عرض كتـــاب/ زوال إسـرائيل عام 2022م، نبوءة أم مصادفة رقميـة. -15- الأخير.
:: أربــــع دورات::
الفرق بين عدد أيام السنة الشمسيّة والسنة القمريّة هو (11) يوما، وعلى وجه الدّقة (10.8752). وهذا يعني أنّ أيّ يوم من أيّام السّنة القمريّة يعود إلى العلاقة نفسها مع السنة الشمسيّة كل (33.58487) سنة شمسيّة مرّة. وقد وجدنا أنّ عدد السّنين من زوال الإفساد الأول والخروج من القدس سنة 586 ق. م، إلى دخول القدس في المرة الثانية 1967م يشكل 76 دورة، والأمر من الدقّة بحيث تكتمل أيّام هذه الدّورة في العام 1967م. وعليه يكون هناك اكتمال لأربع دورات بعد دخول القدس:
أ) دورة فلكية من السّبوت، أي (365)، وذلك من الخروج عام 586ق.م إلى ما بعد دخول عام 1967م بقليل، أي عام 1969م. فلم تكتمل هذه الدّورة إلاّ بعد دخول القدس.
ب) دورة الكربون 14 والتي هي 5730 سنة، وهذا يوافق السّنة العبريّة بعد دخول القدس بقليل، أي عام 1969م. فلم تكتمل هذه الدّورة إلاّ بعد دخول القدس.
ج) الدّورة 302 للعدد 19 أي الدّورة إسرءيل للعدد 19 وفق التأريخ العبري. وتبدأ هذه الدّورة من سنة 5719، وتنتهي سنة 5738. وعليه يقع العام 1969م، في بؤرة هذه الدّورة، كما أشرنا سابقاً.
د) 76 دورة كل واحدة منها (33.6) سنة شمسية. وتبدأ من خروج 586ق.م واكتملت في العام 1967م.
قلنا إنّ هناك دورة تمثل العلاقة بين السنة الشمسية والقمرية، ومقدارها (33,6) سنة شمسية. وهذا يعني أنّ الدّورة (19) بعد الميلاد تقع تقريباً بين (604م - 638م). ويُلحظ أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، بُعِث بعد بداية الدّورة بما يقارب (6) سنوات، أي (610 م). وتوفي صلى الله عليه وسلم قبل نهاية الدّورة بما يقارب (6) سنوات أيضا، أي (632م). كما ويُلحظ أنّ بؤرة الدّورة (19) هو عام (622 م)، والذي هو عام الهجرة. وعليه تكون سنة بداية التقويم الهجري موافقة لبداية الدّورة 19 للعلاقة بين الشّمسيّ والقمريّ، أي بين الهجريّ والميلاديّ.
:: قبــل أن نختــم ::
لاحظنا أنّ القيمة العدديّة وفق حساب الجُمَّل لـِ: (بنو إسرءيل)، (المسجد الاقصا)، (المسجد الحرام)، (بني إسراءيل)، (بني إسرءيل)، (السّبت)، (إسرءيل)، (الإسراء)، جاءت كلها موافقة للمعادلة الرّياضيّة لتاريخ بني إسرائيل، وجاءت مُنسجمة مع المسار التاريخيّ الذي تم الحديث عنه في هذا الكتاب.
تلك ملاحظات جاءت تؤكّد صحة مسلكنا في البحث عن قانونٍ جامع يحكم التاريخ، ويضبط حركته. لا شك أنّه أمرٌ عجيب؛ أن يسير التاريخ وفق قانون رياضيّ كما في عالم المادة. وهذا يجعلنا بحاجة إلى إعادة النظر في بعض مُسلّماتٍ التاريخ وقوانينه. فهل يمكن أن تكون هذه القوانين قد ادّخِرت في صورة كلماتٍ وجُملٍ قرآنيّة هي رموز و(شيفرات)، وهل يجوز لنا بعد هذا أن نضرب صفحاً عن متابعة مثل هذه الملاحظات الاستقرائيّة ؟!
حتى لا يظنّ البعض أننا نتعامل في هذه الملاحظات من منطلق التّسليم بصحة العهد القديم وصدق نبوءاته. وحتى لا يتوهم أنّ صدق بعض هذه النبوءات يشكل دليلاً على صِدقِيّته. ولكي لا توحي دراستنا لبعض التشريعات التوراتية أنّها إقرارٌ وإيمان؛ فإننا نُؤكد على الآتي:
1- كان كلُّ رسولٍ يُبعث إلى قومه خاصة، وبعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافّة. ومن هنا جاءت الشريعة الإسلامية ناسخة للشرائع السابقة.
2- جاء في آخر آية من سورة البقرة: ".... رَبّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إصرَاً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذينَ مِنْ قَبْلِنَا..". ومن هنا قد تبدو بعض التشريعات السابقة غريبة مقارنةً بالشريعة الإسلاميّة السّمحة؛ فما يكون مناسباً لعصرٍ من العصور وأُمّة من الأمم، قد لا يكون مناسباً لجميع الأمم والعصور.
3- حُكْمُ المسلمين بصحّة جزءٍ من العهد القديم لا يعني صحّة الكل. لأننا نعتقد وجود جزء من الحقيقة في التوراة المحرّفة، ونعتقد حصول التحريف وليس التبديل الكامل.
4- بعث الله تعالى الرسل وأنزل الرسالات، ويحفظ منها ما يشاء لحكمةٍ يريدها، ويُنسي منها ما يشاء لحكمة أيضاً. انظر قوله تعالى:
(.. الرسُولَ النبيّ الأُميّ الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبَاً عِنْدَهُم فِي التورَاةِ وَالإنْجِيلِ)[1] .
5- الأصل أنْ تتفق الأديان السماوية في الجانب العقائدي، لأنّ العقيدة أخبار، والخبر الصادق لا يختلف من رسول إلى آخر. أمّا الجانب التّشريعيّ فالأصل أن نجد فيه اختلافاً؛ لتباين العصور والأمم، حتى نزلت الشريعة الإسلامية الكاملة والشّاملة.
:: الخــــاتمــة ::
… وبعد، فهذه ملاحظات استقرائية، نرجو أن تثير لدى القارئ الدافعية للبحث، كما نرجو أن تكون قد حَصَّلَت القناعة بوجود العدد في بنية القرآن الكريم. فلعل القناعة أن تثمر الجهود، فتشرق أنوار الحقيقة في عقول وقلوب الكثيرين ممن يتوقون إلى اليقين.
والمركز على استعداد دائم لاستقبال الملاحظات، والانتقادات، والتصويبات، والنصائح. فالمهمة أكبر من جهود مركز واحد، والحصاد المتوقع أوفر وأعظم بركة بإذن الله تعالى.
" ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا، وإليك المصير"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق