرى ؟!

وفي هذا المقال سنتطرق إلى مسمى عبري، والعبريون، واللغة العبرية، وأسباب تلك التسميات وأبعادها:

العبريون ... أسباب التسمية وأبعادها

اختلفت الآراء في سبب تسميتهم بـ"العبريين" أو "العبرانيين"، قيل: إنهم سموا بذلك نسبة إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام نفسه، فقد ذكر في سفر التكوين باسم: "إبراهيم العبراني"، لأنه عبر نهر الفرات و أنهاراً أخرى، وقيل إنهم: سموا بالعبرانيين نسبة إلى "عِبْر"، وهو الجد الخامس لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، والرأي الثالث يقول: إن سبب التسمية يرجع إلى الموطن الأصلي لبني إسرائيل، ذلك أنهم في الأصل كانوا من الأمم البدوية الصحراوية التي لا تستقر في مكان، بل ترحل من بقعة إلى أخرى بإبلها وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى.

وغالب المؤرخون اجمعوا على أن التسمية ناتجة عن عبور إبراهيم علية الصلاة والسلام نهر الفرات, ويؤكد هذا الرأي ما جاء في سفر يوشع: "وهكذا قال الرب إله إسرائيل في عبر النهر سكن آباؤكم منذ الدهر". ويرى البعض إن هذه اللفظة لم تظهر إلا بعد اجتياز إبراهيم نهر الفرات" , فضلا ًعن أن الأخذ بهذا الرأي أقرب إلى الصحة والصواب من الآراء الأخرى.

قال الأستاذ شراب في كتابه العرب واليهود في التاريخ ص/ 63: " لفظ العبري أطلق تاريخياً على شراذم من الغجر الرحل كانوا يعيثون في الأرض فساداً، ويتبعون الجيوش الغازية، بوصفهم مرتزقة يستعان بهم في الأعمال الدنية، ووصفهم إبراهيم بأنه عبري غير صحيح، إلا إذا أخذنا من لفظ عبري معنى: الترحال والتنقل، وقد ألصق اليهود بإبراهيم وصف "العبري" ليصلوا إلي وصف لغتهم بأنها "عبرية" قديمة ترجع إلى زمن إبراهيم عليه السلام، وهذا كلام باطل لأن اللغة العبرية جاءت متأخرة جداً عن زمن إبراهيم، وهي لهجة آرامية عربية، ظهرت بعد عصر موسى بحوالي ست مئة سنة ولأن التوراة نزلت باللغة الهيروغليفية، حيث تخاطب قوماً في مصر أو أخرجوا من مصر".

وأرى أن الذي ذكره هو الصواب، فاللغة العبرية لغة متأخرة جداً عن زمن الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

عبري

لفظ " عبري " هي أقدم التسميات التي تطلق على الجماعات اليهودية ويقال أيضاً "عبراني" وجمعها "عبرانيون"، ومن الآراء المطروحة أيضاً أن كلمة "عبري" مشتقة من "العبور" من عبارة "عبر النهار": "فهرب هو وكل ما كان له وقام وعبر النهر وجعل وجهه نحو جبل جلعاد " ( تكوين 31/21).

ويرى عبد الوهاب المسيري في موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية": أن كلمة "عبري" ترد أحياناً مرادفة لكلمة "يهودي" على نحو ما جاء في سفر إرميا (34/9): "أن يطلق كل واحد عبده وكل واحد أمته العبراني والعبرانية، حُريَّن حتى لا يستعبدهما أحد". كما كانت الكلمة مرادفة لكلمة "يسرائيلي" خروج ( 9 / 1 –4 ): "هكذا يقول الرب إله العبرانيين ... ويميز الرب بين مواشي يسرائيل ومواشي المصريين" وفي صمويل الأول ( 4/9 ) يقول أحد الفلستيين: "تشددوا .. وكونوا رجالاً لئلا تستعبدوا للعبرانيين" وهو يتحدث عن جماعة يسرائيل.

ويضيف المسيري: "ويفضل بعض الصهاينة العلمانيين أن يستخدموا كلمة "عبري" أو "عبراني" على استخدام كلمة "يسرائيلي" أو "يهود" باعتبار أن الكلمة تشير إلى العبرانيين قبل اعتناقهم اليهودية، أي أن مصطلح "عبري" يؤكد الجانب العرقي على حساب الجانب الديني فيما يسمى "القومية اليهودية" بل إن بعض أصحاب الاتجاهات الإصلاحية والاندماجية، في مرحلة من المراحل، كانوا يفضلون كلمة "عبري" على كلمة "يهودي" بسبب الإيحاءات القدحية للكلمة الأخيرة.

ويقول الدكتور ظاظا: "بعد العودة من بابل في القرن الخامس قبل الميلاد، اقتصر استخدام مصطلح "عبرانيين" على الإشارة إلى الرعيل الأول من اليهود حتى عصر التهجير البابلي واستخدمت كلمة "يهود" أو "يسرائيلي" للإشارة إلى الأجيال التي أتت بعد ذلك، والتي لم تعد تستخدم اللغة العبرية وإنما تتحدث الآرامية وتكتب بها".

ورغم هذا نجد أن معظم الدراسات لا تفرق بين تاريخ العبرانيين والتواريخ اللاحقة للجماعات اليهودية، متأثرة في ذلك بالرؤية الإنجيلية التي تنظر إلى اليهود باعتبارهم شعباً مقدساً حافظ على تماسكه وهي رؤية تخلط التاريخ الدنيوي بالتاريخ المقدس.

اللغة العبرية

العبرية إحدى اللغات السامية من المجموعة الكنعانية، كما أن بدايتها يلفها الغموض فهي مجرد لهجة من لغة أكبر (اللغة الكنعانية)؛ لهجة لم تكن قد نضجت أو تبلورت بعد كان يتحدث بها الكنعانيون ثم اتخذها العبرانيون لغة لهم بعد تسللهم إلى أرض كنعان وسميت هذه اللغة "عبرية" في وقت متأخر من العصور الوسطى فلا يوجد في صحف العهد القديم ما يدل على أنهم كانوا يسمونها بهذا الاسم، إذ كان يشار إليها بمصطلح "يهوديت" (يهودي) و"لسان كنعان" ولم يظهر مصطلح "لاشون عفريت"، أي "اللسان العبري" ، إلا مع المشناه.

وفي العصر الحديث ظهرت أول مجلة عبرية في عام 1856م ، وقد حاول المفكر الصهيوني إليعازر بن يهودا إحياء العبرية، وقوبلت محاولته بعداء شديد في بادئ الأمر من قبل اليهود المتدينين الذين كانوا يرون أن العبرية لغة مقدسة يجب ألا تمتهن باستخدامها في الحديث اليومي.

وقام صراع حول استخدام العبرية في الصلوات. وكان ذلك من المسائل الأساسية التي ناقشتها الفرق اليهودية المختلفة في العصر الحديث. فحاول الإصلاحيون استبعادها لتأكيد عدم ازدواج ولاء اليهود ولتشجيع اندماجهم الحضاري واللغوي مع الأمم التي يعيشون بين ظهرانيها، في حين حاول المحافظون والأرثوذكس (بدرجات متفاوتة) الإبقاء عليها ونشبت حرب اللغة بين دعاة استخدام العبرية ودعاة استخدام الألمانية. وانتصرت العبرية في نهاية الأمر.

بأي لغة يتحدث بها اليهود ؟!

بحسب قانون الكيان اليهودي اللغة العبرية لغة رسمية للدولة، ويضاف لها اللغة العربية وتكتب معظم اللافتات باللغتين العبرية والعربية، وتختفي اللغة العربية من لافتات الجهات الرسمية للدولة وفي أغلب الأحياء التي يقطن فيها اليهود، كما أن المؤسسات والشركات الخاصة لا تستعمل العربية.

وتؤكد حكومة الاحتلال لمواطنيها أن الرباط اللغوي يكاد يكون الرباط القومي الوحيد بينهم وليس التوراة، وذلك على اعتبار أن التراث الحضاري للجماعات اليهودية متنوع، كما أن الكتب اليهودية متنوعة وبعضها مكتوب بالآرامية ولا يؤمن به كثير من اليهود وتحاول الحكومة استخدام اللغة كأداة لتذويب الفوارق القومية الدينية فالعبرية أحد أسس أسطورة "بوتقة الصهر" الإسرائيلية. كما أن الجيش "الإسرائيلي" يدرس العبرية للمجندين القادمين من أطراف العالم ليصبغهم بالصبغة القومية المرجوة. كما أنه يتعين على كبار موظفي الحكومة أن يعبرنوا أسماءهم.

ورغم كل هذه المحاولات، يبدو أن عملية الدمج لم تنجح بعد تماماً. ويتضح هذا من عدد الصحف التي تظهر بلغة البلاد الأصلية التي هاجر منها اليهود، كما أن الإذاعة الصهيونية تذيع برامج بلغات عديدة: مثل اليديشية والفرنسية والإنجليزية والرومانية والتركية والفارسية والعربية والروسية والإسبانية، ولكن معظم الإسرائيليين يتحدثون العبرية خارج منازلهم. أما داخلها، فإنهم يتحدثون إما لغة الموطن الذي جاءوا منه وإما العبرية باللهجة التي يعرفونها، ولكن الصابرا يتحدثون العبرية داخل المنازل وخارجها فهي اللغة الأم بالنسبة إليهم.

ومع ذلك فلا تزال العبرية لغة القلة من اليهود إذ يتحدث أعضاء الجماعات اليهودية لغة أوطانهم بما في ذلك ما يكتبونه عن أنفسهم وعن اليهودية، فيتحدث أكثر من عشرة ملايين يهودي الإنجليزية ويتحدث مليونان الروسية وعدة آلاف تتحدث اليديشية (لكن عددهم آخذ في التناقض بسرعة)، وأكثر من مليون ونصف المليون يتحدثون لغات أخرى مثل الفرنسية في فرنسا وغيرها أو الإسبانية أو البرتغالية لغة يهود أمريكا اللاتينية ولا يتحدث العبرية سوى 83 % من الصهاينة في فلسطين، وهم لا يتحدثونها طوال الوقت. ويفضل كثير من العلماء اليهود نشر أبحاثهم بالإنجليزية حتى يكون لهم جمهور واسع من القراء.

فلسطين وعبرنة العربية

منذ بداية المشروع الصهيوني على أرض فلسطين اهتم قادة الكيان اليهودي بإحياء العبرية والتي تعني لهم الوجود وأساس يجمع به هذا الشتات الذي ينتمي إلى بلاد كثيرة. لذا لجأ قادته إلى دس مصطلحات وأسماء عبرية عديدة في لغة الإعلام العالمي، تزييناً للواقع وتزويراً للتاريخ.

في فلسطين المحتلة أخذت الكثير من المفردات في اللغة العبرية تحل محل مفردات عربية أصيلة، وفي بعض الأحيان يلجأ الكثير من المتخصصين إلى استخدام اللفظ العبري لأنهم لا يعرفون المصطلح المهني المرادف بالعربية. ولا شك أن هيمنة الاحتلال على مجريات الحياة العامة للفلسطينيين وضعت واقعاً أجبر الكثيرين على التعامل بلغة الاحتلال.

والغريب في الأمر أنه رغم وفرة مفردات اللغة العربية وغزارة مادتها اعتاد المتحدثون "استيراد" كلمات من العبرية واستعمالها في مجمل حديثهم اليومي، والتي تصبح مع مرور الوقت جزءاً من لغة الناس اليومية، وتأخذ وضعها الطبيعي عندهم، وربما استخدمتها الأجيال اللاحقة على أنها جزء من لغتهم الأم.

وما زالت محاولة العمل على "عبرنة" بعض كلمات اللغة العربية، وتهويد بعض مصطلحاتها ونحت ألفاظها، بما يحقق لها الرواج والتداول والاستمرار والانتشار، ليس بهدف التكلم بالعبرية في نهاية المطاف، ولكن لنستخدم بعض الكلمات العبرية التي تخدم مخططاتهم وتعود عليهم بالنفع.

ولا شك إذا لم نتنبه إلى عبرنة ألفاظنا سنصحو وإذا بنا وبإعلامنا يتكلم العبرية في بعض مفردات الخطاب من حجم المصطلحات المستخدمة، فهم المبادرون لنحت تلك المصطلحات وهم الساعين لنشرها وإشاعتها، ومن الضروري ألا ندع اليهود يحتكرون لأنفسهم توليد المصطلحات وتسمية الأشياء ومن ثم التحكم في المقولات الكامنة وراء الخطاب والتي يحرص الصهاينة على إخفائها، لعزل الظواهر والمسميات عن أصولها التاريخية وكأنها أحداث وممارسات مجردة، ليحلو لهم تسميتها كما أرادوا ...

وبما أن آلة صك وتوليد المصطلحات اليهودية والصهيونية لا تكف عن الدوران، فسوف تظل الحاجة لدراستها وإظهار مقاصدها، وإيجاد المصطلح الصواب للتعبير في كلماتنا وخطاباتنا. ومع الإصرار على العودة إلى المصطلحات الصحيحة والتحذير من المقاصد اليهودية فأننا يقينا "بمشيئة الله تعالى" سنعتاد المسميات والمصطلحات الصحيحة التي تلتزم بالثوابت الإسلامية والعربية الأصيلة. فهناك العديد من الأسماء العربية للقرى والمدن والأماكن والأحياء وغيرها والتي لا يسع المجال لذكرها قد تم استبدالها بأسماء عبرية!! ، وهنا ننوه أن لا بد من ذكر الأسماء العربية لهذه الأماكن ولو كانت مدمرة.

يتبع
عيسى القدومي

"إسرائيل " جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد - الجزء الأول.


’’إسرائيل’’ جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد
وهكذا أسمت نفسها " إسرائيل"

"إسرائيل " جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد - الجزء الأول.

أسماء تعددت وتنوعت تلك التي تطلق على اليهود اليوم، والتي من أشهرها مسمى "يهود" و "إسرائيليين" و "عبريين" و "صهاينة" ... ورغم بساطة تلك الأسماء إلا أنها تحمل إشكالية معقدة ومختلطة في تفسير معانيها لتعدد إشارتها واستخداماتها، وكثير من الناس لا يعرف حقيقة هذه التسميات، فتجد البعضُ لا يطلقُ عليهم غير التسميةِ الأولى، و بعضٌ آخرُ يجمعُ معها الثانية، وثالثٌ: الثالثةَ، والرابعة ...

ولدفع هذا اللبس والإيهام جمعت شتات ما قيل عن تلك الأسماء ومعانيها وخلفياتها، حتى نعي الفرق بينها، وأبعاد تلك المسميات، ولماذا اختار اليهود المغتصبين لأرض فلسطين مسمى "إسرائيل"؟! وما هي الأسماء الأخرى التي تم طرحها؟ ولماذا استبعدت؟ وكيف وقع الاختيار على مسمى " إسرائيل" دون غيره؟ وما الأسماء التي يحاول اليهود تجاوزها واستبعاد نطقها؟

وقبل أن أبدأ بالإجابة أود أن أفرد لكل مسمى مقال مستقل لعله يقرب الصورة ويوضح المعنى، وسأبدأ بكلمة "اليهود" و" اليهودية":

اليهود:

اختلفت آراء اللغويين والمفسرين في أصل الكلمة التي اشتقت منها كلمة يهود وسبب تسمية اليهود بهذا الاسم. فمن قائل: أنها من ( هاد ) بمعنى رجع ، سموا بذلك حين تابوا عن عبادة العجل ، وقالوا إنا هدنا إليك أي تبنا ورجعنا.

وقيل إنها مشتقة من هاد يهود، فالهود: هو الميل والرجوع، لأن اليهود كانوا كلما جاءهم نبي أو رسول هادوا إلى ملكهم ودلوه عليه ليقتلوه.

ومن قائل: أن أصل كلمة يهود من ( التهوّد ) وهو الصوت الضعيف اللين الفاتر، وسموا بذلك لأنهم يتهودون عند قراءة التوراة.

وقال بعضهم : إنما سمي اليهود يهوداً نسبة إلى (يهوذا) – وهو رابع أولاد يعقوب عليه السلام – فعرّب هذا الاسم بقلب الذال دالاً فقيل يهود وأدخلت الألف واللام على إرادة النسب فقيل (اليهود).

وجاء في "مفصل العرب واليهود في التاريخ" صفحة / 529 : "أنهم يرجعون إلى بقايا جماعة يهوذا الذين سباهم نبوخذ نصّر إلى بابل في القرن السادس ق.م ، وهؤلاء سموا كذلك نسبة إلى مملكة ومنطقة يهوذا (931-586 ق.م )، و لم تستعمل هذه التسمية إلا في عهد مملكة يهوذا، لذلك فهي تسمية متأخرة ولا صلة لها بيهوذا ويعقوب، اللذين عاشا في القرن السابع عشر قبل الميلاد، و لعل (يهوذا) كانت اسم مدينة في فلسطين منذ عهد الكنعانيين، فبعد أن نزحت جماعة موسى عليه السلام إلى فلسطين تكونت مملكة يهوذا بعد عصر يعقوب وابنه (يهوذا) بحوالي ألف عام في منطقة يهوذا الكنعانية، فسميت باسمها، - كما فصلته في الباب الأول - ، ثم انتشر استعمال اسم اليهود بعد السبي البابلي منذ القرن السادس للميلاد".

و قد ذكروا في القرآن بعدة عبارات، كما في قوله تعالى: "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى .." وقوله تعالى: "وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا "، والآيات في ذكرهم باسم اليهود كثيرة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع (20/64) في الآية الأولى: " فالذين آمنوا هم أهل شريعة القرآن، وهو الدين الشرعي بما فيه من الملي والعقلي، والذين هادوا والنصارى أهل دين ملي بشريعة التوراة والإنجيل بما فيه من ملي وعقلي ..".

وذكر في المجموع (12/19 ) أن هؤلاء المذكورون في الآية، "الذين أثنى الله عليهم من الذين هادوا والنصارى كانوا مسلمين مؤمنين لم يبدلوا ما أنزل الله ولا كفروا بشيء مما أنزل الله ، واليهود والنصارى صاروا كفاراً من جهة تبديلهم لما أنزل الله، ومن جهة كفرهم بما أنزل على محمد ..".

وقد نبه الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود في رسالة له باسم "الإصلاح والتعديل فيما طرأ على اسم اليهود والنصارى من التبديل" وفيها تحقيق بالغ أن "يهود" انفصلوا بكفرهم عن بني إسرائيل زمن بني إسرائيل، كانفصال إبراهيم عن أبيه آذر، والكفر يقطع الموالاة بين المسلمين والكافرين كما في قصة نوح مع ابنه. ولهذا فإن الفضائل التي كانت لبني إسرائيل ليس ليهود فيها شيء، ولهذا فإن إطلاق اسم بني إسرائيل على يهود يكسبهم فضائل ويحجب عنهم رذائل، فيزول التمييز بين "إسرائيل" وبين يهود المغضوب عليهم، الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة.

ولهذا يرى البعض أن لفظ اليهود هو اسم خاص بالمنحرفين من بني إسرائيل ... وهو لفظ أعم من لفظة "عبرانيين" و "بني إسرائيل" وذلك لأن لفظة يهود تطلق على العبرانيين وعلى غيرهم ممن دخل في دين اليهود وهو ليس منهم.

وفي الحقيقة أنه لا يستطيع أحد أن يجزم بتحديد التاريخ الذي أطلقت فيه هذه التسمية على بني إسرائيل وسبب إطلاقها، لعدم وجود دليل على ذلك لا من الكتاب ولا من السنة، وإنما بنيت الاجتهادات السابقة على تخمينات لغوية لا تقوم بها حجة.

غير أنا نستطيع أن نستنتج من الاستعمال القرآني لكلمة (يهود) أن هذه التسمية إنما أطلقت عليهم بعد انحرافهم عن عبادة الله وعن الدين الصحيح وذلك لأنه لم يرد في القرآن الكريم إطلاق اليهود على سبيل المدح، بل لم تذكر عنهم إلا في معرض الذم والتحقير، وإظهار صفاتهم وأخلاقهم الذميمة، والتنديد بكفرهم.

ولهذا نفى الله تعالى مزاعم اليهود في انتسابهم إلى إبراهيم وأبنائه الصالحين قال تعالى: "أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون" سورة البقرة /140. وجاء التحذير منهم واضحاً جلياً في كتاب الله تعالى: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا … "سورة المائدة /82 .

من هو اليهودي ؟! :

كما لا يملك الكيان اليهودي إلى الآن دستوراً متكاملاً مكتوباً، يعين حدود الكيان جغرافياً وبشرياً، بل حتى سياسياً؛ لا يملك أيضاً تعريفاً دقيقاً يحدد من هو اليهودي من غيره؟ حتى ظهرت ظاهرة حديثة جداً وهي "إدعاء اليهودية" للاستفادة من التسهيلات المادية والعينية التي قدمتها لهم الحركة الصهيونية ومؤسساتها لترغيبهم الهجرة إلى فلسطين، وتفاقمت الظاهرة بانضمام أعداد متزايدة ممن ادعى الهوية اليهودية المزعومة، حتى قيل أن ما بين ثلث أو نصف المهاجرين اليهود السوفييت في التسعينات غير يهود، وكذلك يهود الفلاشا المشكوك في يهوديتهم. لذلك تعالت الأصوات في الكيان اليهودي والمؤسسات الصهيونية بإلغاء قانون عودة اليهود إلى فلسطين والتثبت من حقيقة يهوديتهم.

هذا من جانب، ومن جانب آخر قامت المحكمة الإسرائيلية العليا لتجاوز الجدال والخلاف في تعريف اليهودي، أن تنهي الجدال بقولها أن اليهودي هو من يرى نفسه كذلك!! وذلك يعنى أنه يهودي وإن لم يعتقد باعتقاداتهم ولم يتعبد بطقوسهم ولم يتقيد بشريعتهم... وللشرع اليهودي تعريف آخر لليهودي وهو: من ولد لأم يهودية.

اليهــود وإشكالية المدلول:

رغم بساطة تلك الكلمة إلا أنها من أكثر الكلمات إشكالية لاختلاف مدلولها، لأنها تستخدم للإشارة إلى اليهود الحاخاميين والقرائين والسامريين ويهود الصين وأثيوبيا، وتمتد إلى السفارد والأشكناز والصابرا، لتصل للإشارة إلى يهود العالم، والمغتصبين الصهاينة في فلسطين المحتلة.

ويفضل الكثير من الصهاينة مسمى "اليهود" و"الشعب اليهودي" للإشارة بأن اليهود كتلة بشرية متماسكة في العالم أجمع، لتجاوز الواقع الذي فرضه تشتيتهم وعيشهم في "الجيتو" – الشارع أو الحي الذي يسكنه اليهود- وتعدد معتقداتهم وتفسيراتهم للنصوص، وكذلك انتماءاتهم العرقية والثقافية والحضارية واختلاف طموحاتهم وتصوراتهم.

ويرى عبد الوهاب المسيري في موسوعته "اليهود واليهودية والصهيونية" الأصح أن يطلق عليهم الجماعات اليهودية لأن مسمى يهود أو الشعب اليهودي كلمات مطلقة تؤكد التماسك والتجانس والوحدة، حيث لا تجانس ولا وحدة ولا تماسك.

وأرى الأدق والأفضل كذلك أن يطلق عليهم مصطلح "شتات اليهود" لأنهم جماعات مختلفة متفرقة غير متجانسة، ومن أعراق شتى كالعرق الفلاشي الأفريقي، والعرق القوقازي السوفياتي، والعرق الأشكنازي الأوروبي وكذلك الأمريكي، وعرق دول حوض البحر المتوسط، والعرق الشرقي العربي ... ولعدم تماسك هذا الشتات طرحت في الغرب بعض العبارات والتوقعات والتي تشير إلى تناقص عدد الجماعات اليهودية عالمياً نذكر منها:

· "موت الشعب اليهودي" : عبارة أطلقها عالم الاجتماع الفرنسي ( اليهودي ) جورج فريدمان، والذي أشار فيها إلى ظاهرة تناقص أعداد اليهود في العالم إلى درجة اختفاء بعض التجمعات لليهود في أوروبا وغيرها، وتحول بعض تلك التجمعات إلى جماعات صغيرة لا أهمية لها من الناحية الإحصائية.

· و"الإبادة الصامتة" وهي من المصطلحات الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية والذي يستخدم للإشارة إلى ارتفاع معدلات اندماج اليهود في المجتمع الأمريكي وكذلك تزايد وبنسب عالية الزواج المختلط أي زواج اليهودي من غير اليهودية، واليهودية من غير اليهودي، والتي قد تصل في الولايات المتحدة إلى 60 % ، وفي بعض الدول مثل روسيا وأوكرانيا قد تصل إلى 80 %.

وقد حذرت محافل " الكونغرس اليهودي العالمي "من احتمالات تناقص أعداد اليهود المقيمين في دول العالم – باستثناء اليهود في فلسطين – خلال الثلاثون عاماً القادمة إلي قرابة نصف عددهم الحالي المقدر بأكثر من 8.5 مليون نسمة، إذا استمر الاندماج والذوبان في المجتمعات التي يعيش فيها اليهود، ويعزو خبراء معهد الكونغرس اليهودي العالمي هذا التناقص إلي عامل الزواج المختلط بين اليهود وغيرهم في مجتمعات الدول التي تعيش الأقليات اليهودية وسطها. ويرى بعض الدارسين لتلك الظاهرة أن هناك عوامل أدت إلى تناقص عدد اليهود في العالم منها:

1. تزايد معدلات الاندماج، وإخفاء الهوية اليهودية، والتسجيل على أنهم غير يهود.

2. التنصر واعتناق عبادات أخرى وإسقاط تسمية "يهودي".

3. تزايد معدلات الزواج المختلط حيث وصل في بعض الدول إلى 60 % وفي بعضها 80% ( زواج اليهودي من غير اليهودية وزواج اليهودية من غير اليهودي)، وأعلى نسبة قدرها معهد "الكونغرس اليهودي العالمي" في فنلندا حيث بلغت نحو 90%.

4. تفسخ الأسرة اليهودية وتزايد نسبة الطلاق.

5. تأخر سن الزواج والإحجام عن الإنجاب أدى إلى تناقص نسبة المواليد اليهود حيث أصبحت واحدة من أقل النسب في العالم.

6. انخفاض معدل خصوبة الأنثى اليهودية والتي قد تعتبر من أقل الإناث خصوبة في العالم.

7. تصاعد معدلات العلمنة عند اليهود مما أدى إلى تفشي قيم اللذة الفردية والأنانية وانتشار الإباحية الجنسية والذي قلل من نسبة المواليد.

8. تزايد عدد الشواذ جنسياً بين اليهود والذي قد يصل إلى 30 %.

9. تزايد نسبة الأمراض الجنسية والنفسية بين اليهود مما أدى إلى ارتفاع نسبة الانتحار.

10. عدم الإحساس بالاطمئنان والحرص على الدنيا والقلق من المستقبل أدى إلى إحجام بعض اليهود عن الإنجاب.

وذلك كله يؤكد أنهم جماعات مختلفة لا تجانس ولا وحدة ولا تماسك بينها.

يتبع
عيسى القدومي