بحث هذه المدونة الإلكترونية

2013-01-08

نتابع مدينة بيت لحم الكنعانية (2).


نتابع مدينة بيت لحم الكنعانية.

الأهمية الدينية
لبيت لحم أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع (عيسى). في بيت لحم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (330 م). وذلك فوق كهف أو مغارة، والتي يعتقد أنها الإسطبل الذي ولد فيه المسيح. يعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداب آخر قريب يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.

تُذكر رواية الميلاد في إنجيلي متى ولوقا، وتغدوا الرواية في إنجيل لوقا أكثر تفصيلاً؛ عناصر الرواية الإنجيلية للميلاد مفادها أن مريم قد ظهر لها جبرائيل مرسلاً من قبل الله وأخبرها أنها ستحبل بقوّة الروح القدس بطفل "يكون عظيمًا وابن العلي يدعى، ولن يكون لملكه نهاية"،[لوقا 1/32] وعندما اضطرب يوسف النجار خطيب مريم من روايتها ظهر له الملاك أيضًا في الحلم تصديقًا لرواية مريم وتشجيعًا له، ويتفق متى ولوقا أن الميلاد قد تمّ في بيت لحم مدينة النبي داود لا في مدينة الناصرة حيث كانا يعيشان وحيث تمت البشارة، يعود ذلك تتميمًا للنبؤات السابقة حول مكان الميلاد سيّما نبؤة النبي ميخا، أما السبب المباشر فهو طلب أغسطس قيصر إحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب، ولذلك سافر يوسف مع مريم وكان حينها قد ضمها إلى بيته كزوجته دون أن تنشأ بينهما علاقة زوجية، وعند وصولهما إلى بيت لحم لم يجدا مكانًا للإقامة في فندق أو نزل وحان وقت وضع مريم، فبحسب إنجيل لوقا وضعت طفلها في مذود ولفته بقماط.[لوقا 2/7] وإن ذكر المذود هو الدافع الأساسي للاعتقاد بوجود المغارة أو الحظيرة، لأن الحظائر عادة كانت عبارة عن كهوف أما المذود فهو مكان وضع علف الحيوانات، وكان أوريجانوس قد أثبت المغارة وقال أنه نقل القصة عن تقاليد أقدم،

الجغرافيا
تقع بيت لحم ٭31°43′0″ش 35°12′0″ق وعلى ارتفاع حوالي 775 متر (2,543 قدم) فوق مستوى سطح البحر، 30 مترا (98 قدم) أعلى من القدس. بيت لحم وتقع في الجزء الجنوبي من جبال الخليل.

تقع المدينة على بعد 10 كيلومترات (6.2 ميل) إلى الجنوب من القدس، 73 كيلومترًا (45 ميل) شمال شرق قطاع غزة والبحر المتوسط، و 75 كيلومترًا (47 ميل) إلى الغرب من عمان عاصمة الأردن، و 59 كيلومترًا (37 ميل) إلى الجنوب الشرقي من تل الربيع وعلى بعد 10 كيلومترات (6.2 ميل) إلى الجنوب من القدس.

من المدن والبلدات القريبة تشمل بيت صفافا والقدس في الشمال، وبيت جالا إلى الشمال الغربي، حوسان إلى الغرب، الخضر وأرطاس إلى الجنوب الغربي، وبيت ساحور إلى الشرق. وتقع بيت جالا، وبيت ساحور تُشكل تجمع مع بيت لحم وتقع مخيمات اللاجئين عايدة ومخيم بيت جبرين داخل حدود المدينة.

تقع البلدة القديمة في وسط المدينة، وتتألف من ثمانية أرباع سكنية (أحياء)، المبنية بأسلوب الفسيفساء التي تشكل المنطقة المحيطة ساحة كنيسة المهد. الأرباع تضمُ المسيحيين وربع واحد فقط يضمُ مسلمين. سُميت معظم الأحياء المسيحية حسب أسماء عشائر الغساسنة العربية التي استقرت هُناك. وشكل المغتربين العرب المسيحين حي القاواوسة الذين أتوا من تقوع في القرن الثامن عشر. هُناك أيضًا ربع السريانية يقع خارج البلدة القديمة، تعود أصول سكانها من مديات وماسارتي "وMa'asarte" في تركيا. يبلغ عدد سُكان البلدة القديمة 5,000 نسمة.

التقسيم الإداري

مناطق المدينة

تعتبر البلدة القديمة في بيت لحم أهم مناطقها على الإطلاق لوجود أهم المعالم الدينية المسيحية فيها، وهي تتوسط المدينة وشوارعها. من أهم تلك الشوارع: طريق الخليل، الشارع الجديد، شارع بيت ساحور، شارع بولس السادس، شارع السينما، شارع الفرير، شارع جمال عبد الناصر.

المخيمات
تضم منطقة بيت لحم ثلاثة مخيمات رئيسية هي مخيم عايدة، مخيم بيت جبرين، ومخيم الدهيشة. ومثلها مثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسست فوق قطعة من الأرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.

مخيم عايدة: تأسس عام 1950 بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا. ويمتد فوق مساحة من الأرض تبلغ 0,71 كيلومتر مربع لم تنمو بشكل كاف مع نمو مجتمع اللاجئين. ولذلك، فإن المخيم يعاني من مشاكل اكتظاظ شديدة.
مخيم بيت جبرين: تأسس عام 1950 في قلب مدينة بيت لحم. وهو يعد أصغر مخيم للاجئين في الضفة الغربية حيث تبلغ مساحته 0.02 كيلومتر مربع فقط. وغالبا ما يطلق على المخيم أيضا اسم مخيم عزة.
مخيم الدهيشة: تأسس عام 1949 فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.31 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية بيت لحم.

المناخ
يسود في بيت لحم مناخ متوسطي معتدل، ذو صيف حار وجاف، وشتاء بارد ممطر. يحل فصل الربيع في أواخر شهر مارس (آذار) وأوائل أبريل (نيسان)، ويعتبر شهرا يوليو (تموز) وأغسطس (آب) أحرّ شهور السنة، حيث يصل معدل درجات الحرارة فيهما إلى 28.9 ° مئوية (84 ° فهرنهايت)، أما أكثر الأشهر برودة فهو يناير (كانون الثاني)، ويصل فيه معدل درجة الحرارة إلى 3.9 ° مئوية (39 ° فهرنهايت).

أما بالنسبة لمعدلات الأمطار فتكون معدومة في بعض الأشهر مثل يونيو ويوليو وأغسطس. بينما يتساقط بين شهريّ أكتوبر (تشرين الأول) وأبريل (نيسان) عادةً، ويبلغ معدل المتساقطات السنوي 589 مليمتراً (23.2 إنش)، وتكون في أعلى معدلاتها في شهري يناير وفبراير حيث يمكن أن يصل مستواها إلى أكثر من 170 ميليمتر.

السكان
وفقًا لسجلات الضرائب العثمانية، شكلوا المسيحيون نسبة 60% من السكان في القرن السادس عشر، وفي منتصف القرن 16 أصبحت أعداد المسلمين والمسيحين متساوية. لم يكن هناك مسلمين في نهاية القرن، وبلغ عدد سكانها 287 (سجل الذكور البالغين دافعي الضرائب). وطلب آنذاك من المسيحين وغير المسلمين دفع ضريبة الجزية في جميع أنحاء الدولة العثمانية. في عام 1867، وصف زائر أمريكي المدينة الذي بلغ عدد سكانها 3,000 إلى 4,000 منهم 100 يتبعون البروستاتية و 300 من المسلمين و"ما تبقى ينتمون إلى الكنائس اللاتينية واليونانية مع نسبة قليلة من الأرمن" ووفقًا لتقرير آخر من نفس العام بلغ عدد السكان المسيحيين 3000، وبالإضافة إلى 50 من المسلمين.

في عام 1948، شكلت المسيحية نسبة 85% من التركيبة السُكانية للمدينة معظمها من الطوائف اليونانية الأرثوذكسية والكاثوليكية، أما نسبة المسلمين بلغت 13٪ مسلم سني.

وفقًا للإحصائيات الإسرائيلية عام 1967، بلغ عدد سكان بيت لحم 14,439 نسمة منهم 7,790 نسمة مسلمين ما نسبته 53,9% بينما بلغ عدد المسيحين 6,231 نسمة ما يعادل 46,1% من سكان بيت لحم.بيت لحم

وفقًا لتعداد الجهاز المركزي للإحصاء عام 1997، فقد بلغ عدد سكان المدينة 21,670 نسمة، بما في ذلك 6,570 لاجئ وهو ما يمثل 30.3٪ من سكان المدينة. وفي عام 1997، أما التوزيع العمري السكاني لغترات عُمرية مختلفة كالتالي: 27,4% تحت سن عشرة سنوات و 20٪ 10-19 سنة و 17.3٪ 20-29 سنة، 17.7٪ 30-44 سنة و 12.1٪ 45-64 سنة و 5.3٪ فوق سن 65 عامًا. بلغ عدد الذكور 11,079 أما عدد الإناث 10,594.

وفقا لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء، بلغ عدد سكان بيت لحم 29,930 نسمة في مُنتصف عام 2006. ومع ذلك، في تعداد 2007 كشف عن وجود 25,266 نسمة منهم 12,753 ذكورًا و 12,513 من الإناث. و 6,709 وحدة سكنية منها 5,211 كانت للأُسر. أما مُتوسط عدد أفراد الأسر 4,8.

بحلول عام 2005، كانت نسبة السكان المسيحيين تراجعت بشكل كبير، إلى حوالي 40٪ من 50٪. المسجد الوحيد في المدينة القديمة هو مسجد عمر، ويقع في ساحة كنيسة المهد.

الدين
يدعى الكثير من سكان بيت لحم المسيحيين أنهم ينحدرون من العشائر المسيحية العربية من شبه الجزيرة العربية، بما في أكبرهمها في المدينة: آل فاراهيا Farahiyya ونجاجرة Najajreh. المُطالبات السابقة قد تنحدرُ من الغساسنة الذين هاجروا من اليمن إلى منطقة وادي موسى في الوقت الحاضر الأردن ونجاجرة، تنحدر من العرب في نجران في جنوب الحجاز. عشيرة أخرى في المدينة هي عنانطرة وتنحدر أصولهم من شبه الجزيرة العربية.

أنخفضت أعداد المسيحيين في المدينة بشكل مُطرد، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الهجرة. انخفاض معدل المواليد من المسيحيين يمثل أيضًا سببًا للإنخفاض. في عام 1947، بلغت نسبة المسيحيين حوالي 85%، ولكن بحلول عام 1998 انخفضت النسبة إلى 40٪. في عام 2005، وضح رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة أن "نتيجة للتوتر سواء الجسدي أو النفسي والحالة الاقتصادية السيئة، كثير من الناس يهاجرون، سواء مسيحيين أو مسلمين، لكن الهجرة أكثر أنتشارًا بين المسيحيين، لأنهم بالفعل هم أقلية.

أدت إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية إلى أنخفاض ناتج القطاع السياحي والتي أثرت على الأقلية المسيحية وعلى أصحاب الفنادق في بيت لحم الذين يقدمون خدمات المُلبية لإحتياجات السياج الأجانب. أشير تحليل إحصائي لهجرة المسيحيين من المدينة لإنعدام الفرص الاقتصادية والتعليمية، خصوصًا الطبقة الوسطى والمتعلمة منهم. مُنذ اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، غادروا 10٪ من السكان المسيحيين من المدينة.

في عام 2006، ووفقًا للاستطلاع الذي أجرهُ المركز الفلسطيني للبحوث والحوار الثقافي في المدينة أن 90٪ من المسيحيين قالوا أن لديهم أصدقاء مسلمين، ووافق 73,3% منهم على أن السلطة الوطنية الفلسطينية تُعامل التراث المسيحي في المدينة بإحترام ونسب 78% منهم سبب هجرة المسيحيين إلى القيود الإسرائيلية التي تفرُضها على السفر.

إن مدينة بيت لحم هي من أقدس المواقع المسيحية في العالم كونها المدينة التي فيها وُلِدَ يسوع المسيح، وبسبب قدسية مدينة ابيت لحم لدى العالم المسيحي فكانت سبب تتواجد في عدد من الأماكن المقدسة المسيحية، بالاضافة إلى المؤسسات المسيحية من مدراس وجامعة ومستشفيات، وكونها مدينة ميلاد يسوع تحظى المدينة بشعبية واسعة وترتبط بعيد الميلاد. كانت كنيسة المهد هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية وكان ذلك استجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقيه عام 325 للميلاد. دخلت كنيسة المهد سنة 2012 قائمة مواقع التراث العالمي، كنيسة المهد هي أول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
أهم كنائس المدينة: مغارة الحليب، كنيسة القديسة كترينا، كنيسة السريان الأرثوذكس، كنيسة حقل الرعاة، كنيسة الروم الملكيين.


يتبع

ليست هناك تعليقات: