بحث هذه المدونة الإلكترونية

2014-07-19

تحميل كتاب الفتاوى للشيخ محمد متولي الشعراوي 672 صفحة على صيغة (PDF)


تحميل كتاب الفتاوى للشيخ محمد متولي الشعراوي 672 صفحة على صيغة (PDF)

للتحميل تنقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب .

تحميل او فتح كتاب الفتاوى..
كل ما يهم المسلم في حياته ويومه وغده


دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل الفقه الإسلامي الميسر للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)


تحميل الفقه الإسلامي الميسر للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)

الفقه الإسلامي الميسر وأدلته الشرعية على طريقة السؤال والجواب

للتحميل تنقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الميسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب.

الفقه الإسلامي الميسر - 1

الفقه الإسلامي الميسر - 2

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل الأحاديث القدسية للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)


تحميل الأحاديث القدسية للشيخ محمد متولي الشعراوي في مجلدين على صيغة (PDF)

للتحميل تنقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب .

الأحاديث القدسية - 1

الأحاديث القدسية - 2

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل كتاب هذا ديننا للشيخ محمد متولي الشعراوي بصيغة (PDF)


تحميل كتاب هذا ديننا للشيخ محمد متولي الشعراوي بصيغة (PDF)
مايجب أن يعرفه المسلم عن الإسلام.. الإيمان.. الإعتقاد.. واليوم الاخر. 560 صفحة

للتحميل انقر على الرابط بزر الفأرة الأيمن ثم احفظ الهدف (Save Target As) .

للمطالعة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح الكتاب .

إضغط هنا لتحميل أو فتح كتاب هذا ديننا

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

تحميل مباشر لمجلدات معجزة القرآن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله -10 مجلدات-

تحميل مباشر لمجلدات معجزة القرآن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله -10 مجلدات-

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أقدم لكم مجلدات معجزة القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي
وعددها 10 مجلدات على صيغة (PDF)
تحميل مباشر
ملفات  معجزة القرآن الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه.
للتحميل إضغط على الرابط بزر الفأرة الأيمن
ثم احفظ المجلد (Save Target As)
للمطالعة والقراءة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح المجلد

المجلدات كاملة

كتاب المعجزة الأول 136 صفحة
كتاب المعجزة الثاني 132 صفحة

كتاب المعجزة الثالث 160 صفحة
كتاب المعجزة الرابع 164 صفحة

كتاب المعجزة الخامس 152 صفحة
كتاب المعجزة السادس 136 صفحة

كتاب المعجزة السابع 148 صفحة
كتاب المعجزة الثامن 156 صفحة

كتاب المعجزة التاسع 180 صفحة
كتاب المعجزة العاشر 168 صفحة

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

2014-07-18

تحميل مباشر: مجلدات خواطر تفسير القرأن للشيخ الشعراوي رحمه الله -20 مجلد-


تحميل مباشر: مجلدات خواطر تفسير القرأن للشيخ الشعراوي رحمه الله -20 مجلد-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أقدم لكم مجلدات خواطر تفسير القرأن الشيخ محمد متولي الشعراوي
عددها 20 مجلدا على صيغة (PDF)
تحميل مباشر
ملفات خواطر تفسير القرأن الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ونفعنا بعلمه.
للتحميل إضغط على الرابط بزر الفأرة الأيمن
ثم احفظ المجلد (Save Target As)
للمطالعة والقراءة انقر على الرابط بزر الفأرة الأيسر ثم انتظر قليلا حتى يتم فتح المجلد

المجلدات كامله

المجلد الأول - 640 صفحة
المجلد الثاني - 640 صفحة

المجلد الثالث - 640 صفحة
المجلد الرابع - 640 صفحة

المجلد الخامس - 640 صفحة
المجلد السادس - 640 صفحة

المجلد السابع - 640 صفحة
المجلد الثامن - 640 صفحة

المجلد التاسع - 640 صفحة
المجلد العاشر - 640 صفحة

المجلد الحادي عشر - 640 صفحة
المجلد الثاني عشر - 640 صفحة

المجلد الثالث عشر - 640 صفحة
المجلد الرابع عشر - 640 صفحة

المجلد الخامس عشر - 640 صفحة
المجلد السادس عشر - 640 صفحة

المجلد السابع عشر - 640 صفحة
المجلد الثامن عشر - 640 صفحة

المجلد التاسع عشر - 640 صفحة
المجلد العشرون - 640 صفحة

دعواتكم في ظهر الغيب لكل من ساهم في هذا العمل ولك بالمثل بإذن الله حين الدعاء

الرجاء ابلاغنا عن اي رابط لايعمل

عرض وتحليل لكتاب ’’ كيف لم أعد يهوديـاً؟ ’’ لشلومو ساند


عرض وتحليل لكتاب ’’ كيف لم أعد يهوديـاً؟ ’’ لشلومو ساند

*الكتاب الأخير من ثلاثية يفتح المؤلف من خلالها النار على مجموعة كبيرة من المسلمات الصهيونية الصنميّة الكاذبة *

(*) رام الله - صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار وفي الوقت نفسه عن منشورات المكتبة الأهلية في عمان، كتاب "كيف لم أعد يهودياً؟- وجهة نظر إسرائيلية"، من تأليف البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، وذلك في ترجمة عربية أنجزها وقدّم لها أنطـوان شلحـت.

ويشكل هذا الكتاب جزءاً أخيراً من ثلاثية يعرض من خلالها المؤلف إعادة نظر جذرية في عدّة مسلمات صهيونية صنميّة كاذبة بواسطة إخضاعها إلى محاكمة تاريخية صارمة.

وكان الجزءان الأول والثاني منها، وهما كتاب "اختراع الشعب اليهودي" وكتاب "اختراع أرض إسرائيل"، قد صدرا أيضاً بترجمة عربية عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- "مدار".

في الجزء الأول كان جهد ساند منصبّاً على تفكيك أراجيف متعلقة بإعادة كتابة وقائع الماضي اليهودي من طرف "كتّاب أكفاء" عكفوا على تجميع شظايا ذاكرة يهودية- مسيانية واستعانوا بخيالهم المجنّح كي يختلقوا، بواسطة هذه الشظايا، شجرة أنساب متسلسلة لـ "الشعب اليهودي".

وفي الجزء الثاني
انصرف جهده نحو تفكيك أراجيف متعلقة بتوكيد صلة هذا "الشعب اليهودي" المختلـق بفلسطين التي تم اختراع اسم لها هو "أرض إسرائيل" في سبيل إثبات تلك الصلة، وجرى استخدامه كأداة توجيه ورافعة للتَخيُّل الجغرافي بشأن الاستيطان الصهيوني منذ أن بدأ قبل أكثر من مئة عام. وفي سياق ذلك قام الكاتب بتقويض أسطورة كون "أرض إسرائيل" الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وأثبت أن الحركة الصهيونية هي التي سرقت هذا المصطلح ("أرض إسرائيل") وهو ديني في جوهره وحولته إلى مصطلح جيو- سياسي، وبموجبه جعلت تلك "الأرض" وطن اليهود، وذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وفي هذا الجزء الثالث
يسلسل ساند العوامل والأسباب التي تجعله يقرّر أن يكفّ عن كونه يهودياً مشيراً على وجه الخصوص إلى أن التزوير وعدم الاستقامة والتبجّح صفات محفورة عميقاً في جميع أشكال تعريف اليهودية في دولة إسرائيل، وإلى أن تعريف الدولة بـأنها "يهودية"، عوضاً عن تعريفها بأنها "إسرائيلية"، ليس تعريفا غير ديمقراطي فحسب، وإنما أيضاً يشكل خطراً على مجرد وجودها وبقائها.

في هذا الإطار يركّز الكاتب على أن ثمة علاقة وثيقة بين تعريف اليهود كـ "إثنوس" أو شعب ـ عرق أبدي وبين سياسة دولة إسرائيل، سواء حيال مواطنيها الذين لا يعتبرون يهوداً، أو حيال مهاجري العمل الذين قدموا إليها يائسين من شواطئ بعيدة، أو - بالتأكيد - حيال جيرانها مسلوبي الحقوق الواقعين تحت وطأة احتلالها المستمر منذ نحو خمسين عاماً.

ويلفت إلى أن من الصعب التنكر لحقيقة جارحة ومؤلمة فحواها أن تنمية هوية يهودية جوهرانية لا دينية، تشجع على التمسك بمواقف استعراقية (متمحورة حول العرق)، عنصرية أو شبه عنصرية، لدى أوساط عديدة واسعة، في إسرائيل وفي خارجها على حد سواء. بالإضافة إلى هذا ثمة علاقة وطيدة بين فهم اليهودية كهوية أبدية ولاتاريخانية وبين الدعم الجارف الذي يبديه جزء كبير ممن يعتبرون أنفسهم يهوداً لسياسة الإقصاء البنيوية، التي ينطوي عليها مجرد تعريف دولة إسرائيل لذاتها، ولسلطة الاحتلال المتواصل في مناطقها الكولونيالية.

وأشار شلحت في سياق تقديمه إلى أن ساند يرمي أساساً من خلال هذا الكتاب إلى دحض مفهوم اليهودية العلمانية الذي كرّسته الصهيونية، إلى جانب تفنيد مفهوم الانتماء الإثني الواحد لليهود. وفي هذا الإطار يشدّد على أنه لا وجود قطّ لـ "ثقافة يهودية علمانية"، نظراً إلى غياب أي لغة مشتركة أو نمط حياة مشترك بين اليهود العلمانيين، وانعدام أي أعمال فنية أو أدبية يهودية علمانية، على الرغم من أنه بالإمكان التعرّف على ملامح ثقافة علمانية يهودية في فكر كارل ماركس وألبرت أينشتاين وسيغموند فرويد مثلاً، غير أنّ هؤلاء عبّروا عنها انطلاقاً من ثقافاتهم الخاصّة، ولم يُرسوا أي أسس لـ "فكر يهودي علماني". ويرى أنّ التوفيق ما بين العلمانية والانتماء إلى اليهودية أمرٌ مستحيل، وقد ينطبق هذا الأمر على سائر الأديان أيضاً.

وأضاف أنه بعد ذلك يستعرض ساند أصول الديانة اليهودية والجذور التاريخية لـ "رُهاب اليهود" في أوروبا، ثم يتوقف عند الممارسات العنصرية في إسرائيل ضدّ العرب الفلسطينيين على وجه الخصوص، وعند موجات التهويد التي لا تنبع من إيمان ديني راسخ، بل تهدف إلى الوقوف في وجه الفلسطينيين لأنّ "المرء كي يكون يهوديّاً في إسرائيل، عليه قبل أي شيء ألّا يكون عربيّاً". ويتساءل: في ظل هكذا ظروف، كيف يستطيع شخصٌ ليس مؤمناً متديّناً، بل إنسانوي ديمقراطي أو ليبرالي يتمتّع بحدٍّ أدنى من النزاهة، أن يستمرّ بالتعريف عن نفسه على أنّه يهودي؟.

عرض وتحليل لكتاب ’’اختراع أرض إسرائيل ’’لشلومو ساند


عرض وتحليل لكتاب ’’اختراع أرض إسرائيل ’’لشلومو ساند

*كتاب ثان ضمن ثلاثية يفتح المؤلف من خلالها النار على مجموعة كبيرة من الأساطير الصهيونية الملفقة*

(*) رام الله - صدر حديثًا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية - مدار وفي الوقت نفسه عن منشورات المكتبة الأهلية في عمان، كتاب "اختراع أرض إسرائيل"، من تأليف البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، وذلك في ترجمة عربية أنجزها أنطوان شلحت وأسعد الزعبي.

ويؤكد المؤلف في مقدمته الخاصة للطبعة العربية أن الاسم الإقليمي (الجغرافي) "أرض إسرائيل" لم يكن قومياً على الإطلاق لدى ظهوره لأول مرة، ولم يكن من الممكن أن يكون كذلك أيضاً، بل كان مصطلحاً لاهوتياً- دينياً. فلقد اعتبر المكان خلال مئات الأعوام في نظر اليهود والمتهودين نقطة انطلاق لبداية الخلاص الغيبي الذي سيحل على العالم بقدوم المسيح.

وأوضح أيضاً أنه راودته ووجهته عندما ألّف هذا الكتاب ثلاثة أسئلة رئيسة: 1) هل كان المكان دائما وطنا لليهود كما تعلم في صغره في المدارس الإسرائيلية؟؛ 2) إلى أي مدى يعتبر هذا المكان اليوم وطناً للذين يعرفون أنفسهم كيهود في أنحاء العالم؟؛ 3) كيف صارت إسرائيل وطن الإسرائيليين الذين يعيشون فيه؟.

قدّم للكتاب باسم مركز "مدار" الكاتب أنطوان شلحت فأشار إلى أنه الجزء الثاني مما يمكن اعتباره ثلاثية يقدّم من خلالها البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة تل أبيب، إعادة نظر جذرية في جملة من المسلمات الصهيونية الصنميّة الكاذبة عبر إخضاعها إلى محاكمة تاريخية متأنية وصارمة ومدروسة.

وكان الجزء الأول منها هو كتاب "اختراع الشعب اليهودي"، وسبق أن صدر بترجمة عربية عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار.

أمّا الجزء الثالث منها فهو كتاب بعنوان "كيف لم أعد يهودياً؟"، وصدر باللغة العبرية العام 2013.

وأضاف شلحت: من نافل القول إن الوقائع التي يوردها ساند، شأنها شأن الاستنتاجات التي يتوصل إليها، توسّع دائرة الضوء كثيراً حول الأراجيف التي لجأت الحركة الصهيونية إليها لتدعيم تلك المسلمات من جهة، ومن جهة أخرى موازية ومكملة لتبرير مشروعها المتعلق باستعمار فلسطين وما ترتب عليه من آثار كارثية مدمرّة بالنسبة إلى سكانها الفلسطينيين الأصلانيين.

ويرى ساند بحق أن هدف الحركة الصهيونية من وراء هذه الأراجيف مجتمعة هو الاستفادة منها في الحد الأقصى ضمن سياق اختلاق قومية جديدة وشحنها بغايات استعمار فلسطين باعتبارها "وطن" أبناء هذه القومية الجديدة منذ أقدم العصور.

وقد تمثل الهدف الأهم من وراء الترويج لتلك الأراجيف في الإقناع بأن هذا "الوطن" (فلسطين) يعود إلى "الشعب اليهودي" وإليه فقط، لا إلى أولئك "القلائل" (الفلسطينيون) الذين أتوا إليه بطريق الصدفة ولا تاريخ قومياً لهم، وفقاً لمزاعم الحركة الصهيونية. وبناء على ذلك فإن حروب ذلك الشعب لاحتلال "الوطن" وبعد ذلك لـ "حمايته" من كيـد الأعداء المتأصل هي حروب عادلة بالمطلق، أمّا مقاومة السكان المحليين الأصلانيين فإنها إجرامية، وتسوّغ ما ارتكب ويُرتكب بحقهم من آثام وشرور مهما تكن فظاعتها.

وتابع: بينما انصب جهد ساند في الجزء الأول على تفكيك الأراجيف المتعلقة بإعادة كتابة الماضي اليهودي، وأساساً من طرف كتّاب أكفاء عكفوا على تجميع شظايا ذاكرة يهودية- مسيانية واستعانوا بخيالهم المجنّح كي يختلقوا، بواسطتها، شجرة أنساب متسلسلة لـ "الشعب اليهودي"، فإن جهده في هذا الجزء الثاني منصب على تفكيك الأراجيف المتعلقة بتأكيد صلة "الشعب اليهودي" بفلسطين التي تم اختراع اسم لها هو "أرض إسرائيل" في سبيل إثبات تلك الصلة، وجرى استخدامه كأداة توجيه ورافعة للتَخيُل الجغرافي للاستيطان الصهيوني منذ أن بدأ قبل أكثر من مئة عام.

وفي سياق ذلك يقوّض الكتاب أسطورة كون "أرض إسرائيل" الوطن التاريخي للشعب اليهودي، ويثبت أن الحركة الصهيونية هي التي سرقت مصطلح "أرض إسرائيل" وهو ديني في جوهره وحولته إلى مصطلح جيو- سياسي، وبموجبه جعلت تلك "الأرض" وطن اليهود في العالم أجمع، وذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

وختم شلحت مؤكداً أن المساهمة الأساسية لهذا الكتاب المهم تبقى كامنة، كما أهمية الكتاب السابق، في نبش الماضي وإيضاح صيرورة الحاضر، بواسطة فتح النار على مجموعة كبيرة من الأساطير الصهيونية الملفقة.

تقديم: وقائع اختراع "أرض إسرائيل" / بقلم: انطوان شلحت

هذا الكتاب هو الجزء الثاني
مما يمكن اعتباره ثلاثية يقدّم من خلالها البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة تل أبيب، إعادة نظر جذرية في جملة من المسلمات الصهيونية الصنميّة الكاذبة عبر إخضاعها إلى محاكمة تاريخية متأنية وصارمة ومدروسة.

وكان الجزء الأول منها هو كتاب "اختراع الشعب اليهودي"، وسبق أن صدر بترجمة عربية عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار. - تم عرضه سابقا -

أمّا الجزء الثالث منها فهو كتاب بعنوان "كيف لم أعد يهودياً؟"، وصدر باللغة العبرية العام 2013. - سيتم عرضه لاحقا -

من نافل القول إن الوقائع التي يوردها ساند، شأنها شأن الاستنتاجات التي يتوصل إليها، توسّع دائرة الضوء كثيراً حول الأراجيف التي لجأت الحركة الصهيونية إليها لتدعيم تلك المسلمات من جهة، ومن جهة أخرى موازية ومكملة لتبرير مشروعها المتعلق باستعمار فلسطين وما ترتب عليه من آثار كارثية مدمرّة بالنسبة إلى سكانها الفلسطينيين الأصلانيين.

ويرى ساند بحق أن هدف الحركة الصهيونية من وراء هذه الأراجيف مجتمعة هو الاستفادة منها في الحد الأقصى ضمن سياق اختلاق قومية جديدة وشحنها بغايات استعمار فلسطين باعتبارها "وطن" أبناء هذه القومية الجديدة منذ أقدم العصور.

وقد تمثل الهدف الأهم من وراء الترويج لتلك الأراجيف في الإقناع بأن هذا "الوطن" (فلسطين) يعود إلى "الشعب اليهودي" وإليه فقط، لا إلى أولئك "القلائل" (الفلسطينيون) الذين أتوا إليه بطريق الصدفة ولا تاريخ قومياً لهم، وفقاً لمزاعم الحركة الصهيونية. وبناء على ذلك فإن حروب ذلك الشعب لاحتلال "الوطن" وبعد ذلك لـ "حمايته" من كيـد الأعداء المتأصل هي حروب عادلة بالمطلق، أمّا مقاومة السكان المحليين الأصلانيين فإنها إجرامية، وتسوّغ ما ارتكب ويُرتكب بحقهم من آثام وشرور مهما تكن فظاعتها.

وبينما انصب جهد ساند في الجزء الأول على تفكيك الأراجيف المتعلقة بإعادة كتابة الماضي اليهودي، من طرف كتّاب أكفاء عكفوا على تجميع شظايا ذاكرة يهودية- مسيانية واستعانوا بخيالهم المجنّح كي يختلقوا، بواسطتها، شجرة أنساب متسلسلة لـ "الشعب اليهودي"، فإن جهده في هذا الجزء الثاني منصب على تفكيك الأراجيف المتعلقة بتأكيد صلة "الشعب اليهودي" بفلسطين التي تم اختراع اسم لها هو "أرض إسرائيل" في سبيل إثبات تلك الصلة، وجرى استخدامه كأداة توجيه ورافعة للتَخيُل الجغرافي للاستيطان الصهيوني منذ أن بدأ قبل أكثر من مئة عام.

وفي سياق ذلك يقوّض الكتاب أسطورة كون "أرض إسرائيل" الوطن التاريخي للشعب اليهودي، ويثبت أن الحركة الصهيونية هي التي سرقت مصطلح "أرض إسرائيل" وهو ديني في جوهره وحولته إلى مصطلح جيو- سياسي، وبموجبه جعلت تلك "الأرض" وطن اليهود، وذلك منذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ويلفت من ضمن أمور أخرى إلى أن أتباع الحركة البيوريتانية- وهي الحركة "التطهّرية" التي انبثقت عن البروتستانتية في بريطانيا- وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، كانوا أول من قرأ التناخ (العهد القديم) على أنه كتاب تاريخي، ونظراً إلى كون هؤلاء متعطشين إلى الخلاص فقد ربطوا بين حركتهم ونهضة "شعب إسرائيل" في أرضه. ويشدّد على أن هذه الرابطة لم تنشأ نتيجة قلقهم على اليهود الذين كانوا يعانون الأمرّين، وإنما أساساً بدافع الرؤيا القائلة إنه فقط بعد عودة "بني إسرائيل" إلى صهيون سيحلّ الخلاص المسيحي على البشرية جمعاء، وفي إطار صفقة الرزمة طويلة الأمد هذه من المفترض أن يتنصّر اليهود، وعندها سيحظى العالم برؤية عودة يسوع المتجددة. وفي ضوء ذلك يؤكد المؤلف أن هؤلاء الذين يُطلق عليهم اسم "الصهاينة الجدد"، لا اليهود، هم الذين اخترعوا "أرض إسرائيل" كمصطلح جيو - سياسي معاصر.

ولدى الربط بين هذا الكتاب الجديد والكتاب السابق ينوّه ساند بأنه قرر تأليف "اختراع أرض إسرائيل" عقب الانتقادات التي جرى توجيهها إلى كتاب "اختراع الشعب اليهودي". وفي هذا الإطار يشير إلى أن المؤرخ البريطاني المؤيد للصهيونية سايمون شاما ادعى أن كتابه السابق فشل في محاولة فصم العلاقة بين "أرض الآباء" والتجربة اليهودية، فيما كتب نقاد آخرون أنه كان في نيته تقويض "الحق التاريخي لليهود في وطنهم القديم: أرض إسرائيل". وهو يؤكد أنه فوجئ كثيراً، إذ إنه لم يفكر قطّ أن الكتاب يقوّض هذا الحق لعدم وجود اعتقاد لديه على الإطلاق بأن لليهود حقاً تاريخياً في البلاد. ولم يكن يتصوّر أن يكون هناك في مطلع القرن الحادي والعشرين نقاد يبرّرون إقامة دولة إسرائيل بواسطة ادعاءات على غرار أنها "أرض الآباء" أو من خلال التذرّع بحقوق تاريخية عمرها آلاف الأعوام. وأوضح أنه عندما دافع عن وجود اليهود وحقوقهم هنا كان سبب ذلك يعود إلى ضائقتهم التي تفاقمت بدءا من نهاية القرن التاسع عشر عندما تقيأتهم أوروبا من داخلها، وأغلقت الولايات المتحدة أبوابها أمامهم في مرحلة معينة، لا بسبب توق قومي معتّق أو حق تاريخي.

ويشير إلى أنه بعد الانتقادات التي تعرّض لها الكتاب السابق أدرك أنه يعتوره نقص يجب تلافيه من خلال تأليف كتاب آخر بشأن طبيعة اختراع "أرض إسرائيل" كحيّز إقليمي للشعب اليهودي يتغيّا تحقيق هدفين:

- أولاً، كيف تدحرج هذا الاختراع في الهستوريوغرافيا الصهيونية والممارسات الاستيطانية الصهيونية على مدار الأعوام المئة والعشرين الفائتة؛

- ثانياً، تفنيد الأسطورة القائلة بأن "أرض إسرائيل" كانت دائماً مُلكاً لـ "الشعب اليهودي" بوعد من الله الذي أودع في أيدي رسله كوشاناً هو التناخ قامت الصهيونية رغماً عن كونها حركة علمانية بتأميمه وحولته إلى كتاب تاريخ في كل شيء.

كما يشير إلى أنه عندما كان شابا فإن مصطلح "أرض إسرائيل" شكّل جزءا من قاموسه على الرغم من كونه يسارياً، وكان واثقا من أنه مصطلح تناخي، وفجأة تبين له أنه لا توجد "أرض إسرائيل" في التناخ بعد أن دقق في مكانتها فيه وفي الأدبيات اليهودية القديمة. ويقول إن كلمة "وطن" تظهر تسع عشرة مرة في جميع أسفار التناخ ونصفها في سفر التكوين، لكن هذا المصطلح يتعلق بمسقط الرأس أو المكان الذي يدل على أصل عائلة، لا بإقليم جيو - سياسي مثلما كانت الحال لدى اليونان أو الرومان. وليس هذا وحسب بل أيضاً لم يخرج أبطال التناخ بتاتاً للدفاع عن وطنهم كي يحظوا بالحرية أو بدافع وطنية سياسية. ويشدّد على أن النصوص التناخية تشير إلى أن "الديانة اليهودية"- نسبة إلى يهوه- لم تنم في أرض كنعان وأن نشوء التوحيد حدث خارج "أرض الميعاد".

وفيما يتعلق بنشوء مصطلح "أرض إسرائيل" يقول إن اسم البلاد في التناخ كان كنعان، وفي فترة "الهيكل الثاني" كان المصطلح الشامل هو "أرض يهودا". ومصطلح "أرض إسرائيل" يظهر في الميشناه، لكنه ليس مطابقا لبلاد الوعد الإلهي الذي مُنح إلى إبراهيم. و"أرض إسرائيل" كاسم ورقعة تظهر في التلمود بصيغ يعدّدها في الكتاب، وفي تقديره فإن المصطلح ظهر بعد أن غير الرومان اسم يهودا إلى سورية - بلسطينا، وعندها بدأوا في التشديد على مصطلح "أرض إسرائيل". لكن وفقا للتلمود فإن هذه منطقة تمتد جغرافياً من جنوب عكا إلى شمال عسقلان، ويظهر المصطلح كفريضة، أي أن "أرض إسرائيل" التلمودية ليست مصطلحا جيو - سياسيا، وإنما هي مصطلح ثيوقراطي يتطرّق إلى أرض مقدسة تسري على سكانها فرائض خاصة مرتبطة بالبلاد. ويلفت إلى أن قلائل فقط مستعدون لأن يقرّوا بأن "أرض إسرائيل" في أسفار التناخ لم تشمل القدس والخليل وبيت لحم، وأن التناخ استخدم الاسم الفرعوني للمنطقة وهو "أرض كنعان".

ولدى بحث ساند في أدبيات المكابيين ومخطوطات فيلون الإسكندراني وكتب المؤرخ اليهودي يوسيفوس فيلافيوس التي تجمل معظم فترة "الهيكل الثاني"، لم يتعثر بأي ذكر لمصطلح "أرض إسرائيل" ولو مرة واحدة.

بطبيعة الحال يضيق المجال للإحاطة بكل الوقائع التي يوردها هذا الكتاب فيما يتعلق باختراع "أرض إسرائيل".

ويعيد المؤلف تأكيد الحقيقة بأن اليهود لم يكونوا شعباً مختاراً موزّعاً على وجه البسيطة، بل إن الديانة اليهودية كانت ديناً ديناميكياً جديداً انتشر وحقق رواجاً كبيراً. وجماهير المتهودين وذراريهم كانوا يتطلعون، بشجاعة وقوة نفسية، إلى المكان المقدس الذي كان يفترض أن ينبلج منه الخلاص، ولم يخطر في بالهم جدياً قطّ أن يهاجروا إليه ولم يفعلوا ذلك حقاً. ولم تكن الصهيونية استمراراً لليهودية مطلقاً بل كانت نقضاً لها، ولذا فقد رفضتها هذه الأخيرة رفضاً قطعياً. لكن، على الرغم من كل هذا ثمة منطق تاريخي معيّن استحوذ على الأسطورة وساهم في تحقيقها جزئياً.

إن المساهمة الأساسية لهذا الكتاب المهم كامنة، كما الكتاب السابق، في نبش الماضي وإيضاح صيرورة الحاضر، بواسطة فتح النار على الأساطير الصهيونية الملفقة.

ويخصص المؤلف خاتمة كتابه لإطلاق دعوة من أجل أن تثبت جامعة تل أبيب حيث يعمل عند مدخلها لوحة تذكارية لمهجري الشيخ مونّس، القرية الوادعة التي اختفت كما لو أنها لم تكن، مشيراً إلى أنه يحرص على تعليم طلابه، في مستهل أي مسار تعليمي، أن أي ذاكرة جماعية هي بهذا القدر أو ذاك نتاج هندسة ثقافية تعديلية تخضع، على الدوام تقريباً، لاحتياجات الحاضر ومزاجه السائد، وإلى أن من عادته التأكيد، بوجه خاص، أنه لدى الحديث عن تاريخ الأمم، فليس الماضي هو الذي يخلق الحاضر، بل إن "الحاضر القومي" هو الذي يعجن الماضي ويصوغه لنفسه، بصورة حرة تماماً، بينما يشمل هذا الماضي دائما ثغرات كبيرة جداً من النسيان.

ولا شك في أن ساند يصوغ رؤيا تتعلق بالمستقبل تبدو مستاءة للغاية من الحاضر ومسنودة بفهم الماضي فهماً براغماتياً. وما يتبين، على نحو جليّ، من رؤيته هذه هو أنه مناهض للكينونة التي تحكم إسرائيل على نفسها البقاء في خضمها والتي يرى أنها تنذر بأوخم العواقب.

في الكتاب السابق أعرب عن اعتقاده بأن المشروع المثالي لحل الصراع المحتدم منذ مئة عام ولحفظ الوجود المنضفر والوثيق الصلة إقليمياً بين اليهود والعرب، يتمثل في قيام دولة ديمقراطية ثنائية القومية تمتد من البحر الأبيض المتوسط وحتى نهر الأردن، لكنه رأى أنه لن يكون من الحكمة بمكان مطالبة الشعب اليهودي- الإسرائيلي، بعد كل هذا الصراع الدامي والطويل، وفي ضوء التراجيديا التي مرّ بها كثيرون من مؤسسيه المهاجرين في القرن العشرين الفائت، أن يتحوّل بين عشية وضحاها إلى أقلية في دولته. لكن "إذا كان من السخف والبلاهة مطالبة اليهود الإسرائيليين بتصفية دولتهم"، على حدّ تعبيره، فإن من الواجب الإصرار على ضرورة أن يكفوا عن الاحتفاظ بها لأنفسهم كدولة منغلقة تمارس الإقصاء والتمييز بحق جزء كبير من مواطنيها الذين ترى فيهم غرباء غير مرغوب فيهم، في إشارة إلى الفلسطينيين في الداخل.

وقد أعاد الكرّة بهذا الشأن تحديداً في هذا الكتاب بلفت انتباه القراء العرب إلى أنه إذا لم تكن إسرائيل وطن يهود العالم رغم الصلة المجرّدة للكثير منهم بها، إلا إنها وطن الإسرائيليين الذين يعيشون فيها. وبرأيه ارتُكبت أخطاء كثيرة جداً عندما تجاهل الزعماء والمثقفون العرب ولفترة طويلة جداً حقيقة جزم بأنها تاريخية مؤداها أن "الاستيطان الصهيوني نجح في أن ينتج في فلسطين شعباً جديداً (الشعب اليهودي- الإسرائيلي) علاقته بالمكان تحمل ملامح قومية ووطنية جلية". وبطبيعة الحال، كان هذا الاستيطان على حساب السكان المحليين، وأدى إلى خراب لم يدفع ثمنه، لكن "الذراري الحاليين لهذا الاستيطان غير قادرين على التخلي عن كل أجزاء الإقليم الذي سيطر عليه آباؤهم بالقوة بل وحتى من خلال العمى الأخلاقي".

عرض وتحليل لكتاب ’’اختراع الشعب اليهودي’’لشلومو ساند


عرض وتحليل لكتاب ’’اختراع الشعب اليهودي’’لشلومو ساند

*هذا الكتاب أثار ولا يزال يثير مناقشات عاصفة في إسرائيل وخارجها نظرًا لكونه أحد أكثر الكتب إثارة وتحديًا مما لم تألفه الأبحاث الإسرائيلية منذ فترة طويلة بشأن موضوعة الشعب اليهودي*

صدر هذا الكتاب عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" وفي الوقت نفسه عن منشورات المكتبة الأهلية في عمان كتاب "اختراع الشعب اليهودي"، من تأليف البروفسور شلومو ساند، أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب، وذلك في ترجمة عربية راقية أنجزها سعيد عيّاش ودققها أسعد زعبي وراجعها وقدّم لها أنطوان شلحت.

ويعتبر هذا الكتاب واحدًا من أكثر الدراسات المثيرة إن لم يكن الأكثر إثارة في تاريخ اليهود التي رأت النور خلال السنوات الأخيرة. ويقوم ساند فيه برحلة نبش تمتد على مدار آلاف السنوات إلى الوراء. وكانت حصيلتها النهائية طرح مسهب يثبت أن اليهود الذين يعيشون اليوم في إسرائيل وفي أماكن أخرى من العالم ليسوا على الإطلاق أحفاد "الشعب العتيق" الذي عاش في "مملكة يهودا" إبان فترة "الهيكل الثاني". وبحسب ما يقوله فإن أصولهم تعود إلى شعوب متعددة اعتنقت اليهودية على مرّ التاريخ في أماكن شتى من حوض البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة، وإن هذا يشمل أيضاً يهود اليمن (بقايا مملكة حمير في شبه الجزيرة العربية التي اعتنقت اليهودية في القرن الرابع الميلادي) ويهود أوروبا الشرقية الإشكنازيين (وهم من بقايا مملكة الخزر البربرية التي اعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي).

وخلافاً للـ "مؤرخين الإسرائيليين الجدد" الآخرين، الذين سعوا إلى تقويض مسلمات الهستوريوغرافيا الصهيونية وحسب، فإن ساند لا يكتفي في هذا الكتاب بالعودة إلى سنة 1948 أو إلى بداية الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر، بل يبحر آلاف السنين إلى الوراء، ساعياً إلى إثبات أن الشعب اليهودي لم يكن أبداً "شعبا عرقيا" ذا أصل مشترك، وإنما هو خليط كبير ومتنوع لمجموعات بشرية تبنت خلال مراحل مختلفة من التاريخ الديانة اليهودية. وبحسب قوله فإن النظرة الميثولوجية إلى اليهود كشعب عريق أدّت بعدد من المفكرين الصهيونيين إلى تبني فكر عنصري تماماً.

ويقول ساند "كانت هناك فترات في أوروبا إذا ما قال فيها أحد بأن جميع اليهود ينتمون إلى شعب ذي أصل غير يهودي فإن مثل هذا الشخص كان يُنعت فوراً باللاسامية. أما اليوم فإذا ما تجرأ أحد ما على القول إن الذين يعتبرون يهوداً في العالم (...) لم يشكلوا أبداً شعباً أو قومية، وإنهم ليسوا كذلك حتى الآن، فإننا نجده يوصم في الحال بكراهية إسرائيل".

وهو يرى أن وصف اليهود كشعب مشرد ومعزول من المنفيين الذين "عاشوا في تنقل وترحال على امتداد الأيام والقارات ووصلوا إلى أقاصي الدنيا وفي نهاية المطاف استداروا مع ظهور الحركة الصهيونية كي يعودوا جماعياً إلى وطنهم الذي شردوا منه" ما هو إلاّ "خرافة قومية" فاقعة.

ويضيف أنه "في مرحلة معينة من القرن التاسع عشر أخذ مثقفون من أصل يهودي في ألمانيا على عاتقهم مهمة اختراع شعب بأثر رجعي، وذلك من منطلق رغبتهم الجامحة في اختلاق قومية يهودية عصرية. ومنذ المؤرخ هاينريخ غيرتس شرع كتاب ومثقفون يهود بإعادة كتابة تاريخ اليهود كتاريخ شعب تحول إلى شعب مشرد وانعطف في نهاية المطاف ليعود إلى وطنه".

وتتصدّر كتاب "اختراع الشعب اليهودي" مقدمة كتبها المؤلف إلى قراء الطبعة العربية وأشار فيها، ضمن أمور أخرى، إلى أنه أنجز هذا الكتاب بعد التقدم المفاجئ للهستوريوغرافيات المسماة في إسرائيل "ما بعد صهيونية". وأضاف: لقد تلقفت إنجازات علوم الآثار الإسرائيلية الجديدة، وأضفت لذلك تحليلا لأبحاث تاريخية قديمة منسية ودمجتها سوية مع نظريات عصرية في بحث الأمة والقومية. وربما لم أكتشف أي جديد في هذا الكتاب، ومع ذلك فقد أزلت الغبار عن مواد جرى تهميشها ونظمت المعلومات بشكل نقدي لم يسبق، وفقا لمعرفتي، أن تم طرحه قبل ذلك. وقد اتهمني المؤرخون الصهاينة بأني منكر الشعب اليهودي. ورغم أن نيتهم غير الشريفة من استعمال هذا المصطلح هي التذكير بالجرم القبيح المسمى "إنكار المحرقة" فلا بد لي من الاعتراف بأنهم كانوا على حق. فعلى الرغم من أن مصطلح "شعب" فضفاض، وغير واضح جداً، إلا إني لا أعتقد بأنه كان في أي زمن مضى شعب يهودي واحد مثلما لم يكن هناك شعب مسلم واحد. لقد كان هناك ولا يزال يهود ومسلمون في التاريخ، وتاريخهم غني، متنوع ومثير. واليهودية، شأنها شأن المسيحية والإسلام، كانت على الدوام حضارة دينية مهمة وليست ثقافة - شعبية قومية. إن الذي وحد اليهود على مر التاريخ هو مكونات عقائدية قوية وممارسة طقوس غارقة في القدم. ولكن، مثلما نعلم جميعا فإنه لا موطن للإيمان، وخلافا لذلك فإن الشعوب ينبغي أن يكون لها وطن. لذلك اضطرت الصهيونية إلى تأميم الديانة اليهودية وتحويل تاريخ الجماعات اليهودية إلى سيرة شعب "إثني".

وأكد مركز مدار، في كلمات التقديم، أن المساهمة الأساسية لهذا الكتاب المهم كامنة في نبش الماضي وإيضاح صيرورة الحاضر، بواسطة فتح النار على الاعتقاد الملفق بالأصل الواحد للشعب اليهودي العرقي. وهو يُعدّ الإيضاح المحدّث، من حيث تناوله الطروحات المتداولة في هذا الشأن حتى الفترة الراهنة، بما في ذلك ضمن مجال الدراسات البيولوجية والوراثية. وفضلاً عن ذلك فإن ساند يصوغ رؤيا تتعلق بالمستقبل تبدو مسنودة بفهم الماضي فهمًا واقعيًا. وما يتبين على نحو جليّ من رؤيته هذه هو أنه مناهض للكينونة التي تحكم إسرائيل على نفسها البقاء في خضمها والتي يرى أنها تنذر بأوخم العواقب.

وكان كتاب "اختراع الشعب اليهودي" قد أثار منذ صدوره لأول مرة باللغة العبرية في العام 2008 ولا يزال يثير مناقشات عاصفة في إسرائيل وخارجها، نظرًا لكونه "أحد أكثر الكتب إثارة وتحديًا، مما لم تألفه الأبحاث الإسرائيلية منذ فترة طويلة بشأن موضوعة الشعب اليهودي المشحونة"، وفقًا لأقوال أحد كبار المؤرخين في إسرائيل. كما أنه تُرجم إلى لغات عديدة في العالم. وقال عنه المفكر العالمي المعروف إريك هوبسباوم إنه بمثابة "تمرين ضروري في حالة إسرائيل من أجل تفكيك الخرافة القومية التاريخية والدعوة إلى إسرائيل التي يتشارك فيها على قدم المساواة سكانها كافة". أمّا المؤرخ توني جادت فأشار إلى أن ساند "أعاد بناء تاريخ اليهود وقام بإدماجه في القصة العامة للبشرية، بدلا من أسطورة الأمة الفريدة والمصير الخصوصي- الشعب المطرود، المعزول، التائه، والعائد أخيرا إلى وطنه الحق". وأشار الكاتب اللبناني إلياس خوري إلى أن "مقولات ساند تذهب إلى المحرّم وتفككه، وهو بهذا ينقل النقاش التاريخي الإسرائيلي من إطار المؤرخين الجدد الذين كشفوا وقائع النكبة والطرد المنظم العام 1948، إلى أفق جديد قوامه إعادة نظر جذرية في المسلمات الصهيونية وإخضاعها لمحاكمة تاريخية جذرية". ورأى الأستاذ الجامعي الدكتور خالد الحروب أن الأطروحة الأساسية لهذا الكتاب "هي أنه لا وجود لقومية يهودية نقية أو شعب يهودي واحد يعود في أصوله الإثنية والبيولوجية إلى جذر منفرد كما يزعم الفكر الصهيوني. هناك الدين اليهودي وأتباعه ينتسبون إلى قوميات وإثنيات وجغرافيات متنوعة ومتباعدة، ولا يربطهم سوى الانتساب إلى هذا الدين، كما هي حال المسيحيين أو المسلمين أو غيرهم في التاريخ الماضي والحاضر. والمشروع الصهيوني الذي تطورت بذوره في القرن التاسع عشر متأثراً بالقومية الألمانية وبزوغ وتجذر عصر القوميات في أوروبا قام عبر استنساخه التجربة الأوروبية بخلق واختراع قومية يهودية ليست موجودة من ناحية تاريخية وعلمية". وأكّد الدكتور ماهر الشريف أن الكتاب حمل له "متعة اكتشاف مقاربة جديدة، ومتميّزة، لتاريخ اليهود".

2014-07-16

مناظرة بين أئمة الإسلام الأربعة :


مناظرة بين أئمة الإسلام الأربعة :

في التاريخ الاسلامى كان هناك فقهاء عاشوا بفقههم في القرن الثاني عشر الثامن الميلادي.
وحملوا في حياتهم وبعد مماتهم لقب: إمام من علماء عصرهم وتلاميذهم وعلماء الأجيال التالية...
لأنهم كانوا مجتهدين وأصحاب مناهج في الفقه الاسلامى.
وكانوا علماء يستنبطون الاحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية معتمدين في أسس هذا الاستنباط على فهمهم لنصوص القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والسنة المأثورة,
ففي التاريخ الاسلامى يوجد طريقان رئيسيان في الفقه الاسلامى هما:
طريق أهل السنة أو الجماعة
وطريق الشيعة العلويين
وفى كل من الطريقين كان أئمة وعلى رأس أئمة أهل السنة كان فقهاء أربعة عظام عاشوا كفقهاء أئمة هم :
- الإمام أبو حنيفة النعمان
- الإمام مالك بن أنس
- الإمام الشافعي
- الإمام احمد بن حنبل
وكانوا من جيل تابعي التابعين ... والتابعون هم من تبعوا صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعايشوهم حياة وعلماً، وتابعوا التابعين هم من لم يروا الصحابة... وعرفوا علم الصحابة من التابعين حين تتلمذوا على أيديهم.
وكل المتفقهين من الصحابة وتابعيهم كانوا يضعون لبنات أولى في صروح الفهم: لعلم القرآن، وعلوم الحديث، وآثار السنة، والسلف الصالح... ويستنبطون الأحكام الشرعية في ضوء فهمهم لنصوص القرآن والسنة... ويفتون فيما يستجد من الوقائع والحوادث بعد الفتوحات الإسلامية باستنباط الأحكام في ضوء نصوص القرآن والسنة بالرأي وبالقياس فيما عرف بفتاوى الصحابة وفتاوى التابعين.
الأئمة الأربعة المفقهون على جيل التابعين جمعوا هذه اللبنات وأضافوا إليها وساروا بها في طرائق أربعة:

طريق الرأي وإمامه "أبو حنيفة النعمان".
طريق أهل السنة وإمامه "مالك بن انس".
طريق يجمع بين هذين الطريقين هو طريق النقل والعقل معا وإمامه "الشافعي".
طريق الأتباع وإمامه "احمد بن حنبل" وهو طريق يقترب كثيرا من طريق الإمام مالك ويبتعد كثيرا عن طريق الإمام أبى حنيفة النعمان.
وبهؤلاء الأئمة الأربعة جمع الفقه المتناثر الأبواب والموضوعات في حقبتي الصحابة والتابعين وأضيف له الكثير ووضعت له الأسس والأصول ودونت فيه الكتب في أبواب وفصول وصار علما متعدد الدروب غنيا بثروته الفقيه والتشريعية في زمن لا يزيد عن مائة عام إلا قليلا وفى مدائن أربعة... بغداد والمدينة ومكة والقاهرة ففي هذه المدائن أو في إحداها نما فقه كل فقيه إمام وتفرع وتطور ثم انتشر في العالم الاسلامى وتفاوت انتشار فقه كل فقيه من عصر إلى عصر ومن مكان إلى مكان في العبادات وفى المعاملات وفى القضاء.
والفقه معناه عند هؤلاء الأئمة هو العلم بالأحكام الشرعية المأخوذة من أدلتها التفصيلية ...وفى إطار هذا التخصيص كانت جهود أئمة الإسلام الأربعة وكانت اجتهادات هؤلاء الأئمة الفقهاء عن: أفعال المكلف وحكمها ودليلها في العبادات والمعاملات.
المرجع: من كتاب أئمة الإسلام الأربعة...لسليمان فياض

سيتبع هذا المقال دراسة مفصلة عن كل إمام من الأئمة الأربعة .
الإمام أبو حنيفة النعمان...إمام أهل الرأي.
الإمام مالك بن أنس (إمام أهل السنة).
الإمام الشافعي وأثره في وضع علم "أصول الفقه".
الإمام أحمد بن حنبل/ إمام الإتباع.