بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-06-19

خصائص نظام وتنظيم الأسرة الفلسطينية


خصائص نظام وتنظيم الأسرة الفلسطينية

برغم التغيرات التي طرأت على أوضاع الأسرة في العصر الحديث، إلا أن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة داخل النظام الأسري ما زالت تحكمها العلاقات التبعية، إن السيادة الذكورية في بعض الأسر الفلسطينية وخاصة في القرى والريف، أعطت للرجل السلطة المطلقة لفرض الخضوع بالقوة على المرأة، علماً بأن الأسرة في المجتمع الفلسطيني تشكل نواة التنظيم الاجتماعي ومركزاً للنشاطات الاقتصادية والوطنية، وتعد الوسيط بين الفرد والمجتمع، تتوارث فيه الأفراد الانتماءات الدينية، والطبقية والوطنية، وحتى الثقافية والسياسية، وبالتالي تشكل الأسرة الفلسطينية أهمية كبيرة في صقل هوية الأفراد من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، والتي يتوقع أن يتم قياسها الحسي بمؤشرات واقعية لفهم أبعادها السلبية على الفرد وسلوكياته.

إن خصائص الأسرة الفلسطينية شكّلت المبادئ الأساسية لعملية التنشئة الاجتماعية، والتي أصبحت ضمن الآليات الداخلية للمجتمع في ضبط وتوجيه سلوكيات الفرد، وعزّزت من استمرارية المجتمع التقليدي، فهي أسرة ممتدة، لا يقتصر امتدادها على إقامة أجيال قرابية معاً في المسكن نفسه، ولكن أيضاً من حيث شبكة العلاقات والتفاعلات والالتزامات، فيصبح انتماء الفرد الأول والأخير للأسرة، وتصبح هي مرجعيته الأخلاقية والوطنية والمعنوية.

من خصائص الأسرة الفلسطينية أيضاً، أنها وحدة إنتاجية واجتماعية ووطنية، فهي تفترض التعاون بين الأفراد، والاعتماد المتبادل كونها مبنية على وحدة الملكية والتكامل الاقتصادي، وتفرض حب الوطن والتضحية من أجله، وهذا ما يجعل من الصعب فك ارتباط الفرد بالأسرة وبروز آليات بديلة لدعمه الاجتماعي، ومن الصعب أيضاً سلخ انتماء الأسرة الفلسطينية عن الوطن لارتباطها الديني والتاريخي له.

ومن خصائصها أنها أسرة أبوية هرمية ليس فقط من حيث النسب أو الخط القرابي، بل من حيث السلطة، وتقسيم العمل والأدوار، فتبدأ السلطة والمكانة والنفوذ بأكبر الذكور سنّاً تندرج إلى أصغر الإناث سنّاً، فيمثل الأب أعلى الهرم، ويكون تقسيم العمل والمكانة على أساس الجنس والسن، وتمثل المرأة في بعض الأسر موقعاً دونياً في بنية العائلة وخاصة في بعض مناطق الريف والمخيمات، وتوجد تفسيرات مختلفة لهذه الظاهرة لا يتفق جميع المنظرين والمنظرات حولها.

من خصائص الأسرة الفلسطينية بأنها أسرة تقليدية محافظة، وتتجلى تقليديتها في المضمون الاجتماعي، وفي الحفاظ على مبادئ تقليدية للتنشئة الاجتماعية، والتي يتم نقلها من المجتمع إلى الفرد، وهنا يكمن جوهر استمرارية المجتمع الفلسطيني بسماته المحافظة الأبوية، والتي أصبحت في الآلية الأساسية لضبط سلوكيات الفرد، وتوجيهه وإرشاده وتعزيز العلاقات التقليدية عبر الأجيال.

وخلاصة القول أن التركيب الأسري للمجتمع الفلسطيني لا يزال يتسم بالخصائص الديمغرافية، كالتواجد الواسع للأسرة الممتدة ولا سيما في الريف، وارتفاع متوسط عدد الأسرة أكثر من 5,95 أفراد، والزواج المبكر خاصة في الريف ونسبته 18,1 بين الفتيات من 15-19 سنة وتفضيل المواليد الذكور على الإناث، وانتشار الأمية بنسبة 14,5 وارتفاع نسبة الخصوبة 6,1% مولود حي لكل امرأة طيلة مدة إنجابها (حسب تقرير التنمية البشرية 98/99)، وارتفاع نسبة الإعالة في المجتمع.

معدل الخصوبة في فلسطين ما زال أعلى المعدلات في العالم، حيث بلغ 6,1% عام 1988م، ويتطلب هذا الوضع الجهود المكثفة والسياسات الملزمة لذلك، خاصة أن خدمات تنظيم الأسرة لا تلقى انتشاراً في المجتمع الفلسطيني بشكل عام، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى تدني استخدام وسائل تنظيم الأسرة التي لم تتجاوز 3% في المجتمعات الريفية و10% في الحضر، تقديم خدمات تنظيم الأسرة ضمن الخدمات الحكومية الأهلية. ويعود هذا التدني في استخدام مثل هذه الوسائل إلى العديد من العوائق، ربما أهمها ضعف الوعي بالمزايا التي يمكن أن تحققها خدمات تنظيم الأسرة، والنظرة الحذرة من قبل المجتمع لمثل هذه الخدمات المرتبطة بالمفاهيم الاجتماعية والدينية، كما أنها مرتبطة بالتعصب الاجتماعي، خاصة لدى الذكور الذين يتحكمون في القرارات الأسرية في الريف والمخيمات.

وفي التسعينات بدأت مواضيع السكان تلقى اهتماماً واضحاً، خاصة بعد تحليل البيانات الإحصائية لتعداد 1997م في كل من المحافظات الشمالية والجنوبية والتي أظهرت نتائج مقلقة لمستقبل النمو السكاني وتأثيره على حياة الناس، أدّى هذا الاهتمام المتزايد إلى عقد المؤتمرات الوطنية واتخذت الحكومة بعض القرارات الصريحة في صالح الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة، وباشرت بتطوير تنفيذ سياساتها هذه والتي تهدف من خلالها إلى تحقيق هدف وطني بزيادة انتشار وسائل تنظيم الأسرة من النسبة الحالية التي لا تزيد عن 10% إلى 35% بين النساء المتزوجات.

الأسرة والقيم الثقافية في المجتمع الفلسطيني

الأسرة والقيم الثقافية في المجتمع الفلسطيني

لقد وجدت الأسرة مع وجود المجتمعات الإنسانية، بل إن المجتمعات الإنسانية قد وجدت بوجودها، وتستمد استمرارها من استمرار الأسرة، ففي مراحل التطور الاجتماعي للمجتمعات، لاحظنا تطور المجتمع نفسه مع وظائف الأسرة نفسها، فالأسرة في المجتمع الحديث، أصبحت لها وظائفها الأساسية التي تتمثل في نشاطات هامة، تبقى ملازمة للأسرة إلى أمد طويل، كاستمرار الجنس البشري وتكاثره عن طريق الإنجاب، وعمليات تنظيم الزواج والاعتراف الاجتماعي بحق الزوج والزوجة في أن يعيشا في مسكن واحد، يسمى مسكن الزوجية، ينظم العلاقة بين الرجل والمرأة لتصبح علاقة مشروعة، وتنشئة نتاج هذه العلاقة من الأبناء، تنشئة اجتماعية، وتأهيلهم تأهيلاً اجتماعياً لتمكينهم من أن يصبحوا أعضاء نافعين في المجتمع، وتأمين الاستقرار العاطفي والنفسي لأفراد الأسرة، بما يسودها من حب واطمئنان.

والأسرة في المجتمع الفلسطيني تشكل أهمية كبيرة، فهي كمؤسسة اجتماعية وكنظام اجتماعي، تؤدي أدوارها تجاه أفرادها، وتدخل في تفاعل مع المجتمع الكبير ونظمه، وتعد الأسرة الوسط الاجتماعي الأول الذي يوجد فيه الطفل ينشأ ويترعرع، وهي تقوم بدورها في عملية التنشئة الاجتماعية وفقاً لإمكاناتها وخبراتها، وتقوم بإدماج الطفل في الإطار الثقافي العام للمجتمع، وتلقنه طفلاً وفرداً قيم للمجتمع الفلسطيني وعاداته وأنماط السلوك الأخرى، حيث تشكل الأسرة الفلسطينية قيمة كبيرة للفرد، لأن المجتمع الفلسطيني ما زال يعاني من الاحتلال البغيض الذي يؤثر على الوسائط التعليمية والمؤهلة والاقتصاد الفلسطيني، والتي يمكنها أن تساهم بفاعلية في عملية التنشئة، وتؤثر في بلورة شخصية الطفل إلى جانب الأسرة.

ورغم التحولات في الأسرة الفلسطينية، إلا أن هناك قيماً ثقافية تقليدية موروثة في المجتمع الفلسطيني ما زالت قائمة، وقد تشكل أحياناً أساساً لمعايير التربية والتنشئة الاجتماعية؛ ومن أهم هذه القيم ما زالت فكرة التفرقة بين الذكر والأنثى قائمة في عملية التنشئة في بعض الأسر الفلسطينية، وخاصة في القرى والريف الفلسطيني والمخيمات، وأيضاً الرغبة في إنجاب الذكور دون الإناث، وتفضيل إنجاب الذكور يرتبط بعوامل كثيرة بالعادات الفلسطينية وخاصة في سيادة مفهوم القوة الأساسية للأعمال الزراعية، والاعتقاد بأن الأنثى مصدر تشتيت للملكية من خلال نظام المواريث الإسلامي في اعتقادهم وحق المرأة في الإرث.

كما أن بعض الأسر الفلسطينية تميل إلى تفضيل تعليم الذكور دون الإناث وخاصة في الأرياف، على اعتبار أن الذكر يمثل مصدر رزق للأسرة، كما أن قيم العمل التقليدية في بعض الأسر، حصرت عمل الإناث في المنزل أو في حقل الزراعة أو الرعي أو أعمال الإبرة، مع أن الأسر الفلسطينية ليست كلها بمفهوم موحد، أو نمط واحد، فهناك من الأسر من تتمتع بدرجة كبيرة من الوعي الثقافي والاجتماعي والتربوي، وينعكس هذا المفهوم على الطفل الفلسطيني وظروف إعداده، هذا بالإضافة إلى الاختلافات والفروقات بين الأسرة في الريف أو المخيم أو القرية أو الحضر.

الأسرة الفلسطينية بين الماضي والحاضر

الأسرة الفلسطينية بين الماضي والحاضر

مقدمة
الأسرة بداية ذكر وأنثى، اجتمعا باختيارهما برباط مقدس، وبإرادتهما كجماعة اجتماعية، تبقى عضوية الفرد فيها قائمة، طالما كانت التزامات كل فرد تجاه هذه الأسرة وأعضائها أقدس وأعلى وأعظم من التزامه لأي جهة أخرى مهما كانت، فهي عبارة عن علاقة مستمرة ودائمة بين زوجين بداية برباط شرعي لتأسيس أسرة، تميزها أنماط لتحقيق هدف استمرار الحياة بين الزوجين، بوظائف خاصة، أهمها إرضاء الدافع الجنسي للأنثى والذكر بطريقة مشروعة، ورعاية للنسل نتاج هذا الدافع والمحافظة عليه، وتنظيم نشاط اقتصادي اجتماعي متين يرعى مصالح جميع أفرادها، بالمحافظة على الطابع البيولوجي والثقافي والاجتماعي، المتميز بسمات أساسية، أبرزها تأسيس علاقة زواج قائم على أساس روابط شرعية اجتماعية أساسية مقبولة، لتكوين أشخاص بينهم روابط زواج ودم وتبني، تبعاً للشرع والعرف السائد في المجتمع، يقيمون في مكان واحد تحت سقف واحد، يقوم كل منهم بدوره الذي حدده له الشرع والمجتمع سلفاً، بتفاعل مصحوب بإشباع حاجات بيولوجية واجتماعية واقتصادية، وقد قدّست الأديان السماوية هذه العلاقة، وتضمنت تعاليمها العمل على تماسك الأسرة، ووصفت التشريعات التي توثق عرى الروابط بين الزوجين، بترسيخ التقاليد الطيبة التي تنظمها، والقوانين التي تحدد واجبات كل من الزوجين وحقوقهم ورعاية أطفالهم.

تحقق الأسرة معان اجتماعية جليلة من أهمها حفظ النسل، والمحافظة على المجتمع سليماً من الآفات والأمراض، على رأسها الانحلال الخلقي، والفوضى الجنسية، وسلامة المجتمع من الأمراض الجسمية؛ وليدة العلاقات والممارسات غير المشروعة جنسياً، وأيضاً تغرس الأسرة في نفوس أفرادها روح الاستعداد لتحمل المسؤولية، " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". الرجل راع في أهله مسؤول عن رعيته.

والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها. "فالأسرة بما تلقيه على عاتق أفرادها من تبعات تجعل منهم أعضاءً فاعلين في المجتمع، فهي المدرسة الأولى لتعليم الإخلاص والجد والتصدي للمهام بكل جدارة، لتكوين مجتمع سليم كالجسد الواحد في التراحم والتعاطف والتكافل المادي والمعنوي، وبترسيخ حب التضحية والإيثار، الذي يعني البذل في سبيل الآخرين دون انتظار أو مقابل، فهناك تضحية أبوية تجعله يركب الصعاب، متحملاً المشاق غير مبال بالتعب، لتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لأفراد أسرته، وتضحية الأم التي تقضي الساعات الطوال لكي توفر الراحة والطمأنينة والرعاية لأفراد أسرتها.

تعريفات الأسرة الفلسطينية
لقد تم تعريف الأسرة حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت – 97، بأنها فرد أو مجموعة أفراد تربطهم أو لا تربطهم صلة قرابة، ويقيمون عادة في مسكن واحد أو جزء منه، ويشتركون في المأكل أو في أي وجه من ترتيبات المعيشة، وقد بلغ عددها 407,065، وتقسم الأسر حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أسرة خاصة: هي الأسرة التي ينطبق عليها التعريف السابق، والأسرة الجماعية. (مسكن عام): وهي الأسرة التي تم عدها في الأماكن التي ينطبق عليها تعريف المسكن العام وتسمى أيضاً أسر المؤسسات وعددها 1,370، والأسرة الفلسطينية هي الأسرة الخاصة التي تكون فيها جنسية رب الأسرة فلسطينية وعددها 406,576، أما الأسرة غير الفلسطينية، فهي الأسرة التي تكون فيها جنسية رب الأسرة غير فلسطينية بغض النظر عن جنسية باقي الأفراد.

وتقسم الأسر الخاصة (المعيشية) حسب تركيبها الأسري إلى أسرة من فرد واحد، وهي الأسرة التي تتكون من شخص واحد وعددها 8,241، والأسرة النواة وهي الأسرة المعيشية التي تتكون كلية من نواة أسرية واحدة، وتتشكل من أسرة مؤلفة من زوجين فقط، أو من زوجين ومن ابن أو ابنة، أو أكثر، مع عدم وجود أي شخص من الأقرباء الآخرين أو من غير الأقارب وعددها 197,243، وأسرة ممتدة تتشكل من نواة أسرية واحدة أو أكثر مع وجود شخص أو أكثر في الأسرة، تربطهم برب الأسرة صلة قرابة، أو تتكون من شخصين أو أكثر، تربط بينهما صلة قربى دون أن يشكل أياً منهم نواة أسرية وعددها 62,789، وأسرة مركبة تتشكل من نواة أسرية واحدة أو أكثر، مع وجود شخص واحد على الأقل من غير الأقارب، أو تتكون من شخصين أو أكثر لا تربط بينهما صلة قرابة دون أن يشكل أياً منهم نواة أسرية.
د. عبد الله أحمد الحوراني

شهر القران، شهر الغفران، ماذا أعددت له.. كيف نستقبل رمضان؟.


شهر القران، شهر الغفران، ماذا أعددت له.. كيف نستقبل رمضان؟.

أهلا ومرحبا بالضيف الكريم، كلنا يعلم في رمضان تتضاعف الأجور وتصفد مردة الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران فهو شهر خير وبركات، يحسن بنا أن نستعد لاستقباله خير استقبال، فالمسافر يستعد لسفره ويجمع حقائبه، والموظف يستعد لوظيفته بالدورات التدريبية،، والشياطين تستعد لهذا الشهر أو توسوس للناس - قبل أن تصفد فيه - بأنواع الملاهي كالأفلام والألعاب الفارغة، ونحن المسلمين ينبغي علينا أن نستعد له أفضل استعداد ، فما أسعد من استفاد من رمضان من أول يوم ومن أول لحظة.

كيف نستعد لرمضان:
أولا: الدعاء، ندعو الله أن يبلغنا هذا الشهر الكريم كما كان السلف يفعلون ذلك فقد كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر حتى يتقبل منهم، ندعو الله أن يعيننا على أن نحسن استقبال الشهر وأن نحسن العمل فيه وأن يتقبل الله منا الأعمال في ذلك الشهر الكريم.

ثانيا: سلامة الصدر وصفاء النفوس والتوبة الصادقة، وألا تكون بينك وبين أي انسان شحناء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا مشرك أو مشاحن" - صحيح الترغيب والترهيب 1016
والتوبة الصادقة، وهي واجبة في كل وقت ، لكن بما أنه سيقدم على شهر عظيم مبارك فإن من الأحرى له أن يسارع بالتوبة مما بينه وبين ربه من ذنوب ، ومما بينه وبين الناس من حقوق ؛ ليدخل عليه الشهر المبارك فينشغل بالطاعات والعبادات بسلامة صدر ، وطمأنينة قلب .

نسأل الله أن يبلغنا شهر رمضان وأن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه:

ثالثا: إبراء الذمة من الصيام الواجب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ .
رواه البخاري ( 1849 ) ومسلم ( 1146 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : ويؤخذ من حرصها على ذلك في شعبان أنه لا يجوز تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر .
والصيام، كما هي السنة لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال :" قلت يا رسول الله ، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ قال : "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " - صحيح الترغيب والترهيب 1012-

رابعا: الاهتمام بالواجبات مثل صلاة الجماعة في الفجر وغيرها حتى لا يفوتك أدنى أجر في رمضان، ولا تكتسب ما استطعت من الأوزار التي تعيق مسيرة الأجر .

خامسا: التعود على صلاة الليل والدعاء واتخاذ ورد يومي من القران حتى لا نضعف في وسط الشهر. إضافة إلى ذلك اتخاذ أوقات خاصة لقراءة القرآن بعد الصلوات أو قبلها أو بين المغرب والعشاء أو غيرها من الأوقات خلال شعبان ورمضان وما بعدهما بإذن الله.

سادسا: قراءة وتعلم أحكام الصيام من خلال المراجع والكتب الموثوق بهما وغيرهما...

سابعا: الاستعداد للدعوة في رمضان بكافة الوسائل فالنفوس لها من القابلية للتقبل في رمضان ما ليس لها في غيره، ومن الوسائل الكلمة الطيبة وقراءة القران في المساجد والبيوت وجمع فتاوى الصيام والأخلاق الحميدة ونشرها، وصلة الأرحام والتشجيع على فعل الخير وغير ذلك.

شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار

أخواتي.. اخوتي في الله
قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكُمُ الصِّيام كما كُتب على الذَّين من قبلكم لعلّكم تتَّقون } [البقرة:183].
وقال صلى الله عليه وسلم: « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه].
*******
تعالوا معي وانظروا كيف كان استعداد الصحابة لشهر الغفران ..
هناك وفي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل عام تزف البشرى لأولئك الأطهار من الصحابة (رضي الله عنهم) .. فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يزفها! بشرى إلهية : (أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ! وتغلق فيه أبواب الجحيم ! وتغل فيه مردة الشياطين ! لله فيه ليلة خير من ألف شهر ! من حرم خيرها فقد حرم) ! رواه النسائي والبيهقي
*******
أخواتي.. اخوتي في الله، رمضان الفضيل الذي لم يبقَ على حلوله إلا أيام قلائل هو من فضل الله علينا، فبذلك فلنفرح، ولنسعد ولنعدّ له العدة، وخير الزاد التقوى والعمل الصالح، وسعيد من حلّ عليه هذا الشهر وهو ينعَم بالتقوى والإيمان، فيشهد عليه رمضان بأنه أهل لرحمة الله والدخول للجنان والنجاة من النيران.

اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة، والمسارعة إلى ما تحب وترضى، والعافية المجللة، والرزق الواسع، ودفع الأسقام،
اللهم ارزقني صيامه و قيامه وتلاوة القرآن فيه،
اللهم سلمه لنا وتسلمه منا وسلمنا فيه وقد عفوت وغفرت لنا ورحمتنا.
اللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا رمضان
اللهم بلغنا رمضان
اللهم اجعلنا من الصائمين الصابرين القائمين لك القانتين
اللهم اجعل أعمالنا مقبولة و أفعالنا لك مرفوعة و دعائنا مستجاب
اللهم اني اسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر مااستعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة الا بالله
اللهم أتمم علينا شعبان، وبلغنا رمضان، و أسكنا الجنان، يا رحمن
أسأل الله أن يبلغكم رمضان
وأنتم في أحسن حال
والحمد لله رب العالمين
*******

خطبة الرسول الأكرم في استقبال شهر رمضان المبارك


أخواتي إخوتي أعضاء وزوار مدونتي الأكارم
خير مانبدأ به ملفنا هذا عن رمضان هو:
خطبة الرسول الأكرم
في استقبال شهر رمضان المبارك


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .
كعادتنا في كل سنة عندما يقبل ويُقبل شهر رمضان ننور أسماعنا بهذه المضامين العالية لكلمات الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه لا يوجد مثل هذا الكلام وهذه النصائح والمواعظ من أحد في استقبال شهر رمضان المبارك إلا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
عن أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم خطبنا ذات يوم،
قال (صلى الله عليه وآله وسلم) :
أَيٌّها الناس!
إنَّه قد أقبَل إليكم شهرُ الله بالبركةِ، الرحمةِ، والمغفرةِ.
شهرٌ هو عند الله أفضلُ الشهور، وأيامُه أفضلُ الأيام، ولياليه أفضلُ الليالي، وساعاتُه أفضلُ الساعات.
هو شهرٌ دُعيتُم فيه إلى ضيافةِ الله، وجُعلتم فيه مِن أهلِ كرامةِ الله.
أنفاسُكم فيه تسبيح، ونومُكم فيه عبادة، وعملُكم فيه مقبول، ودعاؤُكم فيه مستجاب.
فَسَلُوا اللهَ ربَّكم بنيّاتٍ صادقةٍ و قلوبٍ طاهرةٍ أنْ يُوفِّقَكُم لصيامِه، وتَلاوةِ كتابِه.
فإن الشقيَّ من حُرِم غُفرانُ اللهِ في هذا الشهرِ العظيمِ.
واذكُروا بجوعِكم وعطشِكم فيه، جوعَ يَومِ القيامةِ وعَطَشِه، وتَصَدَّقُوا على فُقرائِكم و مَساكِينِكُم، ووَقِّرُوا كبارَكم، وارحَموا صغارَكم وصِلوا أرحامَكم، واحفظوا ألسنَتكم، وغُضُّوا عمّا لا يحلُّ النظرُ إليهِ أبصارَكم وعمّا لا يحلُّ الاستماعُ إليهِ أسماعَكم، وتحنَّنُوا على أيتامِ الناسِ يُتَحنَّنُ على إيتامِكُم.
وتُوبُوا إلى اللهِ من ذنوبِكم، وارفَعُوا إليه أيديكم بالدعاءِ في أوقاتِ صَلواتِكُم فإنِّها أَفضَلُ الساعاتِ يَنظرُ اللهُ عزَّ و جلَّ فيها بالرحمةِ إلى عبادِه: يُجيبُهم إذا ناجَوه، ويُلبِيهِم إذا نادَوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويَستَجيبُ لهُم إذا دَعَوه.

أيٌّها الناس!
إنَّ أنفسَكم مرهونةٌ بأَعمالِكم ففُكُّوها باِستغفارِكم، وظهورُكُم ثقيلةٌ من أوزارِكم فَخَفِّفُوا عَنها بِطُولِ سُجودِكُم، واعلمُوا أَنَّ اللهَ تَعالى ذِكْرُهُ أَقسَمَ بِعِزَّتِهِ أن لا يُعذِّبَ المُصلِّينَ والساجدينَ، وأن لا يُرَوِّعُهُمْ بالنارِ يومَ يقومُ الناسُ لربِّ العالمينَ.

أيٌّها الناس!
من فَطَّرَ منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهرِ كان له بذلك عند الله عتقُ رقبةٍ، ومغفرةٌ لما مَضى من ذنوبِه.
قيل يا رسول الله: وليس كُلُّنا يَقدرُ على ذلك.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اِتَّقُوا النارَ وَلو بِشِقِّ تَمرةٍ .. إتَّقُوا النارَ و لو بِشَربَةٍ مِنْ ماءٍ؛ فإن الله يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير إذا لم يقدر على أكثر منه.

أيُّها الناس!
من حسَّن مِنكم في هذا الشهرِ خُلُقَه كان له جَوازاً على الصراطِ يوم تزلُّ فيه الأقدامُ، ومن خفَّفَ في هذا الشهرِ عمَّا مَلَكَتْ يمينُه خفَّف اللهُ عليه حسابَه، ومن كفَّ فيه شرَّه كفَّ اللهُ عنه غَضبَه يومَ يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمَه اللهُ يومَ يَلقاه، ومَن وَصَل فيه رَحِمَه وصلَه اللهُ بِرحمتِه يومَ يَلقاه، ومن قطَع فِيه رحمَه قطَع الله عنه رحمَتَه يومَ يَلقاه، ومَن تَطوَّعَ فيه بصلاةٍ كتَب الله له براءةً من النارِ، ومن أدَّى فيه فرضاً كان له ثوابُ مَن أدَّى سَبعينَ فَريضةً فيما سواه من الشُهورِ، ومن أكثرَ فيهِ مِن الصلاةِ عليَّ ثَقَّل اللهَ مِيزانَه يومَ تَخِّفُّ الموازينُ، ومَن تَلا فيه آيةً مِن القرآنِ كان له مثلُ أجرِ مَنْ خَتَمَ القرآنَ فِي غيرِه مِن الشهورِ.

أيُّها الناس!
إِنَّ أبوابَ الجَنانِ فِي هذا الشهرِ مُفَتَّحَةٌ فَسَلُوا رَبَّكَمُ أَنْ لا يُغْلِقَها عليكم، وأبوابَ النيرانِ مُغَلَّقَةٌ فَسَلُوا ربَّكُم أَنْ لا يَفتَحَها عليكم، والشياطينَ مغلولةٌ فسلوا ربَّكم أن لا يُسلِّطَها عليكُم.
فقام أميرُ المؤمنين عليه السلام وقال يا رسول الله ما أفضلُ الأعمال في هذا الشهر؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الورعُ عن محارمِ الله.
وكل عام وأنتم بألف خيرشهر رمضان هو شهر الذاكرين والمطيعين، الذين تطمئن قلوبهم، وتسكن جوارحهم، وتأنس أرواحهم بذكر الله عز وجل.. فلنحي ليالينا وننيرها بقراءة القرآن، الذي هو شفاء لكل الأمراض النفسية.. وعلينا بقراءة الأدعية المقدسة، فلا نحرم أنفسنا من هذه النفحات الإلهية.
(اللهم!.. بارك لنا في شهر رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وحفظ اللسان، وغض البصر.. ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش)!..
--------------------------
"اللهم بلغنا رمضان" إنه الحداء الخالد الذي ردَّده الحبيب- صلى الله عليه وسلم- عندما كان يقترب موعد قدوم الشهر الكريم، فقد ورد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان إذا دخل رجب قال: « اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ».
"اللهم بلغنا رمضان"
تربى الصحابة الكرام على هذا الشعار، وعاشوا بهذا الدعاء الخالد، فكانوا يسعون إلى رمضان شوقًا، ويطلبون الشهر قبله بستة أشهر، ثم يبكونه بعد فراقه ستة أشهر أخرى.
"اللهم بلغنا رمضان"
نداء وحداء.. يدرك المسلم دلالاته، فيثير في نفسه الأشجان والحنين إلى خير الشهور وأفضل الأزمنة، فيعد المسلم نفسه للشهر الكريم ويخطط له خير تخطيط..

الاخوات والأخوة الاعزاء
في اللغة الصيام: الإمساك عن الفعل والكف عنه .
وفي الشرع: يعرفونه بأنه الإمساك عن المفطرات المعهودة من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس ، إلى الليل .
ولكن حقيقة الصيام أكبر من هذه الموارد التي تؤخذ في التعريف اللغوي وفي التعريف الاصطلاحي ، فإنه عبادة يروض بها الإنسان نفسه ليحررها من قيود الشهوات والمغريات ، هذه هي حقيقة الصوم، ولذلك ورد في أحاديث كثيرة عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل بيته الكرام بأن من لم يؤثر فيه الصيام بأن يبتعد عن الشهوات والمحرمات فليس بصائم حقيقة .
يقال بأن امرأة اغتابت امرأةً أخرى عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعا بطعام وشراب وقال لها كلي ، قالت إني صائمة ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : كيف تكونين صائمة وتغتابين الناس، هذه العبارات من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تظهر لنا أن الصيام كما يقول أيضاً الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) ليس عن الطعام والشراب فحسب، بل إذا صمتم فلتصم ألسنتكم وأسماعكم وأبصاركم وكما سمعتم في خطبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغُضُّوا عمّا لا يحلُّ النظرُ إليهِ أبصارَكم وعمّا لا يحلُّ الاستماعُ إليهِ أسماعَكم .

2014-06-08

الأوضاع الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لكبار السن في الأراضي الفلسطينية 2010

الأوضاع الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لكبار السن في الأراضي الفلسطينية 2010

تشهد الأراضي الفلسطينية تحسنا ملحوظا في معدلات البقاء على قيد الحياة منذ بداية العقد الماضي، حيث ارتفعت معدلات توقع البقاء على قيد الحياة بمقدار 4-7 سنوات خلال العقد ونصف العقد الماضيين، إذ ارتفع من نحو 67.0 عاما لكل من الذكور والإناث عام 1992 إلى 70.8 عاماً للذكور و 73.6 عاماً للإناث منتصف العام 2010 مع التوقع بارتفاع هذا المعدل خلال السنوات القادمة ليصل إلى نحو 72.0 عاماً للذكور، و75.0 عاماً للإناث في العام 2015، وقد أدى ارتفاع معدل توقع البقاء على قيد الحياة عند الولادة إلى ارتفاع أعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية مما يستدعي ضرورة البحث والدراسة في مجال أوضاع المسنين في الأراضي الفلسطينية.

ثبات نسبة كبار السن في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات القادمة
يمتاز المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بأنه مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن حوالي نصف المجتمع في حين لا تشكل فئة كبار السن أو المسنين سوى نسبة ضئيلة من حجم السكان. ففي منتصف العام 2010 بلغت نسبة كبار السن (الأفراد 60 سنة فاكثر) 4.4% من مجمل السكان في الأراضي الفلسطينية (بواقع 4.9% في الضفة الغربية و3.7% في قطاع غزة)، مع العلم أن نسبة كبار السن في الدول المتقدمة مجتمعة في العام 2010 قد بلغت حوالي 16.0% من إجمالي سكان تلك الدول، في حين تبلغ نسبة كبار السن في الدول النامية مجتمعة حوالي 6.0% فقط من إجمالي سكان تلك الدول. رغم الزيادة المطلقة لأعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات القادمة إلا انه يتوقع أن تبقى نسبتهم من إجمالي السكان منخفضة وفي ثبات أي لن تتجاوز 4.5% خلال السنوات العشر القادمة، في حين من الممكن أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد عام 2020، ويعزى ثبات نسبة المسنين من إجمالي السكان خلال السنوات القادمة إلى استمرار تأثير معدلات الخصوبة المرتفعة على التركيب العمري للسكان في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.

ارتفاع نسبة الإناث المسنات مقابل الذكور المسنين عام 2010
بلغت نسبة الأفراد الذكور 60 سنة فأكثر في الأراضي الفلسطينية لعام 2010 حوالي 3.8% مقابل 5.0% للإناث، بنسبة جنس مقدارها 79.0 ذكر لكل 100 أنثى. يعود ارتفاع نسبة الإناث مقابل الذكور لدى كبار السن لأسباب بيولوجية وصحية، حيث تؤدي إلى زيادة العمر المتوقع للبقاء على قيد الحياة للإناث مقابل الذكور في معظم دول العالم.

الأسرة وكبار السن

أسرة من بين كل ست أسر في الأراضي الفلسطينية يرأسها مسن في عام 2009
رغم أن نمط العائلة الممتدة آخذ بالانخفاض ليسود مكانه نمط العائلة النووية، إلا أن العائلة في الأراضي الفلسطينية لا تزال تحافظ على ترابطها الأسري وعلى محبة واحترام ورعاية المسن بالرغم من التحولات الكبيرة التي طرأت على نمط حياة العائلة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، تشير بيانات عام 2009 إلى أن نسبة الأسر الممتدة في الأراضي الفلسطينية بلغت 12.2%، (10.6% في الضفة الغربية و16.3% في قطاع غزة).

وقد بلغت نسبة الأسر التي يرأسها رب أسرة مسن في الأراضي الفلسطينية 17.0% من الأسر الفلسطينية (17.7% في الضفة الغربية و15.2% في قطاع غزة). وتشير البيانات إلى أن متوسط حجم الأسر التي يرأسها مسن تكون في العادة صغيرة نسبيا إذ بلغ متوسط حجم الأسرة التي يرأسها مسن في الأراضي الفلسطينية 3.9 فردا مقابل 5.8 فردا للأسر التي يرأسها غير مسن في العام 2009، في حين بلغ متوسط حجم الأسر التي يرأسها مسن في الضفة الغربية وقطاع غزة 3.7 فرداً و4.3 فرداً على التوالي.

هناك 89.1% من الذكور المسنين في الأراضي الفلسطينية متزوجون مقابل 46.5% من الإناث المسنات متزوجات، في حين بلغت نسبة الترمل من بين كبار السن 9.5% للذكور، مقابل 46.4% للإناث وذلك في عام 2009، ويمكن تفسير ارتفاع هذه النسب لكبار السن الذكور عنها للإناث إلى احتمال زواج الذكر بعد وفاة زوجته اكبر من احتمال زواج الأنثى، بالإضافة إلى ارتفاع العمر المتوقع للإناث مقابل الذكور.

الحالة العملية
12.0% من المسنين (60 سنة فأكثر) مشاركين في القوى العاملة الفلسطينية في الربع الثاني 2010، ونحو 55.1% من العاملين منهم يعملون لحسابهم الخاص

يرتبط تعريف المسن في كثير من الدول بسن التقاعد فيها وقد تم اعتماد سن التقاعد في الأراضي الفلسطينية بلوغ العامل الستين من العمر، حيث يفترض بالأفراد الذين يبلغون الستين من العمر فاكثر أن يكونوا خارج القوى العاملة، لكن للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها كبار السن أو من يعيلوهم قد تدفعهم أن يكونوا داخل القوى العاملة لسنوات إضافية أخرى قد تصل حتى بداية عقد الثمانينات من العمر أحيانا، فقد بلغت نسبة مساهمة كبار السن من إجمالي المشاركين في القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية حوالي 12.0% في الربع الثاني 2010، كما يلاحظ أن هناك فروقا واضحة ما بين الحالة العملية لكبار السن على مستوى المنطقة والجنس، ففي حين تصل نسبة مساهمة كبار السن في القوى العاملة في الضفة الغربية إلى 14.7% نجدها 6.2% في قطاع غزة، وتنخفض نسبة البطالة فيما بينهم على مستوى الضفة الغربية لتصل إلى 7.9%، مقارنة مع 31.1% في قطاع غزة، بينما بلغت نسبة العاطلين عن العمل لكبار السن من الذكور 14.2% في حين لم تتجاوز هذه النسبة للإناث كبيرات السن 2.0%. ومن جانب آخر تشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من كبار السن العاملين يعملون لحسابهم الخاص (55.1%)، مقابل 20.3% يعملون كمستخدمين بأجر.

الحالة التعليمية

ارتفاع نسبة الأمية في صفوف كبار السن عام 2009
أشارت البيانات إلى أن هناك نسبة عالية من المسنين أميون. ففي العام 2009 بلغت نسبة كبار السن الذين لـم ينهوا أيـة مرحلة تعليمية 72.7% (56.5% للذكور و84.8%للإناث) من مجمل كبار السن، منهم 56.2% أميون وهم بذلك يمثلون نحو 54.1% من الأميين البالغين في المجتمع الفلسطيني ككل، في حين لم تتجاوز نسبة كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية 5.7%. كما أظهرت بيانات التعليم في العام 2009 أن هناك تمايزا واضحا بين الذكور والإناث في التحصيل العلمي، حيث بلغت نسبة كبار السن الذكور الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية بلغت 10.1%، بينما انخفضت لدى كبار السن من الإناث لتصل إلى 2.4% فقط، مع العلم أن نسبة الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في الأراضي الفلسطينية لا تتجاوز 5.4% (2.6% للذكور مقابل 8.3% للإناث)، كما بلغت نسبة الأفراد 15 سنة فأكثر الذين يحملون الدبلوم المتوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية 14.9% من مجمل السكان 15 سنة فأكثر (16.1% للذكور و13.7% للإناث).

الحالة الصحية

الإعاقة البصرية أكثر انتشارا بين كبار السن في الضفة الغربية عام 2007
عند دراسة نمط الإعاقة أو الصعوبات بين كبار السن في الضفة الغربية باستثناء (ذلك الجزء من محافظة القدس والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية عام 1967)، أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت عام 2007 أن نسبة كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل بلغت 26.3% من مجمل كبار السن في الضفة الغربية، مع وجود فروقات ما بين الذكور والإناث، حيث بلغت نسبة كبار السن من الإناث واللواتي لديهن صعوبة واحدة على الأقل 29.1% مقابل 23.1% للذكور، في حين بلغت نسبة الأفراد الذين يعانون من صعوبات في الضفة الغربية ولمختلف الأعمار 5.3% وذلك من مجمل سكان الضفة الغربية.

وعند دراسة أنواع الصعوبات وأكثرها شيوعا بين كبار السن في الضفة الغربية كانت الصعوبة البصرية الأكثر ومن ثم الحركية تلتها الصعوبة السمعية إذ بلغت على التوالي 16.4% و14.7% و11.1% من مجمل كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل، بينما بلغت نسبة الأفراد الذين لديهم صعوبات بصرية وحركية وسمعية بين السكان في الضفة الغربية على التوالي 2.9% و2.1% و1.4% من مجمل سكان الضفة الغربية.

الخصائص الثقافية

ثلاث من كل أربعة مسنين يشاهدون التلفاز، وواحد من كل اثنين منهم يستمع إلى الراديو وفق بيانات عام 2009
من الواضح أن هناك نسبة جيدة من كبار السن يقضون وقتا طويلا في البيت، وهذه فرصة للاستماع إلى الراديو ومشاهدة التلفاز وحتى قراءة الصحف، إذ أظهرت نتائج مسح الثقافة الأسري 2009 أن 74.8% من كبار السن (80.5% في الضفة الغربية، و62.6% في قطاع غزة) يشاهدون التلفاز، كما بلغت نسبة استماع كبار السن إلى الراديو (44.7%) مع ملاحظة ارتفاع نسبة الاستماع للراديو للمسنين المقيمين في قطاع غزة مقارنة بالمسنين في الضفة الغربية، حيث بلغت 48.0% في قطاع غزة مقابل 43.2% في الضفة الغربية، وارتفاع نسبة الاستماع للراديو للذكور المسنين مقارنة بالإناث المسنات إذ بلغت 46.4% و43.3% على التوالي.

وحول قراءة الصحف، فقد بلغت نسبة كبار السن الذين يقرؤون الصحف نحو 19.0% وذلك من مجمل المسنين الذين يستطيعون القراءة والكتابة، مع ملاحظة وجود فروق حول قراءة الصحف ما بين كبار السن المقيمين في الضفة الغربية (24.2%) مقابل (7.6%) في قطاع غزة، وللمسنين الذكور (31.8%) وللمسنات (9.0%).

أما بخصوص قراءة الكتب، فقد بلغت نسبة كبار السن في العام 2009 الذين يقرؤون الكتب 37.2% من مجمل المسنين الذين يستطيعون القراءة والكتابة (بواقع 41.1% في الضفة الغربية و26.3% في قطاع غزة). وبواقع 40.1% للذكور، و31.7% للإناث.

تحميل: أطفال فلسطين- قضايا وإحصاءات التقرير السنوي 2013، رقم 16

تحميل: أطفال فلسطين- قضايا وإحصاءات التقرير السنوي 2013، رقم 16
تقديم
أطفال اليوم هم عالم الغد، لأن بقاءهم وحمايتهم ونماءهم هو الأساس الذي تقوم عليه التنمية الوطنية ... الإعلان العالمي لحقوق الطفل

سعى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني منذ نشأته إلى بناء نظام الإحصاءات الرسمية الفلسطينية الذي يستند إلى احتياجات المجتمع ويتوافق مع التوصيات التي تضمن العضوية الكاملة في المجتمع الإحصائي الدولي. وقد اعتمدت الأسرة الإحصائية مبدأ التدرج ضمن الأولويات الفلسطينية في المرحلة الراهنة كأساس في التقدم نحو بناء النظام الاحصائي، حيث أنجز العديد من الأنشطة الإحصائية بالاعتماد على المصادر الأولية بما في ذلك التعدادات والمسوح الميدانية، بالإضافة إلى اشتقاق الإحصاءات من المصادر الثانوية من خلال السجلات الإدارية بالتعاون مع مؤسسات القطاع العام والخاص.
كما عمل الجهاز من خلال برنامج احصاءات الطفل منذ العام 1991م على انشاء قاعدة بيانات شاملة حول مجموعة من المؤشرات المعتمدة في مجال الطفولة والبيئة المحيطة بها في فلسطين، وذلك من خلال اصدار التقارير التحليلية حول واقع الطفل الفلسطيني، والتعرف على الفجوات في مسألة حقوقهم كما عرفها ميثاق حقوق الطفل الذي تبنته دولة فلسطين، ومن المفيد هنا التأكيد على ان قاعدة البيانات التي نحن صددها تنطلق في اطارها ومحتواها من فهمنا الخاص للدور الرقابي الذي اناطته الخطة الوطنية للطفل الفلسطيني بنا، ومن فهمنا الخاص لوسائل قياس المؤشرات المتعلقة بحقوق الطفل كما اقرتها الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقد حاولنا قبل تصنيف وعرض البيانات في سلسلة التقارير السنوية ان نستفيد من تجارب عدد من الدول التي لها تجربة غنية في مجال جمع البيانات المتعلقة بتنمية الطفل وفقا لروح اتفاقية حقوق الطفل الدولية ومن تجربة بعض المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، ومن هنا يتم جمع البيانات في هذه التقارير من البيانات الاحصائية المتوفرة في الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني وذات العلاقة بواقع الطفل الفلسطيني، وتجدر الاشارة الى اننا حرصنا ان يكون جمع البيانات منسجما مع المادة الاولى من اتفاقية حقوق الطفل والخاصة بتعريف الطفل:
وهو كل انسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، وما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه.
يعرض هذا التقرير مجموعة مختارة من المؤشرات الخاصة بواقع الطفل لفلسطيني، حيث يتناول الفصل الاول الواقع الديمغرافي، والفصل الثاني الواقع الصحي، ويستعرض الفصل الثالث الواقع التعليمي والفصل الرابع الواقع الثقافي والترفيهي، والفصل الخامس واقع الاطفال الذين هم بحاجة الى حماية خاصة.
علا عوض / رئيس الجهاز المركزي للإحصاء

لتحميل: أطفال فلسطين- قضايا وإحصاءات التقرير السنوي 2013، رقم 16 بصيغة PDF إضغط هنا

دولة الأرمن في القدس، أول كنيسة في التاريخ


دولة الأرمن في القدس، أول كنيسة في التاريخ
دولة الأرمن في القدس

لا أحد يتذكر الأرمن الفلسطينيين في القدس، إلا عندما يعلن عن انطلاقة عملية سلام، عندها يبرزون كرقم صعب، بسبب وجود حارة الأرمن أو حي الأرمن في البلدة القديمة بالقدس، الذي يشكل سدس مساحة هذه البلدة ولموقعه الجغرافي المميز داخلها. وخلاف ذلك، يتم تجاهل وجود الأرمن ودورهم البارز الثقافي والاجتماعي والحياتي والسياسي، من خلال تجمعهم في القدس، الذي يشكل ما يشبه دويلة صغيرة صمدت طوال قرون رغم أنواء السياسة التي لم تنته حتى الآن، وامتدادهم في باقي الأراضي الفلسطينية.

أول مطبعة وثاني مكتبة
الأرمن هم سكان أراضي أرمينيا الجبلية الأصليين، وفيها يقع جبل ارارات المذكور في الكتاب المقدس، حيث استقرت سفينة نوح، حسبما ورد في سفر التكوين.ويعود وجود الأرمن في الأرض المقدسة إلى عصور المسيحية الأولى، والى ما قبل اعتناق ملك أرمينيا تيريداد الثالث المسيحية عام 301م، حينما أعلن أن الديانة المسيحية هي دين الدولة، لتكون أرمينيا بذلك أول دولة تعتنق المسيحية.

وتوجد دلائل تاريخية مسجلة تشير إلى انه في عام 154م، انهمك مطارنة الأرمن، بالتعاون مع مطارنة الروم الأرثوذكس في القدس والإسكندرية في تحديد الأماكن المقدسة، التي كان لها صلة مباشرة بنشاطات المسيح، وفي تشييد المباني الضخمة للحفاظ على كنوز المسيحية الأولى.
ومفخرة الأرمن في القدس هي دير مار يعقوب، الذي تعتبر كنيسته، وفقا للتسلسل الزمني، أول كنيسة في التاريخ، وكان مار يعقوب المطران الأول لتلك الكنيسة وهو يدعى في الإنجيل الأخ الروحي للمسيح.ويقع دير مار يعقوب، الذي يشكل معقل الأرمن في القدس، ومساحته 300 فدان، أي ما يعادل السدس من مساحة البلدة القديمة داخل السور، ويضم داخله، كاتدرائية مار يعقوب، ومواقع تاريخية وبنايات هامة مثل دير المخلص المسمى (منزل قيافا)، ودير رئيس الملائكة (منزل الكاهن الأكبر حنّان)، ومعبد القديس تيودورس، وقاعة البطريركية، ومقر ومكاتب البطريركية، والمعهد اللاهوتي الذي تأسس في عام 1843، ومدرسة القديس تاركمانشاتش، ومكتبة كولبنكيان، ومتحف مارديكيان، وغيرها، كما تملك البطريركية أضخم ثاني مكتبة أرمينية للمخطوطات في العالم، وأقدم مطبعة في القدس، التي تأسست عام 1833م.

ملعون ابن ملعون
والبطريرك الأرميني الأول في القدس كان يدعى أبراهام، أعلن عنه رسميا عام 638م حتى وفاته عام 669م، وهو البطريرك الذي حصل على مرسوم اعتراف رسمي من الخليفة المسلم العربي عمر بن الخطاب لدى تسلم الأخير المدينة، لتأخذ الطابع العربي.وعدّد هذا المرسوم حقوق وامتيازات الكنيسة الأرمنية في الأراضي المقدسة حرصا على حمايتها وسلامتها، وهو يختلف عن ما اصطلح عليه العهدة العمرية التي وضع فيها عمر بن الخطاب أسس التعامل بين المسيحيين والمسلمين، ومنح فيها الأرستقراطية القرشية المنتصرة امتيازات في القدس.
وهناك ما يشير إلى أن الأمور لم تكن دائما على النحو الذي يراد لها، مع تعاقب الحكام المسلمين على البلاد، ويمكن استنتاج ذلك ببساطة من مرسوم صدر عن السلطان المملوكي الظاهر أبي سعيد محمد وهو منقوش على حجر ما زال موجودا في المدخل الرئيس لدير مار يعقوب يجدد فيه حقوق الأرمن ويختمه بالقول "ملعون ابن ملعون وعليه لعنة الله تعالى من أحدث ضمانا أو جدد مظلمة".

وعموما فان الأوامر العليا الكثيرة التي صدرت لصالح الأرمن نظر إليها أنها جاءت لتدعيم وتقوية مركز البطريركية وكونت المبدأ الأساسي في احترام هذه العهود من قبل أرباب الفتوحات على التوالي، إلا أن ذلك لم يكن باليسر المتوقع، وحافظت البطريركية، على مر العصور والأجيال، برئاسة بطاركة أكفاء وموهوبين، على العقارات الأرمنية، وحولت الحي الأرميني في القدس، إلى مركز ثقافي هام، ومركز للأبحاث يخدم الأرمن وطلاب العلوم من غير الأرمن.
أما المرسوم الأخير والاهم، فكان قد اعد على شكل بيان كتابي من قبل السلطان العثماني عبد المجيد عام 1852م، أعلن فيه مبادئ ما يعرف حتى الآن بالاستتكو، أي الوضع الراهن في الأماكن المقدسة، لتحديد، وتنظيم، وصيانة الحقوق والملكية في الأماكن المقدسة، وفيه لكل طائفة من الطوائف الثلاث، بشكل لا يقبل التغيير، تلك الحقوق التي منحت على وجه الحصر للروم الأرثوذكس، والأرمن، والكاثوليك (الرهبنة الفرنسيسكانية).

وتشترك البطريركية الأرمنية مع الطائفتين الأخريين في تحمل المسؤولية، متمتعين بامتياز خاص كونهم حراسا للاماكن المقدسة في كنيسة القيامة، وبستان الجستمانية، وقبر مريم العذراء، وكنيسة المهد في بيت لحم، وأماكن أخرى. وواجهت البطريركية الأرمنية مصاعب عديدة خلال القرن العشرين، فإليها لجا في أثناء وأعقاب الحرب العالمية الأولى خلال الأعوام 1915-1923م، الأرمن الذين نجوا من المجازر التي تعرضوا لها على يد العثمانيين، واحتضنت أخوية مار يعقوب الآلاف من اللاجئين والأيتام المشردين.

ومن يدخل الحي الأرميني اليوم، يجد بان ظلال هذه المجازر حاضرة حتى الآن، وعلى طول الطرقات علقت رسوم لخرائط توضح مواقع المجازر، أما المتحف الأرميني فيحفل بصور عائلات أرمينية ذهبت ضحية تلك المجازر.

وكان على البطريركية الأرمنية أيضا، أن تكون على موعد جديد مع الألم خلال عام 1948، بسبب وقوعها بين مواقع الثوار الفلسطينيين، والحي اليهودي في القدس، وتعرضت لقصف العصابات الصهيونية آنذاك، ورغم سقوط آلاف القذائف المتنوعة على الكاتدرائية إلا أنها لم تصب بأذى وكذلك نجا أبناء الطائفة الأرمنية الذين لجأوا إلى الكاتدرائية.

وحسب التقليد الأرميني على من يعتنق المسيحية أن يحج إلى القدس على الأقل مرة واحدة في حياته، وعلى مر العصور حج إلى الأرض المقدسة الكثير من مشاهير ملوك الأرمن، والملكات، ورجال الدولة، والأمراء، وأناس من جميع الأوساط الاجتماعية، حاملين معهم هدايا تذكارية، تركت بصمة مميزة في نقل الحضارة الأرمنية إلى المقدس، ولقد أوى دير مار يعقوب، الآلاف من الحجاج حتى حرب حزيران (يونيو) 1967، عندما تغير كل شيء، مع بدء حقبة الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ أربعين عاما، وبدلا من قدوم الأرمن إلى القدس، تغير الاتجاه، حيث يعاني الأرمن الآن من نزيف الهجرة من القدس إلى الخارج، طلبا للأمان والاستقرار.

يفخر الأرمن بأن كاتدرائية مار يعقوب التي تقع داخل الدير الذي يحمل نفس الاسم، مثل باقي البنايات والعقارات الأرمنية، هي أول كنيسة بنيت في التاريخ.وبإمكان الزائر مشاهدة نقوش صلبان أرمنية صغيرة الحجم على جدران الكنائس، نقشها الحجاج لدى زيارتهم الأماكن المقدسة، وكل مجموعة من هذه الصلبان كانت تمثل عدد أفراد عائلة الحاج، واعتبر الأرمن زيارة الحج إلى القدس بمثابة شرف عظيم يكفل للحاج منزلة اجتماعية مميزة.

وتعتبر إحدى أجمل الكنائس في الأرض المقدسة، وبداخلها ضريح المطران الأول للكنيسة المسيحية مار يعقوب، المعروف باخو سيدنا المسيح، ومار يعقوب الرسول، اخو يوحنا الإنجيلي، والمعروفين بأبناء زبدي.

عند دخول الكاتدرائية، يشاهد الزائر الجدران الزرقاء والبيضاء القديمة، وقناديل الزيت المصنوعة من الفضة، والمدلاة من قبة مقنطرة عالية، وكذلك شموع مضيئة على المذبح، وهي المصدر الوحيد للضوء، والكاتدرائية بخصائصها المعتقة تفتن زائريها.
وفي الجهة اليسرى من المدخل توجد ثلاثة معابد صغيرة، الأول منها والأقرب إلى المدخل، يحوي ضريح القديس ماكاريوس مطران القدس في القرن الرابع، أما المعبد الثالث فيحوي راس القديس يعقوب الرسول منذ القرن الأول الميلادي، بعد أن قطع رأسه الملك هيرودس اجريبا الأول نحو عام 44م.

وداخل المذبح الرئيسي كرسيان أسقفيان، أحدهما يشمل مظلة، هو الكرسي ألرسولي الرمزي لمار يعقوب (الأخ الروحي للمسيح)، والمطران الأول في القدس، أما الكرسي الثاني فهو الكرسي ألبطريركي ويشغله البطريرك.

وحافظ الكنيسة الأرمنية في طقوسها وصلواتها وتراتيلها الدينية، على تقاليد عهود المسيحية الأولى ويرجع تاريخ التراتيل والصلوات إلى ما قبل العهد البيزنطي، وهي تحمل المستمع إلى أجواء روحية مقدسة، وتضفي شعورا بالرهبة والخشوع.

ويطلب من الزوار احترام قدسية المكان والتصرف وفقا لحرمته، والاحتشام في الملابس وهذا يعني "عدم ارتداء ثيابا بأكتاف عارية، أو تنانير وبنطلونات قصيرة"، والمحافظة على الهدوء وعدم التجول في الكنيسة أثناء تلاوة الصلوات، وعدم وضع اليدين في الجيب، وإغلاق الجهاز الخلوي، والامتناع عن الأكل والشرب.

ومن المعالم الأرمنية المهمة في الحي الأرميني أيضا متحف مارديكيان، الذي يضم مخطوطات وصورا وآثار أرمينية. ويجلس على كرسي البطريركية الأرمنية الآن، توركوم مانوكيان الثاني، الذي انتخب لهذا المنصب الدائم عام 1990م، وهو البطريرك ألأرمني التاسع والستين في القدس والأرض المقدسة.

أسامة العيسي
موقع "البوابة الأرمنية في الشرق الأوسط"

نكبة فلسطين والوضع الديمغرافي


نكبة فلسطين والوضع الديمغرافي

عملت الحركة الصهيونية على طرد المواطنين الفلسطينيين من وطنهم بشتى السبل، وفي الوقت ذاته تكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين بهدف إيجاد واقع ديمغرافي يسمح بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وروّجت الحركة الصهيونية لفكرة ترانسفير (ترحيل) الفلسطينيين كحل للصراع القائم بين العرب واليهود، واستطاعت اقناع العديد من الأحزاب البريطانية بهذه الفكرة، حيث تبنى الحزب الليبرالي البريطاني في مؤتمره المنعقد عام 1944 بطرد الفلسطينيين من وطنهم وتوسيع حدود الدولة اليهودية المقترحة لتشمل مناطق واسعة في شرقي الأردن وسوريا ولبنان، فيما اقترح الرئيس الأمريكي عام 1945 طرد الفلسطينيين إلى العراق. إضافةً إلى العديد من الأصوات في الغرب خاصةً في بريطانيا وأمريكا دعت إلى تشريد الشعب الفلسطيني وابعاده عن وطنه لصالح اليهود.

وبضغط من الدول الغربية أصدرت الأمم المتحدة في 29/11/1947م قراراً بتقسيم فلسطين إلى دولتين أحدهما يهودية تشمل 56% من مساحة فلسطين رغم أن نسبة اليهود كانت أقل من ثلث السكان المتواجدين في هذه البلاد، وأعطى القرار أصحاب الأرض الأصليين جزءاً من الأرض المتبقية ليقيموا عليها "دولة"، واستغل اليهود هذا القرار لتصعيد عملياتهم ضد الفلسطينيين لإجبارهم على ترك أرضهم والهجرة منها.

ارتكبت المنظمات الصهيونية العديد من العمليات العسكرية والمجازر ضد الفلسطينيين لإرهابهم وتهجيرهم، وكانت أبرز تلك المنظمات العسكرية الصهيونية "الهاغانا" و"البالماخ" و"بيتار" و"الآرغون" و"الإتسل" و"شتيرن"، وقامت هذه المنظمات بعملياتها الإجرامية لتهجير السكان الأصليين الفلسطينيين على ثلاث مراحل، بدأت أولاها أثناء الانتداب البريطاني قبل إعلان دولة الإحتلال الصهيوني، والثانية خلال حرب 1948م، والثالثة بعد توقيع اتفاقيات الهدنة. ويبين الجدول التالي عدد اللاجئين المهجرين جراء تلك العمليات خلال هذه المراحل الثلاث:


عدد اللاجئين
النسبة
أثناء الانتداب وتحت حماية القوات البريطانية قبل إعلان "إسرائيل"
413.7942
52%
خلال حرب 1948
339.2722
42%
بعد توقيع اتفاقيات الهدنة
52.001
6% 

ويستعرض الجدول بعض القرى التي تم تهجير أهلها منها ضمن سلسلة العمليات العسكرية والمجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية.

الوضع الديمغرافي لسكان فلسطين خلال الانتداب البريطاني

الوضع الديمغرافي لسكان فلسطين خلال الانتداب البريطاني

تم اجراء أول تعداد رسمي للسكان في فلسطين في 22/10/1922م حيث بلغ عدد سكان فلسطين آنذاك 757182 موزعين على النحو التالي:
مسلمون
590890
78%
يهود
83704
11.1%
مسيحيون
73024
9.6%
دروز
728
0.1%
بهائيون
265
0.03%
سامريّون
163
0.02%
شيعة
156
0.02%
آخرون
1662
1.13%

وفي 18/11/1931م أُجري إحصاء رسمي آخر بلغ فيه عدد سكان فلسطين 1.035.821 موزعين كما يلي:
مسلمون
759712
73.3%
اليهود
174610
16.86%
مسيحيون
91398
8.8%
دروز
9148
0.9%
بهائيون
350
0.03%
سامريّون
182
0.02%
آخرون 
421
0.04%

وفي التقديرات الرسمية للسلطات البريطانية في عام 1944 بلغ عدد سكان فلسطين 1.739.624 موزعين كما يلي:
مسلمون
1.061.277
615%
يهود
528.702
30.4%
مسيحيون
135.547
8%
آخرون
14.098
0.8%

وفي تقديرات لاحقة للسكان بتاريخ 31/3/1947 ظهر أن عدد سكان فلسطين وصل إلى 1.977.626 موزعين على النحو التالي:
مسلمون
1.201.363
60.7%
يهود
614.239
31.1%
مسيحيون
146.162
7.4%
آخرون
15.649
0.8%

والجدول التالي يبين تطور نمو سكان فلسطين خلال الفترة ما بين عامي 1914-1947.
السنة
مجموع السكان
السكان العرب
السكان اليهود
العدد
النسبة
العدد
النسبة
1914
689.775
634633
92%
55.142
8%
1922
157.182
673.388
88.9%
83.794
11.1%
1931
1.035.820
861.211
83.14%
178610
16.86%
1944
1.739.624
1.40.922
69.6
528.702
30.4%
31/3/1947
1.977.626
1.363.387
69%
614.239
31%

ويلاحظ من الجدول السابق زيادة مطّردة في عدد اليهود حيث شكّلوا في عام 1914م ما نسبته 8% من مجموع السكان في فلسطين لتصل إلى 31% في آذار- مارس 1947م، وذلك على حساب العرب الذي تراجعت نسبتهم من 92% في العام 1914م إلى 69% في العام م1947. وهذا ما أدّى إلى تغير التركيب الديمغرافي الناشئ عن تكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
السنة
مجموع السكان
السكان العرب
السكان اليهود
العدد
النسبة
العدد
النسبة
1914
689.775
634633
92%
55.142
8%
1922
157.182
673.388
88.9%
83.794
11.1%
1931
1.035.820
861.211
83.14%
178610
16.86%
1944
1.739.624
1.40.922
69.6
528.702
30.4%
31/3/1947
1.977.626
1.363.387
69%
614.239
31%

ويلاحظ من الجدول السابق زيادة مطّردة في عدد اليهود حيث شكّلوا في عام 1914م ما نسبته 8% من مجموع السكان في فلسطين لتصل إلى 31% في آذار مارس 1947م، وذلك على حساب العرب الذي تراجعت نسبتهم من 92% في العام 1914م إلى 69% في العام م1947. وهذا ما أدّى إلى تغير التركيب الديمغرافي الناشئ عن تكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين.