بحث هذه المدونة الإلكترونية

2013-01-10

رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!! 1\3


رؤية ’’أميركية’’ إلى مصير ’’دولة إسرائيل’’!!
(1 ـ 3)

يتدهور المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة. الأسباب كثيرة، أولها، وأهمها المقاومة العربية الفلسطينية والمقاومة العربية الشاملة التي تواجهه. تأتي بعدها، طبيعة المشروع نفسه التي تنافي منطق التقدم، بحسبان أن بعض جذور المشروع الصهيوني تعود إلى المرحلة الكولونيالية، فيما بقية جذوره امتدت ونمت خلال المرحلة الإمبريالية من تطور النظام الرأسمالي الدولي. تدهور الصهيونية، بقدر ما يعني عجز "إسرائيل" عن البقاء، فإنه يطرح مصيرها على بساط البحث التاريخي. وبالتالي، بحث مصير اليهود في فلسطين المحتلة. الكاتب الأميركي نويل إيغناتييف NOEL IGNATIEV 1 يناقش في هذا المقال (2) أفكارا جديدة بشأن "الدولة الواحدة" غير الصهيونية في فلسطين.

تطورت الصهيونية بوصفها حركة سياسية في أواخر القرن التاسع عشر، وقد تأثر مؤسسها تيودور هرتزل بظاهرتين هما: مدى المعاداة الفرنسية [لليهود] للسامية التي كشفت عنها محاكمه درايفوس، والمثل القومية التي راجت في حينه في أوروبا.

قرر هرتزل أن اليهود لا يمكن استيعابهم من قبل الأمم التي يعيشون بينها، وبأن الحل الوحيد لـ"المسألة اليهودية" هو إنشاء "دولة يهودية" يتجمع فيها اليهود. توخى الصهاينة الأوائل أن تكون دولة المستقبل الأرجنتين أو أوغندا، من بين مواقع أخرى.

هرتزل آثر فلسطين، لأنه، على الرغم من كونه ملحدًا، كان يرغب في الاستفادة من العرف المنتشر على نطاق واسع بين اليهود الصوفيين، الذهاب إلى الحج في [فلسطين :] "الأرض المقدسة"، وتأسيس طوائف دينية هناك.

في عام 1868 كان هناك 13 ألف يهودي في فلسطين، من أصل ما يقدر بـ400 ألف من السكان [العرب المسلمين والمسيحيين]. وكان أغلب أولئك اليهود حجّاجًا متديّنين تدعمهم مؤسسات خيرية في الخارج. لم يواجهوا أية معارضة من المسلمين، ولم يؤدّ وجودهم إلى أية مواجهات مع السكان العرب [الفلسطينيين]، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.

في عام 1882، بدأ البارون روتشيلد، جامعًا بين العمل الخيري والاستثمار، بإحضار المستوطنين اليهود من أوروبا الشرقية لبناء نظام زراعة على غرار النموذج الذي استخدمه [الإحتلال] الفرنسي في الجزائر. كان المستوطنون الذين جلبهم روتشيلد، يتحدثون اليديشية، العربية، الفارسية، والجورجية إلى حد كبير، والأهم أن العبرية لم تكن بين اللغات التي تحدثوا بها.

نتائج تجربة روتشيلد كان يمكن التنبؤ بها: أدار اليهود الأراضي، في حين عمل العرب فيها. لم تكن هذه هي النتيجة التي أرادها الصهاينة؛ فالمجتمع اليهودي لا يمكن أن يقوم على العمالة العربية، وبالتالي بدأت [الصهيونية] بتشجيع هجرة اليهود للعمل في الزراعة، والصناعة، والنقل.
احتلال الأرض والعملفي عام 1917 أصدر وزير الخارجية البريطاني اللورد بلفور، إعلانه المشهور الذي يعرب عن التعاطف مع الجهود الرامية إلى إنشاء وطن يهودي في فلسطين، وذلك، في إطار سعيه للحصول على دعم لجهود بريطانيا في الحرب العالمية الأولى. انتهز الصهاينة على الفور فرصة هذا البيان الذي فسّروه على أنه يعني دعم دولة يهودية. وفي وقت إعلان بلفور، كان اليهود يشكلون أقل من 10 في المئة من السكان، ولا يملكون سوى 2,5 في المئة من أرض فلسطين.

مشكلة بناء مجتمع يهودي بين أغلبيه عربية ساحقه عُرفت، فيما بعد باسم "احتلال الأرض والعمل". فالأرض، كان يجب أن تبقى في أيدي اليهود، بمجرد الحصول عليها. أما النصف الآخر من هذا المشروع، المعروف باسم "الصهيونية العاملة"، فقد دعا إلى الاقتصار على استعمال اليد العاملة اليهودية، في الأراضي التي حصل عليها اليهود في فلسطين.

لقد حافظ الصهاينة العمال على هذا الإقصاء المزدوج (أو الفصل العنصري، كما نسميه الآن) من أجل بناء مؤسسات يهودية بحتة.

من أجل تحقيق "احتلال الأرض"، اتخذ الصهاينة ترتيبات يتم بموجبها امتلاك الأرض بواسطة شركات وليس من قبل الأفراد، وهذه الشركات عُرفت فيما بعد باسم "الصندوق القومي اليهودي" (JNF). امتلك الصندوق القومي اليهودي الأرض ومنحها لليهود فقط، ولم يسمح لهم بإعادة تأجيرها أو بيعها. وهكذا فان الحصول على الأرض كان باسم "الشعب اليهودي" ولاستخداماته، من دون الخضوع لظروف السوق.

كانت فكرة الصندوق هي اكتساب اكبر قدر ممكن من الأراضي تدريجياً باعتبارها الأساس للدولة اليهودية المتوقعة. وبطبيعة الحال، من أجل أن تخدم الأرض هذه المهمة، كان لا بد من استبعاد العمالة العربية.

حُظر على المنتفعين من الصندوق على وجه التحديد استخدام غير اليهود في العمل. إحدى الطرق لتحقيق هذا الهدف كانت تأجير الأراضي فقط لليهود الذين يعتزمون العمل بأنفسهم. وفي بعض الحالات، عندما كانت الأراضي تشترى من الملاك العرب الغائبين، فانه كان يتم طرد الفلاحين الذين كانوا يقيمون ويعملون في الأرض. المستأجرون اليهود الذين رفضوا استبعاد العمالة العربية كان يمكن أن يفقدوا الإيجارات أو يواجهوا مقاطعة.

لم يقتصر "احتلال العمل" على الزراعة فقط ولكن أيضًا امتد إلى الصناعة. العمال الصهاينة شكلوا مؤسسة لتنظيم العمل واستبعاد اليهود العرب، هي : "الهستدروت".

كان "الهستدروت"، ولا زال الى حد كبير، تجمعًا يهوديًا للنقابات والجمعيات التعاونية، يزوّد أعضاءه بخدمات عديدة. ومنذ البداية، كان وسيلة لعزل العرب واليهود في العمل، وخلق قطاع اقتصادي يهودي بحت. حتى عندما كان العمال العرب يؤدّون ذات العمل، كان العمال اليهود يحصلون على رواتب أعلى إلى حد كبير.

هذه السياسات كانت إعلان وفاة لأية محاولة لتنظيم العمل على أساس غير عنصري. هذه "العمّالويّة" "laborism" التي انتهجتها العمالية الصهيونية، قتلت ولا تزال تقتل جهود بناء الحركة العمالية [المختلطة من العرب واليهود] في إسرائيل.
الإستيطان اليهودي : دعم أميركي و...نازي!
بالرغم من هذه السياسات، ومع تشجيع الحكومة البريطانية، على مدى ثلاثين عامًا من إعلان بلفور، لم يتمكن الصهاينة من زيادة الجزء المملوك لليهود من أرض فلسطين إلا بمقدار 7 في المئة فقط. علاوة على ذلك، فان غالبية يهود العالم لم يبدوا أي اهتمام في الاستقرار هناك. في السنوات ما بين 1920 و 1932 انتقل 118 ألف يهودي فقط إلى فلسطين، ونسبة هؤلاء تقل عن 1 في المئة من يهود العالم.

حتى بعد صعود هتلر لم تكن إسرائيل هي خيار يهود أوروبا : من أصل 2,5 مليون من اليهود الألمان الذين فروا خارج البلاد بين 1935 ـ 1943، بالكاد، ذهب نحو 8,5 في المئة منهم إلى فلسطين. بالمقابل، فقد فر نحو الولايات المتحدة 182 ألف يهودي ألماني، 67 ألفا إلى بريطانيا، وحوالي 2 مليون إلى الاتحاد السوفياتي [السابق].

عقب الحرب العالمية الثانية، بدأت الولايات المتحدة بتشجيع الاستيطان اليهودي في فلسطين. نيورن بيفان، وزير الخارجية البريطاني في ما بعد الحرب، أفشى الأمر، عندما اندفع معلنًا إن السياسة الأميركية نشأت أساسًا من حقيقة "أنهم لا يريدون الكثير منهم ـ أي اليهود ـ في نيويورك".

كما عبّر عن هذه الملاحظة المندوب الباكستاني لدى الأمم المتحدة قائلاً، بسخرية : أستراليا، بلد صغير مكتظ بالسكان مع مناطق مزدحمة، يقول لا، لا، لا؛ كندا المزدحمة والمكتظة بنفس القدر تقول لا؛ والولايات المتحدة بلد الإنسانية العظيم بمساحته الصغيرة وموارده المحدودة تقول لا. هذا هو إسهامهم في المبدأ الإنساني. ولكنهم يقولون : فليذهبوا إلى فلسطين حيث المساحات الشاسعة والاقتصاد الضخم وقلة المشاكل؛ هناك يمكن استيعابهم بسهولة (weinstock، 226).

كانت القيود الأميركية المفروضة على عدد اليهود المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة، تستجيب للسياسات الصهيونية، كما وضح ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل: "لو كنت أعرف انه سيكون من الممكن إنقاذ كل الأطفال في ألمانيا بترحيلهم إلى انكلترا، أو نصفهم بنقلهم إلى أرض إسرائيل، لكنت انتقيت الخيار الثاني، لأننا يجب أن نضع في الميزان ليس فقط حياة أولئك الأطفال، وإنما أيضًا تاريخ شعب إسرائيل " (يواف غلبر، "السياسة الصهيونية ومصير يهود أوروبا بين 1932 ـ 1945" ـ Yad Vashem Studies، مجلد 12 ص199).

هذه السياسة التي أولت أهمية أكبر لإنشاء إسرائيل على حساب بقاء اليهود، أدّت إلى تعاون الصهاينة مع النازية وحتى إلى تصميم تلك السياسة من قبل حكومة هتلر. وأشهر حالة معروفة هي رودولف كاستنر، الذي فاوض على هجرة بعض أبرز زعماء يهود المجر إلى فلسطين لقاء مساعدته في الترحيل المنظم لبقية يهود هنغاريا إلى معسكرات [الإبادة النازية]. ونظرًا لجهوده فقد مُنح كاستنر لقب "مثالي" من قِبل أدولف آيخمان نفسه!.

(أفضل دراسة للعلاقات الصهيونية ـ النازية هي :
Lenni Brenner, Zionism in the Age of the Dictators
ليني برينر، الصهيونية في عصر الطغاة).

الصهيونية واستراتيجية التطهير العرقي

لقد عرف الصهاينة أن عليهم التخلص من الغالبية العربية لتكون هناك دولة يهودية تحديدًا. على الرغم من انتقال 75 ألف يهودي إلى إسرائيل بين 1945 ـ 1948، بقي اليهود أقلية في فلسطين. وقد وفرت حرب عام 1948 فرصة ممتازة للصهاينة لتصحيح هذا الوضع؛ إذ فرَّ نتيجة للحرب، أكثر من ثلاثة أرباع مليون من العرب من منازلهم.

من أوضح الأمثلة على كيفية إجبار الفلسطينيين على الفرار : مذبحة دير ياسين. قامت القوات شبه العسكرية الإسرائيلية حت قيادة رئيس الوزراء القادم مناحيم بيغن، بذبح أكثر من 250 مدنيًا [فلسطينيا]، موجهة بذلك رسالة إلى الفلسطينيين انه ينبغي عليهم الرحيل.
وقد فاخر بيغن في كتابه : "الثورة"، بأنه لولا دير ياسين ما كانت هناك إسرائيل. ويضيف، "بدأ العرب يفرّون في ذعر، صارخين : دير ياسين" (مقتبَس لدى menuhin، 120).

الكتابات الأخيرة لمؤرخين إسرائيليين تنقيحيين [للرواية الرسمية الصهيونية] (أو "المؤرخون الجدد" كما درجت تسميتهم) فندت إصرار المسؤولين الإسرائيليين المتواصل [على الإدعاء الكاذب] بأن مغادرة الفلسطينيين [عام 1948] كانت طوعية.

بعض اللاجئين الفلسطينيين فروا إلى الدول العربية المجاورة؛ آخرون أصبحوا لاجئين في وطنهم. أولئك الـ 750 ألف فلسطينية وفلسطيني الذين طردوا من ديارهم، يعدّون اليوم مع أبنائهم وأحفادهم 2,2 مليون نسمة، وهم يشكلون ما يسمى "مشكلة اللاجئين". ورغم مطالبة الأمم المتحدة المتكررة بضرورة السماح لهم بالعودة، رفضت الحكومة الإسرائيلية، ولازالت ترفض الموافقة على ذلك.

لقد انتهت الحرب [عام 1948] بسيطرة الصهاينة على 80 بالمئة من فلسطين. في السنة التالية [على إنشاء دولة "إسرائيل"] جرى تدمير نحو 400 قرية عربية تدميرًا كاملاً. لم يكن ذلك مصادفة بل سياسة متعمده، كما يبيّن التصرح التالي الذي أدلى به أحد أصحاب المناصب الأكثر رسمية في الدولة الصهيونية :

"
يجب أن يكون واضحًا بيننا انه لا يوجد مكان في بلادنا لكلا الشعبين معًا. الحل الوحيد هو أرض اسرائيل، أو على الأقل، النصف الغربي من أرض إسرائيل دون العرب، وليس هناك طريقة أخرى سوى نقل العرب من هنا إلى الدول المجاورة، نقلهم جميعهم، لا قرية ولا قبيلة واحدة يجب أن تبقى". جوزف فايتز، نائب رئيس مجلس ادارة الصندوق القومي اليهودي ما بين 1951 ـ 1973، والرئيس السابق لسلطة أراضي إسرائيل (ديفيس، 5).

أما موشيه دايان، وزير الدفاع السابق، فقد ألقى خطابا شهيرا أمام طلاب المعهد الإسرائيلي للتكنولوجيا في حيفا في عام 1969، قائلا : "القرى اليهودية بنيت في مكان القرى العربية. إنكم لا تعرفون حتى أسماء هذه القرى العربية، وأنا لا ألومكم لأن كتب الجغرافيا لم تعد موجودة. وليس فقط الكتب غير موجودة، بل القرى العربية ليست موجودة أيضاً. نهلال قامت محلّ معلول؛ كيبوتس جبات في مكان جباتا؛ كيبوتس سريد في مكان خنيفس؛ وكفار يوشع في مكان تل الشومان. لا يوجد مكان واحد بني في هذا البلد لم يكن فيه سابقًا سكان عرب (هآرتس، 4 نيسان / ابريل، 1969، ونقلت في ديفيس، 21).

من الخطأ رسم خط أخلاقي بين إسرائيل والأراضي المحتلة [بعد حرب عام 1967]؛ إنها جميعها أرض محتلة. حرب عام 1967، التي كان نتيجتها أن غزت إسرائيل واحتلت القدس الشرقية، والضفة الغربية من نهر الأردن، وشبه جزيرة سيناء، [وهضبة الجولان السورية أيضا]، كانت استمرارا للعملية [أي للحرب العدوانية] التي بدأت في عام 1948. سيكون ذلك مألوفا بشكل موحش للذين يعرفون تاريخ تشريد الهنود من الأراضي التي كانوا يقيمون فيها في أميركا الشمالية. اليوم هذا ما يطلق عليه "التطهير العرقي".

العنصرية القانونية : دولة بلا حدود

في أول تعداد لدولة إسرائيل، أجري عام 1949 بلغ عدد اليهود 650 ألفا، وعدد العرب 15 ألف. تم تشييد الأساس القانوني لدولة عنصرية باثنان من القوانين التي صدرت في عام 1950.

الأول، قانون العودة، الذي يعطي لأي يهودي في أي مكان من العالم، الحق في "العودة" إلى إسرائيل. وهذا الحق لا ينطبق على غير اليهود، بما في ذلك العرب الفلسطينيين الذين أصبحوا لاجئين بعد حرب عام 1948.

الثاني، قانون أملاك الغائبين الذي يسمح بمصادرة ممتلكات العرب "الغائبين" وتحويلها إلى حراسة أملاك الغائبين. اللاجئون العرب داخل بلدهم أطلق عليهم وصف : "الغائبون الحاضرون" (يا لها من عبارة!)، ولم يسمح لهم بالعودة إلى ممتلكاتهم. عدد من اللاجئين الذين حاولوا العودة، فعلا، نعتوا بالـ"متسللين" وأطلق الرصاص على بعضهم.

أصبحت الممتلكات [الفلسطينية] المصادرة تؤلف الغالبية العظمى من المستوطنات الجديدة. هذه الأراضي المصادرة، وفقا للإجراءات التي تم تأسيسها في فترة نشاط الصندوق القومي، أصبحت أراضي إسرائيل. وقد تولتها إدارة خاصة مسؤولة عن 92,6 في المئة من الأراضي في إسرائيل، ولا تؤجر تلك الأراضي إلا لليهود فقط.

خلافا للعديد من البلدان، بما فيها الولايات المتحدة، لا تمثل الدولة الإسرائيلية، حتى من حيث المبدأ، أولئك الذين يسكنون ضمن حدودها، بل تعرَّف بأنها دولة الشعب اليهودي، أينما كان. هذا التعريف الغريب هو أحد الأسباب التي تجعل هذه "الدولة" عاجزة، حتى يومنا هذا، عن وضع دستور مكتوب، وتعيين حدودها، أو حتى الإعلان عن وجود جنسية إسرائيلية.

ناهيك عن ذلك، فمن المحظور في "واحة الديمقراطية المتقدمة،" على أي حزب يعارض وجود الدولة اليهودية المشاركة في الانتخابات. وهذا الأمر، كما لو أن الولايات المتحدة كانت لتعلن نفسها دولة مسيحية، وتعرف "المسيحية" ليس كعقيدة دينية، وإنما كرابطة دم ونسب، وبعد ذلك تصدر قانون لكمّ الأفواه، وحظر إجراء نقاش عام حول المسألة.

الصهاينة وتعريف "اليهودي"

إذا كانت إحدى مراحل المشروع الصهيوني هي طرد السكان الأصليين، فان المرحلة الأخرى هي توسيع نطاق ما يسمى السكان اليهود. ولكن هنا تبرز المشكلة، التي أرّقت المسؤولين القانونين الإسرائيليين لخمسين عاما : من هو اليهودي؟ (طيلة قرن ونصف واجهت المحاكم الأميركية مشاكل مماثلة في تحديد من هو الأبيض).

وضع الصهاينة معيارين لتحديد من هو اليهودي، الأول هو العرق، الذي هو أسطورة عموما وبشكل خاص أسطوره في حالة اليهود. يشمل [تعريف] السكان "اليهود" في إسرائيل أناسًا من خمسين بلدا، من مختلف الأنواع العرقية (الطبيعية)، يتحدثون لغات مختلفة ويمارسون مختلف الأديان (أو بلا دين على الإطلاق)، لكنهم يعرّفون كشعب واحد على أساس حكاية خيالية تقول بأنهم ـ فقط هم ـ ينحدرون من صلب أبراهام التوراتي.
إن الكذبة واضحة إلى درجة أن الصهاينة والنازيين يتظاهرون تظاهرًا بأنهم يأخذونها مأخذ الجد. وفي الواقع، لو أخذنا بالاعتبار الاختلاط اليهودي مع الآخرين لألفي سنة، فالمرجح هو أن الفلسطينيين أنفسهم ـ اللذين هم نتيجة لاختلاط مختلف شعوب كنعان، بالإضافة إلى موجات من اليونانيين والعرب في وقت لاحق ـ هم الذين ينحدرون من السكان القدماء للأرض المقدسة بصورة مباشرة أكثر من [المستوطنين اليهود] الأوروبيين اللذين شرّدوهم.

الادعاء بأن لليهود حقا خاصا في فلسطين، ليس له صلاحية أكثر من الادعاء الايرلندي بالحق المقدس في إقامة دولة سلتيه على امتداد ألمانيا وفرنسا واسبانيا، على أساس أن القبائل السلتيه عاشت هناك يوما ما. ومع ذلك، وعلى أساس النسب، فان المسؤولين الصهاينة حددوا أولئك اللذين اختاروهم للمكانة المميزة داخل الدولة. وإذا كان هذا ليس عنصرية، فان مصطلح العنصرية ليس له معنى.

أنتج الالتزام الصهيوني بالنقاء العنصري عبارات التعصب على أعلى المستويات في المجتمع الإسرائيلي، وهي تبعث على الغضب في أوساط محترمه في الولايات المتحدة. لقد طالبت شركة إسرائيلية آلاف العمال الصينيين بتوقيع عقد، يحظر عليهم ممارسة الجنس مع الإسرائيليين. وقال ناطق باسم الشركة أن هذا مطلب قانوني، فالقانون الإسرائيلي يمنع زواج اليهودي مع غير اليهودي. (اسوشييتد برس، 23 كانون الأول / ديسمبر، 2003)
------------------

(1)
نويل اغناتيف: مؤلف كتاب How the Irish Became White (كيف أصبح الايرلندي أبيضًا)؛ مؤسس ومحرر مشارك في "عرق خائن: مجلة الالغائية الجديدة"؛ ومدرس في كلية ماساشوستس للفنون.

(2)
يستند هذا المقال إلى الحديث الذي أدلى به الكاتب نويل اغناتيف في آذار/مارس 2004 في كلية الفنون في ماساتشوستس، الولايات المتحدة، ونشر في 17 حزيران/يونيو, 2004. وقد وزع النص العربي ونشره موقع أجراس العودة : ترجمة أماني أبو رحمة، مراجعة وتدقيق رجاء زعبي عمري في 27/2/2008.

المصدر :
http://www.counterpunch.org/ignatiev06172004.html

Toward a Single State Solution - Zionism, Anti-Semitism and the People of Palestine
By NOEL IGNATIEV - June 17, 2004

2013-01-09

العملات الفلسطينية/ التراث الشعبي الفلسطيني

  10 جنيهات فلسطينية

5 جنيهات فلسطينية

الجنيه الفلسطيني


جنيه فلسطيني Palestine-1Livre-1939 


العائلات الفلسطينية وأرض فلسطين علاقة تاريخية وقانونية موثقة.

 العائلات الفلسطينية وأرض فلسطين علاقة تاريخية وقانونية موثقة.

ياسر قدورة/ بيروت

في معرض الردّ على شعار «حق العودة» الذي يرفعه اللاجئون الفلسطينيون في الشتات، كان أحد المعلقين الإسرائيليين في إحدى وسائل الإعلام العالمية الناطقة باللغة العربية يعيد القول بأن الشعب الفلسطيني لا ينتمي أصلاً إلى هذه الأرض، مستشهداً بأسماء العائلات مثل المصري واليمني وحجازي وغيرها، ليقول إن أسماء هذه العائلات تُثبت أنهم أتوا من البلاد العربية المحيطة وحتى البعيدة، وليسوا أبناء هذه الأرض. وبالتالي فإن اليهود الذين وجدوا على أرض فلسطين قبل آلاف السنين أحقّ بها وأَوْلى (حسب رأيه)، وأجدر بهؤلاء اللاجئين أن يبقوا في الدول العربية التي جاؤوا منها بدلاً من المطالبة بالعودة إلى فلسطين. من المؤكد أن الرجل لم يبتدع فكراً جديداً، لكنه كان يكرر ادعاءً صهيونياً قديماً بأنه «لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني».
الجزم بأن العائلة الفلسطينية التي تحمل اسم المصري قد جاءت من مصر، وتلك التي تحمل اسم اليمني قد جاءت من اليمن نهجٌ يخالف القواعد والأصول التي يقوم عليها علم التاريخ الذي يفترض التقصي والتدقيق والمتابعة قبل القفز إلى مثل هذا الاستنتاج. ولو جزمنا في مثل هذه المسائل اعتماداً على الظن والشبهة، لصار علم الأنساب في خبر كان، والشواهد كثيرة على عائلات تحمل اسم البغدادي مثلاً لأن أحد أفراد العائلة قد غادر فلسطين إلى بغداد ومكث فيها طويلاً، فلقب بالبغدادي لتمييزه، وكذلك المصري وحتى الأفغاني والإسباني أحياناً.
بالتأكيد هناك عائلات فلسطينية تعود أصولها وجذورها إلى مصر واليمن والحجاز وغيرها، وهي عائلات كثيرة وكبيرة، وهذه العائلات تفاخر بأصولها العريقة التي يعود بعض نسبها إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعض صحابته، إلا أنّ من الضروري الإشارة إلى أن القبائل التي انتقلت من الجزيرة العربية وغيرها من المناطق إلى فلسطين إنما انتقلت عبر موجات متعاقبة على مدى قرون طويلة، وكانت ضمن حركة الهجرات الطبيعية للشعوب، فراراً من ظروف مناخية صعبة وبحثاً عن الرزق، فحلّوا في فلسطين وخالطوا شعبها وامتزجوا بهم، وبهذا فهم لا يختلفون عن الشعوب الأخرى. فكل أمة من الأمم قد تألفت من هجرات متعددة لشعوب متنوعة وليس من سكانٍ أصليين لأرض واحدة لآلاف السنين.. وهكذا كان الشرق الأوسط: حركة دخول وخروج لقرون طويلة.
المشكلة مع الصهيونية أنها تدعي حقها بملكية أرض فلسطين لأن بعض اليهود كانوا هناك منذ ألفي سنة مضت. تاريخياً، لم يكن اليهود السكان الوحيدين في فلسطين لأي فترة زمنية، وعندما ظهرت اليهودية كان هناك شعوب في فلسطين ولم تكن أرضاً بلا شعب. سكن اليهود في فلسطين ولم يقتلعوا منها، بعضهم هاجر وقسم اعتنق المسيحية، وآخرون اعتنقوا الإسلام. أما الادعاء بأن اليهودية عرق خالص له صلة أبدية بهذه الأرض، فليس إلا تجميلاً لفكرة الاحتلال القائمة على إحلال تجمعات يهودية من أصول وأعراق متعددة من أوروبا وإفريقيا مكان شعب استقر واستمر على هذه الأرض لقرون طويلة.
وليس ما نقوله مجرد رأي، بل هو تاريخ يثبته المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند، الذي يرى أن ليس هناك ما يسمى الشعب اليهودي في الماضي أو الحاضر، وأن اليهود مثل المسيحيين والمسلمين تشكلوا من أعراق وقوميات مختلفة اعتنقوا هذه الديانة عبر التاريخ.. وأن فكرة الشعب اليهودي ظهرت في القرن التاسع عشر بعدما تأثر بعض المثقفين الألمان من اليهود بفكرة القومية الألمانية، وبدأ هؤلاء في إعادة صياغة واختراع الشعب اليهودي بأثر رجعي إلى ما سموه بأسطورة دولة ومملكة داوود.
الشعب الفلسطيني له وجود تاريخي، وله حاضر ومستقبل، وهو كغيره من شعوب العالم يتشكل من أصول وأعراق وديانات متعددة، وحقه بأرضه فلسطين حق قانوني بفعل استمراره وتسلسله الزمني وتملكه لهذه الأرض. ويدرك الصهاينة أن أسطورة الصلة الأبدية مع الأرض لا تعطي المستوطنين القادمين من الشرق والغرب الحق بامتلاك الأرض والسيادة عليها، ولذلك فقد حاولوا منذ بداية مشروعهم وحتى اليوم شراء الأراضي من أصحابها الفلسطينيين سواء بدفع مبالغ مغرية لأصحابها أو من طريق الاحتيال، لكنهم لم يفلحوا إلا في حالات نادرة، حيث كان ملاك الأراضي غير فلسطينيين أو عبر بعض الكنائس التي يتولاها غير العرب.
لا يزال اللاجئ الفلسطيني يتمسك بالكواشين وأوراق الطابو بعد أكثر من 62 عاماً على الاحتلال، ويعرّها وثائق قانونية تدعم حقه بالعودة إلى الأراضي التي اقتلع منها. ولا يزال الفلسطينيون المقيمون على أرض فلسطين متمسكين بملكيتهم للأراضي والعقارات، ويرفضون بيعها لليهود – ولا سيما في القدس وفي صحراء النقب – رغم الضغوط الهائلة التي يمارسها عليهم الاحتلال. ويدرك الفلسطينيون أن «حق العودة» الذي يطالب به اللاجئون والحق بالتحرير الذي يسعى لأجله من بقي في فلسطين، ليس حقاً تاريخياً فحسب، بل هو قانوني بالدرجة الأولى تدعمه المواثيق والعهود الدولية.
مجلة العودة

عكا صخرة الحق الصلبة

عكا صخرة الحق الصلبة
بقلم: ياسـر عـلي
في الثامن عشرمن أيار من العام 1280م، حرر الظاهر بيبرس مدينة عكا من الاحتلال الصليبي، معلناً نهاية الحروب الصليبية التي دامت 194 سنة، فهي المدينة التي احتُلّت في بداية الحروب الصليبية وتحررت بنهايتها، ولم يحدث أن تحررت خلالها إلا على يد صلاح الدين بعد تحرير القدس لأربع سنوات، ثم عاد إليها الصليبيون وذبحوا فيها ثلاثة آلاف رجل.
ومن عجائب القدر أن سقوطها طابق استعادتها: فقد سقطت في السابع عشر من جمادى الأولى في الساعة الثالثة، تحررت في اليوم والساعة نفسها. وردّ السلطان خليل بن قلاوون بالذبح نفسه الذي ارتكبه الصليبيون قبل ذلك. ثم شرع في تدميرها كي لا يستعملها الصليبيون مرة أخرى كرأس حربة في احتلالهم.
وكانت هذه المدينة بمثابة الجندي المجهول في كافة الحروب في الشرق الأوسط، حيث استعصت على كبار الفاتحين في الغرب.
أصل الحكاية
هذه المدينة التي أسسها الفينيقيون، التي يعني اسمها (الرمل الحار)، حقق علماء الآثار من عمرها حتى الآن ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد. ويكاد من يقف على شاطئ الحدود أن يراها، فهي تبعد عنها 17 كلم عن الناقورة فقط لا غير.
ونظراً لكونها مدينة ساحلية يتقن أهلها صناعة السفن، فقد أسس المسلمون فيها بعد فتحها عام 15 هـ. «دار صناعة السفن الحربية في عكا»، ومنها انطلقت أولى الغزوات البحرية إلى جزيرة قبرص عام 28 هـ. وقد أمدت هذه الدار جيش معاوية بألف وسبعمائة سفينة حربية. فكانت عكا في المرتبة الثانية بعد الإسكندرية في هذه الصناعة.
وما حصل بالحروب الصليبية شرحناه في المقدمة، أما ما حدث مع نابليون فقد كان دور عكا هو الأبرز في الحملة الفرنسية.
فحملة نابليون في الشرق بدأت بعد مصر باحتلال فلسطين، فوجه النداء إلى يهود العالم للانضمام إليه من أجل إعادة مجد «إسرائيل» في القدس، وتوالى سقوط المدن الفلسطينية بيده واستمر ذلك حتى وصل إلى عكا فوقف على أسوارها. وعندما وصلت الأنباء إلى أحمد باشا الجزار، باشر بزيادة التحصينات في المدينة وبدأت الحصار في 20 آذار 1799، واستمر الكرّ والفرّ بين الفريقين ثلاثة وستين يوماً، يئس بعدها نابليون من دخولها وحطمت أحلامه في الاستيلاء على الشرق، ووقف على ظهر سفينته قرب ثغرة في السور أحدثتها مدافعه ورمى قبعته داخل السور وقال: يكفي أن قبعتي دخلتك يا عكا.. وداعاً لا لقاء بعده!. (هذه إحدى القصص المروية عن حصار عكا..).
ولاية عكا
دام حكم أحمد باشا الجزار بعد ذلك ثلاثين عاماً، واتسعت رقعة ولايته حتى امتدّت إلى لبنان (لم يكن موجوداً في ذلك الزمن)، فكانت صور وصيدا تابعتين لولاية عكا، ويروي شهود عيان أن جداراَ قديماً وكبيراً نسبياً، مازال قائماً في منطقة السعديات (جنوب بيروت) يشكل الحدود الجغرافية لولاية عكا.
فقد كانت المدن اللبنانية الجنوبية أقرب جغرافياً وإدارياً إلى عكا من القدس، وقد استمرت ولاية عكا بهذا الحجم حتى الحرب العالمية الأولى وتقسيمات سايكس بيكو، فاقتصر قضاء عكا على محيطها من القرى حتى الحدود اللبنانية فكان في القضاء: سحماتا (القريبة إلى الحدود حوالي 7 كلم) ، شعب (التي أقام بها الثوار حامية شهيرة للدفاع أثناء النكبة)، سخنين الشهيرة بأحداث يوم الأرض، ميعار، الكابري، مجد الكروم، البروة، الزيب، عمقا، طربيخا (من القرى السبع).
ويروي الكثيرون قبل النكبة عام 1948، أن الجنيه الفلسطيني كان يستعمل في مدينة صيدا في المعاملات اليومية، مثلما يستعمل الدولار فيها اليوم. وأن الطرقات في جبل عامل من النبطية جنوباً كانت معبدة، في حين كانت الطرقات شمالاً باتجاه لبنان غير معبدة، مما يسهل توجه أبناء الجنوب إلى فلسطين للعمل منه إلى لبنان.
بل إن أحد الشعراء العامليين أخبرني أن وثيقة زواج والدته حرر المهر فيها بالجنيهات الفلسطينية.
الاحتلال الإنجليزي
ليس غريباً على عكا أن تنطلق المقاومة المسلحة منها إثر حادث عام 1919 أي قبل مضي سنة على دخول البريطانيين إلى البلاد العربية، وذلك عندما حاول بعض الجنود السكارى التعدي على إحدى السيدات فانبرى لهم شباب عكا ولقنوهم درساً قاسياً قامت على أثره انتفاضة شعبية سقط فيها عشرات الجرحى العرب.
وليس أدل على أهمية عكا في الجهاد الفلسطيني أكثر من إعدام المجاهدين الثلاثة في سجن عكا المركزي: عطا الزير، محمد جمجوم وفؤاد حجازي.
إذاً كانت عكا أول المقاتلين وآخر الصامدين، وهناك قصص تروى عن الحصار الذي تعرضت له أثناء الحروب الصليبية تثبت أن صمودها كان أسطورياً وما كانت لتسقط لولا الخديعة.
المصدر: لاجئ النت

2013-01-08

تاريخ ورموز وعادات اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.


تاريخ ورموز وعادات اعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.

عيد الميلاد المجيد وعيد رأس السنة الميلادية مناسبات مهمة في حياة إخواننا المسيحيين وان كبر الإنسان يبقى عنده شوق وحنين لمغارة وشجرة الميلاد.
كما العادة الأنوار تتلألأ في البيوت وعلى الشرفات والطرقات, كل هذه الامور تمهد لمناسبة اعياد الميلاد حيث يجتمع الاهل والاحبة معاً ليفرحوا بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية.وبهذه المناسبة احببت ان اعد لكم شرحاً لهذه العادات والمظاهر والتقاليد التي تخص هذه المناسبات وحاولت جمع المعلومات من مختلف المصادر...

سنتكلم عما يلي:
- عن: مدينة بيت لحم مكان ولادة السيد المسيح ؟
- المغارة التي تحولت الى كنيسة (كنيسة المهد)؟
- كيف بدأت الاحتفلات بشجرة الميلاد ؟
- عن مغارة عيد الميلاد؟
- عن بابا نويل؟
- الهدايا والبطاقات ؟
- سبب اختلاف الاعياد ؟
- معلومات عامة

اسم بيت لحم
يرجع أصل التسمية إلى الإله لاهاما أو لاخاما إله النبات والخصوبة لدى حضارات ما بين النهرين القديمة . لعبت بيت لحم دوراً مهماً في العهد القديم باسم المنطقة أفراته والتي بمعنى الخصوبة . أذا ما فهم حرفياً بالعربية كما يستعمله سكان المدينة اليوم كلمتيّ بيت (مكان السكن) ولحم (الذي يُؤكل) كما أنّ كلمة ليحم أو لهخم أو ليهم تعني بالعبرية والآراميّة الخبز، وبهذا يعني اسم بيت لحم بيت اللحم أو بيت الخبز.

كنيسة المهد
تعتبر كنيسة المهد من أقدم كنائس العالم والأهم من هذا حقيقة أنَّ الطقوس الدينية تقام بانتظام حتّى الآن منذ مطلع القرن السادس الميلادي حين شيّد الإمبراطور الروماني يوستنيان الكنيسة بشكلها الحالي.

كانت كنيسة المهد هي الأولى بين الكنائس الثلاث التي بناها الإمبراطور قسطنطين في مطلع القرن الرابع الميلادي حين أصبحت المسيحية ديانة الدولة الرسمية وكان ذلك إستجابة لطلب الأسقف ماكاريوس في المجمع المسكوني الأول في نيقيه عام 325 للميلاد.

في سنة 326 زارت الملكة هيلانة الأراضي المقدسة بغرض مشاهدة الأماكن المهمة في حياة السيد المسيح ، ومن ضمن ما شاهدت مغارة على مشارف بيت لحم حيث ولِدَ فيها السيد المسيح له المجد .
وقد إكتسبت المدينة أهميةً كبيرةً لدى اليهود حيث أنه قد وُلد فيها الملك داوود ، ولكن الشهرة الأكبر والأهمية الأعظم التي إكتسبتها المدينةُ كانت بسبب ولادة مريم العذراء، ويروي إنجيل لوقا أن مريم العذراء و يوسف النجار ذهبا إلى بيت لحم لتسجيل إسمهما في الإحصائيات بحسب أوامر الإمبراطور أغسطس قيصر ، وقد ولدت السيد المسيح أثناء تواجدها هناك ، وأضحت هذه الكنيسة محجاً للمسيحيين من أقطاب العالم كافه ، مما ساهم في تطور المدينة وتقدمها بعدما كانت مجرد قريةٍ صغيره ، وعبارةً عن محطٍ لإستراحة القوافل المرتحلةِ ما بين بلاد الشام و مصر و جزيرة العرب ..

كما ويقال أيضاً بأن النبي يعقوب مر ببيت لحم أثناء ذهابه إلى مدينة الخليل ، وهناك توفيت زوجته راحيل ودفنها قرب المدينة فيما يُعرف اليوم بقبة راحيل ، مما زاد في شهرة المدينة وقداستها لدى أصحاب الديانات السماوية الثلاث كافه ..
يُعلمنا إنجيل لوقا بأن السيد المسيح وُلِدَ في مذودٍ في مغارةٍ حقيرةٍ أذ لم يكن له موضع في المنزل (لوقا 2:7) أما يوستينوس الشهيد فأشار إلى أنّ ذلك المذود وجد في مغارة.

ومن مميزات البناء الذي أنشأه الإمبراطور قسطنطين أنه حوى في بنائه الأساسي مثمناً فيه فتحة تؤدي إلى مغارة الميلاد حيث المذود والنجمة، غرباً يجد المرء بازيليكا كبيرة تنتهي ببهو محاط بالأعمدة والذي يُطلّ على مدينة بيت لحم.

أعيد بناء كنيسة المهد في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور يوستنيان

تقام الطقوس الدينية في كنيسة المهد حسب تقليد كنيسة الروم الأرثوذكس، والجدير بالذكر أنَّ الكنيسة تحوي زوايا للطوائف الشرقية المختلفة مثل السريان الأرثوذكس والأقباط الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس وغيرها. تعد الطقوس الدينية لدى الطوائف الشرقية أساس التحليق في سماء الإيمان القويم لأنها تخاطب كل حواس المؤمن: فالأعين تتمتع بجمال الأيقونات المقدسة، وتشنف الآذان بسماع الترانيم الروحية الغنية بمضامينها العقائدية وألحانها العذبة، وأما رئتا المؤمن فتمتلئان بشذى الروائح العطرة المنبعثة من البخور المقدس وبواسطة هذه الرموز- التي هي واقع عقائدياً- ينتشي المؤمن روحياً وجسدياً ليكون مستعداً كي يمجد الخالق بكل قلبه وبكل قدرته.
في عام 614 للميلاد ، إحتل الفُرس المدينة
ثم وصل الفتح الإسلامي إلى المدينة في عهد عمر بن الخطاب
وإنتزاعها الصليبين من يد السلجوقيين عام 1099، وبقيت المدينة تحت حكم الصليبيين إلى أن حرّرها من جديد صلاح الدين الأيوبي في عام 1187 للميلاد ، ومن ثم انتقلت المدينة إلى حكم العثمانيين في عام 1517 للميلاد ، وفي عام 1852 ونتيجةً للصراع بين اليونان و روسيا من جهه وبقية أوروبا من جهةٍ أخرى على تنظيم سير الأمور والحكم على الأماكن المقدسة وبخاصةٍ كنيسة المهد ، مما ادى إلى إعلان الوضع القائم ( Status Quo ) والذي يحكم سير الأمور في الكنيسة منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا … وقد ادى هذا الصراع إلى هجرة الكثير من أهل المدينة إلى الأمريكيتين . وقعت المدينة في ظل الإنتداب البريطاني في عام 1918 كما هو حال بقية مدن فلسطين ، ومن ثم أصبحت محطاً لللاجئين بعد نكبة عام 1948 وتم احتلالها بعد ذلك في نكسة عام 1967 مع بقية مدن فلسطين كافه ، ومن ثم تم تسليمها إلى السلطة الوطنية الفلسطينيه وفق إتفاقية أوسلو عام 1993 ، وكان تسليمها الرسمي عام 1995

تضاء الشمعة الأولى في الأحد الأول من زمن المجيء
1- شمعة الأمل، 2- شمعة السلام، 3- شمعة الحب، 4- شمعة الفرح
تاريخ ورموز وعادات اعياد الميلاد
شجرة عيد الميلاد
تعددت الاقاويل والمصادر عن عيد الشجرة فترائ لي ان اضع كل المصادر ويستطيع القارئ ان يصل بنفسه الى استنتاج عن عيد الشجرة.

الرأي الأول
لا يرتبط تقليد شجرة
الميلاد بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة.
فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر:
ومع تحديد عيد ميلاد الرب يوم 25 كانون الأول ، أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المهراق من أجلنا.

أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة،
ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً ب"شجرة الحياة" الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور (ومن هنا عادة وضع الإنارة عليها). وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش.
وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605ب.م.
لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840ب.م. على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد.

الرأي الثاني
الشجرة: للشجرة قيمة كبيرة في الكتاب المقدس (شجرة المعرفة) في قصة الخلق والتي أصبحت (شجرة الحياة) مع ربنا يسوع المسيح الفادي على حد تعبير قديسنا العظيم مار افرام السرياني
أول ظهور للشجرة كان في القرن السابع ثم انتقل التقليد إلى اسكندينافيا حتى وصل بشكل واضح في القرن الثالث عشر إلى ألمانيا وفرنسا وعم في كل أوربا.
وفي القرن السادس عشر أقام مارتن لوثر أول شجرة ميلاد مضاءة في العالم، ومن ثم بدأت تظهر الزينة كأكواز الصنوبر والشرائط الملونة على أبواب المنازل والأشجار وهذه عادة كانت سائدة في بلاد الغال وترمز إلىشعار الإمبراطور ديونيسيوس ورمز لكهنة غاليا.
أما الألوان فإنها تحمل رموزاً روحية:
الأخضر: رمز الحياة الجديدة والرجاء والخصب والبركة
الذهبي: رمز الملوكية والمجد والغنى
الأحمر: رمز الشهادة والفداء
الأبيض: رمز الطهارة والنقاء

الرأي الثالث
بالرجوع إلى إحدى الموسوعات العلمية، نلاحظ بأن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية.
وفي عام 727 أو 722م أوفد إليهم البابا القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك. وقام بقطع تلك الشجرة ثم نقلوها إلى أحد المنازل وزينوها، وصارت فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم امريكا، ثم أخيرا لمنطقتنا هنا…. وتفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة.

مغارة عيد الميلاد
في الواقع، لوقا هو الإنجيليّ الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح :" وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ مدينةِ داودَ، لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى. وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ، فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ، لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ." (لوقا 2 : 4-7)
لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.
أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223ب.م وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها.
والمغارة التقليديّة تحتوي على:

تاريخ ورموز وعادات اعياد الميلاد

* يسوع المسيح طفلاً :وهو صاحب العيد.
* يوسف ومريم :رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم" (تك 1: 27).
* الرعاة : وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعيا.ً
* المجوس : وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.
* النجمة : وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسد.
* البقرة : وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح.
* الحمار: وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس. وهو أيضاً رمزالصبر واحتمال المشقات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص.
* الخواريف :وسيلة للغذاء والتدفئة. وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في جماعة المؤمنين، التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.
* الملائكة : يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر .

5- بابا نويل
بقدوم عيد
الميلاد وراس السنة الميلادية تظهر لنا شخصية رجل تميزت افعاله بادخال الفرحة الى قلوب الاطفال وتعرف هذه الشخصية ب ( بابانويل ) او (سانت كلوس) وهي تحريف ل (سانت نيقولاوس ) الذي كان مطرانا على "ميرا " الواقعة في "ليسيا " ويرتدي عادة بابا نويل ثيابا ذات لون احمر مثل لون ثوب المطران . ويشير اللون الاحمر الى الشهادة . لقد عاش المطران نيقولاوس في اواخر القرن الثالث ومطلع القرن الرابع وكان رجلا تقيا يحب الناس، فاهتم بشكل خاص بالايتام الفقراء والاطفال كما اهتم بالارامل ودافع عن المظلومين والسجناء واعرب عن اهتمامه هذا بتوزيع الهدايا عليهم . وهكذا جرت العادة في المسيحية ان يوزع المؤمنون الهدايا على بعضهم البعض في عيد الميلاد اقتداءا بالقديس نيقولاوس . الذي كرمته الكنيسة باعتباره شفيعا للاطفال.

في التقاليد الجرمانيّة، كان الأطفال ينتظرون الإله تهورThor الّذي كان يأتي ليلة عيد الYule، في 25 كانون الأول، ويزور البيوت التي حضّرت له المذبح الخاص به (وهو موقد النار) ويحضر الهدايا إلى الأطفال الّذين علقوا أحذيتهم الخشبيّة على الموقد.
ومع المسيحيّة، اشتهرت شخصيّة القديس نقولا (Santa Claus) الّذي كان يوزّع العطايا على الفقراء.
وقد اندمجت الصورتان في أوروبا مع طغيان فكرة العطاء المجاني.

وبدأت الحقيقة تختلط بالأسطورة.. وجاء اسم بابا نويل ككلمة فرنسية تعنى أب الميلاد وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد وذهب البعض الآخر أن موطنه فنلندا خاصة أن هناك قرية تدعى قرية بابا نويل يروجون لها سياحيا إنها مسقط راس بابا نويل.. ويزورها نحو 75 ألف طفل سنويا..ومع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم قديسيهم ومنهم القديس نيكولاوس أو سانت نيقولا وتطور الاسم حتى صار سانتا كلوز..
أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأميريكي كلارك موريس الّذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد.
وفي عام 1860، قام الرسام الأميريكي بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية حوله.واشتهرت، على أثر ذلك هذه الشخصية في أميركا وبعدها في أوروبا، ثمّ في سائر أقطار العالم.

الهدايا والبطاقات
كانت هذه العادات منتشرة أيام الاحتفالات الرومانيّة.
لكن تبادل الهدايا في عيد الميلاد لم يصبح عادة دائمة في عيد الميلاد إلا في القرن السابع عشر وهي ترمز، في الأساس، للهدايا التي قدّمها المجوس ليسوع
أما بطاقات المعايدة إلى الأصدقاء فتعود إلى سنة 1843 حين طلب السير هنري كول الإنكليزي من ج.ك. هورسلي تصميم بطاقات ميلاديّة ليرسلها إلى أصدقائه. وانتشرت على إثر ذلك هذه العادة وأضحت تقليداً ثابتاً.

سبب اختلاف توقيت عيد الميلاد
وتعود قصة اختلاف تاريخ الميلاد إلى عيد الشمس الذي كان يحتفل به الوثنيون يوم 25 ديسمبر/كانون الأول، بينما كان المسيحيون الأوائل يحتفلون بعيد الميلاد يوم 6 ديسمبر/كانون الأول.
وقد كان المسيحيون الأوائل يقصدون عيد الشمس للمشاركة بأفراحه مع المحتفلين، إلا أنه مع اشتداد عود المسيحية بعد تنصر الإمبراطور الروماني قسطنطين الثاني منع القيمون على المسيحية الغربية المشاركة بعيد الشمس لوثنيته واستبدلوه بعيد الميلاد بينما بقي الشرقيون يحيون الميلاد يوم 6 ديسمبر/كانون الأول.

ونتيجة لذلك الخلاف اتفقت الكنيستان الشرقية والغربية على توحيد العيد بالموعد الذي اعتمدته الكنيسة الغربية، على أن يتم اعتماد التقويم الشرقي بأعياد الفصح في الربيع
غير أن الكنيسة الغربية لم تف بالتزامها باعتماد التقويم الشرقي لأعياد الفصح بعد أن ربحت إقرار الكنيسة الشرقية بموعدها لعيد الميلاد.
نتيجة ذلك انقسمت الكنائس الشرقية بين ملتزم بالتحديد الجديد للميلاد يوم 25 ديسمبر/كانون الأول مثل الكنيسة اليونانية والأرثوذكسية الأنطاكية، فيما تراجعت بقية الكنائس الروسية والأرمنية والأشورية والكلدانية والسريانية عن التزامها وعادت لاعتماد التاريخ السابق لعيد الميلاد يوم 6 ديسمبر/كانون الأول

في العقد قبل الأخير من القرن السادس عشر الميلادي اكتشف عدد من علماء الفلك ان كان ثمة خطأ في حساب طول اليوم, ومن ثم فإن التقويم الميلادي متأخر عشرة أيام عن الواقع. فنقل التاريخ عشرة أيام الى الأمام. وسمي التقويم غربياً بالنسبة الى المشرق. لكن لأن الذي أعلن هذا النظام الجديد كان البابا غريغوريوس الثالث عشر فقد سمي رسمياً التقويم الغريغوري (والمعنى واحد طبعاً).

وتبعت الكنيسة اللاتينية هذا التقويم الجديد, لكن انكلترا, وكانت أصبحت بروتستانتية, فلم تتبعه إلا بعد مدة.

أما الكنيسة الشرقية - بقطع النظر عن تسميتها وانتمائها - فقد حافظت على الحساب القديم: فكان هناك حسابان: شرقي وغربي. ومن ثم كانت الأعياد المسيحية تعيَّد مرتين كل عام - مرة عند الكنائس الغربية (اللاتينية والبروتستانتية) ومرة عند الكنائس الارثوذكسية. (وبهذه المناسبة أصبح الفرق الآن ثلاثة عشر يوماً!). وكانت الكنيسة الروسية, وهي ارثوذكسية تتبع هذا التقويم قبل قيام الاتحاد السوفياتي.
بطريركية انطاكية وسائر المشرق للطائفة الرومية الارثوذكسية تعيِّد الميلاد على الحساب الغربي, لكنها تحتفظ بالحساب الشرقي للعيد الكبير (ذلك أن حساب العيد هذا مرتبط بقيود واردة في العهد الجديد من الكتاب المقدس يجب أن تستوفى).
بطريركية الأرض المقدسة (فلسطين والأردن) تعيِّد العيدين على الحساب الشرقي القديم. لأن الأماكن المقدسة فيها ارتبطت مسيرة العيد, في كل حال, بأوقات وأماكن معينة لا يمكن تبديلها.
الكنائس التابعة للبابوية والمتحدة معها - مثل المارونية والروم الكاثوليك والسريان الكاثوليك الخ فتتبع الحساب الغربي.
الكنيسة الروسية لما عاد إليها نشاطها مؤخراً حافظت على الحساب القديم للعيدين.

معلومات عامة
يٌختصر اسم عيد الميلاد "X mas" لان الحرف الروماني "X" الذي يشبه الحرف اليوناني "X" الذي هو "chi" اي مختصر لاسم المسيح .(Χριστός) خريستوس.
كلمة Christmas مكونة من مقطعين : المقطع الأول هو Christ ومعتاها المخلص وهو لقب للسيد المسيح المقطع الثانى هو mas وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها ميلاد مثل رمسيس معناها ابن رع (را - مسيس) وجائت هذة التسمية للتأثير الدينى للكنيسة القبطية الارثوذكسية في القرون الأولى
اعتبر 25 ديسيمبر ميلاداً ليسوع لأول مرة في القرن الرابع الميلادي زمن حكم الامبراطورقسطنطين
فقد اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد ليسوع لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون بنفس اليوم كولادة لإله الشمس "سول إنفكتوس" ، والذي كان يسمى بعيد "الساتورناليا". لقد كان يوم 25 ديسيمبر عيداً لغالب الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس، فقد احتفلوا بذلك اليوم لأنه من بعد يوم 25 ديسمبر يزداد طول النهار يوماً بعد يوم خلال السنة. ومن الشعوب التي احتفلت بالخامس والعشرين من ديسمبر قبل المسيحية:

قد وضع الرومان هذا التأريخ حيث تشكل تسعة أشهر من ذكرى البشارة – بشارة الملاك لمريم- التي تٌصادف في 25 من مارس. في القدم و في العصور الوسطى كان الاحتفال بعيد الميلاد يٌعد احتفالاً ثانوي أو لا يتم الاحتفال به ابداً. حوالي سنة 220 ، أعلن اللاهوتي ترتليان بأنه قد مات في 25 مارس من سنة 29 بعد الميلاد وقام من بين الاموات بعد 3 أيام. يفضل الدارسين الحديثين وضع تأريخ الصلب في 3 ابريل من سنة 33 بعد الميلاد.

المصادر
copts-united
wikipedia
جريدة النهار البنانية
.copts.ne
aleppostudents
.marnarsay
ومصادر اخرى

منقول بتصرف