بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-06-19

الأسرة الفلسطينية بين الماضي والحاضر

الأسرة الفلسطينية بين الماضي والحاضر

مقدمة
الأسرة بداية ذكر وأنثى، اجتمعا باختيارهما برباط مقدس، وبإرادتهما كجماعة اجتماعية، تبقى عضوية الفرد فيها قائمة، طالما كانت التزامات كل فرد تجاه هذه الأسرة وأعضائها أقدس وأعلى وأعظم من التزامه لأي جهة أخرى مهما كانت، فهي عبارة عن علاقة مستمرة ودائمة بين زوجين بداية برباط شرعي لتأسيس أسرة، تميزها أنماط لتحقيق هدف استمرار الحياة بين الزوجين، بوظائف خاصة، أهمها إرضاء الدافع الجنسي للأنثى والذكر بطريقة مشروعة، ورعاية للنسل نتاج هذا الدافع والمحافظة عليه، وتنظيم نشاط اقتصادي اجتماعي متين يرعى مصالح جميع أفرادها، بالمحافظة على الطابع البيولوجي والثقافي والاجتماعي، المتميز بسمات أساسية، أبرزها تأسيس علاقة زواج قائم على أساس روابط شرعية اجتماعية أساسية مقبولة، لتكوين أشخاص بينهم روابط زواج ودم وتبني، تبعاً للشرع والعرف السائد في المجتمع، يقيمون في مكان واحد تحت سقف واحد، يقوم كل منهم بدوره الذي حدده له الشرع والمجتمع سلفاً، بتفاعل مصحوب بإشباع حاجات بيولوجية واجتماعية واقتصادية، وقد قدّست الأديان السماوية هذه العلاقة، وتضمنت تعاليمها العمل على تماسك الأسرة، ووصفت التشريعات التي توثق عرى الروابط بين الزوجين، بترسيخ التقاليد الطيبة التي تنظمها، والقوانين التي تحدد واجبات كل من الزوجين وحقوقهم ورعاية أطفالهم.

تحقق الأسرة معان اجتماعية جليلة من أهمها حفظ النسل، والمحافظة على المجتمع سليماً من الآفات والأمراض، على رأسها الانحلال الخلقي، والفوضى الجنسية، وسلامة المجتمع من الأمراض الجسمية؛ وليدة العلاقات والممارسات غير المشروعة جنسياً، وأيضاً تغرس الأسرة في نفوس أفرادها روح الاستعداد لتحمل المسؤولية، " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". الرجل راع في أهله مسؤول عن رعيته.

والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها. "فالأسرة بما تلقيه على عاتق أفرادها من تبعات تجعل منهم أعضاءً فاعلين في المجتمع، فهي المدرسة الأولى لتعليم الإخلاص والجد والتصدي للمهام بكل جدارة، لتكوين مجتمع سليم كالجسد الواحد في التراحم والتعاطف والتكافل المادي والمعنوي، وبترسيخ حب التضحية والإيثار، الذي يعني البذل في سبيل الآخرين دون انتظار أو مقابل، فهناك تضحية أبوية تجعله يركب الصعاب، متحملاً المشاق غير مبال بالتعب، لتوفير مستلزمات الحياة الكريمة لأفراد أسرته، وتضحية الأم التي تقضي الساعات الطوال لكي توفر الراحة والطمأنينة والرعاية لأفراد أسرتها.

تعريفات الأسرة الفلسطينية
لقد تم تعريف الأسرة حسب التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت – 97، بأنها فرد أو مجموعة أفراد تربطهم أو لا تربطهم صلة قرابة، ويقيمون عادة في مسكن واحد أو جزء منه، ويشتركون في المأكل أو في أي وجه من ترتيبات المعيشة، وقد بلغ عددها 407,065، وتقسم الأسر حسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أسرة خاصة: هي الأسرة التي ينطبق عليها التعريف السابق، والأسرة الجماعية. (مسكن عام): وهي الأسرة التي تم عدها في الأماكن التي ينطبق عليها تعريف المسكن العام وتسمى أيضاً أسر المؤسسات وعددها 1,370، والأسرة الفلسطينية هي الأسرة الخاصة التي تكون فيها جنسية رب الأسرة فلسطينية وعددها 406,576، أما الأسرة غير الفلسطينية، فهي الأسرة التي تكون فيها جنسية رب الأسرة غير فلسطينية بغض النظر عن جنسية باقي الأفراد.

وتقسم الأسر الخاصة (المعيشية) حسب تركيبها الأسري إلى أسرة من فرد واحد، وهي الأسرة التي تتكون من شخص واحد وعددها 8,241، والأسرة النواة وهي الأسرة المعيشية التي تتكون كلية من نواة أسرية واحدة، وتتشكل من أسرة مؤلفة من زوجين فقط، أو من زوجين ومن ابن أو ابنة، أو أكثر، مع عدم وجود أي شخص من الأقرباء الآخرين أو من غير الأقارب وعددها 197,243، وأسرة ممتدة تتشكل من نواة أسرية واحدة أو أكثر مع وجود شخص أو أكثر في الأسرة، تربطهم برب الأسرة صلة قرابة، أو تتكون من شخصين أو أكثر، تربط بينهما صلة قربى دون أن يشكل أياً منهم نواة أسرية وعددها 62,789، وأسرة مركبة تتشكل من نواة أسرية واحدة أو أكثر، مع وجود شخص واحد على الأقل من غير الأقارب، أو تتكون من شخصين أو أكثر لا تربط بينهما صلة قرابة دون أن يشكل أياً منهم نواة أسرية.
د. عبد الله أحمد الحوراني

ليست هناك تعليقات: