ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني.
أبو عرب من مواليد عام 1931 في قرية الشجرة المهجرة في الجليل والواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية. في عام النكبة، وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفركنا، وبعد تسليم الناصرة والمنطقة المحيطة بها، نزح إلى عرابة البطوف ومكث فيها مدة شهرين، توجه بعدها إلى لبنان، ثم إلى سورية.
وبدون أن يحاول استجداء ذاكرته، يتحدث أبو عرب بتدفق تسلسلي وتفصيلي دقيق عن هذه الفترة فيقول إنه بعد وصوله إلى عرابة البطوف، قادما من كفركنا التي لجأ إليها ليبقى قريبا من والده الذي يمكث في المستشفى الإنجليزي في الناصرة بعد إصابته بالرصاص في إحدى معارك الشجرة، بدأت قوات العصابات الصهيونية بالتحقيق بوجود شخصيات من الشجرة ولوبية وعرب الصبيح في القرية. وذلك بسبب القتال الشديد الذي دار في معركة لوبية حيث قتل من المنظمات الصهيونية 151 شخصا. ويشير في هذا السياق إلى مشاركة عدد كبير من المقاتلين من القرى المجاورة في معركة لوبية، من بينها لوبية نفسها والشجرة وعرب الصبيح، أساسا، بالإضافة إلى كفركنا والرينة وسخنين وعرابة والناصرة.
ويتابع أن مختار عرابة البطوف في حينه، فوزي السليم، دأب على إنكار وجودهم في القرية، بينما كان أبو عرب ومن معه يختبئون في مغارة "الواوية" في جبل يدعى مقلّس نهارا، ويخرجون ليلا. وفي هذه الأثناء علم أن والده قد استشهد في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة، وعندها عاد إلى كفركنا لوداعه، علاوة على وجود والدته هناك.
في اليوم الثالث لعودته إلى كفركنا جرى تطويق القرية، وقام "اليهود" بجمع الشبان في حاكورة واسعة أمام "القهاوي" قرب عين كفركنا، وأجبروهم على الوقوف في صفوف، في حين جلس أمامهم عدد من ضباط العصابات الصهيونية، وبدأوا باستدعائهم واحدا فواحدا للتحقيق معهم.
ويضيف أبو عرب أن أحد الشبان، وهو من عرب الصبيح، ويعتقد أنه يدعى محمد أسعد، قد تم اقتياده إلى البساتين المجاورة، وسمع الحضور صوت إطلاق النار عليه بعد أن علم الضباط الصهاينة أنه من عرب الصبيح. كما تم اقتياد شاب آخر يدعى عايد الشمالي إلى السجن، ولم يعرف مصيره.
ولدى التحقيق مع أبو عرب قال إنه من قرية كفركنا، مستعينا بشهادة شقيق مختار كفركنا في حينه، درويش سمارة، الذي أجاب بالإيجاب، وبذلك أنقذه من السجن والقتل.
وهنا يشير إلى أنه قبل هجوم لوبية، وبينما كان ضمن مجموعة تعمل على جلب المنتوجات الزراعية على الدواب إلى بيادر كفركنا في منتصف الليل، قامت العصابات الصهيونية بإطلاق النار على القافلة، ما أدى إلى إصابة أبو عرب برصاصة في كتفه، كما أصيبت الفرس التي كان يمتطيها. وعندها اضطر إلى الاختباء بين المزروعات. وبحسبه فإن إطلاق النار كان بهدف عدم الكشف عن الكمائن التي تنصبها العصابات الصهيونية ليلا في المنطقة. وعندما وصل إلى كفركنا تلقى العلاج من قبل الراهبات في القرية.
وفي الغداة، يتابع، تحركت المجموعة؛ أبو عرب وعمه ووالدته، في ساعات العصر لكي تقطع سهل البطوف ليلا، بسبب الدوريات الصهيونية. توجهوا إلى طرعان، ومنها إلى البعينة، ووصلوا سهل البطوف في ساعات المساء، وقطعوا السهل حتى وصلوا إلى خربة مسلخيت التابعة لعرابة البطوف.
ومع بدء التحقيق مع أهالي عرابة البطوف حول حقيقة وجود أناس من الشجرة فيها، يقول أبو عرب إن المجموعة لم تشأ تعريض أهالي القرية للخطر واحتمال وقوع مجزرة فيها، فقرروا الرحيل. وكانت المجموعة تضم أبو عرب وأعمامه ووالدته وقريبه، ابن عمته، الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، الذي كان يصغره بثلاثة أعوام.
ويضيف أنهم قاموا باستئجار مركبة شحن وتحركوا باتجاه بنت جبيل في لبنان. وهناك مكثوا شهرا ونصف في بيوت مستأجرة، وقدم لهم الصليب الأحمر الأطعمة قبل أن يصدر قرار بترحيلهم إلى صيدا، وفي حينه قاموا بنقل جميع اللاجئين إلى مخيم عين الحلوة. ويقول هنا إنه في الطريق تعطلت المركبة في صور، فقرروا المبيت فيها في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع كتيبة ليبية تابعة لجيش الإنقاذ. ويشير هنا إلى أن الطيران الأمريكي قام بقصف الكتيبة، وهم على بعد 150 مترا منها، فاضطروا إلى النزول من المركبة والاختباء.
وفي الغداة وصلت المجموعة إلى صيدا، ومكث هناك مع والدته مدة شهرين، قبل أن يقرر الالتحاق بإخوته وباقي أهله في حمص.
ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني
عن العودة يقول أبو عرب: "كنا على ثقة تامة بأننا سنعود إلى البيت في الشجرة خلال فترة قصيرة.. البيت كان مغلقا والمفتاح معنا.. كنا نتسلل ليلا إلى البيت لإحضار بعض الأغراض اللازمة.. بعد انطلاقة الثورة تجدد الأمل بالعودة.. إلا أن أوسلو صدمتنا أكثر من صدمة أنور السادات في كامب ديفيد"..
ويضيف: "ذات مرة صرح بورقيبة بوجوب العودة إلى قرار التقسيم، وعندها اندلعت المظاهرات من مراكش إلى بغداد.. أما اليوم، ومع الأسف، تجد أناسا من دمك ولحمك يقولون بالحرف الواحد إنه لا يمكن عودة جميع اللاجئين.. وهنا أؤكد أن الأمل بالعودة راسخ في ضمائرنا وقلوبنا.. إذا لم أعد أنا سيعود ابني، وإذا لم يعد ابني سيعود ابن ابني"..
أطلق عليه اسم "أبو عرب"، رغم أن ابنه البكر يدعى محمد، وهو من مواليد 1953، وذلك في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث كانت المد الجماهيري في أنحاء الوطن العربي في أوجه، والمظاهرات تعم سورية الحليف الأول لمصر في حينه، وكان بدوره يقود المظاهرات في حمص وحماة مطالبا بالوحدة العربية (قبل الوحدة بين مصر وسورية)، بعد أن انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي، ويخطب لساعات ارتجالا مناديا بالعروبة. وفي العام 1959 عمل في إذاعة "صوت العرب"، وكان يقدم الأغاني الوطنية في "صوت فلسطين"، ومنذ ذلك الحين والناس ينادونه بـ"أبو عرب". وفي العام 1967 رزق بمولود أسماه عرب، بعد محمد ومعن، ورزق بعده بـ مثنى ومهند.
بتاريخ 06/09/1982، استشهد ابنه الثاني معن، وهو خريج كلية الهندسة، وكان قد خدم في الجيش السوري برتبة مساعد ضابط، مع 6 آخرين، وذلك بعد أن انضم إلى صفوف المقاومة الفلسطينية وتطوع مع حركة "فتح" خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وعن ذلك يقول إن ابنه قد نال شرف الشهادة في عين عطا في جنوب لبنان، ودفن مع شهداء آخرين في قبر جماعي في عين عطا. وقام بدفنهم "أبو إلياس" من قرية عين حرشا، وهو من الحزب القومي السوري الاجتماعي، بعد أن قرأ عليهم "الفاتحة" و"أبانا الذي في السموات".
ويضيف أبو عرب: "لقد حز في نفسي أنني لم استلم جثة ابني، حيث كنت محاصرا في بيروت، ولم يرشدني أحد إلى ضريحه. كما علمت من الذين شاركوهم في القتال أن ذخيرتهم نفذت لأن قائدهم لم يزودهم بما يكفي للقتال.
أبو عرب من مواليد عام 1931 في قرية الشجرة المهجرة في الجليل والواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي الناصرة وطبرية. في عام النكبة، وبعد تهجير قرية الشجرة لجأ إلى كفركنا، وبعد تسليم الناصرة والمنطقة المحيطة بها، نزح إلى عرابة البطوف ومكث فيها مدة شهرين، توجه بعدها إلى لبنان، ثم إلى سورية.
وبدون أن يحاول استجداء ذاكرته، يتحدث أبو عرب بتدفق تسلسلي وتفصيلي دقيق عن هذه الفترة فيقول إنه بعد وصوله إلى عرابة البطوف، قادما من كفركنا التي لجأ إليها ليبقى قريبا من والده الذي يمكث في المستشفى الإنجليزي في الناصرة بعد إصابته بالرصاص في إحدى معارك الشجرة، بدأت قوات العصابات الصهيونية بالتحقيق بوجود شخصيات من الشجرة ولوبية وعرب الصبيح في القرية. وذلك بسبب القتال الشديد الذي دار في معركة لوبية حيث قتل من المنظمات الصهيونية 151 شخصا. ويشير في هذا السياق إلى مشاركة عدد كبير من المقاتلين من القرى المجاورة في معركة لوبية، من بينها لوبية نفسها والشجرة وعرب الصبيح، أساسا، بالإضافة إلى كفركنا والرينة وسخنين وعرابة والناصرة.
ويتابع أن مختار عرابة البطوف في حينه، فوزي السليم، دأب على إنكار وجودهم في القرية، بينما كان أبو عرب ومن معه يختبئون في مغارة "الواوية" في جبل يدعى مقلّس نهارا، ويخرجون ليلا. وفي هذه الأثناء علم أن والده قد استشهد في المستشفى الانجليزي في مدينة الناصرة، وعندها عاد إلى كفركنا لوداعه، علاوة على وجود والدته هناك.
في اليوم الثالث لعودته إلى كفركنا جرى تطويق القرية، وقام "اليهود" بجمع الشبان في حاكورة واسعة أمام "القهاوي" قرب عين كفركنا، وأجبروهم على الوقوف في صفوف، في حين جلس أمامهم عدد من ضباط العصابات الصهيونية، وبدأوا باستدعائهم واحدا فواحدا للتحقيق معهم.
ويضيف أبو عرب أن أحد الشبان، وهو من عرب الصبيح، ويعتقد أنه يدعى محمد أسعد، قد تم اقتياده إلى البساتين المجاورة، وسمع الحضور صوت إطلاق النار عليه بعد أن علم الضباط الصهاينة أنه من عرب الصبيح. كما تم اقتياد شاب آخر يدعى عايد الشمالي إلى السجن، ولم يعرف مصيره.
ولدى التحقيق مع أبو عرب قال إنه من قرية كفركنا، مستعينا بشهادة شقيق مختار كفركنا في حينه، درويش سمارة، الذي أجاب بالإيجاب، وبذلك أنقذه من السجن والقتل.
وهنا يشير إلى أنه قبل هجوم لوبية، وبينما كان ضمن مجموعة تعمل على جلب المنتوجات الزراعية على الدواب إلى بيادر كفركنا في منتصف الليل، قامت العصابات الصهيونية بإطلاق النار على القافلة، ما أدى إلى إصابة أبو عرب برصاصة في كتفه، كما أصيبت الفرس التي كان يمتطيها. وعندها اضطر إلى الاختباء بين المزروعات. وبحسبه فإن إطلاق النار كان بهدف عدم الكشف عن الكمائن التي تنصبها العصابات الصهيونية ليلا في المنطقة. وعندما وصل إلى كفركنا تلقى العلاج من قبل الراهبات في القرية.
وفي الغداة، يتابع، تحركت المجموعة؛ أبو عرب وعمه ووالدته، في ساعات العصر لكي تقطع سهل البطوف ليلا، بسبب الدوريات الصهيونية. توجهوا إلى طرعان، ومنها إلى البعينة، ووصلوا سهل البطوف في ساعات المساء، وقطعوا السهل حتى وصلوا إلى خربة مسلخيت التابعة لعرابة البطوف.
ومع بدء التحقيق مع أهالي عرابة البطوف حول حقيقة وجود أناس من الشجرة فيها، يقول أبو عرب إن المجموعة لم تشأ تعريض أهالي القرية للخطر واحتمال وقوع مجزرة فيها، فقرروا الرحيل. وكانت المجموعة تضم أبو عرب وأعمامه ووالدته وقريبه، ابن عمته، الفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي، الذي كان يصغره بثلاثة أعوام.
ويضيف أنهم قاموا باستئجار مركبة شحن وتحركوا باتجاه بنت جبيل في لبنان. وهناك مكثوا شهرا ونصف في بيوت مستأجرة، وقدم لهم الصليب الأحمر الأطعمة قبل أن يصدر قرار بترحيلهم إلى صيدا، وفي حينه قاموا بنقل جميع اللاجئين إلى مخيم عين الحلوة. ويقول هنا إنه في الطريق تعطلت المركبة في صور، فقرروا المبيت فيها في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع كتيبة ليبية تابعة لجيش الإنقاذ. ويشير هنا إلى أن الطيران الأمريكي قام بقصف الكتيبة، وهم على بعد 150 مترا منها، فاضطروا إلى النزول من المركبة والاختباء.
وفي الغداة وصلت المجموعة إلى صيدا، ومكث هناك مع والدته مدة شهرين، قبل أن يقرر الالتحاق بإخوته وباقي أهله في حمص.
ابو عرب شاعر التراث الفلسطيني
عن العودة يقول أبو عرب: "كنا على ثقة تامة بأننا سنعود إلى البيت في الشجرة خلال فترة قصيرة.. البيت كان مغلقا والمفتاح معنا.. كنا نتسلل ليلا إلى البيت لإحضار بعض الأغراض اللازمة.. بعد انطلاقة الثورة تجدد الأمل بالعودة.. إلا أن أوسلو صدمتنا أكثر من صدمة أنور السادات في كامب ديفيد"..
ويضيف: "ذات مرة صرح بورقيبة بوجوب العودة إلى قرار التقسيم، وعندها اندلعت المظاهرات من مراكش إلى بغداد.. أما اليوم، ومع الأسف، تجد أناسا من دمك ولحمك يقولون بالحرف الواحد إنه لا يمكن عودة جميع اللاجئين.. وهنا أؤكد أن الأمل بالعودة راسخ في ضمائرنا وقلوبنا.. إذا لم أعد أنا سيعود ابني، وإذا لم يعد ابني سيعود ابن ابني"..
أطلق عليه اسم "أبو عرب"، رغم أن ابنه البكر يدعى محمد، وهو من مواليد 1953، وذلك في أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 حيث كانت المد الجماهيري في أنحاء الوطن العربي في أوجه، والمظاهرات تعم سورية الحليف الأول لمصر في حينه، وكان بدوره يقود المظاهرات في حمص وحماة مطالبا بالوحدة العربية (قبل الوحدة بين مصر وسورية)، بعد أن انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي، ويخطب لساعات ارتجالا مناديا بالعروبة. وفي العام 1959 عمل في إذاعة "صوت العرب"، وكان يقدم الأغاني الوطنية في "صوت فلسطين"، ومنذ ذلك الحين والناس ينادونه بـ"أبو عرب". وفي العام 1967 رزق بمولود أسماه عرب، بعد محمد ومعن، ورزق بعده بـ مثنى ومهند.
بتاريخ 06/09/1982، استشهد ابنه الثاني معن، وهو خريج كلية الهندسة، وكان قد خدم في الجيش السوري برتبة مساعد ضابط، مع 6 آخرين، وذلك بعد أن انضم إلى صفوف المقاومة الفلسطينية وتطوع مع حركة "فتح" خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. وعن ذلك يقول إن ابنه قد نال شرف الشهادة في عين عطا في جنوب لبنان، ودفن مع شهداء آخرين في قبر جماعي في عين عطا. وقام بدفنهم "أبو إلياس" من قرية عين حرشا، وهو من الحزب القومي السوري الاجتماعي، بعد أن قرأ عليهم "الفاتحة" و"أبانا الذي في السموات".
ويضيف أبو عرب: "لقد حز في نفسي أنني لم استلم جثة ابني، حيث كنت محاصرا في بيروت، ولم يرشدني أحد إلى ضريحه. كما علمت من الذين شاركوهم في القتال أن ذخيرتهم نفذت لأن قائدهم لم يزودهم بما يكفي للقتال.
الانشودة الاولى بعد الثورة
يا أختي دموع عينك كفكفيها
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
نداء الوطن حلفني يميني
بروحي أرض قدسي بفتديها
فلسطين الحبيبة ليش حزينة
امسحي لدموع عينك امسحيها
ونادي عا عروبتنا الدفينة
من الأجداث بلكي تنبيهيها
قولي لها: القدس يا قومي مهينة
"القيامة" تنوح و"الصخرة" تناجيها
وإذا ما جاوبك واحد ناديني
الفدائي أرض قومه يفتديها
أنا راجع يا أرض استقبليني
وين الموت نفسي وجهيها
بدخان القنابل لفعيني
وروحي بالمدافع إطربيها
أنا لو مت يا أختي اذكريني
وإياك دموعك تذرفيها
عروبة: بحق الله تطلقيني
افتحي الحدود حاجة.. افتحيها
أنا الأكواخ ما كانت عريني
بطن الأرض روحي تشتهيها
أمانة في عيونك كفنيني
وصورتنا بهدابك بروزيها
وامي إن سألت: وينه جنيني
بهدوء البال عني طمنيها
قولي لها راح فدوى فلسطيني
وروحه اشتاقت تقابل باريها
ويا امي ترك لك ذكرى ثمينة
صورة حتى تبقي تشاهديها
الصورة عبرة للذكرى الدفينة
أمانه فوق راسك علقيها
أمانة تكفكفي العبرة السخينة
بعد رجوعكم للوطن
جيبوا الصورة..
وفوق قبري وأغرزيها
بعد استشهاد ولده معن كتب أبو عــرب:
يا بني يا مقلة عيوني يا بني يا فلـذة كبادي
فيك ما خابت ظنوني وانت للهيجا جوادي
يا بني موتك وانت واقف تزأر بساح المـيدان
تسخر بريح العواصف تهزأ بشط الأمان
أحلى من عيشة ذليلة تشتكي جور الزمان
يا بني نحنا تعودنا نرد عكرات الزمان
والنذل ما كان منا والخنوع والجبان
*****
يا أختي دموع عينك كفكفيها
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
نداء الوطن حلفني يميني
بروحي أرض قدسي بفتديها
فلسطين الحبيبة ليش حزينة
امسحي لدموع عينك امسحيها
ونادي عا عروبتنا الدفينة
من الأجداث بلكي تنبيهيها
قولي لها: القدس يا قومي مهينة
"القيامة" تنوح و"الصخرة" تناجيها
وإذا ما جاوبك واحد ناديني
الفدائي أرض قومه يفتديها
أنا راجع يا أرض استقبليني
وين الموت نفسي وجهيها
بدخان القنابل لفعيني
وروحي بالمدافع إطربيها
أنا لو مت يا أختي اذكريني
وإياك دموعك تذرفيها
عروبة: بحق الله تطلقيني
افتحي الحدود حاجة.. افتحيها
أنا الأكواخ ما كانت عريني
بطن الأرض روحي تشتهيها
أمانة في عيونك كفنيني
وصورتنا بهدابك بروزيها
وامي إن سألت: وينه جنيني
بهدوء البال عني طمنيها
قولي لها راح فدوى فلسطيني
وروحه اشتاقت تقابل باريها
ويا امي ترك لك ذكرى ثمينة
صورة حتى تبقي تشاهديها
الصورة عبرة للذكرى الدفينة
أمانه فوق راسك علقيها
أمانة تكفكفي العبرة السخينة
بعد رجوعكم للوطن
جيبوا الصورة..
وفوق قبري وأغرزيها
بعد استشهاد ولده معن كتب أبو عــرب:
يا بني يا مقلة عيوني يا بني يا فلـذة كبادي
فيك ما خابت ظنوني وانت للهيجا جوادي
يا بني موتك وانت واقف تزأر بساح المـيدان
تسخر بريح العواصف تهزأ بشط الأمان
أحلى من عيشة ذليلة تشتكي جور الزمان
يا بني نحنا تعودنا نرد عكرات الزمان
والنذل ما كان منا والخنوع والجبان
*****
حياة ابو عرب الفنية
عن حياته الفنية يقول أبو عرب:
أول أغنية غناها في عام 1956 حيث كان نشيطا في صفوف حزب البعث، عندها غنى للبطل السوري الشهيد جول جمال الذي قام بتفجير المدمرة الفرنسية "جان دارك" وإغراقها قبالة السواحل المصرية في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، وجاء في مطلع القصيدة:
طوربيدك يا جول
بيّن قوة أمتنا...
مال الغرب علينا مال
ارتد بقوة ضربتنا...
في عام 1958 تم استدعاء أبو عرب إلى إذاعة "صوت العرب" مع القوّيل ( الحدّا) سعيد الحطيني من حطين وفرحان السلام من المجيدل وقد مكثا لمدة ثلاثة أشهر في مصر لإعداد الأهازيج والأشعار الوطنية بعد ذلك عادوا إلى حمص.
أول أغنية غناها أبو عرب بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية والمد الجماهيري المؤيد للثورة وانضمام الشباب الفلسطيني إلى صفوف الفدائيين كانت في عام 1966، والتي يتخيل فيها الشهيد سعيد الحوتري يودع أهله قبل تنفيذ عملية في تل أبيب، يقول فيها:
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
كما أعاد توزيع عدد من أغاني التراث الفلسطيني بعد تغيير مفرداتها لتتلاءم مع الواقع الجديد، مثل أغنية "يا ظريف الطول" وهي من أغاني الأعراس التي تحولت على يده لأنشودة تتغنى بالفدائي الفلسطيني وعملياته الجريئة فيقول:
"يا ظريف الطول ويا رفيق السلاح
اروي أرضك دم جسمك والجراح
ما بنكل وما بنمل من الكفاح
ما بنموت إلا وقوف بعزنا..."
ومن ثم تلتها أغنية شيلوا شهيد الوطن، وجاء في مطلعها:
شيلوا شهيد الوطن
شيلوا شهيد الوطن
جوا اللحد خبوه
فدائي يحمي الوطن يا عيني والله ما له أهل يبكوه
بدأ أبو عرب لأول مرة حياته الفنية بشكل مكثف ومنتظم عام 1978 ، وطلب منه العمل في إذاعة "صوت فلسطين" وتسجيل الأغاني والأهازيج الوطنية.
يقول أبو عرب إنه سجل في الإذاعة أكثر من 16 شريطا تحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.
أصبح أبو عرب مسؤولا عن الغناء الشعبي في إذاعة "صوت فلسطين"، وأسس عام 1980 فرقته الأولى التي عرفت باسم "فرقة فلسطين للتراث الشعبي". وفي حينه تألفت الفرقة من 14 عازفا.
يقول أبو عرب إنه غنى أكثر من 300 أغنية منذ سنوات السبعينيات وحتى يومنا هذا.
تأخر اللقاء مع أبو عرب كثيرا.. كان يمكن أن يحصل قبل أكثر من 20 عاما لولا أن يوما واحدا حال دون ذلك. لم أتصور بعدها أن ألتقيه مرة أخرى.. بل لم أكن أتخيل أن شام سوف يجلس ملتصقا به لينطلق صوته بكلمات لا تمر بدون أن تترك أثرا.. لا يمكن التنبؤ إلى أين ستقود.. ولكنها قادتنا أولا إلى لوبية. ففي لقائنا مع أبو عرب تكرر ذكر لوبية عدة مرات. وبعد عودتنا من اللقاء أصر شام على زيارة لوبية، التي يعرفها جيدا.. ولم يتوقف عن ترديد هذا صبر أبو عرب، وهذا زيتون أبو عرب، وهذه الشجرة زرعها أبو عرب، وهذه البئر حفرها أبو عرب.. هذه الأرض هي أرض أبو عرب..
المصدر: Howiyya
عن حياته الفنية يقول أبو عرب:
أول أغنية غناها في عام 1956 حيث كان نشيطا في صفوف حزب البعث، عندها غنى للبطل السوري الشهيد جول جمال الذي قام بتفجير المدمرة الفرنسية "جان دارك" وإغراقها قبالة السواحل المصرية في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، وجاء في مطلع القصيدة:
طوربيدك يا جول
بيّن قوة أمتنا...
مال الغرب علينا مال
ارتد بقوة ضربتنا...
في عام 1958 تم استدعاء أبو عرب إلى إذاعة "صوت العرب" مع القوّيل ( الحدّا) سعيد الحطيني من حطين وفرحان السلام من المجيدل وقد مكثا لمدة ثلاثة أشهر في مصر لإعداد الأهازيج والأشعار الوطنية بعد ذلك عادوا إلى حمص.
أول أغنية غناها أبو عرب بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية والمد الجماهيري المؤيد للثورة وانضمام الشباب الفلسطيني إلى صفوف الفدائيين كانت في عام 1966، والتي يتخيل فيها الشهيد سعيد الحوتري يودع أهله قبل تنفيذ عملية في تل أبيب، يقول فيها:
يا أختي دموع عينك كفكفيها
كفاك نفس خيك تجرحيها
أنا ماشي يا أختي ودعيني
امسحي بارودتي يللا هاتيها
كما أعاد توزيع عدد من أغاني التراث الفلسطيني بعد تغيير مفرداتها لتتلاءم مع الواقع الجديد، مثل أغنية "يا ظريف الطول" وهي من أغاني الأعراس التي تحولت على يده لأنشودة تتغنى بالفدائي الفلسطيني وعملياته الجريئة فيقول:
"يا ظريف الطول ويا رفيق السلاح
اروي أرضك دم جسمك والجراح
ما بنكل وما بنمل من الكفاح
ما بنموت إلا وقوف بعزنا..."
ومن ثم تلتها أغنية شيلوا شهيد الوطن، وجاء في مطلعها:
شيلوا شهيد الوطن
شيلوا شهيد الوطن
جوا اللحد خبوه
فدائي يحمي الوطن يا عيني والله ما له أهل يبكوه
بدأ أبو عرب لأول مرة حياته الفنية بشكل مكثف ومنتظم عام 1978 ، وطلب منه العمل في إذاعة "صوت فلسطين" وتسجيل الأغاني والأهازيج الوطنية.
يقول أبو عرب إنه سجل في الإذاعة أكثر من 16 شريطا تحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.
أصبح أبو عرب مسؤولا عن الغناء الشعبي في إذاعة "صوت فلسطين"، وأسس عام 1980 فرقته الأولى التي عرفت باسم "فرقة فلسطين للتراث الشعبي". وفي حينه تألفت الفرقة من 14 عازفا.
يقول أبو عرب إنه غنى أكثر من 300 أغنية منذ سنوات السبعينيات وحتى يومنا هذا.
تأخر اللقاء مع أبو عرب كثيرا.. كان يمكن أن يحصل قبل أكثر من 20 عاما لولا أن يوما واحدا حال دون ذلك. لم أتصور بعدها أن ألتقيه مرة أخرى.. بل لم أكن أتخيل أن شام سوف يجلس ملتصقا به لينطلق صوته بكلمات لا تمر بدون أن تترك أثرا.. لا يمكن التنبؤ إلى أين ستقود.. ولكنها قادتنا أولا إلى لوبية. ففي لقائنا مع أبو عرب تكرر ذكر لوبية عدة مرات. وبعد عودتنا من اللقاء أصر شام على زيارة لوبية، التي يعرفها جيدا.. ولم يتوقف عن ترديد هذا صبر أبو عرب، وهذا زيتون أبو عرب، وهذه الشجرة زرعها أبو عرب، وهذه البئر حفرها أبو عرب.. هذه الأرض هي أرض أبو عرب..
المصدر: Howiyya
رحمك الله يا شاعر الثورة الفلسطينية
أخي المناضل إبراهيم محمد صالح "أبو عــــــــــرب"
يثبت
رحيلك أن الفلسطيني العاشق للقدس ولتراب الوطن مهما تغرب بعيدا عن الوطن
فمشاعره وأفعاله وقناعاته وجهوده تبقى حاضرة في حياته حين رحيله وتسجل في
تاريخه الخصب.أخي المناضل إبراهيم محمد صالح "أبو عــــــــــرب"
لقد خسرنا رجلا وطنيا صادقا في حبه وحنينه وأشواقه لتراب وطننا المقدس، ومحافظا على علاقات سليمة مع البلاد التي هاجر إليها.
أبو عرب شاعر المخيمات وصوت الثورة الفلسطينية ومواويل العودة لا يمكن أن يغادرنا هكذا، فالعظماء يبقون في الذاكرة، ولا تكفي كلمات الوداع ولا المشاعر الحزينة لوصف ما يمكن أن يقال في هذه اللحظات المؤثرة والمشحونة بكل ما تعلمنا منه في أغانية ومسيرة حياته كلها التي كانت صورة مشرفة ومشرقة ورسالة تحتاج إلى دراسة لكي تنقل للأجيال العاشقة لفلسطين والأرض والهوية .
ان رسالة فقيد فلسطين الكبير المناضل أبو عرب تحمل في طياتها ما قاله شاعرنا الفلسطيني الراحل محمود درويش حين قال : " سأصير يوماً فكرة, لا سيف يحملها إلى الأرض اليباب ولا كتاب. كأنها مطر على جبل تصدع من تفتح عشبه. لا القوة انتصرت ولا العدل الشريد."
رحمك الله ياشاعر الشعب الفلسطيني .. ياشاعر المخيمات والشتات وأسأل الله عز وجل أن يتغمدك بواسع رحمته ويسكنك فسيح جنانه ويلهم شعبنا الفلسطيني وذويك واحباؤك الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق