بحث هذه المدونة الإلكترونية

2013-01-08

نتابع: مدينة بيت لحم الكنعانية (3).



نتابع: مدينة بيت لحم الكنعانية.
الاقتصاد
تمتازُ المدينة بنشاطها في الصناعة وخاصةً الصناعة السياحية مثل صناعة الصدف والمسابح والصلبان. يُعتبر التسوق مصدر جذب رئيسي للسياح، وخصوصًا خلال موسم عيد الميلاد. مع كثرة المحلات في الشوارع الرئيسية للمدينة والأسواق القديمة التي تبيع المشغولات اليدوية الفلسطينية والتوابل والمجوهرات والحلويات الشرقية مثل البقلاوة. ويشترون السياح تحف خشب الزيتون وهو أكثر عثنصر مُباع للسياح الذين يزورون بيت لحم. والحرف الدينية وتشمل الحلي المصنوعة يدويًا مثل عرق اللؤلؤ والصناديق والصلبان. الصناعات الأخرى هي الحجر والرخام والمنسوجات والأثاث والمفروشات. ويوجد أيضًا في المدينة مصانع لإنتاج مواد الدهان والبلاستيك والمطاط الصناعي والمستحضرات الصيدلانية ومواد البناء والمنتجات الغذائية والمعجنات والحلويات بشكل رئيسي.

أُنشئت أول غرفة تجارية صناعية زراعية في مدينة بيت لحم في أوائل الخمسينات حيث أُنتخب أول مجلس إدارة لها بتاريخ 16 أبريل 1952. في 30 أغسطس 1965، تم انتخاب مجلس إدارة جديد.و مع قرب البدء بإحتفالات الألفية الثانية ودخول المحافظة في مرحلة جديدة من البناء والأعمار، اصدر معالي وزير الاقتصاد والتجارة قرارًا بتعيين مجلس الإدارة الحالي الذي يضمُ نُخبة من رجال الأعمال والاقتصاديين لإدارة شؤون الغرفة. وتندرج غرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم تحت مظلة اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية الفلسطينية ومقره القدس، ويضم خمسة عشرة غرفة في فلسطين.

في عام 2008، إستضافات مدينة بيت لحم أكبر مؤتمر اقتصادي على الإطلاق في الأراضي الفلسطينية. وقد بادر به رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير المالية السابق سلام فياض في إقناع أكثر من 1,000 من رجال الأعمال والمصرفيين والمسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء الشرق الأوسط للاستثمار أموالهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. تم تأمين ما مجموعه 1,4 مليار دولار أمريكي من أجل الاستثمارات التجارية في الأراضي الفلسطينية.

نبيذ كريمزان، الذي تُؤسس في عام 1885، هو مصنع يختص بإنتاج النبيذ ويديره الرهبان في دير كريمزان. وتزرع العنب بشكل رئيسي في منطقة الخضر. في عام 2007، كان إنتاج الدير من النبيذ حوالي 700,000 لترًا سنويًا.

العمارة والسياحة
يسود المدينة طرازان معماريان مختلفان: الطراز القديم السائد في البلدة القديمة حيث القباب والجدران السميكة المبنية من الحجر الكلسي والشبابيك والأبواب على شكل أقواس، والمباني فيها ملتصقة ببعضها ومتراصة وشوارعها ضيقة ومقسمة إلى حارات لكي يسهل الدفاع عنها. أما الطراز الثاني فهو الطراز الحديث السائد في مناطق السكن الجديدة حيث البيوت الحديثة المستقلة أو العمارات المكونة من طبقات.

ويطوق المدينة الآن مجموعة من المستوطنات التي يطلق عليها مجموعة (غوش عتسيون) ووصل عدد المستوطنات حولها عام 1985 إلى 16 مستوطنة وتشكل مستوطنة (عفرات) مركزها وأكبرها، ويخطط لإقامة 9 مستوطنات حتى عام 2010.

كونها المدينة التي شهدت ميلاد المسيح، تحمل مدينة بيت لحم معنى خاصاً في قلوب المسيحيين من كافة أرجاء العالم، وعلى الرغم من صغرها النسبي مساحةً وسكانًا، لدى بيت لحم وجوارها العديد من المواقع التي تجلب كافة أنواع الزوار والسواح. في قلب المدينة تقع كنيسة المهد، وداخل الكنيسة توجد مغارة المهد حيث ولد عيسى المسيح. منذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994 شهدت مدينة بيت لحم تطورًا غير مسبوق، حيث إنتشرت أعمال الإعمار والترميم في كافة مواقع المدينة، وحيث شيدت العديد من المرافق السياحية مثل الفنادق والمطاعم ومحلات بيع التحف والمنتجات الحرفية، وكافة هذه المرافق على أتم الاستعداد لتوفير كافة متطلبات الزوار والسياح.

كذلك تتنوع المطاعم في بيت لحم، وتوفر أماكنًا وتنوعًا يرضي تقريبًا كافة الأذواق، فهناك العديد من المطاعم والمقاهي التي تنتشر في أرجاء المدينة، فإن كنت تبحثون عن وجبة فلسطينية تقليدية أو شيء مختلف ستجدون في بيت لحم مطاعم تقدم وجبات من المطبخ الفرنسي والإيطالي والصيني. وبالقرب من بيت لحم تقع بلدتي بيت ساحور وبيت جالا، وكلاهما لديها الكثير لتمتع زوارها.

الثقافة
لقد رُممت بلدة بيت لحم القديمة بالكامل وبشكل جميل، مما جعل من السير في كافة أرجائها مُمتعًا ومفيدًا على الصعيد المعرفي كذلك. كما من السهل ملاحظة الوتيرة العالية التي تسيير فيها المراكز الثقافية في بيت لحم وما حولها فعالياتها الثقافية على مدار العام، مثل مركز الدار الثقافي الموجود في مركز بيت لحم الدولي (دار الندوة)، ومركز بيت لحم للسلام والذي يطل على ساحة المهد حيث يحتوي على مركز للسياح، ويقيم فعاليات ثقافية مُنتظمة.

التطريز
عُرف تطريز نساء بيت لحم بفضل ملابس الزفاف الخاصة بهم. التطريز في بيت لحم كان مشهورًا بفضل "التأثير الكلي والقوي للألوان والتألق اللامع". أما فساتين الأقلُ رسميةً فصُنعت من قماش نيلي مع معطف بلا أكمام من الصوف المنسوج محليًا التي تُلبس فوق الفساتين. تمتازُ الفساتين للمُناسبات الخاصة بأنها مصنوعة من الحرير المُقلم مع أكمام مُجنحه مع سترة قصيرة "تقصيرة" والمعروفة باسم سترة بيت لحم. التقصيرة مُصنعة من المخمل أو الجوخ، وعادة تكون مع تطريز كثيف.

التطريز التحريري لمنطقة بيت لحم يجمع بين الفضة والذهب وخيوط الحرير لتزيين واجهة وجوانب وأكمام ثياب الزفاف التقليدية، وحيث تملأ هذه التصماميم المُميزة بقطب وأشكال فنية باستخدام الخيطان الحريرية بهية الألوان، حيث حاول البعض المقاربة بين هذه التصاميم وتصاميم الزخارف والأزياء الكنسية، والزينة الرسمية والأوسمة للملابس العسكرية العثمانية والبريطانية القديمة.

نحت عرق اللؤلؤ
يعود فن نحت عرق اللؤلؤ في بيت لحم إلى القرن الخامس عشر عندما أُدخل من قبل رهبان فرنسيسكان من إيطاليا. وأزداد الطلب على هذه الأصناف بسبب زيادة أعداد الحجاج المسيحيين، ووفرت وظائف للنساء. وقد لاحظ ريتشارد بوكوك هذه الصناعة، الذي زار بيت لحم في عام 1727.

المراكز الثقافية والمتاحف
بيت لحم هي موطن لمركز التراث الفلسطيني، الذي أُنشئ في عام 1991. ويهدف المركز إلى المحافظة على وتعزيز التطريز الفلسطيني، والفن والفولكلور. المركز الدولي في بيت لحم هو مركز ثقافي الذي يركز في المقام الأول على ثقافة مدينة بيت لحم. ويوفر تعليم اللُغات ودراسات المرأة والفنون والعروض والحرف.

فرع بيت لحم التابع لمعهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى لديها نحو 500 طالب وطالبة. أهدافه الرئيسية هي تعليم الموسيقى للأطفال، وتدريب المعلمين في المدارس الأخرى، ورعاية البحوث والموسيقى، ودراسة موسيقى الفولكلور الفلسطيني.

يوجد في بيت لحم أربعة متاحف:متحف سرير المهد، يقدم المُتحف 31 نموذجًا ثلاثي الأبعاد التي تُصور مراحل هامة من حياة اليسوع. المسرح يُقدم العرض لمدة 20 دقيقة من الرُسوم المُتحركة. متحف بد جقمان، الذي يقع في البلدة القديمة في بيت لحم، يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر وهو مُخصص في المقام الأول للتاريخ وعملية إنتاج زيت الزيتون. متحف بيتنا التلحمي، الذي أُنشئ في عام 1972، ويحتوي على عرض لثقافة بيت لحم. قامت الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ببناء متحف المهد الدولي التي تُقدم عروض فنية بجودة عالية في جو مُثير للذكريات.

التعليم
وفقًا للمكتب المركزي الفلسطيني للإحصاء، في عام 1997، كان ما يقرب من 84٪ من سكان المدينة الذين تزيد أعمارهم على 10 يجيدون القراءة والكتابة. تم تسجيل 10,414 نسمة من سكان المدينة في المدارس (4,015 في المدارس ابتدائية و 3,578 في المدارس الإعدادية و 2,821 في الثانوية العامة). حصلوا حوالي 14,1% من طلاب الثانوية العامة على الشهادات. وكان هناك 135 مدرسة في محافظة بيت لحم منها 100 تابعة لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية و 28 مدرسة خاصة وسبعة تُديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.

تُعتبر بيت لحم موطن لجامعة بيت لحم، وهي جامعة مسيحية كاثوليكية مختلطة ومؤسسة للتعليم العالي تأسست في عام 1973 وفقا للتقاليد Lasallian، ويمكن للطلاب من جميع الأديان التسجيل بها. جامعة بيت لحم هي أول جامعة أنشئت في الضفة الغربية، ويمكن تتبع جذورها إلى عام 1893 عندما دي لا سال الاخوان المسيحيون قاموا بإنشاء المدارس المسيحية في جميع أنحاء فلسطين ومصر.

البنية التحتية

الرعاية الصحية
الخدمات الطبية في بيت لحم عديدة ومتطورة على نحو جيد. من ستة مستشفيات بيت لحم، ثلاثة مراكز للأمومة، مركز للأمراض النفسية، مستشفى للأطفال ومستشفى عام. ويقدر إجمالي عدد أسرة المستشفيات 506 سرير. هناك 32 من عيادات الرعاية الصحية الأولية في منطقة بيت لحم والتي ترعاها 16 من المنظمات غير الحكومية، و 14 تابعة للمنظمات الملكية الخاصة، وأثنتان تتبع للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لأعمال الإغاثة). هُناك خمسة سيارات أسعاف و 133 طبيب. بالإضافة إلى، يوجد 341 ممرض و 27 أطباء أسنان.

تمتلك المحافظة على عدد كبير من الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية التي تقدم خدمات صحية غير متوفرة في فلسطين. شُيد مؤخرًا شبكة تجميع مياه الصرف الصحي في ثلاث مدن من بيت لحم:بيت جالا وبيت ساحور. يحصل ما يقارب 99% من سكان المدينة على إمدادات المياه الصالحة للشُرب عن طريق الأنابيب.

النقل والمواصلات
بيت لحم لديها ثلاثة محطات للحافلات التي تملكها الشركات الخاصة والتي تقدم خدمات للنقل إلى القدس وبيت جالا وبيت ساحور والخليل ونحالين وبتير والخضر والعبيديّه‎ وبيت فجار. هناك محطات للسيارات الأجرة الذين يقومون برحلات إلى مدينة بيت ساحور وبيت جالا والقدس وتقوع وهيروديون. ولا يسمح للحافلات وسيارات الأُجرة ترخيص الضفة الغربية بدخول إسرائيل، بما فيها القدس، من دون تصريح.

كان لبناء تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على المدينة من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. الجدار يمتد على طول الجانب الشمالي من المنطقة المبنية في البلدة، على بعد أمتار من منازل المواطنين في مخيم عايدة للاجئين من جهة، وبلدية القدس من جهة أخرى. مُعظم المداخل والمخارج من التجمعات السكنية في بيت لحم إلى بقية الضفة الغربية تخضع حاليًا لنقاط التفتيش الإسرائيلية وحواجز الطرق. يختلفُ مُستوى الوصول بناءًا توجيهات الأمن الإسرائيلية. وينظمُ السفر لسكان بيت لحم الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس عن طريق نظام تصريح. ويحظر على المواطنين الإسرائيليين من دخول بيت لحم والاقتراب من بركة السلطان سليمان القانوني.

الملاعب الرياضية
يوجد في محافظة بيت لحم عدة أندية رياضية سواء على مستوى كرة القدم أو كرة السلة، أو رياضات أخرى مثل الركبي. من أهم هذه الاندية: نادي الخضر، نادي ترجي وادي النيص، نادي جورة الشمعة، النادي الأرثوذكسي الثقافي العربي بيت ساحور، نادي وادي فوكين، نادي مراح معلا، نادي دلاسال بيت لحم، نادي زعترة، نادي بيت فجار، نادي التعامرة. ويوجد في المحافظة عدة ملاعب بلدية صغيرة، كملعب بيت جالا، وملعب بيت ساحور، وملعب مخيم الدهيشة.

الحكومة المحلية
أول انتخابات بلدية عُقدت في بيت لحم كانت عام 1876، قاموا المخاتير من أرباع مدينة بيت لحم القديمة (باستثناء الربع السريانية) باتخاذ قرار لانتخاب المجالس المحلية من سبعة أعضاء وذلك لتمثيل كل عشيرة في المدينة. وأُنشىء قانون أساسي بحيث إذا حصل شخصًا كاثوليكي على منصب رئيس البلدية يُشرط بأن يكون ونائبه تابع للأرثوذكسية اليونانية.

حُكم البريطانيين والأردنيون بيت لحم، وسُمح للربع السريانية في المشاركة في الانتخابات وكذلك البدو واللاجئين الفلسطينيين، ومن ثم التصديق على كمية أعضاء البلدية في المجلس إلى 11. في عام 1976، أقر تعديلًا الذي يسمح للنساء بالمشاركة في عمل التصويت وأن يصبحوا أعضاء في المجلس وفيما بعد تم رفع سن الانتخاب من 21 إلى 25.

اليوم، يتكون مجلس بلدية بيت لحم من 15 عضوًا منتخبًا، بما في ذلك رئيس البلدية ونائب رئيس البلدية. وسيوضع نظام خاص يتطلب أن يكون رئيس البلدية وغالبية المجلس البلدي مسيحيًا، بينما باقي المقاعد تعتبر مفتوحة لأي شخص ولا تقتصر على أي دين.

هُناك عدة فروع للأحزاب السياسية في المجلس، بما في ذلك الإسلاميين، الشيوعيين، والعلمانيين. تُسيطر الفصائل اليسارية في منظمة التحرير الفلسطينية مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (بزعامة جورج حبش) وحزب الشعب الفلسطيني عادة على المقاعد المحجوزة. بينما اكتسبت حماس على أغلبية المقاعد المفتوحة في انتخابات البلدية الفلسطينية 2005.

المحافل الدولية والمحلية
تعتبر مدينة بيت لحم من أهم المدن الفلسطينية لإقامة المؤتمرات والمحافل الدولية، وقد شهدت العديد من الاحتفالات والمناسبات منها استقبال الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش أثناء زياته لكنيسة المهد، إضافة إلى استضافتها للمؤتمر الاقتصادي العربي واستضافتها لمؤتمر حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) السادس مؤخراً، فهي تحتوي على قصر المؤتمرات.

أحتفالات عيد الميلاد
تقام طقوس عيد الميلاد في بيت لحم على ثلاثة تواريخ مختلفة:تحتفل الطوائف الكاثوليكية والبروتستانتية بتاريخ 25 ديسمبر، وأما الكنيسة اليونانية والسريانية والمسيحيين الأقباط فيحتفلون بتاريخ 6 يناير والمسيحيين الأرمن الأرثوذكس في 19 يناير. تمرُ معظم مواكب عيد الميلاد عبر ساحة كنيسة المهد، في ساحة الخارجية لكنيسة المهد.

مهرجان أرطاس للخس
منذ إطلاقه في العام 1994، مهرجان الخس السنوي والذي ينظم في قرية أرطاس الجميلة، جنوب مدينة بيت لحم وبالقرب من برك سليمان، يجمع السكان المحليين مع الزائرين الأجانب في مهرجان مليء بالمرح إحتفاءً وتقديرًا للفلاح الفلسطيني. المهرجان الذي ينظمه مركز إرطاس للفلكلور يمثل تجربة مميزة تمكن الزائر من التفاعل مع السكان الأصليين للمنطقة والتمتع بحس ضيافة الفلسطينيين وميراثهم الثقافي.

مهرجان زيت الزيتون
في تشرين الثاني من كل عام تزهو مدينة بيت لحم بأصواتها وأطعامها ورائحتها التقليدية، حيث يجتمع السكان المحلييون والزائزون ليحتفلوا بموسم الزيتون، تعدد الفعاليات من العروض الموسيقية التي تقدمها الفرق المحلية إلى عرض الرقص التقليدي التي تقدمها فرقة إرطاس للرقص الشعبي، تمتلئ أرجاء المهرجان بالأكشاك التي تعرض الأعمال الحرفية الفلسطينية، منتجات الزيتون من صابون وزيت.


انتهى

نتابع مدينة بيت لحم الكنعانية (2).


نتابع مدينة بيت لحم الكنعانية.

الأهمية الدينية
لبيت لحم أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع (عيسى). في بيت لحم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (330 م). وذلك فوق كهف أو مغارة، والتي يعتقد أنها الإسطبل الذي ولد فيه المسيح. يعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداب آخر قريب يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.

تُذكر رواية الميلاد في إنجيلي متى ولوقا، وتغدوا الرواية في إنجيل لوقا أكثر تفصيلاً؛ عناصر الرواية الإنجيلية للميلاد مفادها أن مريم قد ظهر لها جبرائيل مرسلاً من قبل الله وأخبرها أنها ستحبل بقوّة الروح القدس بطفل "يكون عظيمًا وابن العلي يدعى، ولن يكون لملكه نهاية"،[لوقا 1/32] وعندما اضطرب يوسف النجار خطيب مريم من روايتها ظهر له الملاك أيضًا في الحلم تصديقًا لرواية مريم وتشجيعًا له، ويتفق متى ولوقا أن الميلاد قد تمّ في بيت لحم مدينة النبي داود لا في مدينة الناصرة حيث كانا يعيشان وحيث تمت البشارة، يعود ذلك تتميمًا للنبؤات السابقة حول مكان الميلاد سيّما نبؤة النبي ميخا، أما السبب المباشر فهو طلب أغسطس قيصر إحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب، ولذلك سافر يوسف مع مريم وكان حينها قد ضمها إلى بيته كزوجته دون أن تنشأ بينهما علاقة زوجية، وعند وصولهما إلى بيت لحم لم يجدا مكانًا للإقامة في فندق أو نزل وحان وقت وضع مريم، فبحسب إنجيل لوقا وضعت طفلها في مذود ولفته بقماط.[لوقا 2/7] وإن ذكر المذود هو الدافع الأساسي للاعتقاد بوجود المغارة أو الحظيرة، لأن الحظائر عادة كانت عبارة عن كهوف أما المذود فهو مكان وضع علف الحيوانات، وكان أوريجانوس قد أثبت المغارة وقال أنه نقل القصة عن تقاليد أقدم،

الجغرافيا
تقع بيت لحم ٭31°43′0″ش 35°12′0″ق وعلى ارتفاع حوالي 775 متر (2,543 قدم) فوق مستوى سطح البحر، 30 مترا (98 قدم) أعلى من القدس. بيت لحم وتقع في الجزء الجنوبي من جبال الخليل.

تقع المدينة على بعد 10 كيلومترات (6.2 ميل) إلى الجنوب من القدس، 73 كيلومترًا (45 ميل) شمال شرق قطاع غزة والبحر المتوسط، و 75 كيلومترًا (47 ميل) إلى الغرب من عمان عاصمة الأردن، و 59 كيلومترًا (37 ميل) إلى الجنوب الشرقي من تل الربيع وعلى بعد 10 كيلومترات (6.2 ميل) إلى الجنوب من القدس.

من المدن والبلدات القريبة تشمل بيت صفافا والقدس في الشمال، وبيت جالا إلى الشمال الغربي، حوسان إلى الغرب، الخضر وأرطاس إلى الجنوب الغربي، وبيت ساحور إلى الشرق. وتقع بيت جالا، وبيت ساحور تُشكل تجمع مع بيت لحم وتقع مخيمات اللاجئين عايدة ومخيم بيت جبرين داخل حدود المدينة.

تقع البلدة القديمة في وسط المدينة، وتتألف من ثمانية أرباع سكنية (أحياء)، المبنية بأسلوب الفسيفساء التي تشكل المنطقة المحيطة ساحة كنيسة المهد. الأرباع تضمُ المسيحيين وربع واحد فقط يضمُ مسلمين. سُميت معظم الأحياء المسيحية حسب أسماء عشائر الغساسنة العربية التي استقرت هُناك. وشكل المغتربين العرب المسيحين حي القاواوسة الذين أتوا من تقوع في القرن الثامن عشر. هُناك أيضًا ربع السريانية يقع خارج البلدة القديمة، تعود أصول سكانها من مديات وماسارتي "وMa'asarte" في تركيا. يبلغ عدد سُكان البلدة القديمة 5,000 نسمة.

التقسيم الإداري

مناطق المدينة

تعتبر البلدة القديمة في بيت لحم أهم مناطقها على الإطلاق لوجود أهم المعالم الدينية المسيحية فيها، وهي تتوسط المدينة وشوارعها. من أهم تلك الشوارع: طريق الخليل، الشارع الجديد، شارع بيت ساحور، شارع بولس السادس، شارع السينما، شارع الفرير، شارع جمال عبد الناصر.

المخيمات
تضم منطقة بيت لحم ثلاثة مخيمات رئيسية هي مخيم عايدة، مخيم بيت جبرين، ومخيم الدهيشة. ومثلها مثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسست فوق قطعة من الأرض استأجرتها الأونروا من الحكومة الأردنية.

مخيم عايدة: تأسس عام 1950 بين مدينتي بيت لحم وبيت جالا. ويمتد فوق مساحة من الأرض تبلغ 0,71 كيلومتر مربع لم تنمو بشكل كاف مع نمو مجتمع اللاجئين. ولذلك، فإن المخيم يعاني من مشاكل اكتظاظ شديدة.
مخيم بيت جبرين: تأسس عام 1950 في قلب مدينة بيت لحم. وهو يعد أصغر مخيم للاجئين في الضفة الغربية حيث تبلغ مساحته 0.02 كيلومتر مربع فقط. وغالبا ما يطلق على المخيم أيضا اسم مخيم عزة.
مخيم الدهيشة: تأسس عام 1949 فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.31 كيلومتر مربع ضمن حدود بلدية بيت لحم.

المناخ
يسود في بيت لحم مناخ متوسطي معتدل، ذو صيف حار وجاف، وشتاء بارد ممطر. يحل فصل الربيع في أواخر شهر مارس (آذار) وأوائل أبريل (نيسان)، ويعتبر شهرا يوليو (تموز) وأغسطس (آب) أحرّ شهور السنة، حيث يصل معدل درجات الحرارة فيهما إلى 28.9 ° مئوية (84 ° فهرنهايت)، أما أكثر الأشهر برودة فهو يناير (كانون الثاني)، ويصل فيه معدل درجة الحرارة إلى 3.9 ° مئوية (39 ° فهرنهايت).

أما بالنسبة لمعدلات الأمطار فتكون معدومة في بعض الأشهر مثل يونيو ويوليو وأغسطس. بينما يتساقط بين شهريّ أكتوبر (تشرين الأول) وأبريل (نيسان) عادةً، ويبلغ معدل المتساقطات السنوي 589 مليمتراً (23.2 إنش)، وتكون في أعلى معدلاتها في شهري يناير وفبراير حيث يمكن أن يصل مستواها إلى أكثر من 170 ميليمتر.

السكان
وفقًا لسجلات الضرائب العثمانية، شكلوا المسيحيون نسبة 60% من السكان في القرن السادس عشر، وفي منتصف القرن 16 أصبحت أعداد المسلمين والمسيحين متساوية. لم يكن هناك مسلمين في نهاية القرن، وبلغ عدد سكانها 287 (سجل الذكور البالغين دافعي الضرائب). وطلب آنذاك من المسيحين وغير المسلمين دفع ضريبة الجزية في جميع أنحاء الدولة العثمانية. في عام 1867، وصف زائر أمريكي المدينة الذي بلغ عدد سكانها 3,000 إلى 4,000 منهم 100 يتبعون البروستاتية و 300 من المسلمين و"ما تبقى ينتمون إلى الكنائس اللاتينية واليونانية مع نسبة قليلة من الأرمن" ووفقًا لتقرير آخر من نفس العام بلغ عدد السكان المسيحيين 3000، وبالإضافة إلى 50 من المسلمين.

في عام 1948، شكلت المسيحية نسبة 85% من التركيبة السُكانية للمدينة معظمها من الطوائف اليونانية الأرثوذكسية والكاثوليكية، أما نسبة المسلمين بلغت 13٪ مسلم سني.

وفقًا للإحصائيات الإسرائيلية عام 1967، بلغ عدد سكان بيت لحم 14,439 نسمة منهم 7,790 نسمة مسلمين ما نسبته 53,9% بينما بلغ عدد المسيحين 6,231 نسمة ما يعادل 46,1% من سكان بيت لحم.بيت لحم

وفقًا لتعداد الجهاز المركزي للإحصاء عام 1997، فقد بلغ عدد سكان المدينة 21,670 نسمة، بما في ذلك 6,570 لاجئ وهو ما يمثل 30.3٪ من سكان المدينة. وفي عام 1997، أما التوزيع العمري السكاني لغترات عُمرية مختلفة كالتالي: 27,4% تحت سن عشرة سنوات و 20٪ 10-19 سنة و 17.3٪ 20-29 سنة، 17.7٪ 30-44 سنة و 12.1٪ 45-64 سنة و 5.3٪ فوق سن 65 عامًا. بلغ عدد الذكور 11,079 أما عدد الإناث 10,594.

وفقا لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء، بلغ عدد سكان بيت لحم 29,930 نسمة في مُنتصف عام 2006. ومع ذلك، في تعداد 2007 كشف عن وجود 25,266 نسمة منهم 12,753 ذكورًا و 12,513 من الإناث. و 6,709 وحدة سكنية منها 5,211 كانت للأُسر. أما مُتوسط عدد أفراد الأسر 4,8.

بحلول عام 2005، كانت نسبة السكان المسيحيين تراجعت بشكل كبير، إلى حوالي 40٪ من 50٪. المسجد الوحيد في المدينة القديمة هو مسجد عمر، ويقع في ساحة كنيسة المهد.

الدين
يدعى الكثير من سكان بيت لحم المسيحيين أنهم ينحدرون من العشائر المسيحية العربية من شبه الجزيرة العربية، بما في أكبرهمها في المدينة: آل فاراهيا Farahiyya ونجاجرة Najajreh. المُطالبات السابقة قد تنحدرُ من الغساسنة الذين هاجروا من اليمن إلى منطقة وادي موسى في الوقت الحاضر الأردن ونجاجرة، تنحدر من العرب في نجران في جنوب الحجاز. عشيرة أخرى في المدينة هي عنانطرة وتنحدر أصولهم من شبه الجزيرة العربية.

أنخفضت أعداد المسيحيين في المدينة بشكل مُطرد، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الهجرة. انخفاض معدل المواليد من المسيحيين يمثل أيضًا سببًا للإنخفاض. في عام 1947، بلغت نسبة المسيحيين حوالي 85%، ولكن بحلول عام 1998 انخفضت النسبة إلى 40٪. في عام 2005، وضح رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة أن "نتيجة للتوتر سواء الجسدي أو النفسي والحالة الاقتصادية السيئة، كثير من الناس يهاجرون، سواء مسيحيين أو مسلمين، لكن الهجرة أكثر أنتشارًا بين المسيحيين، لأنهم بالفعل هم أقلية.

أدت إندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية إلى أنخفاض ناتج القطاع السياحي والتي أثرت على الأقلية المسيحية وعلى أصحاب الفنادق في بيت لحم الذين يقدمون خدمات المُلبية لإحتياجات السياج الأجانب. أشير تحليل إحصائي لهجرة المسيحيين من المدينة لإنعدام الفرص الاقتصادية والتعليمية، خصوصًا الطبقة الوسطى والمتعلمة منهم. مُنذ اندلاع الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، غادروا 10٪ من السكان المسيحيين من المدينة.

في عام 2006، ووفقًا للاستطلاع الذي أجرهُ المركز الفلسطيني للبحوث والحوار الثقافي في المدينة أن 90٪ من المسيحيين قالوا أن لديهم أصدقاء مسلمين، ووافق 73,3% منهم على أن السلطة الوطنية الفلسطينية تُعامل التراث المسيحي في المدينة بإحترام ونسب 78% منهم سبب هجرة المسيحيين إلى القيود الإسرائيلية التي تفرُضها على السفر.

إن مدينة بيت لحم هي من أقدس المواقع المسيحية في العالم كونها المدينة التي فيها وُلِدَ يسوع المسيح، وبسبب قدسية مدينة ابيت لحم لدى العالم المسيحي فكانت سبب تتواجد في عدد من الأماكن المقدسة المسيحية، بالاضافة إلى المؤسسات المسيحية من مدراس وجامعة ومستشفيات، وكونها مدينة ميلاد يسوع تحظى المدينة بشعبية واسعة وترتبط بعيد الميلاد. كانت كنيسة المهد هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية وكان ذلك استجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقيه عام 325 للميلاد. دخلت كنيسة المهد سنة 2012 قائمة مواقع التراث العالمي، كنيسة المهد هي أول موقع فلسطيني يدرج ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
أهم كنائس المدينة: مغارة الحليب، كنيسة القديسة كترينا، كنيسة السريان الأرثوذكس، كنيسة حقل الرعاة، كنيسة الروم الملكيين.


يتبع

مدينة بيت لحم الكنعانية (1).


مدينة بيت لحم الكنعانية.


بيت لحم (بالسريانية: ܒܝܬ ܠܚܡ ؛ باليونانية: Βηθλεὲμ ؛ باللاتينية: Bethleem) هي مدينة فلسطينية، ومركز محافظة بيت لحم. تقع في الضفة الغربية التابعة للسلطة الفلسطينية على بعد 10 كم إلى الجنوب من القدس. يبلغ عدد سكانها 30,000 نسمة بدون سكان مخيمات اللاجئين. وتعتبر مركزا للثقافة والسياحة في فلسطين.

للمدينة أهمية عظيمة لدى المسيحيين لكونها مسقط رأس يسوع (عيسى). في بيت لحم العديد من الكنائس، ولعل أهمها كنيسة المهد، التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر (330 م). وذلك فوق كهف أو مغارة، والتي يعتقد أنها الإسطبل الذي ولد فيه المسيح. يعتقد أن هذه الكنيسة هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم. كما أن هناك سرداب آخر قريب يعتقد أن جيروم قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.

وفقًا لعلماء الآثار، فإن المدينة قد تأسست على يد الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد، كما عُرفت بعدد من الأسماء عبر الزمن، حيث ورد اسم المدينة في مصادر قدماء السريان والآراميين، وقد مر عليها عدد من الغزاة عبر التاريخ، حيث تعرّضت بيت لحم هي وبقية فلسطين للغزو الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي. أعيد بناؤها من قبل الامبراطور البيزنطي جستنيان الأول. ولقد فتحها العرب المسلمون على يد عمر بن الخطاب عام 637، والذي ضمن السلامة للمزارات الدينية في المدينة. في عام 1099، استولى عليها الصليبيون الذين حصنوها واستبدلوا بها الأرثوذكسية اليونانية برجال الدين اللاتين. وقد طُرد هؤلاء رجال الدين اللاتين بعد أن حرر المدينة صلاح الدين الأيوبي. مع مجيء المماليك في عام 1250، تم هدم جدران المدينة، وأعيد بناؤها في وقت لاحق خلال حكم الإمبراطورية العثمانية. في عام 1917 انتزعت بريطانيا السيطرة على المدينة من العثمانيين خلال الحرب العالمية الأولى وكان من المفترض أن يتم تضمينها في المنطقة الدولية في إطار خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947. تم الحاق المدينة بالأردن بعد نكبة فلسطين عام 1948. وقد احتلتها إسرائيل في عام 1967 بحرب الأيام الستة. منذ عام 1995، ووفقا لاتفاقية أوسلو، تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الوطنية الفلسطينية.

تقع بيت لحم ضمن سلسلة جبال القدس، وترتفع عن سطح البحر 775 مترا. وتعتبر المدينة تاريخيا منطقة مسيحية السكان، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، ولكنها لا زالت موطنا لواحد من أكبر المجتمعات المسيحية الفلسطينية.

لبيت لحم دور رئيس في القطاع الاقتصادي الفلسطيني من خلال السياحة التي تزداد أثناء موسم عيد الميلاد عندما يحتشد الحجاج المسيحيين إلى كنيسة المهد، حيث أن يوجد في بيت لحم أكثر من 30 فندقا و300 ورشة عمل للحرف اليدوية. ويسكن هذه المدينة واحد من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، على الرغم من إن حجم المجتمع قد تقلص بسبب الهجرة.

التسمية
تم ذكر مدينة بيت لحم الكنعانية لأول مرة في رسائل تل العمارنة الفرعونية.

نسبة إلى الإِله (لخمو الكنعاني) وهي بالسريانية، بمعنى بيت الخبز. وقال الدباغ: اسمها الاصلي: أفرت، وأفراتة، بمعنى مثمر، ثم دعيت باسمها الحالي نسبة إلى (لخمو) اله القوت والطعام عند الكنعانيين. وفي الآرمية: (لخم أو لحم) معناها الخبز، وعند العرب معناها: اللحم المعروف. ويرى بعضهم أن الكلمة واحدة غير أن الذين كان اعتمادهم في القوت على الحنطة أصبح اسم الإله عندهم مرادفاً للحنطة أو الخبز، وأما الذين كانوا يعتقدون باللحم طعاماً أولياً، فقد أصبحت اللفظة تفيد اللحم المعروف.

التاريخ

العهد الكنعاني

لقد سكن الكنعانيون المدينة سنة 2000 ق.م، ويروى أن النبي يعقوب جاء إلى هذه المدينة وهو في طريقه إلى الخليل، وماتت زوجته راحيل في مكان قريب من بيت لحم يعرف اليوم بقبة راحيل وفي بيت لحم ولد الملك داوود. وتوالت عليها الأحداث، وكانت في العصور القديمة قرية متواضعة تكتنفها الأودية العميقة من جهاتها الثلاث. وكانت خصبة الموقع تنتشر فيها حقول القمح. وفي القرن الرابع عشر قبل الميلاد - ظهرت في مخطوطات تل العمارنة منطقة اسمها بيت لحم وذلك عند الحديث عن أنباء الحروب التي قامت جنوب القدس. من المحتمل أن أول استيطان بشري وقع فيها عندما حطت بعض جماعات من البدو حول النبع الواقع على بعد 200 متر من كنيسة الميلاد.

تظهرُ أول إشارة تاريخية إلى المدينة في رسائل تل العمارنة (حوالي 1400 قبل الميلاد) عندما ناشد ملك القدس سيده الأعلى، ملك مصر، للحصول على المُساعدة لاستعادة السيطرة على "بيت - لحمي" في أعقاب الإضطرابات من جانب عبيرو. ويعتقد أن تشابه هذا الاسم مع شكلها الحديث يدُل على أنها كانت مُستوطنة كنعانية، الذين يملُكون ثقافية ولغوية سامية مع الوافدين على المدينة لاحقًا.

بعد الميلاد
في عام 325 بعد إعلان حرية التعبد للديانة المسيحية، طلب القديس مكاريوس بطريرك القدس من الإمبراطور أن يعيد المكان المقدس، فبنت القديسة هيلانة بازيليك الميلاد. في عام 384 مع وصول القديس هيرونيموس إلى بيت لحم قام في المدينة مركز عبادة لاتيني دام بعد وفاته سنين عديدة. في عام 614 أدّى غزو جيوش كسرى إلى خراب اليهودية ولم ينج من بيت لحم سوى بازيليك الميلاد وذلك كما يقال بفضل رسم للمجوس قائم على جدار البازيليك. والمجوس وهم ملوك الفرس الذين سجدوا ليسوع الطفل بحسب الرواية الإنجيلية.

استمدت بيت لحم شهرتها العالمية الكبرى من مولد المسيح فيها. ويروى أن يوسف النجار، ومريم العذراء ذهبا إلى بيت لحم لتسجيل اسمهما في الإحصاء العام، فولدت مريم وليدها هناك. وترى المصادر المسيحية أن الولادة كانت في مغارة قريبة من القرية، ولكن القرآن (يقول): (فاجأها المخاض إلى جذع النخلة) وفي سنة 330م بنت هيلانة أم قسطنطين الكبير، كنيسة فوق المغارة التي قيل إن يسوع ولد فيها، وهي اليوم أقدم كنيسة في العالم. والمغارة تقع داخل كنيسة الميلاد، ومنحوته في صخر كلسي، وتحتوي على غرفتين صغيرتين، وفي الشمالية منها بلاطة رخامية، منزل منها نجمة فضية، حيث يقال أن المسيح ولد هناك. وعندما دخل عمر بن الخطاب القدس، توجه إلى بيت لحم، وفيها أعطى سكانها أمانًا خطيًا على أرواحهم وأولادهم وممتلكاتهم وكنائسهم. ولما حان وقت الصلاة، صلى بإشارة من راهب، أمام الحنية الجنوبية للكنيسة، التي أخذ المسلمون يقيمون فيها صلواتهم، فرادى، وجعل الخليفة على النصارى إسراجها وتنظيفها. وهكذا صار المسلمون والمسيحيون يقيمون صلواتهم جنباً إلى جنب.

تذكر بيت لحم في العهد الجديد باعتبارها مكان ميلاد المسيح: "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية" (مت 2: 1 5، لو 2: 4 15)، ونتيجة لذلك حدثت مذبحة الأطفال الأبرياء بأمر هيرودس الملك (مت 2: 8 و16). وحيث أن هادريان قد جرب بيت لحم تماما، واقام في موضعها نصبا مقدسا للاله " ادونيس"، فلابد ان تكريم تلك المدينة باعتبارها مكان ميلاد المسيح، يرجع إلي ما قبل عصر هادريان (132م). وقد اقام قسطنطين الملك (حوالي 330م) كنيسة على الطراز الروماني فوق موقع كهف المذود الذي شهد مولد المسيح. وتعتبر هذه الكنيسة حتى اليوم أهم مقصد للسياح، في المدينة. وهي لم يطرا عليها تغيير كبير، رغم أن جستنيان قد وسع فيها وزينها، ورغم ما تعرضت له من تهدم وترميم.

الحكم العربي الإسلامي
في سنة 648 م دخلت المدنية تحت الحكم الإسلامي، وزارها الخليفة عمر بن الخطاب الذي لم يصلي داخل كنيسة المهد، خوفاً من ان تحدث نزاعات في المستقبل على الكنيسة بين المسلمين و المسيحيين حيث صلى بجانبها. وكانت المدينة قد اُلحقت بجند فلسطين التابع لولاية الشام بعد أن تم فتح جميع أراضي بلاد الشام على يد عدد من القادة منهم عمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح.

يشار إلى أنه تم بناء مسجد في بيت لحم عام 1860 وهو مسجد عمر نسبة للخليفة عمر بن الخطاب، والذي تم ترميمه حتى العام 1954 تحت الإدارة الأردنية للمدينة. وكانت الأرض التي تم بناء المسجد عليها تم التبرع بها من قبل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.

وقد عاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح من الإخاء والتعاون وتمارس كل فيهما شعائرها الدينية ونشاطاتها الاقتصادية الاجتماعية على الرغم من أن المدينة تعرضت لفترات من المد والجزر حسب الحكم القائم، ومن أكثر العهود ازدهارًا بالنسبة لبيت لحم هو زمن هارون الرشيد 786-809 م والدولة الفاطمية 952-1094 م، حيث راجت التجارة وتيسرت الحرية والأمن ورممت الكنائس وأماكن العبادة.

الحروب الصليبية
في 1099 دخلت المدينة تحت الحكم الصليبي بعد أن دخلها الجيش الصليبي بقيادة تانكرد فدمر المدينة واحرقها ولم يتبق منها إلا كنيسة المهد. لم يكتف الصليبيون بما حازوا عليه، فقاموا بتوسيع حدود المملكة، ومع أواخر يوليو 1099 غزوا شمال فلسطين، ثم وصل جيش الفاطميين في 12 أغسطس فالتقى وجيش المملكة الوليدة في عسقلان، وأحرز الصليبيون نصرًا هامًا ضمن لهم السيطرة على الساحل الفلسطيني؛ وقد دار خلاف بين أمراء المملكة حول طبيعة الدولة بين كونها دولة دينية يحكمها أسقفها ديبامرت مبعوث البابا، أو دولة مدنية يحكمها جودفري، واتفق أخيرًا على كونها دولة مدنية وذلك بمباركة ديبامبرت مبعوث البابا إلى المملكة، رغم أن طموحه هذا عاد للظهور بعد وفاة جودفري. عام 1100 توفي جودفري بنتيجة المرض، وخلفه شقيقه بالدوين الأول المتحدر من بولونيا وقد انتخب في 11 نوفمبر وتمّ التتويج في بيت لحم يوم 25 ديسمبر 1100 وهو يوم عيد الميلاد، بعد تنافس مع تانكرد والأسقف ديامبرت حول وراثة العرش،[20] وقد تم إرضاء تانكرد بمنحه إمارة أنطاكية بعد أسر أميرها في حلب. أما بالدوين فكان أول من خلع عليه لقب "ملك المملكة اللاتينية في القدس"، ما شكل ترسيخًا لهوية الدولة الجديدة، وقد قسمت الدولة إلى أربع مطرانيات وأبرشيات عديدة تحت سلطة بطريرك القدس.

وقد دام الحكم الصليبي لبيت لحم حتى عام 1187 حيث عادت لأصحابها بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبين في معركة حطين. وفي عام 1229 عادت مدينة بيت لحم لحكم الصليبين بموجب الاتفاقية التي وقعت بين ممثلي الخليفة الكامل فخر الدين وأمير أربيل صلاح الدين وممثلي الإمبراطور فريدريك. لكنهم فقدوها نهائيا بعد عدة سنين فقط.

العهد المملوكي والعثماني
في عام 1244 تمكن المسلمون بقيادة نجم الدين من استعادة المدينة بشكل نهائي، قام بعدها الظاهر بيبرس بدخول المدينة عام 1263 ودمرا أبراجها وهدم أسوارها، وفي عام 1517 دخلت المدينة تحت الحكم العثماني، وبعد تطور وسائل النقل والمواصلات تحولت المدينة إلى مركز جذب هام للحجاج القادمين من أوروبا وانعكست أثاره على الأوضاع في المدينة وازدهرت صناعة الصوف والخزف وغيرها إلا أن سوء الأوضاع الاقتصادية دفع بالكثير من أبناء المدينة إلى الهجرة خارجها.

في القرن التاسع عشر - ومع بداية القرن الماضي أخذت المدينة بالنمو خاصة على أيدي المسيحيين الذين كانوا يشكلون الأكثرية العظمى. في عام 1831، عندما احتل محمد علي باشا مصر المدينة، طرد المسلمون المسيحيين وأمر الباشا بهدم حيّهم. وبعد عشرة أيام أعاد الأتراك بناءه.

من 1831 إلى 1841، كانت فلسطين تحت حكم أسرة محمد علي من مصر. خلال هذه الفترة، عانت المدينة من الزلازل الذي ضربها، فضلًا عن تدمير القوات المصرية لحي مسلم في عام 1834، على ما يبدو أنتقامًا لمقتل أحد الموالين لرعاية إبراهيم باشا. في عام 1841، أصبحت بيت لحم تحت سيطرة الحكم العثماني مرة أخرى وظلت كذلك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. في العهد العثماني، من المشاكل التي واجهتها سكان بيت لحم البطالة والخدمة العسكرية الإجبارية والضرائب الثقيلة، مما أدى إلى هجرة جماعية خاصة إلى أميركا الجنوبية.

العصر الحديث

الانتداب البريطاني

في عام 1917، سقطت بيت لحم بيد الجيش الإنجليزي، ودخلت المدينة مع باقي مدن فلسطين مظلة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1920، وأصبحت جزءا من فلسطين في فترة الانتداب البريطاني وتم اضافتها إلى المنطقة المدوّلة عندما أصدرت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1947، ولكن قام الأردن بضمها مع سائر مناطق الضفة الغربية عام 1951. وبقيت تحت الحكم الأردني حتى حرب 1967.

ارتفعت درجة بيت لحم الإدارية بعد أن كانت (ناحية) في العهد العثماني إلى (قضاء) في العهد البريطاني، يقع بين اقضية القدس والخليل وأريحا. وبقي كذلك لعام 1944 م حيث الغي هو وقضاء اريحا والحقا بقضاء القدس. فكان ذلك آخر تغيير إداري قامت به الحكومة البريطانية في فلسطين.

قرار التقسيم
قامت هيئة الأمم المتحدة عام 1947 بمحاولة لإيجاد حل الصراع العربي الإسرائيلي القائم على فلسطين، وقامت هيئة الأمم بتشكيل لجنة UNSCOP المتألّفة من دول متعدّدة باستثناء الدّول دائمة العضوية لضمان الحياد في عملية إيجاد حلّ للنزاع.

قامت اللجنة بطرح مشروعين لحل النزاع، تمثّل المشروع الأول بإقامة دولتين مستقلّتين، وتُدار مدينة القدس من قِبل إدارة دولية. وتمثّل المشروع الثاني في تأسيس فيدرالية تضم كلا من الدولتين اليهودية والعربية. ومال معظم أفراد لجنة UNSCOP تجاه المشروع الأول والرامي لتأسيس دولتين مستقلّتين بإطار اقتصدي موحد. وقامت هيئة الأمم بقبول مشروع لجنة UNSCOP الدّاعي للتقسيم مع إجراء بعض التعديلات على الحدود المشتركة بين الدولتين، العربية واليهودية، على أن يسري قرار التقسيم في نفس اليوم الذي تنسحب فيه قوات الانتداب البريطاني من فلسطين.

أعطى قرار التقسيم 55% من أرض فلسطين للدولة اليهودية، وشملت حصّة اليهود من أرض فلسطين على وسط الشريط البحري (من إسدود إلى حيفا تقريبا، ما عدا مدينة يافا) وأغلبية مساحة صحراء النقب (ما عدا مدينة بئر السبع وشريط على الحدود المصرية). ولم تكن صحراء النّقب في ذاك الوقت صالحة للزراعة ولا للتطوير المدني، واستند مشروع تقسيم الأرض الفلسطينية على أماكن تواجد التّكتّلات اليهودية بحيث تبقى تلك التكتّلات داخل حدود الدولة اليهودية. وكان نصيب بيت لحم أن يتم الحاقها بالمنطقة المدولة مع القدس.

الحكم الأردني
ومع باقي الضفة الغربية دخلت المدينة في عام 1951 في اتحاد مع المملكة الأردنية الهاشمية، وأصبحت في عام 1964 مركزاً لمحافظة بيت لحم. وبقيت تحت الحكم الأردني حتى احتلالها في حرب 1967 أو النكسة.

النكسة
سقطت المدينة في يد دولة الاحتلال الصهيوني بعد عام 1967، لتظل تحت الاحتلال لمدة 27 سنة وتعاني من الاهمال الإسرائيلي لها كباقي المدن العربية الفلسطينية المحتلة. وقد صادرت سلطات الاحتلال مساحات شائعة من أراضي بيت لحم وأقامت عليها العديد من المستوطنات.

في عام 1987، انخرط سكان مدينة بيت لحم بوقت مبكر في الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وكانت القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، تقوم بتوزيع النشرات الأسبوعية في شوارع بيت لحم مع جدول زمني للإضراب المتصاحب مع الاحتجاجات اليومية ضد الدوريات الإسرائيلية في المدينة. وفي المظاهرات، تم أحراق الإطارات في الشوارع، كما ألقى الحشود الحجارة والزجاجات الحارقة على جنود الاحتلال. ورد الجيش الإسرائيلي بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. واغلقت المدارس في مدينة بيت لحم قسرا، وفتحت تدريجيا لبضع ساعات. ونفذت الاعتقالات خارج البيوت، وفرض حظر التجول ومنع السفر، ما اعتبره الفلسطينيون بأنه عقاب جماعي. ردا على إغلاق المدارس، وتنظيم دورات تعليم سكان المنزل لمساعدة الطلاب على استدراك المادة الفائتة، وهذا أصبح واحدا من الرموز القليلة من العصيان المدني.

السلطة الفلسطينية
في 21 ديسمبر 1995، انسحبت القوات الإسرائيلية من بيت لحم، وبعد ثلاثة أيام أصبحت المدينة تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية وسيطرتُها العسكرية الكاملة بناءًا على الاتفاق الانتقالي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 1995. وأصبحت المدينة مُنذ ذلك الحين، مركزاً لمحافظة بيت لحم، كما وقعت معظم أراضي المحافظة ضمن تصنيف (أ) و(ب) حسب اتفاق أوسلو.

خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، في 2000-2001، تضررت بشدة البنية التحتية في بيت لحم والسياحة. وفي عام 2002، كانت المدينة منطقة القتال الرئيسية في عملية الدرع الواقي، عملية عسكرية كبرى من جانب جيش الدفاع الإسرائيلي.

خلال العملية، قام الجيش الإسرائيلي بمُحاصرة كنيسة المهد، حيث كان حوالي 200 مسلح فلسطيني لجأوا إلى الكنيسة. واستمر الحصار لمدة 39 يومًا وقتلوا تسعة من المسلحين ورجل كنيسي. انتهى الحصار باتفاق على نفي 13 من المسلحين المطلوبين إلى دول أوروبية مختلفة وموريتانيا.


يتبع

2012-12-23

الأسرى الأطفال في السجون "الإسرائيلية" ـ طفولة مسلوبة.

 الأسرى الأطفال في السجون "الإسرائيلية" ـ طفولة مسلوبة.
تحتجز السلطات الإسرائيلية ما يقارب 344 طفلا و طفله في السجون الإسرائيلية يحتجز معظمهم في (قسم الأشبال) بسجن هشارون معظمهم دون الثامنة عشرة. وبينما يعتبر أي شخص دون الثامنة عشرة 18 من العمر طفلا-”حدثا” بالقانون الإسرائيلي المحلي والقانون الدولي وحسب تعريف الحدث الوارد في قواعد الأمم المتحدة بشأن حماية الأحداث المجردين من حريتهم الذي اعتمد بقرار الجمعية العامة 45/113 المؤرخ في 14 كانون الأول 1990.
يعرّف الأطفال الفلسطينيون بعمر 16كبالغين وذلك حسب القوانين العسكرية التي يطبقها الجيش الإسرائيلي في المناطق والأراضي المحتلة. ويتم حرمانهم من المعاملة الخاصة لهم كأطفال حسب ما تنص عليه المواثيق الدولية الخاصة بحماية الأحداث المجردين من حريتهم.
يعتقل الأشبال الفلسطينيون عن :
عن الحواجز العسكرية
يعتقل الأشبال الفلسطينيون على نقاط التفتيش والحواجز العسكرية الإسرائيلية أو من منازلهم حيث يتم نقلهم مقيدين، بالسيارة العسكرية، إلى أحد مراكز الاستجواب أو التوقيف ويتعرضون للإهانة اللفظية خلال نقلهم، ولا يتم إخبار العائلة مباشرة باعتقال ابنهم في بعض الحالات، هذا بالإضافة إلى نقلهم من سجن لآخر دون إخبار عائلاتهم.مما يحول دون إمكانية تحديد مكان احتجاز الطفل لبعض الوقت.
من البيت
تحاصر أعداد كبيرة من قوات الجيش الإسرائيلي بيت الطفل في منتصف الليل، ويتم دخوله بالقوّة بدون تفويض للتوقيف،ويجري تفتيش محتويات البيت وإزعاج أفراد عائلته. حيث يقوم الجنود بتكسير محتويات المنزل والنوافذ والأبواب، وأثاث المنزل وتعمد أحداث أضرار.
التحقيق
تقدم شرطة حرس الحدود على اعتقال الأطفال الفلسطينيين بشكل روتيني، على الحواجز العسكرية أو من بيوتهم، وغالبا ما يتم اعتقالهم في ساعات الليل أو في الصباح الباكر، ويتم استجوابهم حال وصولهم إلى مركز الشرطة ويجري تكبيل أيديهم وتعصيب أعينهم عقب اعتقالهم، وتمارس الكثير من الضغوطات عليهم، ويتعرضون للتهديد والإهانة خلال استجوابهم ويتم استخدام أسلوب الضغط النفسي والجسدي لانتزاع اعتراف من قبل الطفل مما يدفع بعض الأطفال إلى الاعتراف بأنهم قد قاموا برشق الحجارة ويطلب منهم تحديد عدد المرات التي رشقوا فيها الحجارة وقد يحددها بعضهم من 50 إلى 70 مرة أو أكثر ويوقعون تحت الضغط والخوف على إفادات وأوراق يجهلون محتواها. يوضع الطفل في حالة عزل كاملة عن أهله ولا يتم إخبار محاميه، حيث لا يلتقي بمحاميه بفترة التحقيق الأولى ويقتصر عالمه على لقاء المحققين ويكون الاعتراف برمي الحجارة وهو الطريق للخلاص من المحقق والضرب.
وقد يستخدم التعذيب بهدف انتزاع اعتراف من الطفل الذي يحتجز لأربعة أيام مبدئيا يتم تمديدها لأربعة أخرى بأمر من قبل طاقم التحقيق، فيما يتوجب أن يمثل أمام المحكمة العسكرية بعد انتهاء الثمانية أيام، مما يشكل مخالفة للمعايير الدولية بما فيها المبدأ 21 من مجموعة المبادئ الخاصة بحماية جميع الأشخاص الخاضعين لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن والمادة 40(2)(4) من اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر الاستغلال غير المناسب لوضعية المعتقلين بغية إجبارهم على الاعتراف وتوريط أنفسهم في تهم جنائية، أو تقديم معلومات ضد أشخاص آخرين بالإضافة إلى انتهاك المادة المادة 37(ج) من اتفاقية حقوق الطفل التي تنص أن “كل طفل محروم من حريته يجب أن يعامل بإنسانية واحترام لكرامته الملازمة لشخصه كانسان وعلى نحو يأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأشخاص الذين هم في سنه…”
بالرغم من أن إسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهينة وتلزم الاتفاقية إسرائيل بمنع أعمال التعذيب أو سوء المعاملة والتحقيق في مزاعم ارتكابها وتقديم الأشخاص المتهمين بارتكابها للمحاكمة. إلا أن الشرطة الإسرائيلية وشرطة الحدود تقوم بالاعتداء على الفلسطينيين وبينهم الأطفال لدى القبض عليهم ونقلهم إلى مراكز الشرطة.
الاحتجاز
يحتجز معظم الأطفال الفلسطينيون ما دون السادسة عشرة في سجن هشارون” تلموند”هو سجن مركزي تديره سلطة السجون الإسرائيلية يقع بين تل أبيب ونتانيا في منطقة هشارون، عبارة عن بناية قديمة تعود إلى وقت الانتداب البريطاني، ويحتجز به الأشبال الفلسطينيون ما دون سن (16 سنه).
.فيه عدة أقسام رئيسية: قسّم 7، 8 قسم ( 7 ) يستوعب 38 سجينا بينما يستوعب قسم 8 (50 ) سجينا. حيث تحتوي كلّ غرفة في الأقسام على 1 2 سريرا، نافذة واحدة ومرحاض. وقسم ” أوفك” لإعادة تأهيل الأشبال الإسرائيليين، حيث يحتجز فيه الأشبال وبعض المعتقلين من حملة الهوية الإسرائيلية. هذا بالإضافة إلى الأسيرات الفلسطينيات الأطفال اللواتي يحتجزن مع الأسيرات البالغات في سجن تلموند
وهنالك ساحة خارج الغرف، 15 m ،15 m وهي ذات جدران عالية، وسقف مفتوح للسماء ويسمح للسجناء الاختلاط فيها. ويذكر أن الأسرى الأطفال من الذكور ما فوق سن السادسة عشرة غالبا ما يتم نقلهم إلى السجون المركزية أو مراكز الاعتقال العسكرية دون أي مراعاة لكونهم أسرة لا زالوا أطفالا ولديهم احتياجات خاصة
ظروف الاحتجاز
كسواهم من الأسرى البالغين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يحرم الأشبال الفلسطينيون من حقهم بالاتصال بالعالم الخارجي وزيارة عائلاتهم ويعانون من انقطاع زيارات الأهالي مما يعني انقطاع الطفل المعتقل لفترات طويلة عن عالمه، محيطه أسرته، وأصدقائه في وذلك في ظل عدم إمكانية التحدث هاتفيا مع الأسرة. وفقدان العناية النفسية وعدم وجود مرشدين نفسيين أو توفر ألعاب الثقافة والتسلية التي يمكن أن تشغلهم خلال فترة وجودهم في السجن.
شهد سجن الأشبال أقصى حالات العزل والقمع في السجون خلال الفترة السابقة حيث عاش الأشبال في سجن تلموند ظروف سيئة، وفرض مستمر للغرامات المالية التي كانت تستهلك النسب الأكبر من حساب الكانتينا الخاص بهم.
ويعيش المعتقلين الأطفال الفلسطينيون الذكور مع المعتقلين البالغين في نفس الأقسام والغرف في كل من عوفر والنقب فيما تعيش الإناث في سجني تلموند مع الأسيرات الفلسطينيات البالغات وصدرت بحق الأطفال قرارات اعتقال إدارية أمضوها كغيرهم من المعتقلين البالغين.ويعاني الأشبال كباقي الأسرى من عدم توفر العناية الطبية اللازمة، وسياسة الإهمال الطبي المتعمد إزاءهم داخل السجون وفي مراكز التحقيق الإسرائيلية. والحرمان من التعليم وعدم وجود الصحف والمجلات والألعاب الرياضية
يعاني الأسرى من ظروف معيشية صعبة بالزنازين (السجن الانفرادي) التي تتسم بالرطوبة والرائحة العفنة التي تبلغ مساحتها متر ونصف تقريبا، حيث الأرضية رطبة، والغرفة خالية من الضوء، أو يسطع الضوء فيها في جميع الأوقات.وذلك لمنع السجين من النوم، ويحرم السجناء من النوم لعدة أيام، ومن الحصول على وجبة غذاء كافية، والوصول للمرحاض وقت الحاجة، وتغيير ملابسهم.
بالرغم من أن قواعد الأمم المتحدة بشأن حماية الأحداث المجردين من حريتهم والتي اعتمدت بقرار الجمعية العامة 45/113 المؤرخ في 14 كانون الأول 1990 فرع د- المتعلق بالبيئة المادية والإيواء تكفل لهم:
31- للأحداث المجردين من الحرية الحق في مرافق وخدمات تستوفي كل متطلبات الصحة والكرامة الإنسانية.
33- ينبغي أن تكون أماكن النوم عادةً في شكل مهاجع جماعية صغيرة أو غرف نوم فردية، تراعي فيها المعايير المحلية. ويتعين خلال ساعات النوم فرض رقابة منتظمة دون تطفل على كل حدث، ويزود الحدث، وفقاً للمعايير المحلية أو الوطنية بأغطية أسرّة منفصلة وكافية، تسلم إليه نظيفة وتحفظ في حالة جيدة ويعاود تغييرها بما يكفي لضمان نظافتها.
34- تحدد مواقع دورات المياه وتستوفي فيها المعايير بما يكفي لتمكين كل حدث من قضاء حاجته الطبيعية، كلما احتاج إلى ذلك في خلوة ونظافة واحتشام.
37- تؤمن كل مؤسسة احتجازية لكل حدث غذاء يعدّ ويقدم على النحو الملائم في أوقات الوجبات العادية بكمية ونوعية تستوفيان معايير التغذية السليمة والنظافة والاعتبارات الصحية، وتراعى فيه، إلى الحد الممكن، المتطلبات الدينية والثقافية.
وحسب القواعد النموذجية المتعلقة بأماكن الاحتجاز يجب أن:
9. (1) حيثما وجدت زنزانات أو غرف فردية للنوم لا يجوز أن يوضع في الواحدة منها أكثر من سجين واحد ليلا. فإذا حدث لأسباب استثنائية، كالاكتظاظ المؤقت، أن اضطرت الإدارة المركزية للسجون إلى الخروج عن هذه القاعدة، يتفادى وضع مسجونين اثنين في زنزانة أو غرفة فردية.
10. توفر لجميع الغرف المعدة لاستخدام المسجونين، ولاسيما حجرات النوم ليلا، جميع المتطلبات الصحية، مع الحرص على مراعاة الظروف المناخية، وخصوصا من حيث حجم الهواء والمساحة الدنيا المخصصة لكل سجين والإضاءة والتدفئة والتهوية.
الطعام
فيما يتعلق بالوجبات والطعام المقدم لهم، وكما وصفه المعتقلون، هو سيئ جداً، حيث يتم إعداده من قبل المعتقلين المدنيين، هم الذين يعدون الطعام، وهو بالغالب بحاجة لإعادة تصنيع أو إضافات، كما أن الكمية التي يقدمونها قليلة.وقد نصت القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء.مبدأ 20.قسم (1) على توفر الإدارة لكل سجين، في الساعات المعتادة، وجبة طعام ذات قيمة غذائية كافية للحفاظ على صحته وقواه، جيدة النوعية وحسنة الإعداد والتقديم.
الحق بالتعلم
بالرغم من أن معظم الأطفال المعتقلين هم من الطلاب إلا أن إدارة السجن تتجاهل حقهم بالتعلم فلا توفر لهم الإمكانيات ولا الظروف الملائمة لدراستهم بالرغم من أن التشريعات والقوانين الإنسانية تحرم منع الطفل من التعلم. حيث يعتبر هذا انتهاكا صارخا للقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المتعلق بالتعليم والترفيه 77. (1) تتخذ إجراءات لمواصلة تعليم جميع السجناء القادرين على الاستفادة منه، بما في ذلك التعليم الديني في البلدان التي يمكن فيها ذلك، ويجب أن يكون تعليم الأميين والأحداث إلزاميا، وأن توجه إليه الإدارة عناية خاصة (2) يجعل تعليم السجناء، في حدود المستطاع عمليا، متناسقا مع نظام التعليم العام في البلد، بحيث يكون بمقدورهم، بعد إطلاق سراحهم، أن يواصلوا الدراسة دون عناء.
تبدي الضمير قلقها البالغ إزاء معاناة الأسرى الأشبال من مشاكل حياتية عديدة يتلخص أبرزها بالآتي:
• الاعتداء عليهم بالضرب من قبل المعتقلين الجنائيين ومحاولات تخويفهم وتهديدهم بالضرب بالشفرات.
• التحرش الجنسي ببعض الأشبال وتهديدهم بالضرب إذا ما حاولوا رفع شكوى للإدارة، حيث قام المعتقلون الجنائيون بالاعتداء على أحد الأطفال بضربه بالشفرات في رجله، بعد أن رفع الأمر إلى إدارة السجن.
• سلبهم بعض المواد الخاصة بهم مثل كرتات التلفون، الدخان، والأحذية، ومواد غذائية يتم شرائها من الكنتين.
• عدم وجود الصحف والمجلات والألعاب الرياضية.
• منع زيارات الأهالي لهم والتأثير النفسي لهذا المنع عليهم.
• احتجازهم مع أسرى جنائيين.
• تعرضهم لمحاولات تحرش جنسي ولفظي وجسدي.
• الحرمان من التعليم.
• فقدان العناية النفسية وعدم وجود مرشدين نفسيين داخل السجن.
• الحرمان من زيارات الأهل المنتظمة بسبب وجودهم داخل إسرائيل.
• التخويف والتنكيل بهم أثناء الاعتقال.
• الشعور بالوحدة و العزل.
• تجنيد الأطفال من قبل “المخابرات الإسرائيلية “.
• عدم توفر ألعاب الثقافة والتسلية.
• عدم توفر العناية الطبية
هناك عدة نقاط جوهرية تتعلق بوضع الأشبال واحتجازهم
لا يجوز أبداً أن تستخدم أدوات تقييد الحرية كالأغلال والسلاسل والأصفاد وثياب التكبيل.واستخدام السلاسل أو الأصفاد كوسائل للعقاب،الأشبال الذين احتجزوا للأسباب المدنية أو الإدارية يجب أن يحتجزوا في أماكن منفصلة عن الذين سجنوا لمخالفات إجرامية حيث يحتجز السجناء الأطفال الفلسطينيينّ السياسيين مع السجناء الإجراميين الأحداث الإسرائيليين في انتهاك لحقوق الأطفال الأحداث المحتجزين.
• فقدان العناية النفسية وعدم وجود مرشدين نفسيين داخل السجن.
الأطفال المعتقلون
بلغ عدد الأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية حوالي 350 طفلا بين جيل 12- 18 عاما. مع نهاية العام 2002، وبالرغم من احتجاز غالبية الأطفال الفلسطينيين المعتقلين جنبا إلى جنب مع السجناء الأحداث الجنائيين الإسرائيليين في سجن تلموند، إلا أن هناك بعض الأطفال المحتجزين في سجون ومراكز توقيف أخرى داخل إسرائيل وداخل المناطق الفلسطينية المحتلة. الذين يوقفون ويحقق معهم ويقضي بعضهم فترة حكمه في مراكز توقيف واحتجاز البالغين نظرا لعدم وجود منشآت اعتقال خاصة بالأطفال الفلسطينيين المعتقلين على خلفية أمنية، وحسب الإجراءات والقوانين العسكرية الإسرائيلية، يعامل الأطفال في السادسة عشرة من العمر كبالغين، وفي أحيان كثيرة يتم التعامل مع من هم في جيل الرابعة عشرة كبالغين. حيث تسمح الأوامر العسكرية بمحاكمة الأطفال ما بين سن 12- 14 عاما أمام المحاكم العسكرية بالرغم من أنهم يتلقون أحكاما مخففة نوعا ما في بعض الأحيان، إن المعتقلين من الأطفال الفلسطينيين يتلقون معاملة شبيهة بتلك التي يتلقاها المعتقلون البالغون، وأحيانا يتم تعريضهم لنفس الإجراءات القاسية التي يتعرض لها المعتقلون البالغون.

2010-05-13

أوضاع الشعب الفلسطيني عشية الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين.

أوضاع  الشعب الفلسطيني عشية الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين.

زينب خليل عودة

أكدت السيدة علا عوض القائم بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني على أن الفلسطينيون شعب حي حافظ على الهوية والانتماء رغم التشريد الذي طال أكثر من نصفه، وذكرت ان هنالك حوالي 10.9 مليون نسمة عدد الفلسطينيين في العالم، منهم 4.0 مليون نسمة في الأراضي الفلسطينية، 1.4 مليون نسمة في أراضي عام 1948، في نهاية العام 2009 كما أنه سيتساوى عدد الفلسطينيين واليهود ما بين النهر والبحر بنهاية عام 2015.

واستعرضت السيدة علا عوض القائم بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني، أوضاع  الشعب الفلسطيني من خلال الأرقام والحقائق الإحصائية عشية الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين، والذي يصادف يوم الخامس عشر من شهر أيار،  مشيرة أن  أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير حتى احتلال ما تبقى من أراضي فلسطين في عام 1967  عبرت عن مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقاءهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل، وذلك من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 وذلك في 1,300 قرية ومدينة فلسطينية، وتشير البيانات الموثقة أن الإسرائيليين قد سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة.

واستعرضت السيدة علا عوض، القائم بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني، أوضاع الشعب الفلسطيني عشية الذكرى الثانية والستين لنكبة فلسطين على النحو التالي:

الواقع الديمغرافي: بعد 62 عام على النكبة تضاعف الفلسطينيون 8 مرات

تشير المعطيات الإحصائية أن عدد الفلسطينيين عام 1948 قد بلغ 1.4 مليون نسمة، في حين قدر عدد الفلسطينيين نهاية عام 2009 بحوالي 10.9 مليون نسمة، وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف بنحو 8 مرات منذ أحداث نكبة 1948. وفيما يتعلق بعدد بالفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية عام 2009 حوالي 5.2 مليون نسمة مقابل نحو 5.6 مليون يهودي، ومن المتوقع أن يتساوى عدد السكان الفلسطينيين واليهود مع نهاية عام 2015، حيث سيبلغ ما يقارب 6.2 مليون لكل من اليهود والفلسطينيين وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً.  وستصبح نسبة السكان اليهود حوالي 48.8% فقط من السكان وذلك بحلول نهاية عام 2020 حيث سيصل عددهم إلى 6.8 مليون يهودي مقابل 7.1 مليون فلسطيني.

وتظهر المعطيات الإحصائية أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية تشكل ما نسبته 45.0% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين في الأراضي الفلسطينية نهاية العام 2009، كما بلغ عدد اللاجئين المسجلين لدى وكالة الغوث منتصف عام  2009، حوالي 4.7 مليون لاجئ فلسطيني، يشكلون ما نسبته 43.4% من مجمل السكان الفلسطينيين في العالم، يتوزعون بواقع  41.7% في الأردن 9.9% في سوريا، و9.0% في لبنان، وفي الضفة الغربية 16.3%، وقطاع غزة 23.1%، يعيش حوالي 29.4% منهم في 58 مخيماً تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين  باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف وكالة الغوث للاجئين" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.  كما قد قدر عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف مواطنا، في حين يقدر عددهم في الذكرى الثانية والستون للنكبة حوالي  1.25 مليون نسمة نهاية عام 2009 بنسبة جنس بلغت حوالي 103.6 ذكرا لكل مائة أنثى.  وبلغت نسبة الأفراد أقل من 15 سنة حوالي 40.6% من مجموع هؤلاء الفلسطينيين مقابل 3.2% منهم تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر وذلك وفقا للبيانات المتوفرة حول الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل لعام 2007 ، مما يشير إلى أن هذا المجتمع فتيا كامتداد طبيعي للمجتمع الفلسطيني عامة.

كما قدر عدد السكان في الأراضي الفلسطينية بحوالي 4.0 مليون نسمة في نهاية عام 2009 منهم  2.5 مليون في الضفة الغربية وحوالي 1.5 مليون في قطاع غزة.  من جانب آخر بلغ عدد السكان  في محافظة القدس حوالي 379 ألف نسمة في نهاية العام 2009، حوالي 62.1% منهم يقيمون في ذلك الجزء من المحافظة والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967.  وتعتبر الخصوبة في الأراضي الفلسطينية مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى، فقد وصل معدل الخصوبة الكلية عام 2007 في الأراضي الفلسطينية 4.6 مولود، بواقع 4.1 في الضفة الغربية و5.3 في قطاع غزة.

الكثافة السكانية

نكبة فلسطين حولت قطاع غزة إلى أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان

بلغت الكثافة السكانية في الأراضي الفلسطينية في نهاية العام 2009 حوالي 663 فرد/كم2 بواقع 439 فرد/كم2 في الضفة الغربية و4,140 فرد/كم2  في قطاع غزة، أما في إسرائيل فبلغت الكثافة السكانية في نهاية العام 2009 حوالي 350 فرد/كم2 من العرب واليهود.

الاستيطان: الغالبية العظمى من المستعمرين يقيمون في القدس بغرض تهويدها

تشير البيانات إلى أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2008 في الضفة الغربية قد بلغ 440 موقعا، ويتركز وجود المستعمرات في محافظة القدس، أما عدد المستعمرين في الضفة الغربية فقد بلغ 500,670 مستعمر، ويتضح من البيانات أن 32.3% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عددهم حوالي 261,885 مستعمر منهم 198,458 مستعمر في القدس الشرقية، وتشكل نسبة المستعمرين حوالي 17.2% من مجموع من يعيشون في الضفة الغربية، في حين بلغت نسبة المستعمرين في محافظة القدس حوالي 41%من مجموع السكان في هذه المحافظة.

جدار الضم والتوسع: يلتهم نحو 13% من مساحة الضفة الغربية

استمراراً لسياسته التوسعية، صادر الاحتلال الإسرائيلي مئات الآلاف من الدونمات في الضفة الغربية من أصحابها الفلسطينيين لإقامة جدار الضم والتوسع، حيث بلغت مساحة الأراضي الفلسطينية المعزولة والمحاصرة بين الجدار والخط الأخضر (باستثناء ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية في عام 1967) حوالي 555 كم2 أي ما نسبته حوالي 9.8% من مساحة الضفة الغربية، في حين تبلغ المساحة الواقعة شرقي الجدار والمحاطة بجدار جزئي أو كامل حوالي 191.0 كم2 أي ما نسبته حوالي 3.4% من مساحة الضفة الغربية، وهناك حوالي 29% من مساحة الضفة الغربية يوجد قيود على استخدامها في منطقة الأغوار، إضافة إلى 3.5% من مساحة الضفة الغربية تمت مصادرتها للطرق الالتفافية والمستوطنات الجاثمة وسط الضفة الغربية، واقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500م على طول الحدود الشرقية للقطاع والبالغة نحو 58 كم ما يعني أنها ستقتطع 87 كم² من إجمالي مساحة قطاع غزة, وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على ما قدره 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم² الذي يعتبر من اكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان.

المياه في الأراضي الفلسطينية واقع وتحديات 

بلغت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) للعام 2009 ما يقارب 47.4 مليون متر مكعب في الضفة الغربية وذلك بحسب البيانات الأولية لسلطة المياه الفلسطينية.  ويشار هنا إلى أن كمية المياه المشتراة من شركة المياه الإسرائيلية (ميكروت) للاستخدام المنزلي واصلت ارتفاعها خلال الفترة 2002-2009 وذلك من 38.4 إلى 47.4 مليون متر مكعب مما يعكس ازدياد حاجة السكان الفلسطينيين للمياه في ظل الازدياد المطرد لعدد السكان والسيطرة الإسرائيلية على مصادر المياه الفلسطينية.

النضال المستمر لتحرير الأرض وبناء الدولة

الشهداء

بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 7,235 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2009، منهم 6,695 ذكراً و540 أنثى.  حيث بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 2,183 شهيداً بواقع 059,2 شهيداً من الذكور و124 شهيداً من الإناث.  كما بلغ عدد الشهداء في قطاع غزة 5,015 شهيداً منهم 601,4 شهيداً من الذكور و414 شهيداً من الإناث.  والباقي من أراضي عام 1948 وخارج الأراضي الفلسطينية.  ويشار إلى أن العام 2009 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 1,219 شهيداً تلاه العام 2002 بواقع 1,192 شهيداً.

الواقع الصحي: نمو الموارد البشرية الصحية ما زال متدني

أشارت بيانات العام 2008 إلى أن عدد الأطباء البشريين المسجلين لدى نقابة الأطباء في الضفة الغربية بلغ 2,941 طبيباً، بمعدل 8 أطباء لكل 10,000 من السكان،  فيما بلغ تقدير عدد الأطباء البشريين المسجلين لدى النقابة في قطاع غزة 4,375 طبيباً في العام 2008، بمعدل 30 أطباء لكل 10,000 من السكان، من جانب آخر فان هناك 1.5 ممرض/ة لكل 1,000 من السكان في الضفة الغربية في العام 2008، و2.7 ممرض/ة لكل 1,000 من السكان في قطاع غزة في العام 2008.

الزراعة:  الاعتداءات الإسرائيلية طالت الشجر والحجر والحيوان

بلغت أعداد أشجار البستنة المدمرة جراء بناء جدار الضم والتوسع وحتى تاريخ 31/12/2009 في الأراضي الفلسطينية حوالي 424,194  شجرة. بينما بلغت مساحة الدفيئات المدمرة حوالي 230 دونماً.  وبالنسبة لمساحة الخضار المكشوفة المدمرة فقد بلغت حوالي 3,516 دونم، في حين بلغت مساحة المحاصيل الحقلية المدمرة حوالي 4,538 دونماً.  وبلغت المساحة المزروعة في الأراضي الفلسطينية خلال العام الزراعي 2007/2008 ما مقداره 1,854 ألف دونم، منها 91.4% في الضفة الغربية           مقابل 8.6% في قطاع غزة.

ظروف السكن: تفاقم سياسة هدم المنازل التي تعتبر جريمة حرب وجريمة اضطهاد ضد الإنسانية, وازدحام داخل المساكن في الأراضي الفلسطينية.

قام  الاحتلال الإسرائيلي بهدم ما يزيد عن 23,100 وحدة سكنية في الأراضي الفلسطينية وذلك في إطار سياسة التهجير والتدمير الذي ألحقه الاحتلال بمساكن الفلسطينيين خلال الفترة الممتدة منذ العام 1967 حتى نهاية أيار 2009، بحجة مقاومة الاحتلال أو البناء دون ترخيص، منها 13,400 وحدة سكنية تم هدمها بشكل كامل منذ العام 2000 وحتى نهاية أيار 2009، في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا تشمل هذه الأرقام ما يزيد عن 4,100 وحدة سكنية تم تدميرها بشكل كامل ونحو 17,000 مبنى تم تدميرها بشكل جزئي في قطاع غزة خلال العدوان الأخير على قطاع غزة كانون أول 2008 وذلك حسب دراسة صادرة عن دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية.

سوق العمل 2009:

بلغت نسبة القوى العاملة المشاركة في الأراضي الفلسطينية 41.6% خلال العام 2009 (39.5% بين اللاجئين و 43.0% لغير اللاجئين)، حيث بلغت نسبة المشاركة في الضفة الغربية 43.8% (42.3% بين اللاجئين و44.3% لغير اللاجئين) و37.6% في قطاع غزة ( 37.2% بين اللاجئين و38.3% لغير اللاجئين).  أما فيما يتعلق بالبطالة فقد بلغت نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية 24.5% (29.5% بين اللاجئين و21.5% لغير اللاجئين)، حيث بلغت نسبة البطالة 17.8% في الضفة الغربية
(21.3% بين اللاجئين و16.5% لغير اللاجئين) و38.6% في قطاع غزة (36.9% بين اللاجئين و41.5% لغير لاجئين).  فيما يعتبر قطاع الخدمات الأكثر تشغيلا للاجئين بنسبة 36.4% في الضفة الغربية، و70.0% في قطاع غزة.

الواقع التعليمي: الفلسطينيون يستثمرون بالتعليم كخيار استراتيجي

أظهرت بيانات مسح التعليم للعام الدراسي 2008/2009، بان عدد المدارس في الأراضي الفلسطينية بلغ 2,488 مدرسة بواقع 1,848 مدرسة في الضفة الغربية و640 مدرسة في قطاع غزة، منها 1,871 مدرسة حكومية، و315 مدرسة تابعة لوكالة الغوث و302 مدرسة خاصة.  وبلغ عدد الطلبة في المدارس حوالي 1.1 مليون طالب وطالبة، (555 ألف ذكر و555 ألف أنثى)، منهم 657 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية، و452 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة.  ويتوزع الطلبة بواقع 772 ألف طالب وطالبة في المدارس الحكومية، و255 ألف طالب وطالبة في مدارس وكالة الغوث الدولية، و82 ألف طالب وطالبة في المدارس الخاصة.  وبلغ عدد المعلمين في مدارس الضفة الغربية بكافة مراحلها 27,893 معلماً ومعلمة، 11,680 معلم و16,213 معلمة.

أما فيما يتعلق بالخصائص التعليمية لأفراد المجتمع الفلسطيني فقد بلغت نسبة الأمية للأفراد 15 سنة فأكثر 5.6% في العام
2009، وقد تفاوتت هذه النسبة بشكل ملحوظ بين الذكور والإناث، فبلغت بين الذكور 2.6% و8.7% للإناث.

الاقتصاد الكلي:

 تراجع في حدة ارتفاع الأسعار خلال عام 2009

بلغ معدل غلاء المعيشة في الأراضي الفلسطينية 2.75% متوسط عام 2009 مقارنة مع متوسط عام 2008، بواقع 0.57% في الضفة الغربية، و4.42% في قطاع غزة، فيما كانت نسبة الارتفاع بمقارنة متوسط 2009 بالمقارنة مع سنة الأساس 2004 في الأراضي الفلسطينية 24.34%، بواقع 21.52% في الضفة الغربية و29.57% في قطاع غزة.

ومن جهة أخرى تشير بيانات الحسابات القومية الفلسطينية للعام 2009 بالأسعار الثابتة، إلى أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي في الضفة الغربية وقطاع غزة بلغت 5,147.2 مليون دولار أمريكي، وبلغ نصيب الفرد منه 1,389.9 دولاراً أمريكياً.

التبادل التجاري: قيود مفروضة على المعابر وصادرات فلسطينية محدودة جداً مع العالم الخارجي

تشير البيانات إلى تدني قيم الواردات والصادرات الفلسطينية وخاصة مع قطاع غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007.  وتشير البيانات إلى أن قيمة الواردات السلعية لعام 2008 بلغت 3,466.2 مليون دولار أمريكي.  كما بلغت قيمة الصادرات السلعية 558.4 مليون دولار أمريكي خلال نفس العام، وبذلك  فإن صافي الميزان التجاري السلعي قد سجل عجزاً بقيمة 2,907.7 مليون دولار أمريكي خلال عام 2008. أما من حيث التصدير إلى العالم الخارجي  فقد تم تصدير 12% فقط من إجمالي الصادرات الفلسطينية إلى العالم الخارجي وباقي الصادرات إلى إسرائيل وذلك بسبب القيود المفروضة على تصدير المنتجات الفلسطينية إلى العالم الخارجي وخاصة من قطاع غزة.

المنشآت الاقتصادية: تحدي الحصار

تشير النتائج النهائية لتعداد المنشآت 2007 إلى أن عدد المنشآت الاقتصادية التـي تم حصرها في الأراضي الفلسطينية خـلال الفتـرة 20/10/2007-10/11/2007، قد بلغ (132,874) منشأة،  منها (94,205) منشأة في الضفـة الغربيـة و(38,669) منشأة في قطاع غزة، ومن هذه المنشآت هناك (109,686) منشأة عاملة على مستوى الأراضي الفلسطينية، تشمل القطاع الخاص والقطاع الأهـلي والشركات الحكومية يعمل فيها (296,965) عامل.  (علماً بأن هذه البيانات لا تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1967).

مجتمع المعلومات

بلغت نسبة الأسر التي لديها جهاز حاسوب في الأراضي الفلسطينية 49.2% في العام 2009، بواقع 51.1% في الضفة الغربية، و45.6% في قطاع غزة، مقارنة مع 26.4% من الأسر كان لديها جهاز حاسوب في الأراضي الفلسطينية في العام 2004.  أما بخصوص الاتصال بالإنترنت، فقد بينت النتائج أن 28.5% من الأسر في الأراضي الفلسطينية لديها اتصال بالإنترنت في العام 2009، بواقع 27.2% في الضفة الغربية، و30.9% في قطاع غزة، مقارنة مع 9.2% من الأسر في الأراضي الفلسطينية كان لديها اتصال بالإنترنت في العام 2004.  هذا وبلغت نسبة الأسر في الأراضي الفلسطينية المقتنية للاقط الفضائي (ستالايت)
92.0% في العام 2009، بواقع 92.4% في الضفة الغربية، و91.2% في قطاع غزة، مقارنة مع 74.4% من الأسر المقتنية للاقط الفضائي للعام 2004.  كما أشارت النتائج أن 47.5% من الأسر في الأراضي الفلسطينية لديها خط هاتف في العام 2009، بواقع 51.4% في الضفة الغربية، و40.0% في قطاع غزة، مقارنة مع 40.8% من الأسر في الأراضي الفلسطينية كان لديها خط هاتف في العام 2004. هذا وقد أظهرت البيانات أن 92.4% من الأسر لديها هاتف نقال في الأراضي الفلسطينية في العام 2009، بواقع 91.9% في الضفة الغربية، و93.2% في قطاع غزة، مقارنة مع 72.8% من الأسر كان لديها هاتف نقال في الأراضي الفلسطينية في العام 2004.

2010-04-19

تقرير / الأسرى في السجون الاسرائيلية


الأسرى في السجون الاسرائيلية
17-4-2010

حوالي(7400) أسيرة وأسير فلسطيني وعربي،    يقبعون في   شبكة من السجون ومراكز التوقيف والتحقيق الإسرائيلية. منهم 315 قاصرا، و34 أسيرة.

من أبرز السجون ومراكز التوقيف هناك   سجون   "النقب، و مجدو، وهداريم، ونفحة، وشطة، والدامون، والشارون، ومستشفى سجن الرملة، و عوفر ،وعسقلان، وايشل، واهلي كيدار، وريمون، وجلبوع". مراكز توقيف "حوارة، وعتصيون، وسالم"، وفي مراكز التحقيق "الجلمة، وبيتاح تكفا، وعسقلان، والمسكوبية".

 ويعيش الأسرى  ظروفا سيئة للغاية ومعاملة قاسية من قبل السجانين، يحرمون خلالها من أبسط حقوقهم التي كفلها القانون الدولي.

سلطات الاحتلال أقدمت على اعتقال 2820 أسيرا خلال العام 2009، حملة الاعتقالات في ذلك العام شهدت ذروتها في شهر كانون الاول، حيث اعتقلت قوات الاحتلال ما يزيد عن 400 اسير من مختلف محافظات الوطن.

 يعتبر التعذيب ممارسة منظمة واعتيادية تتضمن  الضرب المبرح او التهديد بالقتل، او اطلاق الرصاص على الاسير بعد الاعتقال، او دهس الأسير.

 في إحدى  الحالات قام أحد المحققين في مركز توقيف عتصيون القريب من الخليل، بضرب الاسير حازم احمد رشدي ضربا مبرحا، ووضع السكين على رقبته وهدده بانه سيذبحه اذا لم يتعاون معه.

ولم تتوقف هذه الانتهاكات بل امتدت لتشمل العائلة اثناء اعتقال الأسرى من بيوتهم، وقامت قوات الاحتلال في كافة الاعتقالات التي دهمت فيها البيوت بالعبث بمحتويات واثاث البيوت وتكسيره، واخراج من كان بالبيت في ساعات الليل البارد. مع عدم السماح للاطفال بالبقاء داخل غرف المنزل وارهابهم بحجة التفتيش.

 كما عمدوا  إلى رمي القنابل الصوتية في البيت قبل الإقتحام واطلاق الرصاص على الشبابيك، مما يترك حالة من الهلع لدى الاطفال والشيوخ والنساء، كما حدث في حالة اعتقال الاسير خليل عبد الكريم فروخ من الخليل

 وكذلك الاعتداء بالضرب على أفراد عائلة الاسير سامح الشرباتي اثناء اعتقاله من البيت.

 وتحطيم اثاث المنزل وسكب الزيت على الطحين والعدس والارز في منزل يوسف خليل اثناء اعتقاله.

وتبدأ مراحل التعذيب مع الأسير مع بداية لحظة الاعتقال، حيث يتعرض للتعذيب والتنكيل والإذلال وبطرق وحشية حتى قبل وصوله إلى مركز التحقيق ، التي يمارس فيها التعذيب بشكل ممنهج ومدروس من قبل الضباط ، للضغط على الاسير من اجل كسر شوكته واجباره على التعاون معهم في كثير من الاحيان ، واجباره على الاعتراف بامور لم يقم بها.

ومع بداية العام الجديد زادت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من سياسة فرض الغرامات المالية سواء في المحاكم وخاصة في محكمة عوفر ، التي تحولت قاعاتها لنهب اموال الاسرى من خلال فرض الغرامات المالية الباهظه عليهم بجانب الاحكام بالسجن ، فلا يخلو حكم الا برفقة غرامه مالية .

 وصل مجموع المبالغ التي فرضت على الاسرى خلال اذار  عام 2010 اكثر من مائة وثلاثون الف شيكل الامر الذي ارهق كاهل عوائل الاسرى في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وحسب ما ورد من المادة 87 من اتفاقية جنيف تحظر العقوبات الجماعية عن افعال فردية واي نوع من التعذيب او القوة  كما ان هذه السياسات تتعارض والمواد 124،143،107،125، من اتفاقية جنيف 

حسب معطيات نادي الاسير فأن هناك  5212 أسيراً فقط من إجمالي الأسرى يقضون أحكاماً بالسجن لسنوات مختلفة، بينهم 782 أسيراً صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة.

هناك 327 أسيراً معتقلاً منذ ما قبل اتفاقية أوسلو، وقد مضى أكثر من 15 عاماً على أقل واحد منهم، بينما هناك 108 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثرمن عشرين عاماً، من بينهم 13 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن في سجون الاحتلال.

 وتمتد فترة اعتقال بعضهم  لما يزيد عن 32 عاماً كالأسيرين: نائل البرغوثي من رام الله المعتقل منذ 4/4/ 1978، وفخري البرغوثي المعتقل بتاريخ 11/6/1978 ، واكرم منصورمن قلقيلية الذي امضى ما يزيد عن 30 عاما والذي يعاني من وضع صحي سيء وترفض ادارة مصلحة السجون الافراج عنه رغم انه تبقى له ما يقارب الاربع سنوات بعد ان تم تحديد المؤبد له ب35 عاما ،وحسن عبد ربه من بيت لحم المعتقل منذ عام 1978



اعتقال الأطفال

 يقبع في السجون حوالي  418 طفلاً،ما بين سن ال14 و 18، استهداف الأطفال واضح خلال عمليات الاعتقال المتواصلة ، حيث بلغ العدد خلال شهر آذار الحالي 19 طفلاً أعمارهم اقل من 16 عاماً .

 وكانت قضية الطفلين " الأمير والحسن المحتسب " عنوان شهر آذار حيث اعتقلهما جنود الاحتلال لمدة اثنا عشر يوما ، وكذلك الطفلين " إبراهيم وشريف أبو عيشة " حيث اعتدى عليهم المستوطنون وقام جنود الاحتلال باعتقالهم ومارسوا ساديتهم أثناء عمليات الاعتقال من تحطيم أثاث البيوت وتكسير الزجاج وضرب قنابل الصوت والغاز داخل المنازل أثناء المداهمة .
وقام جنود الاحتلال بالاعتداء على المعتقلين أمام ذويهم كما حدث مع الأسير " باسل فيصل الدرابيع " ويبلغ من العمر 17 عاما حيث تعرض لاعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال قبل أن يلقوه في منطقة نائية عن بلدته وهو بحالة صعبة .

كما تم اعتقال الطفلة " سهاد العويوي " التي تبلغ من العمر 13 عاماً وتم احتجازها أكثر من سبع ساعات متواصلة عند احد مواقع جيش الاحتلال.

اعتقل جنود الاحتلال يوم الخميس 1/4 ،عشرات الفتية في وادي حلوة، ببلدة سلوان، عرف منهم الطفل يزن صيام ( 15 عاما)، بحجة رشقهم الحجارة باتجاه المستوطنين والجنود.

اعتقلت قوات الاحتلال يوم الخميس 1/4، خلال مداهمتها بلدة عزون في محافظة قلقيلية، الفتى احمد رضوان ( 15 عاما).

اعتقلت قوات الاحتلال يوم الخميس 1/4 ،الطفل أسامة الرجبي ( 12 عاما)، من مثلث طارق بن زياد في البلدة القديمة من مدينة الخليل.

اعتقلت قوات الاحتلال يوم الخميس 1/4، الطفل فراس فراس ( 17 عاما)، من مخيم الامعري، شرقي مدينة رام الله.

اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة أطفال في بلدة حوارة، جنوبي مدينة نابلس، والأطفال المعتقلون هم :حسن شعويد ( 16 عاما) ،ضياء عودة ( 18 عاما)، سليمان عودة ( 16 عاما).

اعتقلت قوات الاحتلال في بلدة بيت فجار، جنوب شرقي  مدينة بيت لحم، يوم الاثنين 5/4 الطفلان علاء طقاطقة ( 17 عاما )، و محمد إبراهيم ( 17 عاما).

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر  يوم الاثنين 12/4، الطفل محمد صبارنة (17 عاما)، من بلدة بيت أمر، شمال الخليل بالضفة الغربية.

اعتقلت قوات الاحتلال يوم الخميس 14/4، الطفل مصعب الشعب ( 17 عاما)، من بلدة سلفيت.

الأسيرات في سجون الاحتلال

في سجون الاحتلال( 34 ) أسيرة، يوجد في سجن الشارون 17 أسيرة، وفي سجن الدامون 16 أسيرة ،وأسيرة في نفي ترستيا، منهن 20 أسيره محكومة، و10 أسيرات موقوفات على ذمة المحكمة، ، وثلاث أسيرات رهن الاعتقال الاداري)، من بينهن أسيرة من غزة وهي في العزل، وأسيرتان من الاراضي المحتله 48، وخمس أسيرات محكومات بالسجن المؤبد وهن احلام التميمي 16 مؤبد و6 سنوات، وقاهرة السعدي ثلاث مؤبدات و30 عاما، وامنه منى مؤبد، وسناء شحادة ثلاث مؤبدات و81 سنة، ودعاء جيوسي ثلاث مؤبدات و32 عاما، اقدمهن الأسيرة امنه منى اعتقلت بتاريخ 20/1/2001م وهي من سكان القدس.


الإعتقالات الإدارية

اسرائيل لم تتوقف عن سياسة الاعتقال الاداري ، والذي يعتبر عقابا للاسرى دون اي مبرر قانوني لاحتجازهم ،  فهي  الدولة الوحيدة في العالم التي تتبع سياسة الاعتقال الإداري، مخالفة بذلك كل الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها خلافاً لأحكام المواد ( 43, 73, 72) من اتفاقية جنيف الرابعة، حيث لا زال في سجون الاحتلال 306 اسيرا رهن الاعتقال الاداري بينهم 3 اسيرات ، منهم 102 اسيرا امضوا ما يقل عن سته شهور في الاعتقال الاداري ولم يفرج عنهم حتى اللحظة ، و 103 لما يزيد عن سته شهور حتى السنه ، و 52 اسيرا ما بين السنه والسنه والنصف ، و 41 اسيرا ما بين العام والنصف والعامين ، و سته اسرى لما يزيد عن عامين حتى العامين والنصف ، واسير واحد ما بين ثلاث سنوات والنصف و الاربع سنوات ، والاسير خالد الكعبي من بلاطه امضى ما يزيد على الاربع اعوام وقد حصل مؤخرا على قرار اصطلح عليه اسرائيليا " بالتثبيت الجوهري" اي ان سلطات الاحتلال لن تقوم بالتمديد له مرة أخرى.

وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز القادة  من الاسرى وتنكل بهم عبر تنقلاتها لهم من سجن لآخر ، وعن طريق عزلهم عن الاسرى ، حيث تحتجر اسرائيل 16 نائبا ، ووزيرين، يمضي اكثرهم حكما بالسجن لعدة مؤبدات وهو النائب عن حركة فتح الاسير مروان البرغوثي، يليه الاسير احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية ، والذين لا زالت اسرائيل ترفض الموافقه على الافراج عنهما ضمن صفقة شاليط رغم اصرار آسري شاليط ان يكونا من ضمن الصفقه ، ومنهم خمس نواب يقبعون في الاعتقال الاداري وهم النائب "نزار رمضان" من الخليل ، والنائب "عزام سلهب " من الخليل ، و"عبد الجابر فقهاء "من رام الله"و "خالد طافش" من بيت لحم، و"أيمن دراغمة "من رام الله وقد اعتقلتهم قوات الاحتلال في مارس من العام 2009 وجددت لهم الاعتقال الاداري ، اما بقية النواب فيقضون فترة أحكام مختلفة ، تتراوح ما بين ثلاث سنوات ونصف و الخمس سنوات و نصف السنة ، منهم النائب "محمد جمال النتشه " محكوم بالسجن لمدة 8 سنوات ونصف ،والنائب "حسن يوسف "محكوم بالسجن لمدة 5 سنوات ونصف، وبالإضافة إليهم يحتجزالاحتلال اثنين من الوزراء السابقين، وهما عيسى الجعبري من الخليل وزير الحكم المحلي لا زال موقوفا ، و وصفي قبها من جنين وزير الاسرى سابقا ، وهو رهن الاعتقال الاداري وجدد له ستة مرات.

و هناك نواب موقوفون  احدهم  النائب عن حركة فتح "جمال الطيراوى" والذي اجلت جلسة محكمة لـ"39" مره دون النطق بالحكم عليه


الوضع الصحي للأسرى

ومن خلال مراقبة الوضع الصحي للأسرى اتضح أن مستوى العناية الصحية قد تراجع كثيراً وأصبح العلاج شكلياً وشبه معدوم في ظل ازدياد عدد المرضى خاصة منذ بداية انتفاضة الأقصى وأصبح موضوع علاج الأسرى المرضى موضوعاً تخضعه إدارة السجون الإسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين وموضوعاً في غاية الخطورة في ظل تدهور الأحوال الصحية للأسرى إلى ابعد حد.

وهناك حالات كثيرة مرضية التي تم رصدها من قبل نادي الأسير من بينها حالات خطيرة مصابة بأمراض الكلى، والسرطان، السكر، والقلب، والشلل، وفقدان البصر.

  ومن الاسرى المرضى على سبيل المثال لا الحصر الأسير محمد مصطفي عبد العزيز من غزة معتقل منذ تاريخ 1/7/2000 ومحكوم بالسجن 12 عاما مصاب بشلل نصفي، وكذلك الأسير خالد جمال من جنين معتقل بتاريخ 25/5/2007 محكوم بالسجن المؤبد، وكذلك الأسير اشرف ابوذريع من الخليل اعتقل بتاريخ 14/5/2006 ومحكوم 6.5 سنه، اما الأسير ناهض الاقرع اعقتل بتاريخ 20/7/2007 ويعاني من بتر رجله واصابة الاخرى وهي الاخرى مهددة بالبتر، علما بانه متهم بتفجير المركابا في غزة واعتقل بعد التنسيق له لدخوله الضفه لاستكمال علاجه .

شهداء الحركة الاسيرة

عدد شهداء الحركه الاسيرة منذ العام 1967 وصل الى(201شهيدا) استشهدوا بعد الاعتقال داخل سجون ومعتقلات الاحتلال، نتيجة الإهمال الطبي، أوالتعذيب، أوالقتل العمد، أونتيجة استخدام الضرب المبرح، أوالرصاص الحي ضد الأسرى العزل ، ومن بين هؤلاء، 76 أسيرا استشهدوا منذ أواخر العام 2000 ، و شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، بحيث استشهد سبعة أسرى، منهم خمسة أسرى نتيجة الإهمال الطبي (وهم جمال السراحين من الخليل، وماهر دندن من مخيم بلاطة، وعمر ملوح من بيت عوا، وفادي أبوالرب من قباطية،وشادي السعايدة من المغازي في غزة)، والأسير وائل القراوي والذي استشهد نتيجة التعذيب والضرب المبرح، والأسير محمد صافي نتيجة إصابته بعيار ناري في سجن ا لنقب خلال قمع الأسرى من قبل وحدات خاصة.

وآخر من استشهد من الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الأسير عبيدة القدسي، الذي استشهد بعد عشرين يوما من اعتقاله، حيث اعتقل بتاريخ 24/8/2009، واستشهد بتاريخ 13/9/2009 بعد أن قامت قوة من جنود الاحتلال بملاحقته في مدينة الخليل، وقبل أن تصل إليه بأمتارأطلق عليه الرصاص مما أدى إلى إصابته بعدة أعيرة نارية في منطقة البطن والأرجل، وتم نقله إلى مستشفى 'شعاري تصيدق' الإسرائيلية.

إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون الدولي، بتشريعها قوانين لممارسة التعذيب بحق الأسرى وبأساليب محرمة دولياً تتنافى مع اتفاقية مناهضة التعذيب والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.


وزارة الاعلام
     رام الله