بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-09-25

من هم المؤرخون الجدد ؟ وما هي توجهاتهم ؟ وما هي أطروحاتهم وأيدلوجياتهم ؟!


من هم المؤرخون الجدد ؟ وما هي توجهاتهم ؟ وما هي أطروحاتهم وأيدلوجياتهم ؟!
حقيقة المؤرخين الجدد
من هم المؤرخون الجدد ؟ وما هي توجهاتهم ؟ وما هي أطروحاتهم وأيدلوجياتهم ؟!
لجنة البحث العلمي في مركز بيت المقدس

المقدمة:
المؤرخون الجدد أو ما يطلق عليهم "حركة المؤرخين الإسرائيليين الجدد"، حركة عملت وما زالت تعمل على إماطت اللثام عن كثير من أكاذيب اليهود التي ترادفت مع قيام الكيان اليهودي على أرض فلسطين، على ضوء الوثائق التي أفرج عنها الكيان اليهودي بعد مضي عشرات السنيين.

وقد كثر الحديث على "المؤرخون الجدد" داخل وخارج الكيان اليهودي، ما بين مؤيد لأعمالهم وما بين مشكك في نواياهم وانتماءاتهم، وآخرون فضلوا التزام الصمت ووقفوا على الحياد حتى يستبين أمرهم !!.

وهذه الصفحات إضاءات سطّرتها لعلها تلقي الضوء على جوانب متعددة في حقيقة "المؤرخون الجدد"، للكثير من التساؤلات حولهم أهمها:

من هم المؤرخون الجدد ؟ وما هي توجهاتهم ؟ وما هي أطروحاتهم وأيدلوجياتهم ؟!
وهل هم ـ حقاً ـ منصفون أرادوا أن يعيدوا صياغة الأحداث بصورتها الصحيحة ؟!
وهل هم ـ فعلاً ـ منتقدون لسياسة الكيان اليهودي، وهل كتبوا بحق لدحض الأكاذيب ؟!
وهل هم عاملون لمناصرة العرب وأهل فلسطين وذكر الحقائق لخدمة قضيتهم ؟
أم أنهم ممهدون للتسوية السلمية بنظرة جديدة ولباس جديد ؟!

كل هذه الأمور تدفعنا للبحث في ماهية تلك الحركة وأهدافها وأبعاد أطروحتها.

"المؤرخون الجدد"
من هم " المؤرخون الجدد " ؟
هم مجموعة من المؤرخين اليهود الداعين إلى مراجعة تاريخ الصراع العربي- الصهيوني على ضوء الوثائق التي أفرج عنها الكيان اليهودي - بعد مضي ثلاثين سنة- وهذه الحركة تحاول إعادة النظر في الروايات التي ترادفت مع قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، من خلال مراجعة الصيغة التاريخية الرسمية، وتنقيتها من الأكاذيب ومن حيل الحرب النفسية التي تحولت إلى مسلمات في الطرح الصهيوني!! .

متى ظهر " المؤرخون الجدد ":
يحدد تأريخ ظهور ما يطلق عليهم " المؤرخون الجدد " في نهاية السبعينيات، وترى بعض المصادر -كموسوعة اليهود واليهودية وغيرها- بأنهم أخذوا في الظهور منذ بداية الثمانينيات، ويرى البعض أن "المؤرخون الجدد" لهم جذور تسبق تاريخ ظهورهم في الثمانينات، ويحدد البعض تاريخ ظهورهم بظهور كتاباتهم وآرائهم عبر الصحف والمحاضرات والمؤلفات.

وكان هذا الظهور في الأوساط الأكاديمية عبر نوع جديد من الكتابات التاريخية، ولهذا اعتبر ظهورهم في الثمانينيات مع ظهور كتاباتهم وصياغتهم للوقائع بطرق مغايرة لما اعتاد عليه المجتمع اليهودي.

أشهر المؤرخين الجدد ":
يعتبر بني موريس نفسه مؤسس حركة "المؤرخون الجدد" ، وهو من المؤرخين المعروفين وأستاذ التاريخ في "جامعة بن غوريون" ، وكذلك "يوسي بيلين" واسرائيل شاحاك و" ايلان بابيه " و "زئيف ستيل نهيل" و "موشي سميش" و "سيمحا فلابان" و"بار يوسف" وأروي رام وسامي سموحا وباروخ كيفرلنج وتامار كارتيال وسارا كازير وجيرسون شافير وبارون ازراحي وشلومو سويرسكي وتوم سيجيف ويناثان شابيترو يورين بن اليعازر وباجيل وايلا شوحات وآفي شلايم وايلان باي وغيرهم.

مسميات مختلفة لمعنى واحد:
وحركة "المؤرخون الجدد" يطلق عليهم أحياناً مدرسة "التاريخ الإسرائيلي الجديد"" ، ويطلق عليهم أيضاً مصطلح "ما بعد الصهيونية"، وكل ذلك يشير إلى مجموعة من المؤرخين والأكاديميين والكتاب والمثقفين وعلماء الاجتماع الانتقادين الذين أخذوا وبدأوا في مراجعة الرواية الأكاديمية اليهودية للصراع "العربي – اليهودي الصهيوني"، وعلى وجه الخصوص حرب 1948م التي جرى صياغتها في السابق ضمن إطار يهودي صهيوني يعيد ترتيب الوقائع، بما يخدم الوجود اليهودي على أرض فلسطين.

المبادئ التي اعتمدها " المؤرخون الجدد " في صياغتهم للتأريخ:
يرى هؤلاء المؤرخون أن التاريخ الرسمي للدولة اليهودية قد عمد إلى تقديم تفسير سطحي ومتحيز للأحداث التي واكبت قيامها وحذف كل ما يمكن أن يعطي صورة سلبية لها، وذلك لسببين أساسيين:

أولهما: أن الذين كتبوا هذا التاريخ لم يكونا مؤرخين بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل كانوا مسجلين للأحداث ولم يكونوا من المحايدين في رواياتهم.

وثانيها: أن وجهة نظر الكيان اليهودي الرسمية كانت ترى في كتابة التاريخ بهذا الشكل أمراً ضرورياً نظراً لأن استمرار الصراع العربي الصهيوني كان يهتم برسم صورة إيجابية للدولة العبرية، لأن إبراز أخطائها من شأنه أن يضعف موقفها السياسي في صراعها على البقاء.

أما الآن فيعتقد المؤرخون الجدد أن الكيان اليهودي قد اكتسب نضجاً يجعله في غنى عن الأساطير التاريخية التي عاش فيها، والتعرف على جذور الصراع العربي الصهيوني مما قد يسهم في التعرف على أفضل الحلول له، في ظل المسيرة السلمية، وما بعد أوسلو على وجه الخصوص.

انتماءات المؤرخون الجدد:
حركة "المؤرخون الجدد" تبنت التكليف من حزب العمل للتمهيد للتسوية السلمية على أن يبدأ ذلك بالتمهيد لنشر حقيقة استحالة استمرار العداء الإسرائيلي للعرب على المستوى الذي كان عليه منذ عام 1948 م وحتى اليوم.

ومشروع المؤرخون الجدد انطلق برعاية " إسحاق رابين" الذي يبدو وكأنه الراعي الأساسي للمؤرخين الجدد ليتماشى مع مشروع " الشرق أوسطية " الذي طرحه رابين تحت شعار " نحو شرق أوسط جديد "، الذي يتماشى مع استبدال "إسرائيل الكبرى" "بإسرائيل العظمى".

ويعتبر "يوسي بيلين" -وهو أحد مفكري حزب العمل ومنظريه- من المتحمسين لإدخال أفكار المؤرخين الجدد إلى المدارس في الكيان اليهودي "غير الدينية" وتدريسها للطلاب، وقد تسلم منصب وزير العدل في حكومة باراك ، وهو من مهندسي اتفاق أوسلو.

وأصدر وزير التعليم في الكيان اليهودي "يوسي ساريد" تعليماته لإدخال أفكار هؤلاء المؤرخين إلى المدارس وتدريسها للتلاميذ، وهذا مما أعطى الحركة تأييد سياسي على مستوى عالي، يؤهلها للاستمرار ولإدخال أفكارها إلى عقول تلامذة المدارس وأيضاً نشر أعمالها بحرية، وتلك الدلائل تشير إلى علاقة هؤلاء المؤرخون بحزب العمل وبملكيتهم لخلفيات " ليبرالية ".

" طروحات " المؤرخون الجدد:
يحاول "المؤرخون الجدد" مراجعة الصيغة التاريخية الرسمية وتنقيتها من الأكاذيب التي تحولت إلى مسلمات، ويرون كذلك أنه تم طمس الحقائق التاريخية بدون أي شعور بالمسؤولية، وخدمة للأغراض الصهيونية، وعملوا على إعادة النظر في الروايات التي ترادفت مع قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

وبدأ هذا الجيل من المؤرخين بالاهتمام بالمسألة الفلسطينية وبآثار حرب 1948م، وانعكاساتها على الفلسطينيين، فلجأوا إلى إعادة كتابة الأحداث بأسلوب جديد خارج عن الرواية السابقة التي تجنبها التاريخ اليهودي الرسمي، ويمكن تحديدها بنقاط خمس:

1-الإقرار بأن اليهود قد دمروا الكثير من القرى والمدن، وقتلوا الكثير من أهل فلسطين خلال فترة قيام الكيان اليهودي، حيث الرواية الصهيونية السابقة لم تشر تماماً إلى الخسائر اللاحقة بالمدن والقرى الفلسطينية.
2-الحديث عن طرد السكان من قراهم ومنازلهم وتدميرها بعد ذلك.
3-نقض رواية أن نزوح الفلسطينيين حصل بسبب نداء من القادة العرب الذين طلبوا فيه من الفلسطينيين مغادرة أرضهم بصورة مؤقتة تسهيلاً لدخول الجيوش العربية.
4-ومراجعة المقولة بأن "إسرائيل" كانت مستعدة لإقامة السلام مع العرب لكن هؤلاء كانوا يرفضون الاعتراف بها.
5-وإعادة النظر في مقولة أن اليهود حققوا المعجزة التاريخية بانتصارهم على العرب في حرب 48م.

وهكذا توصل المؤرخون إلى الطعن بالرواية الرسمية واتفقوا على كونها مركبة من مجموعة مقولات أو ادعاءات باطلة أو غير دقيقة على الأقل، واتفقوا على تسميتها بـ " الأساطير الصهيونية " كون الصهيونية نجحت في ربط كل كذبة من أكاذيبها بواحدة من الأساطير اليهودية، وذلك حتى تقنع الرواية الرسمية بالمنطوق التاريخي الموحد بأن الصهيونية قد حققت معجزة إقامة "دولة إسرائيل" .

" يقول بني موريس أحد ابرز المؤرخين الإسرائيليين الجدد – الذي يعرف نفسه بأنه صهيوني – وهو معروف بين زملائه بأنه الأقل اهتماماً بالسياسة – وهو باحث ومراسل ميداني وصحفي، أن مهمته تتمثل بعرض المعلومات ويترك للقارئ استخلاص النتائج فهو يقول مثلاً: "نحن الإسرائيليين كنا طيبين، لكننا قمنا بأفعال مشينة وبشعة كبيرة، كنا أبرياء لكننا نشرنا الكثير من الأكاذيب وإنصاف الحقائق، التي أقنعنا أنفسنا وأقنعنا العالم بها، نحن الذين ولدنا لاحقاً بعد إنشاء الدولة – عرفنا كل الحقائق الآن – بعد أن عرض علينا زعماءنا الجوانب الإيجابية فقط من تاريخ " إسرائيل " لكن للأسف كان ثمة فصول سوداء لم نسمع شيئاً عنها ، لقد كذبوا علينا عندما أخبرونا أن عرب اللد والرملة طلبوا مغادرة بيوتهم بمحض إرادتهم، وكذبوا علينا عندما أبلغونا أن الدول العربية أرادت تدميرنا، وإننا كنا الوحيدين الذين نريد السلام طوال الوقت، وكذبوا عندما قالوا: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "، وكذبة الأكاذيب التي سموها الاستقلال – ويضيف بني موريس " لقد حان وقت معرفة الحقيقة، كل الحقيقة، وهذه مهمة ملقاة على عاتقنا نحن المؤرخين الجدد".

فقد أقر "المؤرخون الجدد" ببطلان المبررات التي ساقتها الحركة الصهيونية في رفضها الاعتراف بارتكاب أية أخطاء في حق الشعب الفلسطيني والتي كان من أهمها "إنها لم تكن تريد طرد الفلسطينيين، بل كانت تريد العيش معهم في سلام، ولكن هم الذين رفضوا قرار التقسيم، وهم الذين شنوا الحرب على اليهود بغرض القضاء عليهم، وهم الذين تركوا ديارهم طواعية ليتركوا الفرصة لتدخل الجيوش العربية لقتال اليهود.

وأعادوا بذلك النظر في الدعاية الذي ظل يروج لها الإعلام اليهودي لعقود طويلة وهي أن "إسرائيل" لا ذنب لها في هذه المشكلة لأن الفلسطينيين هم اللذين تركوا ديارهم بكامل إرادتهم.

والمؤرخون الجدد الآن تنصب بحوثهم على إثبات أن المنظمات العسكرية الصهيونية التي شكلت جيش الكيان اليهودي قبيل الحرب، انخرطت في برنامج تهجير واع للفلسطينيين يستهدف طردهم من فلسطين انسجاماً مع الفكرة الصهيونية الأساسية حول الترانسفير بضرورة إخلاء الأرض للمهاجرين اليهود وعدم إمكانية وجود شعبين في البقعة ذاتها.

وهذا الطرح "للمؤرخون الجدد" – المتفاوت من مؤرخ لأخر – يناقض الرواية اليهودية الرسمية التي تنص على أن الفلسطينيين هاجروا بمحض إرادتهم، نزولاً عند طلب الحكومات العربية لهم كي يخلوا المناطق التي ستتعرض للعمليات الحربية العربية التي ستقضي على "الجيش الإسرائيلي" .

ورسم المؤرخون الجدد صورة أكثر واقعية تقترب إلى حد ما من الرواية الفلسطينية لوقائع تلك الحرب، والتي تبين أن تلك المطامع الصهيونية قد تم تحقيقها على حساب السكان الفلسطينيين وأن العرب أبعدوا عن طريق الطرد.

حقيقة المؤرخون الجدد
بعد أن أوجدت الصهيونية كياناً مزروعاً في القلب الإسلامي، أحس قادة اليهود أن الكثير من المصطلحات والأساطير والأكاذيب بحاجة إلى إعادة صياغة لما يحقق لليهود التلون حسب المرحلة والزمن، واستحدث "المؤرخون الجدد" أسلوباً جديداً، حيث أعادوا صياغة التاريخ المعاصر والذي ترادف مع قيام الكيان اليهودي على أرض فلسطين، وانتقدوا بل دحضوا الكثير من الأساطير والأكاذيب، لمتطلبات المرحلة القادمة من الانفتاح على العرب وأسواقهم تحت مسمى " شرق أوسطية جديد ".

وفجرت كتاباتهم الكثير من الجدل في الأوساط الصهيونية ... بسبب ما قام به هؤلاء المؤرخون من مراجعات للتاريخ الرسمي للدول العبرية، ولا سيما لمرحلة تأسيسها، وكشف حجم العنف والمجازر التي رافقت قيام هذه الدولة، كما كشفت أيضاً عند الرفض المستمر لقيادتها لمحاولات السلام مع العرب، إذ كان ذلك جدير بأن يحد من توسعتها على حسابهم.

وحتى اليوم لا تتعدى حركة المؤرخين الجدد كونها مجموعة من الأكاديميين الذين يجرون بحوثاً للتحقق من بعض الملابسات والتفاصيل المتعلقة بالصراع العرب الصهيوني منذ تأسيس الكيان اليهودي وحتى اليوم.

ويرى هؤلاء المؤرخون أن ولاة الحركة الصهيونية كانت ردة فعل على الاضطهاد الذي تعرض له اليهود، وجاءت إسرائيل لتكون حلاً ولو جزئياً لمشكلة يهود الشتات.

لهذا فأول ما تهدف إليه هذه الحركة تبرئة اليهودية من الصهيونية التي لم تعد مؤامراتها وأساطيرها قادرة على الصمود طويلاً مع ظهور وثائق ومستندات جديدة تدينها بصورة مستمرة ولذلك كان ميل الحركة لتبني شعار "ما بعد الصهيونية"، وذلك لتأمين استمرارية الكيان اليهودي، وإزالة قسم بسيط من العداء المتراكم ضدهم نتيجة لخضوعهم لإيحاءات الإرهاب الصهيوني ومشاركتهم فيه.

فالأوساط النخبوية لا تجد بأساً من تقديم اعترافات مر عليها الزمن ولم تعد تستوجب العقوبة، فالكيان اليهودي أصبح بحكم الواقع دولة موجودة وقوية ومتفوقة ويبقى إيجاد الصيغة المناسبة لاستمراريتها.
المؤرخون الجدد و" ما بعد الصهيونية ":
ويرى البعض أن ما بعد الصهيونية معادية للصهيونية وأنها تعيد النظر في كل المقولات الصهيونية الأساسية، بينما يؤكد البعض الآخر أن ما بعد الصهيونية إنما هي امتداد للصهيونية. ويصف بعض دعاة "ما بعد الصهيونية" أنفسهم مثل ( موريس ) أنه صهيوني يقوم بعمل يخدم به "إسرائيل" من خلال البحث عن الحقيقة التاريخية، بل يرى بعض هؤلاء أن ما بعد الصهيونية هي تحقيق للصهيونية، وأن السلام مع العرب هو الثمرة الطبيعية للإنجاز الصهيوني.

وكما يقول "بني موريس": "إن الكشف عن أعمال الطرد ومجازر ضد العرب في سنة 1948 م، وأعمال إسرائيل على امتداد الحدود في الخمسينيات، وعدم استعداد إسرائيل للقيام بتنازلات من أجل السلام مع دول عربية (الأردن وسوريا) بعد سنة 1948، ليس " دعاية معادية للصهيونية "، وإنما هو إضاءة لجانب من مسارات تاريخية مهمة، عتمت عليه عمداً طوال عشر سنوات من الأعوام "المؤسسة الإسرائيلية" بمن في ذلك الباحثون والصحافة – خدمة للحكومة وللأيديولوجيا السائدة ".

وبني موريس كما هو معروف بموضوعيته وبقراءاته المتجردة للتاريخ، إلا أن كتاباته لا تخلو من حس يهودي "حيث أنه يحمل إسرائيل مسئولية تهجير الفلسطينيين، ولكنه لا يعتبر أن ذلك حصل وفق خطة مدروسة وموضوعة مسبقاً ويصر موريس على أن هذا التهجير قد حصل بصورة عشوائية بل وبدعم من زعماء محليين!!.
بل إن بن جوريون نفسه – في السابق - طالب بحل المنظمة الصهيونية بعد تأسيس الدولة، فقد وصفها بأنها " التي تفقد وظيفتها بعد الانتهاء من البناء، وأن مهمة يهود العالم هي الهجرة إليها وحسب، وبإمكان الدولة الصهيونية الوصول إليهم مباشرة، دون وساطة المنظمة الصهيونية.
وقد خرج حملة خطاب ما بعد الصهيونية على النهج الصهيوني السائد والذي يقوم على لي عنق التاريخ والواقع من أجل إرساء المزاعم والادعاءات الصهيونية.
فتحدي "الرواية اليهودية" للأحداث أمر قام به بعض الباحثين من أمثال "إسرائيل شاحاك " من قبل بشكل منهجي شامل، أما يوري افينيري فقد أكد في أكثر من مناسبة أن الصهيونية انتهى دورها، وهناك من قال إن الصهيونية إن هي إلا حركة إنقاذ ليهود أوربا - من الكارثة المحيطة بهم - انتهى دورها مع إعلان الدولة الصهيونية.

وقد أوكل رابين إلى لجنة من المؤرخون الجدد ومؤيدوهم مهمة وضع كتب تنقض أساطير الصهيونية السياسية لتدريسها في المدارس، وتابعت هذه اللجنة عملها طيلة خمسة سنوات أصدرت في نهايتها مجموعة كتب منها كتاب المؤرخ الإسرائيلي الجديد "بني موريس" المعنون بـ " ضحايا الحق – تاريخ الصراع الصهيوني – العربي ( 1881 – 1999 ) والعام 1881 هو عام تأسيس أول مغتصبة صهيونية على يد يهود روس، ومع ذلك صوت الكنيست على قرار بحظر الكتاب المدرسي الجديد، الذي كان قد بدأ تدريسه قبلها بسنتين، والذي يقدم للأجيال رواية جديدة لحروب إسرائيل مع العرب.

حقيقة المؤرخون الجدد :
1-المؤرخون الجدد هم "علمانيون" يهود ، يرون أنفسهم أكثر تبصراً واستشرافاً للمستقبل، من منطلق أن مشروع الدولة " الصهيونية " قد بلغ مرحلة من الثقة بالنفس والاطمئنان على " الوجود " تقبل " ترف " إخضاع المقولات الأساسية والمقدسة في بعض الأحيان للمسائلة البحثية والأكاديمية.
2-وكل الدلائل تشير إلى علاقة هؤلاء المؤرخون بحزب العمل وبملكيتهم لخلفيات ليبرالية "، تنطلق هذه الحركة من دولة يهودية وتعمل لاستمراريتها !!.
3-والقضايا التي يثيرها المؤرخون الجدد لا تصل إلى حد التساؤل عن شرعية وجود الكيان اليهودي " إسرائيل " على أرض فلسطين ، ولكن ما تناقشه هو مسئولية الحركة الصهيونية من تهجير الفلسطينيين وأن الهجرة لم تكن طوعيه أو انصياعا لندوات من الحكام العرب إبان حرب 1948م للفلسطينيين بأن يغادروا أماكن القتال كما دأبت الدعاية الصهيونية على القول .
4-وحركة المؤرخون هي مجرد محاولة لإنقاذ الصهيونية من تطرفها وتمهيداً لمرحلة علمنة الانتماء اليهودي الذي ينقذ إسرائيل من خطر تناقص عدد اليهود في العالم مما أثر سلباً على التركيبة الديمغرافية في فلسطين لصالح أهلها الأصليين، فطرحت المناداة لتخفيف الشروط لتعريف من هو اليهودي.
5-ولم يخرج كون هؤلاء المؤرخون يهوداً يعشون على أرض مغتصبة، ويسهمون بشكل أو بآخر في استمرارية هذا الوجود على أرض فلسطين، ويعملون على أن يخضع للعقل تاريخ الكيان اليهودي منذ التأسيس، دون أن التصدى للأساطير الدينية ولخرافاتها التي أوجدت هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين.
6-والجدير بالذكر أن أعضاء هذا الفريق "الصهيوني" لا ينكرون شرعية ما يسمى "القومية اليهودية" التي أدت إلى إقامة الدولة على أرض مغتصبة اسمها فلسطين، والأهم من ذلك أن الخلاصات النهائية والاكتشافات التي تنقض ما كان سائداً من معرفة لا يترتب عليها مساءلات راهنة على الصعيد السياسي.
ولعل ما سبق يوصلنا إلى حقيقة المؤرخون الجدد الذين يمكننا وصفهم "محاربون في إسرائيل" ، "ومن أجل إسرائيل" ، فهم يخدمون الكيان اليهودي في مرحلته الحالية.

موقف المثقفين العرب من المؤرخون الجدد:
تبدو للوهلة الأولى أن أعمال المؤرخين الجدد، وكأنها تناصر العرب وروياتهم، ويعتبر "المؤرخون الجدد" بأن عملهم لا يكتمل بدون قيام حركة مؤرخين عرب جدد، بما يوحي إلى الانتقال إلى مرحلة تفاهم ما بعد الصهيونية بين العرب واليهود بما يخدم المرحلة القادمة.
ولهذا كان الموقف من المؤرخون الجدد متفاوت عند المثقفين العرب، فمنهم من أبدى الاستعداد للتعاون مع هذه الحركة، كونها أماطت اللثام عن الكثير من الأساطير اليهودية، وكشفت النقاب عن كم ضخم من الأكاذيب والافتراءات اليهودية على مر التاريخ وحتى يومنا هذا، ودعوا إلى التعاون المطلق معهم من عمل بحوث مشتركة، وإلقاء محاضرات لطلبتهم، والمشاركة في ندوات ولقاءات مشتركة، بل وإصدار مؤلفات مشتركة !!.
وطرف آخر من المثقفين أمثال د. محمد أحمد النابلسي حذروا من الركوب في مقطورتهم، ورفض الاستجابة للدعوة إلى التدوين المشترك ( عربي – إسرائيلي ) للتاريخ ، حيث أن الشيطان يكمن في التفاصيل، التي يجب علينا الانتباه عليها والتحذير من خطرها على مستقبل أجيالنا القادمة، والمرحلة الراهنة.
حيث يصف د. محمد أحمد النابلسي في كتابه " يهود يكرهون أنفسهم " " المؤرخون الجدد" بأنهم منقبين في الوثائق المعلنة - بعد 30 سنة - من قبل المخابرات في الكيان اليهودي ، ويعيدوا صياغة هذه الوثائق لتسويقها وكأنها آراء ومواقف شخصية، ويقول: لذلك فإن "المؤرخ الجديد" هو مجرد نصاب - برأي المؤلف - ويحذر بشدة من الاستجابة للدعوة إلى التدوين المشترك ( عربي – إسرائيلي ) للتاريخ .

والبعض يرى أن "المؤرخون الجدد" ليسوا جدداً أو مؤرخين فعليين، بل هم محاربون يسعون إلى إضفاء احترام جامعي أكاديميى على آراء قديمة مغلوطة، فهولاء بنوا آراءهم وتصحيحاتهم على أساطير خاطئة . . . كالذي بنى بيتاً على أرض مسروقة مسلوبة، وعند مراجعته قيل له لا يحق لك أن تحرم جيرانك من حقوقهم !!، أو توسع حديقة بيتك !! .
ويرى الطرف الأخير أن معرفة حقيقة "المؤرخون الجدد" لا تمنع من ترجمة مؤلفاتهم والاستفادة من مراجعاتهم التاريخية، وفضحهم للممارسات الصهيونية وأعمال القمع والقهر التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وقراءة ما يقدمه لنا المؤرخون الجدد من معلومات ووقائع ودراسات، واستثمارها في كشف أكاذيب اليهود وأساطيرهم ، بنصوص ووثائق واعترافات تثبت حقنا بأرضنا ومقدساتنا.

ما دورنـا ؟!
التاريخ وللأسف يكتبه القوي المنتصر!!، وأما الضعيف المغلوب على أمره، لا يكتفى بأن يعيش بهزيمته وآلامه، بل عليه أن يرضى ويصدق بهذا التاريخ، ويقبل بسرد الوقائع التي وقعت أمام عينه بصور مغايرة للحقائق، انطلاقاً من المقولة " التاريخ صنع المنتصرين "!!.

وخلال مسيرة الصراع غيروا وبدلوا الكثير، فكتبوا التأريخ كما هم أرادوا، لتخدم مصالحهم، وتكرس احتلالهم، وتبرر ممارساتهم، فكان سرد الأحداث صنيعهم، حتى صدقهم الغرب وأيدهم، وصدقهم كذلك إخواننا وبني جلدتنا !!.

فهم يكتبون التاريخ ثم يقولون بعد أكثر من خمسون سنة قفوا !! هناك مراجعات، ونأسف أن كتبنا الكثير من الأكاذيب وأنصاف الحقائق، دون أن يجرؤ أحد على الكلام !! ، نريد أن نكون منصفين في كتابة التأريخ الجديد، ولا بد من أن نعيد النظر فيما كتب لخدمتنا جميعاً !!، فهم الذين كتبوه، وهم الآن يعيدوا صياغته .

فعمدوا إلى التضليل وقلب الحقائق، عبر غارات من الأكاذيب والافتراءات التي تتعرض لها عقولنا وأسماعنا وذاكرتنا، من منطلق " إذا أردت أن تقتل عدواً لا تطلق عليه رصاصة بل أكذوبة" ، ليصبح القمع حرية، والحرب سلاماً، والباطل حقيقةً، والحقيقة باطلاً، والاغتصاب تحرير، ومقاومة المحتل إرهاب ...!!.

وأطلقوا الكثير من الأكاذيب والإشاعات لتبرير احتلال أرض فلسطين وإقامة كيانهم عليها، وأشاعوا أنهم يهاجرون إلى أرض بلا شعب، صحراء قاحلة، وعدهم الله إياها، وأشاعوا أنهم لم يأخذوا أراضي فلسطين إلا بيعاً من الفلسطينيين، وشراء من اليهود.

لا شك أننا أمام تزييف حقيقي للتاريخ المعاصر، حيث أصبح الكذب على تاريخ هذه الأمة وتزييف حقائقه الماضية والمحاضرة خطاً مستمراً ينمو مع الأيام، نعم كان ساذجاً في البداية، ولكنه تعقد مع الزمن، فأصبحت له قواعده وأصوله وأساتذته ومراكزه وجامعاته.

والتأريخ الذي نحن بحاجة له لا تأريخ اليهود والصهاينة، ولا المؤرخون الجدد"، ولكننا بحاجة إلى تاريخ عربي إسلامي للأحداث المعاصرة وبحاجة إلى رواية ووثائق عربية رسمية تقدم للباحثين والمؤرخين.
وبحاجة إلى روايات دقيقة موثقة (لدحض) أكاذيب اليهود التي انطلت على الكثير بل أصبحت مسلمات لا مجال لإنكارها أو التشكيك فيها، وهذا ما يدعونا إلى معرفة التحدي الذي نواجهه، تاريخ يسرق ويتم الاستحواذ عليه قطعة قطعة، وحجراً حجراً، إنهم يعاقبون أمتنا بالتدمير والتفكيك، وسرقة ذاكرتها وسلب روحها وتحويلها إلى أمة بلا تاريخ.

وأمام هذا الواقع المرير ينبغي أن تكون لدينا مراكز دراسات وأبحاث لدراسة تاريخنا الماضي وتحقيقه وتوثيق تاريخنا المعاصر ليكون لدينا تاريخاً مقروناً بالأدلة يغرس في نفوس أبناء الأمة عبر الوسائل الإعلامية المتاحة، كي تستطيع الأجيال أن تحفظ هويتها وتاريخها من مخطط التشويه والتحريف.

وكذلك الالتفاف حول العلماء المعتبرين، والتعاون معهم لتزويدهم بصفة مستمرة ما يخطط له الأعداء، وحاملوا لواء التأريخ للأمة، وعرض أهم الدراسات التي يقدمها المختصون لتبيان مدى مشروعيتها، والتحذير من مخاطرها.

والعمل على نشر الدراسات والإحصاءات والتقارير الموثقة حول الجهود المبذولة لتشويه التأريخ، وإعادة الصياغة بما يخدم مخططاتهم التوسعية، للتمكن من السيطرة والتغلغل.
وعمل منهج تربوي علمي لجميع المراحل التعليمية " الابتدائية - المتوسطة - الثانوي - الجامعي، وحث وزارات التربية والتعليم في دولنا الإسلامية على جعل مساق القدس وتأريخ فلسطين والصراع مع الكيان اليهودي ضمن مناهج التربية والتعليم لدى الطالب في مختلف المراحل وإدخالها كفرع في مادة التربية الإسلامية ومادة التاريخ وفي حصص الثقافة العامة والأنشطة المدرسية.
إضافة إلى تبني طباعة الكتب المتميزة، والنشرات باللغات الأجنبية التي تخدم قضية الأقصى، وتاريخ فلسطين، والصراع على المقدسات، بوجهة نظر إسلامية موضوعية.
والحمد لله رب العالمين ،،،

تقرير حال القدس الثاني من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو لعام 2014


تقرير حال القدس الثاني من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو لعام 2014
تقرير حال القدس الثاني من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو لعام 2014
"القدس الدولية" تصدر تقرير حال القدس الثاني لعام 2014:
الاحتلال يشدّد التضييق على الأقصى ويصادق على خطة لتعزيز السيطرة على شرق القدس

أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقرير حال القدس الثاني الذي يرصد أبرز تطورات الفصل الثاني من عام 2014. وتناول التقرير أبرز تطورات مشروع التهويد الثقافي والديني والديموغرافي في القدس المحتلة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو بالإضافة إلى تطوّرات المواقف السياسية العربية والفلسطينية والإسرائيلية والدولية خلال هذه المدّة التي شهدت احتفال دولة الاحتلال بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس عبر التأكيد أن "القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسم".
وسلّط التّقرير الضّوء على استهداف الاحتلال للأقصى عبر التضييق على المصلين ومصادرة هوياتهم وفرض قيود عمرية على الداخلين ولا سيما في أيام الجمعة وعرض التقرير توصيات "لجنة تْسُور" التي تطالب في جزء منها بتوسيع صلاحية قائد الشرطة في إغلاق أبواب الأقصى كافة وإبعاد المصلّين ومنع دخولهم عندما تدعو الحاجة إلى ذلك ما يساعد على تحديد اتجاهات الاحتلال حيال الأقصى في المدة القادمة.
وعرض التقرير لاحتفال "إسرائيل" بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس عبر مواقف سياسية أكدت التمسك بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية وإتباع ذلك بمصادقة الحكومة على خطة لـ "تعزيز التواصل بين سكان شرق القدس وإسرائيل". كما تحدّث التقرير عن الموقف الأسترالي حيال وصف شرق القدس بالمحتلة مع إطلالة على أبرز المواقف الأسترالية المنحازة لدولة الاحتلال.

****************************

الملخص التنفيذي
"القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسم". هكذا ينظر نتنياهو إلى القدس في الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلالها، حيث تستغل هذه المناسبة السنوية لتعيد دولة الاحتلال بمكوناتها كافة تلاوة صلاة العاصمة الموحدة للدولة العبرية والتي لا يمكن تقسيمها أو التنازل عنها. وهكذا، لا تنقضي الأيام في القدس إلا لتكشف المزيد من السياسات التهويدية التي يمارسها الاحتلال لبسط سيطرته على المدينة ومقدساتها، فاستمرت اقتحامات الأقصى خلال المدة التي يرصدها التقرير في مقابل تزايد التضييق على المسلمين وفرض قيود عمريّة وزمنية على دخولهم المسجد. أما تقرير "لجنة تْسُور" فأوصى بتوسيع صلاحية قائد شرطة الاحتلال في القدس في ما يتعلق بإغلاق أبواب الأقصى وإبعاد المصلين أو منعهم من دخول المسجد. كما استمر التهويد الديموغرافي عبر البناء الاستيطاني الذي وصفه عضو "الكنيست" من حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت بالعمل الصهيوني الذي لا يمكن الاعتذار عنه بما هو جزء من سياسة الدولة العبرية وعقيدتها. كما شهدت مدة الرصد انتخاب رئيس جديد لدولة الاحتلال في 10/6/2014 خلفًا لشيمون بيريس المنتهية ولايته، والرئيس الجديد روفين روفلين (ليكود) معروف بدعمه للاستيطان وكان قد شارك في اقتحام الأقصى عام 2000 مع شارون وفي حرب احتلال الأقصى عام 1967. وفي أجواء متصلة باحتفال "إسرائيل" بالذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس صادقت حكومة الاحتلال على خطة قيمتها حوالي 86 مليون دولار وذلك لتعزيز سيطرتها على شرق القدس.
إذًا، في تطورات التهويد الديني والثقافي فقد تواصلت اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى وسجل أكبر اقتحام في 3/6/2014 بمناسبة الاحتفال بما يسمى "عيد نزول التوراة-الشفوعوت" حيث وصل عدد المقتحمين إلى حوالي 400 في وقت منعت الشرطة المسلمين من دخول المسجد. وتكرر خلال مدة الرصد فرض شروط عمرية على المصلين لتمنع الشرطة من هم دون الخمسين أو الخامسة والأربعين من أداء صلاة الجمعة بشكل خاص. كما عمدت الشرطة بشكل متكرر إلى مصادرة هويات المصلين قبل دخولهم إلى المسجد وتحويلها إلى مركز شرطة القشلة، ومن ثم حملهم على استلامها من هناك ضمن ممارساتها الرامية إلى تثبيط المسلمين عن المسجد بسبب ما يتعرّضون له من ضغط من قبل الاحتلال. وفي إطار تهويد الأقصى، عقدت لجنة الداخلية في "الكنيست" في 19/5/2014 جلسة تحت عنوان "الاهتمام بالمبكى الصغير" للتباحث بشأن وقف رباط الكرد (حوش الشهابي) الذي يعتبره الاحتلال جزءًا من حائط البراق المحتل. واعتبرت مضامين الجلسة رباط الكرد مقدسًا يهوديًا، غير تابع للأوقاف الإسلامية، ولا صلاحية للأردن بالتدخل في شؤونه وخلصت إلى الاستمرار بالعمل على توسيع رقعة السيطرة على الوقف وتوسيع ساحة ومساحة الصلوات اليهودية فيه، من خلال أعمال إزالة لمنصوبات حديدية في الموقع.
وفي تطور مشروع التقسيم الزمني للأقصى كان لافتًا خلال مدة الرصد دعم نائب من حزب العمل (اليسار-الوسط) لاقتراح مشروع يقضي بقسيم الأقصى زمنيًا. فقد كشفت "يديعوت أحرونوت" العبرية في 18/5/2014 عن اقتراح مشترك بين حيليك بار وميري ريغف، رئيسة لجنة الداخلية في "الكنيست"، يقضي بالمساواة في العبادة بين المسلمين واليهود كما هي الحال في المسجد الإبراهيمي بالخليل. وقال بار في تعليق على الاقتراح إن "حب الدين اليهودي، والتوراة، والقيم التاريخية والصهيونية، والقدس ومقدساتها، ليس حكرًا على اليمين حتى وإن حاول أحيانًا تصوير الأمر على أنه كذلك" معتبرًا أنه "لم يعد مقبولاً عند صعود نواب من اليمين إلى جبل المعبد للصلاة هناك التهديد باندلاع انتفاضة ثالثة، ولا بد من نظام جديد يحترم فيه كل طرف حقوق الطرف الآخر". إلا أن هذه المحاولة لكسر "احتكار اليمين للدفاع عن أقدس مقدسات اليهود" أثارت ردود فعل من النواب العرب في "الكنيست" ومن اليسار وكذلك من الأردن. كما تلقّى بار تحذيرات من "الشاباك" لجهة أن الاقتراح المقدَّم يمكن أن يؤدي إلى "أحداث شغب" قد تكون في أكثر الأحوال تفاؤلاً شبيهة بانتفاضة الأقصى الثانية. وعلى أثر ذلك أعلن بار سحب دعمه للاقتراح متسائلاً: "إذا كانت المساواة في أوقات الصلاة في المسجد الإبراهيمي بالخليل تسير بشكل جيد فلماذا لا يكون الأمر كذلك في جبل المعبد"؟ ولا شك في أن هذا التراجع لا يعني إلغاء مشروع التقسيم أو العدول عنه إذ يبقى أحد أدوات تعميق السيطرة على الأقصى.
وبموازاة ذلك كان شهر حزيران/يونيو موعدًا لتقديم "لجنة تْسُور" تقريرها لمناقشته في "الكنيست". وكانت لجنة الداخلية أقرّت تشكيل اللجنة في5/3/2014 مهمتها تنفيذ قرارات الحكومة الاسرائيلية بشأن اقتحامات اليهود للمسجد الأقصى وفحص إمكانية "صعودهم" إليه بشكل يومي ولمدة ثلاث ساعات ونصف. ومن توصيات اللجنة عدم تخصيص مكان لصلاة اليهود في الأقصى لأن من شأن ذلك المساس بالوضع القائم، كما أوصت بالسماح للزوار بدخول الأقصى أيام السبت بعد إغلاقه أمام "السياح" عام 2000 في أعقاب الانتفاضة الثانية. ومن التوصيات أيضًا إغلاق المسجد الأقصى أمام جميع الزوار، بمن فيهم المسلمون، في كل مرة تحصل فيها مواجهات وبتوسيع صلاحيات قائد شرطة القدس لجهة إغلاق كامل للمسجد الأقصى، وتوسيع صلاحياته بإصدار أوامر منع وإبعاد مصلّين عن المسجد الأقصى. وهكذا تفتح "لجنة تْسُور" الباب أمام مزيد من الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى والمصلين تبشّر بالمزيد من التضييق والإجراءات المشددة والاعتقالات والإبعاد مع إعطاء الشرطة هامشًا واسعًا في هذا المجال.
أما على صعيد التهويد الديموغرافي، فقد استمرت أعمال البناء الاستيطاني في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات إلى حائط مسدود مع الإشارة إلى أن المشروع الاستيطاني قائم ومستقل بذاته بمعزل عن التطورات السياسية التي يمكن أن تطرأ وإن كانت بعض التطورات تتخذ حجة وستارًا لتمرير بعض المشاريع. فقد أعادت ما تسمى بـ "سلطة الأراضي" في دولة الاحتلال في 1/4/2014 نشر عطاءات لبناء 708 وحدات في مستوطنة "جيلو" وذلك بالتزامن مع لقاء وزير الخارجية الأميركي برئيس حكومة الاحتلال للتّوصل إلى اتفاق يحول دون توقّف المفاوضات. أما في 26/5/2014، فأعطت بلدية الاحتلال في القدس الضوء الأخضر لبناء 50 وحدة جديدة في 5 بنايات في مستوطنة "هار حوما" (جبل أبو غنيم) بالتزامن مع اختتام بابا الفاتيكان زيارة إلى الأراضي المحتلة استمرّت يومين. وفي 4/6/2014، أصدر وزير الإسكان أوري أريئيل عروض مناقصات لبناء 1500 وحدة استيطانية، 1100 وحدة منها في الضفة الغربية و400 وحدة أخرى في شرق القدس المحتلة وذلك بعد الإعلان في 2/6 عن تشكيل حكومة الوفاق الوطني. إلا أن ضغوطًا من سفراء خمس دول أوروبية أدت إلى تأجيل مناقشة المخططات ولم يصادق المجلس الأعلى للتخطيط التابع للإدارة المدنية إلا على مخططات بناء 381 وحدة في مستوطنة "جفعات زئيف" بشرق القدس.
وفي المواقف السياسية، فقد أعاد قادة الاحتلال في الذكرى السابعة والأربعين لاستكمال احتلال القدس تأكيد تمسكهم بالقدس عاصمة موحدة للدولة العبرية، فشدد نتنياهو في الذكرى على أن "القدس قلب الأمة، وقلب الأمة لن يقسَّم". ومثله وزير الإسكان الذي تعهد بأنّ "القدس لن تقسم مرة أخرى، والبناء الاستيطاني لن يتوقّف ولن نطيق أيّ تأخير أو قيود على البناء، وسنبني في القدس وفي الضفة وفي أي مكان من أرضنا". ولم يكن خطاب اليسار ليعتمد لغة أخرى حيث قال عضو "الكنيست" وزعيم حزب العمل يتسحاق هرتسوغ إنه "إن كان لليهود من قلب فالقدس هي قلبهم وهي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي ولإسرائيل".
وغير بعيد عن أجواء "القدس الموحدة"، صادقت حكومة الاحتلال في 29/6/2014 على خطة بقيمة 86 مليون دولار تمتد على خمس سنوات وتهدف إلى منع أي تقسيم للقدس في حال أي اتفاق مستقبلي مع السلطة الفلسطينية. ووفقًا لصحيفة "هآرتس" تهدف الخطة إلى تقوية الترابط بين سكان شرقي القدس من الفلسطينيين والبالغ عددهم 300 ألف مواطن، وبين دولة الاحتلال. ومن شأن الخطة تكريس احتلال شرق القدس عبر اعتباره "جزءًا من عاصمة الاحتلال وليس جزءًا محتلاً وفق القرارات الدولية.
أما أستراليا فاحتفلت على طريقتها بذكرى احتلال شرق القدس مع إعلان المدعي العام جورج برانديس في 5/6/2014 أن وصف شرق القدس بالمحتلة تعبير مشحون وله آثار ازدرائية وأن الحكومة الأسترالية لن تعتمد لغة تحقيرية لوصف المناطق الخاضعة للمفاوضات. وفي محاولة لتسويق هذا "الابتكار" قال بيان المدعي العام إن أستراليا تؤيد حلاً سلميًا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وتعترف بحق "إسرائيل" في الوجود بسلام ضمن حدود آمنة كما تعترف بتطلعات الشعب الفلسطيني إلى إقامة دولته. إلا أنّ احتجاجات عربية وإسلامية على المستوى الرسمي دفعت وزيرة الخارجية جولي بيشوب إلى توضيح هذا التعديل الذي "لا يتعدى البعد اللغوي". لكن التوضيح الهش لا يلغي تاريخًا من الانحياز الأسترالي لدولة الاحتلال بدأ منذ تصويت أستراليا في الأمم المتحدة على قرار التقسيم توالى من بعدها عبر دعم "إسرائيل" في حرب حزيران/يونيو 1967 ومن ثم التصويت عام 2004 ضد قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يوصي بأن تحترم "إسرائيل" فتوى محكمة العدل الدولية بخصوص جدار الفصل العنصري، وفي 2013 ضد مشروعي قانون في الجمعية العامة للأمم المتحدة أحدهما يدعو "إسرائيل" إلى وقف بناء الجدار العازل والآخر يعكس مخاوف من ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة وغير ذلك من المواقف.
وفي سياق آخر، اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في 23/6/2014 قرارًا بالمحافظة على البلدة القديمة في القدس وأسوارها وقد أيدت القرار 12 دولة مقابل اعتراض 8 دول وامتناع دولة واحدة عن التصويت. وطالب القرار دولة الاحتلال بالوقف الفوري لحفرياتها ولكل انتهاكاتها ضد تراث البلدة القديمة منددًا بالاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى. إلا أن تاريخ "إسرائيل" لم يشهد إلا التعنت حيال قرارات اليونسكو والمزيد من الاعتداءات على تراث البلدة القديمة وإرثها التاريخي والثقافي ما يعني أن القرارات بذاتها ليست كافية للجم هذه الممارسات ولا بدّ من آليات لتفعيلها وتطبيقها وإلزام الاحتلال بتنفيذها.
هذه إذًا أبرز ملامح المشهد المقدسي في الربع الثاني من عام 2014 حيث لا يتراجع الاحتلال عن تنفيذ مشروع التهويد ويحشد عبر الكلام والأفعال لتكريس السيطرة على القدس وتكريسها عاصمة موحدة لدولته. أما الأقصى ففي عين العاصفة يصمد بصمود عمّاره ومرابطيه الذين يواجهون المزيد من تضييقات الاحتلال في سعيه إلى إنقاص عددهم وصدّهم عن مسجدهم وإبعادهم عنه. ولكن التطورات التي حملتها الأيام الأولى من شهر تموز/يوليو بعد إقدام مستوطنين على إحراق وقتل الفتى المقدسي محمد أبو خضير قد تمهّد لصفحة جديدة في حركة المقدسيين ضد الاحتلال.

لتحميل التقرير كاملا بصيغة PDF اضغط هنا

لتحميل التقرير بصيغة DOCX إضغط هنا

’’خذني معك’’ قصيدة سميح القاسم في رثاء محمود درويش


’’خذني معك’’ قصيدة سميح القاسم في رثاء محمود درويش
سميح القاسم يرثي صديقه ورفيق دربه محمود درويش: الى محمود ...
’’خذني معك’’ قصيدة سميح القاسم في رثاء محمود درويش

تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
ووزرِ حياتي
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
أجبني. أجبني.. لماذا؟.
• • • • •
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي
ونحنُ عذابُ الدروبِ
وسخطُ الجِهاتِ
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
وعَجْزُ اللُّغاتِ
وبَعضُ الصَّلاةِ
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
وأعدائِنا الطارئينْ
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
مِن باطلِ الباطِلِ
ومِن بابل بابلٍ
إلى بابلٍ بابلِ
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
إلى تافِهٍ جاهِلِ
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
ومِن مفترٍ سافلٍ
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
إلى زائِلٍ زائِلِ
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
سِوى مَا سِوايَ
وماذا وَجّدْتَ
سِوى مَا سِواكْ؟
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ.
• • • • •
تَخَفَّيْتَ بِالموتِ،
تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ
ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ.
ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ
ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ.
ومَا مِن أقارِبْ
تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ
زَحْفُ العَقَارِبْ
يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ
ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا
بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا.
وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ.
• • • • •
وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
وسِرِّ العَقيدَهْ
وأوجاعِها المزمِنَهْ
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
أينَ الوصيَّهْ؟
نُريدُ الوصيَّهْ!
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
وأنتَ الوصيَّهْ
وسِرُّ القضيَّهْ
ولكنَّها الجاهليَّهْ
أجلْ يا أخي في عَذابي
وفي مِحْنَتي واغترابي
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ
وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ
وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ
واللهُ أكبَرُْ.
• • • • •
سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا
وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا
قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ،
نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا
وَلاميّةَ الشّنفرى
وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون
ومُعجزَةَ المتنبّي،
أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا
قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت
وشوقَ أتاتورك. هذا الحقيقيّ
شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ
لأُمِّ محمَّدْ
وطفلِ العَذابِ محمَّد
وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ
قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا
لبِروَتنا السَّالِفَهْ
وَرامَتِنا الخائِفَهْ
وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ
لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ
وللأمَّةِ الصَّابرَهْ
وللثورَةِ الزَّاحفَهْ
وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ
وساعاتِنا الواقِفَهْ
وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ.
• • • • •
وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ
وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي
كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ
كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ
وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ
كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ،
وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ،
وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ،
كَرِهْنا زبانيةَ الدولِ الكاذِبَهْ
وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ
كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ
وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ
كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ
وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ
يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم،
يكذبُونْ
وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ
ويلقونَنَا للسَّرابِ
ويلقونَنَا للأفاعِي
ويلقونَنَا للذّئابِ
ويلقونَنَا في الخرابِ
ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ
وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ
بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ
وعَافَتْ جَهَنَّمْ
لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا
نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ
على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ
وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..
ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب
ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟
• • • • •
تذكَّرْ..
وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ.
فحاول إذن.. وتذكَّرْ
تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ
لأُمَّينِ في واحِدَهْ
ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ
وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يُجيدُ الصّياحْ
ولا يتذمَّرْ
تذكَّرْ
أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ
تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ
كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ
وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ
ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ
وأيتام هتلَرْ
ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ
ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ
ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ
فَلا تتذكِّرْ
قيوداً وسجناً وعسكَرْ
وبيتاً مُدَمَّرْ
وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ
وَلا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ
لا تتذكَّرْ.
• • • • •
لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ،
نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ..
ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّ
وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّ
سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّ
وَدَمْعٍ سَخيّ
نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّ
وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّ
وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّ
ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ،
عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّ
ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى
يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّ:
على وَرَقِ السنديانْ
وُلِدْنا صباحاً
لأُمِّ الندى وأبِ الزّعفرانْ
ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا
في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ
على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً.
كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ
وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا
والنّشيدُ احتَرَقْ
بنارِ مَدَامِعِنا
والوَرَقْ
يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ
وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ
وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ
على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ
وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ
بَكَى صاحبي،
على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً
بَكَى صاحبي..
وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ
على سَطحِ بَيْتْ
ألا ليتَ لَيتْ
ويا ليتَ لَيتْ
وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ.
• • • • •
ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّ
أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي..
وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي
وقلبُكَ.. قلبي.
• • • • •
يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ
وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا
حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ
وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ
على خطأٍ مَطْبَعِيّ
وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ
لِسَكْرَةِ جَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ
وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ..
والناسُ فيهم ـ سِوانا ـ المسَرَّهْ
أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟
مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ
وَآخرِ مَرَّهْ
وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ
نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ
وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ
ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ
ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ.
• • • • •
تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ
السِّنينْ
وعِبءِ الحنينْ
وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً
دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ.
أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟
تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟
هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ
على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه.
أمْ أدَّعي
أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ
وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ
وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ،
تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ
وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ
في صالَةٍ دافِئَهْ
بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ
أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ..
أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ.
• • • • •
إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ.

هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم:
راشد حسين
فدوى طوقان
توفيق زيّاد
إميل توما
مُعين بسيسو
عصام العباسي
ياسر عرفات
إميل حبيبي
الشيخ إمام
أحمد ياسين
سعدالله ونُّوس
كاتب ياسين
جورج حبش
نجيب محفوظ
أبو علي مصطفى
يوسف حنا
ممدوح عدوان
خليل الوزير
نزيه خير
رفائيل ألبرتي
ناجي العلي
إسماعيل شمُّوط
بلند الحيدري
محمد مهدي الجواهري
يانيس ريتسوس
ألكسندر بن
يوسف شاهين
يوسف إدريس
سهيل إدريس
رجاء النقاش
عبد الوهاب البياتي
غسَّان كنفاني
نزار قباني
كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ
تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ سامي . أخانا الجميلَ الأصيلَ.
وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ
سامي مَع العودِ في قَعدَةِ العَينِ .. سامي مَضَى
وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ
وأنتُمْ أبَدْ
يضُمُّ الأبَدْ
ويَمْحُو الأبَدْ
وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ
يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ
ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ
وحُلم المغنّي كِفاحٌ
وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ.
• • • • •
إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ
في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ
أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ
وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ..
لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ
وخُذني مَعَكْ
خُذني مَعَكْ.

2014-07-19

تحميل كتاب الفتاوى للشيخ محمد متولي الشعراوي 672 صفحة على صيغة (PDF)


تحميل كتاب الفتاوى للشيخ محمد متولي الشعراوي 672 صفحة على صيغة (PDF)

للتحميل تنقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب .

تحميل او فتح كتاب الفتاوى..
كل ما يهم المسلم في حياته ويومه وغده


دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل الفقه الإسلامي الميسر للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)


تحميل الفقه الإسلامي الميسر للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)

الفقه الإسلامي الميسر وأدلته الشرعية على طريقة السؤال والجواب

للتحميل تنقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الميسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب.

الفقه الإسلامي الميسر - 1

الفقه الإسلامي الميسر - 2

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل الأحاديث القدسية للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)


تحميل الأحاديث القدسية للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)

للتحميل تنقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب .

الأحاديث القدسية - 1

الأحاديث القدسية - 2

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل كتاب هذا ديننا للشيخ محمد متولي الشعراوي بصيغة (PDF)


تحميل كتاب هذا ديننا للشيخ محمد متولي الشعراوي بصيغة (PDF)
مايجب أن يعرفه المسلم عن الإسلام.. الإيمان.. الإعتقاد.. واليوم الاخر. 560 صفحة

للتحميل انقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب .

إضغط هنا لتحميل أو فتح كتاب هذا ديننا

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل مباشر لمجلدات معجزة القرآن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله -10 مجلدات-

تحميل مباشر لمجلدات معجزة القرآن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله -10 مجلدات-

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أقدم لكم مجلدات معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي
وعددها 10 مجلدات على صيغة (PDF)
تحميل مباشر
ملفات  معجزة القرآن الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه.
للتحميل إضغط على الرابط بزر الفأرة الأيمن
ثم احفظ المجلد (Save Target As)
للمطالعة والقراءة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح المجلد

المجلدات كاملة

كتاب المعجزة الأول 136 صفحة
كتاب المعجزة الثاني 132 صفحة

كتاب المعجزة الثالث 160 صفحة
كتاب المعجزة الرابع 164 صفحة

كتاب المعجزة الخامس 152 صفحة
كتاب المعجزة السادس 136 صفحة

كتاب المعجزة السابع 148 صفحة
كتاب المعجزة الثامن 156 صفحة

كتاب المعجزة التاسع 180 صفحة
كتاب المعجزة العاشر 168 صفحة

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

2014-07-18

تحميل مباشر: مجلدات خواطر تفسير القرأن للشيخ الشعراوي رحمه الله -20 مجلد-


تحميل مباشر: مجلدات خواطر تفسير القرأن للشيخ الشعراوي رحمه الله -20 مجلد-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أقدم لكم مجلدات خواطر تفسير القرأن الشيخ محمد متولي الشعراوي
عددها 20 مجلدا على صيغة (PDF)
تحميل مباشر
ملفات خواطر تفسير القرأن الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه.
للتحميل إضغط على الرابط بزر الفأرة الأيمن
ثم احفظ المجلد (Save Target As)
للمطالعة والقراءة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح المجلد

المجلدات كامله

المجلد الأول - 640 صفحة
المجلد الثاني - 640 صفحة

المجلد الثالث - 640 صفحة
المجلد الرابع - 640 صفحة

المجلد الخامس - 640 صفحة
المجلد السادس - 640 صفحة

المجلد السابع - 640 صفحة
المجلد الثامن - 640 صفحة

المجلد التاسع - 640 صفحة
المجلد العاشر - 640 صفحة

المجلد الحادي عشر - 640 صفحة
المجلد الثاني عشر - 640 صفحة

المجلد الثالث عشر - 640 صفحة
المجلد الرابع عشر - 640 صفحة

المجلد الخامس عشر - 640 صفحة
المجلد السادس عشر - 640 صفحة

المجلد السابع عشر - 640 صفحة
المجلد الثامن عشر - 640 صفحة

المجلد التاسع عشر - 640 صفحة
المجلد العشرون - 640 صفحة

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

عرض وتحليل لكتاب ’’ كيف لم أعد يهوديـاً؟ ’’ لشلومو ساند


عرض وتحليل لكتاب ’’ كيف لم أعد يهوديـاً؟ ’’ لشلومو ساند

*الكتاب الأخير من ثلاثية يفتح المؤلف من خلالها النار على مجموعة كبيرة من المسلمات الصهيونية الصنميّة الكاذبة *

(*) رام الله - صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار وفي الوقت نفسه عن منشورات المكتبة الأهلية في عمان، كتاب "كيف لم أعد يهودياً؟- وجهة نظر إسرائيلية"، من تأليف البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، وذلك في ترجمة عربية أنجزها وقدّم لها أنطـوان شلحـت.

ويشكل هذا الكتاب جزءاً أخيراً من ثلاثية يعرض من خلالها المؤلف إعادة نظر جذرية في عدّة مسلمات صهيونية صنميّة كاذبة بواسطة إخضاعها إلى محاكمة تاريخية صارمة.

وكان الجزءان الأول والثاني منها، وهما كتاب "اختراع الشعب اليهودي" وكتاب "اختراع أرض إسرائيل"، قد صدرا أيضاً بترجمة عربية عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- "مدار".

في الجزء الأول كان جهد ساند منصبّاً على تفكيك أراجيف متعلقة بإعادة كتابة وقائع الماضي اليهودي من طرف "كتّاب أكفاء" عكفوا على تجميع شظايا ذاكرة يهودية- مسيانية واستعانوا بخيالهم المجنّح كي يختلقوا، بواسطة هذه الشظايا، شجرة أنساب متسلسلة لـ "الشعب اليهودي".

وفي الجزء الثاني
انصرف جهده نحو تفكيك أراجيف متعلقة بتوكيد صلة هذا "الشعب اليهودي" المختلـق بفلسطين التي تم اختراع اسم لها هو "أرض إسرائيل" في سبيل إثبات تلك الصلة، وجرى استخدامه كأداة توجيه ورافعة للتَخيُّل الجغرافي بشأن الاستيطان الصهيوني منذ أن بدأ قبل أكثر من مئة عام. وفي سياق ذلك قام الكاتب بتقويض أسطورة كون "أرض إسرائيل" الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وأثبت أن الحركة الصهيونية هي التي سرقت هذا المصطلح ("أرض إسرائيل") وهو ديني في جوهره وحولته إلى مصطلح جيو- سياسي، وبموجبه جعلت تلك "الأرض" وطن اليهود، وذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وفي هذا الجزء الثالث
يسلسل ساند العوامل والأسباب التي تجعله يقرّر أن يكفّ عن كونه يهودياً مشيراً على وجه الخصوص إلى أن التزوير وعدم الاستقامة والتبجّح صفات محفورة عميقاً في جميع أشكال تعريف اليهودية في دولة إسرائيل، وإلى أن تعريف الدولة بـأنها "يهودية"، عوضاً عن تعريفها بأنها "إسرائيلية"، ليس تعريفا غير ديمقراطي فحسب، وإنما أيضاً يشكل خطراً على مجرد وجودها وبقائها.

في هذا الإطار يركّز الكاتب على أن ثمة علاقة وثيقة بين تعريف اليهود كـ "إثنوس" أو شعب ـ عرق أبدي وبين سياسة دولة إسرائيل، سواء حيال مواطنيها الذين لا يعتبرون يهوداً، أو حيال مهاجري العمل الذين قدموا إليها يائسين من شواطئ بعيدة، أو - بالتأكيد - حيال جيرانها مسلوبي الحقوق الواقعين تحت وطأة احتلالها المستمر منذ نحو خمسين عاماً.

ويلفت إلى أن من الصعب التنكر لحقيقة جارحة ومؤلمة فحواها أن تنمية هوية يهودية جوهرانية لا دينية، تشجع على التمسك بمواقف استعراقية (متمحورة حول العرق)، عنصرية أو شبه عنصرية، لدى أوساط عديدة واسعة، في إسرائيل وفي خارجها على حد سواء. بالإضافة إلى هذا ثمة علاقة وطيدة بين فهم اليهودية كهوية أبدية ولاتاريخانية وبين الدعم الجارف الذي يبديه جزء كبير ممن يعتبرون أنفسهم يهوداً لسياسة الإقصاء البنيوية، التي ينطوي عليها مجرد تعريف دولة إسرائيل لذاتها، ولسلطة الاحتلال المتواصل في مناطقها الكولونيالية.

وأشار شلحت في سياق تقديمه إلى أن ساند يرمي أساساً من خلال هذا الكتاب إلى دحض مفهوم اليهودية العلمانية الذي كرّسته الصهيونية، إلى جانب تفنيد مفهوم الانتماء الإثني الواحد لليهود. وفي هذا الإطار يشدّد على أنه لا وجود قطّ لـ "ثقافة يهودية علمانية"، نظراً إلى غياب أي لغة مشتركة أو نمط حياة مشترك بين اليهود العلمانيين، وانعدام أي أعمال فنية أو أدبية يهودية علمانية، على الرغم من أنه بالإمكان التعرّف على ملامح ثقافة علمانية يهودية في فكر كارل ماركس وألبرت أينشتاين وسيغموند فرويد مثلاً، غير أنّ هؤلاء عبّروا عنها انطلاقاً من ثقافاتهم الخاصّة، ولم يُرسوا أي أسس لـ "فكر يهودي علماني". ويرى أنّ التوفيق ما بين العلمانية والانتماء إلى اليهودية أمرٌ مستحيل، وقد ينطبق هذا الأمر على سائر الأديان أيضاً.

وأضاف أنه بعد ذلك يستعرض ساند أصول الديانة اليهودية والجذور التاريخية لـ "رُهاب اليهود" في أوروبا، ثم يتوقف عند الممارسات العنصرية في إسرائيل ضدّ العرب الفلسطينيين على وجه الخصوص، وعند موجات التهويد التي لا تنبع من إيمان ديني راسخ، بل تهدف إلى الوقوف في وجه الفلسطينيين لأنّ "المرء كي يكون يهوديّاً في إسرائيل، عليه قبل أي شيء ألّا يكون عربيّاً". ويتساءل: في ظل هكذا ظروف، كيف يستطيع شخصٌ ليس مؤمناً متديّناً، بل إنسانوي ديمقراطي أو ليبرالي يتمتّع بحدٍّ أدنى من النزاهة، أن يستمرّ بالتعريف عن نفسه على أنّه يهودي؟.