بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-07-02

باقون.. نكبة حارة المغاربة، بحث موثق بالصور باللغتين العربية والإنكليزية..

باقون.. نكبة حارة المغاربة، بحث موثق بالصور باللغتين العربية والإنكليزية..
أربعون عاماً تحت الإحتلال الإسرائيلي ..
بحث من إصدار مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية

 

نظرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمقاومة الفلسطينية

نظرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمقاومة الفلسطينية
من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى مجلس الأمة 11/6/1970
المصدر : صفحة الرئيس جمال عبد الناصر

إن واجب الأمانة - أيها الإخوة - يقتضينا الآن أن نحدد موقفنا على النحو التالى، وقد كان ذلك موقفاً دائماً:

أولاً: إن المقاومة الفلسطينية - - تعتبر من أهم الظواهر الصحية فى نضالنا العربى، وهى التجسيد العملى للتحول الكبير الذى طرأ على الشعب الفلسطينى تحت ضغوط القهر، وحوله من شعب لاجئين إلى شعب مقاتلين.

ثانياً: إننا لا نتغافل عن بعض الأخطاء التى يمكن أن تكون قد صدرت عن بعض منظمات المقاومة لكننا نعتقد أن الأمة العربية عليها - من موقف المحبة وليس من موقف العداء - أن تقوم وأن تصحح.

ثالثاً: إن كل القوى فى أمتنا العربية وكل الأطراف، بل وكل الأفراد، عليهم أن يدركوا إلى أعماق الأعماق

أنه ليس أمامنا جميعاً بديل عن القتال؛

من أجل الحق الذى نطلبه، ومن أجل السلام الذى نسعى إليه،

ولا يمكن أن يكون الحق تفريطاً،

ولا أن يكون السلام استسلاماً؛

ومن هنا واجب القتال والقتال شىء غير الاقتتال.

القتال رصاص وهدف؛ وهدفه عدو يحتل الأرض،

والاقتتال رصاص طائش يعرض الأخ لسلاح أخيه.

القتال شرف والاقتتال جريمة.

2014-07-01

العمالة والمتعاونون الفلسطينيون "دورهم في إغتيال الرنتيسي نموذجا"

العمالة والمتعاونون الفلسطينيون ودورهم في إغتيال الرنتيسي
.... لولا العملاء لفشلت كثيرا من نشاطات أجهزة الاستخبارات المكلفة بالقضاء على المقاومة حيث أن تنفيذ عملية اغتيال تحتاج لقدر كبير من المعلومات لا يستطيع جمعها سوى عنصر بشري. / لليودي جدعون عيزار نائب وزير الأمن الداخلي الصهيوني.
لعب العملاء دورا كبيرا في اغتيال الرنتيسي ومن قبله عشرات قادة المقاومة إذ قامت مجموعة عملاء برصد تحركات حارسه الخاص أكرم نصار أثناء خروجه من بيته وذهابه إلى مكان تواجد الدكتور الرنتيسي حتى يأخذ ورديته للحراسة وبمجرد وصول أكرم نصار إلى الدكتور عبد العزيز شرعت شبكة عملاء تراقبه عن كثيب بإبلاغ أسيادهم من ضباط التشغيل في جهاز الشاباك.

وفي هذه اللحظة استقل الرنتيسي سيارة مع مرافقيه أكرم نصار وأحمد الغرة، وبعد مسافة قصيرة تم استبدال السيارة بسيارة أخرى من نوع سوباو كانت تنتظر في شارع الجلاء وسط غزة، وطوال هذا الوقت كان الرنتيس متخفيا ويضع الكوفية والعقال على رأسه ويرتدي عباءة على جسده وكأنه رجل طاعن في السن.

وهكذا نجح العملاء في مراقبة كل حركة رنتيسي ومرافقيه وبعد سير السيارة السوبارو بخطوات في شارع الجلاء تم قصفها من قبل طائرة حربية بصاروخ أدى إلى استشهاده ومرافقيه . وشهدت العملية الأخيرة تطورا نوعيا في أداء المتعاونين فعندما يأست الاستخبارات الصهيونية من رصد تحركات قادة حماس بسبب حرصهم الشديد على ألا يمنحوا للصهاينة مكاسب مجانية، عمدت لتطوير أداء العملاء باتجاه مراقبة الحرس الخاص لقادة المقاومة، هذا التطور النوعي يحتم على الفلسطينيين أن يفتحوا ملف العملاء بإجماع وطني فالعملاء أو الطابور الخامس هم العين التي يبصر بها العدو ما يدور داخل الصف الفلسطيني وذراعه الخلفية التي يبطش بها ضد المقاومين. وبسبب هذا الدور الخطير الذي يقوم به العملاء لكن السؤال كيف يقع الشباب في مصيدة الشابك، ويتحول إلى عميل مع الأجهزة الصهيونية يرى بعض المحللين الفلسطينيين أن دولة الإحتلال الصهيوني في الغالب تستغل الفقير الشديد الذي يمر به الفلسطينيون أبشع استغلال فما من حاجز تضعه قوات الاحتلال إلا به نقطة استخبارات يرأسها ضابط شاباك يجيد العربية بلهجتها ويسمى نفسه باسما عربيا غالبا ما يكون أبو موسى أو أبو داود، ويبدأ في رصد الحركة قرب المعبر، حتى تقع عينيه المدربتين على الفريسة التي يريدها والأمر ليس سرا، فأخطر نقاط التجنيد توجد عند معبر أيرز، حيث يستغل الشاباك حاجة العمال للقمة الخبز.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك قصة العميل محمد هلال 24 عاما الذي تحول من عضوا بكتائب شهداء الأقصى إلى متعاون وبدأت قصة سقوطه عندما ذهب لاستخراج تصريح سفر لوالدته وعندما رفضوا طلبه، وجادلهم فاصطحبوه لغرفة مغلقة حيث التقى بصهيونية بزي عسكري سألته عن رأيه في الانتفاضة فأجابها بأن لا شأن له بها. ثم وضعت إحدي يديها على كتفه والأخرى فوق ساقه وبدأت بتدليك جسده حتى أغوته ودفعته لممارسة الجنس معها وما أن أفاق من ورطته حتى التف حوله ضباط الشاباك يساومونه بشريط جنسي وخيروه بين العمل لحساب الصهاينة وبين نشر الصور في طولكرم فاستجاب هلال لمطالبهم.
ومصباح سالم أب فلسطيني لطفلين تعرض لأقصى الضغوط ولم يرضخ لضباط الشاباك، مصباح يبلغ من العمر 28 عاما كان أحد العمال الذين ذهبوا لاستخراج التصريح الممغنط وتركه يحكي قصته كما رواها في أكثر من صحيفة فلسطينية كنت أعمل قبل اندلاع الانتفاضة المباركة في غزة في إحدى ورش الحدادة وفي الأشهر الأولى في الانتفاضة شعرت كباقي الشباب وأصحاب الورش والمصانع بأن شيئا ما سيحدث فتضاءل العمل وأصبحنا نعمل في الشهر بضعة أيام إلى أن أوقف صاحب الورشة عمله نهئيا فانقطع مصدر رزقي أنا وأكثر من 20 عاملا بحثت عن عمل بدليل فلم أجد فمعظم الورش والمصانع دمرت والتي لم تدمر أغلقت أبوابها للظروف التي نعرفها جميعا فجاءني صديق يعمل في المنطق الصناعية إيرز وطلب مني الأوراق ليساعدني في الحصول على تصريح عمل ومنذ ذلك اليوم بدأت مشاورا جديدا مليئا بالأشواك والمصاعب حيث صراع الودود وإثبات الذات فذهبت إلى معبر إيرز للحصول على الممغنط وبعد ساعات طوال من الذل من قبل جيش الإحتلال الصهيوني نودي أسمي ضمن المرفوضين وأعطوني ورقة تأجيل لأسبوعين لماذا فأنا بأمس الحاجة إلى يوم عمل فعدت أدراجي وعلى نار أشد من الجمر مضت الفترة وفي اليوم المحدد ذهبت ومرة أخرى من الإذلال، ولكن هذه المرة طلب مني مقابلة ضابط الشكوى فقابلته وأخذ يسألني أسئلة عدة منها كما عمرك وأين تسكن ألخ وفي النهاية أعطاني ورقة رفض دون أي سبب وقال لي بعد شهر أرجع، فكأنه أراد التلذذ بتعذيبي.

ويواصل أبو مصباح بعد شهر كامل من الجوع والأسى عدت إليهم وكلي أمل هذه الفترة بأنهم سيعطونني تصريحا فانتظرت في القاعة وبعد مدة نودي اسمي ضمن من سيقابلون المخابرات فيا للهول ويا للمصيبة ماذا يريدون مني وعند دخولي على رجل المخابرات والتي أسأل الله العلي القدير أن يحمي منها شبابنا حيث الكلام المعسول والإغراءات الكبيرة للدخول في المصيدة دخلت على الضابط فإذا به يستقبلني أحسن استقبال ويمزج معي ويضحك وكأنه يعرفني منذ زمن استغربت كثيرا وقلت لنفسي هاهو الضابط الشرير يضع الطعم في المصيدة فانتبه وأحذر منه بعد تناول الشاي والسيجارة التي أعطاني إياها سألني عند مدى حاجتي للعمل وكيف وضعي المادي فأجبته ظنا مني أنه سيعطف على حالي وبعد أن انتهيت فاجأني بمبلغ من المال يقدمه لي ووعدني بأنه سيشتري لي بلفون أي تليفون محمول أو جهاز اتصال آخر ما هو المقابل يجيب أبو المصباح مقابل أن أتعامل معهم وأتجسس على أبناء شعبي وفي هذه اللحظة دخل ضابط آخر وأخذ الآخر يضحك معي ويمزح وقبل خروجه وصى عليى الضابط وقال له لا تقصر مع هالشب إميين عليه أنه طيب أو بدو يساعدنا، وخرج فالتهب قلبي وأول ما فكرت به هو غيري من الشباب يا ترى هل أنا أتعس مخلوق وأصعب الشباب حالا هل الظرف الذي أمر فيه لا يمر به غيري فقلت في نفسي من المؤكد أن غيري أصعب حالا مني وفي هذه اللحظات أفقت على صوت الضابط وهو يقول كل ما نريده منك تساعدنا على حفظ أمن دولة الإحتلال الصهيوني مصدر رزقك أنت وغيرك من المخربين فنظرت إليه وقلت: بدك مني أن أساعدك على قتل أخوي وأبوي وابن عمي علشان مصاري مش أنا اللي يخون شعبي، قلت هذا وأنا متأكد من أنه سيعتقلني فرد على بعنف وشدة وكأن غريزته عادت إليه، شعبك ما هو شعب ثم نهض من مكانه وقال طيب خلي شعبك ينفعك وأعطاني ورقة لشهر آخر أخذتها وعدت إلى البيت عزمت ألا أعود إليهم مرة أخرى.

وعلى الطرف الصهيوني يرى لليودي جدعون عيزار نائب وزير الأمن الداخلي لولا العملاء لفشلت كثيرا من نشاطات أجهزة الاستخبارات المكلفة بالقضاء على المقاومة حيث أن تنفيذ عملية اغتيال تحتاج لقدر كبير من المعلومات لا يستطيع جمعها سوى عنصر بشري.

الواقع يثبت أن الصهاينة سرعان ما يتخلون عن عملائهم ويعرضون حياتهم للخطر فتروي صحيفة معاريف قصة أحد المتعاونين الذي رمزت له بالاسم الكودي ( ح) وقد قام هذا الخائن بمساعدة الاستخبارات بإحباط عدد من العلميات وفي المقابل حصل هو وعائلته على الجنسية الصهيونية، سافر ليعيش في أوروبا ولما عاد إلى دولة الإحتلال الصهيوني في مطلع الشهر الماضي فوجئ بأن كافة الوثائق وأوراق الهوية الخاصة به وبأسرته قد اختفت وقالت له ضابطة كبيرة في الإدارة المدنية في حاجز إيزرز إذا كنت تريد مغادرة دولة الإحتلال الصهيوني فعليك الذهاب إلى غزة ولم يفلح في التوضيح لها بأن حكم الإعدام ينتظره في غزة ويقول (ح) معقبا على ذلك لقد عرضت حياتي للخطر مرات كثيرة في عمليات داخل المناطق وأخرى خارج حدود دولة الإحتلال الصهيوني عدد من أبناء عمومتي قتلوا ربيت أولادي على حب دولة الإحتلال الصهيوني ليكونوا صهاينة وإسرائيليين فخورين والآن أتلقى معاملة مهينة ومذلة.

موردخاي فانونو يرفض وجود دولة الإحتلال الصهيوني من أصله وكشف أسرار الشيطان في ديمونة .



موردخاي فانونو يرفض وجود دولة الإحتلال الصهيوني من أصله وكشف أسرار الشيطان في ديمونة .

موردخاي فانونو جاسوس انتصر للضمير الإنساني.

عاقبته دولة الإحتلال الصهيوني بالسجن 18 عاما بعدما كشف امتلاكها لأسلحة تكفي لتدمير الشرق الأوسط بكامله .

أكد بالصور ان دولة الإحتلال الصهيوني تستعد لإنتاج القنبلة الهيدروجينية، وقال انه يرى المؤامرة الصهيونية في كل مكان ، ودعا البرادعي لتفتيش منشآت دولة الإحتلال الصهيوني النووية .

طلب العودة للمغرب وأصرت دولة الإحتلال الصهيوني على احتجازه.

في حبس انفرادي داخل زنزانة مساحتها 9 أقدام طولا وست أقدام عرضا عاش الرجل وحيدا، ينام ويصحو وحده ويأكل وحده، لقد ظل وحيدا في تلك الزنزانة لمدة تزيد على 18 عاما ممنوعا من الاختلاط بنزلاء السجن، ولا يستطيع حتى رؤية وجوه مختلفة عن تلك الخاصة بسجانيه إلا عندما يرى شقيقه مرة كل 14 يوما حيث تتلامس أصابعهما عبر القضبان الحديدية، هذا هو كل ما ناله هذا الشخص من العلاقات الإنسانية، هذا الشخص هو موردخاي فانونوا أحد أهم الفنيين الذين عملوا سابقا في المشاريع النووية الصهيونية والذي قدم بالدليل القاطع للعالم عام 1986 ما يثبت امتلاك بلده دولة الإحتلال الصهيوني لـ 200 رأس نووي فضلا عن أسلحة كيماوية وبيولوجية.
لكن الموساد تحرك على الفور ولقن فانونو درسا قاسيا فوق أرض الكيان الصهيوني بعد أن نجح في خطفه ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمية وإلقائه في غياهب السجن ولكن بعد أن كشف للعالم كل أسرار ترسانة أسلحة التدمير الشامل الصهيونية.

موردخاي فانونو اسم قد لا يعرفه الكثيرون، وربما حتى لا يتذكره الذين يعرفون قصته إلا بصعوبة بالغة فقد تبخر اسمه من ذاكرتهم وطواه النسيان رغم أنه مسؤول عن تفجير واحد من أخطر أسرار القرن العشرين عندما قدم للعالم الدليل الدامغ على امتلاك دولة الإحتلال الصهيوني القنابل النووية، لقد دعا محمد البرادعي رئيس الهيئة الدولية للطاقة الذرية لإرسال بعثة تفتيش على مفاعل ديمونة وأعلن أنه يريد العودة لوطنه الأصلي المغرب فيما أصرت السلطات الصهيونية على منع سفره وحظر لقاءه بالأجانب.

البداية كانت في عام 1954 في مراكش بالتحديد في الجيتو اليهودي الضيق بالعاصمة المغربية الرباط، حيث أنجبت زوجة الحاخام فانون طفلا ذكرا أطلقت عليه اسم موردخاي بعد سنوات ألحق أسرة الحاخام فتانونو طفلها موردخاي بمدرسة عادية خارج الجيتو اليهودي هي مردسة الإيناس حيث أختلط ببقية التلاميذ المسلمين والمسيحيين المغاربة وهو يردد وسطهم كل صباح النشيد الوطني المغربي تعلم موردخاي العربية والفرنسية في المدرسة وفي المنزل كان والده الحاخام المتطرف يعلمه العبرية ويزرع بداخله أنه مختلف عن بقية التلاميذ المسيحيين والمسلمين في المدرسة لأنه يهودي .

وكان الطفل الصغير يعجز عن فهم ما يؤكده والده من أن وطنه هو دولة الإحتلال الصهيوني، وليس المغرب وهو ما جعل موردخاي يشعر بالتمزق بين شعوره بالانتماء إلى وطنه ياول أن يزرعها بداخله وكلها كانت ذات طبيعة عنصرية سواء من حيث الزعم بأن اليهود هم شعب الله المختار أو من حيث اعتبار دولة الإحتلال الصهيوني الوطن القومي لكل يهود العالم.

وفي عام 1963 فوجئ الطفل موردخاي فانونو بأسرته. الأب والأم و 11 من الأبناء والبنات يحزمون أمتعتهم استعداد للرحيل وعندما سأل والده الحاخام قال له: إننا ذاهبون إلى أرض الميعاد إلى دولة الإحتلال الصهيوني وطننا الحقيقي وتساءل الطفل الذي كان قد بلغ التاسعة من عمره ومدرستي وزملائي وأصدقائي هنا ورد الأب بشراسة ليس لنا أصدقاء هنا إنهم أعداء كلهم أعداء وسافرت أسرة الحاخام فانونو إلى دولة الإحتلال الصهيوني حيث استقرت في منطقة بير سبع بصحراء النقب وهناك ألحقه والده بمدرسة بيت يعقوب التابعة لحزب أجورات دولة الإحتلال الصهيوني وهو أحد الأحزاب الدينية الصهيونية المتطرفة وكانت صدمة فانونو هائلة جينما شعر بالفارق الهائل بين مدرسة الإيناس المغربية ومدرسة بيت يعقوب اليهودية الصهيونية في الأولى كان التلاميذ مختلف الديانات أصدقاء يتعلمون المواد الدراسية وسط مناخ من الحب والتفاهم، أما في المدرسة الدينية اليهودية لقد كان جميع التلاميذ من اليهود، والمدرسون من الحاخامات والمتطرفين اليهود الذي يعلمونهم أنهم أفضل من بقية البشر،وأن العرب والمسلمين أعداء وحيوانات يجب تدميرهم والقضاء عليهم مرت السنوات وتخرج موردخاي فانون في المدرسة الثانوية والتحق بخدمة الجيش الصهيوني حيث اكتشف بشاعة ملامح العنصرية الصهيونية وأدرك موردخاي أن التطرف الديني اليهودي والجشع السياسي الصهيوني وراء كل الحروب والصراعات بين العرب واليهود، وبعد انتهاء خدمته في الجيش التحق بالجامعة وأنهى دراسته بها.

بعدها حصل على وظيفة فني في مفاعل ديمونا الشهير والمخصص للأبحاث النووية السرية في دولة الإحتلال الصهيوني الذي وصفه هو فيما بعد بأنه معبد الشيطان، وكان الفضل في حصوله على هذه الوظيفة يرجع إلى نفوذ والده الحاخام فانونو الذي عرفه الصهاينة كرمز لتطرف اليهودي وأيضا للأطماع الصهيونية في الأراضي العربية، كان دخول موردخاي فانونو إلى مفاعل ديمونة الذي يعمل به الآلاف من الصهاينة بعدما قسموا اليمين على التزام السرية ضربة قاضية دمرت كل أمل لديه في أن تتخلى المؤسسة العسكرية الصهيونية سياستها العدوانية ومخططاتها التآمرية ضد العرب بل والعالم أجمع حيث اكتشف موردخاي أن المفاعل النووي الصهيوني في ديمونة ليس مجرد مفاعل صغير يهدف إلى استخدام الطاقة الذرية في الإغراض السليمة كما كانت تروج له دولة الإحتلال الصهيوني حيث شاهد بنفسه داخل ديمونة مفاعل فصل البلوتونيوم ومعدات إنتاج مادة الترتيتيوم وهي مواد لا علاقة لها بالمفاعلات السليمة بل إنها تستخدم فقط في صناعة القنابل النووية.

ولاحظ موردخاي فانونو أن الدور الخامس في المفاعل يحظى بإجراءات أمنية خاصة وأن الدخول إليه مقصور على عدد محدود للغاية من المسؤولين والعلماء وقد أطلقوا على هذا الدور اسم جولدا مائير رئيسة وزراء دولة الإحتلال الصهيوني السابقة وكانت الشفرة الخاصة بالدخول إليه والتي عرفها موردخاي هي الحرفان أم إم وهما أول حرفين من اسم جولدامائير وبعد أن تمكن موردخاي فانونو من الدخول إلى هذا المكان استطاع أن يعرف كل أسرار البرنامج النووي الصهيوني وتأكد من أن هذا المفاعل ليس مخصصا للاستخدام السلمي للطاقة الذرية، والأخطر من ذلك هو الحقيقة التي توصل إليها وهي أن دولة الإحتلال الصهيوني لا تسعى كما يقول البعض لامتلاك أربع أو خمس قنابل ذرية لردع العرب ومنعهم من شن أي هجوم ضدها. بل إن دولة الإحتلال الصهيوني لديه بالفعل 200 رأس نووية أو قنبلة ذرية وهو عدد هائل لا يمكن أن يكون الهدف منه هو مجرد الرجع وظهرت الحقيقة جلية واضحة أمام موردخاي الذي تأكد أن كل هذه الرؤوس النووية هي جزء من خطة صهيونية تستهدف السيطرة على الشرق الأوسط وربما العالم، أجمع واقتنع موردخاي فانون بأن العالم كل يجب أن يعرف كل هذه التفاصيل المروعة للبرامج النووي الصهيوني وبأن العالم كله يجب أن يتأكد من الطبيعة العدوانية المدمرة لمفاعل ديمونة وأسلحة دولة الإحتلال الصهيوني الذرية وفي إطار هذه القناعة تمكن موردخاي فانونوا من الدخول إلى المصنع الذي كانت تتم فيه علميات إعادة معالجة البلوتونيوم التي تساعد على صناعة أسلحة نووية ، وتمكن من التقاط صور للماكينة والآلات المخصصة لذلك وكانت تلك الصور هي الوحيدة التي التقطت عما يدور داخل مصنع القنابل النووية في دولة الإحتلال الصهيوني كما تمكن من الحصول على وثائق ومستندات حول كم المواد المعالجة وبذلك أصبح في يديه الدليل الفعلي على أن دولة الإحتلال الصهيوني تمتلك برنامجا متقدما للغاية في هذا المجال، بعدها غادر دولة الإحتلال الصهيوني خفية حاملا معه المستندات والصور حيث ذهب إلى لندن وهناك سلم مع معه إلى صحيفة صنداي تايمز البريطانية.

وفوجئ العالم بالصحيفة البريطانية تنشر قصة طويلة ومؤكدة ومفصلة تؤكد أن كل ما كان موضع شك من قبل عن البرنامج السري الصهيوني للتسليح النووي ومن خلال الصور وملاحظات فانونو استطاع الخبراء الاستنتاج أن دولة الإحتلال الصهيوني تمتلك سادس أكبر مخزوم من الأسلحة النووية في العالم وبينما كان فانونوا في انتظار استقصاء الصحيفة صدق معلوماته.

انتابه شعور شديد بالوحدة وازداد قلقه، وكان الموساد مستعدا للاستفادة من هذه اللحظة فتم دفع طالبة من أصل أميركي تدعى سيندي لمصادقته وأقنعته سيندي بالسفر معها إلى روما حيث حددت له فندقا ليقيما فيه.

وهو الفندق الذي اتفقت مع الموساد على التوجه إليه لتسهيل اختطاف موردخاي فانونو وبالفعل تمكن الموساد من اختطافه بعد أن تمكن من تخديره ونقله إلى دولة الإحتلال الصهيوني حيث قدم لمحاكمة.
المصدر: المركز العربي للدراسات المستقبلية

سيكولوجية التعذيب في السجون الإسرائيلية.

سيكولوجية التعذيب في السجون الإسرائيلية.

دولة الإحتلال الصهيوني تستلهم التجارب الانجلوساكسونية لتدمير الدماغ العربي.
العلوم النفسية لم تخترع التعذيب ولكنها ساهمت في تحويله إلى تقنية. فهذه العلوم قدمت معلومات وأفكاراً ووصفات لكل المؤسسات البوليسية في العالم، التي تستخدم هذه المعطيات لإجبار الأفراد على البوح بالمعلومات أو لإكراههم على تغيير قناعاتهم. والواقع أن افتقاد التعريف الدقيق للشخصية السوية (الطبيعية) يجعل الفصل دقيقاً بين الشفاء النفسي وبين عودة الشخص إلى طبيعته (التي لا نملك لها تعريفاً). الأمر الذي يغري المعالج الاختصاصي - البوليسي باجتياز هذا الفاصل. وهو اجتياز يساوي بداية إساءة استخدام العلوم النفسية. وهي إساءة تحدث بدرجات مختلفة باختلاف الدافع لهذا الاجتياز. ولعل أبسط درجاته الدعاية التي تستغل نقاط ضعف المستهلكين وتدعوهم لإكمالها (الوصول إلى السواء). من هنا يبدأ التأثير في الوعي باستغلال نواقص لدى المستهلك، هي نواقصه، وليس إلى مواجهته بها (وإلاّ كان الوضع مطابقاً لما يسمى بالعلاج الوحشي).

أ‌- في إصلاحية (Wallo Wallo ) في ولاية واشنطن استخدم المدير وسائل إصلاحية فريدة من نوعها. فقد كان يجبر المساجين على العودة إلى طفولتهم (نكوص إجباري) عن طريق إجبارهم على ارتداء القماط (اللفافة) وعلى تناول الحليب بالرضاعة وعلى الزحف أرضاً. وقد خضع لهذا العلاج حوالي الألف سجين وعلى امتداد اثني عشر عاماً. وقد أطرى بعض السلوكيين من المتخصصين على هذه النظرية العلاجية‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍11

ب‌- في أيرلندا الشمالية سادت ولفترة الطريقة الآتية: يلبس المسجون قناعاً له فتحة فقط مكان العينين ويتضمن عازلاً سمعياً. ثم يحرم الشخص من النوم نهائيا خلال الأيام الأولى من احتجازه ويجبر أيضاً على البقاء في وضعية الوقوف (ولا يسمح له بالاستلقاء) وكذلك فهو يحرم من الطعام خلال هذه الأيام.

ج‌- يعترف الجنرال الفرنسي (Massu) في مقابلة إجراها معه فرانسوا شاليه(Francois chalai) (على القناة الثانية الفرنسية) باستخدام الفرنسيين لتقنية "الاستجواب العميق" في الجزائر خلال فترة أواخر الخمسينيات، وتتضمن هذه التقنية الحرمان الحسي للشخص لبضعة أيام (أي منعه من الأكل والنوم والسمع والنظر والإستلقاء… إلخ).

د‌- في البرازيل جرى الحديث عن تقنية "الضجة البيضاء" فبدلاً من الصمت المطبق (الهادف للحرمان الحسي- السمعي) كان السجين يتعرض إلى ضجة طاغية كفيلة بأن تطغى على ما عداها من الأصوات (بما فيها صوت السجين نفسه). وبهذه التقنية يصبح الشخص عاجزاً عن التمييز بين ما هو واقع وبين هواماته وهلوساته الشخصية. مما يضعه في حالة اصطناعية من تفكك الشخصية.

ه‌ـ - لقد طورت بلدان ما وراء الأطلسي وابتداءً من العام 1956 تقنيات متطورة لتفكيك الشخصية. وكلها متمحورة حول عزل السجناء بهدف تعطيل دماغهم وإلغاء أية مقاومة دفاعية عندهم. إضافة إلى التسبب بالقلق والإذلال المعنوي وصولاً إلى إحداث تناذر دماغي يحول الشخص إلى ودود، مطواع على استعداد لتقبل الإيحاءات وصولاً إلى العجز عن سيطرته على نشاطه الذهني.

و‌- رأي الطب: أجرى البروفسور زيبيك (Zubec) دراسات على أشخاص تعرضوا لتجربة الحرمان الحسي. وخلص من دراسته إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون طويلاً لهذا الحرمان تلاحظ لديهم تغييرات على صعيد تخطيط الدماغ بحيث تصبح موجات هذا التخطيط بطيئة. كذلك جرت بحوث تحت إشراف وزارة الدفاع الكندية. وقد انبتت تهيؤات هذيانية لدى المسجون. وتتحول إلى الهلوسة مع ازدياد مدة الإقامة. وكان الباحثان سميث ولويتي (Smith and Leuty) ) قد أثبتا منذ العام 1959 بأن الاحتجاز في غرفة صامتة من شأنه أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية تتفاوت حدتها وخطورتها بحسب الشخصية الأساسية للأفراد.

ي‌- التعذيب الصهيوني: لقد استلهمت دولة الإحتلال الصهيوني كافة التجارب الانجلوساكسونية للتأثير في --- الوعي ولغسيل الدماغ وهي قد خرجت منها بباقة منتقاة من وسائل التفكيك للشخصيـة

أضافت إليها تجارب ألمانية وخصوصاً تجارب غروس وماير، وصولاً إلى تقنية الرجرجة، وفي ما يلي نموذج لهذا التعذيب.

‌أ- الغرفة الصامتة: تخيل الرتابة البيضاء لزنزانة مزوّدة بنور مصباح من النيون، بياضه يبهر وهو مضاء ليل نهار، وهذا العزل البصري يتلاءم إضافة إلى ذلك مع عزل سمعي: تخيل هذا السكون المصطنع حيث أبسط الأصوات، كحفيف الثياب مثلاً، تصمم الآذان. وإيقاع الأصوات اليومية التي يحتاجها كل إنسان للارتكاز على ذاته، هذا الإيقاع يلغى، والمعذب لا شكل معروفاً له ولا وجه له. تلغى كل المثيرات الخارجية الحواسية (ضجيج تعاكس الأضواء والألوان)، وهذه المثيرات لا يستغني عنها في عملية حفظ وصيانة الوظائف الأكثر أهمية عند الكائن الإنساني.

‌ب- تدمير الدماغ: إن هذا الشكل من أشكال التعذيب يجعل المرء في حالة من الخضوع لم يعرف حتى في العهد النازي. ومن هنا ندرك أن غسيل الدماغ ما هو إلاّ مرحلة من مراحل التدمير الكامل للشخصية. وهو السبب الحقيقي لابتكار الغرفة الصامتة. وهذا أمر يسهل برهانه (إثباته) إذ أن العزل السمعي والبصري (الكامل) أي عزل محيطي كامل، لا يمكن إلا‍ّ أن يؤدي إلى تشويه الشخصية إذ أن العلاقة التواصلية مع البيئة الاجتماعية المحيطة تشكل أحد العناصر الأساسية التركيبية للشخصية. وفي هذا الصدد يقول الطبيب النفسي الهولندي "ستيف تونز" بأن السمع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحس الجاذبية وهذا الأخير هو حس في غاية الأهمية بالنسبة إلى حس التوجيه، وبأن حس التوجيه في ما يتعلق بمركز الجاذبية تشكل حد العوارض الأساسية للوصول إلى أحداث الصرع وتأثير الصدمات الكهربائية، والبنية الإنسانية تعجز عن مقاومة الحرمان الحواسي المصطنع الذي يحدثه البشر.

متعددة هي أذن تأثيرات التعذيب، وكل وصف لها لا يمكن إلاّ أن يكون تقريبياً. ومع ذلك ها نحن نظهر بعضاً من تأثيراتها الأساسية: فقدان خاصية التركيز والتفكير بشكل متماسك والعجز عن التوجيه زمانياً ومكانياً وهلوسات و (هذيانات) إحساس بالازدواجية وبفقدان الأعضاء واضطرابات قلبية ونفسية وفقدان التوازنات الحركية وارتجاف وتقلّصات كما يحدث أثناء الصدمة الكهربائية.

‌ج- شهادة سجينة: تصف سجينة تعرضت لهذا التعذيب في سجن ألماني إحساسها على النحـو الآتي :

"يشعر المرء بأن رأسه ينفجر، وبأن قفص جمجمته سوف ينكسر ويتفجر وبأن النخاع الشوكي يدخل منه إلى الدماغ. وينتابنا إحساس بأن الدماغ يتقلص باستمرار تحت وطأة توتر يجهل مصدره وكأنه مسيّر إليكترونياً. ثم أن الإنسان يحس بأنه يدير وتتقارب الأفكار في رأسه ولا يستطيع التخلص من هذا الإحساس إلاّ إذا تحرك. والمرء لا يدري لماذا يرتجف ولماذا تتجلد أطرافه برداً ولكي يتكلم بصوت طبيعي عليه أن يبذل جهوداً مضنية وعليه تقريباً أن يصرخ ويشعر المرء كما لو أنه أصبح أخرس ولا يمكنه أن يحدد معنى الكلمات000".

‌د- تقنية الرجرجة: وهي من أحدث إساءات استخدام المعارف المتوافرة عن دراسات النوم وعلاقتها بالتوازن النفسي للإنسان. فأساليب غسيل الدماغ المعتمدة على الحرمان الحسي باتت معروفة ومدانة. وهي عملياً صالحة للاستخدام خلال الفترة الأولى من الاعتقال. أما تقنية الرجرجة فهي تمتاز بعدم وجود دراسات كافية لتأثيراتها إضافة إلى انخفاض نسبة وفيات المتعرضين لها. وهي مميزات جلبت الصهاينة إليها لأنها تجنبهم الانتقادات الموجهة إلى وسائل التعذيب التقليدية. وتعطيهم ذات التأثير المطلوب على أسراهم. وتتلخص تقنية الرجرجة بوضع جهاز يحدث رجرجة بسيطة تحت الرأس بحيث لا يمنع الشخص من الإغفاء. لكن هذه الرجرجة تؤثر في مراحل النوم بحيث يصبح تعاقبها معوقاً. الأمر الذي يؤدي إلى زيادة فترات النوم السطحي وانخفاض في فترات النوم التي تحدث فيها الأحلام. فتكون النتيجة اضطرابات ذكروية. خصوصاً لجهة انتقال الذكريات من حيز الراهنية إلى حيز التخزين، كما تؤثر هذه ا لرجرجة إلى الأنماط اليومية (Rhytmes Circadiennes ) للشخص بحث تضطرب ساعته البيولوجية في ما يتعلق بوقت النوم وبعدد ساعاته ومرات التبول وسائر العمليات المرتبطة بالجهاز العصبي اللاإرادي. الأمر الذي يؤثر في القوى الإدراكية للشخص فيصيبها بأعطال مزمنة. كما تؤدي هذه التقنية، ولو في حالات نادرة، إلى تشجيع تطور العديد من الأعطال الدماغية لدرجة التسبب بوفاة بعض المعتقلين.

ومع كل السرية والتكتم المحيطين بأساليب معاملة دولة الإحتلال الصهيوني للأسرى العرب فإن تقارير الصليب الأحمر الدولي تشير إلى أن التقنيات التعذيبية المستخدمة ضد السجناء العرب في
دولة الإحتلال الصهيوني تفوق قدرات الاحتمال البشري. ولعله من المفيد للموضوعية أن نذكر هنا بأن هذا التعذيب يرتكز على منطلقات تمييزية تتعلق بإنسانية الأسير نفسه. فهو يتعرض للمعاناة بسبب انتمائه العربي والشك بأفعال تنسجم مع هذا الانتماء وليس بسبب مخالفات قانونية أو سياسية محددة. لذلك فإن كل عربي مرشح لأن يكون إرهابياً أو ذا صلة بالإرهابيين تجعل تعرضه للرجرجة مبرراً، دون الالتفات إلى تعريف قانوني وإنساني مقبول وشامل للإرهاب. إذ يخضع للرجرجة كل من تنطبق عليه صفات الإرهابي بحسب قاموس نتن ياهو في كتابه "سكان تحت الشمس" لا يجده إلاّ بإرهاب الآخرين وبقمع ردود فعلهم على إرهابه.

2014-06-30

عرض كتاب إنهيار إسرائيل من الداخل

إنهيار إسرائيل من الداخل
كتاب من تأليف: د. عبدالوهاب المسيري
الصفحات: 206 صفحات من القطع المتوسط
عرض مصطفى عبد القادر

عنوان هذا الكتاب خادع وهو يداعب أماني قرائه، رغم ما هو معروف عن مؤلفه من موضوعية وأكاديمية فهو ممن تخصصوا في دراسة الصهيونية واليهودية واصدر موسوعة متخصصة في هذا المجال وهو ما يحملنا على أن نأخذ ما يقدمه في هذا الخصوص بكل اهتمام ويجعلنا نذهب إلى أن العنوان ربما يكون جاء من الناشر بهدف تسويقى ليس إلا. المهم أن الكتاب رغم ما سبق يقدم جوانب كثيرة الأهمية بشأن الداخل الاسرائيلي تساعد على فهم الكيان الصهيوني وجذور تكوينه وفهم الكثير من سياساته، كل هذا رغم أن الكتاب في الأصل عبارة عن مقالات متفرقة لم تكتب في الأصل لتكون كتابا وهو ما يفترض معه أن تغيب عنه الرؤية الشاملة وقد حاول الكاتب تجاوز ذلك بإعادة صياغة بعض المقالات والإضافة اليها لتخرج في صورة متكاملة وإن كان ذلك لم ينجح في بلورة فكرة أساسية لتكون محور الكتاب ينتظمها خيط فكري واحدومن خلال ثمانية فصول يتناول الكاتب الدكتور عبدالوهاب المسيري موضوعه مستعرضا المشكلة الديمغرافية اليهودية والنبوءات الصهيونية وطبيعة الصهيونية كظاهرة استعمارية استيطانية عارجا على العنف الصهيوني مع تناول الانتفاضة وتقديم عرض تفسيري لما يثار بشأن الهيكل وإعادة بنائه. ويحاول من خلال كل ذلك أن يصل إلى تحديد طبيعة الأوضاع داخل اسرائيل وأثر ذلك على مستقبل الدولة العبرية.
بداية يشير المسيرى إلى أن الصهيونية ظهرت كفكرة في أواخر القرن السابع عشر وتم بلورتها منتصف القرن التاسع عشر وترجمت نفسها إلى المنظمة الصهيونية العالمية في أواخر القرن التاسع عشر ثم أخيرا الدولة في منتصف القرن العشرين.
ويشير إلى أن مصطلح يهودي يعد عاما للغاية ومقدرته التفسيرية ضعيفة، إن لم تكن منعدمة بسبب عموميته وإطلاقه.ثم يعرض لبداية الشتات الصهيوني (الدياسبورا) مشيرا إلى أنها كانت مع هجرة أعداد كبيرة من العبرانيين ليعملوا كجنود مرتزقة في البلاد المجاورة أو كتجار في حوض البحر المتوسط. وفي سياق تناوله للمشكلة اليهودية في شكلها المعاصر يشير إلى أن يهود اوروبا واجهوا في نهاية القرن التاسع عشر مشكلة تزايد أعدادهم غير أن الأية انعكست بعد ذلك تماما في القرن العشرين حتى وصلت حد الأزمة في الوقت الحاضر حيث تزايدت الوفيات فيما تتناقص المواليد مع تزايد معدلات الإندماج مما سيؤدي إلى تفسخ السكان اليهود بالكامل. ويفضح المسيري الأكذوبة الصهيونية حول شعب بلا أرض فيشير إلى أنه رغم قيام اسرائيل فان غالبية الشعب اليهودي (63%) تعيش في المنفى بكامل ارادتها رغم الادعاء بأنهم في حال شوق دائم للعودة إلى ارض الميعاد وهو ما يعود إلى اندماج اليهود في الدول التي يعيشون بها وهو ما يدفع اسرائيل إلى مكافحة هذه الظاهرة رغم استقرار وضع اليهود باعتبار ذلك يشكل خطورة حقيقية على الصهيونية، وتدليلا على ذلك فإن فئات من اليهود تطلق على الزواج المختلط باعتباره أحد عوامل الاندماج في المجتمعات الأخرى تعبير الهولوكوست الصامت! وترشح هذه الظواهر الاستيطان اليهودي لأزمة إزاء جفاف ينابيعه خاصة من اوروبا الشرقية.
ويحاول المسيري تفنيد الدعاوى التي تشير إلى صحة ودقة النبوءات الصهيونية موضحا أن الصورة ليس كما يحاول البعض أن يوهمنا بأن هذه النبوءات كلها تحققت وإنما هناك الكثير مما لم يتحقق. فاذا كانت اسرائيل قد أقيمت بعد خمسين سنة بالفعل بعد نبوءة هرتزل فإن نبوءة أن المانيا القوية ستقوم برعاية المشروع الصهيوني لم تتحقق، كما أن نبوءة قيام دولة مسيحية في لبنان توقع معاهدة سلام مع اسرائيل لم تتحقق ايضا.
واذا كانت التصورات الأولى تشير إلى أن حدود اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات فإن ذلك لم يتحقق ومن هنا تم التوجه إلى مفهوم الكبرى اقتصاديا! فضلا عن ذلك فإن اسرائيل ليست المدينة الفاضلة كما تحدث عنها المفكرون الصهاينة الأوائل فهي ليست سوى ثكنات عسكرية ضخمة وتضم تجمعات اثنية ودينية مختلفة وهو ما يعني سقوط الايديولوجية الصهيونية حيث لم يعد يهود العالم يرون أن الصهيونية أيديولوجية لها أي معنى بالنسبة لحياتهم في أوطانهم.
ويقدم لنا المسيرى في الفصل الثالث تفسيرا ذا دلالة حول نشأة الكيان الصهيوني موضحا طبيعة ارتباطه بالاستعمار العالمي فيشير إلى أنه نتج عن الثورة الصناعية الأوروبية فائض سلعة وفائض بشري وقد كان الاتجاه إلى حل هذه المشكلة الأخيرة عن طريق الاستعمار الاستيطاني واكثر أنواعه خطورة هو الاحتلالى كما في الولايات المتحدة واسرائيل وهو يفوق خطورة الاستعمار الاندماجي او ذلك المبني على التفرقة اللونية، وهذا هو الاطار الذي تم من خلاله حل مسألة يهود اوروبا موضحا أن بلفور والذي اصدر وعدا بوطن قومي لليهود في فلسطين كان هو ايضا الذي اصدر قانون الغرباء عام 1905 لمنع أو الحد من الهجرة اليهودية.ونظرا لطابعها الاحتلالي ذاك فقد كان خيارها العنف والشراسة مع المقاومة العربية وهو ما طرح مفهوم الجدار الحديدي الذي طوره شارون إلى الفولاذي. وتعتمد نظرية الجدار الحديدي على هزائم مكلفة تؤدي إلى تحولات لدى الخصوم من متطرفين عنيدين إلى معتدلين على استعداد للمساومة بهدف تحويل الصراع الوجودي بين الصهاينة والعرب إلى سلام قائم على التوافق وليس العدل. وهنا يكشف المسيري عما يسميه صهينة اليهودية وهو استغلال المفاهيم الدينية وافراغها من مضمونها الأخلاقي والروحي واستخدامها في تعبئة الجماهير خلف صفوفها، وهو ما يجد تطبيقه في التداخل بين القومي والديني فيما يسمى بعيد الاستقلال.
في سياق استعراضه للكيان الاسرائيلي وسياساته يعرض للعنف الصهيوني معربا عن دهشته لذلك الخلط الذي نشهده في المفاهيم موضحا أن مصطلح وقف العنف الذي يتردد في الأونة الأخيرة ليس سوى جزء من خط طويل من المصطلحات المتحيزة ضدنا ويأتي على شاكلتها مصطلحات مثل الأرض مقابل السلام، الأرض مقابل الأرض، الأمن مقابل الأمن، فكلها مفاهيم تعني الاستسلام والرضوخ للمطالب الاسرائيلية.ويعرض هنا لنظرية التفوق الاسرائيلي مشيرا أن معظم اليهود حينما يتحدثون عن إله فإنهم لا يتحدثون عن إله العالمين وإنما عن إله قومي مقصور على اليهود، إله اختارهم من دون البشر (وهي رؤية وثنية) ومن هنا تقسيمهم للعالمين إلى يهود يقفون داخل دائرة القداسة وأغيار يقفون خارجها وهو ما يفسر ايضا ايمان شارون بحق اليهود في العودة رغم تركهم للارض منذ ألاف السنين وانكار نفس الحق على الفلسطينيين، مشيرا هنا إلى أن انتخاب شارون إنما يعبر عن التشدد الصهيوني واليأس ايضا. وفي محاولته تفسير الصمت الغربي وطرح ما يسمى بوقف العنف يشير المؤلف إلى أن ذلك نابع من استمرار أسطورة الاستيطان الغربية، فالصهيونية ليس سوى استمرار بشكل آخر للاستعمار الغربي.
يعرض الكتاب بعد ذلك للحديث عن الانتفاضة مشيرا إلى أنها أدت إلى تقلص أعداد المهاجرين اليهود وهو ما يقوض الادعاءات اليهودية حول الأمن ما خلق دياسبورا جديدة.وفي سياق فضحه للسياسات الصهيونية يوضح المسيري أن اليهود استخدموا في التعبير عن الهجرة إلى اسرائيل تعبير او مصطلح عالياه الذي يعني الصعود إلى السماء بدلا من هجيراه الذي يعني الهجرة، وهم قد فعلوا ذلك ليحيطوا عملية الاستيطان الاستعماري الصهيوني بهالات من القداسة وكأن اغتصاب فلسطين من أهلها وطردهم منها هو فعل ديني.
ومن النقاط المهمة وذات الدلالة التي يكشف عنها الكتاب في هذا الصدد أن عدد غير اليهود من بين المهاجرين السوفييت يصل إلى نحو 50% وعدد منهم من أعداء اليهود إنما هاجروا لتحسين مستوى المعيشة.فضلا عن ذلك فإن المسيري واستنادا إلى الأرقام يشير إلى تزايد أعداد المندمجين من اليهود في مجتمعاتهم لدرجة تصل إلى حد أن النازحين الجدد من اليهود إلى مجتمعات غربية لا يقيمون روابط مع الجاليات اليهودية ويحاولون انكار أنهم يهود وهو ما يقوض من شرعية الحركة الصهيونية.
فضلا عن ذلك فإن المتقدمين للحصول على الجرين كارد في الولايات المتحدة من كل الأوساط ومن أعمار متنوعة كثيرة وقد كان للعنصر الأمني دور أساسي في ذلك، الى جانب أن المستوطنات أصبحت أكثر إفقارا وهو ما يعبر عن إنشغال مرضي بالأمن رغم أن الشعب الفلسطيني تحت الحصار والميزان العسكري لصالح اسرائيل غير أن كل ذلك لم يستطع أن يقضي على اليقين الاسرائيلي من أن الأرض ليست أرضهم، وهو ما يشير الى عوامل التآكل الداخلي في الكيان الصهيوني والتي تقوض من أركانه فاسرائيل تدفع ثمنا باهظا على هيئة خسائر مادية أو على هيئة الدمار الذي يلحق بمقدرة الجيش على القتال وهو ثمن لا يجرؤ أحد على حسابه، فضلا عن أن ذلك إنما أثبت للصهاينة صعوبة التخلص من الشعب الفلسطيني ومن وجودهم العرضي الزائل (حسب تصورهم) ولذا يحاول الصهاينة الآن قبول الأمر السكاني الواقع مع الاتجاه نحو تقليل الاحتكاك بالفلسطينيين ومحاصرتهم عبر إقامة كيان خاص بهم. وفي مؤشر على أزمة الصهيونية برز تعبير ما بعد الصهيونية وهو تعبير عن مدى عمق أزمة الأيديولوجيه الصهيونية.
وقد صاحب ظاهرة ما بعد الصهيونية ظاهرة المؤرخين الجدد الذين جعلوا همهم تقويض الأساطير الصهيونية. ورغم ذلك يشير الكاتب الى أن قادة اسرائيل ماضون في مخططهم في محاولة جعل دولتهم هي المركز الممسك بكل الخيوط أما بقية المنطقة فهي مساحات وأسواق، ويعزز ذلك ما حققته على المستوى الدولي بفضل الدعم الأميركي بما يجعلها حسب أحد الأقوال العضو السادس من الناحية الفعلية في مجلس الأمن والذي يتمتع بحق الفيتو!! في سياق التناول لقضايا الداخل الصهيوني إن صح التعبير يخصص المسيري فصلا كاملا هو السابع لقضية الهيكل. ويشير بداية الى أن الهيكل هو البيت الكبير أو البيت المقدس أو بيت الإله حسب بعض التصورات ورغم أن الهيكل ليس جزءا من العقيدة اليهودية إلا أنه يشغل مكانة مهمة في الوجدان اليهودي باعتبار أن فلسطين حسب التلمود مركز الدنيا والقدس في وسط فلسطين، والهيكل في وسط القدس، وقدس الأقداس في وسط الهيكل!!
ويشير المؤلف الى أن المشكلة عند الحديث عن الهيكل هو التساؤل عن أي هيكل يجري الحديث؟ فهناك هيكل سليمان وهو يقع فوق جبل بيت المقدس أو هضبة الحرم التي يوجد فوقها المسجد الأقصى وقد هدمه نبوخذ نصر البابلي عام 86 قبل الميلاد وهيكل زرو بابل وقد تم نهبه وحرقه. وهيكل هيرود وقد هدم سنة 70 ميلادية. وحسب التصورات اليهودية فإن هدم الهيكل هو السبب في التشتت اليهودي ولذلك لابد من إعادة بناء الهيكل مرة أخري. ورغم أن إعادة بناء الهيكل لا تتمتع بشعبية كبيرة داخل اسرائيل والتي تتمتع أو تعاني من واحد من أعلى مستويات العلمنة في العالم غير أن الاطروحات الخاصة بهذا الأمر صارت مقبولة بل أصبحت جزءا من الخطاب السياسي الصهيوني، حتى أن الحكومة أصبحت تبارك وبشكل رمزي واضح خطط أحباء الهيكل.
ضمن قراءته لطبيعة الأوضاع داخل اسرائيل وهي الميزة التي تقدمها دراسات المسيري وتفتقدها أغلب الدراسات العربية يستعرض المزيد من جوانب التآكل داخل الكيان الصهيوني مشيرا الى انصراف الشباب اليهودي عن الخدمة العسكرية فنحو 20 الى 25% يهربون اثناء الخدمة وثلث الضباط الاحتياط يتغيبون فهي حسب بعض التصورات يقوم بها البلهاء فقط وهو الأمر الذي وصل حد التسامح من قبل المجتمع تجاه المتهربين من الخدمة. وحسبما يشير المسيري فإنه اذا كانت ظاهرة الفرار من الخدمة العسكرية تعد خطيرة في أي مجتمع فإنها تزداد خطورة في مجتمع استيطاني.
ما عن الأسباب الرئيسية لذلك فيشير المؤلف الى أنها تتلخص في سقوط نظرية الأمن الاسرائيلي والتي انطلقت من أن استعمال القوة سيحقق الانتصار والأمن وهو ما أثبت فشله لتزايد الادراك أن الدولة ليست كما يتم الترويج في حالة دفاع عن النفس وإنما هي دولة عدوانية، فضلا عن تصاعد معدلات العلمنة والاستهلاكية والأمركة، وهو ما أدى في النهاية الى أن الشباب لم يعد يأخذ الأيديولوجية على محمل الجد. ويرى المسيري أن كل هذه العوامل تؤدي الى انكفاء الشخص على نفسه والبحث عن بقائه الشخصي. ويعزز من عوامل التآكل الداخلي تزايد معدلات الشذوذ والزواج بين الرجال والمطلوب عربيا بعد كل هذا إنما هو حسن استغلال هذا الوضع وتوظيف عوامل التآكل لصالحنا.
لقد اعتدنا على أن نرى الصورة التي تقدمها اسرائيل عن نفسها وهى لاشك تحاول ان تقدم صورة وردية تدفعنا الى التشاؤم، غير أن هذا الكتاب يقدم صورة مغايرة حقيقية تعبر عن رؤية متعمقة للمجتمع الاسرائيلي من الداخل وهي رؤية تفتح لنا باب الأمل غير أنه يبقى كما يقول المؤلف حسن توظيف هذه الأوضاع لصالحنا.إن المؤلف لا ينكر الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني وإنما يوضحها، بل ويصل حد القول انها تعد امتدادا للنازية حيث هناك ادراك صهيوني لوجود جوانب نازية في بعض الايديولوجيات الصهيونية، ولاينفي ما حققته اسرائيل من مكاسب على مدى العقود الماضية ولكنه يشير الى أن في الصورة من المواقف ما يمكن أن نستفيد منه.
إن المسيري لا يحاول كما في العنوان أن يداعب أمانينا بهذا الطرح وإنما هو يقدم رؤية تتسم بالموضوعية لمجتمع مصطنع تراكمت مشاكله حتى أصبح مهددا من داخله. وتتجلى موضوعية المسيري في اشارته الى أنه رغم كل ماذكره من جوانب ضعف فإن ذلك لا يعني أن المجتمع الاسرائيلي سينهار من الداخل وذلك بفضل عدة عوامل لعل من أهمها أنه مجتمع يتسم - وهذه شهادة لصالح هذا المجتمع - بالشفافية وبالتالي حينما تتضح ظواهر سلبيه فإنه يقوم بدراستها والتصدي لها أو التكيف معها، فضلا عن أن وجود المؤسسات الديمقراطية والعملية تمكن كل قطاعات السكان في التجمع الصهيوني أن يقدموا الحلول من خلالها. وعلى ذلك وكما يقول المؤلف فإن القضاء على الجيب الاستيطاني لا يمكن أن يتم إلا من خلال الجهاد اليومي المستمر ضده وهذا هو جوهر الدراسة، والفكرة الأساسية التي يلح عليها المسيري في مختلف كتاباته.