بحث هذه المدونة الإلكترونية

2009-09-05

السبعة الذين تكلموا في المهد.

السبعة الذين تكلموا في المهد
تمهيد : إن الله على كل شيء قدير ، لا شيء يعوزه ولا جبار يقهره ، ولا تقف قدرته عند حد معلوم ، أو منتهى محدود ، فليس لقدرته نهاية ، وإنما تنطلق قدرته في كل زمان ومكان .
      تأمل في الأسباب والمسببات تجد أن الله - عز وجل - جعل المسببات مرتبطة بالأسباب ، فمن أدى الأسباب نال المسببات بإذن الله ، وكلما زاد اتقانا في الأسباب جاءته المسببات على مقدار اتقانه للأسباب .
      فمن جد وجد.
      ومن زرع حصد .
      إلا أن حرية القدرة الإلهية جاءتنا بالعجب العُجاب .
      فالأسباب والمسببات بيد الله - وحده - يغيرها ويقلبها كيف يشاء ، فإذا كان النظام السائد أن المسببات تتبع الأسباب ، إلا أن طلاقة القدرة جعلت المسببات تأتي بلا أسباب .
    ومثالا لذلك نقول : أن الله خلق البشر جميعا من أب وأم ، إلا أن طلاقة قدرته لا تقف عند هذا الحد :
  • فقد خلق إنسان (لا أب ولا أم) ، إنه آدم عليه الصلاة والسلام .
  • وخلق إنسانا بلا أم ، إنها حواء عليها السلام .
  • وخلق إنسانا بلا أب وله أم ، إنه عيسى عليه الصلاة والسلام .
        أما التفكر في مخلوقات الله من نبات وحيوان وحشرات ...... إلخ . وكيفية رعايتها وخلقها فهي إعجاز .
        ومن طلاقة القدرة الإلهية أن يتكلم مولود في المهد .
       والمهد في اللغة : (مهد الصبي ، ومهد الصبي موضعه الذي يُهيأ له ويوطَّأ لينام فيه ... والجمع "مهود") .
       والمقصود : أن يُنطِق الله المولود في وقت لم يتكلم الأطفال فيه ، وهو وقت الرضاع .
1     عيسى ابن مريم - عليه السلام
2     صاحب جُريج
3     ابن امرأة الأخدود
4     الصبي الرضيع
5     ابن ماشطة بنت فرعون
6    شاهد يوسف - عليه السلام*
7     ابن رجل اليمامة
*شاهد يوسف

- عليه السلام

أحداث قصة سيدنا يوسف ( عليه السلام ) في مراحلها المختلفة ومواقفها المتباينة حتى نتبيّن قضية (الإخفاء والإبانة) التي يقوم عليها البناء القصصي في سورة يوسف (عليه السلام ) والتي أشارت إليها ، في براعة ودقة، كلمة ( المبين ) التي جاءت في مطلع السورة .

- يتفق المفسّرون على أن سبب نزول سورة يوسف، هو طلب اليهود من الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) أن يحدثهم بخبر يوسف عليه السلام، وهم يعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب ولا يعلم من أمر يوسف شيئاً. إذاً فالأمر خفيٌّ عليه مستور عنه ، وجاءت السورة كشفاً وتبياناً لما خفي على رسول الله من أمر يوسف (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ)وفي قوله تعالى ( لمن الغافلين ) جاء التوكيد باللام ليدل على تأكيد غياب هذا الأمر عن رسوله كلّياً ، فلم يقل الله سبحانه ( لمن الجاهلين ) لأنني قد أجهل الأمر وأكون قد سمعت به ، فأنا أسمع مثلاً عن علم الذرة لكنني أجهله ، أما أن أكون غافلاً عنه، فمعنى ذلك أنه لم يخطر في بالي مطلقاً فالغفلة عن الأمر أشد تغييباً له من الجهل به .

لذا فإن رسول الله كان ( غافلاً ) عن أمر يوسف تماماً، وهنا عندما تأتي السورة بقصة يوسف على ما جاءت عليه من التفصيل والدقة فإن ذلك معناه أن هذا الكلام ليس من النبي وإنما هو وحي من الله (بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ ) . إذاً فالكتاب المبين سيُظهر ما خفي عن النبي (ص) ويقصّ عليه قصة يوسف عليه السلام .

- تبدأ القصة بذكر الرؤيا على لسان يوسف (يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)والرؤيا أمر يراه النائم، غالباً ما يكون رمزاً وإشارة ودلالة ( كما جاء في رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام ) والرمز أمر غامض خفيّ يحتاج إلى بيان وإظهار وكشف ، وتأويل رؤيا يوسف يعني فكّ رموزها المستورة، وبيان مدلولاتها الخفية. ولذا جاء تأويل سيدنا يعقوب رؤيا ابنه على أنها النبوة إظهاراً وكشفاً لما جاء رمزاً غامضاً.

إذ قال سيدنا يعقوب (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، إذاً أوّل سيدنا يعقوب رؤيا ابنه يوسف على أنها النبوة، وأن ما جاء في الرؤيا من إشارات هو من علامات تلك النبوة.

لكن من يستمع إلى القصة يُفاجأ بقول سيدنا يعقوب (يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) إذ يتساءل من يستمع إلى هذا القول: ما شأن إخوة يوسف حتى يكيدوا لأخيهم ويمكروا به ولا يفرحوا ويسرُّوا برؤياه ، ورؤياه تعني العز والمجد والسلطان، وإن نال أخوهم هذا الشرف فلا بدّ أن يكون لهم نصيب منه ..؟؟

الله يعلم أن هذا الأمر سيثير تساؤلاً في نفس السامع فيأتي قوله تعالى (لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ) ورداً على التساؤل حول موقف إخوة يوسف، يقول الله تعالى (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)

أراد الله تعالى أن يبيّن لنا ما خفي علينا من موقف إخوة يوسف حسب ما جاء على لسان سيدنا يعقوب، فجاءت علة هذا الموقف وسببه على لسان إخوة يوسف.

- الآن إخوة يوسف يفكّرون بطريقة للتخلص من يوسف حتى يخلو لهم وجه أبيهم .

ثمة اقتراحات ثلاثة وردت على ألسنتهم :

1- اقْتُلُواْ يُوسُفَ : والقتل إخفاء وتغييب لا إظهار بعده فالقتيل يوارى ثم قد لا يظهر أمره بعد ذلك .

2- أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا: أي ارموه في أرض واسعة وهذا إظهار لا تغييب فيه ولا إخفاء ، إلا على احتمال أن يفترسه وحش ضارٍ، وهذا مجرد احتمال لا تبدو دلائله في قولهم ( أو اطرحوه أرضاً ) . ثم إنّ هذا الاقتراح هو انتقال من موقف سلبي إلى موقف أقل سلبية ( من القتل إلى النبذ في أرض مجهولة ) ، ولو كان طرح يوسف في أرضٍ يقتضي بالضرورة أن تنال منه الوحوش الضارية ، لتساوى هذا الاقتراح مع القتل، ولا داعي عندها لوجود ( أو ) العاطفة، التي تفيد التخيير بين أمرين متغايرين، مختلفين ( اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا ).

3- وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ( إخفاء )يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ( إبانة) وشاءت حكمة الله تعالى أن يكون قرارهم فيما يفعلونه قائماً على مبدأ الإخفاء والستر ثم الإظهار والإبانة والكشف.

- في لحظة التغييب والإخفاء (فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ ) يطمئن الله سيدنا يوسف بأن الأمر الذي يحاولون إخفاءه سوف يظهر ويُكشف (وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ )

ويأتي الإظهار والإبانة بعد التغييب (وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ ) إن ما أريد له أن يختفي ويستر، كشفه الله تعالى وأبانه، وخرج سيدنا يوسف من البئر .

- غير أن السيّارة الذين وجدوا سيدنا يوسف لم يحملوه بشكل ظاهر علنيّ، مخافة أن يطالب به أحد من ذويه إن كان حرّاً ، أو يدّعي ملكيته سيّد إن كان عبداً ، لذا ( أَسَرُّوهُ بِضَاعَةً ) ، أي أنهم قاموا بإخفائه بنيّة بيعه، وهذا إخفاء وستر، سيتبعه كشف وإبانة حين يصلون إلى مصر ويبيعونه .

- ها هو يوسف (عليه السلام) وقد بلغ أشدّه، تراوده امرأة العزيز،وتغريه بارتكاب الفاحشة، والأمر يتطلب الإخفاء والستر(وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ)،ولمّا أبى يوسف ( عليه السلام ) النزول عند رغبتها، وكبر عندها ذلك، كان أول ما فعله سيدنا يوسف وكذلك امرأة العزيز هو الاتجاه إلى الأبواب المغلقة يوسف ليفتحها و امرأة العزيز لعدم تمكينه من ذلك، (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) ، فالباب الذي أغلق على أنه وسيلة من وسائل الإخفاء والستر، هو الآن أداة من أدوات الإظهار والكشف...

- وتسارع امرأة العزيز باتهام يوسف بأنه أراد بها الفاحشة، وأرادت بذلك ستر الحقيقة وتغييبها ، لكن وجود شاهد من أهلها واقتراحه أن يُنظر في القميص هل قدَّ من قبل فتكون امرأة العزيز صادقة أم من دبر فتكون من الكاذبين ، هذا الشاهد كان أداة الكشف والإظهار التي أبانت براءة يوسف وعفّته .

- ولمّا شاع الخبر بين الناس ، ووصل إلى امرأة العزيز أن نسوة في المدينة يتحدثن عنها ويلمنها على مراودتها فتاها ، أرادت أن تكيد لهن وتطلعهن على حُسْنِ يوسف وجماله حتى لا يلمنها ، لكنها لم تُجلس يوسف في مكان ما ثم تحضر النسوة ليرينه ، وإنما اختارت أن تخفيه عن نواظرهن ثم تظهره وتبيّنه لهن ، فأخفت يوسف عليه السلام (وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ) وهذه إبانة بعد إخفاء. و بها بيّنت امرأة العزيز للنسوة ما كان خافياً عليهن من سبب مراودة يوسف عن نفسه .

- ثم يدخل يوسف السجن ، وتعرض لنا القصة قضية الرؤيا هنا مرتين :

أ -حين يسأله فَتَيان كانا معه في السجن عن رؤياهما فيؤول لكل فتى منهما رؤياه .

ب _وحين يؤول رؤيا الملك في (سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ) وذلك بعد إخراجه من السجن.

والرؤيا -كما قلنا- رمز موحٍ وإشارة دالة ، يكتنفهما شيء من الغموض والستر وتأويل الرؤيا كشف وإظهار وإبانة .

ثم إن دخول يوسف السجن ( تغييب وإخفاء ) ثم خروجه منه ( إظهار وإبانة ). لكن يوسف ( ع ) لم يكن ليرضى أن يخرج من السجن وما زال في قضية امرأة العزيز والنسوة اللواتي قطعن أيديهن لبس أو غموض، فطلب أن يعاد النظر في الأمر حتى يُعلن ما كان خافياً، ويظهر ما كان مستوراً. فلما سئلت النسوة عن الأمر (قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ) وأما امرأة العزيز فقد قالت (الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ )

وحصحص تعني _ لغوياً _ ظهر وانكشف بعد خفاء. والحصحصة : بيان الحقّ بعد كتمانه ( لسان العرب م7/ ص16 ) .

- ويجعل الملكُ سيدَنا يوسف على خزائن الأرض، ويأتي إليه إخوته ليكتالوا في السنوات المجدبة (فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ) .

وهكذا خفيت شخصية يوسف على إخوته ولم يعرفوه ، وهذا الإخفاء سيتبعه بيان في نهاية الأمر حين يكشف يوسف عن شخصيته (قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا).

- موقف آخر تبدو فيه قضية الإخفاء والإبانة واضحة جليّة ، وذلك حين أراد يوسف أن يستبقي أخاه ( بنيامين ) لديه في مصر، حتى يذهب إخوته ويحضروا أباهم معهم ، فعمد سيدنا يوسف إلى الصواع ( وهو ما يُكال به ) فجعله في رحل أخيه ثم نادى منادٍ في العير ( إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ) ولمّا فتشت الرِّحال استخرج الصواع من رحل أخيه بنيامين، فأبقاه معه بهذه الحجة . وهذه الحيلة فيما نرى تعتمد الإخفاء والستر ثم الإظهار والكشف .

- ها هو سيدنا يعقوب (عليه السلام) حين يعود أولاده من مصر دون ( بنيامين ) شقيق يوسف يحزن عليه حزناً شديداً ، ويتذكر مصابه بيوسف، فيفقد بصره، وفاقد البصر تخفى عليه مظاهر الأشياء. لكن قميص يوسف الذي حُمل إلى سيدنا يعقوب من مصر، وألقي على وجهه يعيد إليه بصره الذي فقده ، وإذا كان فَقْد البصر ( غياب وستر وإخفاء للأشياء ) فإن الإبصار من بعد ذلك( حضور لما غاب ، وكشف لما سُتر، وإبانة لما أُخفي ) .

- وتنتهي قصة يوسف بسجود أبويه وإخوته له، تأويلاً لرؤياه التي جاءت في بداية القصّة ، فالرؤيا التي بدأت رمزاً وإشارة ودلالة ، وهي أمور خفية غامضة تعتمد الإيحاء، ها هي الآن تنكشف وتظهر لا تأويلاً لفظياً مثلما فعل سيدنا يعقوب أوّّل القصة، وإنما فعلاً حقيقياً وواقعاً ملموساً ، ليقول يوسف في نهاية الأمر (يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ) .

إذاً فإن الأحداث كلها في قصة يوسف ( عليه السلام ) تقوم على مبدأ الإظهار والإبانة ، ومن هنا نتبين الغاية البلاغية من استهلال السورة بقوله تعالى (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ) ، إذ جاء وصف القرآن بالمبين مؤشراً دلالياً على الخط الذي تقوم عليه الأحداث في البناء القصصي لـ سورة يوسف .

  • القرآن والسنة .
  • المصدر : كتاب / السـبعة الذين تكلموا في المهد .
        د. مصطفى مراد - دار الفجر الحديث - القاهرة .

15/15 زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -15- الأخير.
:: أربــــع دورات::
        الفرق بين عدد أيام السنة الشمسيّة والسنة القمريّة هو (11) يوما، وعلى وجه الدّقة (10.8752). وهذا يعني أنّ أيّ يوم من أيّام السّنة القمريّة يعود إلى العلاقة نفسها مع السنة الشمسيّة كل (33.58487) سنة شمسيّة مرّة. وقد وجدنا أنّ عدد السّنين من زوال الإفساد الأول والخروج من القدس سنة 586 ق. م، إلى دخول القدس في المرة الثانية 1967م يشكل 76 دورة، والأمر من الدقّة بحيث تكتمل أيّام هذه الدّورة في العام 1967م. وعليه يكون هناك اكتمال لأربع دورات بعد دخول القدس:
أ) دورة فلكية من السّبوت، أي (365)، وذلك من الخروج عام 586ق.م إلى ما بعد دخول عام 1967م بقليل، أي عام 1969م. فلم تكتمل هذه الدّورة إلاّ بعد دخول القدس.
ب) دورة الكربون 14 والتي هي 5730 سنة، وهذا يوافق السّنة العبريّة بعد دخول القدس بقليل، أي عام 1969م. فلم تكتمل هذه الدّورة إلاّ بعد دخول القدس.
ج) الدّورة 302 للعدد 19 أي الدّورة إسرءيل للعدد 19 وفق التأريخ العبري. وتبدأ هذه الدّورة من سنة 5719، وتنتهي سنة 5738. وعليه يقع العام 1969م، في بؤرة هذه الدّورة، كما أشرنا سابقاً.
د) 76 دورة كل واحدة منها (33.6) سنة شمسية. وتبدأ من خروج 586ق.م واكتملت في العام 1967م.
        قلنا إنّ هناك دورة تمثل العلاقة بين السنة الشمسية والقمرية، ومقدارها (33,6) سنة شمسية. وهذا يعني أنّ الدّورة (19) بعد الميلاد تقع تقريباً بين (604م - 638م). ويُلحظ أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، بُعِث بعد بداية الدّورة بما يقارب (6) سنوات، أي (610 م). وتوفي صلى الله عليه وسلم قبل نهاية الدّورة بما يقارب (6) سنوات أيضا، أي (632م). كما ويُلحظ أنّ بؤرة الدّورة (19) هو عام  (622 م)، والذي هو عام الهجرة. وعليه تكون سنة بداية التقويم الهجري موافقة لبداية الدّورة 19 للعلاقة بين الشّمسيّ والقمريّ، أي بين الهجريّ والميلاديّ.
:: قبــل أن نختــم ::
         لاحظنا أنّ القيمة العدديّة وفق حساب الجُمَّل لـِ: (بنو إسرءيل)، (المسجد الاقصا)، (المسجد الحرام)، (بني إسراءيل)، (بني إسرءيل)، (السّبت)، (إسرءيل)، (الإسراء)، جاءت كلها موافقة للمعادلة الرّياضيّة لتاريخ بني إسرائيل، وجاءت مُنسجمة مع المسار التاريخيّ الذي تم الحديث عنه في هذا الكتاب.
         تلك ملاحظات جاءت تؤكّد صحة مسلكنا في البحث عن قانونٍ جامع يحكم التاريخ، ويضبط حركته. لا شك أنّه أمرٌ عجيب؛ أن يسير التاريخ وفق قانون رياضيّ كما في عالم المادة. وهذا يجعلنا بحاجة إلى إعادة النظر في بعض مُسلّماتٍ التاريخ وقوانينه. فهل يمكن أن تكون هذه القوانين قد ادّخِرت في صورة كلماتٍ وجُملٍ قرآنيّة هي رموز و(شيفرات)، وهل يجوز لنا بعد هذا أن نضرب صفحاً عن متابعة مثل هذه الملاحظات الاستقرائيّة ؟!
          حتى لا يظنّ البعض أننا نتعامل في هذه الملاحظات من منطلق التّسليم بصحة العهد القديم وصدق نبوءاته. وحتى لا يتوهم أنّ صدق بعض هذه النبوءات يشكل دليلاً على صِدقِيّته. ولكي لا توحي دراستنا لبعض التشريعات التوراتية أنّها إقرارٌ وإيمان؛ فإننا نُؤكد على الآتي:
1- كان كلُّ رسولٍ يُبعث إلى قومه خاصة، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافّة. ومن هنا جاءت الشريعة الإسلامية ناسخة للشرائع السابقة.
2- جاء في آخر آية من سورة البقرة: ".... رَبّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إصرَاً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذينَ مِنْ قَبْلِنَا..". ومن هنا قد تبدو بعض التشريعات السابقة غريبة مقارنةً بالشريعة الإسلاميّة السّمحة؛ فما يكون مناسباً لعصرٍ من العصور وأُمّة من الأمم، قد لا يكون مناسباً لجميع الأمم والعصور.
3- حُكْمُ المسلمين بصحّة جزءٍ من العهد القديم لا يعني صحّة الكل. لأننا نعتقد وجود جزء من الحقيقة في التوراة المحرّفة، ونعتقد حصول التحريف وليس التبديل الكامل.
4- بعث الله تعالى الرسل وأنزل الرسالات، ويحفظ منها ما يشاء لحكمةٍ يريدها، ويُنسي منها ما يشاء لحكمة أيضاً. انظر قوله تعالى:
(.. الرسُولَ النبيّ الأُميّ الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبَاً عِنْدَهُم فِي التورَاةِ وَالإنْجِيلِ)[1] .
5- الأصل أنْ تتفق الأديان السماوية في الجانب العقائدي، لأنّ العقيدة أخبار، والخبر الصادق لا يختلف من رسول إلى آخر. أمّا الجانب التّشريعيّ فالأصل أن نجد فيه اختلافاً؛ لتباين العصور والأمم، حتى نزلت الشريعة الإسلامية الكاملة والشّاملة.
:: الخــــاتمــة ::  
وبعد، فهذه ملاحظات استقرائية، نرجو أن تثير لدى القارئ الدافعية للبحث، كما نرجو أن تكون قد حَصَّلَت القناعة بوجود العدد في بنية القرآن الكريم. فلعل القناعة أن تثمر الجهود، فتشرق أنوار الحقيقة في عقول وقلوب الكثيرين ممن يتوقون إلى اليقين.
والمركز على استعداد دائم لاستقبال الملاحظات، والانتقادات، والتصويبات، والنصائح. فالمهمة أكبر من جهود مركز واحد، والحصاد المتوقع أوفر وأعظم بركة بإذن الله تعالى.
" ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير"

14/15 زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة.

عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -14-
:: السّبوت ::


 السّبت في اليهوديّة

  جاء في سفر (اللاويين)، الإصحاح (25) : "وقال الرب لموسى في جبل سيناء: أوص بني إسرائيل: متى جئتم إلى الأرض التي أهبكم، لا تزرعوها في السنة السابعة، ازرع حقلك ست سنوات، وقلّم كرمك ست سنوات، واجمع غلتهما. وأما السنة السابعة ففيها تريح الأرض وتعطلها سبتاً للرب، لا تزرع فيها حقلك، ولا تُقلّم كرمك. لا تحصد زرعك الذي نما بنفسه، ولا تقطف عنب كرمك المُحْول، بل يكون سنة راحةٍ للأرض " وبعد تفصيل أحكام شريعة السنة السابعة هذه، يقول في الإصحاح (26): "... ولكن إن عصيتموني ولم تعملوا بكل هذه الوصايا، وإن تنكّرتم لفرائضي وكرهتم أحكامي، ولم تعملوا بكل وصاياي، بل نكثتم ميثاقي، فإني ابتليكم بالرعب المفاجئ... أُشتتكم بين الشعوب، وأجَرّدُ عليكم سيفي وأُلاحقكم، وأُحوّل أرضكم إلى قفر، ومدنكم إلى خرائب. عندئذٍ تستوفي الأرض راحة سبوتها طوال سنين وحشتها وأنتم مشتتون في ديار أعدائكم. حينئذٍ ترتاح الأرض، وتستوفي سنين سبوتها، فتعوّض في أيام وحشتها عن راحتها التي لم تنعم بها في سنوات سبوتكم عندما كنتم تُقيمون عليها... "[1] .
          وجاء في سفر (أخبار الأيام الثاني) الإصحاح (36): "... وسبى نبوخذ نصّر الذين نجوا من السيف إلى بابل، فأصبحوا عبيداً له ولأبنائه إلى أن قامت مملكة فارس. وذلك لكي يتم كلام الرب الذي نطق به على لسان إرميا؛ حتى تستوفي الأرض سبوتها، إذ أنها بقيت من غير إنتاج كل أيام خرابها حتى انقضاء سبعين سنة "[2]. ووردت هذه العبارة بصيغة أخرى: "...حتى استوفت الأرض سبوتها، لأنها سبتت في كل أيام خرابها، لإكمال سبعين سنة "
[3] .

السّبت في القرآن الكريم:      

     ارتبط السّبوت في الذّاكرة اليهوديّة بالزوال، وعلى وجه الخصوص بما يتعلق بالأرض المقدّسة، وقد وجدنا أنّ بعضهم يعتقد بأنّ الدنيا ستزول في العام (6000) عبري، وهذا لأن الألْف السابعة تعني الزوال. وخلاصة الأمر أنّ السّبوت له علاقة بالعدد (7). وواضح في القرآن الكريم أنّ شريعة السّبت لها وجود في دين موسى عليه السلام، بغض النظر عن التفصيلات. ومما يلفت النظر أنّ كلمة (السّبت) تكررت في القرآن الكريم (5) مرّات، وإذا أضيف إليها كلمتي (سبتهم، يسبتون)، يكون المجموع 7 مرّات. ويلفت النظر أيضاً أنّ 3 كلمات منها وهي: (السبت، سبتهم، يسبتون)، وردت في السّورة التي ترتيبها في المصحف 7.
[4] وأنّ آخر ذِكر لكلمة السّبت في القرآن الكريم ترِد في الآية 124 من سورة النحل، أي في خواتيم السورة التي تسبق سورة الإسراء.    

السّبوت في التاريخ:

  في كل سُبوت تكون قد مضت 7 سنوات. فكم تزيد الشمسيّة فيها عن القمريّة ؟ اللافت للانتباه أنها تزيد 76 يوماً. وهذا يُذكّرنا بالرقم 76 في سورة الإسراء، وعلى وجه الخصوص الآية 76 التي تتحدث عن الإخراج. أما الآية 77 فهي تنص على أنّ ما ذكر في الآية 76 هو سُنَّة في الماضي والمستقبل. واللافت أنّ عدد كلماتها هو 11 كلمة. وعليه: (77÷11) = 7. ويلحظ أنّ عدد الكلمات من الآية (124) من سورة النحل، والتي هي آخر آية في ترتيب المصحف يذكر فيها السبت، وحتى قوله تعالى من سورة الإسراء: " وآتينا موسى الكتاب..." هوأيضاً (77) كلمة.
         لقد رأينا أن نتخذ من الرقم 7 وحدة رياضيّة، فوجدنا أنّ لهذا العدد علاقة بتاريخ الأرض المقدّسة. والمدهش أن نجد لهذا كله علاقة بجُمَّل الكلمات والعبارات الآتية: (المسجد الحرام، المسجد الأقصى، بنوا إسرءيل، بني إسرءيل، بني إسراءيل، إسرءيل، السّبت، الإسراء). وبعض هذه الكلمات يختلف لفظها عن كتابتها، وفق رسم المصحف العثماني. فكلمة (إسرائيل) تكتب في المصحف (إسرءيل) والاختلاف هذا يؤدّي إلى الاختلاف في القيمة العدديّة للكلمة. ويجدر أخيراً ملاحظة أنّ عدد السّبوت في 13 سنة مثلاً، هو سبوت واحد، كما هو في الـ 7 سنوات، حتى تكتمل 14 سنة وهكذا...
         القيمة العدديّة لعبارة: (بني إسراءيل) وفق حساب الجُمّل هي 365، وهذا هو عدد أيام السّنة الشمسيّة. ولكن وفق الرّسم العثماني للمصحف تنقص (ألفاً)، هكذا: (بني إسرءيل) فتصبح القيمة العدديّة (364). أمّا عبارة (بنو إسراءيل) فقيمتها العدديّة (361). ولا تختلف هذه القيمة في الرّسم القرآني، لأنّ الألف التي حُذفت من كلمة (إسرءيل) أًضيفت إلى كلمة (بنوا)، فتكتب هكذا: (بنوا إسرءيل)، وعليه يكون المجموع أيضاً (361) وهذا هو (19×19). واللافت هنا أنّ القيمة العدديّة لعبارة: (المسجد الاقصا) وفق الرسم العثماني، هي أيضاً (361) مع ملاحظة أنّ المسجد الأقصىلم يذكر في القرآن الكريم إلا في سورة الإسراء، والتي تسمى أيضاً سورة (بني إسرائيل)، ومن غير إضافة (بنوا إسراءيل)!! والقيمة العدديّة لكلمة (إسرءيل) وفق الرسم العثماني هي (302). في حين أنّ القيمة العدديّة لكلمة (السبت) هي (493)، أمّا القيمة العددية لعبارة (المسجد الحرام) فهي (418) وهذا هو (19×22). وعليه يكون مجموع جُمُّل: (المسجد الأقصا + المسجد الحرام) هو (779) أي (19×41).
         كان فناء المرّة الأولى بالكامل سنة 586 ق.م[5] ،إذ تمّ دخول القدس وتدمير الهيكل، كما سبق وأسلفنا. أمّا حصول المرة الثانية فكان، كما تقدّم، على مرحلتين؛ المرحلة الأولى سنة 1948م، والمرحلة الثانية بدخول القدس سنة 1967م. وسبق أن أشرنا إلى أنّ قيام إسرائيل الجُزئي كان في 10/6/1948م وهو تاريخ الهدنة الأولى. وكانت هدنة 1967م بتاريخ 10/6 أيضاً[6] . فإذا عرفنا أنّ تدمير الهيكل الأول والهيكل والثاني كان في 8 آب عام 586 ق.م أدركنا أنّ تاريخ (10/6) في العامين (1948م ، 1967م) يجعل أي جمع للسنين من (586 ق. م - 1948م) ومن (586 ق.م - 1967م) ينقص عن الاكتمال شهرين. وعليه نجد أنّ عدد السّبوت بين (586 ق. - 1948م) هو 361 سبوتاً، وهذا هو جُمَّل (بنوا إسرءيل) وجُمَّل (المسجد الأقصا) وفق رسم المصحف. وأنّ عدد السّبوت بين (586 ق.م - 1967 م) هو (364) وهذا هو جُمَّل (بني إسرءيل) وفق رسم المصحف. وبعد دخول اليهود القدس كان السّبوت رقم (365) وهذا هو جُمَّل (بني إسراءيل) وفق اللفظ، وبذلك اكتملت دورة فلكية
[7] .

         دمّر الأشوريون مملكة إسرائيل سنة (722 ق.م)، ودمّر الكلدانيون مملكة يهوذا سنة (586 ق.م)، أي أنّ عُمر مملكة (يهوذا) امتدّ أكثر بما يقارب الـ (136) سنة، وفي هذه المدّة هناك (19) سبوتاً.
         اللغة اصطلاح بشري،
[8] وقد نزلت الرّسالات بلغات الأقوام المختلفة. ونرى أنّ التأريخ بالهجري، أو بالميلادي، هو أيضاً من قبيل الاصطلاح؛ فإذا قيل مثلاّ إنّ هذا العام هو 1993 بعد ميلاد المسيح، فإنّ ذلك لا يعني أننا نجزم بأن المسيح عليه السلام قد ولد قبل 1993سنة، ولكننا تواطأنا على هذا الاصطلاح، الذي قد يكون واقعياً، وقد لا يكون. وعلى الرُّغم من ذلك فإنّ اجتماعنا على هذا التأريخ يجعله معتمداً وصحيحاً،كما هي اللغة.
        جاء في كتاب (الله والإنبياء في التّوراة والعهد القديم): "... وينتهي الدكتور (موريس بوكاي) إلى تأييد فرضه بأنّ فرعون الخروج هو (منبتاح) ابن رمسيس الثاني. وبما أنّ منبتاح تسنّم عرش مصر سنة 1224 ق. م، وحكم مصر لمدة عشر سنوات في أحد الأقوال، وعشرين عاماً في قولٍ ثانٍ، فإن سنة الخروج إمّا أن تكون سنة (1214 ق.م) أو (1204 ق. م) "
[9] وعلى ضوء ما سلف إليك هذه الملاحظات:
1204 ق.م كان الخروج من مصر
[10] .

953 ق.م كانت وفاة سليمان عليه السلام.
722 ق.م كان تدمير دولة إسرائيل الشّمالية.
586 ق.م كان تدمير دولة يهوذا الجنوبية.
1948م و 1967م و 2022م هي سنوات: قيام إسرائيل، ثمّ دخول القدس، ثمّ الزوال المتوقّع توقّعاً راجحاً. واللافت للانتباه فيما سلف أنّ:
أ) عدد السّنين العبريّة قبل عام 1204ق.م يساوي365 سبوتاً، وهذا يساوي دورة فلكيّة واحدة للأرض حول الشمس.
ب) من العام 1204 ق.م إلى العام 935 ق.م هناك 38 سبوتاً، أي (19×2).
ج) من زوال الدّولة الأولى عام 722 ق.م إلى زوال الدولة الثانية عام  586 ق.م هناك (19) سبوتا.
د) من زوال المرّة الأولى 586 ق.م إلى قيام المرة الثانية 1948م هناك 361 سبوتاً. أي (19×19)

 هـ) من الخروج عام 586 ق.م إلى العودة عام 1967م هناك 364 سبوتاً. وهذا كما أسلفنا جُمَّل (بني إسرءيل)، وفق رسم المصحف.
و) السّبوت رقم (365) يكون بعد دخول القدس، وبذلك تكتمل دورة فلكيّة واحدة من السّبوت. وهو العدد نفسه للسّبوت قبل تاريخ الخروج من مصر، كما ورد في البند أ. وهو جُمَّل (بني إسراءيل)، وفق اللفظ.
ز) عدد السّبوت من وفاة سليمان عليه السلام 935ق.م إلى الزوال المتوقع عام 2022م هو (422). وعدد السّبوت من بداية التأريخ (العبري) حتى تاريخ وفاة سليمان عليه السلام هو (403) سبوتاً، وعليه يكون الفرق 19سبوتاً.                   
ح) عدد السّبوت من وفاة سليمان عليه السّلام 935 ق.م إلى 2022م هو 422، فما هو هذا العدد ؟!
إذا جمعنا ترتيب سورة الإسراء، إلى عدد آياتها، إلى جُمّل اسمها، يكون الناتج: ( 17 + الإسراء 294 + 111) = 422 . 
 ط) العام 2022م يوافق العام العبري 5782. وقد وجدنا أنّ عدد السّبوت حتى هذا العام هو: (5782 ÷ 7) = 826 ومعلوم أنّ السبوت فيه معنى الانقطاع. والمفاجئ هنا أنّ جُمّل (سبت بني إسرءيل) هو أيضاً 826.
ي) في العام 1969م اكتملت دورة فلكية من السبوت، أي (365) سبوتاً، ابتداءً من زوال الدّولة الأولى والخروج من القدس. وفي هذا العام يصادف العام العبري (5730) واللافت هنا أنّ هذا العدد من السّنين يمثل فترة نصف العمر للكربون 14[12] ،والذي يُستخدم من قِبل علماء الآثار لتحديد عمر الإنسانيّة، والحضارات البشريّة. ويقع هذا العام في الدّورة 302 للعدد 19.[13]
 والعدد (302) هو جُمَّل كلمة (إسرءيل) وفق الرسم العثماني. أي أنّ دولة إسرائيل احتلت القدس في الدّورة إسرءيل للعدد 19
ك) قيمة كلمة (ميلادي) في الجُمَّل هي (95)، وعليه:
(2022 + ميلادي 95 ) = 2117 وفي هذا العدد (302) سبوت. فهل يدل ذلك على سبوت إسرائيل، أي انقطاعها ؟! ولا ننسى أنّ آخر ورود لكلمة (السبت) جاءت في خواتيم سورة النحل، والتي يأتي بعدها في ترتيب المصحف سورة الإسراء.
ل) سبق أن قلنا إنّ هناك سبوتاً واحدا ًفي كل سبع سنين، وقد لفت انتباهنا أنّ جُمَّل عبارة (سبع سنين) هو 302، أي جُمَّل إسرءيل.  فتأمَّل!!
         عدد السّنين من 935ق.م إلى 621م هو 1556 سنة شمسيّة. وعدد السنين الشمسيّة من 621م إلى 2022م، كما سبق وأن بيّننا، هو: 1400.4 سنة شمسيّة. وعليه يكون الفرق: 155.6 سنة شمسيّة. وسبق أن بيّننا أنّ هذا هو 1على 19 من مجموع الفترتين. فإذا قمنا بطرح 155.6 سنة من العام 935ق.م فسنكون عندها في العام 779ق.م. ويتميّز هذا العام بالأمور الآتية:
  أ) 779 هو (19×41). 

ب) بعد 57 سنة من العام 779ق.م زالت دولة إسرائيل الأولى، أي في عام 722ق.م. وبعد 57 سنة من العام 1967م[14] يتوقّع أن تزول إسرائيل الثانية [15]
وإذا ضربنا العدد 722 في 2 يكون الناتج: (722×2) = 1444 واللافت هنا أنّ هذا العدد هو المضاعف 19 لعمر إسرائيل المتوقّع، أي 76 وهو أيضاً عدد السنين القمريّة من 621م إلى 2022م.                 
ج) جُمَّل (المسجد الأقصا) هو 361. وجُمَّل (المسجد الحرام) هو 418. والفرق بين الجُمَّلين هو (57). والمجموع هو: (361+418) = 779. وهذا (19×41). واللافت هنا أنّ (41) هو جُمَّل (إلى). وانظر معي إلى موقع كلمة (إلى) من قوله تعالى في فاتحة سورة الإسراء: (سُبْحانَ الذي أَسْرى بِعَبْدهِ ليْلاً منَ المسْجِدِ الحَرامِ إلى المسْجِدِ الأَقْصَا...).
ماذا عن مجموع السّبوت:

         وفق حساب الجُمّل فان القيمة العدديّة لكلمة (السبت) هي (493). وكما رأينا فإن السّبوت هو السنة السابعة التي يسبقها (6) سنوات من العمل، ثمّ يكون الانقطاع في السّابعة. فما هي السّنوات السّت التي تسبق الانقطاع؟! إذا قمنا بضرب جُمَّل كلمة (السبت) في العدد (6) يكون الناتج: (493×6 ) = 2958 وهذا هو عدد السّنين من بداية العام الذي بدأ فيه الإفساد الأوّل، أي 935 ق.م، إلى نهاية العام الذي يزول فيه الإفساد الثاني، 2022م.
         الأمر المدهش أنّ العدد 2958 هو مجموع جُمَّل العبارات والكلمات التي تمّ الحديث عنها قبل قليل، مُضافاً إليها جُمَّل (الإسراء)، وهي:(المسجد الحرام، المسجد الأقصا، بنوا إسرءيل، السبت، الإسراء). وهذه لا يختلف جُمَّلها كتابة أو لفظاً. أمّا التي يختلف جُمَّلها كتابةً ولفظاً فهي: (بني إسرءيل، بني إسراءيل، إسرءيل). والاختلاف كما هو ملحوظ في كلمة إسرءيل. ولم يرد في ملاحظاتنا التاريخيّة العدد 303 بل العدد 302 والذي هو جُمَّل كلمة إسرءيل، وفق الرسم العثماني. وفيما يأتي جدول توضيحيّ: 
المسجد الحرام    418   كتابة ولا يختلف لفظاً
المسجد الأقصى  361   كتابة ولا يختلف لفظاً
بنوا إسرائيل     361   كتابة ولا يختلف لفظاً
بني إسرءيل      364   كتابة
بني إسراءيل     365   لفظاً
إسرءيل           302   كتابة ولم يرد لفظاً
السبت            493   كتابة ولا يختلف لفظاً
الإسراء          294   كتابة ولا يختلف لفظاً
المجموع         2958
[1]الكتاب المقدس - كتاب الحياة - ترجمة تفسيرية - ص 163 وص 166.
[2]المرجع السابق .
[3]الكتاب المقدس - جمعيات الكتاب المقدس المتحدة 1946 - المطبعة الأمريكانية - بيروت صفحة 445.
[4] الأعراف: 163.
[5]راجع الفصل الأول وكذلك الفصل الثاني.
[6] (1967- 1948) = 19
[7]لأن (365) هو عدد المرات التي تدورها الأرض حول نفسها في الوقت الذي تكون فيه قد دارت حول الشمس مرةً واحدة.
[8]هناك من العلماء من يرى أنّ اللغة العربيّة توقيفيّة، ونحن هنا لا نقصد أن نرجّح قولا على آخر.
[9]الله والأنبياء في التوراة والعهد القديم - د. محمد علي البار - ط1 - 1990م - الدار الشامية – بيروت، ودار القلم - دمشق  ص229.
[10]مع ملاحظة أنه أحد احتمالين.
[11] راجع الصفحات القليلة السابقة.
[12] ص 497 Physics - Principles and Problems - James T. Murphy Charles E. Merril Publishing Co.
[13] كل 19 سنة هناك دورة فلكيّة تسمّى الدّورة الخسوفيّة، والدورة رقم 302 تبدأ 5719 وتنتهي 5738 وبؤرة الدورة هي العام 5729. وهذا يوافق عام 1969م، الذي يوافق أيضاً 5730
[14] مجموع أرقام العدد 779 هو 23 وهذا أيصاً مجموع أرقام العدد 1967. 
[15] هو أيضاً (19×3).والعدد 722 هو (19×38) أي (19×19×2)